الصفويون

عودة للموسوعة

الصفويون

الامبراطورية الإيرانية الصفوية

سلسله صفویه ایران
1501–1736
فهم إيران الصفوية
الامبراطورية الصفوية
المكانة امبراطورية
العاصمة تبريز، قزوين، إصفهان
اللغات الشائعة الفارسية
الدين الإسلام الشيعي
الحكومة ملكية
Persian Emperor  
• 1501-1524
إسماعيل الأول
• 1524-1576
تهماسپ الأول
• 1587-1629
عباس الأول
• 1732-1736
عباس الثالث
التاريخ  
• تأسيس الطريقة الصفوية الصوفية على يد صفي الدين أردبيلي
1301
• تأسست
1501
• الغزوالهوتاكي
1722
• اعادة الفتح بقيادة نادر أفشار
1726-1729
• انحلت
1736
• نادر أفشار يُتوج شاهاً
8 مارس 1736
Area
2,850,000 kم2 (1,100,000 ميل2)
Preceded by
Succeeded by
التيموريون
آق قويونلو
هوتاكيون
أفشاريون
تاريخ إيران
قائمة إمبراطوريات فارس - ملوك فارس
  • حضارات قبل عيلامية (3200–2700 ق.م.)
  • حضارة جيروفت (3000–قخمسة ق.م.)
  • سلالات عيلام (2700–539 ق.م.)
  • مملكة ماني (10th–ق 7. ق.م.)
  • الامبراطورية الميدية (728–550 ق.م.)
  • الامبراطورية الاخمينية (648–330 ق.م.)
  • الامبراطورية السلوقية (330–150 ق.م.)
  • الامبراطورية البارثية (250 ق.م.– 226 م)
  • الامبراطورية الساسانية (226–650)
  • عصر الخلافة الإسلامية (637–651)
  • خلافة أموية (661-750)
  • خلافة عباسية (750-1258)
  • الدولة الطاهرية (821–873)
  • الدولة العلوية (إيران) (864–928)
  • سلالة الصفاريون (861–1003)
  • دولة سامانية (875–999)
  • الدولة الزيارية (928–1043)
  • دولة بويهية (934–1055)
  • دولة غزنوية (963–1187)
  • السلالة الغورية (1149–1212)
  • الامبراطورية السلجوقية (1037–1194)
  • الدولة الخوارزمية (1077–1231)
  • إلخانات المغول (1256–1353)
  • المظفرون (1314–1393)
  • چوپانيون (1337–1357)
  • الجلائريون (1339–1432)
  • الامبراطورية التيمورية (1370–1506)
  • هجرمان قرة قويونلو(1407–1468)
  • هجرمان آق قويونلو(1378–1508)
  • الامبراطورية الصفوية (1501–1722/1736)
  • سلالة هوتاكي گيلزاي (1722–1729)
  • الدولة الأفشارية (1736–1802)
  • زنديون (1750–1794)
  • قاجاريون (1781–1925)
  • أسرة پهلوي (1925–1979)
  • الثورة الإسلامية (1979)
  • الحكومة الانتنطقية (1979–1980)
  • الجمهورية الإسلامية الإيرانية (1980–الحاضر)
تحرير

الصفويون أوآل صفويان ، هم سلالة هجرمانية من الشاهات حكمت في بلاد فارس (إيران) سنوات 1501-1722 م. المقر: تبريز: حتى 1548 م، قزوين: 1548-1598 م، إصفهان: منذ 1598 م.

التاريخ

مقتطفات من صفوة الصفا، تصف نسب الشيخ صفي الدين على أنه كردي. وچون نسبت بيروز با كرد رافت ترجمتها "ولما كان نسب بيروز كردياً، فهوكردي"

أسس الشيخ صفي الدين الأردبيلي (1252-1334م) طريقته الصوفية في أردبيل (أذربيجان) سنة 1300 م. أصبحت أردبيل عاصمة دينية ثم سياسية لأتباعه (مع تحولها إلى حركة سياسية). تحول أبناء هذه الطائفة منذ منتصف القرن الـ15 م إلى الممضى الشيعي. نجح الصفويون في الوصول إلى الحكم (على بعض المناطق) أثناء زعامة جنيد (1447-1450 م) ثم حيدر (1460-1488 م)، والذين استطاعا إنشاء تنظيم سياسي وتكوين وحدات خاصة من الجيش، أوالقزلباش (القزل باش أوالرؤوس الحمراء نسبة إلى التاج أوالعمامة الحمراء التي يرتديها أتباع الطريقة الصفوية، وتربط العمامة بإثني عشرة لفة تلميحا للأئمة الإثنى عشر).

الإمبراطورية الصفوية في أكبر توسعاتها

تولى إسماعيل الصفوي (1501-1524 م) منذ سنة 1494 م زعامة التنظيم وقام بالدعوة إلى الممضى الشيعي. استولى على مناطق غيلان (گيلان)، واصل سنوات 1499-1501 في توسعه حتى ضم تام بلاد فارس (إيران). قام بطرد القرة قويونلوسنة 1507 م واستولى العراق. أقر الممضى الشيعي الإثني عشري ممضىا رسميا للدولة. حاول حتى يسوي بين الفئات الهجرمانية في الجيش (القزلباش) والفئات من أصول إيرانية (الإدارة). انهزم أمام العثمانيين في مسقطة چلدران (جلدران) سنة 1514 م. توالت الحروب بينهم وبين العثمانيين على الحدود الغربية من البلاد من جهة، وبين الأوزبك (الشيبانيون في بخارى) على الحدود الشرقية من جهة أخرى. استطاع طهماسب (1524-1576 م) حتى يحيَّد أعدائه عن طريق سياسته المتوازنة وتسويته للمشاكل الدينية. كما بدأ في عهده تشجيع حركتي الآداب والفنون. بعد فترة اضطرابات عديدة استقر حال الدولة أثناء عهد عباس الأول (1587-1629 م). قام الأخير سنة 1601 م بضم البحرين (كامل الساحل الشرقي من جزيرة العرب). استولى على أذربيجان سنة 1603 م، ثم شيراز، أرمينية وأجزاء من أفغانستان سنة 1608 م. سنة 23/1624 م قام بضم العراق وكردستان مرة أخرى. داخليا قام بإصلاحات شاملة في الجيش واستعان ببعض من العبيد المسيحيين لقيادة هذا الجيش. عمر مدينة أصفهان وجعل منها أبرز مدن العالم في تلك الفترة. استطاع عن طريق سيطرته على الخليج العربي حتى ينظم التجارة فاتعش اقتصاد البلاد. بعد موته خلفه على العرش حكام كانوا في الأغلب ضعيفي الشخصية. تم في الفترة إقرار الكثير من المراسيم الخاصة بالقصور والتي تتعرض لواجبات الحاشية تجاه الشاه.


نسبه الكردي

عاشت الدولة مجدها الأخير أثناء عهد عباس الثاني (1642-1666 م)، والذي كثف من التبادل التجاري مع الدول الأوروبية عن الشركات التجارية العاملة في المنطقة، كما قام ببعض الإصلاحات الداخلية. قام عام 1648 م بضم أجزء جديدة من أفغانستان إلى دولته. عهدت اقتصاد البلاد فترة تقهقر متسارعة أثناء عهد شاه حسين (1694-1722 م) والذي تسبب في إثارة الطائفة السنية بعدما أظهر عدم التسامح في تعامله معهم وتعصبه الشديد للممضى الشيعي. منذ سنة 1719 م بدأ زحف الأفغان (سنيين) والذين كان يحكمهم الغلزاي (گلزاي) على مملكة الصفويين. استولى هؤلاء على أصفهان سنة 1722 م، قاموا بخلع شاه حسين ثم أعدموه سنة 1726 م. حتى سنة 1736 قام الغلزاي بإنشاء حكومة ظل صفوية (يمثلها شاه مجرد من السلطة). كانت السلطة الحقيقية في بلاد فارس يتقاسمها الزند والأفشريين حتى انتقلت بعدها إلى القاجاريين.

