معركة المنصورة

عودة للموسوعة

معركة المنصورة

معركة المنصورة

الحملة الصليبية السابعة في معركة المنصورة في 1250م
الصراع: معارك الصليبيين
التاريخ: 1250م
المكان: مصر
النتيجة: فوز الأيوبيين
المتحاربون
الأيوبيون الصليبيون
القادة
بيبرس البندقداري
فخر الدين يوسف
فارس الدين أقطاي الجمدار
لويس التاسع
شارل ده أنجو
روبرت دى أرتوا
وليام من سالزبرى
القوى
تقريبا 70,000 بدأت الحملة بـ 80,000 مقاتل
النتائج
فخر الدين يوسف - في فارسكور نحو100 + متطوعة . المنصورة 1,500فارسكور 15,000 + أسر لويس التاسع وقواده.

معركة المنصورة، معركة دارت رحاها في مصر منثمانية إلى 11 فبراير 1250 بين القوات الصليبية (الفرنج) بقيادة لويس التاسع (Louis IX) ملك فرنسا (القديس لويس فيما بعد) . والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ وفارس الدين أقطاي الجمدار وركن الدين بيبرس البندقداري.

الوضع العام قبل المعركة

في النصف الأول من القرن الثالث عشر كانت الدولة الأيوبية تحكم مصر والشام. في عام 1220م قام المغول بقيادة جنكيز خان بمهاجمة الدولة الخوارزمية، على بوابة العالم الإسلامي الشرقية، ودمروها مما أدى إلى تشرذم الخوارزمية وشرود أجنادهم الذين راحوا بعد زوال دولتهم يعرضون خدماتهم على ملوك الممالك الإسلامية المجاورة، وكان من أولاء الملوك السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب الذي رحب بهم واستفاد من خدماتهم خاصة في الشام . في عام 641 هـ/1244م استولى الخوارزمية حلفاء الصالح أيوب على بيت المقدس. وكان بيت المقدس في أيدي الصليبيين منذ معاهدة سنة 1229م بين الملك الكامل وفريدريك الثاني إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة إبان الحملة الصليبية السادسة والتي بموجبها تعهد فريدريك بالتحالف مع الملك الكامل ضد أعدائه ووقف الحملات الصليبية في لقاء تنازل الملك الكامل عن بيت المقدس للصليبيين .

في 17 أكتوبر 1244م شن الصليبيون هجوماً برياً ضخماً على مصر، ولكنهم هزموا هزيمة منكرة عند غزة على يد الأمير ركن الدين بيبرس وعناصر خوارزمية من جهة والصليبيين وملوك أيوبيين من سوريا متصارعين مع السلطان الأيوبي الصالح أيوب من جهة أخرى، انتهت بهزيمة الصليبيين وحلفائهم هزيمة كبرى، مما مكن المسلمين من فرض سيادتهم الكاملة على بيت المقدس وبعض معاقل الصليبيين في الشام .

كان لسقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين صدى قوي في أوروبا يشبه صدى سقوطها في يد صلاح الدين الأيوبي في سنة 1187م ، مما جعل الأوربيين يدعون إلى قيام حملة صليبية كبيرة تمكنهم من استعادة بيت المقدس، وكان ملك فرنسا لويس التاسع من أكبر المتحمسين للحملة الجديدة. كان الصليبيون يدركون حتى مصر التى صارت تمثل قلعة الإسلام وترسانته العسكرية ومصدر القوة البشرية الرئيسي للمسلمين ، هي العائق الرئيسي الذي يعترض طموحاتهم لاسترجاع بيت المقدس، وأنهم لن يتمكنوا من احتلال جميع الشام وبيت المقدس دون الإجهاز على مصر أولاً .


التجهيز لغزومصر

في نوفمبر 1244، مباشرة بعد هزيمة الصليبيين عند غزة، قام "روبرت" بطريرك بيت المقدس بإرسال "جاليران" أسقف بيروت إلى ملوك وأمراء أوروبا يطالبهم بإرسال إمدادات عاجلة إلى الأراض المقدسة لمنع سقوط مملكة بيت المقدس بالكامل في أيدي المسلمين . وفي عام 1245، أثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول، وبحضور روبرت بطريرك بيت المقدس، منح بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV) تأييده الكامل للحملة الصليبية السابعة التي تحمس لها لويس التاسع ملك فرنسا وكان يحضر لها، وقام بابا الكاثوليك على إثر ذلك بإرسال "اودو" كاردينال فراسكاتي للترويج للحملة في كافة أنحاء فرنسا، وفُرضت ضرائب على الناس لتمويلها، ووافقت جنوة ومرسيليا على الاضطلاع بتجهيز السفن اللازمة، أما البندقية فقد فضلت عدم المشاركة بسبب علاقاتها التجارية الواسعة مع مصر .

كان من أهداف الحملة الصليبية السابعة، هزيمة مصر لإخراجها من الصراع، والقضاء على الدولة الأيوبية التى كانت تحكم مصر والشام، وإعادة احتلال بيت المقدس. لتحقيق ذلك، جهز الصليبيون الحملة بتأن في ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم ضد المسلمين حتى يتمكنوا من تطويق العالم الإسلامي من المشرق والمغرب مما يصعب على مصر القتال على جبهتين في آن واحد فيسهل عليهم الإطاحة بالعالم الإسلامي بضربة واحدة . قام البابا بإرسال مبعوثه الفرنسيسكاني "جيوفاني دا بيان كاربيني" (Jovanni da Pian del Carpine) إلى "جويوك" خان المغول يطلب منه تحالفه مع الصليبيين. إلا حتى رد "جويوك" اتى مخيباً لأمال البابا، إذ رد عليه برسالة تطلب منه الخضوع للمغول والحضور إليه مع جميع ملوك أوروبا لمبايعته ملكاً على العالم . لكن إينوسينت لم يفقد الأمل فقام في مايو1247 بإيفاد "أشلين أوف لومباردي" (Asclin of Lombardy) إلى القائد المغولي "بايتشو" في تبريز. وبدا بايتشوأكثر استعداداً للتحالف مع الصليبيين ضد المسلمين، إذ اقترح حتى يقوم بمهاجمة بغداد على حتى يقوم الصليبيون في ذات الوقت بمهاجمة الشام فيتم تطويق المسلمين، وأوفد رسولين إلى روما بقيا في ضيافة بابا الكاثوليك نحوعام، ثم عادا إلى بياتشوومعهما شكوى من البابا بأنه لم يلحظ حتى "بايتشو" قد أقدم على عمل شيء مثمر يخدم التحالف المأمول .

إبحار سفن الحملة الصليبية السابعة إلى مصر

لويس التاسع ملك فرنسا

في 24 جمادى الأولى 646 هـ/25 أغسطس 1248م أبحر لويس من مرفأ إيجو-مورت (Aigues-Mortes) وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا. كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو1800 سفينة محملة بنحو80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم . كان يصحب لويس زوجته "مرجريت دوبروفنس" (Marguerite de Provence)، وأخويه "شارل دي أنجو" (Charles d'Anjou) و"روبرت دي أرتوا" (Robert d'Artois)، ونبلاء من أقاربه ممن شاركوا في حملات صليبية سابقة مثل "هيودوبورجوندي" (Hugh de Burgundy) وبيتر دوبريتاني (Peter de Brittany) وغيرهما. كما تبعته سفينة على متنها فرقة إنجليزية يقودها "وليم أوف سليزبوري" (William of Salisbury) و" فير روزاموند" (Fair Rosamond). وكانت هناك فرقة إسكتلندية توفي قائدها "باتريك أوف دونبار" (Patrick of Dunbar) أثناء سفره إلى مرسيليا .

أراد الملك لويس التوجه مباشرة إلى مصر لكن مستشاريه وباروناته فضلوا القيام بوقفة تعبوية لتجميع جميع السفن والمقاتلين قبل التوجه إلى مصر، فتوقف بجزيرة قبرص ، حيث انضم اليه عدد كبير من بارونات سوريا وقوات من فرسان المعبد (الداوية) والاسبتارية قدمت من عكا تحت قيادة مقدميها .

أثناء توقف لويس بقبرص قام باستقبال وفد مغولي سلمه رسالة ودية من خان المغول يعرض عليه فيها خدماته للاستيلاء على الأراض المقدسة وطرد المسلمين من بيت المقدس. فأوفد لويس هدية لخان المغول، وكانت تعبير عن خيمة ثمينة على هيئة محراب كنيسة عليها رسم يمثل بشارة الملائكة لمريم العذراء، لترغيبه في اعتناق المسيحية . ولسوء حظ لويس، اعتبر المغول هديته رسالة تعني قبوله الخضوع لهم فطلبوا منه إرسال هدايا لهم في جميع عام مما أصابه بصدمة .

توقف الحملة الصليبية في قبرص أدى إلى تسرب أنبائها إلى مصر قبل وصول سفنها إلى المياه المصرية. وينطق حتى فريدرك الثاني، الذي كان في صراع مع بابا الكاثوليك، بعث إلى السلطان أيوب يخبره بإبحار لويس التاسع لغزومصر ، مما منح السلطان أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات .

في مايوعام 1249 ركب لويس سفينته الملكية "لومونتجوي" ، وأمر باروناته باتباعه بسفنهم إلى مصر فأبحرت السفن من ميناء ليماسول القبرصي. أثناء التوجه إلى مصر سقطت عاصفة بحرية قوية تسببت رياحها في جنوح نحو700 سفينة من سفن الحملة إلى عكا وسواحل الشام. كان ضمن المقاتلين على متن السفن الجانحة نحو2100 من فرسان لويس التاسع الذين كان مجموعهم نحو2800 فارس، فتوقف لويس لوقت قصير في جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه "هيودوبورجوندي" الذي كان ينتظر هناك، ثم أبحر جنوباً صوب مصر .

احتلال دمياط

أما في مصر فقد كانت أنباء عزم الفرنج على مهاجمة مصر قد وردت، فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص . وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب سقمه الشديد، ونزل في المحرم 647هـ/أبريل 1249م عند قرية أشموم طناح، على البر الشرقي من الفرع الرئيسي للنيل. وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والأجناد، وأمر نائبه بالقاهرة الأمير حسام الدين بن أبي علي بتجهيز الأسطول، وأوفد الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ، وكان أميراً في نحوالثمانين، على رأس جيش كبير ليعسكر في البر الغربي لدمياط حتى يقابل الفرنج إذا قدموا .

طلب البارونات والمستشارون من الملك لويس التمهل حتى وصول السفن الجانحة بالشام، ولكنه رفض طلبهم بحجة حتى عمل ذلك سيعطي دفعة للمسلمين، كما أنه لا يوجد مرفأ في الطريق يمكن حتى ترسوا فيه السفن مما قد يعرضها للجنوح إلى مناطق بعيدة بعمل الرياح القوية .

دخلت سفن الفرنج المياه المصرية ووصلت إلى شاطئ دمياط وأرست بإزاء المسلمين. راع المقاتلون الصليبيون وهم ينظرون من فوق أسطح سفنهم كثرة أجناد المسلمين على الشاطئ، وبريق أسلحتهم، وصهيل خيولهم . وأوفد لويس كتاباً إلى السلطان الصالح أيوب يهدده ويتوعده ويطلب منه الاستسلام (رسالة لويس التاسع إلى الصالح أيوب )، وكان السلطان الصالح مريضاً سقم الموت وكانت الدولة الأيوبية تحتضر معه. اغرورقت عينا الصالح أيوب بعد حتى قرىء عليه كتاب لويس ورد عليه يحذره من مغبة عدوانه وصلفه، وينبئه بأن بغيه سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه (رسالة السلطان الصالح أيوب إلى لويس التاسع ). ولما وصل رد الملك الصالح إلى لويس برفض الإستسلام قرر لويس بدء عملية الإنزال .

في فجر السبت 22 صفر 647 هـ/5 يونيو1249 بدأت عملية إنزال القوات الصليبية على بر دمياط . وكانت القوات تضم نحو50,000 مقاتل وفارس . ضربت للويس خيمة حمراء كبيرة على الشط ، ونشب قتال عنيف بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين . وفي المساء انسحب الأمير فخر الدين يوسف إلى معسكر السلطان في "أشموم طناح" . بعد حتى افترض حتى السلطان قد فارق الحياة لأنه لم يرد على رسائله التي بعث بها إليه بالحمام الزاجل. . هجر فخر الدين دمياط خلفه بكل مافيها من سلاح ومؤونة وأقوات، ففزع السكان وفروا هم أيضاُ منها وخلفهم العربان الذين كانوا قد وضعوا في المدينة للمشاركة في حمايتها . فعبر الجنود الصليبيون إلى المدينة المهجورة، سيراً على الجسر الذي نست الحامية الأيوبية تدميره قبل انسحابها، واحتلوا دمياط بدون حتى يقابلوا مقاومة، حتى أنهم قد ظنوا في بادىء الأمر أنها مكيدة من المسلمين. استولى الصليبيون على المدينة بكل ما فيها من سلاح وعتاد ومؤونة، وحصنوا أسوارها .

اغتبط الفرنج بالاستيلاء على دمياط بتلك السهولة، لكن لويس فضل التمهل في التقدم نحوالدلتا إلى حتى تصل السفن الجانحة في الشام وإلى حتى ينتهي موسم فيضان النيل حتى لا يسقط في غلطة الحملة الصليبية الخامسة التي أغرقها فيضان النيل. تحولت دمياط إلى مستعمرة صليبية، وعاصمة لمملكة ماوراء البحار (أوتريميه) وصار جامعها الكبير كاتدرائية، ونصب أحد القساوسة أسقفاً عليها ، وأنشأت الأسواق الأوروبية، وأمسك تجار جنوة وبيزا بزمام التجارة فيها. واستقبل لويس صديقه بالدوين الثاني (Baldwin II) إمبراطور القسطنطينية، وحضرت زوجته من عكا للإقامة معه، وقد كانت قد توجهت من قبرص إلى عكا عند إبحاره إلى مصر. .

أما في الجانب المصري فقد سقطت أنباء سقوط دمياط في أيدي الصليبيين كالصاعقة على الناس، وانزعج واشتد حنق السلطان الصالح أيوب على الأمير فخر الدين ونطق له: "أما قدرتم تقفون ساعة بين يدي الفرنج؟" . وأمر بإعدام نحوخمسين من أمراء العربان الذين تهاونوا وغادروا دمياط بغير إذن. وحمل السلطان المريض في حراقة إلى قصر المنصورة . وقدمت الشواني بالمحاربين والسلاح، وأعرب النفير العام في البلاد فهرول عوام الناس أفواجاً من كافة أنحاء مصر إلى المنصورة لأجل الجهاد ضد الغزاة . وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبي المتحصن خلف الأسوار والخنادق، وراح المجاهدون يشنون هجمات على معسكراته ويأسرون مقاتليه وينقلونهم إلى القاهرة . ويروي المؤرخ الصليبي "جوانفيل" (Joinville) الذي رافق الحملة، حتى المسلمون كانوا يتسللون أثناء الليل إلي المعسكر الصليبي ويقتلون الجنود وهم نيام ويهربون بروؤسهم . ويذكر المؤرخ ابن أيبك الدواداري حتى الصليبيون كانوا يخافون من العوام المتطوعين أكثر من الجنود .

في غضون ذلك، في 24 أكتوبر، وصل إلى دمياط من فرنسا "ألفونس دى بواتي" (Alphonse de Poitiers) الشقيق الثالث للملك لويس ومعه إمدادات وقوات إضافية. بوصول الإمدادات تشجع الصليبيون وقرروا التحرك من دمياط. كان على لويس الاختيار بين السير إلى الإسكندرية كما اقترح "بيتر أوف بريتني" والبارونات أوالسير إلى القاهرة كما أصر "روبرت دوارتوا" شقيق لويس الذي أشار إلى أنه: "إذا أردت اغتال الأفعى فاضربها على رأسها". واختار لويس ضرب رأس الأفعى فأمر بالسير إلى القاهرة .


