كونراد من مونتفرات Conrad of Montferrat (أوكونراد الأول من القدس) (بالإيطالية: Corrado di Monferrato; Piedmontese: Conrà ëd Monfrà) (منتصف عقد 1140 – 28 أبريل 1192)، هونبيل من شمال إيطاليا، وأحد المشاركين الرئيسين في الحملة الصليبية الثالثة. كان ملك القدس، بزقابل في 24 نوفمبر 1190، لكنه انتخب رسميا فقط في عام 1192، قبل أيام من وفاته. وكان أيضا مركيز مونتفرات من 1191.

حياته المبكرة

ولد كونراد في مونتفرات في شمال غرب إيطاليا. كان كونراد الابن الثاني للماركيز وليام الخامس من مونتفرات وزوجته جوديث من بابنبير، وهوابن عم الأولى من فريدريك بربروسا الإمبراطور الروماني المقدس ولويس السابع ملك فرنسا وليوبولد الخامس دوق النمسا.

نشط في الجهود الدبلوماسية في العشرينات من عمره، وأصبح قائدًا عسكريًا فعالاً. في البداية، تزوج سيدة مجهولة الهوية، من الممكن ابنة الكونت "مينهارد الأول من جورز" قبل عام 1179، لكنها ماتت في نهاية عام 1186.

الإمبراطورية البيزنطية

في عام 1179، بعد تحالف عائلته مع الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنينوس، شارك كونراد في قيادة جيش ضد قوات فريدريك بربروسا، وهزمها في سبتمبر 1179، وأسر مستشار فريدريك بربروسا، وساقه إلى القسطنطينية ليُكافأ من قبل الامبراطور، ثم عاد إلى إيطاليا بعد وقت قصير من وفاة مانويل في عام 1180.

وفي شتاء 1186-1187، عرض إسحاق الثاني شقيقته الصغرى ثيودورا، كعروس إلى شقيق كونراد الأصغر بونيفاس لتجديد التحالف، إلا حتى بونيفاس كان متزوجًا. كانت زوجة كونراد قد توفيت مؤخرًا، فقبل عرض إسحاق، ومضى إلى القسطنطينية في ربيع 1187. ومع زقابل، حصل على لقب "قيصر". وساعد الإمبراطور في الدفاع عن عرشه ضد تمرد قاده القائد ألكسيوس براناس، وقاتل ببسالة وجرح جرحًا طفيفًا في المعركة التي قُتل فيها براناس. ورغم ذلك، لم يبق كونراد في القسطنطينية لاستثمار نجاحه، وتوجه إلى مملكة بيت المقدس في يوليو1187.

الدفاع عن صور

كانت نية كونراد اللحاق بوالده في قلعة القديس إلياس، فوصل أولاً إلى عكا التي كانت قد سقطت في يد صلاح الدين الأيوبي، فأبحر شمال إلى صور، التي لجأ إليها بقايا الجيش الصليبي المنهزم في معركة حطين. وكان صلاح الدين قد استولى بالعمل على عكا وصيدا وبيروت. كما كان ريموند الثالث كونت طرابلس وربيبه رينالد من صيدا والكثير من النبلاء الآخرين قد فروا من المعركة إلى صور، ولكن معظمهم كان حريصًا على العودة إلى أراضيهم للدفاع عنها إلا حتى ريموند كان في حالة صحية سيئة، وتوفي بعد وقت قصير من عودته إلى بلاده.

وفقا للمؤرخ وليم الصوري، فإن رينالد من صيدا حاول التفاوض على الاستسلام مع صلاح الدين الأيوبي. إنتهز كونراد الفرصة، وألقى رسالة صلاح الدين في الخندق، وجعل الصوريين يقسمون له على الولاء التام. وباستيلائه على السلطة، رحل رينالد إلى قلعته الخاصة قلعة الشقيف على نهر الليطاني. أعاد كونراد تنظيم دفاعات صور، وأسس حكومة محلية.

وعندما وصل جيش صلاح الدين، وجدوا المدينة محصنة جيدًا. صمدت صور جيدًا أمام الحصار، فانصرف صلاح الدين عنها لفتح قيصرية وأرسوف ويافا. عندئذ، أوفد كونراد رئيس أساقفة صور، إلى الغرب لطلب المساعدات.

في نوفمبر 1187، عاد صلاح الدين ثانية لحصار صور. كان كونراد لا يزال في قائدًا للمدينة، وكان جميع مدينة يفتحها العرب يفر مقاتليها إلى صور، فإمتلأت المدينة بالمقاتلين وعائلاتهم. هذه المرة، حاصرها صلاح الدين برًا وبحرًا. وقد ذكر المؤرخون الغربيون حادثة حدثت أثناء هذا الحصار، عندما عرض صلاح الدين إطلاق ويليام الخامس من مونتفرات والد كونراد الذي أُسر في معركة حطين، بالإضافة إلى عطية لكونراد إذا سلّم المدينة. إلا حتى الرجل العجوز نهى ابنه رغم تهديد المصريون بقتله. ففشل هذا التفاوض، وأُطلق سراح ويليام بعد ذلك في عام 1188 في طرطوس، وعاد إلى ابنه.

في 30 ديسمبر 1187، أغارت سفن كونراد على سفن الأسطول المصري، واستولت على عدد منها. حاولت السفن المتبقية المصرية الهرب إلى بيروت، لكن سفن كونراد طاردتها، وإضطر المصريون إلى إرساء سفنهم على الشاطئ والفرار. عندئذ، شنّ صلاح الدين الأيوبي هجومًا على المدينة، معتقدًا أنهم منشغلون بالمعركة البحرية. إلا حتى صمود المدينة جعل صلاح الدين ينهي حصاره مرة أخرى.

الصراع على التاج

في صيف 1188، أطلق صلاح الدين غي دي لوزينيان زوج الملكة سيبيلا ملكة أورشليم من الأسر. وبعد ذلك بعام في عام 1189، رافق غي شقيقه جيفري إلى صور، وطالب كونراد بتسليمه المدينة. رفض كونراد هذا الطلب، وأعرب حتى هذا الرجل أسقط حقه في الملك بهزيمته في معركة حطين، ونطق أنه سيحكم المدينة حتى وصول الملوك من أوروبا، ولم يسمح كونراد لغي وسيبيلا بدخول المدينة، لكن جاز لهم بوضع خيامهم خارج جدران صور.

اقنع لويس الثالث من تورينجيا ابن عمه كونراد بالانضمام لغي في حصاره لعكا في عام 1189، والذي استمر لأكثر من عامين. وفي صيف 1190، سافر كونراد إلى أنطاكية ليكون دليلاً لفريدريك السادس دوق شوابيا، إلى عكا مع فلول جيشه ابن عمه الإمبراطور فريدريك بربروسا.

عندما ماتت الملكة سيبيلا وبناتها من السقم في وقت لاحق من ذلك العام، لم يصبح لغي الحق القانوني في العرش، لكنه رفض التنحي. وكانت وريثة العرش إيزابيلا وهي شقيقة الملكة سيبيلا، متزوجة من همفري الرابع من تورون، وكانت مولعة به. ومع ذلك، سعى كونراد ووالدتها الملكة ماريا وباليان من إيبلين ورينالد من صيدا والكثير من النبلاء، إلى فسخ زقابلما بزعم حتى إيزابيلا كانت تحت سن الزواج في ذلك الوقت، ولم تكن قادرة على إعطاء الموافقة، ثم تزوجت من كونراد نفسه، على الرغم من الشائعات حول جمعه بين زوجتين بسبب زقابل من ثيودورا، الذي كانت لا تزال على قيد الحياة. تم الزواج في 24 نوفمبر 1190، وبذلك وبحكم القانون، أصبح كونراد ملكًا لأورشليم، وعاد مع عروسه إلى صور بعد إصابته في حصار عكا، ثم عاد إلى الحصار في الربيع، وقاد هجوم بحري فاشل على ميناء المدينة.

أيد ريتشارد قلب الأسد غي في مطالبته للعرش، بينما أيد كونراد ابني عمه ليوبولد الخامس دوق النمسا وفيليب الثاني ملك فرنسا. تولى كونراد أمر المفاوضات في استسلام عكا، وبعد ذلك، حاول الأطراف التوصل إلى اتفاق. توصل الملوك إلى اتفاق بتولية غي العرش، ويكون كونراد ولي عهده. وفي يوليو1191، قرر فيليب الثاني العودة إلى فرنسا، ولكن قبل مغادرته تنازل عن نصف غنائم عكا إلى كونراد، وكل رهائنه المسلمين. طلب الملك ريتشارد من كونراد تسليم الرهائن، لكن كونراد رفض قدر استطاعته. وبعد حتى رضخ له في النهاية، اغتال ريتشارد جميع الرهائن.

لم ينضم كونراد لحملة ريتشارد إلى الجنوب، وفضّل البقاء مع زوجته إيزابيلا في صور، معتقدًا حتى حياته في خطر، كما توفي والده في تلك الفترة. وخلال ذلك الشتاء، بدأ كونراد مفاوضات مباشرة مع صلاح الدين الأيوبي، لاعتقاده بأن حملة ريتشارد التالية ستكون لانتزاع صور منه، وإعادة الملك لغي. كان هدفه الأساسي حتى يعترف به كحاكم في الشمال.

اغتياله

في أبريل 1192، أتفق على حتى تخضع الملكية للتصويت. خشي ريتشارد من حتى يختار بارونات مملكة بيت المقدس كونراد بالإجماع ملكًا. باع ريتشارد غي السياده على قبرص مع احتفاظه بلقب "ملك". إلا حتى كونراد لم يتوج، حيث هاجمه اثنان من الحشاشين وطعنوه مرتين على الأقل في جنبه وظهره. اغتال حراسه واحدًا من المهاجمين، وقبض على الآخر. وتحت وطأة التعذيب، اعترف الحشاش حتى ريتشارد وراء عملية القتل.

الأسرة

كان شقيقه بونيفاس قائدًا الحملة الصليبية الرايعة، كما كان شقيقه الأصغر رينيه من مونتفرات زوجًا لابنة الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنينوس، والأكبر ويليام من مونفيراتوكونت يافا وعسقلان أول أزواج إيزابيلا الأولى ووالد بلدوين الخامس ملك القدس.

المصادر

• Brand, Charles M. Byzantium Confronts the West, 1968, ISBN 0-7512-0053-0
• Brevis Historia Occupationis et Amissionis Terræ Sanctæ, in Die Chronik des Propstes Burchard von Ursberg, ed. Oswald Holder-Egger & Bernhard von Simson, Monumenta Germaniæ Historica: Scriptores in Usum Scholarum, (Hannover & Leipzig, 1916), pp. 59–64
• Choniates, Niketas, Historia, ed. J.-L. Van Dieten, 2 vols., Berlin and New York, 1975; trans. as O City of Byzantium, Annals of Niketas Choniates, by H.J. Magoulias, Detroit; Wayne State University Press, 1984, ISBN 0-8143-1764-2
• Edbury, Peter W. (ed.) The Conquest of Jerusalem and the Third Crusade, 1998, ISBN 1-84014-676-1
• Gabrieli, Francesco. (ed.) Arab Historians of the Crusades, English translation 1969, ISBN 0-520-05224-2
• Gilchrist, M. M. "Character-assassination: Conrad de Montferrat in English-language fiction & popular histories", , Alessandria, no.ستة (Nov. 2005), pp.5–13. (external link)
• , 1995 (external link to downloadable text).
• Ilgen, Theodor. Konrad, Markgraf von Montferrat, 1880
• Nicholson, Helen J. (ed.) The Chronicle of the Third Crusade: The Itinerarium Peregrinorum et Gesta Regis Ricardi, 1997, ISBN 0-7546-0581-7
• , vol. XXIX, Rome 1983, pp. 381–387 (external link)
• Runciman, Steven. A History of the Crusades, 1951–54, vols. 2–3.
• Usseglio, Leopoldo. I Marchesi di Monferrato in Italia ed in Oriente durante i secoli XII e XIII, 1926.
• (external link to text in mediæval French).
• Williams, Patrick A. "The Assassination of Conrad of Montferrat: Another Suspect?", Traditio, vol. XXVI, 1970.

هوامش

وصلات خارجية

• Bertran de Born (with translation by James H. Donalson),
• Bertran de Born (with translation by James H. Donalson),
• Find A Grave: Conrad de Montferrat