تاريخ مصر والعالم القديم
غلاف كتاب تاريخ مصر والعالم القديم. | |
المؤلف | يوحنا النقيوسي |
---|---|
اللغة | القبطية |
السلسلة | تاريخ |
الناشر | |
الإصدار | القرن السابع |
تاريخ مصر والعالم القديم، هوكتاب من تأليف يوحنا النقيوسي، في القرن السابع. يتناول الكتاب أحداث العالم منذ الخليقة حتي الفتح الإسلامي لمصر، وتعددت جوانب أهميتها إذ تعتبر من أبرز المصادر التاريخية التي تناولت الفتح، وذلك لأنها أقدم الروايات التي تحدثت عنه وأوردت تفاصيل لم توردها مصادر أخري، وكشفت الغموض عن بعض الشخصيات المهمة في تاريخه مثل شخصية المقوقص، ولذلك تعتبر المصدر المهم، الذي بدونه لا تكتمل الصورة لمن يريد الحديث عن هذه الفترة المهمة في تاريخ مصر، وأيضًا أوردت لنا المخطوطة أسماء بلدان بمواقعها القديمة ودورها في مسار التاريخ، وكثير منها قد اندثر الآن، مما يضيف لها أهمية جغرافية فيما يختص بأسماء البلدان والمدن القديمة وفهم أخبارها، وتعتبر المخطوطة وثيقة قيمة احتفظت لنا ببعض التنطقيد المحلية حول تاريخ مصر القديم، مثل سيرة الصراع بين قوات فوقاس وقوات هرقل علي السيطرة علي منطقيد الحكم في الإمبراطورية البيزنطية والتي كان ميدانها الرئيسي مصر، ولها أيضًا أهمية أدبية ولغوية فالنص الوحيد الموجود هوالنص الحبشي الذي تمت ترجمته عن النص العربي، فكانت فرصة طيبة لدراسة لغة النص الحبشية وفهم التأثيرات الأجنبية فيه.
المحتوى
ينقسم كتاب تاريخ مصر والعالم القديم إلي 122 باب؛ واللغة الأولي للمخطوط هي اللغة القبطية؛ ثم ترجم بعدها إلي اللغات اليونانية والعربية والحبشية القديمة المعروفة باسم لغة جعز غير أنه لم تصل إلينا إلا الترجمة الحبشية المحفوظة في الكنيسة الإثيوبية؛ ويرجع تاريخها إلي عام 1602م. ويذكر المترجم الحبشي أنه أستعان في الترجمة الحبشية عن العربية بالشماس غبريال المصري. ولقد ختم الترجمة بقوله في آخر الكتاب "لقد عنيت أنا الصغير بين الناس مع الشماس غبريال القبطي بترجمة هذا الكتاب من العربية إلي الحبشية القديمة بمنتهي الدقة. وقد أدينا هذه الترجمة نزولا علي إرادة الملكة مريم سنا؛ وأثناسيوس قائد الجيش الإثيوبي". والملكة سنا المذكورة هنا هي زوجة الامبراطور سجدا الأول (1563-1597). أما القائد أثناسيوس فهوحاكم أحدي الإمارات الإثيوبية وزوج احدي بنات الإمبراطور سجدا الأول.
والشيء الجميل في مخطوطة يوحنا النقيوسي أنها تمثل أنشودة رائعة في حب مصر؛ فالمؤرخ ينتهز أي فرصة ليذكر فيها مصر وفضل مصر فمثلا في الفصل التاسع خط عن هرمس أنه كان يوزع صدقات كثيرة علي الناس ويهب عطايا للمصريين .وفي الفصل العاشر خط عن المصريون أنهم أول من صنعوا أسلحة الحرب والقتال ؛وعمل الأحجار التي أستخدموها في الحرب ؛وفي الفصل ال12 خط عن تأسيس مدينة هليوبوليس وصارت فيها مقابر الملوك؛ كما بنيت فيها معابد لأعظم الآلهة. وفي الفصل ال13 خط عن تأسيس مدينة أبوصير في مصر العليا؛ وفي الفصل ال14 خط عن تأسيس مدينة سمنود؛ وفي الفصل ال16 خط يقول " هناك مدينة تعتبر هي الأولي في فهم زراعة الأرض؛ وبذر القمح؛ وكل أنواع الحبوب الأخري .وسر ازدياد رقعة أرض هذه المدينة بسبب كثرة الهائلة المنحدرة من نهر جيجون ". وفي الفصل ال17 خط عن الملك سيزوستريس أول حاكم مسح الأراضي ؛وشق القنوات. وفي الفصل ال19 خط عن الملك خوفو؛ ونطق عنه أنه شيد في مدينة ممفيس أهرامات ؛وكلفه هذا العمل علي دفع 1600 هبة من النقود للعمال. وفي الفصل ال 59 خط عن بناء مدينة الاسكندرية . وفي الفصل ال67 خط عن حكم كليوباترا لمصر. وفي الفصل ال68 خط عن التقويم المصري وأهميته. والفصل ال72 خط عن تأسيس حصن بابليون أما الفصول الأحدي عشر الأخيرة (من الفصل 111 حتي الفصل 122) فلقد خصها بالكامل عن الفتح العربي لمصر؛ وأفاض فيها كشاهد عيان علي هذا الفتح.
ترجمات الكتاب
ولقد قام المستشرق الفرنسي زونتبرگ بترجمة الكتاب إلي اللغة الفرنسية عام 1883. ثم اتى من بعده العالم الإنگليزي تشارلز وترجم النص الإثيوبي الي اللغة الإنگليزية عام 1916 كما ترجم المؤرخ القبطي المعروف تام صالح نخلة شذرات قليلة من تاريخ يوحنا النقيوسي عن الترجمة الفرنسية التي بها قام بها زونتبرگ ونشرها في مجلة صهيون عامي 1948 و1949. وأخيراً قام الأستاذ الدكتور عمروصابر عبد الجليل بعمل ترجمة كاملة للمخطوط عن اللغة الإثيوبية ونشرها في كتاب صدر تحت عنوان "تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي رؤية قبطية للفتح الإسلامي" عام 2000.
كما قام المؤرخ عبد العزيز جمال الدين بعمل تحقيق لهذه المخطوطة ونشر نتيجة التحقيق في كتاب صدر عام 2011. وأقدم المخطوطات المعروضة حالياً لهذا الكتاب موجودة في المخطة الوطنية بباريس ضمن كتالوج زونتبرگ للمخطوطات الإثيوبية؛ وترجع للقرن السابع عشر. ومخطوطة أخري في المتحف البريطاني ضمن مجموعة من المخطوطات الإثيوبية وترجع للقرن الثامن عشر. والجدير بالذكر ان المسشترق الفرنسي زونتبرگ قد ذكر رأيا حتى اللغة الأصلية للمخطوط هي اللغة اليونانية وليست القبطية؛ غير حتى العالم المصري الدكتور مراد تام (1907- 1975) قد تصدي للرد علي هذا الرأي بالأدلة التالية:
1- من المستبعد علي محرر قبطي متمسك بقوميته المصرية حتى يخط لمواطنيه تاريخ العالم بلغة مضطهديهم من الروم.
2- اللغة اليونانية قد أخذت في الانقراض من مصر منذ القرن الخامس الميلادي علي يد الانبا شنودة رئيس المتوحدين.
3- صيغة أسماء الأعلام في النص الحبشي تدل علي أنها أخذت عن أصل قبطي.
المصادر
- ^ المؤرخ الكنسي يوحنا النقيوسي، دير القديس العظيم أنبا مقار
- ^ "يوحنا النقيوسي شاهد عيان علي الفتح العربي لمصر". الأقباط متحدون. 2012-09-01. Retrieved 2015-01-06.