الجيش الفارسي - ألوان مائية بريشة حيدر حاتمي-2002

يقول المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي: "الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والممضى الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعولإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة".

الشاه عباس الأول الصفوي على مائدة.
تفصيلة من جصية سقفية؛ قصر چهل ستون؛ إصفهان.

الصراع الهجري الفارسي

الشاه سليمان الأول ورجال بلاطه، إصفهان، 1670. الرسام هوعلي قولي جبادور، ومحفوظة في معهد الدراسات الشرقية، في سانت پطرسبورگ، روسيا، منذ حتى اشتراها القيصر نيقولا الثاني. لاحظ الشخصين الجورجيين واسميهما في أعلى اليسار.

قائمة الشاهات

   الحاكم  الحياة  الحكم
1 اسماعيل الأول  1487-1524   1501-1524 
2 طهماسب الأول  1414-1576   1524-1576 
3 إسماعيل الثاني الصفوي  ....-....   1576-1578 
4 محمد خوذ بنده  ....-....   1578-1587 
5 عباس الأكبر  ....-....   1587-1629 
6 صفي الصفوي  ....-....   1629-1642 
7 عباس الثاني الصفوي  ....-....   1642-1666 
8 صفي الثاني الصفوي  ....-....   1666-1694 
9 سليمان الأول الصفوي  ....-....   1666-1694 
10 سلطان حسين الأول الصفوي  1668-1726   1694-1722 
11 طهماسب الثاني  1704-1740   1722-1732 
12 عباس الثالث الصفوي  1732-1740   1732-1736 
13 سليمان الثاني الصفوي  1714-1763   1749-1750 
14 إسماعيل الثالث الصفوي  1733-1773   1750-1773 


معاركهم مع العثمانيين

بريشة أحد أتباع جنتيله بليني، الشاه إسماعيل الأول، القرن 16، معرض اوفيتسي، فلورنسا

شهر رمضان لم يمنع المسلمين من ألا يقاتلوا بعضهم بعضا، ولم تكن روحانياته عائقا دون إراقة الدم المسلم بلا مبرر في ساحات الحرب الطاحنة والبأس الشديد، ومن ذلك الحروب الطاحنة التي سقطت في شهر رمضان بين العثمانيين والدولة الصفوية، وهي الحرب التي كان قتلاها بالآلاف، ومن ذلك "معركة شماهي" في القفقاس في (11 رمضان 986هـ=1 نوفمبر 1578 م) التي اغتال فيها حوالي 15 ألف قتيل صفوي، وآلاف من الجنود العثمانيين، و"معركة شماهي الثانية" في ليلة القدر (27 رمضان 986هـ= 16 ديسمبر 1578) التي اغتال فيها 30 ألف إنسان من الجانبين، و"معركة بول شكسته" في (19 رمضان 1094هـ= 19 سبتمبر 1683م) التي اغتال فيها 15 ألف عثماني.

فارس تحت حكم الصفويين 1502-1576

إن بلاد فارس التي كانت قد نعمت بفترات كثيرة من الخصب الثقافي، كانت الآن تمر بحقبة أخرى من الحيوية السياسية والابداع الفني. وعندما أسس الشاه إسماعيل الأول الأسرة الصفوية (1502-1736) كانت فارس تعاني فوضى التمزق بين ملوك ضعاف، فكان العراق ويزد وسافان وفيروزكة ودياربكر وكاشان وخراسان وقندهار وبلخ وكرمان وأذربيجان، كلها ولايات مستقلة بعضها عن بعض. وفي حملات جبارة لا ترحم، غزا إسماعيل أمير أذربيجان معظم هذه الإمارات واستولى على هرة وبغداد، وجعل ثانية من تبريز عاصمة لمملكة قوية. ورحب الناس بهذه الأسرة من بني جلدتهم، تلك الأسرة التي تألق مجدها فيما أسبغت على البلاد من وحدة وقوة، وعبروا عما يختلج في نفوسهم ببعث حديث للفن الفارسي.

إن لارتقاء إسماعيل إلى الملك سيرة لا تصدق، ذلك أنه كان في سن الثالثة عندما توفي أبوه (1490)، وفي الثالثة عشرة شرع يكسب لنفسه عرشاً، وفي نفس السن لبس التاج وصار شاه فارس. ويصفه المعاصرون بأنه "شجاع مثل ديك المصارعة الصغير"، "نشيط رشيق مثل الأساطير" (من آلهة الغابات عند الإغريق له ذيل وأذنا فرس)، قوى عريض المنكبين، ذوشوارب رهيبة، وشعر أحمر براق. وكان يستخدم ببراعة سيفاً جباراً بيده اليسرى. وكان في الرمي بالقوس أوديسيوس آخر، يصيب بقوسه سبع تفاحات من عشر مرصوصة على صف واحد(2).ويروي أنه كان "أنيساً لطيفاً كالبنت"، ولكنه اغتال أمه (أوزوجة أبيه)، كما أمر بإعدام 300 من المومسات في تبريز، وذبح الآلاف من الأعداء(3). ونطق سائح هندي إنه كان محبوباً لدى الشعب حتى "نسى اسم الله"في فارس ولم يذكر إلا إسماعيل وحده(4).

وكمن سر نجاح إسماعيل في الدين والجرأة. وكان الممضى الشيعي هوالسائد في فارس، أي "أشياع" علي، صهر محمد أوزوج ابنته، ولم يعترف الشيعة بخلفاء شرعيين غير علي وحلفائه الاثنى عشر وهم "الأئمة"، ولما كان الدين والحكومة غير منفصلين في الإسلام، فإن لمثل هذا الخليفة، طبقاً لهذه النظرية حقاً إلهياً في الجمع بين السلطتين الدينية والزمنية. وكما افترض المسيحيون حتى المسيح يفترض أن يعود ليؤسس مملكته على الأرض، كذلك افترض الشيعة حتى الإمام الثاني عشر - محمد بن الحسن - لم يمت قط، وأنه يفترض أن يظهر من حديث في يوم من الأيام ليقيم حكمه المبارك على الأرض. وكما أدان البروتستانت الكاثوليك بأنهم ارتضوا التنطقيد جنباً إلى جنب مع الكتاب المقدس كدليل أومرشد إلى العقيدة السليمة، كذلك اتهم الشيعة أهل السنة - وهم الغالبية الذين يعتنقون العقيدة الإسلامية السليمة، الذين وجدوا حتى الطريق المستقيم ليس في القرآن وحده بل كذلك في جميع ما أتى الرسول كما اتى في تنطقيد أصحابه وأتباعه. وكما هجر البروتستانت الصلاة على القديسين وأغلقوا الأديرة، لم يشجع الشيعة التصوف وأغلقوا أروقة الدراويش، التي كانت مثل أديار أوربا في بدايتها، مراكز لكرم الضيافة والبر والإحسان. وكما أطلق البروتستانت على ممضىهم اسم "الدين الحق"، اتخذ الشيعة اسم "المؤمنين"(5) (المعتقدون الحقيقيون). ولا يؤاكل المتمسك بممضىه سنياً أبداً، وإذا سقط ظل مسيحي على طعام شيعي وجب حتى ينبذ الطعام على أنه دنس(6) .