المعركة

المسير نحوالمنصورة

في 20 نوفمبر 1249م، بعد نحوستة أشهر من احتلال دمياط ، خرج الصليبيون من دمياط وساروا على البر بينما شوانيهم في بحر النيل توازيهم، وقاتلوا المسلمين هنا وهناك حتى وصلوا في 21 ديسمبر إلى ضفة بحر أشموم (يعهد اليوم بالبحر الصغير)، فأصبحت مياه بحر أشموم هي الحاجز الذي يفصل بينهم وبين معسكر المسلمين على الضفة الأخرى . حصن الصليبيون مواقعهم بالأسوار، وحفروا خنادقهم، ونصبوا المجانيق ليرموا بها على عسكر المسلمين، ووقفت شوانيهم بإزائهم في بحر النيل، ووقفت شواني المسلمين بإزاء المنصورة، وسقط قتال شديد بين الصليبيين والمسلمين في البر ومياه النيل. حاول الصليبيون إقامة جسر ليعبروا عليه إلى الجانب الأخر ولكن المسلمين ظلوا يمطرونهم بالقذائف ويجرفون الأرض في جانبهم حدثا شرعوا في إكمال الجسر حتى تخلوا عن الفكرة . وراحت المساجد تحض الناس على الجهاد ضد الغزاة مرددة: "انفروا خفافا وثنطقا، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم إذا كنتم تفهمون" ، فصار الناس يتواردون من أنحاء مصر على منطقة الحرب بأعداد غفيرة .

وفاة السلطان الصالح أيوب

وبينما كان الصليبيون يتقدمون جنوباً داخل الأراضي المصرية اشتد السقم على السلطان الصالح أيوب وفارق الحياة بالمنصورة في 15 شعبان 647 هـ/23 نوفمبر 1249م . ، فأخفت زوجته شجر الدر خبر وفاته، ولفت البلاد بالاتفاق مع الأمير فخر الدين يوسف أتابك العسكر والطواشي جمال الدين محسن رئيس القصر ، حتى لا يفهم الصليبيون فيزيد عزمهم ويشتد بأسهم، وحتى لا تتأثر معنويات الجيش والعوام. وأُرسل الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار زعيم المماليك البحرية إلى حصن كيفا لإحضار توران شاه ابن السلطان المتوفى لتسلم تخت السلطنة وقيادة البلاد في حربها ضد الغزاة . إلا ان نبأ وفاة السلطان الصالح تسرب إلى الملك لويس بطريقة أوبأخرى، فتشجع الصليبيون أكثر وظنوا حتى التحالف القيادي القائم بين شجر الدر وهي امرأة والأمير فخر الدين وهورجل طاعن في السن لن يصمد طويلاً وسوف يتهاوى عاجلاً ومعه مصر. .

الهجوم عبر المخاضة

فيثمانية فبراير 1250م دل أحدهم الصليبيين على مخائض في بحر أشموم مكنت فرقة يقودها أخوالملك "روبرت دى أرتوا "سوياٌ مع فرسان المعبد (الداوية)، وفرقة إنجليزية يقودها "وليم أوف ساليزبري" (William of Salisbury) من العبور بخيولهم وأسلحتهم إلى الضفة الأخرى ليفاجأ المسلمون بهجوم صليبي كاسح على معسكرهم في "جديلة" على نحوثلاثة كيلومترات من مدينة المنصورة. في هذا الهجوم المباغت اغتال فخر الدين يوسف وهوخارج من الحمام مدهوشاٌ بعدما سمع جلبة وصياح في المعسكر. أدى الهجوم إلى تشتت الأجناد وتقهقرهم مذعورين إلى المنصورة . وبعد حتى احتل الصليبيون معسكر جديلة تقدموا خلف "روبرت دوأرتوا" نحوالمنصورة على أمل القضاء على الجيش المصري برمته بعد حتى أخذتهم العزة وظنوا أنهم لاريب منتصرين .

معركة المنصورة

أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري ، وكان هذا أول ظهور للمماليك كقواد عسكريين داخل مصر. تمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة وإعادة صفوفها، ووافقت شجر الدر -الحاكم العملي للبلاد- على خطة بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المسلمين من الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام. وبلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها حتى المدينة قد خوت من الجنود والسكان كما وقع من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من جميع جانب ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والموضوعيع والحجارة، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضاً عن خوذ الأجناد وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وأدركوا أنهم قد سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة وأنهم متورطون في معركة حياة أوموت، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه.


نتائج معركة المنصورة

قتل عدد كبير من القوات الصليبيية المهاجمة . من فرسان المعبد وفرسان الإسباتريه لم ينج سوى ثلاثة مقاتلين، وفنيت الفرقة الإنجليزية تقريباً عن أخرها . واضطر أخوالملك لويس "روبرت دي أرتوا" إلى الاختباء في أحد الدور ، ثم اغتال هوو"وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزية .

أثناء المعركة راح الفرنج على الضفة اللقاءة لبحر أشموم يكدون ويجدون لإتمام الجسر حتى يتمكنوا من العبور لمساعدة فرسانهم، ولكن لما وردتهم أنباء سحق الفرسان، عن طريق بيتر أوف بريتني الذي فر إليهم بوجه مشجوج من ضربة سيف، وشاهدوا بقايا فرسانهم مدبرين إلى جهتهم والمسلمين في أعقابهم، راحوا يلقون بأنفسهم في مياه النيل بغية العودة إلى معسكراتهم وكاد لويس ذاته حتى يسقط في الماء. يصف المؤرخ "جوانفيل" الذي جاء الواقعة كالتالي: "في تلك المعركة أعداد كبيرة من الناس من ذوي الهيئات المحترمة ولوا مدبرين فوق الجسر الصغير في مشهد مخزي لأبعد الحدود. لقد كانوا يهرولون وهم في حالة من الذعر الشديد، وبدرجة جعلتنا لا نتمكن من إيقافهم على الإطلاق. أستطيع ذكر أسمائهم ولكني لن أعمل ذلك لأنهم صاروا في عداد الأموات" . وبذلك أصبح الصليبيون في ذات المسقط الذي باتوا فيه في الليلة السابقة على الضفة الشمالية من بحر أشموم حيث لفوا عليهم سوراً وبقوا تحت هجوم مستمر طوال اليوم. وقد اتهم بعض الفرسان لويس التاسع بالجبن والتخاذل . بعد المعركة عقد فارس الدين أقطاي، القائد العام للجيوش المصرية، مجلس حرب لمناقشة أمر يتعلق بالعثور بين قتلى الفرنج على شارة تحمل علامة البيت الملكي الفرنسي، كان صاحب الشارة هوشقيق الملك لويس، "روبرت دى أرتوا" الذي لقي مصرعه في المعركة، ولكن أقطاي افترض أنها خاصة بلويس وأن العثور عليها مرشد على أنه قد قتل، فنطق: "كما حتى المرء لا يهاب جسداً بلا رأس، فإنه أيضاً لا يهاب قوماً بلا قائد" ، فاتفق الجميع على ضرورة الهجوم الفوري على معسكر الصليبيين، فقام المسلمون في الفجر بشن هجوم واسع صمد فيه الفرنج ولكنه ألحق بهم خسائر فادحة. في هذا الهجوم فقد مقدم فرسان المعبد "وليم أوف سوناك" (William of Sonnac) إحدى عينيه، ثم فقد الأخرى بعد بضعة أيام ومات .

انطلق الحمام من المنصورة بنبأ الفوز على الصليبيين وحط بالقاهرة، فضربت البشائر بقلعة الجبل وفرح الناس وأقيمت الزينات .

وصول توران شاه واكتساح الصليبيين في فارسكور

تحصن الصليبيون داخل معسكرهم ثمانية أسابيع آملين في انهيار القيادة في مصر حتى يتمكنوا من معاودة محاولة التقدم إلى القاهرة. لكن الحلم الصليبي لم يتحقق، وبدلاً من انهيار القيادة وصل السلطان الأيوبي الجديد توران شاه إلى المنصورة في 28 فبراير 1250 لقيادة الجيش . بوصول السلطان الجديد تنفست شجرة الدر والأمراء الصعداء وأعرب رسمياً في البلاد عن نبأ وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب .

قام المسلمون بنقل المراكب وهي مفككة على ظهور الإبل وبعد هجريبها على الشط أنزلوها في مياه النيل خلف قوات لويس التاسع، وهي حيلة لجأ إليها الملك الكامل جد توران شاه في نفس المكان أثناء الحملة الصليبية الخامسة ، وبذلك منعوا وصول الإمدادات والمؤن من البحر المتوسط ودمياط إلى القوات الصليبية التي صارت محاصرة وفي موقف لا تحسد عليه، فلاهي قادرة على الاقتحام جنوباً والتقدم نحوالقاهرة ولا هي ممونة من قاعدتها في الشمال . استخدم المسلمون النار الإغريقية في تدمير مراكب الإمدادات الصليبية المتجهة من دمياط إلى قوات لويس المتمركزة جنوب المنصورة، كما تمكنوا من الاستيلاء على ثمانين سفينة صليبية، وفي يوم 16 مارس تمكنوا من تدمير قافلة كانت تتكون من اثنين وثلاثين سفينة . لم يمض وقت طويل حتى كانت قوات لويس قد أنهكت من الحصار والهجمات المتواصلة في النهار والليل، وبدأ الجنود الصليبيون يعانون من الجوع والسقم ويفرون إلى جيش المسلمين، بعد حتى أصابهم اليأس والإحباط، بل والشك في الفكرة الدينية التى حملتهم على الانضمام إلى حملة لويس التاسع ضد بلاد المسلمين .

على الرغم من هزيمة لويس التاسع وانتهاء حلمه لبلوغ القاهرة بانحساره في مصيدة جنوب المنصورة، بقوات جائعة ومريضة وخائفة، إلا أنه عرض على المسلمين حتى يسلمهم دمياط في لقاء تسليمه بيت المقدس وأجزاء من ساحل الشام. وهوعرض كان قد اقترحه السلطان الأيوبي الصالح أيوب على لويس بعد احتلاله دمياط . ورفض المسلمون عرض لويس لإدراكهم حتى وضعه العسكري لم يعد يؤهله لوضع شروط أوعقد صفقات. وبذلك أصبح أمام لويس التاسع اختيار واحد ألا وهوالفرار إلى دمياط وإنقاذ نفسه وجنوده .

فيخمسة أبريل 1250، في جنح ظلام الليل، بدأت قوات الصليبيين رحلة الهروب إلى دمياط . ومن شدة العجلة والارتباك، نسى الصليبيون حتى يدمروا جسراً من الصنوبر كانوا قد أقاموه فوق قناة أشموم . عندما أحس المسلمون بحركة الصليبيين، عبروا فوق الجسر وراحوا يطاردونهم ويبذلون فيهم السيوف من جميع جانب حتى وصلوا إلى فارسكور حيث تم تدميرهم بالكامل وسقط الملك لويس وأمراؤه ونبلاؤه في الأسر فيستة أبريل 1250 ..

في تلك الغضون كان الصليبيون يروجون شائعة في أوروبا تزعم حتى الملك لويس التاسع هزم سلطان مصر في معركة عظمى تبعها سقوط القاهرة في يده . بعدما وصلت أنباء هزيمة لويس التاسع ووقوعه في الأسر ذهل الناس في فرنسا ونشأت حركة هستيرية عهدت باسم حملة الرعاة الصليبية .

النتائج المباشرة لهزيمة لويس التاسع

تحققت نبوءة الصالح أيوب بأن بغي لويس التاسع سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه. استناداً إلى المصادر الإسلامية اغتال في حملة لويس التاسع ما بينعشرة آلاف و30 آلف من الجنود الصليبيين . أسر لويس التاسع في "منية عبد الله" (ميت الخولي عبد الله الآن) ، بعد حتى استسلم مع نبلائه للطواشي جمال الدين محسن الصالحي ، وأودع مغللاً في بيت القاضي إبراهيم بن لقمان، محرر الإنشاء، تحت حراسة طواشي يدعى صبيح المعظمي . كما أسر أخواه "شارل دانجو" و"ألفونس دوبويتي" وعدد كبير من أمرائه ونبلائه وقد سجن معظمهم معه في دار ابن لقمان. أما الجنود العاديون الذين أسروا فقد أقيم لهم معتقل خاص خارج المدينة. وأوفدت غفارة لويس التاسع إلي سوريا مع كتاب توران شاه ببشارة النصر، وخط في ذلك أحد الشعراء:" فلا زال مولانا يبيح حمى العدى .. ويلبس أسلاب الملوك عبيده" .

سُمح للويس التاسع بمغادرة مصر لقاء تسليم دمياط للمصريين، والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، بالإضافة إلى دفعه فدية قدرها 400 ألف دينار تعويضاً عن الأضرار التي ألحقها بمصر. (دفع نصف المبلغ بعد حتى جمعته زوجته في دمياط، ووعد بدفع الباقي بعد وصوله إلى عكا، وهومالم يعمله بعد حتى تهرب من الدفع فيما بعد) .

في ثلاثة صفر 648هـ/8 مايوعام 1250، بعد احتلال دام أحد عشر شهراً وتسعة أيام ، سلم لويس التاسع دمياط وغادرها إلى عكا مع أخويه و12.000 أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك سابقة . أما زوجته " مرجريت دوبروفنس" والتي كانت في غضون ذلك قد أنجبت طفلأ في دمياط أسمته "جان ترستان" (Jean Tristan) أي "جان الحزن"، فقد غادرت دمياط مع وليدها قبل مغادرة زوجها ببضعة أيام. وكانت مرجريت تعاني من كوابيس مرعبة أثناء نومها، وتتخيل حتى غرفتها تغتص بالمسلمين، فكانت دائماً تصرخ في الليل: "أغيثوني.. أغيثوني" . أما "جان ترستان" فقد توفي مع لويس التاسع في سنة 1270م أثناء الحملة الصليبية الثامنة على تونس، وهي الحملة التي كان من أهدافها تحويل تونس إلى قاعدة صليبية ينطلق منها لويس التاسع لمهاجمة مصر مرة أخرى. مع حتى قسمه بعدم العودة إلي مصر كان أحد شروط إطلاق سراحه .

وخط أحد الشعراء المسلمين ضمن أبيات تسخر من نهاية حملة لويس التاسع .

وقل لهم إذا أزمعوا عودة لأخذ ثأر أولعمل قبيح
دار ابن لقمان على حالها والقيد باق والطواشي صبيح

لم يعد لويس إلى وطنه فرنسا بل آثر البقاء في مدينة عكا بعد حتى جاز لأخوته ومعظم نبلائه بالسفر إلى فرنسا، وحملهم رسائل إلى ملوك أوروبا يطلب فيها النجدة والمدد عله يتمكن من إحراز نصر في الشام يمسح به وصمة الفشل والهزيمة التي لحقت به في مصر. لكنه اضطر للعودة إلى فرنسا بعد أربع سنوات بعد حتى توفيت والدته "الملكة بلانش" التي كانت تدير شئون الحكم في فرنسا وقت غيابه .

على الرغم من الهزيمة الساحقة التي مني بها لويس وجيشه والأعداد الغفيرة من قتلاه وجرحاه وأسراه، وعلى الرغم من أنه لم يتمكن من الوصول إلى "رأس الأفعى" في القاهرة، بل لم يتمكن من الاستيلاء على المنصورة وفر في النهاية بقواته وسقط في الأسر وقيد بالسلاسل مع باروناته، ووضع في السجن تحت حراسة خاصة وليس أميراً كما كانت التنطقيد، وكاد حتى يقتل لولا موافقة شجرة الدر والمماليك على إطلاق سراحة لقاء دفع دية، إلا حتى بعض المؤرخين الغربيين أشاروا إلى حتى لويس انتصر في معركة المنصورة، معتبرين الهجوم الخاطف على معسكر المسلمين في جديلة وصمود لويس عند الجسر أثناء فرار فرسانه فوزاً وأن هذا الصمود هومعركة المنصورة، هذا رغماَ من حتى بعض الفرسان الفارين اتهموا لويس بسبب توقفه عند الجسر بالجبن والتخاذل . وأضافوا حتى استسلامه في فارسكور كان نتيجة لخيانة جندي صليبي رشاه المسلمون كي يصيح في الجنود على لسان لويس بإلقاء السلاح والاستسلام. وأضافوا حتى المسلمين طلبوا منه بعد القبض عليه حتى يوافق على تنصيبه سلطاناً على مصر ولكنه رفض في عزة وكبرياء، متحججاً بأنه في حالة تنصيبه سلطاناً سيضطر إلى تخيير رعيته المسلمة بين اعتناق المسيحية أوالقتل .

ويعبر وصف المؤرخ الصليبي "ماثيوباريس" (Matthew Paris) (توفي 1258)، الذي سجله في كتابه بعد أحداث معركة المنصورة، عن مدى الألم الذي شعر به الصليبيون بعد هزيمتهم: "كل الجيش المسيحي تمزق إرباً في مصر، وا أسفاه، كان يتكون من نبلاء فرنسا، وفرسان الداوية والاسبتارية وتيوتون القديسة ماري وفرسان القديس لازاروس" .

عززت هزيمة القوات الصليبية في المنصورة اسم تلك المدينة (المرتبط بالفوز) والذي يرجع إلى تاريخ أقدم من الحملة الصليبية السابعة .

رسالة جويوك للبابا انوسينت الرابع

النتائج التاريخية لهزيمة الصليبيين

قابلت الحملة الصليبية السابعة على مصر نهايتها المأساوية في فارسكور في عام 1250 معلنة عن بدء عصر تاريخي حديث لكل القوى الإقليمية التى كانت متواجدة في تلك الفترة. هزيمة الحملة الصليبية السابعة في مصر أثبتت مرة أخرى مكانة مصر كقلعة وترسانة عسكرية للإسلام في تلك الأيام. الحملة الصليبة السابعة كانت آخر حملة صليبية منظمة على مصر. لم يتمكن الصليبيون من تحقيق حلمهم باحتلال بيت المقدس مرة أخرى، وفقد ملوك أوروبا (باستثناء لويس التاسع) اهتمامهم بإطلاق حملة صليبية جديدة.

ولكن مباشرة بعد رحيل لويس التاسع إلى عكا، اغتيل السلطان الأيوبي توران شاه بفارسكور بأيدي ذات المماليك الذين دحروا الصليبيين في المنصورة وفارسكور ، ليصبحوا منذ ذلك الحين حكاماً لمصر وبعد قليل حكاماً لمصر والشام.

بعد هزيمة الصليبيين في 1250 توزعت الخريطة السياسية والعسكرية في شرق حوض البحر المتوسط على أربع قوى أساسية: المماليك في مصر، الأيوبيون في الشام، الصليبيون في عكا وساحل الشام، مملكة قليقية الأرمينية (مملكة أرمينية الصغرى)، إمارة أنطاكية الصليبية.

بينما تحول المماليك في مصر والأيوبيون في الشام إلى عدوين لدودين، تحالف صليبيوعكا وأرمن قليقية وصليبيوأنطاكية. من مقر إقامته في عكا حاول لويس مناورة مماليك مصر، مستغلاً الصراع الناشب بينهم وبين بقايا الدولة الأيوبية في الشام. بمجرد وصول لويس إلى عكا وفد إليه مبعوث من الناصر يوسف . ملك دمشق طالباً إقامة تحالف أيوبي-صليبي ضد مماليك مصر. ولكن لويس رفض بسبب خوفه على مصير أسراه المحتجزين في مصر، ولمعهدته حتى مصر قوة لا يستهان بها وفي ذاكرته هزيمته في مصر وهزيمة التحالف الصليبي مع أيوبي الشام في سنة 1244م والذي أدى إلى سقوط بيت المقدس بالكامل في أيدي المسلمين . ولكن بعدما أوفد الناصر يوسف رسالة إلى لويس توحي باستعداده لتسليمه القدس في لقاء مساعدته ضد السلطان عز الدين أيبك في مصر اهتم لويس بالأمر وأوفد إلى أيبك موفوده "جون أوف فالنسينس" (John of Valenciennes) يحذره من أنه سيضطر إلى التحالف مع دمشق ضده في حالة عدم الإفراج عن الأسرى الصليبيين المحتجزين في مصر. لم تؤد تلك المشاريع التحالفية إلى شيء ذي أهمية -باستثناء موافقة أيبك على الإفراج عن الأسرى والتنازل عن بقية الفدية المطلوبة من لويس في لقاء منع الناصر محمد من الاقتراب من حدود مصر- ، ولكنها كانت تنذر بسقوط بني أيوب في الهاوية بعد جميع إخفاقاتهم وصراعاتهم الداخلية، وفقدانهم جميع مبررات بقائهم في حكم المنطقة العربية الإسلامية، مما أدى في النهاية إلى بزوغ نجم دولة المماليك كقوة عسكرية مخلصة، تذود عن الإسلام وتجاهد الغزاة ولا تهادنهم ولا تتنازل لهم عن أراضي المسلمين ومقدساتهم ، وكذلك كان حال الأيوبيين وقت بزوغ نجمهم في عهد صلاح الدين الأيوبي .

في تلك الغضون كانت الجيوش المغولية آخذة في التوغل في الجانب الشرقي من أوروبا والعالم الإسلامي. الصليبيون وحلفهم كانوا يأملون في التحالف مع المغول ضد العالم الإسلامي. في عام 1247 خضعت مملكة قليقية (مملكة أرمينية الصغرى) بإرادتها للمغول وفي عام 1254، بعد أربع سنوات من فشل الحملة الصليبية السابعة، قام "هتوم" ملك أرمينية الصغرى بزيارة "قارقروم" عاصمة المغول. في عام 1253 أوفد لويس التاسع من عكا الكاهن الفرنسيسكاني "وليم روبروك" (William of Rubruck) إلى عاصمة المغول للتشاور. وكان وليم روبروك هذا يصحب لويس في مصر أثناء حملته عليها. فقد كان من ضمن أهداف الحملة الصليبية السابعة على مصر بقيادة لويس التاسع إنشاء حلف صليبي-مغولي ضد العالم الإسلامي .

في عام 1258 دمر المغول بغداد التى كانت مركزاً هاماً من مراكز الفهم والثقافة في العالم الإسلامي وأسقطوا الخلافة العباسية ثم احتلوا سوريا، وقبل حتى يتوجهوا إلى مصر مضى إليهم المماليك وهزموهم عند عين جالوت وأوقفوا زحفهم. وقتل القائد خطغا الذي اشهجر في تدمير بغداد، وقاد جيش المغول في عين جالوت، وكان مسيحياٌ نسطورياً، وقد صحبه في عين جالوت جميع من أمير أنطاكية الصليبية، وملك أرمينية الصغرى. وكان الناصر يوسف في آخر إخفاقات الأيوبيين قد حاول التحالف مع المغول ضد مصر، بنصيحة وزيره صديق المغول زين الدين الحافظي، وسيراً على نهج المغيث عمر ملك الكرك الأيوبي ، ولكنهم قتلوه بعد هزيمتهم . وقام مماليك مصر بتحرير الشام من المغول، وزالت دولة الأيوبيين تماماً. وأصبح المماليك، التي تشكلت دولتهم في رحم الأخطار، حكاماً لمصر والشام، والقوة المهيمنة على شرق وجنوب البحر المتوسط لعقود طويلة من الزمان . ومع ذلك، على الرغم من هزيمة الصليبيين والمغول، إلا حتى الحروب أنهكت المسلمين اقتصادياً وبشريا، وأدى الاجتياح المغولي إلى اضمحلال العالم الإسلامي اضمحلالاً شديداً، ذلك حتى المغول قتلوا أعداداً غفيرة من فهماء المسلمين ودمروا المخطات بما فيها من أعمال وإنجازات فهمية لا تعوض، فانمحى بذلك جزء كبير من التراث الثقافي والفهمي للمسلمين .

