مملكة إنگلترة

عودة للموسوعة

مملكة إنگلترة

مملكة إنگلترة
Kingdom of England

927–1649
1649–1660 : كومنولث
1660–1707
الفهم
الدرع الملكي
Motto: Dieu et mon droit
(بالفرنسية)
"God and my right"
أراضي مملكة إنگلترة بعد غزوالنورمان لويلز (1067–1283)
المكانة اتحاد شخصي مع مملكة إسكتلندة
(1603–1649 / 1660–1707)
العاصمة ونشستر (قبل 1066)
وستمنستر (بعد 1066)
اللغات الشائعة الإنگليزية القديمة (أمر واقع حتى 1066)
النورسية القديمة (أمر واقع حتى القرن 12)
النورمانية-الفرنسية (بحكم القانون 1066 – القرن 15)
إنگليزية متوسطة (بحكم الأمر الواقع 1066 – أواخر القرن 15)
الإنگليزية (أمر واقع من القرن 16)
ويلزية (أمر واقع)
كورنية (بحكم الأمر الواقع)
الدين كاثوليكية حتى 1533 ومن 1553 حتى 1558؛ أنگليكانية من 1533 حتى 1553 ومن 1558 وحتى الآن
الحكومة ملكية مطلقة (قبل 1215)
ملكية شبه دستورية(1215–1649، 1660–1689)
ملكية دستورية (1689–1707)
الملك  
• 829–839
إگبرت من وسكس (أول)
• 1702–1707
آن (آخر)
التشريع ويتان (قبل 1066)
كوريا رگيس (1066–1215)
البرلمان (بعد 1215)
التاريخ  
• إگبرت من وسكس
   أصبح برتوالدا
829
• توحيدها على يد
   أثليستان
12 يوليو927
• غزوالنورمان
1066–1088
• 1535–1542
1536 و1543
• اتحاد التيجان
1603
• خلوالعرش الإنگليزي
1649–1660
• الثورة المجيدة
1689
• الاتحاد مع اسكتلندة
1 May 1707
Currency جنيه إسترليني
Preceded by
Succeeded by
[[مملكة وسكس]]
[[مملكة مرسيا]]
[[مملكة أنگليا]]
[[مملكة نورثمبريا]]
[[إمارة ويلز]]
[[مملكة كورنوال]]
مملكة بريطانيا العظمى
Today part of  المملكة المتحدة
( إنگلترة و ويلز)
تاريخ إنگلترة
بريطانيا قبل التاريخ (قبل 43م)
بريطانيا الرومانية (43–410)
إنگلترة الأنگلو-ساكسونية (410–1066)
إنگلترة النورمانية (1066–1154)
بيت پلانتاجنت (1154–1485)
أسرة لانكاستر (1399–1471)
أسرة يورك (1461–1485)
أسرة تيودور (1485–1603)
بيت ستوارت (1603–1642)
المحمية
وكومنولث إنگلترة
(1642–1660)
استعادة ستوارت
والثورة المجيدة
(1660–1707)
مملكة بريطانيا العظمى (1707–1800)
لبريطانيا العظمى وأيرلندة (1801–1921)
لبريطانيا العظمى وأيرلندا ش. (1927–الآن)

مملكة إنگلترة Kingdom of England، كانت من 927 إلى 1707، دولة ذات سيادة في شمال غرب اوروپا القارية. وفي سمت عزها امتدت مملكة إنگلترة لتغطي الثلثين الجنوبيين من جزيرة بريطانيا العظمى (بما في ذلك إنگلترة وويلز الحاليتين) والكثير من الجزر الأصغر المتناثرة حولها. وكان يحدها براً من الشمال مملكة اسكتلندة. في بداية عهدها كانت عاصمتها والمقر الملكي الرئيسي هوونشستر، إلا حتى وستمنستر وگلوستر حظوا بمكانة مساوية، ثم ما لبثت وستمنستر تكتسب تدريجياً المزيد من الحظوة.

