بن جونسون

عودة للموسوعة

بن جونسون

بن جونسون
Ben Jonson
بن جونسون (ح.1617)، بريشة ابراهام بلاين‌برش؛ لوحة زيت على كانڤاس موجودة في معرض الپورتريهات الوطني، لندن.
وُلِد ح. 11 يونيو1572
وستمنستر، لندن، إنگلترة
توفي 6 أغسطس 1637 (عن عمر 65)
وستمنستر، لندن، إنگلترة
الوظيفة محرر دراما، شاعر وممثل
العرق إنگليزي

بن جونسون Ben Jonson أوBenjamin Jonson؛ (ح. 11 يونيو1572 - ت.ستة أغسطس 1637)، هومحرر مسرحيات وشاعر وممثل إنگليزي معاصر لشكسبير، وناقد فني. هجر أثراً باقياً في الشعر الإنگليزي والمسرح الكوميدي. اشتهر بمسرحياته الساخرة جميع رجل في مزحه (1598)، ڤولپون أوالثعلب (1605)، الخيميائي (عام 1610)، التي استلهم أحداثها من فترة الطاعون في لندن، بارتولوميوفير: كوميديا (1614). كما شاتهر بشعر الغنائي. يعتبر أعظم مسرحيي الأدب الإنگليزي بعد شكسبير.

النشأة

المفهم في مدرسة وستمنستر، وليام كامدن غرس النبوغ الفني في بن جونسون.
الشاعر الاسكتلندي وليام درموند، من هوثورن‌دن، كان صديقاً مقرباً من جونسون.

وُلد في وستمنستر بعد وفاة أبيه بشهر واحد، وعمد تحت اسم بنيامين جونسون. وأسقط من اسمه حرف الهاء تمييزاً لشخصه، ولكن دور الطباعة ظلت تستخدمه، ولوأنه مات، حتى 1840، ولا زال يظهر على لوحة معلنة على جدران كنيسة وستمنستر. وكان الزوج الأول لأمه قسيساً. وكان زوجها الثاني بناء بالأجر. وكانت الأسرة فقيرة معدمة. وكان على بن حتى يشق طريقه إلى التعليم بصعوبة بالغة. وما كانت إلا الشفقة التي ملأت قلب صديق بصير لتزوده بالمال ليلتحق بمدرسة وستمنستر، وساق.ه حظه إلى الوقوع تحت إشراف "وكيلها" المؤرخ العالم الأثري وليام كامدن، وانصرف إلى الدراسات القديمة، مع عداء أقل من العادي، وأحب شيشرون وسنكا، وليڤي وتاكيتوس، وكونتليان، وزعم بعد ذلك، واضح أنه على حق- " أنه يعهد من اليونانية واللاتينية أكثر من شعراء إنجلترا جميعهم " على حتى "مرحه" السريع الاهتياج والإثارة، وعالم لندن الخشن العنيف بلا حدود، هما اللذان حالا دون حتى يدمر تعليمه فنه.

وبعد تخرجه في وستمنستر التحق بكمبردج حيث "بقي- كما يقول أول مؤرخ لحياته- أسابيع قليلة، لحاجته إلى مورد رزق آخر "، وأراد له زوج أمه حتىقد يكون صبي بناء، وقد نتخيل بن جونسون وهويتصبب عرقاً ويضطرب لمدة سبع سنين دأباً، وهويرص الطوب ويفكر في الشعر. ثم فجأة خرج إلى الحرب، وانساق في تيارها، واندفع إليها بنشاط وحيوية أكثر منه إلى صناعة البناء. وخدم في الأراضي الوطيئة، وبارز جندياً من الأعداء، فصرعه، وسلبه ما معه، وعاد إلى الوطن يروي قصصاً مفصلة. وتزوج وأنجب أطفالاً، وارى منهم التراب ثلاثة أوأكثر. وسقط الشجار بينه وبين زوجته فهجرها لمدة خمس سنوات، ثم عاد وعاش معاً عيشة ينقصها الوفاق والانسجام حتى ماتت. ولا تعهد كليونفسها كيف من الممكن أن كان بن جونسون- زوجها- يدبر معاش الأسرة.

ويكون السر أعمق حين نفهم أنه أصبح ممثلاً عام 1597، ولكن تفجرت منه أفكار مشرقة وأشعار لبقة. واهتز فرحاً حين نادىه توم للمشاركة في رواية جزيرة الكلاب ولا شك في أنه حمل نصيبه من المسئولية في "المادة المثيرة للفتنة والتي تتضمن قذفاً وتشويهاً للسمعة "التي وجدها مجلس الشورى في الرواية. وأمر المجلس بوقف التمثيل وإغلاق المسرح والقبض على المؤلفين. أما ناش الذي كان خبيراً عتيقاً بمثل هذه المآزق، فقد قضى نحبه في بارموث. ووجد جونسون نفسه في السجن، ولما كان نظام السجن يقتضيه حتى يدفع نفقة طعامه وإقامته وأصفاده فقد اقترض أربعة جنيهات من فيليب هنسلو، فلما أطلق سراحه انضم إلى فرقة هنسلو(وشكسبير) المسرحية عام 1597.


صعوده

وبعد سنة خط ملهاته الهامة الأولى: جميع رجل في مزحه ورأى شكسبير يمثل فيها المسرح "الجلوب". ومن الجائز حتى المؤلف المسرحي العظيم (شكسبير) لم يستسغ مقدمة الرواية التي اقترحت- على الرغم من النموذج السائد- إتباع الوحدات الكلاسيكية، أوالتقليدية القديمة، وحدة العمل والزمان والمكان، لا أن:

تجعل طفلاً، ملفوفاً الآن في قماطه، ينهض حتى يستوي رجلاً ويطوي، بلحية وملابس حداد، ستين عاماً مضت، إنك يفترض أن تسر اليوم إذ تشهد رواية يجب حتى تحتذي مثالها جميع الروايات، رواية ليس فيها كورس ينطلق بك فيما وراء البحار، ولا عرش ينهار، مما يفرح له الأولاد... بل فيها أعمال، ولغة مثل تلك التي يستخدمها الناس، وأشخاص ممن يجب حتى تنتقيهم الملهاة، إذ كان لها حتى تصور الزمان، وتسلي الناس بحماقات الإنسان لا بالجرائم.

إلى غير ذلك لف جونسون ظهره للمزاح أوالهزل الأرستقراطي في ملهيات شكسبير الأولى، وللجغرافيا والكرونولوجيا وتعيين تواريخ الأحداث وترتيبها وفقاً لتسلسلها الزمني الخارقتين في المسرحية "الرومانتيكية"، وأتى بأكواخ لندن إلى المسرح، وتخلى عن ثقافته ومعهدته الواسعتين الخارقتين ليبرز إبرازاً مشهوداً لهجات الطبقات الدنيا وأساليبها. وكان أبطال الرواية رسوماً كاريكاتورية أكثر منها ابتكارات فلسفية معقدة، ولكنهم يعيشون، وكانوا تافهين لا قيمة لهم، ولكنهم من بني الإنسان، ولمقد يكونوا معقولين ولا مهذبين، ولكنهم لمقد يكونوا قتلة ولا سفاحين.

وكان اللاتينيون قد استخدموا لفظة Umore لتعني "الرطوبة" أوالسائل، كما استخدمت تنطقيد أبقراط الطبية لفظة Humor لتدل على أربعة سوائل في الجسم- الدم، البلغم، الصفراء السوداء، والصفراء الصفراء. وتبعاً لغلبة الواحدة أوالأخرى من هذه المواد في جسم الإنسان، كان ينطق إنه ذو"مزاج" دموي، (متفائل)، أوبلغمي (بارد)، أوسوداوي (مكتئب)، أوصفراوي (سريع الغضب) أما جونسون فقد حدد تفسيره لهذا الاصطلاح:

عندما تتملك إنساناً صفة بعينها، وتسيطر على جميع أحاسيسه وأنشطته وقواه، حتى تسير كلها في اتجاه واحد- فهذا ما يمكن حتى ينطق عنه بحق "المزاج" (Humour) وظهرت الحدثة في التصوير المرح للكابتن بوباديل، وهوتحدر مباشر من رواية باريس "المحاربون الأمجاد"، ولكنه يمور موراً "بمزاجه" الخاص به المميز له، ومرحه غير الواعي- فهودوماً شجاع إلا عند الخطر، مندفع إلى القتال إلا عندما يتحداه أحد، فهورب السيف المكنون في غمده.

واستقبلت الرواية استقبالاً حسناً، وكان في مقدور بن الآن حتى ينغمس في حماقات السباب وشهواته على نطاق أوسع، وكان فرجاً بالثقة، مزهواً بأنه شاعر يتحدث إلى اللوردات في أنفة وكبرياء، ويقف راسخ القدمين، يتعجل التمتع ويستسيغ الصراحة والمرح الصاخب، ويغوي النساء من آن لآن، ولكنه أخيراً (كما نطق لدروموند) "آثر جور الزوجة على خفر الخليلة "- وهجر التمثيل، وعاش عيشة طائشة على قلمه، وازدهر لبعض الوقت بتأليف التمثيليات التنكرية للبلاط، وتلاءمت الأشعار الخيالية التي نظمها مع المناظر التي صممها جونز، ولكن بن كان حاد الطبع، فكثرت مشاجراته. ففي عام نجاحه الأول اشتبك مع أحد الممثلين، وهوجبرييل سبنسر، وبارزه وقتله، فأودع السجن بتهمة القتل عام 1598. ومما زاد الطين بلة، أنه ارتد إلى الكاثوليكية في السجن، ولكنه مع ذلك حوكم محاكمة عادلة، وأجيز له حتى يدفع "بالحصانة الأكليريكية" لأنه تلا "المزامير" باللاتينية "كما يعمل رجال الدين". وأطلق سراحه بعد حتى وشم إبهامه بحديد محمي بحرف T، حتى يمكن في الحال اكتشاف أنه مجرد عائد، إذا ارتكب جريمة القتل مرة ثانية، وظل بقية حياته مدموغاً بأنه مجرم.

وبعد سنة قضاها مطلق السراح أعيد إلى السجن من أجلي دين عليه لم يسدده. ومرة أخرى أطلق سراحه بكفالة هنسلو. وفي 1600 سعى جونسون وراء تسديد ديونه بكتابة رواية جميع رجل خارج مزحه. وأثقل الملهاة باقتباسات زخرفية كلاسيكية، وأضاف إلى أشخاص المسرحية ثلاث شخصيات استخدمت كفرقة للتعليق على الأحداث، وأمطر بوابل من المذمة والقدح، البيوريتانيين الذين "كان الدين بين طيات ثيابهم، والذين حلقوا شعر رءوسهم أقصر من شعر حواجبهم" ولوح بمعهدته وفهمه للكتاب المسرحيين الذين كانوا يحطمون "وحدات أرسطو". وبدلاً من الروايات الرومانتيكية المحالة الحدوث حول اللوردات الذين لا يصدق وجودهم، عرض جونسون حتى يكشف للندن عن ذاتها بلا هوادة ولا رحمة:

فليقابلوا مرآة كبيرة قدر كبر المسرح الذي نمثل عليه، ولسوف يرون فيها علل العصر ونقائضه. مشرحة تشريحاً دقيقاً مفصلاً في جميع ناحية فيها، في شجاعة لا تلين ولا تفتر، وفي ازدراء لأي خوف.

وصنعت الرواية من العداوات أكثر مما جلبت من أموال. وليس من يوصي اليوم بقراءتها. ولما لم يكن جونسون راضياً عن جمهوره الصاخب في مسرح الجلوب، فإنه خط ملهاته الثانية عربدة سينثيا (1601) لفرقة من الممثلين الشبان ونخبة صغيرة من الجمهور في مسرح "Black Friars"، وأحس دكرومارسون حتى الرواية تناولتهما بالهاتى. ولما استشاطت فرقة تسمبرلين غضباً لمنافسة أولاد مسرح "Black Friars" لها، أخرجت في 1602 رواية دكر "Satiromastix" (ضرب المؤلف الهاتى بالسياط) وفيها تشهير بجونسون أنه سفاح وبناء تلفه مغرور متحذلق، جسمه مليء بالبثور. وانتهى الشجار بتبادل المديح وتقارض الثناء. وابتسم الحظ لبعض الوقت. واستضاف أحد المحامين النابهين بن جونسون في بيته وأوفد ارل بمبروك إلى الشاعر عشرين جنيهاً "ليشتري بها خطاً". وما حتى أصبح في أمان من الفقر والحاجة حتى أمسك بالقلم محاولاً تأليف "مسرحية مأساوية"، موضوعها "سيجانوس" الصديق الشرير الأثير لدى تيبريوس. واعتمد في روايته بدقة على كتابات تاكيتوس وسوتونيوس وديوكاسياس وجوفينال، وأخرج تحفة رائعة ثقافية فيها بعض مناظرها مؤثرة (الفصل الخامس-عشرة مثلاً) وأبيات من الشعر الرائع. ولكن جمهور المشاهدين كره الخطب الطويلة والتوجيه الأخلاقي الممل الصادر عن شخصيات تعوزها الحيوية. وسرعان ما سحبت الرواية من المسرح. وطبع جونسون النص، وأورد على الهامش مراجعه القديمة مع بعض ملاحظات باللاتينية. وتأثر لورد أوبيني Aubigny، فهيأ للمؤلف المخزون مأوى آمناً لمدة خمس سنوات.

صفحة العنوان في أعمال بنيامين يونسون The Workes of Beniamin Ionson (1616)، أول مطبوعة بمقاس فوليوتضم مسرحيات

وعاد جونسون إلى الحلبة في 1605 بأعظم رواية له ڤولپون أوالثعلب، هاجم فيها، في هاتى مقذع شهوة المال التي اجتاحت لندن. وكما هومألوف في الملهاة- من عهد بلوتس إلى رواية The Admirable Crichton- فإن محور الرواية هوخادم ماهر. ويحضر الخادم موسكا (ذبابة بالإيطالية) إلى سيده البخيل فولبون (الثعلب) الذي يدعى أنه سقم سقماً شديداً، مجموعة من صيادي الميراث بالوصية- فولتوز: نسر، ثم كورباتشيو: غراب، ثم كورفينو: غراب أسحم- وكل منهم يهجر للسيد المريض (الثعلب) هدية ثمينة، على أمل حتى يسمى وريثاً له. ويتقبل "الثعلب جميع هدية بتمنع جشع، إلى حد استعاره زوجة كورباتشيولليلة واحدة. وينتهي الأمر بأن يخدع الخادم موسكا سيده فولبون حتى يعينه هووريثاً وحيداً له، ولكن بناريو(الطبيعة الطيبة)، يكشف الحيلة، ويرسل مجلس السناتوفي البندقية جميع الممثلين تقريباً إلى السجن. وجعلت هذه المسرحية، آخر الأمر، راود مسرح الجلوب يركعون بين يدي جونسون.

الانحدار

وسرعان ما انتقل من نجاح إلى محنة، فقد اشهجر مع مارستون وتشابمان في مسرحية إيستوارد هو، (1605) واعتقلت الحكومة المؤلفين على أساس حتى الملهاة أساءت إلى الاسكتلنديين. وهدد المعتقلون ببتر أنوفهم وآذانهم، ولكن أفرج عنهم دون حتى يمسوا بأذى، واشهجر بعض ذوي المقامات الرفيعة- مثل كامدون وسلدن- في المأدبة التي أقامها الثالوث الذي استرد حريته. ثم، فيسبعة نوفمبر 1605، استدعى جونسون إلى مجلس الشورى، باعتباره كاثوليكياً يمكن حتىقد يكون لديه معلومات عن مؤامرة البارود. وعلى الرغم من أنه كان قد تناول العشاء مع المدبر الرئيسي كاتسبي، قبل ذلك بشهر، فإنه تفادى جميع تورط في المسألة. ولكن فيتسعة يناير 1606 دعي إلى المحكمة بوصفه متمرداً مخالفاً للقانون. ولما كان فقيراً معدماً إلى حد لا يستطيع معه دفع غرامة مجزية، فإن المحكمة لم تتشدد في الاتهام. وفي 1610 ارتد إلى الممضى الأنجليكاني، في حماسة بالغة إلى حد أنه أتى على جميع ما في كأس النبيذ حين جلس إلى "العشاء الرباني".

وفي تلك السنة أخرج أشهر مسرحياته الخيميائي، وهجا فيها، لا مجرد الخيمياء (محاولة تحويل المعادن الخسيسة إلى مضى)، وهذه مسألة تافهة، بل هجا كذاك ألواناً كثيرة من الدجل والخداع التي غزت لندن بالشعوذة. إذا سير أبيقور مأمون واثق من أنه وقف على سير الكيمياء القديمة فيقول:

"الليلة سأحول جميع ما في بيتي من معدن إلى مضى، وفي الصباح الباكر أوفد إلى جميع المشتغلين بالقصدير والرصاص ليبيعوني ما لديهم من هذا وذاك، وأوفد إلى لوثبري من أجل جميع ما فيها من نحاس.... ولسوف أشتري ديڤونشاير وكورنوال، وأجعلهما مثل جزر الهند الشرقية تماماً. فإني أريد حتى أكون لي من الزوجات والخليلات مثل ما كان لسليمان، الذي كان عنده خاتم مثل ما عندي. وسيكون لي بفضل إكسير الحياة ظهر قوي صلب مثل هركيوليز، فأصرع من الأعداء خمسين في الليلة الواحدة. أما المتملقون لي فسيكونون من الكهنة، الأطهار الوقورين، الذي يمكن حتى أستحوذ عليهم بمالي.... وسيقدم لي اللحم في أصداف هندية وأطباق مصنوعة من المضى ومرصعة بالعقيق والزمرد والصفير والياقوت الأزرق والأحمر. أما ألسنة الشبوط (سمك نهري)، والسنجاب، وكعوب الأبل... والفطر العتيق، والصدور المكسوة بالدهن لخنزيرة سمينة حامل، والتي بترت لتوها.... فسأقول عنها لطباخي "هاك المضى" فتقدم، ولتكن فارساً.

وقلّما كان سير أبيقور تافهاً، ولكن بقية أشخاص الرواية كانوا حثالة، وكان كلامهم بغيضاً بما احتوى من معالجة موضوعات النادىرة القذرة، وإنه لما يدعوإلى الأسى والحسرة حتى نرى بن المثقف خبيراً بهذا الغثاء وتلك النفاية، وبلغة الأكواخ واللصوص المتشردين. وهاجم البيوريتانيون مثل هذه الروايات تجاوزاً، فانتقم منهم جونسون بتصويرهم في صور كاريكاتورية ساخرة في رواية بارثولوميوالعادل عام 1614.

وأخرج مسرحيات هزلية أخرى كثيرة مفعمة بالحياة ممتلئة بالعكارات. وتمرد هونفسه في بعض الأحيان على واقعيته الخشنة، في مسرحية "الراعي الحزين" وأطلق لخياله العنان ليسرح دون مبالاة:

إن وطء أقدامها لا يثني ورقة عشب،

أويهز الطائر الأزغب في عشه

ولكنها مثل الرياح الغربية الخفيفة انطلقت مسرعة

وحيثما مضىت تعمقت جذور الأزهار

وكأنما غرستها بأقدامها العطرة.

ولكنه هجر الرواية دون حتى يكملها، وقصر رومانتيكيته، (أوخياله وعواطفه)، بقية حياته، على حتى أغنيات رقيقة تأثرت في ملهواته، مثل الجواهر وسط القاذورات، من ذلك أنه في ملهاة الشيطان حمار (1616)، يغني فجأة:

هل شهدت إلا سوسنة متألقة تنمو

قبل حتى تمسها الأيدي الخشنة،يا ترى؟

هل شاهدت إلا تساقط الثلوج

قبل حتى تلطخها التربة،يا ترى؟

أولم تلمس فراء السمور

أوريش البجعة قط،يا ترى؟

وهل نشقت رائحة براعم الورد البري

أورائحة الناردين وهويحترق،يا ترى؟

وهلا تذوقت شهد النحلة،يا ترى؟

أوه! يا لبياضها، أوه! يا لرقتها، أوه! يا لحلاوتها،يا ترى؟


وأجمل من هذا بالطبع، أغنية "إلى سليا To Celia" التي سرقها من اليونانية من فيلوستراتوس، وحولها بدقة وبراعة إلى "اشربي من أجلي أنا وحدي بعينيك".

وبعد موت شكسبير أصبح جونسون الرئيس المعترف به لجماعة الشعراء. وأصبح شاعر البلاط غير المتوج في إنجلترا- ولوأنه لم يعين رسمياً، ولكن الحكومة اعترفت به في معظم الأحوال، ومنحه معاشاً سنوياً قدره مائة بترة مضىية. وأدرك الأصدقاء الذين التفوا حوله في حانة مرميد حتى طبيعته الطيبة الجافة تختفي وراء مزاجه الحاد ولسانه السليط، فأفادوا من حديثه المثمر، وهيأوا له حتى يلعب دور الزعامة كما كان الحال مع سميه في القرن التالي.

وكان بن آنذاك بديناً، كما سيكون الحال مع سميه صمويل جونسون فيما بعد، وما كان أكثر وسامة ولا رشاقة، وكم حزن على "كرشه الفظيع" ووجهه المتجعد المملوء بالبثور نتيجة الأسقربوط. وقل حتى زار صديقاً دون حتى يكسر كرسياً. وفي 1624 نقل الندوة إلى "حانة الشيطان Devil Tavern" في شارع فليت، وهناك التقى بنظام مع جماعة نادي أپولوالذي كان قد أسسه هومن قبل، ليتزودوا بالطعام والشراب والنادىبة وثمار الفكر، وكان لجونسون مقعد مرتفع في أحد طرفي الغرفة له درابزين يؤدي بجسمه الضخم إلى العرش. وجرى العهد على تسمية أتباعه "قبيلة بن"، وكان من بينهم جيمس شيرلي وتوماس كارووروبرت هرك، الذين سموه القديس بن".


الوفاة

وكان جونسون في حاجة إلى صبر أيوب، وهوغير مفطور على الصبر، ليحتمل الفقر والسقم في السنين التي كان يتحطم فيها. وقدر حتى جميع رواياته لم تدر عليه إلا مبلغاً يقل عن مائتي جنيه كان ينفقها بسرعة، ويتضور جوعاً طيلة الأيام التي لا يعمل فيها. وكان يفتقر إلى شيء من الحاسة أوالخبرة المالية التي جعلت شكسبير خبيراً في اقتناء الأملاك الثابتة أوالعقار، وتابع شارل الأول صرف المعاش المخصص لجونسون، ولكن عندما خفض البرلمان المخصصات الملكية. لم يكن المعاش يدفع دائماً. على حتى شارل أوفد إليه مائة جنيه في 1629 وقرر رئيس كهنة وستمنستر وجماعة الرهبان فيها خمسة جنيهات "لمستر بنيامين" جونسون في أيام سقمه وفاقته ولم تصب رواياته الأخيرة أي نجاح، وذبلت شهرته، واختفى أصدقاؤه، وقضت زوجته وأولاده نحبهم، وما اتىت ستة 1629 حتى عاش وحيداً قعيداً، ملازماً الفراش بسبب الشلل، مع سيدة عجوز تتولى العناية بأمره. وظل يعاني من السقم والفقر ثماني سنوات أخرى، ودفن في وستمنستر، ونقش جون يونج على حجر يقابل القبر. العبارة المشهورة:

"أي بن جونسون الفذ"

ولم يبق منها إلا الحدثتان الأوليتان. ولكن أي إنجليزي مثقف متفهم يستطيع حتى يكمل العبارة.

أعماله

مسرحيات

  • A Tale of a Tub, comedy (ca. 1596? revised? performed 1633; printed 1640)
  • The Case is Altered, comedy (ca. 1597-8; printed 1609), with Henry Porter and Anthony Munday?
  • كل رجل في مزحه، كوميدية (عرضت 1598؛ طبعت 1601)
  • كل رجل خارج مزحه، كوميدية (عرضت 1599؛ طبعت 1600)
  • عربدة سينثيا (عرضت 1600، نشرت 1601)
  • Poetaster, comedy (performed 1601; printed 1602)
  • Sejanus: His Fall, tragedy (performed 1603; printed 1605)
  • إيستوارد هو، كوميدية (مثلت وطبعت عام 1605)، بالتعاون مع جون مارستون وجورج شاپمان
  • ڤولپون، كوميدية (ح. 1605-6؛ طبعت 1607)
  • Epicoene, or the Silent Woman, comedy (performed 1609; printed 1616)
  • الخيميائي، كوميدية (مثلت 1610؛ طبعت 1612)
  • Catiline: His Conspiracy, tragedy (performed and printed 1611)
  • بارثولوميوالعادل، كوميدية (مثلت 30 أكتوبر 1614؛ طبعت 1631)
  • الشيطان حمار كوميدية (مثلت 1616؛ طبعت 1631)
  • The Staple of News, comedy (performed Feb. 1626; printed 1631)
  • The New Inn, or The Light Heart, comedy (licensed Jan. 19, 1629; printed 1631)
  • The Magnetic Lady, or Humors Reconciled, comedy (licensed Oct. 12, 1632; printed 1641)
  • The Sad Shepherd, pastoral (ca. 1637, printed 1641), unfinished
  • Mortimer his Fall, history (printed 1641), a fragment

تنكريات

  • The Coronation Triumph, or The King's Entertainment (performed March 15, 1604; printed 1604); with Thomas Dekker
  • A Private Entertainment of the King and Queen on May-Day (The Penates) (May 1, 1604; printed 1616)
  • The Entertainment of the Queen and Prince Henry at Althorp (The Satyr) (June 25, 1603; printed 1604)
  • قناع الظلام (6 يناير 1605؛ طبعت ح. 1608)
  • Hymenaei (Jan. 5, 1606; printed 1606)
  • The Entertainment of the Kings of Great Britain and Denmark (The Hours) (July 24, 1606; printed 1616)
  • قناع الجمال (10 يناير 1608؛ طبعت ح. 1608)
  • قناع الملكة (2 فبراير 1609؛ طبعت 1609)
  • Hue and Cry after Cupid, or The Masque at Lord Haddington's Marriage (Feb. 9, 1608; printed ca. 1608)
  • The Speeches at Prince Henry's Barriers, or The Lady of the Lake (Jan. 6, 1610; printed 1616)
  • Oberon, the Faery Prince (Jan. 1, 1611; printed 1616)
  • Love Freed from Ignorance and Folly (Feb. 3, 1611; printed 1616)
  • Love Restored (Jan. 6, 1612; printed 1616)
  • A Challenge at Tilt, at a Marriage (Dec. 27, 1613/Jan. 1, 1614; Printed 1616)
  • القناع الأيرلندي في البلاط (29 ديسمبر 1613؛ طبعت 1616)
  • الكريسماس، قناعه (الكريسماس 1616؛ طبعت 1641)
  • رؤية البهجة (6 يناير 1617؛ طبعت 1641)
  • Lovers Made Men, or The Masque of Lethe, or The Masque at Lord Hay's (Feb. 22, 1617; printed 1617)
  • Pleasure Reconciled to Virtue (Jan. 6, 1618; printed 1641) The masque was a failure; Jonson revised it by placing the anti-masque first, turning it into:
  • For the Honor of Wales (Feb. 17, 1618; printed 1641)
  • News from the New World Discovered in the Moon (Jan. 7, 1620: printed 1641)
  • The Entertainment at Blackfriars, or The Newcastle Entertainment (May 1620?; MS)
  • Pan's Anniversary, or The Shepherds' Holy-Day (June 19, 1620?; printed 1641)
  • The Gypsies Metamorphosed (Aug ثلاثة and 5, 1621; printed 1640)
  • The Masque of Augurs (Jan. 6, 1622; printed 1622)
  • Time Vindicated to Himself, and to his Honors (Jan. 19, 1623; printed 1623)
  • Neptune's Triumph for the Return of Albion (Jan. 26, 1624; printed 1624)
  • The Masque of Owls at Kenilworth (Aug. 19, 1624; printed 1641)
  • The Fortunate Isles and their Union (Jan. 9, 1625; printed 1625)
  • Love's Triumph Through Callipolis (Jan. 9, 1631; printed 1631)
  • Chloridia: Rites to Chloris and Her Nymphs (Feb. 22, 1631; printed 1631)
  • The King's Entertainment at Welbeck in Nottinghamshire (May 21, 1633; printed 1641)
  • Love's Welcome at Balsover (30 يوليو1634؛ طبعت 1641)


أعمال أخرى

  • Epigrams (1612)
  • The Forest (1616), including To Penshurst
  • A Discourse of Love (1618)
  • Barclay's Argenis, translated by Jonson (1623)
  • The Execration against Vulcan with Epigrams (1640)
  • Horace's Art of Poetry, Englished by Jonson (1640)
  • Underwoods (1640)
  • Timber, or Discoveries, a commonplace book.

الهامش

  1. ^ “Ben Jonson”, Encyclopædia Britannica, 00 edition, pp. 611–612
  2. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية

  • Digitized Facsimiles of Jonson's second folio, 1640/1 Jonson's second folio, 1640/1
  • Video interview with scholar David Bevington The Collected Works of Ben Jonson
  • Audio resources on Ben Jonson at TheEnglishCollection.com
  • Poems by Ben Jonson at PoetryFoundation.org
  • أعمال من Ben Jonson في مشروع گوتنبرگ
  • Works of Ben Jonson
  • Ben Jonson at Find-A-Grave
  • Audio: Robert Pinsky reads "His Excuse For Loving" by Ben Jonson
  • Audio: Robert Pinsky reads "My Picture Left in Scotland" by Ben Jonson
  • أعمال موسيقية مجانية من بن جونسون في مخطة الأعمال الكورالية المشاع (ChoralWiki)


  • Archival material relating to بن جونسون listed at the UK National Register of Archives
  • پورتريهات Benjamin Jonson في معرض الپورتريه الوطني، لندن
سبقه
صمويل دانيال
أمير الشعراء البريطاني
1619-1637
تبعه
وليام داڤنانت
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:05:40
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, صفحات تستخدم جدول كاتب بمتغيرات غير معروفة, مواليد 1572, وفيات 1637, أشخاص من وستمنستر, أشخاص تعلموا في مدرسة وستمنستر، لندن, كتاب دراما ومسرحيات إنگليز, شعراء إنگليز, أمراء الشعراء البريطانيون, كتاب دراما النهضة الإنگليزية, أشخاص من عصر تيودور, أشخاص من عصر ستوارت, مبارزون بالمسدسات, أنگلو-سكوت, مدفونون في كنيسة وستمنستر, إنگليز أدينوا بالقتل العمد, مساجين ومحتجزون إنگليز, أدباء إنگليز, نحاة الإنگليزية, إنگليز القرن 16, إنگليز القرن 17, كتاب إنگليز في القرن 16, كتاب إنگليز في القرن 17, شعراء القرن 16, شعراء القرن 17, كتاب دراما ومسرحيات في القرن 16, كتاب دراما ومسرحيات في القرن 17, إنگليز في الحرب الإنگليزية الإسپانية (1585–1604)

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تكريم متطوعي المدينة المنورة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:39
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

انتهاء تعليم قيادة بمطاردة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:35
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

قط هوليوود يبكي لوس أنجلوس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:35
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

مجدداً.. جهات حكومية أمريكية تحظر «تيك توك» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:28
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

مقتل وإصابة 11 مدنياً في هجوم على قرية البوبالي شرق العراق

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:12
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 95%

18 مليون ريال مكافآت لطلاب محايل عسير والإيداع غدا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:33
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

«تويتر» سيقصر الاستطلاعات حول سياسته على الحسابات الموثقة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:16
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 86%

رئيس الوزراء العراقي يُغضب «الإطار» بتقاربه مع الأميركيين

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:13
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 99%

كوكب بحجم المشتري يقترب بسرعة هائلة باتجاه الأرض السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:32
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

بدء وصول الوفود المشاركة في «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:14
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 98%

إحراق مقر «الباسيج» وصور سليماني في قم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

رئيس الحكومة العراقية يؤكد أهمية حل الخلافات عن طريق الحوار

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:13
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

Epic Games مغرمة بـ520 مليون دولار السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:37
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

بيع الدمية الفضائية الشهيرة بمليوني دولار السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

4 عقوبات تلاحق متورطي الإساءة في رسوم البورتريه السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:40
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

سبانخ ملوثة تمرض الأستراليين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:34
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

19 ولاية أميركية تحظر «تيك توك» على أجهزتها الحكومية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:15
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 90%

مسؤولون إيرانيون وأوروبيون يجتمعون في الأردن

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:08
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 86%

أشتية يتهم إسرائيل بـ«الإهمال الطبي المتعمد» بعد وفاة معتقل فلسطيني

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:16
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 88%

«مقال كراهية» ضد ميغان ماركل يشعل الغضب في بريطانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:10
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 87%

نشطاء مناخ يحتجون ضد استخدام مدافع الثلج السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:24:36
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية