مدينة ماضي
مدينة ماضي (اسمها القديم: نارموثيس Narmuthis) مدينة أثرية في مركز إطسا في جنوب غرب محافظة الفيوم تحفل بالمعابد التي بناها أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع (1855 - 1799 ق.م.) من الأسرة الثانية عشر.
المعبد الرئيسي كان مخصصا لإلهين: الإله التمساح، سوبك، والإلهة الحية (ثعبان)، رننوتت.
اكتشاف المدينة
بعد مرور سبعين عاما من اكتشاف" أكيلى فوليانو" لمدينة ماضى وبعد سنوات طويلة من الأبحاث التي أجرتها بعثات جامعة بيزا الإيطالية ومجموعة من فرق الأثريين والمرممين المصريين خرجت مدينة ماضى إلى النور مرة أخرى محتفظة بالمعبد الوحيد بمصر الذي يعود تاريخه إلى الدولة الوسطي والذي تزينه النقوش الهيروغليفية والمناظر المنحوته كما تحتفظ بمعالم أثرية أخرى من العصر البطلمى والروماني والقبطي فهى تفخر بمعابدها الثلاث ومقصورة إيزيس وطريق الاحتفالات وتماثيل الأسود وتماثيل أبى الهول والميدان الروماني الرائع بحيث تمثل المدينة بالعمل أول حديقة أثريه طبيعية بمصر ولذلك أطلق عليها الأثريين " الأقصر الجديدة " أو" أقصر الفيوم "، تم فتح أبواب المدينة للزائري مما يشكل عاملا إضافيا مهما من اجل تحقيق أهداف التنمية السياحية بالفيوم وإعلانا عن بدء فترة تاريخية جديدة للمحافظة .
تاريخ
لمدينة ماضي تاريخ طويل ممتد عبر آلاف السنين بدأ منذ 4000 سنه ، وتعاقبت عليها الاحداث والأجيال
بدأ مولد المدينة خلال فترة الدولة الوسطى ( بداية الالفيه الثانية قبل الميلاد ) مع تأسيس قرية اسمها " جيا" في إطار أعمال دولة أمنمحات الثالث (حوالي 1842- 1794 قبل الميلاد ) للاستصلاح الزراعي للإقليم (الفيوم حاليا)ومع تشييد المعبد الذي أتمه خليفته أمنمحات الرابع الذي كان مكرسا لعبادة الكوبرا "وننوتت" والتمساح " سوبك " معبود إقليم البحيرة وقتها ، ومنذ نهاية الدولة طوالسبعة –ثمانية قرون هجر السكان المدينة والمعبد الفرعوني تدريجيا ففقد المعبد أهميته بعد ان غطته الرمال
المدينة فترة العصر البطلمي
ومع بداية العصر البطلمي ( القرن الرابع – الأول قبل الميلاد ) استعاد إقليم الفيوم أهميته على يد بطليموس الثاني وخلفاءه : نهضت المدينة " جيا " من حديث باسم يوناني هو" نارموثيس" حيث تم ترميم المعبد وتوسيع مساحته جهة الجنوب والشمال بإضافة معبد حديث وسور طويل حول ارض المعبد المقدسة .
فترة العصر الروماني
ظلت المدينة حيه منتعشة حتى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الميلادي حيث هجر السكان منطقة المعابد القديمة تدريجيا وغطت أرضها أكوام الاتربه والرمال والأحجار وتزايد باستمرار انتنطق السكان جهة المنطقة العمرانية الجنوبية ونشطت الحياة أكثر فأكثر .
ومما يؤكد أهمية المدينة الإستراتيجية انه في خلال فترة حكم الإمبراطور دقلديانوس ( القرن الرابع – الخامس الميلادي )تم بناء معسكر نارموثوس (50 -50 م )فى ضاحية المدينة ( الطرف الشرقي )وتم تزويده بصهريج وإمداده بشبكة قنوات قديمة ، وكان هذا المعسكر يستضيف جنود كتيبة كوهوس الرابع
( ويوجد بالفيوم حصن آخر لحق به الخراب الكامل يقع في قصر قارون .
فترة العصر القبطي
وخلال هذه الفترة استقر السكان في المنطقة الجنوبية وشيدوا كنائس متعددة خلال القرن الخامس والسادس والسابع( تتميز إحدى هذه الكنائس بتخطيط فريد يتألف من 13 جناح )
" وبالعمل تمت أعمال حفائر من باحثين من جامعة بيزا منذ عام 1978 ، واكتشف نحوعشرة كنائس تعود إلى هذا العصر "
فترة الفتح العربي
ومن القرن الثامن إلى الحادي عشر أقام العرب بعض أجزاء من المدينة ، ولكنهم ما لبثوا حتى هجروا المكان الذي صار يعهد باسم " مدينة ماضي " وهوالاسم الوارد على خرائط الفيوم في كتاب وصف مصر الذى ألفه فريق الفهماء بتكليف من نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية غلى مصر .
وبفضل عالم الآثار والبرديات الإيطالي" أكيلى فوليانو" وهوأول من اكتشف مسقط مدينة ماضي وعكف على دراستها في النصف الثاني من الثلاثينيات ومنذ أواخر السبعينيات وجامعة بيزا الإيطالية تعمل في مسقط مدينة ماضي مع مجموعات من الأثريين والمرممين المصريين وتنظم الجامعة سنويا عددا من البعثات الاثريه( حيث حصلت على امتياز للقيام بأعمال الحفر والتنقيب بالمسقط مع المجموعات المصرية) .
وتولى الحكومة الآن اهتماما كبيرا بالمنطقة لتصبح مزار سياحي رئيسي بعد المشروع الذي تقوم به المحافظة بتمويل من وزارة الخارجية الإيطالية لربط المنطقة ببعضها من خلال طريق خاص" يصل بين الحديقة الاثريه للمدينة ومنطقة وادي الريان ووادي الحيتان كمنطقه محميات طبيعية " هذا الطريق يفترض أن يتصل مباشرة بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي مما يوفر الوقت والجهد للزائري .
المصادر
- نافذة الفيوم
قراءات اضافية
- A.Vogliano, Primo (e secondo) rapporto degli scavi condetti della R. Universita di Milano nella zona di Amdinet Maadi, 1935-6 (Milan, 1936-7).
- R.Naumann, 'Der Tempel des Mittleren Reiches in Medinet Madi', MDAIK8 (1939), 185-9.
- Ian Shaw and Paul Nicholson, The Dictionary of Ancient Egypt, 178