إنگلترة كدولة بدأت في 12 يوليو927 بعد تجمع للملوك من أراتى بريطانيا في إيمونت بردج، كمبريا، إلا حتى جذورها تعود عموماً إلى الاستيطان الأنگلوسكسوني لبريطانيا والحكم السباعي للدويلات الصغيرة الذي تلا ذلك ثم ما لبثن حتى اتحدن. الغزوالنورماني لويلز من 1067 واكتمال فتحها علي يد إدوارد الأول (الذي صار رسمياً بقانون ردلان في 1284) وضع ويلز تحت سيطرة إنگلترة، وخضعت ويلز للقانون الإنگليزي. وفي 1 مايو1707، اتحدت إنگلترة نع اسكتلندة ليكوّنا مملكة بريطانيا العظمى حسب شروط قوانين الاتحاد 1707, وبالرغم من أنها لم تعد دولة ذات سيادة، فإن إنگلترة المعاصرة هي إحدى بلدان المملكة المتحدة.

مدينة وستمنستر، القريبة من لندن وإن لم تكن جزءاً منها، أصبحت العاصمة العملية منذ مطلع القرن 12. وقد ظلت عاصمة مملكة إنگلترة، ثم عاصمة مملكة بريطانيا العظمى (1707-1801).

التاريخ

ألفريد الأكبر أول من بدأ بتوحيد إنگلترة

منذ منتصف القرن الخامس الميلادي أخذت القبائل الجرمانية الشمالية (الأنگلوAngles والساكسون Saxons والجوت Jutes) تغير من شمالي أوربا على بريطانيا، إلى حتى تمكنت من الاستيلاء عليها في مطلع القرن السابع الميلادي.

في البدء شكل الأنگلوساكسون في بريطانيا سبع ممالك صغيرة هي: كنت Kent (في الزاوية الجنوبية الشرقية من بريطانيا، أسستها قبائل الجوت) وسَسِكس Sussex ووسكس Wessex وإسكس Essex (في الجنوب والجنوب الشرقي، أسستها قبائل الساكسون) وآنگليا Anglia أوإنگلترا الشرقية (في الشرق) ونورثمبريا Northumbria (في الشمال) ومرسيا Mercia (في الوسط والغرب)، وهذه الممالك الثلاث الأخيرة أسستها قبائل الأنگلو، وقد عهدت بريطانيا في ذلك العصر باسم بلاد السبع ممالك.

وفي القرن السابع الميلادي أخذت تظهر في تلك الممالك أفكار الدعوة إلى المسيحية، ويعد تيودور الطرسوسي رئيس أساقفة كنتربري Cantrbury أول من أوجد النظام الأسقفي الذي أصبح الأساس لقيام دولة موحدة في إطار ماعهد بالقومية الإنگليزية، وقد نشأ نوع من الصراع المتأجج ما بين تلك الإمارات على مدى قرن ونصف، استطاعت مملكة وسكس في النهاية حتى تخضع الممالك الأخرى لسلطتها ووحدتها في مملكة واحدة برئاسة ملكها إگبرت Egbert ت(802-839)م. ومنذ ذلك الوقت صارت بريطانيا كلها تعهد باسم إنكلترا.


غزوالنورمان

خـَتم ماگنا كارتا في 1215 وضعت إنگلترة على مسار لتصبح ملكية دستورية.


غزوالنورمان لويلز

ساعد على توحيد بريطانيا في مملكة واحدة عوامل داخلية وأخرى خارجية. أما العوامل الداخلية فهي حتى كبار الإقطاعيين عملوا على ضم الممالك البريطانية الصغيرة في مملكة واحدة بغية تشكيل جهاز إداري وعسكري قوي باستطاعته إخماد تمردات صغار الفلاحين، أما العوامل الخارجية فإنها تمثلت في غارات النورمانديين على تلك الممالك بين الحين والحين، الأمر الذي دفع تلك الممالك إلى الاتحاد في مملكة واحدة بغية توحيد الجهود للدفاع عن البلاد ضد أولئك الغزاة.

والنورمانديون حدثة تعني الشماليين أوسكان الشمال، ويطلق عليهم أيضاً الڤايكنگ Viking أي سكان الخلجان. وهم يتشكلون من ثلاثة فروع: الدانيون أوالدنماركيون، والنروجيون، والسويديون، وكانوا يقطنون في البلاد الاسكندنافية.