فهرس وملحوظات

  1. ^ الشيال، 2/95
  2. ^ (ابن إياس، 1/282 )-(المقريزي، 1/456)
  3. ^ تجدر الإشارة إلى أنه في تلك الأيام كان لا يشار إلى عدد القتلى من المتطوعين والعوام
  4. ^ المقريزي، 1/448
  5. ^ المقريزي، 1/455
  6. ^ لويس التاسع جعله بابا الكاثوليك بونيفيس الثامن قديساً في سنة 1297 بعد وفاته
  7. ^ الشيال، 2/93
  8. ^ الشيال، 2/90
  9. ^ معركة غزة أومعركة الحربية أومعركة لافوربي (La Forbie) كما يسميها المؤرخون الغربيون سقطت في شمال شرقي غزة بين الجيش الصليبي المتحالف مع ملوك الأيوبيين بالشام وبين الجيش المصري والخوارزمية بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس
  10. ^ يذكر ابن تغري حتى ركن الدين بيبرس هذا ليس الظاهر بيبرس الذي تسلطن. يقول ابن تغري : " وبيبرس هذا هوغير بيبرس البندقداري الظاهري وإنما هذا أيضًا على اسمه وشهرته وهذا أكبر من الظاهر بيبرس وأقدم وقبض عليه الملك الصالح بعد ذلك وأعدمه ‏".-( ابن تغري، سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب ) وهوأيضاً ما ذكره المقريزي فيما يتعلق بقبض الصالح أيوب على بيبرس بعد ان انضم للخوارزمية بقوله : " فما زال يخدعه ويمنيه، حتى فارق الخوارزمية، وقدم معه إلى ديار مصر، فأعتقل بقلعة الجبل، وكان آخر العهد به ".-( المقريزي، 1/428 ). وهوكذلك ما ذكره أبوالفداء في تاريخه بقوله : " في هذه السنة حبس الصالح أيوب مملوكه بيبرس وهوالذي كان معه لما اعتقل في الكرك وسببه حتى بيبرس المذكور مال إلى الخوارزمية وإلى الناصر داود وصار معهم على أستاذه لما جرده إلى غزة كما تقدم ذكره فأوفد أستاذه الصالح أيوب واستماله فوصل إليه فاعتقله في هذه السنة وكان آخر العهد به ".ـ(أبوالفداء، 644هـ)‏‏
  11. ^ Runciman p.226/3
  12. ^ الشيال، 2/93
  13. ^ Toynbee ، p.447
  14. ^ نور الدين خليل، شجرة الدر، 28
  15. ^ الشيال، 2/95
  16. ^ Runciman p.256/3
  17. ^ Runciman p.257/3
  18. ^ نور الدين خليل، 28
  19. ^ (Runciman, p. 260-263 )
  20. ^ اتى في رسالة " جويوك " خان المغول للبابا اينوسينت الرابع - وهي رسالة محتفظ بها في أرشيف الفاتيكان السرى - ما يلى " عليك حتى تقول من أعماق قلبك : " نحن سنخضع لك ونعضدك بكل ما لدينا من قوة ". يجب حتى تحضر إلينا مع ملوكك، جميع ملوكك بدون أي استثناء، من أجل خدمتنا والحلف لنا. بهذا فقط سنعترف بخضوعك لنا. أما إذا لم تتبع أوامر الرب وقررت مقاومة أوامرنا، فلسوف نعتبرك عدواً لنا". - ( من خطاب جويوك إلى البابا اينوسينت الرابع )Lord of Joinville, pp.249-259
  21. ^ Runciman p.259/3
  22. ^ الشيال، 2/95
  23. ^ Joinville's Chronicle, p.149
  24. ^ Runciman p.257/3
  25. ^ Joinville's Chronicle, p.146
  26. ^ Runciman p.258/3
  27. ^ Joinville's Chronicle, p.146
  28. ^ Runciman p.259-260/3
  29. ^ Runciman p.257/3
  30. ^ ابن أيبك، 7/366
  31. ^ الشيال، 2/95
  32. ^ يذكرالمؤرخ ابن أيبك الدواداري حتى فريدرك الثاني بعث رسالة إلى الملك الصالح يحذره فيها من عزم لويس التاسع على غزومصر ويقول له فيها : " إنه ( أي لويس ) قد وصل في خلق كثير، وقد اجتهدت غاية الاجتهاد على رده عن مقصده وخوفته، فلم يرجع لقولي، فكن منه على حذر " - ( ابن أيبك الدواداري، 7/366)
  33. ^ (Runciman p.262/3)- Le Montjoie
  34. ^ Joinville's Chronicle, p.149-150
  35. ^ لم يستخدم المسلمون حدثة "صليبيين" في تلك الفترة. " الفرنج " كان هواللفظ المستخدم.
  36. ^ كان الصالح أيوب في تلك الأثناء في صراع مع ملوك بني أيوب في الشام. وقد غادر مصر وحاصر حمص بعد حتى استولى أحدهم عليها وهوالملك الصالح إسماعيل حاكم حلب. -(المقريزى، 1/433-434)
  37. ^ ابن أيبك، 7/366
  38. ^ الشيال، 2/95-96
  39. ^ Joinville's Chronicle, p.150
  40. ^ Runciman p.262/3
  41. ^ الشيال، 2/96
  42. ^ Joinville's Chronicle, p.150
  43. ^ ابن أيبك، 7/366
  44. ^ المقريزى، 1/437
  45. ^ اتى في كتاب لويس التاسع للسلطان الصالح أيوب : " أما بعد فإنه لم يخف عنك أني أمين الأمة العيسوية، كما أني أقول أنك أمين الأمة المحمدية. وإنه غير خاف عنك حتى أهل جزائر الأندلس يحملون إلينا الأموال والهدايا. ونحن نسوقهم سوق البقر ونقتل منهم الرجل ونرمل النساء، ونستأسر البنات والصبيان، ونخلي منهم الديار، وقد أبديت لك ما فيه الكفاية، وبذلت لك النصح إلى النهاية، فلوحلفت لي بكل الأيمان ودخلت على القسوس والرهبان، وحملت قدامي الشموع طاعة للصلبان، ما ردني ذلك عن الوصول إليك، وقتلك في أعز البقاع عليك، فإن كانت البلاد لي، فيا هدية حصلت في يدي، وإن كانت البلاد لك والغلبة علي، فيدك العليا ممتدة إلي. وقد عهدتك وحذرتك من عساكر قد حضرت في طاعتي، تملأ السهل والجبل، وعددهم كعدد الحصى، وهم مرسلون إليك بأسياف القضا ". -(المقريزى، 1/437)
  46. ^ اتى في رد الملك الصالح على رسالة لويس التاسع : " أما بعد فإنه وصل كتابك، وأنت تهدد فيه بكثرة جيوشك وعدد أبطالك. فنحن أرباب السيوف، وما اغتال منا قرن إلا جددناه، ولا بغى علينا باغ إلا دمرناه. فلورأت عيناك - أيها المغرور - حد سيوفنا وعظم حروبنا، وفتحنا منكم الحصون والسواحل، وإخرابنا منكم ديار الأواخر والأوائل، لكان لك حتى تعض على أناملك بالندم ولابد حتى تزل بك القدم، في يوم أوله لنا وآخره عليك. فهناك تسيء بك الظنون، ( وسيفهم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ). فإذا قرأت كتابي هذا، فكن فيه على أول سورة النحل: ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )، وكن على آخر سورة ص : ( ولتفهمن نبأه بعد حين )-سورة ص ىية 88-. ونعود إلى قول الله تبارك وتعالى، وهوأصدق القائلين: ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )-سورة البقرة آية 249-. وإلى قول الحكماء: " إذا الباغي له مصرع " وبغيك يصرعك وإلى البلاء يقلبك، والسلام ". -(المقريزى، 1/437-438)
  47. ^ ابن أيبك، 7/369
  48. ^ Runciman p.262/3
  49. ^ الشيال، 2/96
  50. ^ المقريزى، 1/437-438
  51. ^ أبوالفداء، 647هـ
  52. ^ د.خاشع المعاضيدي: الوطن العربي والغزوالصليبي، ص:216
  53. ^ ابن أيبك، 7/369
  54. ^ Runciman p.262/3
  55. ^ أشموم طناح: قرب دمياط وهى مدينة الدقهلية. -(المقريزى،السلوك، هامش، 2/333)
  56. ^ الشيال، 2/97
  57. ^ Joinville's Chronicle, p.152
  58. ^ Runciman p.262/3
  59. ^ المقريزى، 1/438
  60. ^ نور الدين خليل، 39
  61. ^ Runciman p.263/3
  62. ^ الفرنج: لم يستخدم المسلمون في تلك الأيام حدثة " صليبيين ".
  63. ^ المقريزى، 1/439
  64. ^ ابن إياس ، 1/277-278
  65. ^ ابن تغري،سلطنة نجم الدين أيوب بن الكامل محمد
  66. ^ المقريزى، 1/438-440
  67. ^ Joinville's Chronicle, p.153-154
  68. ^ ابن أيبك، 7/376
  69. ^ الشيال، 1/98
  70. ^ Runciman p.264/3
  71. ^ الشيال، 2/ 97
  72. ^ Runciman p.265/3
  73. ^ المقريزى، 1/446
  74. ^ الشيال، 2/99
  75. ^ سورة التوبة آية 41
  76. ^ المقريزى، 1/ 447-446
  77. ^ المقريزى، 1/441
  78. ^ العسلي، 18
  79. ^ توفي ليلة الأحد ل 14 ليلة من شعبان وكانت مدة ملكه للديار المصرية تسع سنين وثمانية أشهر وعشرين يوما وكان عمره نحو44 سنة. البداية والنهاية لابن كثير13/133
  80. ^ المقريزى، 1/444
  81. ^ المقريزى، 1/443-445
  82. ^ Runciman p.265/3
  83. ^ المقريزى، 1/447
  84. ^ ويذكر المعاضيدي أنها مخاضة سلمون التي تقع في بلدة سلمون وقد دلهم عليها بعض أهل تلك البلدة من غير المسلمين. راجع المعاضيدي: ص219 نقلا عن العيني: عقد الجمان. حوادث سنة 647هـ نقلا عن سعيد عبدالفتاح عاشور: الحركة الصليبية 2/1068). وأغلب الظن حتى ذلك منقول عن المؤرخ البريطاني ستيفن رونسيمان ( Steven Runciman ) الذي لم يذكر المصدر الذي اعتمد عليه في قصته، أما المقريزي فقد ذكر حتى الذي دل الصليبيين على المخائض كان من " بعض منافقي أهل الإسلام " (المقريزي،السلوك، 1 /447). ويذكرالمؤرخ الصليبي جوانفيل (Joinville)الذي رافق الحملة وشاهد الأحداث وكان مقرباً من الملك لويس، حتى الذي دل الصليبيين على المخاضة كان من البدو، وقد عمل ذلك لقاء المال (Joinville Chronicle ،p. 163)، وهوما ذكره أيضاً جمال الدين الشيال بقوله أن : " خائناً من البدو" دل الفرنسيين على المخاضة. - (الشيال، 2 /100).
