قيس بن ذريح الليثي الكناني والملقب بمجنون لبنى (625م - 680), أخوالحسين بن علي من الرضاع، وشاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل الحجاز. عاش في فترة خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.

لم يكن قيس مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب لبنى الخزاعية التي نشأ معها وعشقها وتزوجها ثم طلقها لكونها لا تلد فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، وتزوجت بعده فلما مرت فترة من الزمن ساءت حاله وهام مجدداً بعد حتى رآها فخيرها زوجها بين حتى تظل معه أوحتى يطلقها لترجع إلى قيس فاختارت الطلاق والرجوع إلى قيس بن ذريح غير أنها بعد الطلاق ماتت فمات على إثرها قيس بن ذريح.

وهوأحد القيسين الشاعرين المتيمين والآخر هوقيس بن الملوح "مجنون ليلى".

نسبه

• هو : قيس بن ذريح بن سنة بن حذافة بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الليثي الكناني.

لقاءه بلبنى

وسبب علاقته بلبنى بنت الحباب الكعبية الخزاعية أنه مضى بعض حاجاته فمر ببني كعب وقد احتدم الحر فاستسقى الماء من خيمة منهم فبرزت إليه امرأة مديدة القامة بهية الطلعة عذبة الكلام سهلة المنطق فناولته اداوة ماء، فلما صدر نطقت له ألا تبرد عندنا، وقد تمكنت من فؤاده فنطق نعم، فمهدت له وطاء واستحضرت ما يحتاج إليه وإن أباها اتى، فلما وجده رحب به ونحر له جزوراً وأقام عندهم بياض اليوم ثم انصرف وهوأشغف الناس بها فجعل يكتم ذلك إلى حتى غلب عليه فنطق فيها بالأشعار وشاع ذلك عنه وأنه مر بها ثانياً فنزل عندهم وشكا إليها حين تخاليا ما هبط به من بها فوجد عندها أضعاف ذلك فانصرف وقد فهم جميع واحد ما عند الآخر.

زقابلما

مضى قيس إلى أبيه فشكا إليه شغفه بلبنى فنطق له دع هذه وتزوج بإحدى بنات عمك، فغم منه واتى إلى أمه فكان منها ما كان من أبيه فهجرهما. فأتى الحسين بن علي، رضي الله عنه، فشكى ما به، فنطق له الحسين: أنا أكفيك. فمضى معه إلى أبي لبنى، فلما بصر به، وثب إليه، وأعظمه، ونطق: يا ابن بنت رسول الله، ما اتى بك إلي ،يا ترى؟ ألا بعثت إلي فآتيك ،يا ترى؟ نطق: قد جئتك خاطباً ابنتك لبنى، لقيس بن ذريح، وقد عهدت مكانه مني. فنطق: يا ابن بنت رسول الله، ما كنت لأعصي لك أمراً، وما بنا عن الفتى رغبة، ولكن أحب الأمرين إلينا، حتى يخطبها ذريح علينا، وأنقد يكون ذلك عن أمره، فإنا نخاف حتى يسمع أبوه بهذا، فيكون عاراً ومسبة علينا. فأتى الحسين سلام الله عليه ذريحاً، وقومه مجتمعون، فقاموا إليه ونطقوا له مثل قول الخزاعي. فنطق: يا ذريح، أقسمت عليك بحقي، إلا خطبت لبنى لابنك قيس. فنطق: السمع والطاعة لأمرك. ولما تزوجها أقام مدة مديدة على أحمل ماقد يكون من أحسن الأحوال ومراتب الإقبال، وفنون المحبة.

طلاقهما

وكان قيس أبر الناس بأمه، فألهته لبنى وعكوفه عليها عن بعض ذلك، فوجدت أمه في نفسها، ونطقت: لقد شغلت هذه المرأة ابني عن بري. ولم تر للكلام موضعاً حتى سقم قيس سقماً شديداً، فلما برئ، نطقت أمه لأبيه: لقد خشيت حتى يموت قيس ولم يهجر خلفاً، وقد حرم الولد من هذه المرأة، وأنت ذومال، فيصير مالك إلى الكلالة، فزوجه غيرها، لعل الله عز وجل يرزقه ولداً، وألحت عليه في ذلك. فأمهل ذريح حتى اجتمع قومه، ثم نطق له: يا قيس، إنك اعتللت هذه العلة ولا ولد لك، ولا لي سواك، وهذه المرأة ليست بولود، فتزوج إحدى بنات عمك لعل الله حتى يهب لك ولداً تقر به عينك وأعيننا. فنطق قيس: لست متزوجاً غيرها أبداً. فنطق أبوه: يا بني، فإن مالي كثير، فتسر بالإماء. فنطق: ولا أسوؤها بشيء أبداً. نطق أبوه: فإني أقسم عليك إلا طلقتها. فأبى، ونطق: الموت- والله- أسهل علي من ذلك، ولكني أخيرك خصلة من خصال. فنطق: وما هي ؟ نطق: تتزوج أنت، فلعل الله عز وجل حتى يرزقك ولداً غيري. فنطق: ما في فضل لذلك. نطق: فدعني أرحل عنك بأهلي، وأصنع ما كنت صانعاً، لوكنت مت في علتي هذه. فنطق: ولا هذا. نطق: فادع لبنى عندك، وأرتحل عنك إلى حتى أسلوها، فإني ما تحب نفسي حتى أعيش، وتكون لبنى غائبة عني أبداً، وأن لا تكون في حبالي. فنطق: لا أرضى بذلك، أوتطلقها، وحلف لا يكنه سقف بيت أبداً، حتى يطلق لبنى. وكان يخرج فيقف في حر الشمس، ويجيء قيس فيقف إلى جانبه، فيظله بردائه، ويصلى هوبحر الشمس، حتى يفيء الفيء عنه، وينصرف إلى لبنى، فيعانقها، ويبكي، وتبكي معه. وتقول له: يا قيس، لا تطع أباك، فتهلك، وتهلكني معك. فيقول لها: ما كنت لأطيع أحداً فيك أبداً. فينطق: إنه مكث كذلك سنة، ثم طلقها لأجل والده، فلم يطق الصبر عنها. نطق ابن جريج: أبلغت حتى عبد الله بن صفوان لقي ذريحاً أبا قيس، فنطق له: ما حملك على حتى فرقت بين قيس ولبنى، أما فهمت حتى عمر بن الخطاب، نطق: ما أبالي فرقت بين الرجل وامرأته، أومشيت إليهما بالسيف. وروى هذا الحديث، إبراهيم بن يسار الرمادي، عن سفيان بن عيينة، عن عمروبن دينار، نطق: نطق الحسين بن علي رضي الله عنهما لذريح بن سنة، أبي قيس: أحل لك حتى فرقت بين قيس ولبنى، أما أني سمعت عمر بن الخطاب، يقول: ما أبالي فرقت بين الرجل وامرأته، أومشيت إليهما بالسيف.

حال قيس بعد فراق لبنى

نطق ليث بن عمرو، أنه سمع قيس بن ذريح يقول ليزيد بن سليمان: هجرني أبواي، إثنتي عشرة سنة، أستأذن عليهما، فيرداني، حتى طلقتها.

ثم نطق قيس بعد فراقه لبنى:

فلما أزمعت لبنى الرحيل بعد العدة اتى وقد قوض فسطاطها فسأل الجارية عن أمرهم فنطقت سل لبنى فأتى إليها فمنعه أهلها وأبلغوه أنها غداة غد ترحل إلى أهلها فسقط مغشياً عليه، فلما أفاق وأنشد:

وتبعها حين ارتحلت ينظر إليها، فلما غابت عاد يقبل أثر بعيرها، فليم على ذلك فأنشد:

ولما أجنه الليل أوى إلى مضجعه فلم يطق قرار فجعل يتململ ويتمرغ في موضعه ويقول:

فوطن البيت، ولما اشتد شوقه وزاد غرامه أفضى به الحال إلى سقم ألزمه الوساد واختلال العقل واشتغال البال، فلام الناس أباه على سوء عمله فجزع وندمع وجعل يتلطف به، فأوفد له طبيباً وقينات يسألون عن حاله ويلهونه، فلما أطالوعليه أنشد:

زقابل بأخرى وزواج لبنى بآخر

لما أيس ذُريح من ابنه استشار قومه في دائه فاتفقت آراؤهم على حتى يأمروه بتصفح احياء العرب فلعل حتى تقع عينه على امرأة تستميل عقله فاقسموا عليه حتى يعمل فعمل وأنه اتفق حتى هبط بحي من فزارة فرأى جارية قد حسرت عن وجهها برقع خز وهي كالبدر حسناً وبهجة فسأل عن اسمها فنطقت لبنى فسقط مغشياً عليه فارتاعت منه ونضحت وجهه بالماء ونطقت إذا لم تكن قيساً فمجنون. فلما أفاق استنسبته فإذا هوقيس فأقسمت عليه حتى ينال من طعامها، فتناول قليلاً وركب فاتى أخوها على أثره فأفهمته السيرة فركب حتى استرده وأقسم عليه حتى يقيم عنده شهراً، فنطق شفقت علي وأجاب فكان الفزاري يعجب به ويعرض عليه الصهارة حتى لامته العرب ونطقوا نخشى حتى يصير عملك سنة فيقول دعوني في مثل هذا الفتى يرغب الكرام وقيس يقول له إذا فيكم الكفاية ولكني في شغل لا ينتفع بي معه فألح عليه حتى عقد له على أخته ودخل بها فأقام معها أياماً لا تهش نفسه إليها ولا يحدثها ثم استأذن في الخروج إلى أهله فأذنوا له فخرج إلى المدينة وكان له بها صديق فأعمله حتى لبنى قد بلغها تزويجه فغمت لذلك ونطقت إنه لغدار وإني طالما خطبت فأبيت والآن أجيب هذا وإن أبا لفنى قد اشتكى قيساً إلى معاوية وإنه يشبب بابنته فخط إلى مروان بهدر دمه وأمره حتى يزوج ابنته بخالد بن خلدة الغطفاني وهوكندي حليف قريش فجعل النساء ليلة زفافها يغنينها:

لبنى زوجها أصبح لا حر يوازيه له فضل على الناس وقد باتت تناجيه وقيس ميت حقاً صريع في بواكيه فلا يبعده اللّه وبعداً لنواعيه

ولما بلغ ذلك قيساً اشتد به الغرام فركب حتى أتى محلة قومها فنطقت له النساء ما تصنع هنا وقد رحلت مع زوجها فلم يلتفت حتى أتى موضع خبائها فتمرغ به وأنشد:

زقابل من لبنى للمرة الثانية

روي حتى قيساً انتقى ناقة من إبله وقصد المدينة ليبيعها فاشتراها زوج لبنى وهولا يعهده، ثم نطق له ائتني غداً في دار كثير بن الصلت أقبضك الثمن، فاتى وطرق الباب فأدخله وقد خلق له طعاماً وقام لبعض حاجاته، فنطقت المرأة لخادمتها سليه ما بال وجهه متغيراً شاحباً فتنفس الصعداء، ثم نطق هكذا حال من فارق الأحبة. فنطقت استخبريه عن قصته فاستخبرته فشرع يحكي أمره فحملت الحجاب ونطقت حسبك قد عهدنا حالك فبهت حين عهدها لا ينطق ساعة، ثم خرج لوجهه فاعترضه الرجل ونطق ما بالك عدلت قبض مالك وإن شئت زدناك، فلم يحدثه ومضى فدخل الرجل فنطقت له ما هذا الذي عملت إنه لقيس فحلف أنه لا يعهده، وأنشد قيس معاتباً لنفسه:

وقيل أنه حين اتى ليقبض ثمن المطية رأى لبنى فعاد مبهوتاً فسأله أأنت قيس نطق نعم نطق ارجع لنخيرها فإن اختارتك طلقتها وظن الرجل أنها تبغض قيساً فخيرها فاختارت قيساً فطلقها لوقته.

وحكي حتى سبب طلاقها حتى قيساً قصد ابن أبي عتيق وكان أكثر أهل زمانه مروءة في ذلك، فاتى إلى الحسن والحسين وأفهمهما حتى له حاجة عند زوج لبنى وطلب حتى ينجداه عليه فمضيا معه حتى اجتمعوا به وحدثوه في ذلك فنطق سلوا ما شئتم فنطق له ابن أبي عتيق "أهلاً كان أومالاً؟" نطق نعم، فنطق أريد حتى تطلق لبنى ولك ما شئت عندي فنطق أشهدكم أنها طالق ثلاثاً فاستحيوا منه وعوضه الحسن مائة ألف درهم ونطق له لوفهمت الحاجة ما جئت.

وروى حتى لبنى عاتبت قيساً على تزويج الفزارية فحلف لها حتى عينيه لم تكتحل برؤيتها ولم يحدثها لفظة واحدة وأنه لورآها لم يعهدها وأبلغته لبنى أنها كاره زوجها وأفهمته أنها لم تتزوجه رغبة فيه بل شفقة على قيس حين أهدر دمه ليخلى عنها فطلقها حين فهم ما بينهما وأوفد أخوالفزارية إلى قيس حين أبطا عنه يسأله الرجوع فأعاد الرسول بالخيار في أمر اخته فاختار الرجل عدم الفرقة وقصد قيس معاوية فمدحه فرق له وكان ذلك قبل طلاق لبنى فنطق له إذا شئت خطت إلى زوجا بطلاقها فنطق لا ولكن ائذن لي حتى أكون ببلدها فعمل فنزل قيس حين زال هدر دمه بحبها وظافرت مدائحه فيها حتى غنى بها معبد والغريض وإضرابهما فرق الناس له هذا ولما طلقت نقلت إلى العدة بأمر ابن أبي عتيق فمن ذاهب إلى أنها أكملت عدتها وتزوجها وأقاما إلى الموت بدليل مدحه لابن أبي عتيق حيث نطق:

وفاة لبنى

يغلب الذكر إلى أنها ماتت في العدة وأن مدحه لابن أبي عتيق حين لم يشك في عودها إليه وقد نهاه عن مدحه ونطق له من سمع بهذا يعدني قواداً والقائلون بموت لبنى في العدة أجمعوا حتى قيساً خرج حين بلغه ذلك حتى وقف على قبرها وأنشد:

ثم بكى حتى أغمي عليه فحمل ومات بعد ثلاث سنين ودفن إلى جانبها.

وفاته

بعد حتى تطلقت لبنى من زوجها الذي خلفها بعد قيس لتعود إلى قيس ماتت فمات على إثرها فوراً سنة 61 هـ.

المراجع

• الأصفهاني، أبوالفرج.الأغاني.
• نعيم، أنطوان وحيد(2010)الهائمون والمتيمون العرب:قصص وأشعار وحكايات.دار الكتاب العربي.بيروت.
• التنوخي(326-383).الفرج بعد الشدة.
• الانطاكي، داوود(2003).تزيين الأسواق في أخبار العشاق.دار البحار.