سباستياو جوزيه ده كارڤالو إ ملو، أول ماركيز پومبال

عودة للموسوعة

سباستياوجوزيه ده كارڤالوإ ملو، أول ماركيز پومبال

سباستياوجوزيه ده كارڤالوإ ملو
Sebastião José de Carvalho e Melo
مركيز پومبال, كونت اويراس
سباستياوخوزيه ده كارڤالوإ ملو، أول ماركيز پومبال، طرد اليسوعيين، بريشة لوي-ميشل ڤان لووكلود-جوزيف ڤرنيه,1766.
الدرع
الزوج Teresa de Mendonça e Almada
الاسم الكامل
سباستياوجوزيه ده كارڤالوإ ملو
التفاصيل
الألقاب والأساليب
مركيز پومبال
الأسرة النبيلة كارڤالوإ ملو
الأب Manuel de Carvalho e Ataíde
الأم Teresa Luísa de Mendonça e Melo
وُلِد 13 مايو1699
لشبونة، البرتغال
توفي 8 مايو1782
لشبونة، البرتغال
الوظيفة وزير المملكة

سباستياوجوزيه ده كارڤالوإ ملو، أول كونت اويراس، أول ماركيز پومبال Sebastião José de Carvalho e Melo, 1st Count of Oeiras, 1st Marquess of Pombal (واختصاراً Marquês de Pombal، النطق في البرتغالية: [mɐɾˈkeʃ dɨ ˈpõbaɫ]؛ (عاش 13 مايو1699–8 مايو1782) كان رجل دولة برتغالي في القرن الثامن عشر. وكان وزير المملكة (وهواللقب المناظر اليوم لمنصب رئيس وزراء) في حكومة جوزيه الأول من البرتغال من 1750 وحتى 1777. ويـُذكر پومبال اليوم بقيادته السريعة النابهة في أعقاب زلزال لشبونة 1755. وقد طبق اصلاحات اقتصادية شاملة في البرتغال لتنظيم النشاط التجاري ومعايرة الجودة في أراتى البلاد. وكان پومبال محورياً في إضعاف قبضة محاكم التفتيش. ويـُستخدَم المصطلح پومبالي Pombaline لوصف ليس فقط عهده، ولكن أيضاً طراز العمارة الذي تشكل بعد الزلزال الكبير.

أدخل پومبال الكثير من الاصلاحات الرئيسية في الادارة والتعليم والاقتصاد والكنيسة بمبرر "المنطق" وكان محورياً في دفع الفهمانية. إلا حتى المؤرخين يجادلون حتى "تنوير" پومبال، بينما كان واسع الأثر، فقد كان في الأساس آلية لتحسين الأوتوقراطية على حساب الحريات الفردية وخصوصاً في خلقه جهازاً لتحطيم المعارضة وكبت الانتقادات وتوسيع الاستغلال الاقتصادي للمستعمرات وكذلك التشديد من الرقابة على الخط وجمع جميع منطقيد السيطرة والربح في يده هوشخصياً.

السيرة

مات يوحنا الخامس عام 1750 بعد حتى قضى ثمانية أعوام يعاني الشلل والعته، وبدأ ابنه يوسف الأول (خوزيه مانويل) حكماً حافلاً بالأحداث. فعين في وزارته وزيراً للحرب والشؤون الخارجية يدعى سباستياوخوزيه دي كافالواي ميللو، الذي يعهده التاريخ باسم المركيز بومبال، أعظم وأرهب من حكم البرتغال في أي عهد من عهودها.

كان قد بلغ الحادية والخمسين من عمره حين ارتقى جوزيه العرش. تلقى الفهم على أيدي اليسوعيين في جامعة كويمبرا، واكتسب أول شهرته رياضياً وزعيماً مشاغباً لعصابة "الموهوك" التي عاثت فساداً في شوارع لشبونة. وفي 1733 أغرى النبيلة دونا تريزا نورونيا بالفرار معه. فتبرأت منها أسرتها، ثم تبينت موهبته فأعانته على الترقي في حرفة السياسة. وأتته زوجته بثروة صغيرة، وورث مالاً آخر من عم له. وشق طريقه بالوساطة والإلحاح والكفاية الواضحة. وفي 1739 عين وزيراً مفوضاً لدى لندن، واعتكفت زوجته في أحد الأديرة حيث ماتت في 1745 وخلال السنوات الست التي قضاها بومبال في لندن تفهم الاقتصاد ونظام الحكم الإنجليزيين ولحظ طاعة الكنيسة الأنجلكانية للدولة، ولعله نفض عنه بعض إيمانه الكاثوليكي. ثم عاد إلى لشبونة (1744)، وأوفد مبعوثاً إلى فيينا (1745)، وهناك تزوج ابنة أخ للمرشال داون الذي خط له الظفر بالخلود لأنه هزم فردريك مرة، وقد ظلت عروسه الجديدة وفية له طوال ما أحرزه من فوزات وما مني به من هزائم.

وكان يوحنا الخامس عديم الثقة به لأن له "قلباً فضياً"(8). ولأنه "سليل أسرة قاسية محبة للثأر"(9) ولأن فيه القدرة على حتى يتحدى ملكاً. ومع ذلك استدعي بومبال إلى أرض الوطن عام 1749، ورقي إلى منصب الوزارة بفضل تأييد اليسوعيين. وثبته جوزيه الأول في وظيفته. وسرعان ما أعطى له ذكاؤه المقرون بالجد والاجتهاد حتى يسيطر على الوزارة الجديدة. خط قائم بالأعمال فرنسي يقول "يمكن اعتبار كاڤالوالوزير الأول، فهوسريع البت وافر النشاط لا يعتريه كلل. ولقد كسب ثقة مولاه الملك، ولم يظفر بها أحد أكثر منه في جميع شؤون السياسة"(10).

وظهر تفوقه واضحاً جلياً في الزلزال الكبير الذي زلزل لشبونة في أول نوفمبر 1755. ذلك أنه في الساعة 9.40 صباح عيد جميع القديسين بينما كان معظم السكان يصلون في الكنائس، زلزلت المدينة بهزات أربعة أحالت نصفها أنقاضاً، وقتلت أكثر من خمسة عشر ألف شخص، ودمرت اكثر الكنائس، وأبقت على معظم المواخير(11) وعلى بيت بومبال. وهرع كثير من السكان فزعاً إلى شواطئ تاجه، ولكن موجة أعطى بلغ ارتفاعها خمس عشرة قدماً أغرقت مزيداً من الأنفس. وفي غمار الفوضى التي ضربت أطنابها بدأ السفلة من الغوغاء يسرقون ويقتلون وهم آمنون. أما الملك الذي لم يفلت هونفسه من الموت إلا بشق الأنفس، فقد طلب إلى وزرائه حتى يشيروا عليه بما ينبغي صنعه. وينطق حتى بومبال أجاب "علينا حتى ندفن الموتى ونقدم الغوث للأحياء". وأطلق يوسف يده، واستخدم بومبال سلطته بما تميز به من همة وسرعة. فعين الجند لحفظ النظام وأقام الخيام والمعسكرات لإيواء من باتوا بغير مأوى. وأمر بأن يشنق فوراً جميع من عثر يسرق الموتى. ثم حدد أسعار المؤن بما لا يزيد على أسعارها السائدة قبل الزلزال، وألزم جميع السفن الوافدة حتى تفرغ شحناتها من الطعام وتبعها بتلك السعار. وأعانه تدفق المضى البرازيلي الذي لم ينضب، فأشرف على إعادة بناء لشبونة سريعاً بطرق مشجرة عريضة وشوارع جيدة الرصف والإضاءة. وقلب المدينة كما نراه اليوم من خلق المعماريين والمهندسين الذين اشتغلوا تحت إشراف بومبال(12).