شرع النورمانديون يغيرون على أوربا الغربية منذ أواخر القرن الثامن الميلادي، ونجحوا في غاراتهم بسبب تفتت أوربا الغربية إلى ممالك وإمارات إقطاعية تتصارع فيما بينها من جهة، ونتيجة لشهرتهم في الملاحة وكثرة السفن السريعة لديهم، إضافة إلى مهارتهم في القتال وتطور سلاحهم من جهة أخرى. ووصل النرويجيون بغاراتهم إلى إنگلترا وإيرلندا واسكتلندا وإيسلندا وگرينلندا وشواطئ أمريكا الشمالية، في حين وصل الدنماركيون إلى ألمانيا وإنگلترا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، أما السويديون فإنهم وصلوا إلى البحر الأسود وبحر قزوين.

شن الدنماركيون غارات عديدة على إنگلترا على مدى قرن من الزمن، وفي سنة 866 م، سيطروا على نورثمبريا ومرسيا وأنگليا الشرقية. وعندما وصل الملك ألفرد Alfred إلى حكم وسكس (871- 899 م) قام بالدفاع عن الجزر البريطانية على الرغم من صغر سنه إذ تصدى للغزاة في معارك عديدة لم يكن النصر فيها حاسماً لأي منهما، وفي عام 872 م عقد ألفريد صلحاً مؤقتاً مع الدنماركيين على مال قدمه إليهم ليتفرغ لتنظيم جيشه وبناء أسطوله، ولما نشبت الحرب بينهم مرة أخرى عام 878 م أنزل ألفرد بالدنماركيين هزيمة ساحقة عند إدنگتون Edington، ونتج من تلك المعركة حتى أبرمت معاهدة بين الطرفين تقضي بسحب جميع قوات الدنماركيين من مملكة وسكس Wessex واعتناق زعيمهم گثرم Guthrum الديانة المسيحية، إلى جانب تعهده بعدم مهاجمة أملاك ألفريد بعد ذلك. لكن الدنماركيين لم يلتزموا بتلك المعاهدة وهاجموا مجدداً مملكة وسكس عام 892 م بعد وصول مجموعة كبيرة من بلادهم بهدف الحصول على مستقر لهم في الجزر البريطانية، لكن ألفريد نجح في حصارهم حتى اضطرهم إلى الرحيل، ونعم بالهدوء في مملكته حتى وفاته عام 899م.

اهتم ألفريد مدة حكمه بالعمل على نشر الديانة المسيحية، واهتم بالتعليم، فأسس المدارس التي من أهمها مدرسة القصر التي استقدم إليها الفهماء من جميع أنحاء أوربا. وشجع حركة ترجمة الخط اللاتينية الشائعة في عصره وعلى رأسها كتاب التاريخ الكنسي للأمة الإنكليزية للمؤرخ بيده Bede، وكتاب «التاريخ» للمؤرخ أوروسيوس Orosius، و«سلوى الفلاسفة» للفيلسوف بوثيوس Boethius. إلى جانب ذلك اهتم ألفريد بتاريخ إنكلترا، واعتنى بالإدارة المدنية وأعاد سلطة القانون، وأقام كثيراً من الكنائس والأديرة بعد حتى خرب ماكان موجوداً منها بسبب هجمات الدنماركيين.


خسارة الامبراطورية الأنگڤانية والحروب مع روزس

رسم من القرن 15 يصور فوز الإنگليز على الفرنسييين في معركة أگنيكورت.

وفي عهد خلفاء الملك ألفريد عاد الدنماركيون إلى احتلال إنكلترا في النصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي وشكلوا الامبراطورية الدنماركية بزعامة سڤند الأول Svend I ملك الدنمارك (1014- 1042م). وفي عهد أبناء سفين الذين لمقد يكونوا بمقدرة أبيهم تشكل مايعهد بالدوقيات الأربع الكبرى (وسكس ـ أنگليا - مرسيا - نورثمبريا) فضلاً عن باقي الإمارات، وظهر الدوق گودوين Godwin صاحب وسكس أقوى الأمراء في تلك المقاطعات، وهوالذي أعاد الأسرة الأنگلوساكسونية إلى عرش إنكلترا من خلال دوره في إعادة زوج ابنته، إدوارد Edward ت(1042-1066)م بن إثل‌رد Ethelred من سلالة ألفرد ملكاً على إنكلترا. ثم مالبثت إنكلترا حتى خضعت للحكم النورماني وأسرة پلانتاگنت Plantagent بوصول وليام الفاتح William the Conqueror إلى الحكم ( 1066- 1087م). وفي الفترة الواقعة مابين عهد وليم الفاتح 1087م، وعهد إدوارد الثالث Edward III ت(1327-1377م) حكم إنكلترا تسعة ملوك. شهدت البلاد في عهودهم أحداثاً مهمة كأعمال التمرد والعصيان التي كان يقوم بها الأهالي ضد العناصر النورماندية، والحروب التي شاركت فيها إنكلترا فيما يعهد بالحروب الصليبية تجاه المشرق العربي، ومن جهة أخرى بترت إنگلترا شوطاً كبيراً في مجال الإصلاحات الاجتماعية والثقافية وتطوير الأنظمة والقوانين مما أسهم في تسريع حركة الانتنطق بالمجتمع الإنكليزي إلى فترة العصور الحديثة.

خلف إدوارد الثاني ابنه إدوارد الثالث ملكاً على إنكلترا، وفي عهده اندلعت حرب المئة عام (1337- 1453م) بين إنكلترا وفرنسا،وترجع مسببات تلك الحرب إلى حتى ملوك إنكلترا النورمانديين احتفظوا بأملاكهم في غربي فرنسا، ورأى الفرنسيون حتى تلك الممتلكات كانت تحول دون وصولهم إلى المحيط الأطلسي، إضافة إلى التنافس الاقتصادي بين الدولتين وتعارض مصالحهما السياسية في القارة الأوربية.

وفي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي اجتاح أوربا سقم الطاعون، فعانت ذلك إنكلترا، وتعرضت لأزمة اقتصادية حادة بعد حتى قلّت الأقوات ونقصت الأيدي العاملة وارتفعت الأسعار ارتفاعاً فاحشاً. وفي عهد إدوارد الثالث أيضاً ساءت العلاقة بين إنكلترا والبابوية بسبب مساندة البابا لفرنسا في حرب المئة عام، لذلك رفض البرلمان الإنكليزي حق تعيين البابا لكبار رجال الدين في إنكلترا، ومنع دفع الأموال التي كانت مقررة للبابوية. وظهرت في إنكلترا حركة دينية إصلاحية قادها جون ويكليف John Wyeliffe ت(1324- 1384)م، الذي نادى بحق الدولة في مصادرة ممتلكات الفاسدين من رجال الدين، كما نادى بعدم التقيد بالبابوية وبأن الإنجيل هوالدستور الوحيد الذي يجب حتى يهتدي المسيحيون بهديه.

وبعد سنتين على مضي حرب المئة عام، نشبت حرب أهلية داخل إنكلترا عهدت بحرب الوردتين، دامت نحوثلاثين عاماً (1455- 1485) بين فرعي الأسرة الحاكمة (لانكاستر Lancaster ويورك York).

اتخذ الفرع الأول الوردة الحمراء شعاراً لرايته لقاء الوردة البيضاء التي اتخذها الفرع الثاني شعاراً له. وانتهت تلك الحرب بانتنطق التاج الإنكليزي إلى أسرة تودور Tudor من فرع لانكاستر، وتتويج هنري تيودور ملكاً على إنكلترا باسم: هنري السابع، عند نهاية القرن الخامس عشر.


تيودور وستيوارت

Portrait of Elizabeth made to commemorate the defeat of the الأرمادا الاسبانية (1588), depicted in the background. Elizabeth's international power is symbolised by the hand resting on the globe.

في سنة 1485 قام هنري تيودر بغزوإنجلترا والقضاء على ريتشارد الثالث للوصول إلى كرسي الحكم. وتزوج من إليزابيث، أميرة يورك وابنة الملك إدوارد الرابع. في سنة 1603 عندما توفت الملكة إليزابيث الأولى – الملكة العذراء – التي لم تهجر وراءها وريثا، إنتقل الحكم إلى جيمس السادس، ملك اسكتلندا (وابن الملكة ماري، ملكة اسكتلندة) الذي أصبح جيمس الأول، ملك إنگلترة، وبالتالي أول ملك لبريطانيا العظمى.

أسرة تيودور

اتسم عهد أسرة تيودور بظهور أفكار وتطورات جديدة، بدأت بحركة النهضة الأوربية التي ألقت بظلالها على الفنون والآداب في بريطانيا، في الوقت الذي تبنى الملك هنري الثامن (1509-1547م) حركة الإصلاح الديني وعمل على استقلال الكنيسة الأنغليكانية عن سلطة الفاتيكان الروحية، كما حتى ملوك آل تيودور الذين جاؤوا من بعده قاموا ببسط الأمن والنظام في البلاد فانتعشت الحركة التجارية وتوسعت، وتم إنشاء شركات كبيرة كشركة لفانت Levant للتجارة مع دول المشرق العربي، وشركة الهند الشرقية ذات الاحتكارات الواسعة والتي نافست التجار البنادقة والبرتغاليين، كما بدأت فترة استعمار بريطانيا للعالم الجديد، وقد مارس الإنكليز تجارة الرقيق، حيث قاموا بنقل مئات الآلاف من إفريقيا السوداء إلى جنوبي أمريكا وشماليها.


بعد وفاة هنري الثامن تولى السلطة ابنه إدوارد السادس (1547-1553) الذي ناهض الكاثوليك وأرسى نادىئم البروتستنتية في إنگلترا، وقام بإصدار كتاب الصلوات العامة باللغة الإنكليزية. وتباينت سياسة الملوك والملكات الذين جاؤوا بعده، فمنهم من حاول استرجاع سلطة الفاتيكان مرة ثانية، وخاصة الملكة ماري ستوارت (Mary Stuart (1553- 1558 التي حاولت استرجاع سلطة البابا وأحرقت البروتستانت بالنار ولكنها أخفقت؛ لأن أختها الملكة اليزابيث الأولى ذات النشأة البروتستانتية - والتي تولت العرش بعدها سنة 1558- قامت بإلغاء تشريعاتها الكاثوليكية وأعادت العمل بقوانين هنري الثامن الكنسية. من جهة أخرى تميز عهد إليزابيث الذي استمر حتى 1603 بازدهار البلاد اقتصادياً وفهمياً واجتماعياً، وكان اهتمامها منصباً بالمقام الأول على الجهود الاستعمارية. فاستعمرت فرجينيا في الولايات المتحدة، وسيطرت عام 1600م على الهند فكانت أكبر المستعمرات البريطانية ودرة التاج البريطاني، كما شهد عهدها تنافساً شديداً مع إسبانيا، واستطاعت بريطانيا هزيمة الأسطول الإسباني «الأرمادا» Armada في بحر المانش. وفي عهدها تطورت الصناعة باستخدام تقنيات جديدة في الصناعة، وقد أسهم الدعم المالي في ازدهار السياسة الاقتصادية، إلى جانب التطور الملحوظ في الجانب الاجتماعي، ففي عام 1601 أصدرت الحكومة الإنكليزية قانون الفقراء، الذي منعت بموجبه التسول والتشرد، وألزمت المدن بدفع ضريبة لمصلحة الفقراء، وتنظيم ورشات عمل خاصة بهم، وهنا يمكن القول إذا عهد الملكة إليزابيث. يعد عصر النهضة الإنكليزية.


التوسع الاستعماري في عهد أسرة ستوارت

توفيت الملكة إليزابيث عام 1603 م من دون وريث شرعي، فانتقل الحكم إلى جيمس السادس James VI ابن ملكة اسكتلندا السابقة ماري ستوارت الذي نُصب على العرش باسم جيمس الأول ملك إنگلترا، بعد حتى ضم إليه عرش اسكتلندا وإيرلندا، وبعد وفاته سنة 1624 خلفه على العرش ابنه شارل الأول Charles I، وشهدت فترة آل ستوارت تغيرات دستورية زادت من سلطة البرلمان، مما أقلق الملك الذي لم يكن راغباً في حتى يحد البرلمان من صلاحياته فلجأ إلى اعتنطق بعض أعضائه، الأمر الذي أدى إلى قيام حرب أهلية سنة 1642 بين أنصار البرلمان وأنصار الملكية، تم على أثرها إعدام الملك شارل الأول عام 1648م، وقد تلا هذه الحادثة سيطرة أوليفر كرومويل Oliver Cromwell على الحكم وأعرب إنگلترا جمهورية عام 1649م بمساندة الجيش وإقامة حكم عسكري سُمي بالمحمية، واستمر هذا الحكـم حتى عـام 1660م حيـث أعيد الحكـم الملكي لبريطانيا ثانية في عهد الملك شارل الثاني الذي ازدهرت في عصره الثقافة والفنون والحياة الاجتماعية، وشهدت إنكلترا في نهاية القرن السابع عشر نوعاً من الرخاء. وصار لها أضخم أسطول بحري في العالم (13 ألف سفينة في عام 1700م)، وغدت لندن مركز العالم التجاري وأضحى الجنيه الإسترليني أقوى عملة في أوربا.الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر: في سنة 1714 ماتت الملكة آن Anne ابنة الملك جيمس الثاني فخلفها على العرش جورج الأول George I أمير هانوفر، وبتوليه العرش انتقل الحكم في إنكلترا إلى أسرة هانوفر الألمانية وحكم الملك جورج الأول إنگلترا بين عامي 1714-1727م وخلفه جورج الثاني، وكان الملكان لا يتحدثان اللغة الإنكليزية، وهجرا الحكم للبرلمان الإنكليزي. وتطور النظام السياسي في إنكلترا نحوترسيخ النظام البرلماني، والصحافة الإنگليزية الحرة مثل صحيفتي: «التايمز» Times، و«المورنينغ بوست» Morning Post. وشهدت إنكلترا بحلول منتصف القرن الثامن عشر تحولاً كبيراً من بلد زراعي إلى بلد صناعي بقيام الثورة الصناعية، وشهدت نمواً صناعياً مطرداً جعلها من الدول الصناعية الكبرى، وتوسعت صناعات التعدين والصوف والقطن، إلاَّ حتى الثورة الصناعية كانت لها تأثيرات سيئة على الطبقة العاملة من حيث شروط العمل القاسية والسكن السيئ وانتشار البطالة، من جراء إدخال آلات حديثة في المصانع، أما التجارة فقد شهدت التجارة البريطانية وراء البحار ازدهاراً واسعاً بفضل وجود أسواق جديدة في المستعمرات البريطانية، وكانت تلك المستعمرات تمد المصانع البريطانية بالمواد الخام مثل: السكر والقطن والتبغ. وبسبب التنافس التجاري بين إنكلترا وفرنسا اندلعت حرب السنوات السبع (1756-1763) بينهما بهدف السيطرة على التجارة الدولية، وخاضت الدولتان معارك في الهند وأمريكا وكندا، انتهت بسيطرة بريطانيا على الهند وكندا. وقد أدى التجار الإنگليز، دوراً مهماً في سياسة بلادهم حتى نطق وليم بيت W.Pitt رئيس وزراء بريطانيا 1784م: «إن السياسة البريطانية هي التجارة البريطانية» وشهدت إنكلترا في نهاية القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر أحداثاً سياسية وعسكرية مهمة كحروب بريطانيا ضد نابليون بونابرت[ر] التي استمرت حتى عام 1815، ومع أنها فقدت المستعمرات الأمريكية عام 1783، فإنها تمكنت من ضم أجزاءً من استراليا ونيوزلندا إلى ممتلكاتها على يد الكابتن جيمس كوك وإرسال السجناء إلى تلك البلدان عام 1788 لاستعمارها، كما حصلت إنكلترا بنتيجة مؤتمر فيينا عام 1815م على تعديل خريطة العالم لمصلحتها فحصلت على جزيرة مالطة وجزر الأيونيان، وجزيرة سيلان، ورأس الراتى الصالح ومستعمرة الكاب، وغيانا، وترينيداد في البحر الكاريبي.


الكومنولث والمحمية

Cromwell at Dunbar. Oliver Cromwell united the whole of the British Isles by force and created the Commonwealth of England.


الاتحاد مع اسكتلندة

انظر أيضاً

  • قائمة ملوك إنگلترة
  • الامبراطورية الاستعمارية الإنگليزية
  • Privy Council of England
  • البحرية الملكية
  • التاج الملكي الإنگليزي
  • إنگلترة وويلز
  • مملكة كورنوال (كرنو)
  • تسمية إنگلترة
  • Anglo-Norman language

المصادر

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  2. ^ محمد أحمد. "المملكة المتحدة (التاريخ الحديث والمعاصر)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-07-08.

المراجع

  • Wood, Michael, In Search of the Dark Ages (London: BBC Books, 1981)
  • Elton, G. R., England under the Tudors (London: Methuen, 1955)
  • Elton, G. R., The Tudor Revolution in Government: Administrative Changes in the Reign of Henry VIII (Cambridge University Press, 1953)
  • Elton, G. R., The Reformation (Cambridge University Press, 1958)
  • Elton, G. R., The Tudor Constitution: Documents and Commentary (Cambridge University Press, 1960)
  • Elton, G. R., ed., England, 1200–1640: sources of history. ([-?-]: Cornell Press )
  • Elton, G. R. Studies in Tudor and Stuart Politics and Government: Papers and Reviews. أربعة volumes (Cambridge University Press, 1974–1992) (1946–1972—1983–1990)
سبقه
الحكم السباعي
ح.500 – ح.927
مملكة إنگلترة
ح.927 – 1649
تبعه
خلوالعرش الإنگليزي
1649 – 1660
سبقه
خلوالعرش الإنگليزي
1649 – 1660
مملكة إنگلترة
1660 – 1707
تبعه
مملكة بريطانيا العظمى
1707 – 1800

Coordinates:

تاريخ النشر: 2020-06-04 14:43:29
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Pages with citations using unsupported parameters, Articles containing non-English-language text, Pages using infobox country with unknown parameters, Pages using infobox country or infobox former country with the symbol caption or type parameters, دول وأراضي تأسست في 927, تاريخ إنگلترة, ممالك سابقة في اوروبا, بلدان سابقة في الجزر البريطانية, انحلالات 1707, ممالك سابقة, مملكة إنگلترة, تاريخ الشعوب الجرمانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بكين: محاولات تايوان لنيل الاستقلال تشكل خطرا عسكريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:35
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 97%

القوات الأوكرانية تصور جسما مجهولا (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:38
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 98%

رفض أمريكي وأوروبي لمقترح ماكرون إرسال قوات إلى أوكرانيا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:04
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 96%

"سبيربنك" يحقق أرباحا قياسية في 2023

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:42
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 91%

دولتان عربيتان تساعدان في تشكيل حكومة "تكنوقراط فلسطينية جديدة"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:54
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 95%

"نوفوستي": رصد أنظمة حرب إلكترونية أوكرانية مجهولة في لوغانسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:48
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 89%

دورة أكابولكو: زفيريف يودّع من الدور الأول

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:23
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

44 % نسبة النساء في المناصب الإدارية العليا بالسعودية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-28 06:24:21
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 68%

حالة طوارئ في تكساس.. الحرائق تهدد منشأة أسلحة نووية (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:43
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 92%

انخفاض أسعار النفط بعد مكاسب إثر تقرير عن "أوبك+"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:53
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 88%

مستشفى الملك خالد للعيون الأول عربيا في نشر الأبحاث السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-02-28 06:24:27
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

جنود الجيش اللبناني غير جاهزين للقتال.. بسبب الراتب!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:55
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 86%

سيناتور من داخل مجلس الشيوخ الأمريكي: بوتين لن يخسر "الحرب"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:40
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 91%

زيلينسكي في البلقان بحثا عن دعم في مواجهة موسكو

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:21
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 90%

زاخاروفا: حلفاء ماكرون أنفسهم لم يفهموا تصريحاته

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:56
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 94%

وفاة رئيس الوزراء السوفيتي الأسبق نيقولاي ريجكوف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:45
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 87%

مداهمات واعتقالات في جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم والخليل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:37
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 92%

البحرية الهندية تضبط أكبر شحنة مخدرات في بحر العرب (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:44
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 86%

"آبل" تتخلّى عن مشروع لتصنيع سيارة كهربائية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-28 09:07:24
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 85%

تحميل تطبيق المنصة العربية