حمورابي
حمورابي Hammurabi | |
---|---|
حمورابي (واقفاً)، وهويتسلم الشارة الملكية من شمش. حمورابي ييضع يديه على فمه كرمز لأنه يصلي (ترميم للجزء العلوي من صفيحة شريعة حمورابي).
| |
وُلـِد | ? بابل |
توفي | 1750 ق.م. التأريخ المتوسط بابل |
مبعث الشهرة | شريعة حمورابي |
اللقب | ملك بابل |
المدة | 42 سنة؛ ح. 1792-1750 ق.م. |
سبقه | سين مبلط |
لحقه | سامسوإيلونا |
الديانة | الديانة البابلية |
الرفيق | غير معروف |
الأنجال | سامسوإيلونا |
حمورابي Hammurabi (بالأكادية من العمورية ʻأمو-راپي، "الولي الشافي"، من أمو، "الولي الأب"، وراپي، "الشافي"؛ ت. ح. 1750 ق.م.)، كان سادس ملوك بابل (من الأسرة البابلية الأولى)، حكم من عام 1792 ق.م. حتى 1750 ق.م. التأريخ المتوسط (1728 ق.م. – 1686 ق.م. التأريخ القصير). أصبح أول ملوك الامبراطورية البابلية في أعقاب تنازل والده عن العرش، سين مبلط، باسطاً سيطرة بابل على بلاد ما بين النهرين بإنتصاره في سلسلة حروب ضد الممالك المجاورة. بالرغم من حتى امبراطوريته كانت تسيطر على جميع أنحاء بلاد الرافدين عند وفاته، إلا حتى خلافاؤه لم يتمكنوا من الحفاظ على امبراطوريته. ينطق حتى حمورابي كان أمرافيل، ملك شينار الذي ورد ذكره في سفر التكوين 14:1.
يشتهر حمورابي بأنه صاحب مجموعة قوانين تعهد بشريعة حمورابي، واحدة من أولى تشريعات القوانين المكتوبة في التاريخ المسجل.[] هذه القوانين منقوشة على ألواح حجرية صفائح بإرتفاعثمانية أقدام (2.3 متر)، من أصل غير معروف، عثر عليها في فارس عام 1901. لشهرته في العصور الحديثة على أنه مانح القوانين القديم، يوجد پورتريه حمورابي في الكثير من المباني الحكومية بالعالم.
عهده وفتوحاته
ينتسب حمورابي إلى أسرة حاكمة عمورية، حكمت بابل منذ بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد حتى عام 1595 ق.م تقريباً، وكان حمورابي السادس في ترتيب ملوك المملكة البابلية القديمة التي حكمها (1792-1750 ق.م)، وكان أشهرهم لأسباب عدة، في مقدمتها أنه أقام دولة مترامية الأطراف، ضمت مناطق بلاد ما بين النهرين، دجلة والفرات كلها، ووصل نفوذه إلى مناطق مجاورة في شمال سوريا وجنوب غرب إيران (عيلام)، حتى غدت المملكة البابلية في عهده أكبر دول الشرق القديم وأكثرها قوة وازدهاراً، وصارت اللغة البابلية لغة التجارة والأدب والدبلوماسية في العالم القديم، وبقيت كذلك حتى حلت محلها اللغة الآرامية منذ القرن السادس قبل الميلاد.
كانت أوضاع المنطقة عند استلام حمورابي سدة الحكم مضطربة، وكل حاكم يحاول فرض سيطرته على من حوله، فيجمع الأنصار، ويثبت حكمه بإحكام تبعية الملوك الصغار له، كما يُفهم من رسالة لموظف كبير لملك ماري (تل الحريري اليوم)، يقول فيها: «إنه ليس ثمة ملك واحد قوي بنفسه، فحمورابي يقف وراءه (ويتبعه) عشرة إلى خمسة عشر ملكاً...» ثم يعدد غيره من الملوك. فكان على حمورابي حتى ينتهج سياسة عُرف بها دون غيره من المنافسين، وهي سياسة التحالف المؤقت، وسياسة المستوى التي تتبعها خطوة تعززها، فكان يتحالف مع الأقرب ضد البعيد، وعندما ينتصر على البعيد، يعود إلى الأقرب بعد حتى يتحالف مع غيره. وعلى الرغم من وقوف ملك ماري زيمري ليم معه، وتقديم العون الدائم من المحاربين والعتاد، وإقناع ملك حلب بمؤازرته في ذلك، فإنه لم ينج من مصير غيره من الحلفاء حين جعله حمورابي آخر الضحايا، فأكمل بذلك حمورابي توسيع دولته بعد ثلاثين سنة من المعارك والتحالفات.
لم تكن حنكة حمورابي تقتصر على السياسة والحرب، بل تبدوأيضاً في تنظيم المملكة وإدارتها، وكان يتابع بنفسه شؤون الأنطقيم ويتدخل فيها، فألغى منصب الإنسي Ensi (الحاكم المحلي) الذي لم يعد صالحاً في الدولة الكبيرة، وعين موظفاً كبيراً مكانه لإدارة الأنطقيم والمدن الكبيرة، يتبع توجيهات الملك ويستمد صلاحياته المحدودة منه. وغيّر النظام الاقتصادي أيضاً، فلم يعد القصر يمتلك مقدرات الدولة الاقتصادية وحده، ويتصرف بها، بل ظهرت الملكية الخاصة، وصارت لها مكانة بارزة في المجتمع، في مجال ملكية الأرض وزراعتها، وفي الأعمال الحرة والخدمات. كما برز دور إله مدينة بابل المحلي «مردوك» الذي كان شأنه لا يختلف عن شأن مدينة بابل نفسها، قبل وصول حمورابي إلى العرش، فصار إلهاً للدولة كلها، وأهّله هذا لاحتلال مكانة رفيعة في مجمع الآلهة السومري - الأكادي.
لم يصب حمورابي بالغرور، على الرغم من الإنجازات السياسية الكثيرة التي حققها، والوحدة التي تمت على يده وجمعت جميع مناطق بلاد مابين النهرين، فلم يؤلّه نفسه، كما عمل غيره من الملوك العظام من قبل، بل اكتفى باللقب المألوف «ملك الجهات الأربع»، وكان مخلصاً لرعاياه «ذوي الرؤوس السود» كما تدعوهم المصادر، وحريصاً على رعاية مصالحهم، وتحقيق العدالة والرفاهية لهم، فأطلق على نفسه لقب «الراعي» و«الوالد».
استمرت الدولة البابلية بعد حمورابي على يد خمسة خلفاء من نسله، ولكن الضعف بدأ يدب في أوصالها، والأخطار تتهددها، والأنطقيم تنفصل عنها بدءاً من عهد ابنه سمسوإيلونا، حتى وجه الحثيون لها ضربة قاضية عام 1595 ق.م، ولكنهم لم يبقوا في بابل بل انسحبوا منها، واستلم الحكم الكاشيون الذين كانوا يتربصون ببابل الدوائر، وأقاموا دولة فيها دامت نحوأربعة قرون.
شريعة حمورابي
تعود شهرة حمورابي العظيمة إلى التشريعات التي عُرفت باسمه، ودُعيت شريعة حمورابي، الذي توّج به أعماله الكبيرة طوال ثلاثة وأربعين عاماً قضاها في حكم بابل. فقد أصدر قانونه في العام الرابع والثلاثين من حكمه، بعد حتى استقرت الأحوال في جميع البقاع التي دانت لحكمه، وصار من الضروري حتى تنظم العلاقات بين مختلف فئات المواطنين، وبين المواطنين والقصر، وأن تحدد حقوق الجميع بما يتلاءم والأعراف السائدة، وينسجم مع التنطقيد الساميّة. وقد دوِّن النص باللغة البابلية وبخطها المسماري على مسلة من حجر الديوريت الأسود، ارتفاعها 2.25م، ومحيطها عند القاعدة 1.90م، أما قسمها العلوي فهوأضيق وذوشكل هلالي، ويظهر عليه مشهد يمثل الملك حمورابي واقفاً أمام إله الشمس، إله العدالة. وتُعرض المسلة، التي عثر عليها عام 1901، اليوم في متحف اللوفر بباريس.
يتألف القانون من المقدمة، ومن المتن الذي يشتمل على المواد القانونية، ومن خاتمة، أما المقدمة فتضم نحو303 أسطر، وصيغت بلغة شعرية، يتحدث فيها حمورابي عن أعماله المتنوعة، ويؤكد شرعية حكمه، ثم تتوالى مواد القانون وعددها 282 مادة. ويعالج القانون قضايا اقتصادية واجتماعية عهدها المجتمع في عهد حمورابي، فهي تتناول أمور القضاء والأمن، وحقوق المحاربين ومسؤولياتهم وشؤون الزراعة والملكية وشروط القروض، والأحوال بما تتضمنه من أمور الزواج والطلاق والميراث، وتتطرق إلى القصاص والتعويضات، وإلى أجور أصحاب المهن، واشتملت في ثناياها على أحكام راقية يقبلها المنطق في جميع عصر، وأحكام أخرى يصعب على المرء قبولها إلا بمنطق العصر الذي ظهرت فيه. وغلب على معظم المواد طابع الشدة والقسوة في لقاءة الإضرار بمصالح الدولة والاعتداءات على النفس والمال، وكان المبدأ الذي يتعامل معه، معالجة الأضرار التي لا تتسبب بالموت، هو«العين بالعين والسن بالسن»، ولكنه لم يطبق على جميع الطبقات الاجتماعية، إذ كان المجتمع في عهد حمورابي وفي قانونه ينقسم إلى ثلاث طبقات: الأحرار والعبيد وطبقة متوسطة بينهما، فإذا ما نجمت الأضرار نفسها عن طبقة عليا ولحقت أفراداً من طبقة أدنى كانت العقوبة أخف، وتقضي بالتعويض المادي وحده. وفي الخاتمة يرجوحمورابي من الآلهة حتى تعاقب جميع من لا يعمل بقانونه أويحاول محواسمه عنه، ويؤكد حتى هدفه من وضع القانون إحقاق الحق وتطبيق العدالة.
لم يكن حمورابي أول ملك في بابل يضع القوانين، كما كان يفترض الباحثون قبل اكتشاف قوانين أورنمو، وليبيت عشتار وأشنونة، فلم تكن تشريعاته وليدة عهدها وحده، ولم تكن الأولى من نوعها، بل تضمنت بطبيعة الحال مواد كثيرة سبقه إليها أصحاب القوانين السابقة، وأبقت بعضها على حاله، وعدلت بعض المواد الأخرى، وزادت عليها مواد جديدة تناسب العصر الذي صدر فيه القانون. وقد كان لقوانين حمورابي تأثير كبير في قوانين الشرق القديم وتشريعاته.
انظر أيضاً
- شريعة حمورابي
- قانون بابلي
- Cuneiform law
- Short chronology timeline
- Manusmriti
الهوامش
- ^ Ancient Iraq by Georges Roux, Chapter 17 The Time of Confusion p. 266
- ^ See Arnold 2006, p. vii. His date of birth is unknown, see for example, Van De Mieroop 2005, p. 1.
-
^ Beck, Roger B. (1999). World History: Patterns of Interaction. Evanston, IL: McDougal Littell. ISBN . OCLC 39762695. Unknown parameter
|coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)CS1 maint: extra punctuation (link) - ^ http://www.jewishencyclopedia.com/articles/1440-amraphel
- ^ http://www.biblegateway.com/passage/?search=Genesis%2014&version=NIV
- ^ http://www.louvre.fr/en/oeuvre-notices/royal-head-known-head-hammurabi
- ^ أحمد ارحيّم هبو. "حمورابي". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-03-07.
- ^ "All Mesopotamia". allmesopotamia.
المصادر
- Arnold, Bill T. (2005). Who Were the Babylonians?. Brill Publishers. ISBN . OCLC 225281611..
- Breasted, James Henry (2003). Ancient Time or a History of the Early World, Part 1. Kessinger Publishing. ISBN . OCLC 69651827..
- DeBlois, Lukas (1997). An Introduction to the Ancient World. Routledge. ISBN . OCLC 231710353..
- Van De Mieroop, Marc (2005). King Hammurabi of Babylon: A Biography. Blackwell Publishing. ISBN . OCLC 255676990.
قراءات إضافية
- Finet, André (1973). Le trone et la rue en Mésopotamie: L'exaltation du roi et les techniques de l'opposition, in La voix de l'opposition en Mésopotamie. Bruxelles: Institut des Hautes Études de Belgique. OCLC 652257981.
- Jacobsen, Th. (1943). "Primitive democracy in Ancient Mesopotomia". Journal of Near Eastern Studies. 2 (3): 159–172. doi:10.1086/370672.
- Finkelstein, J. J. (1966). "The Genealogy of the Hammurabi Dynasty". Journal of Cuneiform Studies. 20 (3): 95–118. doi:10.2307/1359643.
- Hammurabi (1952). Driver, G.R.; Miles, John C. (eds.). The Babylonian Laws. Oxford: Clarendon Press.
- Leemans, W. F. (1950). The Old Babylonian Merchant: His Business and His Social Position. Leiden: Brill.
- Munn-Rankin, J. M. (1956). "Diplomacy in Western Asia in the Early Second Millennium BC". Iraq. 18 (1): 68–110. doi:10.2307/4199599.
- Pallis, S. A. (1956). The Antiquity of Iraq: A Handbook of Assyriology. Copenhagen: Ejnar Munksgaard.
- Richardson, M.E.J. (2000). Hammurabi's laws : text, translation and glossary. Sheffield: Sheffield Acad. Press. ISBN .
- Saggs, H.W.F. (1988). The greatness that was Babylon : a survey of the ancient civilization of the Tigris-Euphrates Valley. London: Sidgwick & Jackson. ISBN .
- Yoffee, Norman (1977). The economic role of the crown in the old Babylonian period. Malibu, CA: Undena Publications. ISBN .<<
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع حمورابي. |
- A Closer Look at the Code of Hammurabi (Louvre museum)
- أعمال من حمورابي في مشروع گوتنبرگ
سبقه سين مبلط |
ملك بابل | تبعه سمسوإيلونا |