عبد الله بن أبي السرح
عبد الله بن سعد بن أبى السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش ، العامري القرشي.
إسلامه الاول
أسلم عبد الله بن أبى السرح أول مرة قبل صلح الحديبية وكان حسِن الإسلام وموضع ثقة النبي, وأناله النبي مهمة كتابة الوحي مع عدد من الصحابة الكتاب.
ردته
شك عبد الله في نبوة مُحمد فأستغل ثقة النبي به والمكانة التي وضعه النبي فيها بشكل سئ، فقام بتحريف الوحى أثناء كتابته، فكان النبي إذا أملى عليه (إن الله كان سميعاً عليماً) يكتُبها عبد الله (إن الله كان عليماً حكيماً) ولما لم يكتشف النبي ذلك التحريف،شك عبد الله في نبوة مُحمد وهجر المدينة المنورة هارباً سراً إلى مكة ليلاً، وعند وصوله إلى مكة أعرب عودته إلى ديانة العرب وأنه اكتشف كذب نبوة مُحمد وروى قصته مع تحريف القرآن.
فتح مكة وعفوالنبي عنه
في السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة، وكان هُناك أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال وثلاث سيدات) أمر النبي بقتلهِم ولووجودوا مُتعلقين بأستار الكعبة، وكان عبد الله منهُم، ولم يُقتلوا جميعاً وإنما قُتل بعضهم وعفى عن بعضهم بعد حتى توسط لهم أقاربهم ومعارفهم وأشقائهم وأزقابلم لدى النبي، وكان عبد الله بن أبى السرح ممن عُفي عنهم، وكان شقيق عثمان بن عفان في الرضاعة، فأختبأ في منزله - أى منزل عُثمان - ولما وجده عُثمان نطق له عبد الله، يا أخى إنى والله أخترتُك فأحتسبنى ها هنا وإمضى إلى مُحمد وحدثه في أمرى، فإن محمداً إذا رآنى ضرب الذي فيه عيناى إذا جُرمى أعظم الجُرم وقد جئت تائباً فنطق له عُثمان بل تمضى معى، فنطق عبد الله والله لئن رآنى لـ يضرب عُنقى ولا يناظرنى، فقد أهدر دمى وأصحابه يطلبوننى في جميع موضع، فنطق له عُثمان بل تنطلق معى ولا يقتُلك إذا شاء الله، فلم يرع النبي إلا بـ عثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبى السرح واقفين بين يديه فأقبل عُثمان على النبي فنطق يا رسول الله إذا أمه كانت تحملنى وتمشيه وترضعنى وتبتره وكانت تلطفنى وتهجره فهبه لى، فأعرض عنهُ النبي وجعل عُثمان حدثا أعرض عنه رسول الله بوجهه أستقبله فيعيد عليه هذا الكلام فإنما أعرض عن النبي إرادة حتى يقوم رجُل فـ يضرب عُنقه لأنه لم يؤمنه فلما رأى ألا يُقدم أحداً، وعُثمان قد أكب على رسول الله يُقبل رأسه وهويقول يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله، فداك أبى وأمى يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله...، فنطق رسول الله نعم، وبعد رحيلهما التفت إلى أصحابه ونطق ما منعكم حتى يقوم أحدكم إلى هذا فيقتُله ،يا ترى؟ فنطق عباد بن بشر ألا أومأت إلى يا رسول الله ،يا ترى؟ فـ والذي بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من جميع ناحية راتى حتى تشير إلى فـ أضرب عُنقه فنطق النبي أنهُ لا يجوز له حتىقد يكون خائن الأعيُن إلى غير ذلك عاد عبد الله بن أبى السرح إلى مُجتمع الإسلام بعد وساطة عُثمان بن عفان له لدى النبي ويذكُر الرواة حتى إسلامُه قد حسن بعد ذلك وإن كان ما نقلوه لنا عنُه - خاصة صراعه مع ابن العاص وما عمله بـ مصر بعد حتى تخلص من عمروبن العاص واليها - لا يؤكد ذلك.
عبد الله مجاهداً وفاتحاً ووالياً
شارك عبد الله في الفتوح بعد انتنطق النبي صلى الله عليه وسلم إلى جورار ربه، وولاه عثمان بن عفان بزمن خلافته إمارة الصعيد، ثم ولي مصر بعدها في سنة 27هـ، وفي مدة ولايته فتح فتوحاً عظيمة في بلاد النوبة والسودان سنة 31 من الهجرة، وعقد عهداً بينه وبين ملك النوبة بأن يؤمَّن التجار ويحافَظ على المسجد الذي بناه المسلمون في دنقلة.
تولى بناء وقيادة الاسطول الإسلامي في معركة ذات الصواري. وانتصر على البيزنطيين وأغرق 900 سفينة من اسطول قنسطنس الثاني. كما غزا إفريقية عدة مرات سنة 31هـ، و33هـ حتى بلغ تونس.
وبعد استشهاد عثمان اعتزل عبد الله السياسة ونجا بنفسه من الفتنة، وخرج إلى عسقلان فظل فيها عابداً حتى توفي بها سنة 37هـ.
وهناك رواية أخرى تذكر وفاة عبد الله ابن ابي السرح، ودفنه بمدينة أوجلة في ليبيا.
المصادر
- ^ تفسير الطبري للاية 93 سورة الانعام