وادعى إسماعيل أنه من نسل الإمام السابع "صفي الدين" (نقاء العقيدة)، وباسمه سميت الأسرة الجديدة. وأعرب إسماعيل حتى الممضى الشيعي هوالممضى الوطني والرسمي لفارس، وأنه الراية المقدسة التي حارب في ظلها، ومن ثم وحد قومه في إخلاص يتسم بالتقي والورع ضد المسلمين السنيين الذين طوقوا فارس - الأوزبك والأفغان في الشرق، والعرب والأتراك والمصريين في الغرب. ونجحت خطته. وكان شعبه يعبده على أنه قديس (ولي من أولياء الله الصالحين)، وكان رعاياه يثقون في قوته الإلهية لحمايتهم، إلى حد حتى بعضهم رفض حتى يلبس الدرع في المعركة(7). وما حتى إسماعيل بهذا السند الملتهب حماسة - وهوالشعب - حتى أحس أنه من القوة بحيث يستطيع حتى يتحدى جيرانه. وكان الأوزبك الذين حكموا بلاد ما وراء النهر، قد بسطوا سلطانهم حتى خراسان، فانتزع منهم هراة وطردهم من فارس، ولما اطمأن إلى سلامته في الشرق ولى وجهه شطر الغرب ضد العثمانيين. واضطهد جميع من الطرفين الآخر آنذاك بقوة مقدسة. وقيل في رواية غير موثوقة إذا السلطان سليماً اغتال أوسجن، قبل الذهاب إلى القتال (1514)، أربعين ألفاً من الشيعة في نطاق مملكته، وإن إسماعيل شنق بعض السنيين الذين كانوا يشكلون الغالبية في تبريز، وأمر الباقين بأن يرتلوا يومياً أدعية يلعنون فيها الخلفاء الثلاثة الأولين على اعتبار أنهم اغتصبوا حق علي في الخلافة. ومهما يكن من أمر، فإن الفرس وجدوا الشيعة في معركة جالديران عاجزين أمام مدفعية سليم العبوس وجنده الانكشارية. واستولى سلطان العثمانيين على تبريز، وأخضع شمالي أرض الجزيرة (1516)، ولكن جيوشه تمردت، فتقهقر وعاد إسماعيل إلى عاصمة ملكه تحف به جميع عظمة ومجد يمكن حتى يحاط بهما ملك عسكري. وانحط الأدب أثناء حكمه المضطرب القلق، ولكن الفن ازدهر تحت رعايته، فقد كان يرعى المصور بهزاد، وقدر أنه يساوي نصف فارس(8). ومات إسماعيل في سن الثامنة والثلاثين،بعد حتى قضى في الحكم 24 عاماً. وخلف عرشه لابنه البالغ من العمر عشر سنوات 1524.

وكان الشاه طهماسب الأول ضعيف الإيمان جباناً، سوداوي المزاج كئيباً مترفاً منغمساً في اللذات، وقاضياً خشناً، يرعى الفنون ويمارسها، شيعياً تقياً، كما كان معبود شعبه، وربما تحلى ببعض فضائل أخفاها عن عيون التاريخ. إذا التوكيد المستمر على الدين أربك الحكومة كما قواها، وذلك أنه من أجل الدين شنت الحرب اثنتي عشرة مرة، وظل العالم الإسلامي في الشرقين الأدنى والأوسط ممزقاً متنابذاً من 1508 إلى 1638، وأفاد العالم المسيحي من هذه الفرقة، حيث انبتر سليمان القانوني عن شن هجماته على الغرب، ووجه حملاته نحوفارس. وفي ذلك خط سفير فرديناند في القسطنطينية يقول: "إن فارس هي التي تقف حائلاً بيننا وبين الدمار"(9). وفي 1533 قاد الوزير الأكبر إبراهيم باشا جيشاً هجرياً نحوأذربيجان، واستولى في طريقه على الحصون الواحد تلوالآخر، بتقديم الرشوة إلى القواد الفرس، وأخيراً استولى على تبريز وبغداد دون حتى يضرب ضربة واحدة (1534). وبعد أربع عشرة سنة، وفي أثناء هدنة مع فرديناند، قاد سليمان جيشاً آخر ضد "الرءوس الحمراء الوضيعة" (وهوالاسم الذي أطلقه الأتراك على الفرس)، وانتزع إحدى وثلاثين مدينة، ثم استأنف هجماته على العالم المسيحي. وفيما بين عامي 1525،1545، عاود شارل المفاوضة مع فارس المرة بعد المرة، بافتراض التنسيق بين المسيحيين والفرس للوقوف في وجه سليمان. وابتهج الغرب حين تولت فارس الهجوم وانتزعت أرضروم. ولكن سليمان عاد في 1554 واكتسح مساحات كبيرة من فارس، وأرغم طهماسب على عقد صلح بقيت مقتضاه بغداد والقسم الأدنى من أرض الجزيرة تحت حكم الأتراك.

وثمة شيء أكثر إمتاعاً من الصراعات الكئيبة تلك هي الرحلات الجريئة المغامرة التي قام بها أنطوني جنكنسون إلى بلاد ما وراء النهر وفارس، بحثاً عن طريق بري إلى الهند والصين، وكمان مسلك إيفان الرهيب في هذا الموضوع لطيفاً ودياً، فقد رحب بجنكنسون في موسكو، وبعث به سفيراً له لدى حكام الأوزبك في بخاري، ووافق على السماح بدخول البضائع الإنجليزية إلى روسيا معفاة من الرسوم الجمركية، ومرورها في نهر الفولجا عبر بحر قزوين، وخطت للرحالة النجاة من عاصفة هواتى في هذا البحر، واصل بعدها الرحلة إلى فارس ووصل إلى قوزين سنة 1516. وهناك سلم طهماسب رسائل التحية من ملكة بعيدة، بدا للفرس أنها سيدة قليلة الشأن تحكم قوماً من الهمج، وكان الفرس ميالين إلى عقد اتفاقية تجارية، ولكنهم عندما أعرب جنكنسون أنه مسيحي، أمروه بمغادرة البلاد، قائلين: "ليس بنا من حاجة إلى مصادقة الكفار". وبعد حتى انصرف من حضرة الشاه، اتى أحد الخدم فغطى بالرمل المطهر آثار أقدام المسيحي التي دنست قصر الشيعة(10).

وبموت طهماسب (1576) انفضت أطول فترة حكم لأي حكم من الحكام المسلمين عدا واحداً. ولكنها فترة من أشد الفترات امتلاء بالنكبات. ولم يتميز هذا العهد بأية آداب يعتز بها الفرس في ذاكرتهم، إذا لم تستثن مذكرات بابر Babur الذي أبعد عن بلده. ولكن الفن على عهد الصفويين، ولوأنه سيبلغ ذروته متأخراً عنهم، بدأ في هذين العهدين (عهد إسماعيل وابنه) ينتج أعمالاً تتسم بالعظمة والتألق والنقاوة التي تميزت بها منتجات فارس الغنية لمدة اثنين وعشرين قرناً. وقد أبرزت مقبرة "هارون الولاية" في أصفهان جميع ما أودع في الرسم الكلاسيكي الفارسي من دقة ورقة، وأزهى الألوان، وتقطيع الفسيفساء الخزفية المزخرفة. كما توج بوابة مسجد الجمعة الكبير نصف قبة معقدة. وأسس كذلك في هذا العصر في شيراز "مسجد جامع" آخر، ولكن الزمن لم يبق على شيء منه.

وثمة أمثلة كثيرة دلت على حتى أشغال التذهيب الدقيقة والخط صمدت على تعاقب الزمن أكثر مما صمدت آثار العمارة، وبرزت العناية التي بذلها المسلمون في إخراج الكتاب (المخطوطات) حتى كادت تجعل منه معبوداً يحوطه الإجلال والحب. إذا العرب الذين كانوا فخورين بكل شيء افتتنوا افتتاناً مستساغاً مغفوراً لهم بحروف الهاتى عندهم، تلك التي وهبت لهم من نفسها سطوراً من جمال حسي. فالفرس، فوق جميع شيء جعلوا من الخط فناً لتزيين محاريب مساجدهم وأبوابهم، والمعادن التي يصنعون منها أسلحتهم، والفخار الذين يصنعون منه أعمال الخزف، ونسيج سجاجيدهم، ثم المصاحف ودواوين الشعراء، وكل أولئك تعتز به الأجيال على أنه متعة للعين وبهجة للنفس. أما خط "النستعليق Nastaliq، (أوالخط المائل) الذي كان قد ازدهر في عهد التيموريين في تبريز وهراة وسمرقند، فقد عاد إلى تبريز على عهد الصفويين، ومضى معهم إلى أصفهان. وكما ضم المسجد عديداً من الفنون بعضها إلى بعض، كذلك جمع الكتاب بين الشاعر والخطاط ورسام المنمنمات والمجلد (الذي يقوم بالتجليد) في تعاون يتسم بالتفاني والإخلاص والورع.

وظل فن التذهيب مزدهراً في بخاري وهراة وشيراز وتبريز. ويضم متحف الفنون الجميلة في بوسطن مخطوطة رائعة لشاهنامة الفردوسي، بإمضاء عراجي محمد القوام الشيرازي (1552)، وفي متحف كليفلند نسخة أخرى من عمل مشهدي المحرر (1538)، ويضم متحف المتروبوليتان للفن نيويورك نموذجاً من أروع نماذج التذهيب والخط في تبريز، وهي صحيفة العنوان في مخطوطة "المنظومات الخمس" لنظامي (1525). وانتقل مركز التذهيب الإسلامي إلى تبريز حين اختارها بهزاد مقراً له (1510). وفي أثناء معركة جالديران خبأ الشاه إسماعيل الصفوي المصور بهزاد والخطاط محمود النيسابوري في كهف، بوصفهما أثمن ما يمكن حتى يقتنى(11). ورسم أقاميرك، تلميذ بهزاد، في تبريز واحدة من أروع المنمنمات في هذا العصر، وهي صورة "تتويج خسرووشيرين" (1539) وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني. وفهم ميرك بدوره الفن لتلميذه "سلطان نور الذي ولد في أسرة غنية، ولكنه تجاهل حقيقة حتى لديه من الوسائل ما يستطيع معها حتىقد يكون لاهياً تافهاً، فأصبح "اللؤلؤة التي لا تقدر بثمن" في بلاط شاه طهماسب لأنه فاق جميع أهل زمانه في الخط والتذهيب، وفي تصميم أغلفة الخط والسجاجيد، وفيما بين عامي 1539و1543 نسخ مخطوطة المنظومات الخمس لنظامي ووضحها بالرسوم، وثمة صفحة رائعة في المتحف البريطاني تمثل الملك خسروممتطياً صهوة جواد قرنفلي اللون، وهوينعم النظر وسط نقوش النباتات والزهور ذوات اللون الأخضر والأسمر والمضىي، إلى شيرين وهي نصف عارية تستحم في بركة فضية. وثمة صورة أروع وأزهى ألواناً، للرسول وقد أسرى به في السموات السبع على حصانه المجنح "البراق" (ليزور الجنة والنار، هكذا في النص الإنجليزي) والأشكال تعبير عن جمال مجسم، ولكن المصور تعمد لأسباب دينية، ألاقد يكون بها تقاطيع مميزة فردية، فقد كان الفنان مهتماً بالزخرفة أكثر منه بالتشخيص، وبالجمال الذيقد يكون موضع التقدير والاحترام، وهوجمال يمكن الوصول إليه أحياناً إذا كان ذاتياً أوشخصياً، أيسر من الوصول إلى الحقيقة التي تفلت دائماً إذا كانت موضوعية. وقد بلغ التذهيب ذروته في هذه المنمنمات.

وحظيت المنسوجات والسجاجيد بمثل هذه العناية المحببة إلى النفس، ولم يبق شيء من منسوجات هذه العهود، ولكن المنمنمات تصورها. وتفوق مصمموالسجاد وعماله المهرة في عهد الصفويين. وبدا حتى السجاد عنصر أساسي في حضارة الإسلام. ولم يجلس المسلمون أويأكلوا على الكراسي، ولكن على الأرض المفروشة بالسجاد. وهناك سجادة خاصة للصلاة عليها في العادة رموز دينية وآيات قرآنية، يسجد عليها المسلمون في صلواتهم. وكانت السجاجيد مفضلة كهدايا للأصدقاء أوالملوك أوالمساجد، ولذلك أهدى شاه طهماسب عشرين سجادة كبيرة وكثيراً من السجاجيد الصغيرة من الحرير والمضى إلى السلطان سليم الثاني عند ارتقائه عرش آل عثمان 1566. وثمة معالم مميزة من التصميم حددت سجاد هذا العصر، وكأنها بستان، ففيها رسوم النباتات والأزهار، ومنظر الصيد والزهريات والرسوم المضلعة والمشجرة أوالرسوم النافرة أوالبارزة، وحول هذه الأشكال الأساسية توجد الزخرفة العربية المتعرجة، مع أشرطة السحب المستمدة من الفن الصيني، ورموز ذات معان سرية لدى مبتكرها، وحيوانات تمثل نمط الحياة، ونباتات وزهور تعطي أريجاً ممثلاً في خيوط، وطابعاً بهيجاً، وسرى في هذا الكل المعقد منطق فني، أوتناغم طباقي في الخيوط أدق من موسيقى بالسترينا (ملحق موسيقى دينية في إيطاليا في القرن السادس عشر) وأجمل من شعر جوديفا.

ويعود تاريخ بعض البتر الباقية حتى الآن من السجاد الإيراني إلى هذا النصف الأول من القرن السادس عشر. وإحداها ذات رسوم بارزة، وبها ثلاثون مليون عقدة من الصوف على سداة من الحرير (380 عقدة في البوصة المربعة)، ظلت مفروشة لعدة قرون في أحد مساجد أردبيل، وهي الآن موزعة بين متحف فكتوريا وألبرت في لندن ومتحف لوس أنجلوس. وفي أحد أطرافها خرطوشة خط عليها بيت من شعر حافظ، وتحته تعبير الفخر: "من خلق العبد.... مقصود الكاشاني في سنة 946 هجرية"، أي 1539م(12). كذلك يوجد في متحف لوس أنجلوس "ساط التتويج" الضخم الذي استخدم في تتويج إدوارد السابع 1901، وكان من بين أعظم النفائس في متحف بولدي بتزوللي في ميلان، قبل تدميره في الحرب العالمية الثانية، سجادة بها مناظر صيد من خلق غياث الدين جامي من مدينة يزد، وهوالذي يحتل في رسوم السجاد مكانة بهزاد في المنمنمات.

أما سجادة "دوق أنهالت" في مجموعة دوفين فقد حظيت بشهرة عالمية بأرضيتها المضىية الصفراء: مع زخرفة عربية رائعة ذات الألوان القرمزي والوردي والأزرق الفيروزي. إذا السجاد والكتاب من أعظم المميزات التي تميزت بها فارس على عهد الصفويين وهي مميزات لا يستطيع حتى يتحداها أويمارى فيها أحد، وهي تحتل في ذاكرة الجنس البشري مكانة رقيعة.


فارس تحت حكم الأسرة الصفوية 1576-1722

إمبراطورية شاه اسماعيل

عهد الصفويين، من وفاة طهماسب الأول (1576)، حتى نهايته (1722)، كان تطوراً ثقافياً لا يمكن اقتطاعه، تمشياً مع تسلسل الأحداث في أوربا. لقد هجر كثير من السائحين الغربيين بيانات مشرقة عن هذا العصر في فارس. منهم بدور تكسييرا الذي كان هناك 1600 والأب الجزويتي كيوتسنسكي الذي أقام في أصفهان من 1702-1722 وخط "تاريخ الثورة في فارس" وهويتناول الأسرة الصفوية بأسرها؛ وجان تافرنييه الذي وصف بالتفصيل رحلاته (1631-1668) في هجريا وفارس والهند وجزر الهند الشرقية، وجان شردان الذي دون في عشرة مجلدات أنباء إقامته في فارس (1664-1677) فإنه على الرغم مما لاقاه من ريح السموم بالقرب من الخليج، سقط في غرام فارس؛ وآثر أصفهان على باريس وقت الصيف، ووجد في جوأصفهان من "الروعة والجمال" ما جعله يقول "أنا نفسي لا أستطيع حتى أنساها أوأمسك عن ذكراها لكل إنسان". ونطق حتى سماء فارس الصافية كان لها أثرها على الفن الفارسي، فأضفت عليه بهاء ورواء ولوناً براقاً. كما كان لها أثرها الطيب على أجسام الفرس وعقولهم واعتقد حتى الفرس أفادوا من اختلاطهم بأهل جورجيا والقوقاز الذين أعتبرهم أجمل وأشجع أهل الأرض-ولكنهم لا يضارعون الجياد الفارسية في رشاقتها وجمالها.

ولكن هذه البلاد كانت يوما جنة عدن ، ومقر الخلفاء الذين ازدانوا بالجواهر الثمينة، والشعراء الذين نظموا أعذب الشعر، دمرتها غارات المغول وتمزق الحكومة، وإهمال الترع وهي شرايين الحياة، وامتلاؤها بالطمي، وتحول طرق التجارة، فإن اكتشاف طريق مائي في جميع أجزاء من غرب أوربا إلى الهند والصين قد أصاب تجارة فارس بالكساد. على حتى بعض التجار انتقل عبر الأنهار إلى الخليج. وفي 1515 استولى البرتغاليون على هرمز وهي أبرز الثغور على الخليج، وظلوا فيها لمدة قرن. وفي 1622 طردهم منها جيش الشاه عباس بمعونة سفن شركة الهند الشرقية الإنجليزية، وبنى الشاه بالقرب منها مرفأً تجارياً هوبندر عباس (ثغر عباس)، فساعدت التجارة التي نمت فيه على تمويل الفن والبذخ في عهده. وظلت القوافل تسير من الغرب إلى الشرق عبر فارس، وخلقت شيئاً من الثراء في المدن الواقعة على طريقها، ووصف تكسسيرا حلب بأنها مدينة تضم 26 ألف بيت، كثير منها مبني من الحجر المصقول، وبعضها يليق لسكنى الأمراء، كما تظم المسلمين والمسيحيين واليهود جنباً إلى جنب، كما كان بها حمامات عامة نظيفة جميلة، وعدة شوارع مرصوفة بالبلاط المصنوع من الرخام.

الصناعة

الامبراطورية الفارسية الصفوية في إيران والدولة العثمانية في هجريا. خريطة رسمها إمانويل بوين، بين 1744-1752.

لم تكن الصناعة قد تجاوزت بعد طور الصناعات اليدوية-صناعة العصور الوسطى التي تتسم بالمثابرة على بذل الجهد والتذوق الرفيع مع الأناة والبطء-ولكن كان في حلب مصنع للحرير، وكان التبغ يغرس في جميع مكان ويقول شاردان أنه كان للفرس طريقة في ترشيح التبغ، فكان الدخان يمر بالماء، ومن ثم "ينقى التبغ من جميع العناصر الزيتية والضارة" وأصبح التدخين ضرورة ملحة لدى الفرس، "فكانوا يغفلون الطعام ولا يغفلون النرجيلة(" وكان الشاه على النقيض من ذلك، فكره عادة التدخين، وحاول حتى يشفي منها رجال حاميته بحيلة، فأتى بروث الخيل وجففه، ووضعه بدلاً من التبغ في الأواني التي يملأون منها الأراجيل، وأوضح لهم حتى هذا تبغ غالي الثمن أهداه همذان، فدخنوه، وبالغوا في امتداحه. وأقسم أحد الضيوف حتى له رائحة تعدل عبير ألف من الزهور، فصاح الشاه "بئس هذا العقار، أنه لا يمكن التمييز بينه وبين روث الخيل".

خريطة بلاد فارس، ح. 1700 بريشة يوهان باپتيست هومان (1644–1724)

الحياة الاجتماعية

كان أي رجل وهبه الله المقدرة والكياسة يستطيع حتى يحتل مكاناً في حاشية الشاه، فلم يكن هناك اعتبار لأرستقراطية المولد، أوالحسب والنسب. فثياب الجنسين من جميع الطبقات كانت في أساسها واحدة. رداء يصل إلى الركبتين، ذوأكمام ضيقة، وحزام عريض (مصنوع أحياناً من الحرير الموشى بالزهور) حول الخصر، وقميص من القطن أوالحرير تحت الرداء، وسروال مضموم عند رسغ القدمين، وعمامة تتوج هذا كله. وخط تاڤرنييه:

"كانت الملابس النسائية ثمينة، وفيما عدا هذا لا يفترقن عن الرجال في شيء كثير، فارتدين السراويل مثلهم" . وأقمن في عزلة في الحريم، وقلما غادرن البيت، فإذا عملن فنادراً ما سرن على الأقدام. وكان ثمة ثلاثة أجناس، فكان الرجال يوجهون كثيراً من شعر الغزل إلى الغلمان. ورأى توماس هربرت، وهوإنجليزي في بلاط الشاه عباس-"سقاة من الغلمان في صدرات من المضى، وعمامات مزدانة باللمع (الترتر)، وأخفاف فاخرة، تتدلى خصلات الشعر على أكتافهم، عيونهم يقظة تحوم في جميع زاوية، ووجناتهم متوردة".

ولحظ شاردان نقصاً في السكان في زمانه، ونسبه إلى:

أولاً: النزعة النكراء لدى الفرس إلى إتيان العملة البغيضة، ضد الطبيعة مع الجنسين كليهما.

ثانياً: الترف المفرط (الحرية الجنسية) السائد في البلاد، فالنساء هناك يبدأن الحمل في سن مبكرة، ويستمر الإنجاب لفترة قصيرة، وما حتى يجاوز سن الثلاثين حتى ينظر إليهن على أنهن عجائز تقدمت بهن السن. ومن ثم يسرع الرجال إلى التردد على النساء في معية الصبا والشباب، في إفراط شديد، وعلى الرغم من أنهم يستمتعون بعدد كبير من النساء، فإنهم لا ينجبون منهم مزيداً من الأطفال قط. وهناك كذلك نساء كثيرات جداً يعمدن إلى الإجهاض، ويلجأن إلى مختلف أنواع العلاج ضد الحمل، لأنهن إذا بلغن الشهر الثالث أوالرابع من الحمل، ينصرف عنهن أزقابلن إلى نساء أخريات حيث يرون أنه ينافي اللياقة حتى يقربوا امرأة تقدمت بها أيام الحمل إلى هذا الحد.

وكان هناك، على الرغم من تعدد الزوجات، عاهرات أوبغايا كثيرة وانتشر استهلك الخمر انتشاراً واسعاً، رغم تحريم الإسلام للخمر. وكثرت المقاهي واشتق اللفظ الأوربي من نظيره العربي "قهوة". وكانت النظافة أكثر شيوعاً في المظهر منها في الحديث. وكانت الحمامات-منتشرة، وكانت أحياناً مزخرفة بشكل جميل. ولكن كثر هناك الابتذال والفحش. ونطق عنهم تافرنييه "أنهم مخادعون مراءون كبار". ويقول شاردن أنهم اعتادوا كثيراً على الغش، ولكنه يضيف أنهم ألطف الناس في الدنيا، متسامحون كرام، أساليبهم جذابة غاية الجاذبية، وطباعهم لينة غاية اللين، وحديثهم ناعم غاية النعومة.

الثقافة

انظر أيضا: فن الصفويين.
في العصر الصفوي، ازدهرت العمارة الفارسية مرة أخرى، وشهدت الكثير من المعالم الجديدة، مثل ميدان نقش جهان، أكبر ميدان تاريخي في العالم.

هم في مجموعهم أكثر الشعوب تمدناً في الشرق وكانوا مولعين بالموسيقى وكان شعراؤهم، في العادة يغنون-القصائد التي ينظمونها.

ويمكن حتى نحكم على تفوق الشعراء الفارسيين من مبلغ شعبيتهم وحظوتهم في بلاط المغول في دلهي، ولكن لم يتهيأ لأحد منهم في تلك الحقبة مترجم مثل فنز جرالد لينقل إلى أسماع الغرب قصيدهم. وإنا لنفهم حتى (عهدي الشيرازي) كان على رأس الشعراء في القرن السادس عشر. وكان يرى أنه أعلى مكانة من (سعدي) على الأقل، ولكن من منا، نحن المحليين في تفكيرنا واهتماماتنا سمع عنه؟. وكان شعره أحب إلى الناس من شخصه، كما نستلخص من (الأصدقاء) الذين اتىوا ليستمتعوا بعلته القتالة.

لقد انحطت قواي إلى هذا الحد، ووقف أصدقائي الفصحاء كالمنابر حول فراشي ووسادتي. واحد منهم يداعب لحيته بيده، وينصب رقبته ويقول. (وا أبتاه)، لمن دامت الدنيا،يا ترى؟ (سبحان من له الدوام).

منظر قصر چهل ستون، إصفهان، إيران.

جدير بالإنسان ألا يتعلق قلبه بالمراتب الزائفة والثروة الزائلة. أين إمبراطور جمشيد وأين الإسكندر؟. ثم يأتي آخر، ويمسح بأكمامه عينيه المبللتين بالدموع، ويقول في صوت رقيق ولفظ حزين: "أيتها الحياة كلنا يسير على هذا الطريق لنرحل عن هذه الدنيا. كلنا مسافرون نعبر عليه، ويمضي بنا الزمن".

وآخر ينمق كلامه بألفاظ أرق فيقول: استجمع قواك، وهون عليك فإني، لهدف واحد، يفترض أن أجمع أشعارك ونثرك وبعد نسخها وتسليمها، أقدمها عقوداً من الدر تعزز من شأنك وتحمل من قدرك..فلعل الله يمن عليَّ بالشفاء فأسترد عافيتي. ولسوف ترى كيف من الممكن أن أصب جام غضبي على رؤوس هؤلاء المنافقين التعساء.

وكان منافس "عهدي" في الشعر هو"صائب الأصفهاني" الذي أخذ بسنة الهجرة إلى دلهي، كما هاجر الفنانون الفرنسيون والفلمنكيون في ذاك العصر إلى روما. ولكنه عاد بعد عامين إلى أصفهان، وأصبح شاعر البلاط لدى الشاه عباس الثاني (1632-1666)، وكان ينحوقليلاً نحوالفلسفة، فنظم أبياتاً تفيض بالحكمة:

أن الحديث عن الكفر والإيمان كليهما يؤدي في النهاية إلى نفس المكان والحلم هوالحلم، ولكن المفسرين هم الذين يختلفون...وإن العلاج الوحيد لهذه الدنيا التي لا تقتسم أمورها، هوإغفالها وتجاهلها، فإن اليقظ فيها هوالذي يستغرق في سبات عميق. وأن الموج ليجهل الطبيعة الحقة للبحر. وكيف يدرك الفاني العابر حقيقة الخالد الباقي، حتى أشد ما يقض مضجعي حول يوم البعث هوإنه لزام علينا حتى نرى ثانية وجوه البشر.

وإذا فاتنا حتى ننعم بموسيقى الشعر الفارسي، ففي مقدورنا حتى نستمتع بفن فارس ففي الفن. حديث يمكن استيعابه وفهمه، فإن البراعة والأناقة والذوق، أي جميع ما تشكل في فارس على مدى ألفي سنة. وأينع وأتى أكله الآن في العمارة والخزف والتذهيب والخط وحفر الخشب وأشغال المعادن والنسيج والأقمشة المزركشة والسجاد، وكل أولئك روائع تزدان بها متاحف العالم اليوم. وقد فهمنا من قبل حتى أحسن عمارة هذا العصر شيدت في عهد الشاه عباس الأول في أصفهان. وهناك بنى عباس الثاني (مسجد الأشرف (1642)، وهناك في غروب شمس الصفويين شاد الشاه حسين (مدرسة أم الشاه) التي نطق عنها لورد كيرزون أنها من أفخم أطلال فارس، وثمة مدن أخرى كانت تفاخر بمنشآت جديدة: مثل مدرسة الخان في شيراز، والضريح الضخم لخوجة ربيع في مشهد، والمقبرة المخربة الآن، ولوأنها لا تزال جميلة، وهي مقبرة (قدم جاه) في نيسابور، والجامع الأزرق في يريفان.

وأسس الشاه عباس في أصفهان أكاديمية للرسم، كان مطلوباً من الطلبة فيها-كجزء من برنامجهم، وأن ينسخوا أشهر المنمنمات حيث يغلب جمال التصميم ودقة الرسم على الموضوعات والأشخاص. والآن، وواضح أنه نتيجة لأثر أوربا، استباح الرسامون الفهمانيون التحول عن التقليد الإسلامي، برسم منمنمات يبرز فيها إنسان على أنه الفكرة الرئيسية والتسلسل هنا قلب الطراز الإيطالي رأساً على عقب. ففي الرسم في عهد النهضة أهملت المناظر الطبيعية أول الأمر، ثم أصبحت خلفية ثانوية، (وربما باضمحلال النزعة الفردية في ظل الإصلاح المضاد) طغت على الأشخاص. ولكن في التصوير الإسلامي كانت رسوم الأشخاص مستبعدة أول الأمر، ثم أبيحت على أنها شيء ثانوي عارض، وفي المراحل المتأخرة فقط (ربما بنموالنزعة الفردية نتيجة للثروة) طغت رسوم الأشخاص وبرزت في الرسم. ومثل هذا في "مدرب الياز": رجل عظيم يرتدي ثوباً أخضر يعبث بطائر على معصمه مع خليفة أقل بروزا من زهور مضىية اللون. وفي "شاعر يجلس في الحديقة تكشف جميع التفاصيل عن الرشاقة الفارسية المتميزة، وثمة ابتداع آخر في الرسوم الحائطية، التي رأينا مثالاً لها في "شهيل سوتون". ولكن الأساتذة العظام تخصصوا في زخرفة القرآن الكريم، أوتذهيب الآثار الأدبية القديمة مثل الشاهنامة للفردوسي، أوجولستان لسعدي، التي مضىها "مولانا حسن" البغدادي بماء المضى.

وتفوق في الرسم في هذه الفترة الصفوية الثانية، رضا العباسي، الذي أضاف اسم الشاه إلى اسمه تقديراً واعترافاً بالرعاية الملكية. وفاقت شهرته شهرة بهزاد لمدة جيل. وتدهور بعده الفن، فإن حساسية الفن وصفاء الرسم أودقته، انتهينا إلى إفراط مخنث. وفي نفس الوقت فإن الطراز الفارسي الذي تأثر بالفن الصيني، أثر بدوره في رسم المنمنمات في بلاط المغول، بل حتى في عمارتهم. ومضى حروسيه إلى حتى "تاج محل" لم يكن إلا فصلاً جديداً في فن أصفهان.

وظل الخط فنا رئيسياً في فارس. وكاد مير عماد لنسخه الدقيق للمخطوطات القديمة، حتى يظفر بمثل الحب الذي حظي به لدى الشاه عباس رضا العباسي من أجل منمنماته. وكانت الخط موضع إعزازا وحب لشكلها قدر ما هي لمحتوياتها. فالتجليد الرائع يبهج العينين واليدين كما تعمل الزهرية الرقيقة وسقط الفنانون تجليدات الخط بمثل الفخر الذي سقطوا به الصور، فنقش على جلدة كتاب ممضىة من أوائل القرن السابع عشر، "من خلق محمد صالح التبريزي". وثمة غلاف آخر مصنوع من الورق المعجن، وعليه رسوم "بورنيش الملك"، مسقط عليه باسم على الرضا. ومؤرخة في 1713 وكلاهما جميل إلى حد مغر.

السفير الفارسي مهدي قولي بگ أثناء دخوله كراكوڤ لمراسم زواج الملك سيگيسموند الثالث من پولندا في 1605.

إن التربيعات المحلاة بالرسوم في المدن الفارسية لتبهر الأنظار، بعد القباب أوعليها، إذا طول عمرها ليثير الدهشة من فن صناعة الخزف، الذي يهيئ طول البقاء لمثل هذا البريق. وإطالة عمر اللون بتزجيجه بالنار كانت من المهارات القديمة في فارس. لقد كانت التربيعات المزججة في سوسة عاصمة دارا الأول ملك الفرس (400 ق.م.) فريدة من نوعها بالعمل. وكانت سبائك المضى والفضة والنحاس وسائر المعادن تصهر لتخرج ألواناً أكثر لمعاناً، وخاصة الأحمر الياقوتي والأزرق الفيروزي، وكانت مضاعفة الإحراق تزيد من صلابة الصلصال والتزجيج ليقاوم عمل الزمن. ويحتمل حتىقد يكون الأرمن قد استخدموا الخزافين الفرس لصنع التربيعات في كنيستهم المسيحية في جولفا وهي تبلغ في دقتها دقة المنمنمات. وربما كان أجمل منها، التربيعات المحلاة بالرسوم في مجموعة كوركيان، المنسوبة إلى أصفهان في النصف الثاني من القرن السابع عشر.

واستمر الخزافون في أصفهان وكاشان وغيرهما، يبدعون أشكالاً من الخزف-القاني والزيديات والأباريق والأطباق والفناجين، مطلية تحت التزجيج بألوان مختلفة على أرضيات متنوعة. وأصبح الخزف المزخرف الفسيفساء مادة أثيرة لتغطية الجدران في المساجد والقصور. واستورد الشاه عباس الخزف الصيني، وحاول خزافوه حتى ينسخوه طبق الأصل، ولكن أعوزتهم الطينة والمهارة. ومرة أخرى بفضل استحثاث الحاكم وتشجيعه بذلت المحاولات في أصفهان وشيراز لمنافسة زجاج البندقية. وتفوق صناع الأشغال المعدنية في نقش النحاس وتطعيمه، وثمة نموذج جميل منها يرجع إلى 1579 شمعدان موجود في متحف متروبوليتان للفن، وفي الارمتياج في لنين‌گراد غمد سيف من المضى مرصع ببتر كبيرة من الزمرد دقيقة الصنع.

وكانت صناعة النسيج صناعة رئيسية وفناً. وشغل الرسامون والنساجون والصباغون حيزا كبيراً في أصفهان. وكانوا يعدون بالآلاف. وكان إنتاجهم هوالسلعة الرئيسية في تجارة الصادرات. كما أنه أكسب فارس شهرة عالمية في أقمشة الأطلس والمخمل والتفتة والمطرزات والحرائر. وكان الشاه عباس حدثا أراد حتى يقدم هدية خاصة ثمينة، اختار بعض التحف من إنتاج الأنوال الفارسية. ويقول شاردان "أن الثياب التي أهداها بهذه الطريقة لا حصر لها" والثياب التي يرتديها الشاه ورجال حاشيته من الحرير والأقمشة المقصبة والمطرزة كانت رائعة الجمال إلى حد مضى معه شاردان إلى أنها لا مثيل لها في ملابس أي بلاط في أوربا. وخط يقول "إن فن الصباغة أدخل عليه في فارس تحسين أكثر منه في أوربا، فكانت الألوان أكثر ثباتاً ولمعاناً، ولا تحول بسرعة". ولم يكن لمخمل كاشان نظير في أي مكان آخر. ولا تزال بعض بتر منه من أروع المعروضات في متاحف بوسطن ونيويورك وسان فرانسيسكووواشنطن. ومن بين التحف التي استولت عليها القوات المسيحية بعد ارتداد الأتراك عن فيينا بساط من المخمل الحريري المقصب، من الواضح أنه خلق في أصفهان في عهد الشاه عباس.

وبلغ النسيج الفارسي ذروته في التصميم وصنع الجلد، وشهد عصر الشاه عباس غاية مجد هذا الفن في فارس. وكاد السجاد حتىقد يكون ضرورياً للفارسي قدر حاجته إلى الملابس، ونطق توماس هربرت في القرن السابع عشر: "كان في بيوت الفرس قليل من الأثاث والأدوات المنزلية، اللهم إلا السجاجيد وبعض أشغال النحاس... وكانوا يتناولون الطعام وهم متربعون على السجاد على الأرض، مثل حائكي الملابس. وليس ثمة إنسان مهما قل شأنه إلا جلس على سجادة ثمينة أوغير ثمينة. وكل الدار أوالحجرة...مغطاة بالسجاد(55) وساد آنذاك اللون القرمزي القاتم أوالأحمر الخمري الداكن، ولكن التصميم أوالرسم كان هادئاً مريحاً للنظر، بغية إحداث التوازن بين هذه الوفرة التي تزخر بها السجادة، ولوأنها صممت لإبراز موضوع رئيسي بمنطق مقبول. وقد يحدث هذا التصميم هندسياً، وهنا تكون متنوعات لا حصر لها، تضفي على إقليدس جمالاً وبهاء. وكثيراً ما قام التصميم على الأزهار، وهنا تستمتع العين بتشكيلة غنية من الأزهار، ولكنها منسقة تنسيقاً جميلاً، تمثل النتاج المحبب إلى الناس في حدائقهم: أزهار مصفوفة في أصص، أومنثورة هنا وهناك، أوأزهار يصورها الخيال ولا تراها العين، مع زخارف عربية تنساب هنا وهناك في رشاقة وروية. وفي بعض الأحيان كانت الحديقة نفسها تزود بالتصميم: الأشجار والشجيرات والمزاهر، والمياه الجارية، رتبت كلها في شكل هندسي، وقد يهجرز التصميم حول رسم كبير نافر تتدلى منه نتوءات في جميع الأطراف، وقد يعرض الزخارف الحيوانية أومناظر الصيد.

ويأتي بعد ذلك الجهد المضني والصبر الطويل: أعطى الخيوط طولاً في اللحمة على النوال ونسجها مع خيوط السداة العرضية، وحياكة عقد صغيرة من الصوف أوالحرير الملون في اللحمة، لتلوين "الوبر" والرسم، وقد يحدث في البوصة المربعة 1200 عقدة، أو90 مليوناً من العقد في سجادة مساحتها 23 قدماً مربعاً. ويبدوحتى العبودية قد نسجت هذا الفن أوارتبطت به، ولكن العامل كان يتيه عجباً بدقة وجمال ما أخرجت يداه، محولاً هذه التشكيلة العجيبة من المواد إلى جميع منتظم متناسق متسلسل الأجزاء. وكان هذا السجاد يصنع في اثني عشر مركزاً في فارس وأفغانستان والقوقاز ليضفي رواء وبهاء على القصور والمساجد والبيوت، أوليقدم هدايا ثمينة إلى الملوك والأصدقاء.

ومر السجاد الفارسي والتذهيب الفارسي بتطورات مماثلة في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وتأثراً "بأشرطة السحاب" وغيرها من الرسوم من الصين. وكان لهما بدورهما أثر على الفنون في هجريا والهند. وبلغا ذروة التفوق والامتياز على عهد الصفويين وما حتى اتى عام 1790 حتى ابتكر السجاد الفارسي على أساس الكم، فتسرعوا في تصميمه ونسجه لسوق أوسع وأقل إلحاحاً على البراعة والإتقان، وبخاصة السوق الأوربية. ومهما يكن من أمر، فإنه حتى في هذه الحقبة، كانت هناك بتر نادرة فريدة، لا نظير لها من حيث النسيج واللون والرسم في أي مكان آخر في العالم.

إلى غير ذلك كانت فارس، إلى غير ذلك كان الإسلام في آخر ازدهار لسلطانهما وفنهما-حضارة تختلف اختلافاً عميقاً عن حضارتنا في الغرب، وفي بعض الأحيان معادية عداء مقروناً بالازدراء، تدمغنا بأننا مشركون ماديون، وتسخر من أخذنا بنظام الزوجة الواحدة وهوأشبه ماقد يكون بنظام الأمومة، وأحياناً انقضت علينا تقتحم أبوابنا كالسيل الجارف، وما كان ينتظر منا حتى نتفهمها أونعجب بفنها حين كان الجدل شديداً بين المسلم والمسيحي، ولم يكن قد ثار بعد بين دارون والمسيح، ولم تنته المنافسة بين الثقافتين بعد، ولكنها في الكثير الغالب توقفت عن سفك الدماء، ولكل منهما مطلق الحرية في الامتزاج بالأخرى عن طريق التأثير المتبادل، فالشرق يأخذ عنا صناعاتنا وأسلحتنا، ويصبح غربياً. ولقي الغرب نصباً من الثراء والحرب، وبات يلتمس شيئاً من هدوء البال وطمأنينة النفس. وربما ساعدنا نحن الشرق على التخفيف من الفقر والخرافة، وأعننا الشرق على التواضع في الفلسفة والتهذيب في الفنون. فالشرق غرب، والغرب شرق، ولا بد عاجلاً حتى يلتقي الاثنان.

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

  • Islam: Kunst und Architektur
  • الصفويون

المراجع والهوامش

  1. ^ الشیخ صفی الدین ابوالفتح اسحق ابن شیخ امین الدین جبرائیل بن قطب الدین ابن صالح ابن محمد الحافظ ابن عوض ابن فیروز شاه زرین کلاه ابن محمد ابن شرفشاه ابن محمد ابن حسن ابن سید محمد ابن ابراهیم ابن سید جعفر بن سید محمد ابن سید اسمعیل بن سید محمد بن سید احمد اعرابی بن سید قاسم بن سید ابوالقاسم حمزه بن موسی الکاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن امام زین العابدین بن حسین ابن علی ابن ابی طالب علیه السلام.

أدب

  • Persian Historiography and Geography: Bertold Spuler on Major Works Produced in Iran, the Caucasus, Central Asia, India and Early Ottoman Turkey, M. Ismail Marcinkowski, Singapore: Pustaka Nasional, 2003, ISBN 9971-77-488-7.
  • Mirza Rafi‘a's Dastur al-Muluk: A Manual of Later Safavid Administration. Annotated English Translation, Comments on the Offices and Services, and Facsimile of the Unique Persian Manuscript, M. Ismail Marcinkowski, Kuala Lumpur, ISTAC, 2002, ISBN 983-9379-26-7.
  • From Isfahan to Ayutthaya: Contacts between Iran and Siam in the 17th Century, M. Ismail Marcinkowski, Singapore, Pustaka Nasional, 2005, ISBN 9971-77-491-7.
  • Adam Olearius, "The Voyages and Travels of the Ambassadors", Translated by John Davies (1662), (excerpts)

وصلات خارجية

  • History of the Safavids from Iran Chamber
  • The History Files: Rulers of Persia
  • BBC History of Religion
  • Iranian Culture and history Site
  • Artistic and cultural history of the Safavids from the Metropolitan Museum of Art
  • History of Safavid Art
  • A Study of the Migration of Shi'i Works from Arab Regions to Iran at the Early Safavid Era.
  • Why is Safavid history important? (Iran Chamber Society)
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:08:38
التصنيفات: Pages using infobox country with unknown parameters, Pages using infobox country or infobox former country with the flag caption or type parameters, Pages with citations using unsupported parameters, تأسيسات 1501, 1736 disestablishments, تايرخ إيران, تاريخ أذربيجان, سلالات إسلامية, تاريخ إسلامي, تاريخ حديث مبكر حسب البلد, ولايات سابقة في العالم الإسلامي, صفويون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

افتتاح معرض ( أهلاً مدارس ) الرابع بمدينة الأقصر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:20
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

جامعة بني سويف تحصد المركز الثاني بأسبوع شباب الجامعات المصرية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:22
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

نظام غذائى صحى ورياضى لمرضى السكر للوقاية من المضاعفات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:44
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 37%

تكريم أوائل الثانوية العامة والإعدادية المتميزين

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:11
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

العثور على بقايا إنسان داخل فك تمساح طوله 4.17 متر (فيديو)

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:22:10
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

مقتل 35 شخصًا على الأقل إثر اندلاع حريق بمستودع وقود في بنين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:22:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

أول تعليق رسمي على حادث الفندق العائم في النيل (صور)

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:27
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

رغم انتهاء العمل باتفاق الحبوب.. سفينة القمح الأوكراني "أروي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:22:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

صلاح الأكثر تهديفًا فى مواجهات ليفربول ضد وست هام بالدوري الإنجليزي

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:57
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 46%

بيج رامى يغيب عن مستر أولمبيا العام الجارى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:58
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 37%

الرئيس السيسى يستقبل وفدا صينيا رفيع المستوى برئاسة "لي شي"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:48
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

محافظ المنوفية يلتقي نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:24
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

بعد غياب 4 سنوات.. أسامة كمال يعود للشاشة: الناس خايفة وبتفقد الأمل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:21:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

لترويع الناس.. السلطات المكسيكية تلقي القبض على الدمية تشاكي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:22:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية