مخطة الإسكندرية
مخطة الإسكندرية الملَكية أوأكبر مخطات عصرها، ويعتقد أنّ تأسيسها كان بأمر بطليموس الثاني، في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، وأنّ عدد الخط التي احتوتها قد بلغ الـ 700,000 مجلّد. في سنة 2002 وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة، اليونسكو، تم تدشين مخطة الإسكندرية الجديدة وتقع كلا المخطتين في مدينة الإسكندرية بمصر.
إنّ جميع المعلومات التي بحوزتنا عن مخطة الإسكندرية تأتي من بضعة شهادات مختلفة ومتفرقة، مما يجعل تاريخ هذه المخطة وصفتها وتنظيم العمل فيها وحتّى العدد الحقيقي للمجلدات التي احتوتها يفتقد إلى أي دقة فهمية إذا ما رجعنا إلى الشروط التي يجب حتى يتخذها أي درس فهمي حسب فهماء التاريخ.
يصرّ باحثوومؤرخوالقرنين العشرين والحادي والعشرين على توضيح أنّ هذه المخطة تعبير عن فكرة مثالية وطوباوية للماضي. فبرغم من أنها قد وجدت بالعمل وبدون شك في وقت ما، فإن جميع ما خط عنها هوإمّا متضارب وغامض ومحل شك، وإمّا زاخر بالتسقطات ويرتكز على معلومات قليلة هي في أغلب الأحيان تقريبية. فالمعلومات الثابتة قليلة، والمسألة تبدوكتصوّر مثالي وأسطوري لما يُعتقد أنّ هذه المخطة كانت عليه من فخامة وقيمة.
التأسيس
أنشأت مخطة الاسكندرية على يد خلفاء الاسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الخط في العالم القديم والتى وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومخطة أرسطو، ولقد احترقت المخطة ودمرت تماما أثناء حصار يوليوس قيصر للمدينة ، حيث أوفد سفنه الحربية عام 48 قبل الميلاد لتدمير سفن دولة البطالمة المرابطة هناك . وظل الحلم على إعادة بناء مخطة الاسكندرية القديمة وإحياء تراث هذا المركز العالمى للفهم والفهم قد راود خيال المفكرين والفهماء في العالم أجمع .
الحكماء
فاق عددهم المائة في أكثر فترات المخطة تألّقاً فكانوا ينقسمون إلى فريقين حسب التصنيف الذي وضعوه هم بأنفسهم الفيلولوجيون والفلاسفة:
كان الفيلولوجيون يدرسون النصوص والنحوبكل تعمّق فبلغت الفيلولوجيا مرتبة كبرى العلوم فكان لها إتصال بفهم التاريخ والمثيوغرافيا. بينما يفهم الفلاسفة بقية العلوم سواء كانوا مفكرين أوفهماء. ومن بين أجيال الفهماء الذين تعاقبوا على مخطة الإسكندرية وعملوا بها الساعات الطوال الدراسة والتمحيص، عباقرة حفظ التاريخ أسماءهم مثل أرخميدس (مواطن سيراقوسة) وطوّر بها اقليدس هندسته وشرح هيبارخوس للجميع حساب المثلثات وطرح نظريته القائلة بجيومركزية العالم فنطق أنّ النجوم أحياء تولد وتتنقّل لمدة قرون ثمّ تموت في نهاية المطاف، بينما اتى أريستارخوس الساموسي بالأطروحة المعاكسة أي نظرية الهليومكزية (وهي القائلة بحركة الأرض والكواكب الأخرى حول الشمس وذلك قبل كوبرنيكوس بعدّة قرون). نجد كذلك ومن بين جملة الفهماء الذين يختلفون على المخطة إراتوسثينس والذي ألّف جغرافيّةً وأنجز خريطة على قدر كبير من الدقّة وهيروفيلوس القلدوني وهوعالم وظائف استنتج أنّ مركز الذكاء هوالدماغ وليس القلب. كما كان من روّاد المخطة الفلكيون طيمقريطس وأرسطيلووأبولونيوس البرغامي وهورياضي معروف ، وهيرون الإسكندراني مخترع العجلات مسنّنة وآلات بخارية ذاتية الحركة وصاحب كتاب أفتوماتكا وهوأول عمل معروف عن الروبوتات. وفي فترة لاحقة وحوالي القرن الثاني في نفس المكان الفلكي كلاوديوس بطليموس وعمل بالمخطة أيضا غالينوس الذي ألّف أعمالاً كثيرة حول فن الطب والتشريح. ومن أخر أعلام الموسيون نجد امرأة تدعى هيباتيا وهي رياضية وفلكية كانت لها نهاية مأساوية وميتة شنيعة على أيدي بعض الكهنة المسحيين.
التوسعة والهدم
كما ذكرنا سابقا فإنّ المخطة كانت جزءا من الموسيون ولكنها وفي فترة لاحقة اكتسبت أهمية وحجما كبيرين وبالتالي أصبح من الضروري إنشاء ملحق على مقربة منها. يعتقد حتى الملحق أو"المخطة الوليدة" أنشأت بأمر بطليموس الثالث إفيرغيتيس. أنشئ هذا الملحق على هضبة حي راكوتيس (والمعروف اليوم بحي كرموز)، في مكان من الإسكندرية بعيدا عن شاطئ البحر في معبد قديم شيّده البطالمة الأوائل للإله سيرابيس وسمي السرابيوم. استطاعت هذه المخطة الصمود وعبور القرون مكتسبة كسابقتها شهرة وأهمية كبيرتين في شتى أراتى العالم. وقد حافظ الأباطرة الرومان، في ما بعد، على المخطة وطوّروا تجهيزاتها بنظام تدفئة مركزية بمد أنابيب عبر الحيطان وذلك للحفاظ على جفاف الجوداخل المستونادىت الأرضية. قامت هذه المخطة الوليدة مقام المخطة الأولى لمدّة طويلة بعد الحريق الضخم الذي نشب بالإسكندرية أثناء المعركة التي دارت بين الأسطولين الروماني والمصري. لجئت عندها كليوباترا السابعة إلى مدينة طرسوس بصحبة ماركوس أنطونيوس الذي أهداها عندها 200.000 مخطوطا جلبت من مخطة برغامة (في آسيا الصغرى) فكانت تلك الهدية تعبير على تعويض للخسائر التي تكبدتها المخطة إثر الحريق.
أمناء المخطة
جمع ديمتريوس الفاليرى اليونانى نواة مخطة الإسكندرية، وهوفي بلاد اليونان. كما يمكن حتى يطلق عليه مؤسس فكرة المخطة، ولوحتى هذا الشرف أوأكثر منه ينبغى عدلا حتى ينسب إلى الملكين الأول والثاني من البطالمة.
إذ كان بطليموس الأول (سوتر) هوالذى أمر بتأسيس المخطة وتنظيمها على نفقته، ثم أكمل ذلك خلفه بطلميوس الثانى (فيلادلفوس). ومن ثم ينبغى حتى نقول إذا مخطة الإسكندرية، هى بمثابة إنجاز مشهجر لسوتر وفيلادلفوس وديمترويوس.
ومما لا ريب فيه حتى أمناء مخطة الإسكندرية، لقوا من أنواع المتاعب المخطية مثلما يلقى الأمناء في المخطات الجامعية الحديثة. إذ كان من الصعب التوفيق بين ما يطلبه عامة القراء والمتخصصون، بتوزيع الخط بين المخطة الأم والمخطات المتخصصة.
قد كان زينودوتوس الأفيسي على الأرجح هوأول امين للمخطة. وكان على رأس الأشخاص الذين خدموا بالمخطة ديمتريوس الفاليري (حوالى 284 ق.م.)، وزينودوتوس الأفيسي (284- 260 ق.م)، وكاليماخوس البرقاوي (260- 240ق.م.)، وأپولونيوس الرودسي (240- 235 ق.م.)، وإراتوستثيس البرقاوي (235- 195 ق.م.)، وأريستوفانيس البيزنطي (195-180 ق.م.)، وأپولونيوس إدوگرافوس (180-160 ق.م.)، وأريستارخوس الساموتراقي (160-145 ق.م.).
من الممكن ان يضاف إلى هذه القائمة اسم أمين أويحذف منها آخر، ولكن هناك شبه اتفاق على هؤلاء الأشخاص.
المخطة في القرن العشرين
مخطة الإسكندرية الجديدة توجد في مبنى جميل على شاطئ الإسكندرية. وقد تكفل الاتحاد الاوروبي ومؤسسة أنا ليند (مؤسسة خيرية لتخليد ذكرى آنا ليند، وزيرة الخارجية السويدية المغدورة) بالإنفاق على إنشائها وإدارتها.
المخطة الحديثة
مخطة الإسكندرية الحديثة هي صرح ثقافي كبير تم إنشاؤه وافتتاحه عام 2002 لتكون منارة للثقافة ونافذة مصر على العالم ونافذة للعالم على مصر. ويرأسها إسماعيل سراج الدين. كانت البداية مع إعلان الرئيس مبارك اعلان أسوان عام 1990 لإحياء المخطة القديمة.
انتقادات للمخطة الحديثة
تفتقر المخطة للخط كما تفتقر لأي نشاط مفيد للمجتمع المحيط بها، السكندري أوالمصري أوالعربي. فيكاد ينحصر نشاطها على صالة المؤتمرات والحفلات واستقبال السواح. وتكاد أنشطتها المظهرية تكون بالكامل موجهة لداعميها الاوروبيين دون إعمال للفكر في كيفية لعب دور مؤثر في المجتمع المحيط بها.
معرض الصور
لوحة فنية للبسملة داخل المخطة
وصلات خارجية
- مخطة الإسكندرية والحديثة
- بين مخطة الإسكندرية والحديثة
- مسقط مخطة الإسكندرية على الإنترنت
هوامش
المصادر
- ترجمة عن الموضوعة الإسبانية.
Coordinates: