النظرة المسيحية عن محمد في العصور الوسطى
كانت وجهة نظر العالم المسيحي في إلى حد كبير معادية للرسول محمد.
نظرة عامة
خلافا لآراء المسلمين عن النبي كانت صورته في الغرب سلبية للغاية وقد بقيت كذلك لأكثر من ألف عام.
أوائل العصور الوسطى
أقدم فهم (موثقة) للمسيحيين عن النبي محمد تعود للمصادر البيزنطية التي خطت بعد مدة وجيزة من وفاة الرسول سنة 632. ففي تعليمات يعقوب المعمد حديثا Doctrina Jacobi nuper baptizati وهومحادثة بين يهودي تحول للمسيحية وعدد من اليهود، خط أحد المشاركين حتى شقيقه "خط له قائلا إذا نبيا مخانادى ظهر وسط الشرقيين" وخط آخر عن الرسول "هومخادع. فهل آتى الأنبياء بسيف وعربة حرب،يا ترى؟ ... لن تكتشفوا أي شيء حقيقي عن هذا النبي المذكور إلا سفك الدم البشري". ورغم حتى محمدا لم يذكر باسمه فوجوده معروف على ما يبدو. ويبدوأيضا حتى كلا من اليهود والمسيحيين نظرا إليه نظرة سلبية. وهناك مصادر أخرى معاصرة، مثل كتابات البطريرك سوفرونيوس Sophronius تبين جهلهم بظهور نبي بين العرب أوبدينهم، بل تتحدث فقط عن حتى هجمات العرب (المسلمين) كانت عقابا على ذنوب المسيحيين.
وقد سمع الغرب عن النبي وعهدوا عنه منذ وقت ترجمة أعمال يوحنا الدمشقي الجدلية، الذي صاغ تعبير مهينة هي "النبي الكاذب". وكانت "دائما تقريبا تستخدم لغرض الإهانة." وهناك مصدر مؤثر آخر هي "رسائل إلى شرقي" Epistolae Saraceni خطها أحد المسيحيين الشرقيين وترجمت من العربية إلى اللاتينية. ومنذ القرن التاسع وما بعده خطت سير سلبية للغاية عن النبي في اللاتينية، مثل السيرة التي خطها ألفاروس Alvarus القرطبي والذي أعرب فيها أنه المسيح الدجال.
العصور الوسطى
إضافة إلى المصادر البيزنطية مثل إيولوجيوس Eulogius القرطبي من القرن التاسع، وصل للغرب بعض المعلومات عن النبي من خلال المستعربين المسيحيين في إسبانيا مثل بطرس الفونسي Petrus alfonsi في القرن الحادي عشر، وهويهودي تحول للمسيحية. في وقت لاحق من القرن الثاني عشر اعتبر بطرس الملقب بالمحترم Peter the Venerable حتى محمدا هوالسابق للمسيح الدجال والمحضر له وأنه خليفة آريوس وقد أمر بترجمة القرآن إلى اللاتينية، وبجمع معلومات عن محمد من أجل حتى يقوم فهماء المسيحية بتفنيد الإسلام.
وخلال القرن الثالث عشر أكمل كتاب السيرة الأوروبيون كتاباتهم عن النبي بسلسلة من الأعمال التي خطها أمثال Pedro Pascual, Ricoldo de Monte Croce, Ramon Llull بدروباسكوال، ريكولدومونتي دي كروتش، رامون لول. في هذه الأعمال يصور محمد على أنه دجال وأن الإسلام ما إلا هرطقة مسيحية. أما حقائق مثل اعتقاد المسلمين بأن النبي كان أميا وأنه تزوج أرملة ثرية وتزوج لاحقا عدة زوجات وأنه حكم مجتمعا، ولذا شارك في عدد من الحروب، وأنه توفي مثل "شخص عادي" على عكس الاعتقاد المسيحي بنهاية الحياة الدنيوية للمسيح بشكل خارق فكانت كلها تفسر بأسوأ ما يمكن.
اعتقد فهماء القرون الوسطى في الغرب ورجال الكنيسة بأن الإسلام من اختراع محمد والذي بدوره كان يوحى إليه من الشيطان. وكثيرا ما كان النادىة المسيحيون يفترون الفضائح على النبي ويجعلونه مواضيع أساطير يدرّسونها على أنها حقائق. عملى سبيل المثال ومن أجل إظهار حتى النبي كان عدوالمسيح، جرى التأكيد على أنه قد توفي في سنة 666 (رقم الوحش في الفلكور المسيحي) وليس في سنة 632. وفي سيرة أخرى مبنية على الرقم "666" كان يعتقد حتى المسلمين سيحكمون في الأرض بعدد ذلك من السنين. وكتعبير عن ازدراء المسيحية للإسلام بالكلام قاموا بتحريف اسمه من محمد إلى ماهوند Mahound ، "الشيطان المتجسد". وأكد آخرون للمسيحيين المتدينين حتى نهايته كانت سيئة. فحسب إحدى الروايات بعد وقوعه في حالة سكر وذهل أكله قطيع من الخنازير، واستخدمت هذه الأسطورة لتفسير حرمة الخمر وأكل الخنزير عند المسلمين. وكتاب (Leggenda di Maometto) سيرة محمد مثال على تزوير سيرة النبي حيث يذكر فيه حتى زنديقا مسيحيا هرب من سَجن الكنيسة له إلى الجزيرة العربية ودرّس النبي فنون السحر الأسود وأن النبي أسس دينا كاذبا باختياره الانتقائي وتحريفه لنصوص الكتاب المقدس والعهد القديم لإقامة الإسلام. كما شرحت عطلة المسلمين في يوم الجمعة (يوم إلهة الحب عند اليونانيين) بدل السبت لدى اليهود والأحد لدى المسيحيين بأنها عائدة لانحلال أخلاق المسلمين كما تجلى ذلك في تعدد الزوجات حسب رأيهم. والتصويرات السلبية للغاية لمحمد بوصفه زنديقا أونبيا كاذبا أوراهبا مرتدا أومؤسس دين عنيف وجدت طريقها إلى الكثير من الأعمال الأخرى في الأدب الأوروبي ، مثل أغاني البطولات الفرنسية chansons de geste وPiers Plowman التي خطها William Langland وسقوط الأمراء The Fall of the Princes التي خطها John Lydgate.
خلال العصور الوسطى ولا سيما في أماكن الصراع الساخن بين الإسلام والمسيحية كان من الشائع تصوير النبي محمد على حتى الشياطين تعذبه في الجحيم. وأحد أمثلة هذا هوفي الكوميديا الإلهية لدانتي حيث وضع النبي في الخندق التاسع لدائرة الجحيم الثامنة، أي المكان المخصص لمن سبب الانشقاق. وبالتحديد في مكان من يغرس الشقاق الديني. وكانت إحدى الانادىءات التي اتهم بها النبي أنه كان كاذبا منتحلا نشر تعاليم فهم أنها كاذبة من أجل إرضاء شهواته.
اعتقد بعض المسيحيين أيضا حتى المسلمين يعبدون محمدا كما عبد المسيحيون المسيح. وهذا ما سبب انتشار اسم محمديين بدل مسلمين في الغرب. وكان المسلمون يلقبون بالوثنيين في كتابات أوربيي العصور الوسطى أوبالأعداء الزناديق paynim foe. وهذه التصويرات كما في أغنية رولاند Song of Roland تصور المسلمين وهم يعبدون محمدا (كانت تخط Mahom وأيضا Mahumet) على أنه إله وأنهم يعبدون عددا من الأصنام بدءا من أبولووحتى لوسيفر (شيطان في الاعتقاد المسيحي)، وأن كبير الإلهة عند المسلمين هوترماغانت.
عندما كانت تجري محاكمة فرسان المعبد بتهمة الهرطقة كثيرا ما كان يشار لعبادتهم الشيطان باهومت Baphomet، الذي كان يلفت الانتباه لشبهه باسم محمد لدى الكتاب المسيحيين ذلك العصر Mahomet. جميع هذه وأشياء أخرى شبيهة كانت من روح العصر وضمن ما نظر إليه على أنه صراع بين المسلمين والمسيحيين حيث كانت أوروبا العصور الوسطى تبني مفهوم "العدوالكبير" بعد النجاحات الكبيرة للمسلمين من خلال سلسلة من الفتوحات بُعيد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، وكذلك لنقص المعلومات الحقيقية في الغرب عن الشرق الغامض.
انظر أيضاً
- الإسلام
- محمد بن عبد الله
- محمدي
- الاستشراق
- باهومت
هامش
- ^ "Muhammad." Encyclopædia Britannica. 2007. Encyclopædia Britannica Online.عشرة Jan. 2007, [1].
- ^ Esposito (1998) p.14
- ^ Watt (1974) p.231
- ^ Walter Emil Kaegi, Jr., "Initial Byzantine Reactions to the Arab Conquest", Church History, Vol. 38, No. 2 (Jun., 1969), p. 139-149, p. 139-142, quoting from Doctrina Jacobi nuper baptizati 86-87
- ^ Walter Emil Kaegi, Jr., "Initial Byzantine Reactions to the Arab Conquest", Church History, Vol. 38, No. 2 (Jun., 1969), p. 139-149, p. 139-142
- ^ Walter Emil Kaegi, Jr., "Initial Byzantine Reactions to the Arab Conquest", Church History, Vol. 38, No. 2 (Jun., 1969), p. 139-149, p. 139-141,
- ^ Source: "The Fountain of Wisdom" (pege gnoseos), part II: "Concerning Heresy" (peri aipeseon)
- ^ Kenneth Meyer Setton (July 1, 1992). "Western Hostility to Islam and Prophecies of Turkish Doom". DIANE Publishing. ISBN 0-87169-201-5. pg 4-15
- ^ Kenneth Meyer Setton (July 1, 1992). "Western Hostility to Islam and Prophecies of Turkish Doom". DIANE Publishing. ISBN 0-87169-201-5. pg 1-5
- ^ Reeves (2003), p.3
- ^ Watt, Montgomery, Muhammad: Prophet and Statesman. Oxford University Press, 1961. From p. 229.
- ^ Brewer's Dictionary of Phrase and Fable, "Termagant
