نجيب سرور

عودة للموسوعة

نجيب سرور

نجيب سرور في 1977

محمد نجيب سرور محمد هجرس (1 يونيو1932 - 24 أكتوبر 1978) شاعر مصري معاصر، استخدم اللغة العامية والألفاظ الخادشة. معارض بطبيعته للسلطة، في عهدي عبد الناصر والسادات. يعتبره البعض ضمير الأمة أثناء أزمة أيلول الأسود. تكرر اعتنطقه عدة مرات، حتى اودع مستشفى بحجة سقم عقلي، وتوفي هناك. تحفظ الملايين مقاطع من أشعاره في مصر والوطن العربي. يشبه في أسلوبه الشاعر العراقي مظفر النواب.

ولد بقرية إخطاب، مركز أجا، محافظة الدقهلية (1 يونيو1932 - 24 أكتوبر 1978 م) شاعر مصري معاصر، قرب انتهاء دراسته بكلية الحقوق في السنة الرابعة قرر الالتحاق بالـ بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهوفي الرابعة والعشرين من العمر.

وعند تخرجه انضم إلى (المسرح الشعبي) الذي كان تابعاً لمصلحة الفنون التي كان يديرها الاديب يحيى حقي, واشهجر في اعمال المسرح العشبي بالتأليف والاخراج والتمثيل.

في أواخر عام 1958 سافر في بعثة إلى الاتحاد السوفيتي حيث تفهم الاخراج المسرحي وفي عام 1963 انتقل إلى المجر وظل حتى عام 1964، عمل فيها بالإذاعة، عاد بعدها إلى وطنه مصر حيث شهدت القاهرة فترة ازدهار انتاج سرور المسرحي والشعري والنقدي، خلال فترة الستينيات.

توفي عام 1978 عن عمر يناهز الستة واربعين عاماً.

حياته

ولد في عام 1932 في قرية إخطاب، أجا، الصغيرة التي تقتات بجني مـا يغرس أهلها ومـا يربون من الدواجن والمواشي بعيدًا عن أية رعاية حكومية وترسل أبنـاءها بقليل من الحماس إلى المدارس الحكومية المجانية المكتظة بالتلاميذ يتفهمون بشروط بائسة القليل من الفهم والفهم بعكس مدارس المدن الكبيرة أوالمدارس الخاصة المكلفة.

ولكن مـا يتفهمه فتى مرهف الإحساس وكبير القلب وإنساني المواقف من أدب وشعر ولغة وتاريخ وفلسفة خلال الفترة الثانوية مثل نجيب سرور كـاف لخلق الشاعر والفنـان الذي يتحدى الظلم والاضطهاد وهويراه بعينيه الواسعتين وقلبه الحار قولا ً يتحرض بسببه زمـلاؤه إلى جـانبه ضد الظلم والقهر والاستغلال.. فكانت ولادة الشاعر المناضل الفتي الذي سرعـان مـا ظهرت مواهبه الفنية الأخرى.. فالشعر حدثـة سهلة التكوين وسريعة الوصول والمسرح هوالفضاء الآخر الأكثر رحابة وتأثيرا ً في حياة الناس.. يـُدخلـُهم إليه ليـُريهم مـا لا يرونه في حياتهم المعتادة.

إدراك نجيب أهمية عالم المسرح بالنسبة لقضيته الأولى، النضال من أجل كشف الحقيقة سعيًا للحرية والعدالة، جعلته يهجر دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهوفي الرابعة والعشرين من العمر. حياة البؤس والحرمان واضطهاد بقايا الإقطاعية من مالكي الأراضي والمتنفذين للفلاحين البسطاء في الدقهلية، حيث نشأ نجيب سرور، هجرت بذورًا ثورية في نفس الفتى الذي امتلأ قلبه حقدا ً على الإقطاعيين وسلوكهم غير الإنساني تجاه الفلاحين.

"قصيدة الحذاء" التي خطها عام 1956 في سيرة تعرض أبيه أمامه وهوطفل للمهانة والضرب من عمدة القرية الذي سماه نجيب الإله وكان جشعًا جلفـًا قاسي القلب يتحكم في أرزاق الفلاحين وفي حياتهم.

بهجره كلية الحقوق ودراسته وتخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية تبدأ علاقات نجيب المتميزة مع الكتاب والأدباء والمفكرين والمناضلين والفنانين من خلال أعمـال مسرحية شعبية برز فيهـا كمؤلف وممثـل ومخرج لافتــا ً الأنظـار إلى عبقرية نـادرة.

أخفى نجيب بداية انتماءه إلى جماعة حدتوالشيوعية قبل سفره في بعثة حكومية إلى الإتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي من عام 1958 وحتى عام 1963 حيث أعرب هناك تدريجيًا ميله للماركسية مما كان له أثر سلبي لدى مجموعة الطلاب الموفدين الذين حرضوا السفارة المصرية ولفقوا التقارير ضده وفي نفس الوقت تحول تساؤل الشيوعيين العرب عن كونه يحمل الفكر الماركسي في حين أنه موفد ضمن بعثة حكومية إلى شكوك أقلقته وأثارت في نفسه اكتئابا.

هذه المعاناة جعلته يبالغ في تأكيد صدقه ونفوره من مجموعة الموفدين وعدم ارتباطه بأية جهة غير شيوعية عن طريق تشكيل مجموعة الديمقراطيين المصريين في السنة الدراسية الثانية عام 1959 وتعمد المشاركة في الحياة الطلابية وإلقاء الخطب الحماسية والبيانات ضدالنظام الديكتاتوري وسياسة القمع في مصر وسوريا والتي امتلأت بسببها سجون البلدين بالآلاف من أبناءالوطن الشرفاء من عمال وفلاحين ومثقفين. عندها فقط زالت الشكوك عن نجيب الذي سرعان ما أحاطه الشيوعيون من بلدان الشرق الأوسط بالمحبة والدعم وساعدوه بالتعاون مع إدارة الجامعة لحل معضلة المنحة الحكومية المسحوبة وإبقائه في موسكوبمنحة حزبية أممية.

في موسكوخط نجيب دراسات نقدية ومنطقات ورسائل وقصائد نـُشر بعضها في مجلات لبنانية أما ما لم ينشر عند كتابته فقد جمع بعضه فيما بعد ونشر بواسطته أوبمبادرة من أصدقائه بعد وفاته وهجر الآخر كما هوفي مخطة بيته. مثل: "رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ" - دراسة طويلة خطها عام 1959 ونشر فصولاً منها في المجلة اللبنانية (الثقافة الوطنية) 1959 ثم جمعها وقام وقدم لها محمد دكروب وصدرت في سلسلة "الكتاب الجديد" - دار الفكر الجديد، بيروت 1989 ثم أعيد نشرها كاملة عن دار الفارابي عام 1991 أعمـال شــعرية عن الوطن والمـنـفي - ديوان خط قصائده في موسكووبودابست بين 1959 و1963 ولم ينشر.

ولع نجيب بالأدب والفلسفة وشغفه بالقراءة وكتابته للشعر بالعربية الفصحى لم يكبت رغبته الدائمة بمحاورة الناس عبر المسرح. كان التمثيل في نظره أداة التعبير الأكثر نجاعة. ويقول اصدقاؤه بأنه لم يلقِ عليهم قصائده بل قام بتمثيلها. وكان له من المهارة في الأداء والتحكم بتعابير الوجه وحركة اليدين ما يشد الناس إليه فينشدوا بكليتهم إلى موضوع القصيدة أوالحديث مثيرا عواطفهم ومشاعر الحب أوالكراهية والضحك أوالعبوس وتدفق الدموع حسب الموقف.

أي موضوع عند نجيب سرور هومادة يسخرها لربط الأمور وتسليط الضوء على مسببات معاناة الناس والظلم والاستغلال والتخلف. هذه البراعة عند نجيب سرور أساسها دراسته لفن التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وقد حرص على التعهد في موسكوعلى المدارس المتنوعة في الفنون المسرحية وانتقاء منها ما يريد بحرية وشجاعة ودون قيود فأصبح بعدها يتوق إلى العودة إلى مصر ليلتحم بشعبه ورفاقه وطليعة المثقفين المصريين ويقوم بدوره النضالي من أجل حتى تحيا مصر ويسعد شعبها.

كانت مصر في الخمسينات حبلى بالثورة وشهد نجيب سرور وهوعلى مقاعد الدراسة انطلاق ثورة 23 يوليووواكب - بعد التخرج- العدوان الثلاثي على مصر مما عمق في نفسه الكره الشديد للامبريالية والاستعمار والرأسمالية وكان منطقياً ان يلتزم الخط الاحمر فانتمى إلى الحزب الشيوعي وطار إلى موسكوفي بعثة حكومية لدراسة الإخراج المسرحي وصدم - كما صدم غيره- بالوحدة الارتجالية مع سوريا ثم بمؤامرة الانفصال وراقب عن كثب بطش المخابرات المصرية بالطلبة فتحول إلى (معارض) سياسي في الخارج وسحبت منه البعثة والجنسية فزاد اقتراباً والتحاماً بامميته وأصبح احمر اللون عن (حق وحقيق) وليس عن ترف!!

  • لكن الفلاح المصري في ثنايا نجيب سرور لا يمكن ان يتأقلم مع القوقازي أوالروسي الأبيض حتى لوكان يتبنى الفكر الاحمر وسرعان ما اصطدم سرور بتنظيمات الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي نفسه فهرب إلى المجر ومنها إلى مصر عام 1964.
  • كانت مخابرات صلاح نصر في عام 1964 في اوج تألقها وسطوتها وكان من الطبيعي ان يحل نجيب سرور ضيفاً على زنازين صلاح نصر فيعذب وينفخ ويصلب وتمارس عليه جميع أنواع التعذيب التي أبدع صلاح نصر في ابتكارها... ومع ذلك كانت بصمة نجيب سرور على الحياة الثقافية في مصر واضحة للعيان حتى يوم وفاته في عام 1978 فقد شارك في الحياة الثقافية شاعراً وناقدا وباحثا ومحررا مسرحيا وممثلاً ومخرجاً حتى أصبح أحد اعلام المسرح العربي المعاصر.
  • كان الامن المصري قد هجر الحبل على غاربه لنجيب سرور بعد حتى عثر صلابة هذا الفلاح المصري المثقف لن تفت في عضدها زنازين صلاح نصر إلى ان تجاوز نجيب سرور الخط الاحمر حين توقف امام مجازر الملك حسين بحق الفلسطينيين في ايلول عام 1971 بكتابة وإخراج مسرحية بعنوان (الذباب الازرق) سرعان ما تدخلت المخابرات الأردنية لدى السلطان المصرية لايقافها... وقد كان... وبدأت منذ ذلك التاريخ لقاءة جديدة بين الامن المصري ونجيب سرور انتهت بعزله وطرده من عمله ومحاصرته ومنعه من النشر ثم اتهامه بالجنون!!
  • في هذه الفترة بالذات ولدت معلقته الشهيرة (كس اميات) تقريباً في الفترة نفسها التي خط فيها مظفر النواب كس امياته التي سماها (وتريات ليلية) ومع ان قصيدة مظفر النواب كانت الاسبق إلى الشهرة والانتشار إلا حتى هذا لم يكن بسبب تفردها أوتفوقها على كس اميات نجيب سرور وانما لان القصيدة حلقت عربياً بجناحين فلسطينيين فقد كان كان مظفر محسوباً على المقاومة الفلسطينية التي تبنته وطبعت خطه واقامت لها الندوات والامسيات واغدقت عليه الكثير من الاموال.... وكان التشابه بين الرجلين كبيرا... فالاثنان شيوعيان... والاثنان مثقفان وظفا التاريخ والأسطورة في عملهما الابداعي... والاثنان من طويلي اللسان.... والاثنان على قوائم المطلوبين لأجهزة الامن.... والاثنان سطرا كس امياتهما بعد مجازر ايلول بحق الفلسطينيين.
  • نجيب سرور الذي اصطدم بالمخابرات المصرية بسبب مسرحيته عن الفلسطينيين والمجزرة التي ارتكبت بحقهم في الأردن خذله الفلسطينيون فلم تنشر قصائده في بيروت يوم كانت جميع مطابع بيروت ودور النشر فيها رهن إشارة أبوعمار ولم تجد (كس اميات) سوقاً خارج مصر لمحليتها اللغوية وللعبارات والالفاظ المستخدمة فيها والاهم من هذا لان النظام العربي كله - آنذاك- لم يكن مهيئاً للقاءة أنور السادات كرمال عيون نجيب سرور مع ان السادات كان أبرز راوللقصيدة وحافظ لها!!
  • وكما حذف مؤلفوالخط المدرسية اسم (هن) من الأسماء الستة فجعلوها (خمسة)... حذف النقاد العرب اللفظة الأولى من اسم الديوان واكتفوا بالتعريف به على انه (اميات) أو(الاميات) ومات نجيب سرور في 24 أكتوبر 1978 في مستشفى للامراض العقلية اودعته فيها المخابرات المصرية عن ستة واربعين عاماً وحزنت عليه لاني لم اتمكن من لقاءه في صيف عام 1978 رغم حتى امل دنقل اصطحبني مع الاديب الأردني فايز محمود إلى مقهى نطق ان نجيب سرور يقعد فيها!!
  • يومها طيرت إلى استاذي وصديقي محمود السعدني منطقاً بعنوان (الاشجار لا تموت الا واقفة) و(نجيب سرور توفي غريباً في دمنهور) نشره محمود السعدني في الصفحة الأخيرة من مجلته 23 يوليوالتي كان يصدرها في لندن يوم كان مطارداً فيها من قبل مخابرات أنور السادات.


عمله الأدبي

مع عودة الشاعر إلى مصر عام 1964 بدأت حياته الفنية والأدبية والسياسية التي استمرت قرابة الأربعة عشر عامًا حتى وفاته متأرجحة بين النجاح والمعاناة الشديدة، بكتابة وتقديم النصوص الدرامية ومسرحياتها، استهلها في عام 1965 بعمل مسرحي من إخراج كرم مطاوع بعنوان "ياسين وبهية" وهي رواية شعرية خطها في بودابست قبل عام واعتبرها الجزء الأول من ثلاثية ضمـَّت "آه يا ليل يا قمر"، المسرحية الشعرية التي خطها عام 1966 وأخرجها جلال الشرقاوي عام 1967، و"قولوا لعين الشمس"، مسرحية نثرية في ثلاثة فصول، خطها عام 1972، وأخرجها توفيق علي عام 1973.

ثم خط مسرحية "يا بهية وخبريني" عام 1967 بإخراج كرم مطاوع ثم "آلويا مصر" وهي مسرحية نثرية، خطت في القاهرة عام 1968 و"ميرامار" وهي دراما نثرية مقتبسة عن رواية نجيب محفوظ المعروفة من إخراجه عام 1968. استمر تألق نجم نجيب سرور مع هذه الأعمال التي نشرت معظمها خطًا في طفرة الصعود في السبعينات.

في عام 1969 قدم نجيب سرور من تأليفه وإخراجه المسرحية النثرية الحدثات المتقاطعة التي تحولت فيما بعد إلي عمل تليفزيوني أخرجه جلال الشرقاوي ثم أعاد إخراجها للمسرح شاكر عبد اللطيف بعد عشر سنوات واستمر تألق هذا العمل الفني حتى عام 1996. وفي عام 1969 قدم المسرحية النثرية الحكم قبل المداولة، وقد قام بتحقيقها ونشرها كاملة الباحث الجاد محمد السيد عيد.وخط المسرحية النثرية البيرق الأبيض وفي عام 1970 قدم ملك الشحاتين وهي كوميديا غنائية مقتبسة عن أوبرا القروش الثلاثة لبرشت و"الشحاذ" لجون جاي من إخراج جلال الشرقاوي.

تجددت معاناة نجيب سرور بشدة في العام 1971 عندما خط وأخرج العمل المكرس لمذابح أيلول الأسود في الأردن بعنوان الذباب الأزرق في نطقب الكوميديا السوداء، إذ منع عرض هذه المسرحية من قبل أجهزة الرقابة في القاهرة. ثم خط في العام 1974 المسرحية الشعرية منين أجيب ناس وقد عرضت في نفس العام أعقبها بمسرحية نثرية لم تعرض وتحمل العنوان النجمةْ امُّ ديل ثم بالدراما الشعرية المقتبسة عن مسرحية هاملت لشكسبير وحملت العنوان "أفكار جنونية في دفتر هملت". معظم أعمال نجيب الدرامية طبعت ونشرت بشكل فردي وكذلك ضمن مجموعة الأعمال الكاملة التي صدرت عام 1997.

أغلب أعماله الشعرية خطها فرادى خلال فترات متباعدة ثم جمعها في دواوين أومجموعات. فالمجموعة الشعرية "التراجيديا الإنسانية" خط بعض قصائدها في مصر منذ 1952 وضمنها قصائد أخرى خطها في موسكوقبل سفره إلى بودابست وقد أصدرتها "المصرية للتأليف والنشر والترجمة" عام 1967. والمجموعة الشعرية "لزوم ما يلزم" خط قصائدها في هنغاريا في العام 1964 وصدرت في العام 1975.

أما أعماله الشعرية في موسكووبودابست (1959 – 1963) والتي سمَّـيت في مجموعها عن الوطن والمنفى فلم تـُنشر. إذ خط نجيب سرور رباعيات وقصائد هجائية باللغة الشعبية المصرية ضمنها غيظه وحقده على الكذب والنفاق والخداع الذي اتسمت به السياسة العربية بعد حرب يونيو/ حزيران من عام سبعة وستين واستهجانه للمثقفين العرب الذين صمتوا عن قول الحقيقة أوباعوا أنفسهم لدوائر السياسة وكذلك رفضه لتحولات مجتمعية رآها تنتشر حوله.

في فترة السبعينيات قابلت نجيب سرور ظروف قاسية للغاية وصل فيها اضطهاده وفصله من عمله مدرسًا في أكاديمية الفنون في القاهرة إلى التشرد المأساوي مما حفزه، وهوالإنسان الذي يكره الصمت والخنوع والاستسلام، على كتابة قصائد الساخنة انتقد فيها بشكل لاذع سياسة حكومة أنور السادات تجاه الوطن والشعب وخاصة قمع الحريات العامة وحرية التعبير والتسلط على المثقفين والتنكيل بالمواطنين. تحاملت أجهزة السلطة في حينها على الشاعر فلفقت له التهم المتنوعة وساقته إلى مستشفى الأمراض العقلية. وقد تكرر ذلك سعيًا من السلطة لتحطيم نفسية نجيب سرور.

فخط نجيب سرور ما بين 1969 و1974 قصائد هجائية في نطقب الرباعيات سجل فيها ما رآه قلبا للأحوال وسيادة النفاق والتصنع وتحكم التافهين بشروط معيشة وإبداع الموهوبين، بلغة تعد فاحشة وإباحية بكثير من التصريحات الجنسية وحدثات السباب. عهدت في مجموعها بعنوان كس أميات، إلا حتى من يرونه عنوانا محرجا يؤثرون لأجل تلافي الحرج في معرض حديثهم عن أعمال سرور الإشارة إليها باسم الأميات.

ورغم شهرتها فإنها تعد أقل أعمال نجيب سرور قيمة فنية، وأقربهم إلي الصراخ العصبي الذي أصاب نجيب بعد الإحباط النفسي والإفلاس المادي. ولم تنشر القصائد في حياته لكن تسجيلا صوتيا وهويلقيه في جلسة خاصة نسخ وانتشر. إلى حتى نشر ابنه شهدي نجيب سرور على الوب عام 1998 أجزاء منه مما كان سببا في ملاحقته القانونية وهروبه إلى روسيا حيث يعيش الآن.

في عام 1978 صدرت له "بروتوكولات حكماء ريش" وهي تعبير عن أشعار ومشاهد مسرحية و"رباعيات نجيب سرور" التي كان قد خطها بين عامي 1974 و1975.

استمر إنتاج نجيب سرور حتى وفاته فقد خط ديوان الطوفان الكبير وديوان فارس آخر زمن عام 1978 ولكنهما لم ينشرا حتى صدرت أعماله الكاملة في العام 1997.

عمله النقدي

لنجيب باع كبير في النقد الأدبي والمسرحي. فبالإضافة إلى عمله الكبير رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ هناك الكثير من الموضوعات النقدية مثل "تحت عباءة أبي العلاء" و"هكذا نطق جحا" و"حوار في المسرح" و"هموم في الأدب والفن" وغيرها مما لم ينشر في حينه أونشر في الصحف والمجلات المصرية واللبنانية وغيرها.

مع بدايات نجيب سرور تجد نفسك أمام فنان مرهف الإحساس محب لجميع الناس، صدره واسع، من الممكن عصبي المزاج أحيانا ً ولكنه ظريف ومرح غالبًا، وفي نفس الوقت تدرك الرصيد الثقافي الكبير عند شاعرنا الذي لا يوفر فرصة للربط الفلسفي والتاريخي وسرد الشواهد من التاريخ والأسطورة ليثبت ما يريد حتى يقول.

فرؤية نجيب لما خلف الصور التي تبدولنا عادية أوصلته إلى حقائق كان من المحال نيل قناعة المعنيين بها في ذلك الوقت ولكن الحياة أثبتت صحتها. فلنقرأ ما نطقه في قصيدته الشهيرة المسيح واللصوص بعد تعهده على الكثير من خلفيات الأمور في هنغاريا، البلد الاشتراكي الأوروبي وقد تغلغل النفوذ الصهيوني في صفوف حزبه وحكومته والتي يتهم فيها المسيح بالتساهل والتسامح مع اللصوص مما أعطاهم الفرصة للاهتمام بمصالحهم والمتاجرة بنفس شعارات المسيح عدوهم.

توفي نجيب سرور في 24 أكتوبر 1978 بمدينة دمنهور بمصر عن ستة وأربعين عامًا. فأثار رحيله المبكّر اكتئابًا في نفوس محبيه من الأدباء والفنانين والمفكرين والمناضلين والمكافحين.

من أعماله

اقرأ نصاً ذا علاقة في

نجيب سرور


  • شجرة الزيتون
  • يسين وبهية
  • آه ياليل ياقمر
  • ميرامار: التي اقتبسها من رواية نجيب محفوظ واخرجها بنفسه لفرقة المسرح الحر عام 1968 على مسرح الزمالك.
  • التراجيديا الانسانية
  • لزوم ما يلزم
  • بروتوكولات حكماء ريش
  • رباعيات نجيب سرور
  • الطوفان الثاني
  • فارس آخر زمن
  • أعمال شعرية عن الوطن والمنفى
  • رسائل إلى صلاح عبدالصبور
  • عن الانسان الطيب
  • رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ
  • حوار في المسرح
  • هموم في الادب والفن
  • تحت عباءة ابي العلاء
  • هكذا نطق جحا


قائمة بأعمال نجيب سرور الشعرية

انظر: أعمال نجيب سرور

التراجيديا الإنسانية

مجموعة شعرية خطها بين 1952 و1959 . صدرت عن " دار المصرية للتأليف والترجمة والنشر " عام 1967 بالقاهرة .


  • لزوم ما يلزم

مجموعة شعرية خطها في بودابِست عام 1964 ، صدر أول مرة عن " دار الشعب " عام 1975 بالقاهرة .

  • الكسميات

رباعيات وقصائد هجائية خطها نجيب سرور بين 1969 و1974 ، نشرت بالإنترنت عام 1998 .

  • بروتوكولات حكماء ريش

أشعار ومشاهد مسرحية ، خطها وصدر عن مخطة مدبولي بالقاهرة عام 1978 .

  • رباعيات نجيب سرور

ديوان خطه بين 1974 و1975 ، صدر بمخطة مدبولي عام 1978 .


الطوفان الثاني

ديوان خطه عام 1978 بالقاهرة ، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997 .


فارس آخر زمن

ديوان خطه عام 1978 ، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997 .


أعمال شعرية عن الوطن والمنفي

ديوان خطه فيما بين 1959 و1963 ولم ينشر .


رسائل إلي صلاح عبد الصبور

خطها في موسكوبين 1959 و1963 ولم تنشر .


عن الإنسان الطيب

ديوان خطه في موسكوفيما بين 1959 و1963 ولم ينشر .

وصلات خارجية

يمكن مطالعة أعمال نجيب سرور الشعرية في هذا المسقط http://www.wadada.net/surur/ او : http://www.arabtimes.com/sror.htm

الهامش

  1. ^ http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1673000/1673482.stm
هذه بذرة منطقة عن حياة شخصية بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:19:42
التصنيفات: شعراء مصريون, مسرحيون مصريون, أشخاص من أجا، الدقهلية, مواليد 1932, وفيات 1978

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

كييف تحذر من تكرار "السيناريو الكورى" فى أوكرانيا.. إعرف التفاصيل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:32
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 49%

الغرفة التجارية في الجيزة تشيد بقرار تخفيف قيود كورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:08
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

شكري في إسرائيل بناء علي دعوه من نظيره الإسرائيلي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:17
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

غدا.. عزاء الراحل رجائى عطية نقيب المحامين فى مسجد عمر مكرم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:30
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 46%

وفد نقل البرلمان يتفقد ميناء «أبو طرطور».. ويشيدون بخطط تطويره

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:07
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

روسيا تحقق في تعذيب النازيين أسرى الحرب في أوكرانيا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:19
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

وكيلة القوى العاملة: الرئيس السيسى أثلج صدور عمال مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:07
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

أبخازيا تستنفر قواتها وتعلن استعدادها لدعم الجيش الروسي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:17
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

ميسرة صلاح الدين: المسرح يتعرض لظرف مؤقت.. و«الشعري» لا يحظى بالدعم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:12
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

وزيرة التضامن تشارك محافظ أسيوط في حفل تكريم الأمهات المثاليات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

«الخارجية»: سامح شكري يصل إسرائيل (تفاصيل)

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-03-27 21:21:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية