منجنيق

Trebuchets at Château de Castelnaud
Counterweight trebuchet constructed on the design of the "Warwolf"
Medieval traction trebuchet (also called a perrier) next to a staff slinger

المنجنيق trebuchet ، هونوع من الراجمات كان يستخدم كأحد معدات الحصار في العصور الوسطى.

ظهر المنجنيق ذوالثنطقة الموزانة في الأراضي المسيحية والإسلامية حول البحر المتوسط في القرن الثاني عشر. يمكنه قذف مقذوفات يصل وزنها لأكثر من 160 كگ على أوداخل تحصينات العدو. استمر استخدامه حتى القرن الخامس عشر، بعد طرح البارود.

المنشآت التقنية للمنجنيق فقدت في بداية القرن 16. عام 1984، قام المهند الفرنسي رينوبفاييت بصنع أول إعادة تجميع معاصرة للمنجنيق، اعتماداً على وثائق من عام 1324.

التصميم الأساسي

فيزياء المنجنيق.

إن حركة المنجنيق جد بسيطة في أساسياتها، إلى حد أنها كانت الحافز إلى القيام بدراسات الحركة في القرون الوسطى. إلا حتى تفاصيل هذه الحركة هي من الدقة بحيث تتطلب محاكاة حاسوبية لتفسيرها بشكل سليم. وقد توصلنا حديثا إلى فهم كيف من الممكن أن حتى دوران الثقل الموازن يؤدي دورا حاسما في نقل الطاقة إلى العارضة ومنها إلى القاذفة والقذيفة.

كان أحد طرفي المقلاع (النقافة القاذفة) sling مربوطا بقوة إلى العارضة في حين كان الطرف الآخر يشكل عروة تُعلَّق حول جزء معدني ناتئ، وعندما تصل إلى الزاوية المناسبة تتحرر العروة تاركة القذيفة تنطلق. إذا دقة ضبط الجزء الناتئ والطول الكلي للقاذفة كانا من الأمور الحاسمة للتوصل إلى المدى الأقصى للقذيفة.


تطوير التصميم

استأثرت المنجنيقات ـ وهي في أوج عزها ـ باهتمام كبير من المهندسين. وفي الواقع، إذا حدثة هندسة engineering مرتبطة بصورة أساسية بها. وفي اللاتينية واللغات الأوروبية، كان الاسم الشائع للمنجنيق هوالمحرك engine (من حدثة ingenium اللاتينية وتعني «الاختراع المبدع») وكان الذين يصممونها ويصنعونها ويستخدمونها يدعون المبدعين ingeniators.

وقام المهندسون بتعديل التصميمات الأولى لزيادة مدى استخدامها، وذلك باستخلاص أكبر طاقة ممكنة من الثقل الموازن عند هبوطه، وكذلك لزيادة الدقة عن طريق تخفيض الارتداد إلى الحد الأدنى. إذا الفرق الأساسي بين الآلات المعتمدة على الثقل الموازن وأسلافها المعتمدة على السَّحْب هوحتى القاذفة في طرف الذراع تكون أطول بكثير. وهذا التغيير يؤثر في الأداء بشكل مثير لأنه يؤدي إلى زيادة الطول العملي لذراع الرمي، كما أنه يفتح الطريق أمام سلسلة من التحسينات الإضافية، وذلك بجعل زاوية القذف لا تعتمد ـ إلى حد كبير ـ على زاوية الذراع. وبتغيير طول حبال القاذفة، استطاع المهندسون تأمين انطلاق القذيفة بزاوية تقارب 45 درجة بالنسبة للاتجاه العمودي مما يؤدي إلى أطول مسار ممكن.

وفي الوقت نفسه، ومع تحول كمية أكبر من الطاقة الكامنة الناتجة من الوزن إلى حركة، تنفتح القاذفة فقط عندما تصل الذراع إلى وضعية عمودية تقريبا (مع وجود الثقل الموازن قرب النقطة الأكثر انخفاضا من مساره). هذا ويمكن حتى تكون مراقبة عمل المنجنيق قد ساعدت على ظهور فهم عميق في القرون الوسطى للقوى المرافقة للأجسام المتحركة.

أما الابتكار الحاسم التالي فقد كان تطوير الثقل الموازن المُمَفْصل (المعلق بوساطة مفصلة) أثناء عملية الصلي (الاستعداد للرمي)، حيث كانت الحاويات في الآلات المعتمدة على الثقل الموازن تتدلى مباشرة تحت المفصلة على زاوية معينة من الذراع. وعند تحرير ذراع المنجنيق، تأخذ المفصلة وضعية مستوية، ونتيجة لهذه الحركة تتغير المسافة بين الثقل الموازن ومحور المفصلة وتتغير بالتالي الميزة (الفائدة) الميكانيكية(4) أثناء الدورة.

وتُزيد المفصلة بشكل محسوس مقدار الطاقة التي يمكن حتى تُعطى إلى القذيفة من خلال العارضة. وقد لاحظ مهندسوالقرون الوسطى حتى الآلات المعتمدة على ثقل موازن معلق بوساطة مفصلة ترمي قذائفها أبعد مما تقوم به آلات لها المواصفات نفسها ولكنها تعتمد على وضعية غير متحركة للثقل. وقد بينت محاكاة حاسوبية أجريناها حتى الآلات المعتمدة على ثقل موازن ممفصل تعطي نحو70 في المئة من طاقتها للقذيفة. وهي تفقد بعض الطاقة بعد حتى تكون المفصلة قد انفتحت إلى أقصى حد، عندما تبدأ العارضة بسحب الثقل الموازن جانبيًا.

رسم لمنجنيق مثبت فوق برج.

ومع حتى هذا التمايل للثقل الموازن مكلف قليلا، فإن له تأثيرا ملموسا في كبح حركة العارضة أثناء دورانها. ومع انتنطق الطاقة إلى القاذفة عندما ترتفع وتدور فوق العارضة، يمكن لهذا الكبح حتى يسبب توقف العارضة تقريبا عندما تصبح في وضع عمودي. ويقلل تخفيف السرعة الإجهاد الذي تتعرض له بنية الجهاز مباشرة عندما تنطلق القذيفة. ونتيجة لذلك، فإن احتمال انزلاق الهيكل أوتأرجحه يصبح أقل. إذا بعض البتر في أجهزة القصف القديمة كانت معروفة بميلها إلى الالتواء والتحدب مما كان يستدعي هجريبها على منصات خاصة قابلة للانضغاط. ويؤدي الإطلاق السلس في حالة المنجنيق إلى عدم حاجة المهندسين إلى القيام بإعادة الجهاز إلى وضعه بين الرميات المتعاقبة، وبذلك يمكنهم الرمي بشكل أسرع وأكثر دقة. وقد برهن جهاز من حجم متوسط تم بناؤه بوساطة متحف فالسترز مايندر في الدنمارك حتى باستطاعته تجميع رمياته إلى مدى 180 مترا ضمن مساحة لا تتجاوز ستة أمتار مربعة.

التاريخ

أُعيد تصميم قلعة القاهرة (الصورة العليا) في نهاية القرن الثالث عشر لتلائم أكثر المنجنيقات قدرة في ذلك العصر، وهي تلك التي تعمل بالثقل الموازن. أضيفت إلى الجدار القديم مع أبراجه الصغيرة نصف الدائرية (الجهة الأمامية من الصورة، الدوائر الزرقاء على المخطط) سلسلة من الأبراج الأكثر سماكة (باللون الأحمر) لتتحمل الآلات ذات الثقل الموازن التي كانت تستخدم لمنع أجهزة رماية الأعداء من حتى تصل إلى المدى المناسب لها. صورة توضيحية من كتاب «الأنيق في المنجنيق» (في أسفل اليسار) تظهر منجنيقا ذا ثقل موازن وجهازا يعمل بالشد منصوبا فوق برج..

اعتقد المؤرخون سابقا حتى انتشار المنجنيقات من الصين باتجاه الغرب حصل في تاريخ متأخر نسبيا بحيث لم يكن له أي تأثير أثناء الفترة الأولى من الفتح الإسلامي بين عامي 624 و656ميلادي. إلا حتى أبحاثا قام بها أحدنا (تشيڤيدن) بيَّنت حتى المنجنيقات وصلت إلى الحوض الشرقي للبحر المتوسط في نهاية القرن السادس الميلادي، وكانت معروفة عند العرب ومستخدمة بفاعلية كبيرة من قبل الجيوش الإسلامية. إذًا، فالتطور التقاني الذي عُرف به الإسلام لاحقا كانت له مؤشراته السابقة.

ويدين التوسع المغولي أيضا ـ وهوالأوسع في تاريخ البشرية ـ ببعض الشيء لهذا السلاح. وبما حتى المغول كانوا أهل فروسية فقد استخدموا المهندسين الصينيين والمسلمين لبناء وتشغيل المنجنيقات أثناء عمليات الحصار التي كانوا يقومون بها. وفي أثناء حصار كافّا(3) Kaffa في القرم عامي 1345- 1346، كان لإسهام المنجنيق في الحرب البيولوجية الأثر الأكبر في التدمير؛ فحينما كان المغول يحاصرون هذه المدينة التي تمثل مركز الحماية الأمامي لقوى جِنُوه في شبه جزيرة القرم، اجتاح الطاعون الجارف صفوفهم، فكانت جثث الموتى تُرمى إلى داخل المدينة. ومن كافّا انتقل الطاعون إلى موانئ البحر المتوسط الأوروبية بوساطة التجار الجِنُوِيّين.

كانت المنجنيقات trebuchets البدائية تُحرَّك بوساطة مجموعة من الرجال الذين يقومون بسحب الحبال عوضا عن استخدام الأثنطق الموازنة. وكانت مجموعات تضم حتى 250 رجلا تقوم بالسحب لإرسال القذائف إلى مسافة 100 متر أوأكثر. وفي هذا المثال لآلة صغيرة تعتمد على السحب، يقوم وزن ماسك القاذفة بليّ (تقويس) العارضة مما يزيد المدى الذي يمكن حتى تصل إليه القذيفة. لقد زادت إضافة الأثنطق الموازنة counterweights قدرة المنجنيق. إذا إزالة حبال السحب جعلت التوصل إلى ابتكار آخر ممكنا: بوضع حوض تحت عارضة المنجنيق للإمساك بالقذيفة، استطاع المهندسون زيادة طول القاذفة وتوسيع مدى الرماية. وتدور القاذفة بسرعة أكبر بعد حتى تكون القذيفة محمولة في الهواء بحيث يتحكم طولها في زاوية الإطلاق.

واستخدمت المنجنيقات في الخطط الدفاعية والهجومية على حدٍّ سواء. حيث قام المهندسون بزيادة سماكة الجدران لتتحمل قذائف أجهزة القصف الجديدة. كما قاموا بإعادة تصميم التحصينات ليتسنى استخدام المنجنيق ضد المهاجمين. وقد قام المعماريون العاملون بخدمة الملك العادل (1196 -1218) ـ وهوأخوصلاح الدين وخليفته ـ بإدخال نظام دفاعي يستخدم منجنيقات تعمل بالثنطقة، جرى هجريبها فوق منصات أبراج لمنع أجهزة القصف المعادية من الوصول إلى داخل نطاق فعاليتها. إذا هذه الأبراج التي تم تصميمها في البدء كمرابض لأجهزة القصف، أصبحت أضخم بكثير كي تناسب المنجنيقات الأكبر حجما، وتم تحويل القلاع من مجرد جدران محيطة مع عدد قليل من الأبراج إلى مجموعات من الأبراج الضخمة متصل بعضها ببعض بوساطة جدران ساترة قصيرة. وكانت الأبراج على قلاع دمشق والقاهرة والبصرة تشكل منشآت ضخمة يصل سطح جميع منها إلى 30 مترا مربعا.

وكان مبدأ عمل المنجنيق واضحا؛ إذ إذا السلاح كان مكونا من عارضة beam تدور على محور يقسمها إلى ذراع طويلة وأخرى قصيرة. وكانت الذراع الطويلة تنتهي بما يشبه الكوب أوالمقلاع (النقافة القاذفة) sling. أما الذراع القصيرة فقد كانت تنتهي بأداة ملحقة لسحب حبال أولحمل ثقل موازن counterweight. وعندما كان الجهاز يهيأ للقصف، كانت الذراع القصيرة في أعلى وضعية ممكنة؛ وعندما تتحرر العارضة تدور الذراع الطويلة إلى أعلى راميةً القذيفة من المقلاع.


منجنيق السحب

13th-century illustration for the Chronicle of John Skylitzes, depicting the Byzantines laying siege to a city.

تم تطوير ثلاثة أنواع رئيسية من المنجنيقات أجهزة السحب؛ وتستمد قوتها من مجموعة من الرجال تقوم بسحب الحبال، والأجهزة المعتمدة على الثقل الموازن؛ وتعمل من جراء هبوط كتل ضخمة، وأجهزة هجينة تستخدم القدرة البشرية والثنطقة معا. وعندما ظهرت آلات السحب للمرة الأولى في حوض البحر المتوسط في نهاية القرن السادس، كانت إمكاناتها أكبر بكثير من إمكانات أسلافها من أجهزة القصف، إلى حد أنها وُصِفتْ بأنها ترشق «جبالا وتلالا». كانت الآلات الهجينة الأكثر قدرة تسمح برمي قذائف أثقل من تلك التي ترميها الراجمات الكبيرة الأكثر شيوعا بثلاثة إلى ستة أمثالها. يضاف إلى ذلك، أنها كانت تستطيع إطلاق عدد أكبر من القذائف خلال فترة زمنية معينة.

المنجنيق اليدوي

المنجنيق ذوالثنطقة الموزانة

Counterweight trebuchet at Château des Baux, فرنسا
Counterweight trebuchet by the German engineer Konrad Kyeser (c. 1405)
19th century French three-quarter drawing of a medieval counterweight trebuchet
صورة جانبية للمجنيق ذوالثنطقة الموزانة.
المنجنيق ذوالثنطقة الموازنة.
منجنيق ذوالثنطقة الموازنة المدعمة.

حققت الآلات ذات الثقل الموازن الممفصل hinged إضافة أخرى إلى مدى الرماية وذلك بتحسين الفعالية التي يقوم بها المنجنيق بتحويل طاقة الثنطقة الأرضية إلى حركة للقذيفة. يهبط مركز الثنطقة للثقل بخط مستقيم إلى أسفل أثناء الفترة الأولى للتسارع، وعندما تستوي المفصلة تزداد الطاقة المنتقلة من جراء دوران الثقل حول مركزه. ويساعد استمرار الدوران على إبطاء حركة العارضة عندما تنطلق القذيفة مما يخفف من الإجهاد الذي تتحمله الآلية. إذا سلاسة عمل المنجنيق تعني بأنه ليس هناك داع لإعادة تسوية وضعيته بعد جميع رمية، وبذلك يمكن إطلاق قذائف أكثر خلال فترة زمنية معينة.

إن الأثنطق الموازنة المدعمة propped سمحت للمهندسين باستخلاص طاقة أكبر من الثقل الموازن. فبدعم الثقل الموازن ليبقى مائلا قبل الإطلاق، يتباطأ هبوطه قليلا. وقد زاد هذا الابتكار أيضا المسافة بين مركز الثنطقة في الثقل الموازن والمحور الذي تدور حوله عارضة المنجنيق.

لقد كان تقدم الآلات المعتمدة على الثقل الموازن أكبر بكثير. فحاوية الوزن يمكن حتى تكون بحجم كوخ ريفي وتحتوي على عشرات الآلاف من الكيلوغرامات. أما القذيفة في الجهة الأخرى من الذراع فكان يمكن لها حتى تزن ما بين 200 و300 كيلوغرام. وقد تم ذكر بعض المنجنيقات التي كانت ترمي قذائف من الحجارة تزن ما بين 900 و1600 كيلوغرام. ومع زيادة كهذه في القدرة، كان من الممكن رمي خيول ميتة أوأكوام جثث بشرية. وقد استطاع نموذج أعيد بناؤه حديثا في إنكلترا قَذْفَ سيارة صغيرة (تزن 476 كيلوغرام من دون محركها) إلى مسافة 80 مترا باستخدام ثقل موازن يبلغ 30 طنا.


الاستخدام المعاصر

حاول المهندسون بعد ذلك، الاستفادة من القدرة الكبيرة التي تمثلها المنجنيقات. وقد ظهرت بعض هذه الجهود في السجلات التاريخية التي بينت محاولة استخدام الرياضيات لتحديد شكل حاويات الثقل الموازن بمنحنى معرّف رياضياتيا يدعى منحنى المملحة(5) salinon saltcellar. وقد أخذت حاويات الثقل الموازن في المنجنيقات المتطورة هذا الشكل لأنه يركز كتلة الثقل على أبعد مسافة ممكنة من المفصلة، كما أنه يقلل الفسحة (الخلوص) الضرورية بين الثقل الموازن وهيكل الجهاز. وقد ظهر الشكل ذاته مجددا في آلات لاحقة احتوت على بندولات pendulums، مثل المناشير التي تحركها بندولات وغيرها من الأدوات.

إن معظم المحاولات للتوسع في استخدام مبادئ المنجنيق أصابها الفشل لأنه لم يكن بالإمكان تسخير قدرة الثقل الموازن بشكل فعال. وقد حصل النجاح فقط في حقل قياس الوقت. إذا المهندسين في هذا الحقل لمقد يكونوا يتطلعون إلى قوة المنجنيق العظيمة وإنما إلى حركته المنتظمة، وقد حققت البندولات خطوة حاسمة باتجاه الدقة بالنسبة للآليات mechanisms التي كانت تُستخدم سابقا في ضبط الوقت.

ومع حتى البندول يُنْسب عادة إلى عصر<گاليليو> و<Ch. هيگنز>، فالثابت هوحتى استخدام البندولات في ضبط الوقت يعود إلى عائلة صانعي ساعات إيطاليين كان ليوناردودافنشي مقرّبا منهم. ومن المؤكد حتى دافنشي ذكر صراحة حتى بعض تصميماته يمكن حتى تُسْتخدم في فهم الوقت. وتُبيِّن رسوماته وجود مفصلة بين عمود البندول والكتلة، تماما كما كانت الأثنطق الموازنة معلقة بمفصلة في المنجنيقات المتطورة. كما تُظهر هذه الرسوم أيضا تشابها من ناحية الشكل بالأجهزة التي كانت تَستخدم الثقل الموازن غير المتحرك. أما بالنسبة لآليات الساعات التي كانت تُستخدم قبل ذلك، فقد كان هناك تماثل واضح في الشكل والحركة معا بين الثقل الموازن الذي له شكل المملحة وجهاز مراقبة للسرعة يدعى ستروب strob. كان هذا الجهاز يتأرجح حول عموده مثلما يعمل الثقل الموازن مباشرة قبل حتى تخمد حركته في نهاية عملية الرمي.

كانت المنجنيقات التي تعمل بالثقل الموازن عماد أجهزة الرماية في القرون الوسطى. إذا هذه الصورة من كتاب Bellifortis لمؤلفه <C. كيازر> تبين أبعاد العارضة الأساسية (46 قدما للذراع الطويلة،ثمانية أقدام للذراع القصيرة) وبعض أجزاء المنجنيق الأخرى. إذا النص الذي تُرك من دون إكمال عند وفاة كيازر عام 1405 لا يعطي وصفا مفصلا للجهاز.

ويبدوحتى المنجنيقات أدت أيضا دورا في أعظم تقدم حقيقي للعلوم الفيزيائية في القرون الوسطى، ويتمثل ذلك في الأعمال الأصيلة في الميكانيك النظري التي تنسب إلى جوردانوس النيموري Jordanus of Nemore. إذا الأساس في إسهام جوردانوس يأتي من مفهومه للثنطقة الوضعية (المتعلقة بالوضع) مما يعتبر بمثابة انبثاق في القرون الوسطى لفكرة الكمية الموجهة vector المتعلقة بالحركة، أواتجاهية الحركة. وقد توصل جوردانوس إلى أنه: على مسافات متساوية يَظهر جسم ما «أكثر ثقلا» أوأكثر قدرة على إعطاء طاقة عندماقد يكون خط نزوله عموديا وليس مائلا. وقد قام جوردانوس، بصورة خاصة، بمقارنة حالات كانت مسارات النزول فيها مستقيمة أومقوسة. ومن الممكن حتىقد يكون استيعاب ذلك قد قاد إلى المفهوم القائل بأن كمية الشغل (العمل) متناسبة مع جميع من الوزن ومسافة النزول العمودية بصرف النظر عن شكل المسار.

إن العلاقة واضحة. فقد عهد المهندسون حتى الآلات ذات الثقل الموازن الممفصل التي يهبط فيها الثقل على خط مستقيم إلى أسفل أثناء الفترة الأولى الحاسمة من دورة الإطلاق، يمكن حتى ترمي حجارة أبعد مما تعمله الآلات الشبيهة ذات الثقل الموازن غير المتحرك والتي تتحرك فيها الكتلة على منحن.

وتُظهر نواح أخرى من عمل جوردانوس وجودَ علاقات بالأعمال العسكرية أيضا. فتعليق الثقل الموازن الممفصل مع التغير المستمر لفعالية الرافعة التي يشكلها ذراع هذا الثقل يمكن حتىقد يكون قد حفز جوردانوس إلى القيام بمحاولات لتحليل توازن الرافعات المقوسة وليستنتج حتى المسافة الأفقية بين الكتلة على ذراع الرافعة ونقطة الارتكاز هي التي تحدد كمية الشغل التي يمكن حتى تقوم بها. ويمكن حتى تكون ملاحظات متعلقة بتغير المسافات التي يمكن حتى ترمي إليها آلات تعمل بثقل موازن ممفصل أوغير متحرك قد ساعدت جوردانوس في جهوده الرائدة لتحديد مفهوم كمية الشغل كحاصل ضرب القوة في المسافة.

وتدرَّس أفكار جوردانوس عادة كمثال للفيزياء البحتة، كما تُبيِّن دروس الفلاسفة الطبيعيين الأوائل مثل أرخميدس. ومع ذلك، فإن اقتراب مفاهيمه للميكانيك من مبادئ عمل المنجنيق، يوحي بأنه من الممكن حتى تكون مزاولة الهندسة قد أعطت الدافع للتوصل إلى النظرية. هذا، وقد قام گاليليولاحقا بإدخال أفكار جوردانوس، مثل تلك المتعلقة بالإزاحة الافتراضية والشغل الافتراضي وتحليل السطوح المائلة، لدعم فهم ميكانيك أكثر حداثة يتمثل بتحليله الشهير لمسار قذيفة مدفع.

إن إبداعات گاليليوالنظرية لم ترد إلا بعد استبدال المدافع بالمنجنيقات، وهي عملية تطلبت نحوقرنين من الزمن. ولم تُستكمل بصورة نهائية إلا بعد حتى حلت القذائف المعدنية مكان الحجارة، وكانت آخر مناسبة لاستخدام المنجنيق في العالم الجديد هي أثناء حصار تينوشتيلان (مدينة مكسيكوحاليا) عام 1521. فلأن الذخيرة كانت على وشك النفاد، وافق <هيرمون كورتيز> (6) بلهفة على عرض لبناء منجنيق، وتطلب بناء المنجنيق عدة أيام. وفي الرمية الأولى، انطلق الحجر من المنجنيق إلى الأعلى على خط مستقيم فقط ليعود ويهشمه. وبسبب القوة الهائلة لهذه الآلات، والبراعة المطلوبة لتشغيلها بشكل سليم، يستحسن حتىقد يكون الذين يقومون بإعادة بناء نماذج لها على دراية بذلك، وأنقد يكونوا شديدي الحرص في هذه العملية.


إعادة التجميع

لم تبدأ عملية إعادة تجميع تاريخ ومبادئ عمل المنجنيق إلا حديثا؛ إذ إذا الباحثين لم يقوموا حتى الآن بجهد تام وكاف لدراسة الأدلة المتوافرة كافة. وقد أُهملت، بصورة خاصة، الخط التقنية الإسلامية. ولا شك حتى أبرز مرجع تقني مازال موجودا حول هذه الآلات هوكتاب «الأنيق في المنجنيق»(2)، الذي خطه عام 1462 يوسف بن أرنْبُغَا الزَرَدْكاش. ويعتبر أحد أكثر المخطوطات العربية غنى بالرسوم التوضيحية، ويعطي معلومات مفصلة حول كيفية بناء المنجنيقات وتشغيلها. إذا هذه الكتابات ذات أهمية خاصة لأنها تعبِّر عن فهم فريد للميكانيك التطبيقي في مجتمعات ما قبل النهضة.

لقد قمنا بإنجاز نماذج بالحجم الطبيعي ومحاكاة بالحاسوب فهمتنا الكثير عن عمل المنجنيق. ونتيجة لذلك، نعتقد بأننا أمطنا اللثام عن مبادئ التصميم المفقودة منذ القرون الوسطى. إضافة إلى أننا اكتشفنا المستندات التاريخية التي تثبت حتى المنجنيقات كانت منتشرة قبل التواريخ المعروفة وتبيِّن دورها الحاسم في حروب القرون الوسطى.


الترفيه والتعليم

Trebuchet at Middelaldercentret, Denmark.


التطورات

الاستخدام في الناشطية وأعمال الشغب

منجنيق نصبه المتظاهرون في شارع خروشڤسكوهو، كييڤ، 2014.

في 2014، أثناء شغب شارع خروشڤسكوهوفي أوكرانيا، استخدم المتظاهرون المنجنيق لإلقاء الطوب وزجاجات المولوتوڤ على الشرطة.

انظر أيضاً

  • حروب العصور الوسطى
  • Onager (siege weapon)
  • معدات الحصار
  • Couillard

الهوامش

  1. ^ Pronounced // أو // ؛

  1. ^ OED, Random House Unabridged Dictionary
  2. ^ Random House Unabridged Dictionary
  3. ^ http://armedieval.fr
  4. ^ "المنجنيق". مجلة العلوم. 1996-04-01. Retrieved 2015-02-05.
  5. ^ "Ukrainian Protesters Built A Giant Catapult To Fight The Riot Police". BuzzFeed. 20 January 2014. Retrieved 20 January 2014.

المراجع

  • Chevedden, Paul E.; et al. (July 1995). "The Trebuchet" (PDF). Scientific American: 66–71. Explicit use of et al. in: |author2= (help). Original version.
  • Chevedden, Paul E. (2000). "The Invention of the Counterweight Trebuchet: A Study in Cultural Diffusion". Dumbarton Oaks Papers. 54: 71–116. doi:10.2307/1291833. JSTOR 1291833.
  • Dennis, George (1998). "Byzantine Heavy Artillery: The Helepolis". Greek, Roman, and Byzantine Studies (39).
  • Gravett, Christopher (1990). Medieval Siege Warfare. Osprey Publishing.
  • Hansen, Peter Vemming (April 1992). "Medieval Siege Engines Reconstructed: The Witch with Ropes for Hair". Military Illustrated (47): 15–20.
  • Hansen, Peter Vemming (1992). "Experimental Reconstruction of the Medieval Trebuchet". Acta Archaeologica (63): 189–208.
  • Jahsman, William E.; MTA Associates (2000). .
  • Jahsman, William E.; MTA Associates (2001). (PDF).
  • Archbishop of Thessalonike, John I (1979). Miracula S. Demetrii, ed. P. Lemerle, Les plus anciens recueils des miracles de saint Demitrius et la penetration des slaves dans les Balkans. Centre National de la Recherche Scientifique.
  • Liang, Jieming (2006). Chinese Siege Warfare: Mechanical Artillery & Siege Weapons of Antiquity – An Illustrated History.
  • Needham, Joseph (2004). Science and Civilization in China. Cambridge University Press. p. 218.
  • Needham, Joseph (1986). Science and Civilization in China: Volume 4, Part 2. Taipei: Caves Books, Ltd.
  • Payne-Gallwey, Sir Ralph (1903). "LVIII The Trebuchet". The Crossbow With a Treatise on the Balista and Catapult of the Ancients and an Appendix on the Catapult, Balista and Turkish Bow (Reprint ed.). pp. 308–315.
  • Saimre, Tanel (2007). (PDF).
  • Siano, Donald B. (November 16, 2013). (PDF).
  • Al-Tarsusi (1947). Instruction of the masters on the means of deliverance from disasters in wars. Bodleian MS Hunt. 264. ed. Cahen, Claude, "Un traite d'armurerie compose pour Saladin". Bulletin d'etudes orientales 12 [1947–1948]:103–163.

وصلات خارجية

ابحث عن منجنيق في
قاموس الفهم.
Wikisource has the text of the 1911 Encyclopædia Britannica article Trébuchet.
  • Trebuchet Build Plans
  • Secrets of Lost Empires: Medieval Siege (building of and history of trebuchets), from the NOVA website
  • Warwick trebuchet
  • Video Demonstration[] of the Medieval Siege Society's trebuchet
  • Caerphilly Castle trebuchet shooting
  • Trebuchet animation
  • Virtual Trebuchet
  • Trebuchet de l'AMQ a St-Marcellin at YouTube
  • Slow motion mini trebuchet at YouTube
  • Floating arm trebuchet at YouTube
  • Traction Trebuchet hurling a football at YouTube
  • Super Trebuchets - A website about trebuchets with particular focus on modern uses and developments.
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:28:45
التصنيفات: CS1 errors: explicit use of et al., All articles with dead external links, Articles with dead external links from December 2013, Articles with invalid date parameter in template, مدفعية العصور الوسطى, معدات حصار من العصور الوسطى, مدفعية الصين

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«بوريل»: مشاركو إحياء الاتفاق النووي دعموا مقترحات «الأوروبي»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

بدء التقدم للسكن بالمدن الجامعية لطلاب جامعة القاهرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

1002 فرع بسعر مخفض.. «الداخلية» تواصل فعاليات «كلنا واحد»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:23
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

اليوم.. تكريم الفنان محمد صبحى فى الجامعة البريطانية بالقاهرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:34
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

البورصة تتجاهل التراجعات الأمريكية.. وصعود جماعى للمؤشرات بالمستهل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:12
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

حجر رشيد.. قصة الكنز الفرعونى ورحلته من قرى مصر إلى المتحف البريطانى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:38
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

«الزراعة» تكشف عن خطتها للتوسع في المحاصيل التصديرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

القائمة المبدئية لأبطال مسلسل «الحشاشين» لكريم عبدالعزيز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:34
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

أسعار الأسماك البحرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:26
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

401 مليون جنيه إجمالي تكلفة المشروعات الحكومية بجامعة بني سويف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:17
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

أمن المنافذ يضبط قضيتي تهريب نقد أجنبي خلال 24 ساعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:24
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

إميل حلمي نائبا لرئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

تحرير 805 مخالفات لمحلات لم تلتزم بـ«ترشيد الكهرباء»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:12
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

السجن 3 سنوات لصاحب فرش بتهمة الاتجار في مخدر الحشيش بالإسكندرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:22
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

شرطة الكهرباء تضبط 13 ألف قضية سرقة تيار.. في 24 ساعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:24
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

لارا ويارا بينهم.. ماذا يفعل أصحاب الأسماء المحظورة؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:25
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

مسؤول أمريكي: إيران تخلت عن بعض الشروط لإحياء الاتفاق النووي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-23 12:21:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية