المنهج التجريبى

هذا الموضوع يحتاج إلى تدقيق لغوي نحوي وإملائي ولصياغة الجمل، ومراجعة للترقيم. يمكن إزالة هذا الإخطار بعد إتمام المراجعة المطلوبة.

تمهــــــــــــــيد

يعتبر المنهج التجريبى من افضل مناهج البحث الفهمى لان هذا المنهج يعتمد بالاساس على التجربة الفهمية مما يتيح فرصة عملية للفهم الحقائق وسن القوانين عن طريق هذه التجارب. والمنهج التجريبى قديم قدم الانسان لان الانسان منذوان اوجده الله على سطح الارض وبدأ في التعامل مع الطبيعة فاستطاع عن طريق الملاحظة والتجريب الوصول إلى ابعد ممن كان يتصور. فبعد ان ان كان شغل الانسان الاول هوكيفية التكييف واستثمار الطبيعية للسيطرة على كوكب الارض اصبح الان يتجة إلى الفضاء ليكتشف ما فيه.

اذن فنسطيع القول ان اكثر مناهج البحث اهمية بالنسبة للانسان هوالمنهج التجريبى لان هذا المنهج ساعده على التطور وبناء حضارته عن طريق الملاحظة والتجريب والوصول إلى النتائج السليمة وفهم الطرق السلمية للتعامل مع الظواهر وتفسيرها .

مما لاشك فيه ان هذا المنهج في البحث الفهمى مر بمراحل عديدة من التطور شانه شان الحضارة الانسانية فبينما كان الانسان الاول يقوم باستخدام هذا المنهج دون يشعر اصبح هذا المنهج الان مكتمل الصور ويتم استخدامه بكيفية تعتمد في الاساس على القواعد الفهمية. وتتضح قيمة المنهج التجريبى قى العلوم البحتة والتطبيقية.

وسوف نحاول في البحث فهم تاريخ المنهج التجريبى وكيف اثرت الحضارة الانسانية هذا المنهج وماهى خطوات تطبيق المنهج التجريبى

متى ظهر المنهج التجريبى

ارتبطت ظهور الانسان منذ ان خلقة الله على الارض بمحاولة فهم الطبيعية التى اوجدها الله له وبدا الانسان منذوذلك الحين بدا بتجريب واختبار المواد للفهم الصالح والمناسب له ولواخذنا مثلا على ذلك ان الانسان الاول كان يستخدم حجر الصون لقدح الشرر وتوليد النارمنه فلابد ان الوصول لهذه النتيجة سبقتها الكثير من الاختبارات على عدد من العناصر لفهم هذه الخاصية الموجودة في حجر الصوان دون باقى العناصر. فشاهد في ذلك ان استخدام الملاحظة ثم قام بعملية التجريب بدا في فترة مبكرة من تاريخ الانسانية والمنهج التجريبي مر بمراحل عديدة حتى صار بوضعه الحالي.

اليونانين والمنهج التجريبى

ولا ريب حتى ظهور المنهج التجريبي وتثبيت اركانه كان عسيرا، إذ استمر يحاول الظهور منذ عهد سقراط، بل ومن قبله. إذ ان فلسفة اليونان (كثيرا ما كانت تضم أجزاءا نعدها اليوم منتمية إلى مجال الفهم التجريبي كالنظريات الخاصة بأصل الكون أوبطبيعة المادة ومن هذا القبيل كان مذاهب التجريبيين اليونانيين التي نجدها في الفترة السابقة على سقراط، وكذلك في الفترة المتأخرة للفلسفة اليونانية .

ولقد كان أبرز هؤلاء الفلاسفة هوديمقرايطس (Democritus) وهومعاصر لسقراط، يعد أول من طرأت على ذهنه الفكرة القائلة، ان الطبيعة تتألف من ذرات، ومن هنا كان يحتل مكانه في تاريخ الفهم فضلا عن تاريخ الفلسفة ويمكن ان يعد ديمقراطيس من بين الفلاسفة اليونانيين الذين كانوا يعتقدون حتى الفهم لا بد ان تكون يقينية اومجربه على نحومطلق .

وقد استوعب كارنيدس (Carneddes) في القرن التاسع ق.م. حتى الاستنباط لا يمكنه تقديم مثل هذه الفهم، لأنه لا يقتصر على استخلاص نتائج من مقدمات معطاة ولا يستطيع اثبات صحة المقدمات كما استوعب انه لا ضرورة للفهم المطلقة، من أجل توجيه الإنسان في حياته اليومية. والواقع حتى كارينادس بدفاعه عن الرأي الشائع وعن الاحتمال قد أرسى نادىئم الموقف التجريبي في بيئة عقلية وكان اليقين الرياضي يعد فيها الصورة الوحيدة المقبولة للفهم. وقد استمر الاتجاه إلى التجربة عن طريق الشك في المعلومات العقلية المجردة في القرون التالية. وحدثا كانت تقوم حضارة ترتفع أسهم الحركة التجريبية ولكن ظل الاتجاه العام في الفكر هوالاتجاه العقلي .

أما التجربة فقد كانت من خصائص أصحاب الحرف والصناعات وفي بعض الأوقات الأطباء وقد كان سكتس ايرامبيريكوس (Sextus Erampiricus) في حوالي العام 150 م رائدا لمدرسة الأطباء التجريبيين. منهم ابوالطب ابقراط الذى اثر في مسيرة المنهج التجريبى ولقد تاثر به سقراط كثيرا ولاننسى تجربته الرائدة عندما قام بكسر بيض الدجاج في مراحل مختلفة لفهم مراحل تطور الجنين.

المسلمين والمنهج التجريبى

وحين انبثقت الحضارة الإسلامية واتىت معها بروح فهمية جديدة، واستخدمت الفهم أداة لتطوير الحياة، نشطت الحركة التجريبية، وظهر في فهماء المسلمين، كثيرون اعتمدوا التجربة منهجا أساسيا في الفهم، وأبرزهم كان جابر بن حيان في القرن الثاني للهجرة. كذلك كان الحسن بن الهيثم، تجريبيا اشتهر في الغرب بمؤلفاته في حقل البصريات، إلا حتى أفترة اضمحلال الحضارةالاسلامية رافقه ضعف في حركة التجربة وانعطاف جدي إلى المناهج العقلية. وفي الغرب شهدت الفترة هذه جمودا حضاريا إنعكس، من طبيعة الحال على المدرسة التجريبية حيث كانت الفلسفة في القرون الوسطى (إسم يطلق على هذه الفترة بالذات) من اختصاص رجال اللاهوت الذين حصروا أنفسهم على المنهج المدرسي وأضفوا عليه طابعا دينيا وأبعدوا المنهج التجريبي من طبيعة الحال عن واقع الحياة.

الغرب والمنهج التجريبى

وفي بقعة الظلام المحيطة بالعصور الوسطى ظهر بصيص نور في وسط ظلام الجهل الدامس متمثلا في فلاسفة من أمثال: روجر بيكون Bacon Roger (1213-1294م) الذى كان شديد الاهتمام بالمنهج التجريبيى وله تاملاته في خطواته ومبادئه المنطقية وكان بيكون على فهم كاملة بكثير من المجالات المتنوعة ابتداء من معهدته بالبارود وهجريبه الكيميائى حتى تصوره وعلى نحوسابق لعصره بالغواصات والسفن التى تسير بالمحركات الالية الذي كان من الذين نقلوا روح التجربة الفهمية، من بلاد المسلمين إلى الغرب

وبظهور الفهم الحديث في حوالي عام 1600 بدأ الممضى التجريبي يتخذ شكل نظرية فلسفية إيجابية قائمة على أسس متينة يمكن حتى تدخل في منافسة ناجحة مع الممضى العقلي. كما في مذاهب فرانسيس بيكون (1561 -1626) م وهو فيلسوف انجليزي أول من حاول إقامة منهج فهمي حديث يرتكز إلى الفهم المادي للطبيعة وظواهرها) وهومؤسس المادية الجديدة والفهم التجريبي وواضع أسس الاستقراء الفهمي فالغرض من التفهم عنده زيادة سيطرة الإنسان على الطبيعة وهذا لا يمكن تحقيقه إلاَ عن طريق التعليم الذي يكشف العلل الخفية للأشياء. نادى أيضا إلى النزعة الشكية فيما يتعلق بكل فهم سابق بحيث يجب حتى تكون هذه النزعة المستوى الأولى نحوالإصلاح وتطهير العقل من المفاهيم المسبقة والأوهام التي تهدد العقل بشكل مستمر

وجون لوك (1632 -1704)م وآخرين من الذين أسهموا في بناء المنهج التجريبي الحديث. ان ذلك كان جانبا واحدا فقط من جوانب المنهج التجريبي. وهوالجانب النظري منه فقط، وهناك جانب آخر للمنهج التجريبي هوالجانب العملي منه وهوذلك الجانب الذي يعتمد على (صنع ظاهرة)، من ظواهر الحياة ثم ملاحظتها، ودراسة أسبابها وميزاتها وطرق التحكم فيها. ويفترق هذا الجانب عن ذاك في أمرين: 1- إذا خلق الظاهرة يخضع لشروط الباحث نفسه ويستطيع بذلك إبعاد كافة الملابسات التي قد تشوش الرؤية وتعوق دون فهم حقيقة الظاهرة والعوامل الأساسية المؤثرة في ظهورها. بينما ملاحظة ظاهرة طبيعية لا تخضع لشروط الباحث وتتداخل فيها عوامل عديدة يصعب تمييز العامل الحاسم من بينها. 2- إذا التجربة النظرية هي حصيلة العلوم النظرية التي لا بحاجة إلى جهد إضافي بينما التجربة العملية هي من نوع القيام بعمل تغيير في الحياة ويحتاج إلى جهد والى ايجاد شروط صعبة في الحياة ولذلك استطاع الفهماء ـ اليونان ـ اكتشاف أهمية المنهج التجريبي نظريا بينما لم يقدروا على إجراء أبسط التجارب العملية التي لوأنهم جربوها لكانوا اكتشفوا حقائق كثيرة.

فمثلا: الفكرة القائلة حتى الشمس والأرض والكواكب، تتحرك حولنا لم تكن مجهولة لليونانيين، فقد اقترح أرسطوفوس الساموسي (Aristarchus of Samos) بصواب فكرة النظام المتمركز حول الشمس في حوالي عام 200 ق.م ولكنه لم يتمكن من اقناع معاصريه بصواب رأيه ولم يكن في استطاعة الفلكيين اليونانيين حتى يأخذوا برأي أرسطوفس لأن فهم الميكانيكا كان في ذلك الحين في حالة تأخر مثال ذلك ان بطليموس اعترض على أرسطوفوس بالقول: حتى الأرض ينبغي ان تكون ساكنة لأنها لولم تكن كذلك لما سقط الحجر، الذي يقع على الأرض، في خط رأسي، ولظلت الطيور في الهواء، متخلفة عن الأرض المتحركة وهبطت إلى جزء مختلف من سطح الأرض ولم تجر تجرية إثبات خطأ حجة بطليموس الا في القرن السابع عشر

عندما أجرى الأب جاسندي (Gassendi) وهوعالم وفيلسوف فرنسي كان معاصرا لديكارت وخصما له، أجرى تجربة على سفينة متحركة فأسقط حجرا من قمة الصاري ورأى انه وصل إلى أسفل الصاري تماما. ولوكانت ميكانيكا بطليموس سليمة لوجب ان يتخلف الحجر عن حركة السفينة، وان يصل إلى سطح السفينة، عندما يقع في إتجاه مؤخرتها. إلى غير ذلك أيد جاسندي قانون جاليلو، الذي اكتشف قبل ذلك بوقت قصير، والذي يقول: ان الحجر الهابط يحمل في ذاته حركة السفينة، ويحتفظ بها وهويسقط. فلماذا لم يقنع بطليموس بتجربة جاسندي ذلك لأن فكرة التجربة الفهمية متميزة من القياس والملاحظة المجردة وهي لم تكن مألوفة لليونانيين .إلى غير ذلك عهدنا حتى هذه التجربة البسيطة لوأجراها الفهماء اليونانيون لكان فهم الفلك الحديث قد تقدم أربعة آلاف سنة. ان ذات التجربة التي قام بها جاليلو كان بالإمكان حتى يقوم بها بطليموس لوأنه لم يكتف بمجرد ملاحظة الظاهرات الكونية وصياغة النظريات العامة. إلا حتى الذي وقع عملا كان مختلفا عما يتمناه الإنسان اليوم وهوحتى البشرية بلغت مرحلتها المتقدمة من الفهم منذ القرن الخامس عشر، حيث ولج في الأوساط الفهمية، وليد حديث هوالفهم التجريبي العملي.

(حيث كان جاليلو(1564-1641) م أول من وجه التلسكوب الذي اخترعه صانع عدسات هولندي إلى السماء، في إيطاليا. واخترع إيطالي آخر كان صديقا لجاليلو، هوتوريشيلي (Torricelli) البارومتر، وأثبت حتى للهواء ضغطا يقل بازدياد الارتفاع. وفي ألمانيا اخترع جوريكة (Guericke) مضخة الهواء، وأوضح أمام الجمهور الذي عقدت الدهشة لسانه، قوة الضغط الجوي، بأن تجمع بين نصفي كرة فرِّغ ما بينهما من الهواء، ولم تستطع مجموعة من الخيول حتى تفصل أحدهما عن الآخر).

واكتشف هارفي (Hervey) الدورة الدموية ، ووضع بويل القانون الذي يعهد بإسمه والخاص بالعلاقة بين ضغط الغاز وحجمه . إلى غير ذلك توالت الاكتشافات، لتفتح نافذة جديدة على عالم المجهول، هي نافذة التجربة العملية

خطوات المنهج التجريبي

المنهج التجريبى يمر بثلاث مراحل رئيسية اوثلاث خطوات اساسية وكما يقول كلود برنار عن هذه المراحل (( ان الظاهرة توحى بالفكرة والفكرة توجه التجربة والتجربة تحكم على الفكرة)) وللمنهج التجريبى ثلاث مراحل رئيسية وهى 1-فترة ملاحظة الظواهر اواجراء التجارب 2-فترة وضع الفروض الفهمية 3-فترة التحقيق التجريبى اوتحقيق الفروض

وسوف نتناول هذه المراحل بشىء من التفصيل حنى يتسنى لنا فهم جميع فترة على حد وفهم المقصود والهدف منها:-

اولا- الملاحظة

اول مراحل المنهج التجريبي هى الملاحظة لواقعة معينة هذه الواقعة متكررة بنفس الاسلواب وبنفس الشكل بحيث تمثل ظاهرة وهذه الظاهرة ام ان تكون ايجابية اوسلبية واذا كانت الظاهرة ايجابية:- فنقوم بدراسة هذه الظاهرة وملاحظتها ونقوم باجراء التجارب حتى نعهد الاسباب التى تقف وراءها ومن ثم ندعم هذه الاسباب التى تقف وراءها حتى تستمر الظاهرة في الاتجاة السليم وتزدهر وتتطوروتنمو. ام اذا كانت الظاهرة سلبية:- فاننا ندراسها ونقيم التجارب عليها حتى يتسنى لنا فهم اماكن القصور والضعف من ثم نعالج هذا القصور والضعف في هذه الظاهرة حتى نتمكن من تلفى الاضرار الناتجة عنها

ويعهد د.محمود قاسم الملاحظة بأنها (( المشاهدة الدقيقة لظاهرة مع الاستعانة باساليب البحث والدراسة ، التى تتلام مع طبيعية هذه الظاهرة ، وهويرى ان الملاحظة تهدف الكشف عن بعض الحقائق ، التى يمكن استخدامها لاستنباط فهمجديدة .إلى غير ذلك نجد ان الاستقراء الفهمى يبدأ بملاحظة الظواهر على النحو، الذى تبدوعلية بصفة طبيعية

اما التجربة : فهى ملاحظة الظاهرة بعد تعديلها كثيرا اوقليلا عن طريق بعض الظروف المصطنعة فان الباحث في حالة الملاحظة يرقب الظاهرة التى يدرسها دون ان يحدوث فيها تغييرا او يعدل الظروف التى تجرى فيها اما في حالة التجربة فانه يوجد ظروف مصطنعة وتهيئ له دراسة الظاهرة على النحوالذى يريده وهناك صلة بين الملاحظة والتجربة فهما تعبران عن مرحلتين في البحث التجريبي ولكنهما متداخلتان من القابلة العملية فالباحث يلاحظ تم يجرب ثم يلاحظ نتائج تجربته.

ويقسم الدكتور .محمود قاسم التجارب ثلاثة انواع من التجارب ، وهى

1-التجربة المرتجلة:-

ويطلق هذا المصطلح على تدخل في ظروف الظواهر لا للتاكد من صدق فكرة فهمية بل لمجرد رؤية ما يترتب على هذا التدخل من اثار ويلجا الباحث إلى هذا النوع في الفترة الاولى من مراحل المنهج التجريبيى والتجربة هنا ملاحظة يثيرها الباحث لكى يعثر على احد الفروض وهى نافعة للعلوم التى مازلت في مراحلها الاولى

2-التجربة الحقيقية اوالفهمية

ويطلق هذا الاسم على جميع تدخل يلجا اليه الباحث في الفترة الاخيرة من المنهج الاستقرائى اى عندما يريد التحقق من صدق الفروض التى يضعها بناء على ما توحى اليه به الملاخظة اوالتجربة

3-التجربة غير المباشرة

وهى التجربة التى تمد بها الطبيعة دون تحكم من جانب الباحث وهى لاتقل اهمية عن التجارب التى يتحكم فيها الباحث نفسه

سمات الملاحظة

ولابد ان تكون الملاحظة خالية من الهوى اى من من الضروى التزام النزاهة والحيادية وعدم اقحام الميول الشخصية فيها فلابد ان نلاحظ ونجرب بغرض الدراسة في مخطة معينة لغرض ما يقصده الباحث كما يجب ان تكون الملاحظة مكتاملة اى لابد ان يقوم الباحث بملاحظة جميع العوامل التى قد يحدث لها اثر في احداث الظاهرة كذلك من الضرورى ان تكون الملاحظة اوالتجربة دقيقة اى لابد ان يحدد الباحث الظاهرة التى يدرسها ويطبقها ويعين زمانها ومكانها ويستعمل في قياسها ادوات دقيقية ومحكمة وكذلك لابد للباحث ان يستوثق من سلامة اى اداة اووسيلة قبل استخدامها

ثانيا- الفــــروض

الفروض هى الارهصات والتخمينات للاسباب إلى تكمن خلف الظاهرة والعوامل التى ادت إلى بروزها وظهورها بهذا الشكل ويعتبر الفرض نظرية لم تثبت صحتها بعد اوهونظرية رهن التحقيق اوهوالتفسير المؤقت الذى يضعه الباحث للتكهن بالقانون اوالقوانين التى تحكم سير الظاهرة ولذلك تكون الفترة التالية بعد ملاحظة الظاهرة التى تنزع إلى التكرار هى تخمين الاسباب التى تؤدى إلى ظهور الظاهرة وللفروض اهمية كبيرة للوصول إلى حقائق الامور وفهم الاسباب الحقيقة لها ويحب التاكيد على ان جميع تجربة لاتساعد على وضع احد الفروض تعتبرا تجربة عقيمة اذا انه لايمكن انقد يكون اى فهم لوان العالم اقتصر على ملاحظة الظواهر وجمع المعلومات عنها دون ان يحاول التوصل إلى اسبابها التى توضح وتبرز الظاهرة

وبرغم من الاهمية القصوى للفروض فان بعض الفهماء يحاربون مبدأ فرض الفروض لانها تبعد الباحث عن الحقائق الخارحية فهى تعتمد على تخيل العلاقات بين الظواهر كما انها تدعوإلى تحيز الباحث ناحية الفروض التى يضعها مع اهمال بقية الفروض المحتملة ولكن لاشك ان للفروض اهمية قصوى في البحث فهى توجه الباحث إلى نوع الحقائق التى يبحث عنها بدلا من تشتت جهده دون غرض محدد كما انها تساعد على الكشف عن العلاقات الثانئية بين الظواهر ويقول (كلود برنار) الذى يبين اهمية الفرض (( ان الحدس تعبير عن الشعور الغامض الذى يعقب ملاحظة الظواهر ويدعوإلى نشاة فكرة عامة يحاول الباحث بها تاويل الظواهر قبل ان يستخدم التجارب وهذه الفكرة العامة (الفرض) هى لب المنهج التجريبي لانها تثير التجارب والملاحظات وتحدد شروط القيام بها ))

سمات الفروض الفهمية

1-ينبغى ان تكون الفروض مستوحاة من الوقائع نفسها اى يحب ان تعتمد الفروض الفهمية على الملاحظة والتجربة 2-ينبغى ألا يتعارض الفرض مع الحقائق التى قررها الفهم بطريقة لاتقبل الشك 3-يجب انقد يكون الفرض الفهمى قابل للتحقيق التجريبي 4-يجب ات يجب انقد يكون الفرض كافيا لتفسير الظاهرة من جميع جوانبها 5-يجب انقد يكون الفرض واضحا في صياغته وان يضاغ يايجاز 6-يفضل عدم التشبث بالفروض التى لاتثبت صلاحيتها 7-يفضل عدم التسرع في وضع الفروض لان العامل المؤثر هنا هوقيمة الفرض 8-يحب اختيا ر الفروض التى يمكن تفسيرها واقربها إلى التحقيق تجريبيا واقلها كلفة

ثالثا - التجريب اوتحقيق الفروض

تعتبر هذه الفترة من اهم مراحل البحث فالفرض ليس له قيمة فهمية مالم تثبت صحتة موضوعا ويؤدى الفرض إلى اجراء التجارب والقيام بملاحظات جديدة للتأكد من صدقه والتثبت من صحته ولايبح الفرض انونا لميا الابشرط ان يختبر بالرجوع إلى التجرة لاثبات صحته ويجب ملاحظة ان الفرض التى لم تثبت صحته هونتيجة مهمة جدا

كيفية تحقيق الفروض

1-لابد ان تكون هناك قواعد عامة يسترشد بها الباحث في التاكيد على صحة الفروض التى يختبرها 2-الا يختبر الباحث اكثر من فرض واحد ( يفسر الظاهرة) في الوقت نفسه والا ينتقل من فرض إلى اخر الا اذا تاكد من خطا الفرض الاول 3-الا يقنع الباحث باختيار الادلة الموجبة التى تويد الفرض لان دليلا واحدا يتنافى مع الفرض كفيل بنقضه ولوايدته مئات الشواهد 4-الا يتجيز الباحث لفروضة بلقد يكون على استعداد تام لان يستبعد جميع الفروض التى لا تؤيدها نتائج التجارب والملاحظات الفهمية

كيف يمكن التحقق من صحة الفرض

اهتم الفهماء بوضع مناهج دقيقة للتثبت والتاكيد على صحة الفرض وكان اهم هذه المناهج ماوضعه( جون ستيورات مل) للتاكد من صحة الفروض والذى اعتمد في وضعها على الفيلسوف بيكون ويقسم ستيورات طرق التحقق من صحة الفروض إلى ثلاث طرق وهى :-

طريقة الاتفاق

تقوم هذه الطريقة على اساس انه اذا وجدت حالات كثيرة متصفة بظاهرة معينة وكان هناك عنصر واحد ثابت في جميع الحالات في الوقت الذى تتغير قيه بقية العناصر فاننا نستتنج ان هذا العنصر الثابت هوالسبب في حدوث الظاهرة ومن الممكن ان نعبر عن هذه العلاقة بالصورة الرمزية التالية

الحالة الاولى أ ب ج ص الحالة الثانية د ب ج ص فنظرا لوجود العنصر (ج) في جميع حالة تحدث فيها الظاهرة (ص) فاننا عنئذ نقول بان العامل (ج) هوالسبب في حدوث الظاهرة (ص)

سلبيات هذه الطريقة وما يؤخذ على هذا الطريقة في الاثبات انه ليس من الضرورى في جميع حالة يوجد فيها العامل (ج) وتحدث الظاهرة (ص) انقد يكون العامل (ج) سببا حقيقا فقد يحدث وجوده من قبيل الصدفة دائما ومن المحتمل ان تكون النتيجة(ص)مسببة عن عامل اخر لم يتعهده الباحث ومن المحتمل انقد يكون العامل (ج) قد احدث النتيجة (ص) بالاشتراك مع عامل لم يتعهده الباحث اذا اننا لانستطيع ان نعزل في الواقع سببا واحدا ونقول انه السبب المحدد بالعمل وعلى هذا فانه يبنغى الا نثق كثيرا قى هذه الطريق فلا نتخذ من مجرد الاتفاق دليلا على وجود علامة سببية

-طريقة الاختلاف

تقوم هذه الطريقة على انه اذا اتفقت مجموعتان من الاحداث من جميع الوجوه الاوجه الااحدها فتغيرت النتيجة من مجرد اختلاف هذا الوجه الواحد فان ثمة صلة علية بين هذا الوجه والظاهرة الناتجة فاذا كانت لدينا مجموعة مكونة من عناصر مثل (ك ل م ن) تنتج ظاهرة ما ومجموعة اخرى (ك ل م ه) ونتج عن ذلك اختلاف في النتيجة في حالة عن الاخرى فانه توجد بين (ن، ه) صلة العلية وهذه الطريقة شائعة الاستعمال في البحوث الفهمية لانها اكثر دقة من سايقتها فاذا جمع الباحث مجموعتين من الاشخاص وعرض المجموعة الاولى لعدد من العوامل فظهرت نتيجة معينة ثم حرم المجموعة الثانية من تاثير احد العوامل فلم تظهر النتيجة في هذه الحالة يمكن استنتاخ ان العامل الذى اسقطه الباحث هوالسبب في حدوث النتيجة الاولى وهذه الطريقة في الثبات هى التى تقوم عليها فكرة المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة

سلبيات هذه الطريقة

من سلبيات هذه الطريقة انه كثيرا ما يصعب على الباحث تحديد جميع المتغيرات المؤثرة في الموقف الكلى قبل البدء قى الدراسة وكذلك من الصعب وخاصة في البحوث المخطية ايجاد مجموعتية متكافئتين في جميع العوامل وتختلفان عن بعضهما في عامل واحد لكثرة المتغيرات التى تؤثر في الموقف المخطى

-كيفية التلازم في التغير

تقوم هذه الطريقة على اساس انه اذا وجدت سلستان من الظواهر فيها مقدمات ونتائج وكان التغير في المقدمات في كلتا السلسلتين ينتج عنه تغير في النتائج في كلتا السلسلتين كذلك وبنسبة معينة فلابد ان تكون هناك علاقة سببية بين المقدمات والنتائج ويمكن ان تعبر عن هذه العلاق ة بالصورة الرمزية التالية

الحالة الاولى أ ب ج1 ص1 الحالة الثانية أ ب ج2 ص2

اذا يمكن القول بأن (ج) ، (ص) مرتبطان بعلاقة سببية ولقياس علاقة الترابط يلجأ الباحث إلى حساب معامل الارتباط

ومن مميزات هذه الطريقة امكن استخدامها في مجال اوسع من مجال طريقة الاختلاف كما انها الطريقة الكمية الوحيدة بين الطرق التى حددها ( ستيورات مل ) وهى تمكن الباحث ان يحدد بطريقة كمية النسبة الموجودة بين السبب والنتيجة

سلبيات هذه الطريقة

1- من الممكن ان تكون العلاقة بين المتغيرات غير سببية 2- يجب ثبيت جميع العوامل في جميع الحالات التى يجمعها الباحث ماعدا متغير واحد

-التصميم التجريبى

يعتبر تطبيق المنهج التجريبى تطبقيا كاملا من الامور الصعبة جدا في العلوم الاجتماعية ومنها بطبع فهم المخطات والمعلومات ولتسهيل هذه الامور وتذليل هذه الصعوبات حاول بعض الباحثين تصميم بعض التجارب والطرق التى تساعد على حسن استخدم هذه المنهج ومن اهم هذه الطرق هى:-

1-التجارب الصناعية والتجارب الطبيعية

لابد لنا اولا من فهم المقصود بالتجربة الصناعية والطبيعية التجربة الصناعية: هى تلك النوع من التجارب التى تتم في ظروف صناعية يتم وضعها من جانب الباحث التجربة الطبيعية: هى تلك النوع من التجارب إلى تتم في ظروف طبيعية دون ان يحاول الباحث ان يتدخل فيها اوان يصنع لها ظروف خاصة

2-تجارب تستخدم فيها مجموعة من الافراد ، والتجارب تستخدم فيها اكثر من مجموعة

فى النوع الاول من هذا التجارب يلجا الباحث إلى مجموعة واحدة من الافراد يقيس اتجاهاتهم بالنسبة لموضوع معين ثم يدخل المتغير التجريبى الذى يرغب في فهم اثره وبعد ذلك يقيس اتجاه افراد المجموعة للمرة الثانية ، فاذا عثر ان هناك فروقا جوهرية في نتائج القياس في المرتين لفتراض انها ترجع إلى المتغير التجريبى

ام النوع الثانى فيلجا الباحث إلى استخدام مجموعتين من الافراد يطلق على احدهما (المجموعة التجريبية ) ويطلق على الاخرى (المجموعة الضابطة) ويفترض فيهما التكافؤ من حيث المتغيرات المهمة في الدراسة ، ثم يدخل المتغير التجريبى الذى يرغب في فهم اثره على المجموعة الضابطة وبعد انتهاء التجربة تقاس المجموعتان ويعتبر الفرق في النتائج بين المجموعتين راجعا إلى المتغير التجريبى

3-تجارب التوزيع العشوائى تعتمد الطريقتان السابقتين على الافتراض باننا تعهد جميع المتغيرات المهمة في الدراسة وهذا افتراض يصعب التحقق منه ولذلك يلجا الباحث إلى توزيع الافراد عشوائيا على جميع من الجماعتين التجريبة والضابطة اى يتم توزيع الافراد بكيفية تتيح لكل منهم فرصا متكافئة للالتحاق باحدى الجماعتين ثم نقوم باجراء التجربة

متطلبات التصميم الجيد للتجربة 1- الاعتماد على اكثر من تجربة 2-استخدام ادوات جمع بيانات سليمة وقوية التصميم 3-لابد من التحقق من كافة المتغيرات التى قد تؤثر على النتائج 4-اختيار الموضوعات التى تمثل المجتمع بطريقة جيدة 5-عدم تحيز القائم بالتجريب

4-مميزات المنهج التجريبى 1-يعتبر المنهج التجريبى بصفة عامة هواكثر البحث صلابة وصرامة 2- القدرة على دعم العلاقات السببية 3-التحكم في التاثيرات المتباداة على المتغير التابع

4-عيوب المنهج التجريبى

1-التجارب اغلبها مصطنعة ولاتعكس مواقف الحياة الحقيقية