  85. ^ المقريزى، 1/447
  86. ^ المقريزى السلوك،1 /447
  87. ^ Runciman p.266/3
  88. ^ قاسم عبده، 19
  89. ^ عبدة قاسم، 18
  90. ^ ابن أيبك، 7/376
  91. ^ المقريزى، 1/448
  92. ^ ابن إياس، 1/280
  93. ^ يذكر المقريزى أنه اغتال من القوات الصليبية المهاجمة نحوألف وخمسمائة. (المقريزى، 1/448). ويذكر ابن أيبك أنه قد أحصي بعد المعركة من اغتال من الفرنج فكانت عدتهم ألفين وخمسمائة فارس. - (ابن أيبك، 7/377)
  94. ^ Matthew Paris, LOUIS IX`S CRUSADE, p.108 / Vol. 5.
  95. ^ ابن أيبك، كنز الدرر 7/736. نقلا عن أبي شامة، ذيل الروضتين يقول فيها أبوشامة: إذا قتلى الفرنج من الفرسان كانوا ألف وخمسمائة، وإنه لم يفقد من المسلمين إلا ثلاثون نفسا(ذيل الروضتين ، أبوالشامة، الموسوعة الكاملة، د. سهيل زكار 20/361)، ويقول جوانفيل:"قتل الكونت دي أرتوومعه 300 فارس، وفقد الداوية حوالي 280 فارسا" نفس المصدر: سهيل زكار 35/89
  96. ^ Lord of Joinville, 110, part II
  97. ^ Asly, p.49
  98. ^ Skip Knox, Egyptian Counter-attack, The Seventh Crusade.
  99. ^ Runciman p.267/3
  100. ^ Runciman p.267/3
  101. ^ Joinville's Chronicle, p.171
  102. ^ الشيال، 2/101
  103. ^ Runciman p.267-268/3
  104. ^ Joinville Chronicle ،p. 167
  105. ^ عبده قاسم، 19
  106. ^ Joinville's Chronicle, p.174-175
  107. ^ المقريزى، السلوك،1 /448
  108. ^ Runciman p.269/3
  109. ^ توران شاه لم يمضى إلى القاهرة وإنما توج في الصالحية ومضى مباشرة إلى المنصورة (المقريزى، 1/449-450)
  110. ^ الشيال، 2/101
  111. ^ المقريزى، 1/450
  112. ^ Runciman p.269/3
  113. ^ Matthew Paris, LOUIS IX`S CRUSADE, p.108 / Vol. 5.
  114. ^ Runciman p.269/3
  115. ^ المقريزى، 1/451
  116. ^ Runciman p.269/3
  117. ^ المقريزى، 1/455
  118. ^ Joinville's Chronicle, p.182
  119. ^ Runciman p.270/3
  120. ^ Runciman p.268/3
  121. ^ المقريزى، 1/455
  122. ^ Chronicles of Matthew Paris, p. 118/5
  123. ^ Lord of Joinville, 170, part II
  124. ^ Matthæi Parisiensis, pp. 246-253
  125. ^ حملة الرعاه الصليبية: حركة شعبية هستيرية قامت في فرنسا بتشجيع من بلانش دي كاستيل أم لويس التاسع بعد هزيمة الحملة الصليبية السابعة وأسر لويس التاسع في مصر. قاد الحركة، التى بدأت قرب عيد الفصح سنة 1251، رجل غامض سمى نفسه " سيد هنغاريا "، زعم حتى السيدة مريم ظهرت له وطلبت منه قيادة حملة صليبية إلى مصر لإنقاذ لويس التاسع. انضم للحركة آلاف من الفلاحيين والرعاة وهوجمت الكنائس والأديرة والجامعات في باريس ومدن آخرى، واغتال قساوسة ورهبان وألقى بهم في نهر السين بحجة عدم مساعدتهم للويس الأسير. وهوجم اليهود والمعابد اليهودية . بعد إدراك أم لويس لخطورة الموقف طلبت بالتصدى لأفراد الحملة والقبض عليهم،. انتهت الحملة بمصرع " سيد هنغاريا " وأعداد كبيرة من أفراد الحملة وفرت أعداد إلى إنجلترا. يعتقد المؤرخ " ماثيوباريس " حتى " سيد هنغاريا " كان البحار المحتال " وليم الخنزير " الذى عرض نقل حملة الأطفال الصليبية إلى مصر من قبل، أوعلى الأقل كان من ضمن المحتالين الذين شاركوا فيها.
  126. ^ المقريزي، 1/455
  127. ^ ابن تغري،هامش، 6/365
  128. ^ المقريزى، 1/455
  129. ^ المقريزى، 1/455
  130. ^ غفارة: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة. -(المقريزى، السلوك، هامش 1/456)
  131. ^ المقريزى، 1/457
  132. ^ المقريزى،السلوك، 1/460
  133. ^ Joinville's Chronicle, p.194
  134. ^ الشيال، 2/102 و147
  135. ^ الشيال، 2/102
  136. ^ المقريزى، 1/460
  137. ^ Joinville's Chronicle, p. 203
  138. ^ ابن إياس، 1/282
  139. ^ الصاحب جمال الدين بن مطروح.ونص القصيدة كما يلي : " قل للفرنسيس إذا جئته، منطق نصح عن قؤول فصيح. آجرك الله على ما جرى، من اغتال عُباد يسوع المسيح. أتيت مصرا تبتغي مُلكها، تحسب حتى الزمر يا طبل ريح. فساقك الحسين إلى أدهم، ضاق به عن ناظرتك الفسيح. وكل أصحابك أودعتهم، بحسن تدبيرك بطن الضريح. سبعون ألفا لا يُرى منهم إلا قتيل أوأسير جريح. ألهمك الله إلى مثلها، لعل عيسى منكم يستريح. إذا يكن الباب بذا راضيا، فرب غش قد أتى من نصيح. لاتخذوه كاهنا إنه، أنصح من شق لكم أوسطيح. وقل لهم إذا أضمروأزمعوا عودة، لأخذ ثأر أولعمل قبيح، دار ابن لقمان على حالها، والقيد باق والطواشي صبيح. -(المقريزى،السلوك، 1/460)
  140. ^ المقريزى، 1/460
  141. ^ الشيال، 2/147-148
  142. ^ Joinville Chronicle ،p. 167
  143. ^ Runciman p.270-268/3
  144. ^ Chronicles of Matthew Paris, p. 196
  145. ^ شيدت المنصورة في عام 1219 في عهد الملك الكامل الذى استخدمها كمعسكر له أثناء حصار دمياط ( الحملة الصليبية الخامسة ).-( Skip Knox) - وكانت تسمى "المدينة المنصورة ".- (المقريزى،المواعظ،1/373).
  146. ^ محيي الدين بن عبد الظاهر، 50
  147. ^ بيبرس الدوادار، 2
  148. ^ الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الظاهر بن العزيز بن صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذى (1228 - 1260 ) ملك دمشق وآخر ملوك بني أيوب. ولج في صراع ضد مصر بعد تنصيب شجر الدر سلطانة على مصر في سنة 1250م، هُزم في جميع معاركه ضد مماليك مصر. حاول التحالف مع الصليببين ثم مع المغول للاستيلاء على مصر. إلا أنه فر إلي مصر بعد استيلاء المغول على سوريا قبيل وصولهم إلى دمشق، فرفض السلطان قطز إدخاله مصر، فظل هائماً على وجهه في الصحراءعند غزة إلى حتى قبض عليه المغول. قتله هولاكوحنقاٌ على هزيمة المغول في عين جالوت بعد حتى اتهمه بالتخاذل في تقديم المساعدة الكافية للمغول. وصفه بعض المؤرخين بالجبن وضعف الشخصية (Amitai-preiss,P. 20) .
  149. ^ في سنة 1244 تحالف الملك الصالح إسماعيل حاكم دمشق والملك الناصر داود حاكم الكرك والملك المنصور إبراهيم حاكم حمص مع الصليبيين ضد الصالح نجم الدين أيوب سلطان مصر، وتنازل الثلاثة للصليبيين عن منطقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة كما وعدوا الصليبيين بمنحهم جزء من مصر إذا تمكنوا من هزيمة الصالح أيوب. إلا حتى مصر بمواردها الهائلة كفلت للصالح جيشاً يفوق إمكانيات الحلف الصليبي-الشامي. وتمكن جيش الصالح بالتعاون مع الخوارزمية في الاستيلاء على دمشق وبيت المقدس ونابلس وضمت إلى سلطانه، ودمر جيش التحالف الصليبي-الشامي في بضعة ساعات على حدود مصر في سنة 1244 في "معركة غزة". -( قاسم عبده، 12)
  150. ^ Runciman p.276/3
  151. ^ الشيال،2/147
  152. ^ اتبع الأيوبيون الأواخر سياسة المهادنة مع الصليبيين وفيما بعد مع المغول. وقد سلم الملك الكامل القدس للصليبيين في لقاء هدنة سنة 1229م . وبعد استيلاء لويس التاسع على دمياط عرض عليه الصالح أيوب التنازل عن القدس في لقاء جلائه عن دمياط وهوعرض رفضه لويس.
  153. ^ قاسم عبده، 21
  154. ^ نور الدين خليل، قطز، 43
  155. ^ رشيد الدين الهمذاني، 2/305-309
  156. ^ الملك المغيث عمر بن العادل الثاني بن الكامل محمد، ملك الكرك الأيوبي. حاول الهجوم على مصر في عهد السلطان المنصور علي لكنه هزم هزيمة منكرة على حدود مصر ففر عائداً إلى الكرك. أعرب ولاءه للمغول وتحالف معهم ضد مصر . استسلم للسلطان الظاهر بيبرس في عام 1263 ونقل إلى مصر حيث اغتال في قلعة الجبل بالقاهرة.- (Amitai-preiss,P. -19-20,21,34,49,55,76,153)
  157. ^ Amitai-preiss,P. 20-21, 29-30, 34-35
  158. ^ حكم المماليك قرابة ثلاثة قرون (648 - 922هـ / 1250 - 1517م )
  159. ^ نور الدين خليل،شجرة الدر، 26

المصادر والمراجع

  • ابن إياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور, تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982
  • ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور, مدحت الجيار (دكتور), الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة 2007.
  • ابن تغري: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الخط والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
  • أبوبكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري : كنز الدرر وجامع الغرر، مصادر تأريخ مصر الإسلامية ،المعهد الألماني للآثار الإسلامية، القاهرة 1971.
  • أبوالفداء: المختصر في أخبار البشر، القاهرة 1325هـ.
  • بسام العسلي: الظاهر بيبرس ونهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس، بيروت 1981.
  • بيبرس الدوادار : زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.
  • جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف، القاهرة 1966.
  • خاشع المعاضيدي (دكتور) ود.سوادي عبد محمد ودريد عبدالقادر نوري: الوطن العربي والغزوالصليبي، مطابع جامعة الموصل 1981م. ISBN 977-368-088-6
  • رشيد الدين فضل الله الهمذاني  : جامع التواريخ، الدار الثقافية للنشر، القاهرة 2000
  • شفيق مهدي (دكتور): مماليك مصر والشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور): عصر سلاطين المماليك -التاريخ السياسي والاجتماعي, عين للدراسات الانسانية والاجتماعية, القاهرة 2007.
  • المقريزي: السلوك لفهم دول الملوك، دار الخط, القاهرة 1996.
  • المقريزى: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار, مطبعة الأدب, القاهرة 1968.
  • محيي الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر، الرياض 1976.
  • نور الدين خليل: شجرة الدر، حورس للنشر والتوزيع، الأسكندرية 2005، ISBN 977-5245-43-5
  • نور الدين خليل: سيف الدين قطز، حورس للنشر والتوزيع، الأسكندرية 2005،

مصادر غير عربية

  • Amitai-Preiss, Reuven, Mongols and Mamluks: The Mamluk-Ilkhanid War, 1260-1281 ، Cambridge University Press 2004, ISBN 0-521-52290-0.
  • Chronicles of the Crusades, Villehardouin and de Joinville, translated by Sir F. Marzials, Dover Publications 2007, ISBN 0-486-45436-3.
  • David Wilkinson, Studying the History of Intercivilizational Dialogues, presented to United nation University, Tokyo/Kyoto 2001.
  • Matthæi Parisiensis, monachi Sancti Albani, Chronica majora By Matthew Paris, Roger, Henry Richards, Longman & Co. 1880.
  • Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 2002.
  • Skip Knox, Dr. E.L., The Crusades, Seventh Crusade, A college course on the Crusades, 1999.
  • The chronicles of Matthew Paris (Matthew Paris: Chronica Majora) translated by Helen Nicholson 1989.
  • The Memoirs of the Lord of Joinville, translated by Ethel Wedgwood 1906.
  • The New Encyclopædia Britannica, Macropædia, H.H. Berton Publisher,1973-1974.
  • Toynbee, Arnold J. , Mankind and Mother Earth, Oxford University Press, 1976

وصلات خارجية

  • المنصورة وجديلة على الخريطة

نطقب:بوابة المماليك

تاريخ النشر: 2020-06-04 14:43:03
التصنيفات: Portal templates with redlinked portals, بوابة:حروب, تاريخ مصر, أيوبيون, معارك الأيوبيون, حروب صليبية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تسجيل 24 إصابة جديدة بـ(كوفيد-19) خلال الـ24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 18:24:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

سبعة أفلام مغربية تشارك في مهرجان "حيفا" بإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 18:25:45
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

إدانة ثمانيني مغربي بالسجن 20 عاما بفرنسا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 21:15:23
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 37%

المغرب يحتل مرتبة متقدمة في مؤشر الابتكار العالمي 2022

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 21:15:22
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 46%

وضع كاميرات أمنية في منشات الأندية والملاعب والصالات الرياضية

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 18:24:57
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 68%

سبعة أفلام مغربية تشارك في مهرجان "حيفا" بإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 18:25:47
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية