أحمد عبد المعطي حجازي

عودة للموسوعة

أحمد عبد المعطي حجازي

الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي

أحمد عبد المعطي حجازي (و. 1935)، شاعر مصري.

حياته

ولد عام 1939 بمدينة تلا، محافظة المنوفية، مصر. حفظ القرآن الكريم، وتدرج في مراحل التعليم حتي حصل على دبلوم دار المفهمين 1955، ثم حصل على ليسانس الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة 1978، ودبلوم الدراسات المعمقة فيالأدب العربي 1979 . عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بجامعاتها ثم عاد إلى القاهرة لينضم إلى أسرة تحرير الأهرام، ورئيس تحرير مجلة إبداع.


هزيمة 1967 أدت الى عزلة جيل وهجرة جيل أخر

حوار مع الاديب

احتفت الاوساط الادبية في مصر ببلوغ الشاعر "احمد عبدالمعطي حجازي" الستين من عمره الجميل، والشاعر الذي بدأ حياته قائلا: "انا اصغر فرسان الحدثة " صار رائدا كبيرا من رواد حركة الشعر الحر، ومازال محتفظا بحيوية الشباب وحكمة التجوال في الزمن. وطوال هذا الحوار الذي امتد الى قرابة الساعتين كان للمدينة حضورها الشعري والانساني كما كان الشاعر متكئا على جراحات جيل مضى مع الحلم حتى أخر الطريق التي أدت الى انتحار، وصمت، وجنون بعض أفراده المبرزين.

  • كان الخروج من "تلا" الى "القاهرة " فكانت "مدينة بلا قلب ".. فما دواعي الخروج، وكيف اختلفت الرؤية الشعرية للمدينة ؟
  • دواعي الخروج من القرية للمدينة كانت طبيعية، لان الريف المصري طارد، وهولا يطرد فئة معينة، ولكنه يطرد كثيرا من الفئات، والمدينة تمثل حلما، اوفرصة أغنى للتقدم بشكل عام، ولذلك نجد ان كثيرا من ابناء الفلاحين عهدوا الهجرة الى المدن منذ الاربعينات، هذه الهجرة حدثت هن قبل - بلاشك - ولكنها لم تكن ظاهرة.

فالهجرة الواسعة بدأت - من الممكن - منذ الاربعينات، وباعثها ان الصناعة المصرية عهدت شيئا من الازدهار بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التي منعت حركة الصادرات والواردات بين مصر والدول الاوروبية فتشجع الرأسماليون المصريون أوتشجعت فئات واسعة على دخول مجال الصناعة سواء في إطار مشروعات كبرى أوصغري، فانتشرت مصانع الحلج والغزل والنسج، وقامت هذه المصانع اومعظمها على اطراف المدن، فشدت ابناء الفلاحين الفقراء ليعملوا فيها، وفي مقدمتهم ابناء "المنوفية ".

والفئة الاخرى التي كان لابد لها ان تهاجر من الريف الى المدن هي فئة المثقفين، واعني المتفهمين الذين يكملون دراستهم الأولية في مدارس القرية - وهي لا تعدوان تكون مدارس ابتدائية - ثم يمضىون الى المدن القريبة لبتر فترة التعليم الثانوي وبعد ذلك يمكنهم ان يمضىوا الى القاهرة لاستكمال دراستهم العالية، اويمضىوا الى "الاسكندرية " لانها كانت قد بدأت نشاطها الجامعي بجامعة "فاروق الاول " وانا من هؤلاء فبعد ان انتهيت من الفترة الابتدائية بـ "تلا" مضىت الى "شبين الكوم " لاكمل دراستي بمدرسة المفهمين التي كانت الدراسة بها آنذاك ست سنوات، وتخرجت سنة 1955 ولكن سلطات الامن لم توافق على تعييني مدرسا لاني كنت قد اعتقلت لمدة شهر في نوفمبر 1954 بعد مشاركتي في مظاهرة بـ "شبين الكوم ".

  • هل اتى اعتنطقك ضمن تداعيات مارس 1954؟
  • كان ذلك في اعقاب أزمة مارس 1954 وما تلاها، بالاضافة الى انه كان لي نشاط وطني بشكل عام، ففي تلك الفترة كان المد الثوري على أشده، وكانت المدارس والجامعات تشارك في العمل الوطني، واي وقع كان يقع في القاهرة كنت تجد له اصداء بالانطقيم، لكن في نوفمبر كانت ذكرى "محمد فريد" واتخذنا منها ذريعة للخروج في مظاهرة واعتقلت لمدة شهر ثم أفرج عني لانه لم يكن هناك سبب يؤدي لاستمرار الاعتنطق،

واكملت دراستي وحصلت على دبلوم المفهمين، ورغم ان ترتيبي كان الاول على المدرسة والخامس عل القطر، فلم أعين، وعندئذ فكرت في البحث عن عمل بالقاهرة، اي ان السبب الرئيسي كان هوالبحث عن عمل، لكن السبب الحقيقي مختلط، فأول قصيدة نشرت لي في مارس 1955 بمجلة "الرسالة الجديدة "،

وكان حلم الظهور والوصول الى منابر النشر بالقاهرة، والاتصال بالحركة الثقافية والشعرية على وجه الخصوص دافعا اساسيا آخر للخروج، ولكنني كنت افترض بإمكانية تحقيق هذا الاتصال بصرف النظر عن مكان وجودي فالشاعر يستطيع انقد يكون موجودا بأسوان ومتصلا بالحياة الثقافية في ذات الوقت ويستطيع ان ينشر في اي مكان لانه لا ينشر بشخصه ولكن بقيمة انتاجه،

وفي تلك الفترة كنا نتابع في مجلة "الرسالة الجديدة " قصائد ومنطقات المصريين الذين يعيشون في العاصمة والانطقيم على السواء، والعرب الذين يعيشون خارج مصر في سوريا أولبنان أوالعراق، لكنني كنت أفهم ان وجودي بالقاهرة اكثر جدوى حيث يتاح لي الاتصال المباشر بالحياة الثقافية. كنت على مفترق طرق، إما ان اشتغل بعيدا عن القاهرة، واجعل الشعر اهتماما ثانويا،

واما ان امضى الى العاصمة لأعطي نفسي تماما للشعر، وهذا ما كنت في حاجة اليه، ليس فقط لانشر اشعاري، ولكن لانغمس في الحركة الثقافية وأتفهم منها واطور موهبتي،

واكمل ثقافتي التي كانت لا تزال محدودة، في هذه الفترة كان علي ان اتقدم بسرعة اوتفرض علي ظروف الحياة الشخصية العامة ايقاعا أبطأ، فلوكنت أعيش خارج القاهرة لأصبحت فكرة الزواج مطروحة، وبالتالي سيؤدي ذلك الى الانشغال في الحياة الا سرية والعملية، ومن حسن الصدف انني قابلت معضلة في التعيين فكان لابد من المجرة الى القاهرة، وخلال شهور تالية من تاريخ نشر قصيدتي الأولى نشرت لي أربع قصائد واستقبلها النقاد بحماسة، أذكر منهم الناقد "أنور المعداوي" والدكتور "عبدالقادر القط " و" راتى النقاش " الذي كان طالبا أنذاك،

وقدمني هؤلاء النقاد لبعض الصحفيين المعروفين آنذاك مثل "مرسي الشافعي" وعن طريقه عملت مصححا لمدة خمسة عشر يوما بدار الهلال ثم انتقلت للعمل بمجلة "صباح الخير" في ذات الفترة التي عمل بها الشاعر "صلاح عبدالصبور" كنا نحرر بابا اسمه "عصير الخط "، ونتابع الحياة الثقافية، وفي فترة متقدمة انتقلت للعمل -"روز اليوسف "

اما عن صورة "القاهرة " فقد كانت في خيالي صورة مركبة من الواقع والخيال، من الاسطورة والعناصر الفلكلورية الموروثة من الريف لأن صورة المدينة الكبرى (القاهرة بالذات ) عند الريفيين صورة سيئة، ولولا اوليا، الله (الامام الشافعي والحسين والسيدة زينب ) لكانت مجرد بؤرة فساد ملعونة، وهذه الصورة لها أسبابها الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية، لكن لم يكن هذا هوالوجه الوحيد للقاهرة، فالوجه الآخر هوالوجه المشرق لعاصمة الثقافة العربية الحديثة، وهذه الصورة بوجهيها موجودة في شعري الاول : فالقاهرة هي المدينة التي لا يعهد فيها احد احدا، المدينة التي هي صورة من صور الجحيم بالنسبة لشاب ريفي بريء، يكادقد يكون طفلا يبحث عن الدف ء والصداقة والاخوة... الخ.

القاهرة آنذاك كانت في نظري مدينة معادية للانسان، تبني نفسها على اشلائه، مدينة كبرى لان الانسان فيها صفه.

الانسان ضئيل والعمارات عالية، هذا ما تجده في شعري الذي خطته خلال الفترة الأولى التي قضيتها في القاهرة، تجد البراءة في لقاءة العنف والقوة المستفحلة لكل ما آلي وصناعي ومصطنع، لا شجر ولا زهور ولا حقول بالمدينة، لا قمر في سماء المدينة ولا فجر فيها أيضا. أما الوجه الآخر المشرق للقاهرة فكان ناتج عنصرين مؤثرين في تكوين صورتها، خصوصا في الفترة الأولى وهما:

الحركة الثورية الجديدة فقد كان هناك مشروع ثوري ينقي المدينة ويطهرها من أثامها، يحولها الى مدينة للانسان لا ضد الانسان وهذا ترده في قصائدي التي خطتها عن "جمال عبدالناصر" في الفترة الأولى، وعن الثورة العربية في سوريا والعراق والجزائر.

اما العنصر الآخر فهوالحب الذي يعني الخروج من الوحشة الفردية الى اقامة علاقة بالمعنى المباشر بين رجل وامرأة، وايضا الحب بمعنى الصداقة وأظن انه لم يحتفل - في جيلي على الاقل - شاعر كما احتفلت انا بالصداقة فكثير من قصائدي تتحدث عن اصدقاء اوتبدأ بيا أصدقاء. المدينة كانت مرفوضة ومكروهة وكنت اعتبر نفسي عدوا لها وعلاقتي بها تتوزع بين السلب والايجاب، فالمدينة ترفضني وأنا ارفضها كذلك،


وهذا الموقف عبرت عنه في قصائد مثل (سلة ليمون - مقتل صبي - الطريق الى السيدة - الى اللقاء... الخ ) بعد ذلك تغيرت الصورة تماما، وهناك قصيدة اسمها (حب في الظلام ) تضمنت لأول مرة تعبير اقول فيها: (أحس كأن المدينة تدخل قلبي) هذه هي الفترة التي بدأت تشهد تطورا ايجابيا في علاقتي بالقاهرة.

  • في نوفمبر 1954 كان اعتنطقك وكانت الساحة تفلي بتيارات سياسية، هل كنت منخرطا في نشاط سياسي اوممنهجا بشكل يؤدي لتكرار اعتنطقك مرة ثانية ؟
  • كان عمري ثلاثة عشر عاما سنة 1948 ومنذ هذا التاريخ حتى سنة 1951 كنت متعاطفا مع الاخوان المسلمين لسببين : الاول، انهم شاركوا في حرب فلسطين، اما الثاني فهوانهم كانوا مضطهدين آنذاك. بعد ذلك ما كدت انصرف بجد للقراءة والكتابة حتى انتهت علاقتي العاطفية بهم لانني كنت اخط واقرأ بكثافة (ربما كنت اخط جميع يوم قصيدة ) واصبح حصاد قراءاتي الادبية والفكرية آنذاك يبعدني تماما عن هذا التيار، لانني انصرفت لقراءة توفيق الحكيم - البدايات مع المنفلوطي والرافعي - والعقاد وقليل من طه حسين،

وبداية من 1957 توجهت لقراءة "عبدالرحمن بدوي" في سلسلة اعماله الفلسفية ابتداء من الفلسفة اليونانية وانتهاء بالفلسفة الالمانية الحديثة، ثم القليل جدا من "سلامة موسى" لانني لم اكن احب لغته، ولا ازال افترض ان لغته لغة تعليمية، صحفية خالية من الجمال، وبسيطة لا ترضي غرور شاعر (وأنا في ذلك الوقت كنت شاعرا). بالاضافة الى المناهج الدراسية الادبية التي كانت منظمة من العصر الجاهلي الى العصر الحديث، وانهمكت في قراءة الرومانتيكيين خصوصا.

علي محمود طه وابراهيم ناجي ومحمود حسن اسماعيل وصالح الشرنوبي ومحمد عبدالمعطي الهمشري وايضا الرومانتيكيين العرب مثل المهجريين :

ايليا ابوماضي وليس جبران خليل جبران فقد كان احساسي نحولفته ان بها جمالا وبساطة ودفئا وعفوية تلقائية ولكن بها قدرا من الركاكة التي دخلتها عن طريق العامية اللبنانية من ناحية، ومن ناحية أخرى عن طريق اللغة الانجيلية التوراتية، وامتدت قراءاتي الى جورج صياح وميخائيل نعيمة شعره وخطه النثرية خاصة كتابه الاول (الغربال ) كما امتدت الى قراءة الرومانتيكيين المقيمين بالبلاد العربية مثل الياس ابوشبكة اللبناني وابوالقاسم الشابي التونسي،

هذه القراءات ابعدتني تماما عن فكر الاخوان المسلمين وكان زملائي في ذلك الوقت يرون ان هذه القراءات افسدت عقيدتي، وجهات الامن كانت تعتبرني من الاخوان المسلمين رغم اني لم أنتم في فترة الصبا لاي حزب، فلم أكن شيوعيا ولا من اتباع مصر الفتاة، اذ كانت الاحزاب التقليدية قد انتهت بحلها سنة 1953، اما بعد ذلك فقد تعاطفت مع البعثيين والناصريين خصوصا بين 1956،

  • من "القاهرة " الى مدن الآخرين كان الخروج الثاني الى "باريس " الذي استمر سبعة عشر عاما، فكيف كنت ترى المدينة !
  • "باريس" كانت بالنسبة لي مدينة محايدة، فهي ليست وطنا، وبالتالي لا اخشي فيها على نفسي بحكم أني فيها زائر، واقامتي ايا كانت مؤقتة حتى لوطالت، وعندما قررت السفر لم يكن في ذهني انني يفترض أن أبقى هذه الفترة فقد كانت (فسحة ) اكثر مما هي معاناة، لم تكن في ذهني فكرة العمل اوالاقامة الطويلة لذا كانت "باريس " باستمرار خيالا جميلا على عكس صورة القاهرة التي خرجت بها من الريف.

لكن صورة باريس التي خرجت بها من القاهرة هي الصورة التي قدمها توفيق الحكيم واحمد الصاوي محمد وطه حسين فهي مدينة النور، لذلك كانت عكسية تماما ولم تنقلب مع طول الاقامة رأسا على عقب، وكل ما هنالك انها لم تعد مدينة زيارة انما تحولت من مجرد فكرة خيالية اوحلم الى مدينة حية اعهدها من الداخل عن طريق العمل واعيش فيها.


تجربته في باريس

وبشكل عام تجربتي في باريس تجربة ايجابية. وليست هذه هي الصورة الموضوعية لباريس، فهي تختلف من إنسان لآخر لاني ما كدت اصل الى باريس في اول مارس 1974 اوبعد وصولي بشهر حتى ظهرت منطقة عني في صحيفة (الليموند) - اكبر صحيفة فرنسية - خطها الشاعر والروائي المغربي الطاهر بن جلون ومنطقة أخرى في صحيفة (ليوما نتيه ) -وهي صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي - خطها "هنري الج "

ودعيت للقاء بطلاب واساتذة قسم الدراسات العربية بجامعة (باريس 8) واللقاء الذي كان مقررا له ساعتان امتد الى اربع ساعات، وعلى اثر هذا اللقاء عرض علي العمل بالجامعة، واستمر العمل بين هذه الجامعة وجامعة باريس ثلاثة (السوربون الجديدة ) بداية من العام الدرامي 1974- 1975 الى ان رحلت عن باريس في آخر سنة 1990، جميع شيء كان مفتوحا: العمل من ناحية، والاقامة والسكن بأجر معتدل عن طريق بلدية "باريس "،

والصداقات التي نشأت بيني وبين اساتذة الجامعة خصوصا "جاك بيرك " الذي تعهدت عليه بمصر ثم توثقت علاقتي به في باريس، كذلك "جمال بن شيخ "، ويعد اكبر استاذ للادب العربي في فرنسا وهوشاعر وناقد من اصل جزائري فباريس تحولت من ان تكون "كارت بوستال " جميلا الى مدينة تدخل في تكوين إحساسي بالمواطنة،

اصبحت مصدرا اساسيا من مصادري الروحية والثقافية ثم ساهمت في تكويني من حديث عن طريق اكتساب اللغة والصداقات القوية التي نشأت بيني وبين الفرنسيين، ثم الفهم الوثيقة بدروبها لان حياتي في فرنسا لم تكن فقط في "باريس " كنا نخرج من آن لآخر الى الريف - البحر - الجبل، كذلك عن طريق الاولاد، فاثنان من ابنائي الاربعة مولودان في "باريس " وقد تشكل وعيهم جميعا هناك، واكتسبوا الجنسية الفرنسية الى جانب الجنسية المصرية، اصبحت باريس امتدادا للوطن، هذا هوتحولها من فكرة شعرية الى عنصر اساسي في التكوين.

  • بالنسبة لسنوات الخروج الشعري والنقدي من مصر في السبعينات، هناك اتهامات بالهرب والتخلي، فكيف ترى حصادها الممثل الآن في الساحة الشعرية ؟
  • الثقافة المصرية بداية من السبعينات نتيجة لانقلاب تام في الحياة المصرية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا الانقلاب لم يكن ايجابيا لانه كان استمرارا واستطرادا للكارثة التي سقطت في 1967، وكانت النتيجة حصادا شقيا وهجرة واسعة للمثقفين المصريين، مصر اصبحت طاردة لمثقفيها، في ذلك الوقت خرج "علي الراعي" - "الفريد فرج " – "محمود امين العالم - بهاء طاهر - سعد اردش - كرم مطاوع - امير اسكندر - غالي شكري"

(خرج الى بيروت اولا ثم الى باريس لم كذلك عدد كبير من اساتذة الجامعة مثل عبدالرحمن بدوي (خرج في اوائل السبعينات )، عدد لا بأس به من الكتاب والشعراء هاجروا الى بلاد عربية، وقليلون مضىوا الى اوروبا وآخرون انتقلوا من بلاد عربية الى فرنسا حتى الفنانين التشكيليين "آدم حنين " وجورج البهجوري وعدلي رزق الله ورجائي وحتى الموسيقيين رمزي يس وعاطف حليم.

هذا الخروج ادى الى خلخلة الحياة الثقافية في مصر خاصة بعد ان تولى المسؤولية "يوسف السباعي" و" عبدالقادر حاتم " ولم تكن علاقتهما بالمثقفين وبالاجيال الجديدة علاقة طيبة،

كانت علاقة حادة وعنيفة، فالمثقفون لدى هؤلاء المسؤولين اما ناصريون اويساريون، كذلك كان بالنسبة للاجيال التالية لجيلي اما الاجيال الجديدة التي ظهرت في اوائل السبعينات فقد فقدت علاقتها بالجيل الذي هاجر، ولم يكن لها أدنى علاقة بالمسؤولين عن الثقافة في ذلك الوقت مما أدى الى ظهورهم عن طريق مجلات "الماستر" فهم رافضون للثقافة الرسمية رفضهم للهزيمة ولنتائجها، وقد حدثت جفوة بينهم وبين الاجيال السابقة فهي في نظرهم مسؤولة عن الهزيمة، حتى المثقفون الذين ظلوا بمصر ولم يهاجروا لم يسلموا من هذا الاتهام اذ كانوا مضطرين للعسل في اطار المؤسسات الموجودة، مثلا صلاح عبدالصبور كرئيس تحرير لمجلة المحرر ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ثم مستشار ثقافي في الهند، كذلك يوسف ادريس ولويس عوض فضلا عن توفيق الحكيم وحسين فوزي.

  • ولكن كان هناك احتفا0بالاجيال الجديدة من قبل مجلة المحرر عن طريق صلاح عبدالصبور كذلك قدمهم راتى النقاش بمجلة الهلال.
  • كان اجتهادا فرديا، ومحاولة لانشاء جسور لم تكن موجودة لان العلاقة العاطفية والفكرية لم تكن موجودة وبالتالي لونشرت قصيدة اواثنتان اوعدد خاص لم يكن ذلك ليقيم علاقة، فالسياسة العامة كانت تدرجهم ضمن تيارات اليسار، ولم تكن هناك لفة مشهجرة بينهم وبين الموجودين، كان سوء الفهم متبادلا، مثلا اعتبر صلاح عبدالصبور في ذلك الوقت حكوميا وليس معنى ذلك انه كان يؤيد سياستها اويعتبر وجها من وجوهها،

كما ان لويس عوض ايد الرئيس السادات لكنه فصل من الاهرام ومنع من نشر دراسته عن جمال الدين الافغاني واصبح موضوعا لهجوم عنيف، هذا الخلل الشديد لم يؤد فقط الى هجرة جيل وعزلة جيل جديد، انما كانت له نتائج فاجعة لان اربعة مبدعين انتحروا: صلاح جاهين ومحمود دياب ونجيب سرور الذي كف عن العمل وجلس على المقهى غارقا في الشراب حتى مات، وصمت نعمان عاشور ، صلاح عبدالصبور توفي بالمستشفى القريب من بيتي ولم تكن المشادة التي حدثت بينه وبين بهجت عثمان الا القشة التي قصمت ظهر البعير لان السنوات العشر السابقة على هذه الحادثة بالنسبة له كانت حصارا وانتحارا بطرق مختلفة،

هناك جيل سحق وأصيب منه من أصيب بالجنون والانتحار، اي حصادقد يكون حين يصبح الوطن وطنا آخر،يا ترى؟ يسقط الحلم سقوطا نهائيا ولا يبقى شيء يضيء الطريق للاجيال التي عاشت في صباها الباكر حلم الستينات، ثم ان الاجيال السابقة -التي كانت في حكم النموذج اوالمثل الذي كان يتفهم منه جيل السبعينات

- هاجر معظمها والجزء الباقي انتحر بطريقة من الطرق، والنتيجة ان الاجيال الجديدة وجدت نفسها في اليتم لان الجميع تخلوا عنها: الوطن والثورة والاجيال السابقة، واتىت التربية الفنية ضعيفة فلم يجدوا ما يتلقونه، كما ان حافز التلقي كان يتمثل في رفض جميع ما له علاقة بالتربية وبالنظام، فعبر هذا الجيل عن نفسه برفض النحوواللغة والعروض والمعجم فعنصر الرفض والتمرد سمة أساسية من سمات عمل هذا الجيل ولكن عنصر التربية - وهوالاساس عندي - كان من الممكن ان يتفجر حتى تظهر منه اعظم الثمار، لكن لم يكن موجودا حتىقد يكون هناك ابداع حقيقي، ولذلك اشك في الكثير من النتائج التي وصل اليها هذا الجيل، فما نواه الآن فقرا في المعجم، الجملة العربية عنده ليست مستقيمة فيها قدر كاف من الركاكة،

والركاكة ليست بالقياس الى نموذج بالذات ولكن بالقياس الى متن اللفة كما نعهدها، وليس ذلك بالقياس الى لفة في عصر ما، بل بالقياس الى ما يمكن ان نسميه قوانين اللغة وطريقتها الخاصة في التعبير، لا في عمومعين بل في مختلف العصور. هناك ايضا الموقف من الموسيقى والايقاع،

وأنا لا اتحدث عن نظام عروض خاص، ولكني اتحدث عن موسيقى الشعر بشكل عام فمن السهل ان افهم ان الانسان لا يرتاح الى ايقاع له طابع كلاسيكي سواء كان قادما من التجارب الشعرية القديمة أومن الشعر الحديث لانه من الممكن أيضا ان يصبح ايقاع الشعر الحر كلاسيكيا الآن بحيث إذا الشاعر الشاب لا يجد نفسه فيه، عندئذ يصبح لقاءا بضرورة البحث عن ايقاع آخر، وهذا الايقاع الآخر لابد انقد يكون ايقاعا خاصا بالشعر، فالنشر ايضا له ايقاعاته ولابد انقد يكون مقبولا لدى المتحدثين بهذه اللغة حتى يصبح الانتاج الجديد جزءا من السياق لا خارجه.

  • هل هذا الرأي ينسحب على جميع افراد جيل السبعينات الممثل في شعراء "اضاءة 77"؟
  • انا لا اتحدث عن جميع فرد، هناك استثناءات باستمرار من الافراد اومن عمل هؤلاء الذين أتحدث عنهم، فيصبح انقد يكون لي هذا الرأي في جانب من شعر (فلان ) لكني أعتقد ان جانبا ثانيا يخرج عن هذا الوصف عند نفس الشاعر، أنا أتحدث عن ظاهرة، وفي ظني ايضا ان الجيل الذي تلا جيل السبعينات موقفه أسوأ لانه جيل متروك ومهمل، هوجيل رافض، علاقاته مقطوعة بالجيل السابق عليه، فهومهمل ومهمل،

هاجر ومهجور، بالاضافة الى هذا هناك خطر عنيف قابل هذه الاجيال عامة، وهوانتنطق مركز الجاذبية من مصر الى بلاد عربية أخرى، جاذبيتها لا تعود الى الثقافة بقدر ما تعود الى الثروة، وقد ادى هذا الى فساد مزدوج، أولا: فساد الموهبة لانهم لا يجدون ما يتفهمونه خارج مصر،

ثانيا: التكالب على جمع الأهوال والثروة، وساهم في خلق ذلك سهولة الوصول الى الصحيفة والمجلة، والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات، والسفر الى الخارج، سمعت ان المعويين كانوا يدعون الى مهرجان "المربد" بالعشرات، ومن الطبيعي الاقد يكون جميع هؤلاء المدعوين شعراء، والنتيجة ان يعاملوا معاملة غير لائقة، وان يضطر بعضهم للرضا بأقل القليل، وهذا يحدث ايضا في بلاد أخرى.

هذا فساد اخلاقي وفكري، وتأتي النتائج غير سقمية فيكون العجز، والتغطية عليه بالانادىء، هناك شعراء لم يحاولوا قراءة ثلاث صفحات في الحماسة، لا يعهدون شاعرا اسمه "صالح الشرنوبي" او"الهمشري" ولا يعهدون ان هناك قصائد لعلي محمود طه غير التي غناها له محمد عبدالوهاب، ويعتقدون ان المازني والعقاد لم يخطا شعرا في حياتهما، هؤلاء يتحدثون عن "رولان بارت " و"جولدمان " بعد قراءة حدثتين في الترجمات التي تظهر هنا وهناك، ويجدون من يشجعهم، وهذا ما آخذه على بعض النقاد والكتاب !

إن هذا الجيل الجديد في حاجة الى من يفهمه، روح الجد، والشعور الحقيقي بالمسؤولية، والصراحة مع النفس، والقدرة على تقبل النقد، والرغبة في الوصول الى شيء رفيع، لا مجرد الاندراج ضمن الكتاب والشعراء،

لابد انقد يكون لكل واحد منهم مشروع يكبر به كالمشاريع التي صنعت توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ وطه حسين، لقد اصبح المثل الأعلى غير موجود والمستوى الفني صار هابطا في جميع أجهزة الاعلام ومنابر النشر، بالاضافة الى التزييف ففلان في الصحف والمجلات شاعر، وهوليس كذلك، أما الشاعر فيمشي في الشارع دون حتى يعوفه احد!

  • رغم وضوح الابعاد الملحمية والد رامية في شعرك على وجه الخصوص في ديوان "اوراس " وقصائد أخرى يمثل الحوار جزءا هاما منها، فلماذا لم تخط المسرح الشعري؟
  • هذا جزء من برنامجي، وانا افترض ان القصيدة لابد حتى تكون غنائية، أما الدراما اوالسيرة فهي أشكال أخرى تختلف عن القصيدة الغنائية وعلى ذلك فبالامكان ان تتضمن القصيدة الغنائية عناصر دراسية اوقصصية.
  • قصيدة النثر صارت هما أساسيا من هموم الجيل
  • أنا اقبلها عندما تكون تجربة، وأرفضها تماما اذا تصور البعض أنها افضل الاشكال أواكثرها حداثة، ولأنها في هذه الحالة تصبح وباء كاسحا، انها شكل يعتمد على لغة فقيرة من ناحية المعجم، بسيطة ساذجة من ناحية الهجريب، نثرية من ناحية الايقاع.



إنتاجه الأدبي

الدواوين الشعرية

  • مدينة بلا قلب 1959
  • أوراس 1959
  • لم يبق إلا الاعتراف 1965
  • مرثية للعمر الجميل 1965
  • كائنات مملكة الليل 1978
  • أشجار الأسمنت 1989.

الدراسات النقدية

  • إبراهيم ناجى (دراسة ومختارات من قصائده) 1971.
  • خليل مطران (دراسة ومختارات من قصائده) 1975.
  • عروبة مصر (دراسة ووثائق) 1979.
  • الشعر رفيقى (دراسات واعترافات حول التجربة الشعرية) 1988.
  • أحفاد شوقى (دراسة في شعر الجيل الجديد من الشعراء المصريين) 1992.
  • فهموا أولادكم الشعر (دراسة ومختارات من الشعر الرومانتيكى المصرى) 1995.
  • ترجمة مختارات من قصائده إلى الروسية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية واليونانية ....إلخ.

مناصب

  • محرر في مجلة صباح الخير، عام 1956.
  • محرر أدبى في مجلة روز اليوسف، عام 1959".
  • رئيس للقسم الثقافى بمجلة روز اليوسف.
  • كلف بتدريس الشعر العربى في جامعة باريس.
  • معيد ثم مدرس للشعر العربى في جامعة باريس الثامنة وجامعة السوربون الجديدة.
  • رئيس لتحرير مجلة إبداع.

ندوات ومهرجانات

دعي لإلقاء شعره في المهرجانات الأدبية, كما أسهم في الكثير من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية, ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر.

عضويات

  • عضوالمجلس الأعلى للثقافة حاليًا.
  • عضوالمجالس القومية المتخصصة.
  • مقرر لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة حاليًا.

جوائز وأوسمة

  • جائزة كفافيس في الشعر، عام 1990.
  • جائزة الشعر الأفريقى، عام 1996.
  • جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1997.</ref> المجلس الأعلى للثقافة</ref>

المصادر

  1. ^ أحمد عبد المعطي حجازي، الموسوعة العالمية للشعر العربي
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:39:33
التصنيفات: مواليد 1939, أشخاص من محافظة المنوفية, شعراء مصريون, أدباء مصريون, خريجو جامعة پاريس, طاقم تدريس جامعة باريس, حاصلون على جائزة الدولة التقديرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير خارجية بريطانيا: تصرفات بوتين تزيد المخاطر بأوروبا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:09:18
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 94%

ثنائية تاو وهاني تمنح الأهلي الهدف الثاني في شباك المصري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:46
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 38%

شارك جمهور الأهلي في تقييم اللاعبين بعد الفوز على المصري برباعية

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:42
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 37%

تاو يسجل ثاني أهدافه في الموسم بأسيست رائع من إمام عاشور

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 38%

كان 121 دولارا للأونصة.. الصين تقلص فرق أسعار الذهب بين شنغهاي ولندن

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:09:16
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 99%

إمام عاشور يتسبب في أول حالة طرد بالدوري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 37%

بيرسي تاو يحصد جائزة أفضل لاعب في مباراة المصري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:38
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 47%

هل يضع "الفيدرالي" الأميركي حدا لرفع الفائدة باجتماع الأربعاء؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:09:15
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 87%

إخلاء مبنى شرطة الكونغرس الأميركي بسبب "سيارة مريبة"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:10:19
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 88%

رضا سليم : الأهلي نادي القرن وأي فريق يخشى مواجهته

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:29
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 38%

وزير الخارجية اليمني: لا انقسام بشأن اليمن داخل مجلس الأمن

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:10:34
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 89%

رسالة من بيبو لجمهور الأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:27
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 50%

بانوراما | لماذا غاب قادة الدول الكبرى عن اجتماعات الأمم المتحدة؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:11:21
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 99%

كريم فؤاد يكشف تفاصيل حديثه مع كولر قبل مباراة المصري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:31
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 38%

الألعاب الآسيوية.. كوريا الجنوبية تهزم الكويت بحصة ثقيلة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:08:35
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 98%

كريم فؤاد يعلن عودته للملاعب بهدف رائع للأهلي أمام المصري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:40
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 48%

زيلينسكي أمام الأمم المتحدة: روسيا تستخدم الغذاء والطاقة سلاحاً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:09:12
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 94%

تداول فيديو للاعتداء على سياح مصريين في ميدان تقسيم بتركيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:09:11
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 91%

برباعية في شباك المصري إنذار شديد اللهجة من الأهلي لفرق الدوري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:43
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

الأهلي ينهي الشوط الأول متقدما علي المصري بهدف سليم

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:49
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 39%

الصفقات الجديدة تمنح الأهلي الهدف الأول أمام المصري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:12:51
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 41%

الخارجية الليبية: لا صحة لمنع دخول فريق أممي إلى درنة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 21:09:14
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 94%

تحميل تطبيق المنصة العربية