جريدة الجوائب
جريدة الجوائب جريدة عربية أسبوعية أصدرها أحمد فارس الشدياق باستنبول واستمرت في الصدور لمدة 23 سنة.
تاريخها
صدر العدد الأول من جريدة الجوائب في 21 ذي القعدة عام 1277هـ الموافق 31 مايوسنة 1861م، وطبعت أولاً في المطبعة السلطانية لمدة عشر سنوات، ثم قام صاحبها أحمد فارس الشدياق بإنشاء مطبعة خاصة صارت من أشهر المطابع في السلطنة العثمانية.
صدر أمر بتعطيل جريدة الجوائب لمدة ستة أشهر بتاريخ 2 يوليو1871م بسبب إمتناعها عن نشر طعن في الخديوي إسماعيل، ثم صدر أمر بتعطيلها مرة ثانية في أربعة رجب عام 1297هـ الموافقسبعة ديسمبر 1879م لمدة أسبوعين لنشرها عبارات عدت ضد مصلحة الدولة العثمانية
وقد تولى سليم الشدياق الإشراف على تحرير الجريدة في سنة 1882م بدلا من والده الذي كبرت سنه، وكان ساعد والده الأيمن في إصدار وتحرير الجريدة التي استمرت في الصدور حتى صدر أمر من إدارة المطبوعات بالدولة العثمانية بوقفها، بسبب نشرها أخبار الثورة المهدية، فكان العدد الأخير من جريدة الجوائب هوالعدد رقم 1177 الصادر بتاريخستة جمادى الأولى عام 1301هـ الموافقخمسة مارس سنة 1884م.
مكانة ودور جريدة الجوائب في العالم الإسلامي
نالت جريدة «الجوائب» شهرة في العالم الإسلامي لم تنلها صحيفة سواها منذ إنشاء الصحافة العربية، فأقبل السلاطين والملوك ورؤساء الحكومات العربية الإسلامية عليها، كما كان المفكرون يتهافتون على قراءتها، وبلغت من حسن التبويب والإتقان، وبراعة التحرير وجودة الأساليب حدا جعلها أكبر صحف ذلك العهد وأوسعها انتشارا، كما كانت مطبعتها الخاصة المسماة «مطبعة الجوائب» من أشهر المطابع في الآستانة والشرق العربي، وقد أمدت المخطة العربية بسيل من المطبوعات التي شاركت في إحياء التراث العربي، واشتهرت بين عشاق الخط بجمال حروفها، وحسن إخراجها، ودقة تسليمها، حتى كادت مطبوعاتها تداني مطبوعات الأميرية ببولاق من هذه النواحي.
أما مكانة «الجوائب» بين الصحافة العربية والعالمية فيكفي للتدليل عليها حتى صحافة الغرب كانت تنقل عنها، وتستشهد بها في معرض الحديث عن سياسة الشرق، كما كانت تلقب صاحبها «أحمد فارس الشدياق» بالسياسي الشهير، والصحافي الطائر الصيت. والحق حتى صلته الوثيقة بالسلطان العثماني وبرؤساء البلاد العربية والإسلامية جعلت صحيفة «الجوائب» مركزا مهما لسياسة الشرق حقبة من الزمان.
ولم تكتف «الجوائب» بمركزها السياسي وبمنبرها الشرقي الذي كانت تسمع منه أجهر الأصوات، بل أضافت إلى ذلك ميدانها الأدبي ومعرضها الحامي في الجدل والمناظرات. وكثيرا ما قامت فيها المعارك الأدبية بين رجال من أمثال: الشيخ إبراهيم اليازجي، والشيخ سعيد الرتوني، والدكتور لويس صابونجي، والكونت رشيد الدحداح، والشيخ إبراهيم الأحدب، وبطرس البستاني وغيرهم، وكان الأستاذ عبد الله فكري الأديب الشاعر المصري ينشر فيها بعض منطقاته وطرائفه.
لقد كان دور الشدياق كصحافي وناشر صحيفة أشد خطرا في إتاحة الحدثة المطبوعة لجمهور عريض من القراء العرب والمسلمين، فحتى الخط التي لم تنشر في حلقات كان يعلن عنها في الصحف بكثافة، وكان لها وكلاء يوزعونها في تونس والإسكندرية.
المصادر
- محمد يوسف نجم. أديب القرن التاسع عشر أحمد فارس الشدياق. رسالة ماجستير قدمت بكلية الآداب بالجامعة الأمريكية ببيروت سنة 1948م.
- محمد الهادي المطوي. أحمد فارس الشدياق 1801-1887 حياته وآثاره وآراؤه في النهضة العربية الحديثة. (بيروت: دار الغرب الإسلامي. 1989م).