وكان لنجاحه في هذه الكارثة التي أضعفت معنوية الأمة الفضل في ترسيخ قدمه في الوزارة واضطلع الآن بعملين بعيدي الأثر: أولهما تخليص الحكم من سيطرة الكنيسة، والآخر تحرير الاقتصاد من سيطرة بريطانيا. وتطلبت المهمتان رجلاً أوتي صلابة الفولاذ إلى صفات الوطنية والإباء ومضاء العزيمة التي لا تعهد شفقة أورحمة.

وإذا كان عداؤه للأكليركية قد هجرز على اليسوعيين فإنما السبب الأول هوأنه توجس منهم إثارة المقاومة لتملك البرتغال للأنطقيم البارجوانية التي كان اليسوعيين منذ عام 1605 ينظمون فيها أكثر من 100.000 هندي في إحدى وثلاثين مستوطنة، على أساس شبيه بالأنظمة الشيوعية في خضوع شكلي لأسبانيا(13). وكان الرواد من الأسبان والبرتغال قد سمعوا بوجود المضى (الأسطوري تماماً) في تربة باراجوي. وشكا التجار من حتى الآباء اليسوعيين يحتكرون تجارة الصادر الباراجوي ويضيفون الأرباح إلى أموال طائفتهم. ففي 1750 فاوض بومبال لعقد معاهدة نزلت البرتغال بمقتضاها لأسبانيا عن مستعمرة سان ساكرامنتوالغنية (على مصب الريودي لابلاتا) بديلاً عن سبع من المستوطنات اليسوعية المجاورة للحدود البرازيلية. واشترطت المعاهدة حتى يهاجر الثلاثون ألف هندي المقيمون في هذه المستوطنات إلى أنطقيم أخرى ويتخلوا عن الأرض للبرتغال الوافدين. وأمر فرديناند السادس ملك أسبانيا يسوعيي باراجوي بالرحيل عن المستوطنات وبإصدار الأمر لرعاياهم بالرحيل هدوء. وزعم اليسوعيون أنهم امتثلوا لهذه الأوامر، أما الهنود فقاموا في إصرار غاضب عنيف اقتضى التغلب عليه جيشاً برتغالياً ثلاث سنين. واتهم بومبال جماعة اليسوعيين بتشجيع هذه المقاومة سراً.

فعقد العزم على حتى ينهى جميع مشاركة لليسوعيين في الصناعة والتجارة والحكومة البرتغالية. فلما استوعب يسوعيوالبرتغال نيته تضافرت جهودهم للإطاحة به.

وكان قائدهم في هذه الحركة گابرييل مالاگريدا، الذي ولد بمنادجو(على بحيرة كومو) عام 1689، وتميز على أقرانه في المدرسة بما مارس من غض يديه حتى يدميهما، وكان يقول أنه بهذه الطريقة يعد نفسه لتحمل آلام الاستشهاد. ثم التحق بجمعية اليسوعيين، وأبحر إلى البرازيل مبعوثاً. وراح يبشر الهنود في الأدغال بالإنجيل من 1724 إلى 1735. وأفلت من الموت عدة مرات-من أكلة لحوم البشر، ومن التماسيح، ومن الغرق في السفينة، ومن السقم. وابيضت لحيته في بواكير كهولته. ونسبت إليه قوى خارقة، وكانت الجموع المترقبة تتبعه أينما ظهر في مدن البرازيل. وبنى الكنائس والأديرة، وأسس المدارس اللاهوتية. وفي 1747 قدم على لشبونة في طلب المال من الملك يوحنا. وحصل عليه، ثم أبحر قافلاً إلى البرازيل وأسس المزيد من البيوت الدينية، وكثيراً ما شارك بيديه في أعمال البناء. وفي 1753 عاد إلى لشبونة ثانية، لأنه كان قد وعد بأن يعد الملكة الأم للقاء ربها. وقد عزا زلزال 1755 لخطايا الشعب، وطالب بإصلاح الأخلاق، وتنبأ مع غيره من أفراد طائفته بمزيد من الزلازل إذا لم تنصلح الأخلاق. وأصبح بيت خلوته الدينية بؤرة للمؤامرات ضد بومبال. وكان بعض أسر النبلاء ضالعين في هذه المؤامرات. واحتجوا بأن ابن مالك أرض ريفي حقير قد سود نفس على البرتغال، وقبض على منطقيد حياتهم ومقدراتهم. وكان أحد هذه الأحزاب الأرستقراطية تحت زعامة دوم خوزيه دي ماسكارينهاس، دوق أفيرو، وآخر يرأسه ابن أخي الدوق وهوالمركيزة دونا ليونور، إحدى زعيمات المجتمع البرتغالي، تلميذة شديدة التحمس للأب مالاً جريداً كثيرة التردد عليه. وكان أكبر أبنائها، الدوم لويز برناردو، "مركيز طابوره الأصغر" متزوجاً من عمته. فلما رحل لويز إلى الهند جندياً، أصبحت هذه "المركيزة الصغيرة" الفاتنة الرائعة الجمال خليلة ليوسف الأول، وهذا أيضاً لم ينسه قط آل أفيرووطابوره. وافقوا اليسوعيين صادقين على أنه لوأزيح بومبال لتحسن الموقف.

ورد بومبال بإقناع جوزيه بأن جمعية اليسوعيين تشجع سراً المزيد من الثورة في بارجواي، وأنها لا تتآمر على الوزارة فحسب بل على الملك أيضاً. ففي 19 سبتمبر 1757 أقصى مرسوم ملكي عن البلاط أباء اعتراف الأسرة المالكة اليسوعيين. وأمر بومبال ابن عمه، فرانسسكودي ألمادا إ مندونسا، المبعوث البرتغالي لدى الفاتيكان، بألا يضن بالمال في سبيل تشجيع وتمويل الحزب المناوئ لليسوعيين في روما. وفي أكتوبر قدم المادا لبندكت الرابع عشر قائمة بالتهم الموجهة إلى اليسوعيين: اتهموا بأنهم "ضحوا بكل العهود والواجبات المسيحية، والدينية، والطبيعية، والسياسية في رغبة عمياء...في جعل أنفسهم سادة على الحكومة". وبأن الجمعية مدفوعة "بشره لا يشيع لاقتناء الأموال الأجنبية وتكديسها، بل حتى لاغتصاب أملاك الملوك(14)"، وفي أول إبريل 1758 أمر البابا الكردينال دي سالدانها، بطريرك لشبونة، بالتحقيق في هذه التهم. وفي 15 مايونشر سالدانيا مرسوماً يعلن حتى اليسوعيين البرتغال يمارسون التجارة. "مخالفين بذلك جميع القوانين السماوية والبشرية"، وأمرهم بالكف عنها. وفيسبعة يونيو، بتحريض من بومبال في أغلب الطن، وأمرهم بالامتناع عن سماع الاعترافات أوعن الوعظ. وفي يوليونفي يسوعي لشبونة إلى مسافة ستين فرسخاً عن القصر الملكي: وخلال ذلك (3 مايو1758) توفي بندكت الرابع عشر، فعين خليفته حدثنت الثالث عشر لجنة تحقيق أخرى، قررت حتى اليسوعيين براء من التهم التي رماها بها بومبال(15).


قضية تاڤورا

الاعتداء على الملك جوزيه الأول من البرتغال، في ضاحية بليم خارج لشبونة.

خامر الناس بعض الشك في حتى جوزيه الأول سيؤيد وزيره مركيز پومبال في هجومه على جماعة اليسوعيين، ولكن تحولاً فجائياً في الأحداث دفع الملك تماماً إلى صف بومبال. ذلك حتى جوزيه كان في ليلة الثالث من سبتمبر 1758 قافلاً إلى قصره القريب من بليم من لقاء غرام سري مع مركيزة تاڤورا في أغلب الظن. وقبيل منتصف الليل انبعث ثلاثة رجال مقنعين من عقد قناة وأطلقوا النار على المركبة دون حتى يصيبوا هدفهم. وأطلق السائق لجواده العنان، وما هي إلا لحظة حتى انطلقت رصاصتان من كمين آخر، وأصابت الأولى السائق والأخرى الملك في كتفه وذراعه اليمينين. وقررت محكمة تحقيق لاحقة حتى كميناً ثالثاً أعده أفراد من آل طابوره كان ينتظر المركبة على مسافة أبعد على الطريق العام إلى بيليم. ولكن جوزيه أمر السائق حتى يحيد عن الطريق الرئيسي ويقصد بيت جراح الملك، الذي ضمد جراح الرجلين. ولعل الأحداث التالية التي أحدثت ضجة في جميع أراتى أوربا، كانت تختلف جميع الاختلاف لونجح الكمين الثالث في الاغتيال المبيت.

وتصرف بومبال بتدبر ودهاء. فنفيت إشاعات الهجوم رسمياً، وعزى اعتكاف الملك المؤقت إلى كبوة كباها، وظل جواسيس الوزير ثلاثة أشهر يجمعون الأدلة. فوجدوا رجلاً يشهد بأن أنطونيوفريرا استعار بندقية منه في ثلاثة أغسطس وردها إليه فيثمانية سبتمبر. وقيل حتى رجلاً نطق حتى فريرا استعار مسدساً منه في ثلاثة سبتمبر ورده بعد أيام. ونطق الشاهدان حتى فريرا في خدمة دوق أفيرووشهد سلفادور دوراو؛ وهوخادم في بيليم، بأنه في ليلة الهجوم، بينما كان في لقاء خارج بيت أڤيرو، سمع عفواً أفراداً من أسرة أڤيروعائدين من مغامرة ليلية.

وأعد بومبال لقضيته في حيطة وجرأة. فضرب صفحاً عن الإجراء الذي يتطلبه القانون، والذي كان سيحاكم الأشراف المشبوهين أمام محكمة من كبار النبلاء؛ ومحكمة كهذه لن تدينهم أبداً. وبدلاً من هذا، أصدر الملك فيتسعة ديسمبر مرسومين، وكان هذا الإصدار أول كشف علني عن الجريمة: فعين المرسوم الأول الدكتور بدور جونزالڤيس پريرا قاضياً يرأس محكمة خاصة بقضايا الخيانة العظمى، وأمره الآخر بأن يميط اللثام عن المسئولين عن محاولة اغتال الملك ويقبض عليهم ويعدمهم. وخول جونزالڤيس پريرا]] سلطة إغفال جميع الأشكال المألوفة للمحاكمات، وأمرت المحكمة بتطبيق أحكامها يوم إعلانها. وأضاف بومبال إلى المراسيم بياناً رسمياً علق في جميع أراتى المدينة، يروي أحداث ثلاثة سبتمبر، ويعد بمكافأة أي إنسان يقد الأدلة التي تعين على القبض على القتلة.

استجواب مالاگريدا
استجواب دوق أڤيرو.

وفي 13 ديسمبر قبض 13 موظفاً حكومياً على دوق أڤيرو، وعلى ابنه المركيز جوفيا البالغ من العمر ستة عشر عاماً، وعلى خادم أنطونيوفريرا، وعلى مركيزي طابوره الأب والابن، وعلى المركيزة طابوره الأم، وعلى جميع خدم الأسرتين، وعلى خمسة نبلاء آخرين. وطوق الجند في ذلك اليوم جميع الكليات اليسوعية، وأودع السجن مالاجريدا واثنا عشر آخرون من زعماء اليسوعيين. وتعجيلاً للفصل في الأمر، أباح مرسوم ملكي صدر في 20 ديسمبر (بخلاف ما جرى عليه العهد في البرتغال) استعمال التعذيب لاستخلاص الاعترافات من المتهمين. وفحص خمسون سجيناً بالتعذيب أوالتهديد بالتعذيب. وورطت عدة اعترافات دوق أڤيرو، واعترف هونفسه بذنبه تحت وطأة التعذيب، واعترف أنطونيوفريروا أنه أطلق النار على المركبة، ولكنه أقسم أنه لم يكن يفهم حتى ضحيته المحتمل هوالملك. وتحت وطأة التعذيب عرض عدة خدم تلك الأسرة بجملتها للخطر، واعترف المركيز الابن باشتراكه، أما المركيز الأب الذي عذب حتى كاد يلفظ أنفاسه فقد أنكر أنه مذنب. وكان بومبال ذاته يحضر فحص الشهود والمسجونين. وكان قد أمر بتفتيش البريد، فزعم الآن أنه عثر ضمنه أربعاً وعشرين رسالة خطها دوق أفيرو، وعدة أفراد من آل طابوره، ومالاجريدا وغيره من اليسوعيين، لإحاطة أصدقائهم أوأقربائهم في البرازيل بالمحاولة الفاشلة، واعدينهم بمزيد من الجهود لقلب الحكومة. وفي أربعة يناير 1759 عين الملك الدكتور اوزيبيوتاڤاريس دي سكوبرا للدفاع عن المتهمين. ودفع سكوبرا بأن الاعترافات التي انتزعت تحت التعذيب عديمة القيمة في الدلالة على الجريمة، وأن جميع النبلاء المتهمين يستطيعون إثبات غيابهم ليلة الجريمة. على حتى المحكمة قضت بأن الدفاع غير مقنع، ورأت حتى الرسائل المعترضة سليمة وأنها تؤيد الاعترافات، وفي 12 يناير حكمت المحكمة بأن جميع المتهمين مذنبون.

التعذيب في قضية تاڤورا.
اعدام ليونور ده تاڤورا.

وأعدم تسعة منهم في 13 يناير في ميدان بيليم العام، وأول من تقرر إعدامه كان مركيزة طابوره الأم. فانحنى الجلاد ليوثق قدميها وهي على المقصلة فدفعته قائلة "لا تمسني إلا لتقتلني"(18) وبعد حتى أكرهت على رؤية العدة التي سيموت بها زوجها وابناها-وهي دولاب التعذيب، والمطرقة والحطب-ضرب عنقها. وحطم ولداها على الدولاب ثم شنقا، وظلت جثتاهما على المشنقة حين صعد إليها دوق أڤيروومركيز طابوره الأب. وذاقا مرارة الضربات المحطمة ذاتها، وهجر الدوق ليطول عذابه حتى تم إعدامه آخر المتهمين-وهوأنطونيوفريرا الذي أحرق حيا. ثم أحرقت جميع الجثث وذر رمادها في نهر تاجه. ومازال الجدل قائماً في البرتغال حول هؤلاء النبلاء، هل تعمدوا حقاً اغتال الملك الأم لا،يا ترى؟ هذا مع التسليم بعدائهم لبومبال.

أكان اليسوعيون ضالعين في تلك المحاولة،يا ترى؟ لم يكن هناك في حتى مالاجريدا في غضباته المضربة كان قد تنبأ بسقوط وبموت الملك وشيكاً،(19) ولم يكن هناك شك في أنه هووآخرون من اليسوعيين كانوا قد اجتمعوا مرات بأعداء الوزير من الأشراف. وكان قد دل ضمناً على فهمه بمؤامرة ما بكتابته إلى إحدى نبيلات البلاط يرجوها حتى تنبه يوسف إلى الحذر من خطر وشيك. فلما سئل وهوفي السجن كيف من الممكن أن فهم بهذا الخطر أجاب في "كرسي الاعتراف"(20). وفي غير هذا (كما يقول مؤرخ من خصوم اليسوعيين) "ليس هناك مرشد إيجابي يربط اليسوعيين بهذا الاعتداء". ولكن بومبال اتهمهم بإثارة حلفائهم بوعظهم وتعاليمهم إثارة دفعتهم إلى محاولة الاغتيال. وأقنع الملك حتى الموقف يتيح للملكية الفرصة لتعزيز قوتها إزاء الكنيسة. وعليه ففي 19 يناير أصدر يوسف مراسيم بضم جميع ممتلكات اليسوعيين في المملكة، وبإلزام جميع اليسوعيين بيوتهم أومدارسهم حتى يفصل البابا في التهم الموجهة إليهم. واستخدم بومبال أثناء ذلك مطبعة الحكومة ليطبع-ويوزع عماله على نطاق واسع في الداخل والخارج-كراسات تبسط الحجج التي تدين الأشراف واليسوعيين، وكانت هذه فيما يظهر أول مرة استخدمت فيها حكومة من الحكومات المطبعة لتفسر تصرفاتها للأمم الأخرى. وربما كان لهذه المنشورات بعض الأثر في المعاونة على طرد اليسوعيين من فرنسا وأسبانيا.

كرسي الاعتراف في قضية تاڤورا.

وفي صيف 1759 استأذن بومبال حدثنت الثالث عشر في تقديم اليسوعيين المعتقلين للمحاكمة أمام محكمة الخيانة العظمى، وزاد بالاقتراح بأن يحاكم جميع الكنسيين المتهمين بجرائم ضد الدولة، منذ الآن، أمام البابا بعزم الملك على طرد اليسوعيين من البرتغال، وأعربت عن الأمل في حتى يوافق الباب على هذا الإجراء باعتباره إجراء تبرره تصرفاتهم، وضرورياً لحماية الملكية. وصدمت هذه الرسائل حدثنت، ولكنه خشي حتى قاومها صراحة حتى يقنع بومبال الملك ببتر الصلات جميعها بين الكنيسة البرتغالية والبابوية. وتذكر ما عمله هنري الثامن من إنگلترة، وكان يعهد حتى فرنسا أيضاً تزداد عداء لجماعة اليسوعيين، ففي 11 أغسطس بعث بالإذن بمحاكمة اليسوعيين أمام المحكمة المدنية، ولكنه قصر بوضوح موافقته على تلك الحالة بعينها. ثم وجه إلى الملك نداء شخصياً يدعوللرأفة بالقساوسة المتهمين، وذكر جوزيه بإنجازات هذه الطائفة الماضية، وأعرب عن رجائه بألا يؤخذ جميع اليسوعيين البرتغاليين بجريرة فئة قليلة منهم.

اعدامات قضية تاڤورا

ولكن نداء البابا فشل. ففي ثلاثة سبتمبر 1759-وكان اليوم ذكرى الاغتيال المبيت-أصدر الملك مرسوماً ضمنه قائمة طويلة بجرائم منسوبة لليسوعيين، وأمر بما يأتي:

"إن هؤلاء الرهبان، نظراً إلى فسادهم وسقوطهم المؤسف بعيداً عن رهبنتهم المقدسة، ولما أصابهم عن عجز واضح عن العودة إلى شعائرها بسبب هذه الرذائل البشعة المتأصلة، يجب حتى ينفوا نفياً حقيقياً عملاً ... وأن يحاكموا ويطردوا من جميع أهلاك جلالته، باعتبارهم عصاة سيئي السمعة وخونة، وأعداء، اعتدوا على شخصه الملكي وعلى مملكته ... ويقتضي الأمر ألا يقبلهم أي إنسان كائناً ما كانت مكانته أووضعه في أي من ممتلكاته وألا يتصل بهم بتاتاً سواء بالحديث أوالمراسلة، وإلا كان جزاؤه الموت الذي لا رجوع فيه.

واستثنى من المرسوم اليسوعيين الذين لم ينذروا أنفسهم النذر الوثيق للرهبنة، والذين يجب عليهم حتى يلتمسوا إعفائهم من نذورهم الأولية. وصادرت الدولة ثروة اليسوعيين كلها، ومنع المنفيون من حتى يأخذوا معهم غير ملابسهم الشخصية(23). واقتيدوا من جميع أراتى البرتغال في مركبات أوسيراً على الأقدام إلى سفن أقلتهم إلى إيطاليا. وتم رحيلهم على هذا النحومن البرازيل وغيرها من الممتلكات البرتغالية. ووصلت أول شحنة من المنفيين إلى تشيفيتافكيا في 24 أكتوبر، ورثى لحالهم حتى ممثل بومبال هناك. كان بعضهم ضعيفاً لكبره، وبعضهم يكاد يتضور جوعاً، وبعضهم توفي في الطريق. ورتب قائد الجماعة، لورنتسوريكي، استقبال الأحياء منهم في بيوت يسوعية في إيطاليا، وشارك الأخوة الدومنيكان في استضافتهم. وفي 17 يونيو1760 أوقفت الحكومة البرتغالية العلاقات الدبلوماسية مع الڤاتيكان.

وبدا نصر بومبال نصراً مؤزراً، ولكنه كان عليماً بأنه نصر لا تحبه الأمة، وأفضى مع الشعور بعدم الأمان إلى توسيع سلطته إلى الدكتاتورية الكاملة، فبدأ حكماً من الاستبدادية والإرهاب حتى عام 1777. وكان جواسيسه يبلغونه بكل ما يكشفونه من ألوان المقاومة لسياساته أوأساليبه، وسرعان ما اكتظت سجون لشبونة بالمسجونين السياسيين. وقبض على الكثيرين من الأشراف والكهنة لاتهامهم بمؤامرات جديدة على الملك، أوباشتراكهم في المؤامرة القديمة. وأصبحت قلعة جنكيرا، المتوسطة المسقط بين لشبونة وبيليم، سجناً خاصاً للأشراف زج فيه كثير منهم حتى قضوا نحبهم. وفي سجون أخرى أودع اليسوعيون المجلوبون من المستعمرات والمتهمون بمقاومة الحكومة-وظل بعضهم نزيلها تسعة عشر عاماً.

أما مالاجريدا فقد ظل يذوي في سجنه اثنين وثلاثين شهراً قبل حتى يمثل أمام المحكمة. وسلى الشيخ سجنه بتأليفه كتاب "حياة القديسة حنه البطولية، أم مريم، أملتها القديسة حنه ذاتها للأب المبجل مالاجريدا"، وصودر المخطوط بأمر بومبال، وقد عثر فيه عدة سخافات يمكن حتى توصف بالهرطقة: فقد نطق مالاجريدا حتى القديسة حنة حبل بها كما حبل بمريم، دون حتى تلوثها الخطيئة الأصلية، وأنها كانت تتحدث وتبكي في بطن أمها. وبعد حتى عين بومبال أخاه بول دي كارفالورئيساً لديوان التفتيش في البرتغال، أمر بأن يستدعى مالاجريدا للمثول أمامه، وخط بيده ورقة اتهام تتهم اليسوعيين بالجشع، والرياء، والدجل، وانتهاك المقدسات، وبتهديدهم الملك بالتنبؤ مراراً بموته. وإذ كان مالاجريدا-الذي بلغ الآن الثانية والسبعين-قد أصبح نصف مخبول لشدة ما كابد من عذاب، فقد أبلغ قضاة التفتيش بأنه تحدث مع القديس إگناتيوس لويولا والقديسة تريزا. وأراد قاضٍ منهم حتى يوقف المحاكمة إشفاقاً على الشيخ، فنـُحـِّيَ بأمر بومبال. وفي 12 يناير 1761 حكمت المحكمة المقدسة بأن مالاجريدا مذنب بالهرطقة، والتجديف، والضلال، وبخداع الشعب بما زعم من إعلانات إلهية له. ومد في أجله ثمانية شهور أخر. وفي 20 سبتمبر سيق إلى المشنقة في البراسا روسيو، فشنق، وأحرق مشدوداً إلى خازوق. ونطق لويس الخامس عشر معقباً بعد سماعه بالإعدام "لكأني أحرقت الشيخ المخبول نزيل مستشفى البتيت (ميزون) الذي يزعم أنه الله الأب(26). وكان رأي ڤولتير في الحادث وهويسجله "أنه حماقة وسخف مقرونان بشر غاية في البشاعة".


رأي اوروبا في پومبال

ولم يرقَ جماعة الفلاسفة الفرنسيين ما طرأ على بومبال من تطور، بعد حتى كان رأيهم فيه في 1758 أنه "مستبد مستنير". لقد رحبوا بالإحاطة باليسوعيين، ولكنهم استنكروا الأساليب التعسفية التي أنتجها الدكتاتور، والنغمة العنيفة التي سرت في نشراته، والوحشية التي لوثت عقوباته. وصدمتهم معاملة اليسوعيين خلال ترحيلهم، وإعدام الأسر العريقة بالجملة، والمعاملة غير الإنسانية التي لقيها مالاجريدا. على أنه لم يصلنا إي سجل يثبت احتجاجهم على حبس أسقف كويمبرا ثماني سنوات لأنه أدان لجنة بومبال للرقابة على المطبوعات التي سمحت بتداول مؤلفات متطرفة، كقاموس فولتير الفلسفي وعقد روسوالاجتماعي.

بيد حتى بومبال نفسه لم يبشر بهرطقات، وكان يختلف إلى القداس بانتظام. ولم يكن هدفه القضاء على الكنيسة بل إخضاعها للملك، فلما وافق حدثنت الرابع عشر عام 1770 على السماح للحكومة بالترشيح لمناصب الأسقفية، اصطلح مع الفاتيكان. وأسعدت يوسف الأول-وقد دنا أجله-فكرة الظفر بعد هذا كله بكامل البركات الكهنوتية حين يموت. وبعث البابا بقبعة الكردينالية إلى بول أخي بومبال، وأتحف بومبال نفسه بخاتم يحمل صورة البابا، ونمنمة إطارها من الماس، ورفات تام لأربعة قديسين.

بومبال المصلح

وهجر الدكتاتور أثناء ذلك بصمته على اقتصاد البرتغال وإدارتها وحياتها الثقافية. وأعاد تنظيم الجيش بمساعدة الضباط الإنجليز والألمان، وقد صد هذا الجيش غزوا أسبانيا في حرب السنين السبع. وانتهج ما أنتجه ريشليوفي فرنسا في القرن السابع عشر، فحد من سلطان الأرستقراطية الممزق الأمة، ومركز الحكومة في ملكية تستطيع حتى تمنح هذه الأمة الوحدة السياسية، والتطور التعليمي، وبعض الحماية من تسلط الكنيسة وكف النبلاء بعد إعدام آل طابوره عن التآمر على الملك، وخضع الأكليروس للدولة بعد طرد اليسوعيين. وفي فترة الجفوة مع الفاتيكان كان بومبال يعين الأساقفة، وكان أساقفته يرسمون القساوسة دون الرجوع إلى روما. وحد مرسوم ملكي من اقتناء الكنيسة للأرض، وقيد حرية الرعايا البرتغاليين في تحميل هجراتهم بوصايا لإقامة القداديس(18) وأغلق الكثير من الأديرة وحظر على الباقي منها قبول رهبان جدد تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين. وأخضع ديوان التفتيش لإشراف الحكومة. وحولت محكمته إلى محكمة عامة خاضعة للقواعد التي تخضع لها محاكم الدولة، وجردت من سلطات الرقابة على المطبوعات، وألغى ما جرت عليه من تمييز بين قدامى المسيحيين وجددهم (أي اليهود أوالمغاربة الذين دخلوا في المسيحية وذريتهم)، لأن بومبال افترض حتى في دماء معظم الأسبان والبرتغال الآن عرقاً سامياً(29). وبمقتضى مرسوم صدر في 25 مايو1773 أصبح جميع الرعايا البرتغال صالحين الاختيار للمناصب المدنية والعسكرية والكنسية(30)، ولم تحرق محكمة التفتيش إنساناً بعد إحراق مالاجريدا عام 1761(31).

وفي تلك السنة ألغى بومبال ثلاثة أرباع الوظائف الصغيرة التي كانت تعوق سير القضاء، ويسرت الطريق إلى المحاكم وجعل التقاضي أقل كلفة. وفي 1761 أعاد تنظيم الخزانة، وألزمها بموازنة حساباتها جميع أسبوع، وأمر بأن تراجع إيرادات ومصروفات البلديات جميع سنة، وحقق بعض التقدم في أشد الإصلاحات كلها عسراً-وهوخفض عدد الموظفين في البلاط الملكي والحد من الإسراف في نفقاته. فتخلص من الثمانين طاهياً الذين كانوا يطعمون يوحنا الخامس وبطانته، واضطر يوسف الأول حتى يقنع بعشرين فقط. وبمقتضى مرسوم صدر في 25 مايو1773 ألغى الرق في الواقع في البرتغال ولكن جاز باستمراره في المستعمرات.

وامتدت يد المصلح إلى جميع ركن. فبذل الدعم الحكومي للزراعة ومصايد الأسماك، وأدخل دودة القز في المقاطعات الشمالية. وأنشأ الفواخير، ومصانع الزجاج، ومصانع القطن والورق، لينهي اعتماد البرتغال على استيراد هذه الحاصلات من الخارج. وألغى المكوس الداخلية في انتنطق السلع، وأقام التجارة الحرة بين البرتغال ومستعمراتها الأمريكية. وأسس كلية للتجارة يدرب البرتغال من الأجانب الذين يتجرون فيها وينقلونها، وفي هذا فشل-أوفشلت البرتغال- لأن تجارة البرتغال في 1780 كان أكثرها لا يزال في أيدي الأجانب لا سيما البريطانيين.

واقتضى طرد اليسوعيين بناء التعليم من حديث بناء شاملاً. فنشرت في البلاد المدارس الأولية والثانوية الجديدة التي بلغ عددها 837-وحولت الكلية اليسوعية في لشبونة إلى كلية للإشراف يديرها الفهمانيون. ووسع منهج الدراسة في كويمبرا وأضيفت إليه مقررات في العلوم، وأقنع بومبال الملك بتشييد دار للأوبرا ودعوة المغنين الإيطاليين لقيادة الفرق. وفي 1757 أسس "أركاديا لشبونة" لتشجيع الأدب.

وحظي الأدب البرتغالي طوال نصف قرن مثير (1755-1805) بحرية نسبية في الأفكار والأشكال. وبعد حتى حرر نفسه من النماذج الإيطالية، أقر بسحر فرنسا، وأحس بنسائم تهب عليه من حركة التنوير. وظفر انطونيودينيز داكروز أي سيلفا بالشهرة في وطنه كله بكتابة هاتى سماه "أوهسوبي" (1772)، ووصف فيه في ثمانية أقسام شجاراً بين أسقف وكبير كهنة، وترجم خواوأنستاسيودا كونها بوب فولتير، وعلى هذه الترجمة أدانته محكمة التفتيش (1778) عقب سقوط بومبال. وأولع فرانسسكومانويل دوناسكيمنتوبالخط، وكان ابن عامل في تفريغ السفن وشحنها، وأصبح قطباً لجماعة تمردت على الأكاديمية الأركادية لأنها عائق لتطور الشعر القومي. وفي 1778 أمرت محكمة التفتيش بالقبض عليه (مغتنمة ثانية فرصة سقوط بومبال) متهمة إياه بالولع بالفلاسفة المحدثين من إتباع العقل الطبيعي "ففر إلى فرنسا، حيث أنفق تقريباً جميع سنيه الواحدة والأربعين الباقية من عمره، وهناك خط معظم قصائده التي تتقد بحب الحرية والديمقراطية، وفيها قصيدة غنائية "لحرية الولايات المتحدة واستقلالها" وقد عده أنصاره إماماً للشعر البرتغالي لا يميزه فيه غير كاموئيس. وحوى مجلد في قصائد الحب يسمى "أماريليا" أرشق وأرخم شعر العصر، الذي خلفه توماز أنطونيوجونزاجا الذي عانى السجن (1785-88) بتهمة التآمر السياسي ومات في المنفى، أما خوزيه أجوستينودي ماسيدو، الراهب الأوغسطيني الذي جرد لفسقه، فقد اتخذ في جرأة، لقصيدته "أوأورينتي" الموضوع الذي اتخذه من قبل كاموئيس-وهورحلة فاسكوداجاما إلى هند. وكان يرى قصيدته أعظم من اللويزياده "والإلياذة" ولكنهم يؤكدون أنها عمل كئيب. وأطرف منه هاتى خطه في ستة أقسام "أوس بوروس" شهر فيه ماسيدوصراحة برجال ونساء من جميع المراتب، الأحياء منهم والأموات. وكان ألد خصومه مانويل ماريا باربوزا دي بوساجي، الذي سجنته محكمة التفتيش (1797) بتهمة إذاعة الأفكار الفولتيرية في شعره وتمثيلياته. وقد رده إعدام ماري أنطوانيت إلى المحافظة في الدين والسياسة، فاستعاد تدينه أيام الشباب، ورأى في البعوضة دليلاً على وجود الله(32).

أما الحديث العظيم في تاريخ الفن في حكم بومبال فهوالتمثال الذي خلق ليوسف الأول، والذي مازال قائماً في ميدان الحصان الأسود بلشبونة. وقد صممه يواكيم مكادودي كاسترو، وصبه بالبرونز ترتولوميوداكوستا وهويمثل الملك راكباً جواداً مطهماً، ظافراً فوق أفاعي ترمز إلى القوى الشريرة التي غلبها في حكمه. وجعل بومبال من إزاحة الستار عن هذا الأثر (6 يونيو1775) احتفالاً بوزارته المنتصرة. فاصطف جنود الجيش في الميدان، واجتمع رجال السلك السياسي، والقضاء، ومجلس الشيوخ وغيرهم من كبار القوم مرتدين الملابس الرسمية، ثم أقبلت الحاشية، ثم الملك والملكة، وأخيراً تقدم بومبال وأزاح الستار عن التمثال والقاعدة الضخمة التي صورت ميدالية عليها الوزير لابساً صليب المسيح. وفهم الكل إلا الملك حتى الموضوع الحقيقي الاحتفال هوبومبال.

وبعد أيام من إزاحة الستار أوفد إلى يوسف الأول وصفاً وردي اللون للتقدم الذي حققه بومبال منذ 1759: نشر التعليم والإلمام بالقراءة والكتابة، ونموالصناعة والتجارة، وتطور الأدب والفن، وارتفاع مستوى المعيشة بصفة عامة، على حتى توخي الصدق لا بد حتى تختزل الكثير من وصفه هذا، فالصناعة والتجارة كانتا تنموان، ولكن في بطء شديد، وكانتا تعانيان المصاعب المالية، أما الفنون فركدت، وكان نصف لشبونة لا يزال (1774) في الخرائب التي سببها زلزال 1755. وكان تعلق الشعب الفطري بأهدب الدين يعيد سلطان الكنيسة إلى سابق عهده. وكان صلف بومبال وأساليبه الدكتاتورية تخلق له أعداء جدداً جميع يوم. وكان قد اقتنى لنفسه ولأقربائه ثروة طائلة وبنى لنفسه قصراً غالي التكلفة. ولم تكد توجد أسرة نبيلة في المملكة بغير عضومحبوب من أعضائها يذوي غي غياهب السجن. وكان الناس في طول البرتغال وعرضها يصلون ويتضرعون إلى الله سراً بأن يسقط بومبال عن عرشه.


فوز الماضي والوفاة

Praça do Marquês Pombal, looking down Avenida da Liberdade

في سنة 1775 بلغ الملك الستين. وكانت العلل الخليلات قد أشبنه قبل أوانه، وراح ينفق الساعات متأملاً في الخطيئة والموت. وسأل نفسه أكان على حق في انتهاج سياسات وزيره، وهل كان منصفاً لليسوعيين،يا ترى؟ ثم ما خطب أولئك الأشراف والقساوسة نزلاء السجون،يا ترى؟ بوده حتى يغفر لهم وهويطلب الآن المغفرة لنفسه. ولكن أنى له حتى يذكر فكرة لهذه لبومبال،يا ترى؟ وفي 12 نوفمبر 1776 أصيب بنوبة فالج، وكان البلاط يغتبط تسقطاً لحكم ملك حديث ووزارة جديدة. وكانت وريثة العرش ابنته ماريا فرنسسكا التي كانت زوجاً لأخيه بدرو. وكانت امرأة صالحة، وزوجاً وأماً صالحة، وإنساناً عطوفاً باراً، ولكنها كانت إلى ذلك كاثوليكية غيوراً، كرهت عداء بومبال للأكليروس كرهاً حملها على هجر البلاط لتعيش في هدوء مع بدروفي طليوذ على أميال من العاصمة. وأحاط الدبلوماسيون الأجانب حكوماتهم بأن تمنع انقلاباً وشيكاً في السياسات البرتغالية.

وفي 18 نوفمبر تناول الملك الأسرار المقدسة، وفي 29 نوفمبر أصبحت ماريا وصية على العرش. وكان من أول أفعالها إنهاء سجن أسقف كويمبرا، ورد الحبر البالغ أربعة وسبعين عاماً إلى كرسيه وسط مظاهر الفرح الكاملة تقريباً. ورأى بومبال سلطانه يتضاءل، ولحظ في نذر قاتمة حتى أفراد الحاشية الذين كانوا بالأمس أتباعاً أذلاء له، يرونه الآن وقد قضى على نفوذه السياسي. وفي عمل أخير من أعمال الاستبداد انتقم انتقاماً وحشياً من قرية تريفاريا التي عارض أهلها-وكانوا صيادي سمك-تجنيد أبنائهم بالقوة، فأمر فصيلة من الجند بأن يحرقوا القرية: فأحرقوها بإلقاء المشاعل الملتهبة من نوافذ الأكواخ الخشبية في ظلام الليل (23 يناير 1777).

وفي 24 فبراير توفي يوسف الأول، وأصبحت الوصية الآن الملكة ماريا الأولى (حكمت 1777-1816)، وأصبح زوجها الملك پدروالثالث (1777-86). وكان بدرورجلاً ضعيف العقل، واستغرقت ماريا في التقوى وأعمال البر. وسرعان ما استعاد الدين سلطانه، وقد كان نصف حياة الشعب البرتغالي. واستأنفت محكمة التفتيش نشاطها في الرقابة وقمع الهرطقة. وأوفدت الملكة ماريا إلى البابوية أربعين ألف جنيه لرد بعض ما أنفقت في رعاية اليسوعيين المنفيين. وفي غداة دفن يوسف أمرت الملكة بالإفراج عن ثمانمائة سجين، وكان أكثرهم قد سجنه بومبال لمعارضته سياسته. وكان كثير منهم قد قضى عشرين عاماً في غياهب السجون، فلما خرجوا لم تحتمل عيونهم ضوء الشمس وكانوا كلهم تقريباً في أسمال بالية، وبدا الكثيرون منهم في ضعفي سنهم، وكان المئات من السجناء قد قضوا نحبهم في سجونهم. ولم يبقَ على قيد الحياة من بين 124 يسوعياً زج بهم في السجون قبل ثمانية عشر عاماً سوى خمسة وأربعين(33). ورفض خمسة من الأشراف الذين أدينوا بتهمة الاشتراك المزعوم في مؤامرة اغتال يوسف حتى يبرحوا السجن حتى تعلن براءتهم رسمياً.

وكان لمشهد ضحايا عداء بومبال المفرج عنهم، ولنبأ تحريق تريفاريا، أرثهما في تفاقم كره الشعب لبومبال إلى حد لم بعد يجرؤ فيه على الظهور علانية. وفي أول مارس أوفد إلى الملكة ماريا كتاباً يستقيل فيه من جميع وظائفه ويستأذن في الاعتكاف في ضيعته بمدينة بومبال. وطالب الأشراف المحيطون بالملكة بسجنه وعقابه، ولكن حين تبين لها حتى جميع القوانين التي استنكرتها كان قد سقطها الملك السابق، قررت أنها لا تستطيع عقاب بومبال دون حتى تلطخ أمام الناس ذكرى أبيها. وقبلت استنطقة الوزير وسمحت له بالاعتزال في بومبال، ولكنها أمرته أم يلزمها وفيخمسة مارس غادر لشبونة في عربة خفيفة مستأجرة آملاً حتى يفلت من أنظار الناس، ولكن بعضهم تبينه فحصبوا عربته ولكنه هرب منهم. ولحقت به امرأته عند مدينة أوبرس، وكان يومها في السابعة والسبعين.

والآن وقد غدا مواطناً عادياً تكاثر عليه الهجوم من جميع صوب بنادىوى تطالبه بديون أغفل سدادها، وأضرار أسقطها بالشاكين، وممتلكات استولى عليها دون تعويض أصحابها تعويضاً كافياً. وحاصر المحضرون أبوابه في بومبال بسلسلة من الأوامر القضائية. خط يقول "ما من دبور أوبعوضة في البرتغال إلا طار إلى هذه البقعة النائية وطناً في إذني". وساعدته الملكة بأن واصلت إجراء الراتب الذي كان يتقاضاه وزيراً عليه مدى الحياة وزادت عليه معاشاً متواضعاً. بيد حتى أعداء لا حصر لهم ألحوا على الملكة في تقديمه للمحاكمة بتهمتي الانحراف والخيانة. وقد اتخذت إجراء وسطاً بسماحها للقضاة بأن يزوروه ويسألوه بأمر هذه التهمة. فظلوا يحققون معه ساعات جميع مرة على مدى ثلاثة أشهر ونصف حتى التمس الدكتاتور العجوز الرحمة. وأجلت الملكة التصرف في تقرير الفحص، آملة حتى يعفيها موت بومبال من هذا الحرج، وسعت في القوت نفسه إلى تهدئة خصومه بأن أمرت بإعادة محاكمة المتهمين الذين أدينوا بالاشتراك في محاولة اغتيال أبيها. وأيدت المحكمة الجديدة الحكم بذنب دوق أفيرووثلاثة من خدمه، ولكنها برأت ساحة باقي المتهمين أجمعين وأعربت براءة الطابوريين. وردت جميع ألقابهم وممتلكاتهم للأحياء منهم (3 إبريل 1781). وفي 16 أغسطس أصدرت الملكة مرسوماً يدين بومبال "مذنباً بجرائم شائنة" ويضيف قراراً بهجره آمناً في منفاه محتفظاً بثروته مادام قد ألتمس الصفح.

وكان بومبال يمضي حثيثاً إلى سقم الموت. فقد غشي جسده كله تقريباً قروح صديدية يظهر حتى سببها الجذام(35). ومنعه الألم من النوم أكثر من ساعتين في اليوم، وأضعفته الدوزنتاريا، وأقنعه أطباءه بشرب حساء مصنوع من جلد الثعابين، كأنما أرادوا حتى يزيدوه عذاباً على عذاب. وتمنى الموت، وتناول الأسرار المقدسة، وانتهت آلامه فيثمانية مايو1782 وبعد خمسة وأربعين عاماً، وقفت بقبره جماعة من اليسوعيين كانت تجتاز المدينة، وتلت الجماعة، بشعوالفوز والرأفة، صلاة جنائزية تطلب الراحة لنفسه.

الهامش

  1. ^ Toby Green, Inquisition: The Reign of Fear (New York: Thomas Dunne Books, 2007), p. 328.
  2. ^ Kenneth Maxwell, Pombal, Paradox of the Enlightenmen (Cambridge: Cambridge University Press, 1995), 83, 91–108, 160–62.

للاستزادة

  • Alden, Dauril, Royal Government in Colonial Brazil with Special Reference to the Administration of the Marquês of Lavradio, Viceroy, 1769–1779, University of California Press, 1968; Pombal's colonial policy.
  • Cheke, Marcus Dictator of Portugal: A Life of the Marquês of Pombal, 1699–1782 (1938, reprinted 1969) is the standard biography in English.
  • Gomes, Francisco Luís (1869). (in French). Lisbon: Imprimerie franco-portugaise.CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Maxwell, Kenneth, Pombal — Paradox of the Enlightenment, Cambridge 1995.

وصلات خارجية

  • : a Catholic view from 1908
  • : Scielo (Portuguese and English)
  •  Chisholm, Hugh, ed. (1911). "Pombal, Sebastião Jose de Carvalho e Mello, Marquess of" . دائرة المعارف البريطانية (eleventh ed.). Cambridge University Press.
مناصب سياسية
سبقه
Marco António de Azevedo Coutinho
رئيس وزراء البرتغال
(وزير المملكة)

1750–1756
تبعه
لويز دا كونيا مانويل
ألقاب ملكية
سبقه
لقب جديد

Count of Oeiras

1759—1782
تبعه
Henrique José de Carvalho e Melo
سبقه
لقب جديد

Marquess of Pombal

1769—1782
تبعه
Henrique José de Carvalho e Melo, 2nd Marquess of Pombal


تاريخ النشر: 2020-06-04 15:23:53
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, CS1 maint: unrecognized language, مقالات المعرفة المحتوية على معلومات من دائرة المعارف البريطانية طبعة 1911, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1699, وفيات 1782, القرن 18 في البرتغال, برتغاليو القرن 18, سفراء البرتغال, كونتات اويراس, Margraves of Pombal, نبلاء برتغاليون, برتغاليون, كاثوليك برتغاليون, خريجو جامعة كويمبرا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

القوات الروسية تعتزم «تحرير» المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:24:16
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 89%

مجلة «هيَ» تحتفل بمرور 30 عاماً من إلهام المرأة بهوية عصرية وحلّة متجددة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:24:10
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 100%

القادة العرب يتوافدون على الرياض للمشاركة في القمة العربية – الصينية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:24:05
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 100%

عاجل: فرار سجين متهم في جريمة قتل بمحكمة الاستئناف بسطات

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:23:40
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 73%

ولي العهد السعودي والرئيس الصيني يعقدان جلسة مباحثات رسمية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:24:02
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 93%

الحكومة تصادق على 4 قرارات بشأن الزربية المغربية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:23:35
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 77%

تبادل سجينين بين روسيا وأميركا... لاعبة السلة مقابل تاجر الأسلحة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:23:55
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 93%

فرنسا تدين تنفيذ عملية إعدام لمتظاهر في إيران

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:24:15
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 86%

بوتين يؤكد مواصلة ضرب البنى التحتية للطاقة الأوكرانية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:23:56
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 90%

الحكومة تقرر حذف رسم شبه ضريبي كان مفروضا على مؤسسات تعليم السياقة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:23:34
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 73%

بيرو تطوي صفحة «أول رئيس ريفي» وتستعد لانتخابات مبكرة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:24:00
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 100%

المغرب يُعلن العثور على بقايا عظمية لأسد الأطلس

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:23:43
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 74%

أوكرانيا تواجه نقصاً حاداً في الكهرباء بعد هجمات روسية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:24:14
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 90%

شركة طيران إيرانية تستغل مطار بيروت لنقل أسلحة لـ«حزب الله»؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-08 15:23:58
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 99%

تحميل تطبيق المنصة العربية