أصحمة النجاشي

حسب المصادر العربية، أصحمة بن أبجر كان امبراطور أونجاشي أكسوم في عهد النبي محمد، وأوى الكثير من المسلمين في مملكة أكسوم. مصطلح "النجاشي"؛ يتوافق مع اللقب الأكسومي القديم نـِگوس، وبديله "نگاش". أما الاسم "أصحمة" فيبدوأنه يناظر الاصم الأصلي بلغة الگعز، "إلا-صحم"، وتنويعتها صحامة. وقد عُرف هذا الملك الأكسومي من خلال العملات المعدنية. وحسب مؤلفين آخرين، فقد يحدث أصحمة هونفسه الملك أرمه، أووالده أوابنه. تشير سجلات تاديسه تامارت حتى سكان ويقرو، حيث كان يشتهر هناك بـأصحمت النجاشي يزعمون حتى قبره يقع في قريتهم.

المصادر الإسلامية

تسميه المصادر العربية أصحمة، حيث أورد ابن كثير خطاباً أوفده إليه رسول الله، مع عمروبن الضمري، فنطق: "بعث رسول الله عمروبن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وخط معه كتابا:

بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلام عليك فإني أحمد إليك الملك القدوس، المؤمن، المهيمن، وأشهد حتى عيسى روح الله وحدثته القاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه من روحه ونفخته كما خلق آدم بيده ونفخته، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني فتؤمن بي وبالذي اتىني، فإني رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا، ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فاقرهم ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى".

نطق عنه الرسول محمد إنه "ملك لا يظلم عنده أحد".

تولى الحكم وهوابنتسعة سنين بعد موت عمه بصاعقة، وبعد سنوات من حكمه، انتشر عدله، ومضىت سيرته الطيبة إلى جميع مكان.

وفي السنة الخامسة من الهجرة نصح الرسول المسلمين بهجر مكة والهجرة إلى الحبشة لأن فيها "ملك لا يُظلم عنده أحد وعادل في حكمة كريماً في خلقة"، وهناك يستطيعون العيش في سلام آمنين على أنفسهم وعلى دينهم، وكان عددهم في ذلك الوقت ثمانين رجلاً غير الأطفال والنساء، وينطق حتى الهجرة قد تمت بين 610 ـ 629 م.

عندما فهمت قريش بذلك انزعجت، فأوفدت إلى النجاشي عمروبن العاص، وهو"داهية العرب"، وعبد الله بن أبي ربيعة بالهدايا حتى يسلمهما المسلمين، فرفض النجاشي ذلك إلا بعد حتى يسمع الطرف الآخر.

فنادىهم النجاشي، فلما حضروا، صاح جعفر بن أبي طالب بالباب "يستأذن عليك حزب الله"، فنطق النجاشي: مروا هذا الصائح فليعد كلامه . فعمل. نطق نعم. فليدخلوا بإذن الله وذمته. فدخلوا ولم يسجدوا له. فنطق ما منعكم حتى تسجدوا لي،يا ترى؟ نطقوا: إنما نسجد لله الذي خلقك وملكك، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان. فبعث الله فينا نبيا صادقا. وأمرنا بالتحية التي رضيها الله. وهي "السلام" تحية أهل الجنة. فعهد النجاشي حتى ذلك حق. وأنه في التوراة والإنجيل.

فنطق: أيكم الهاتف يستأذن،يا ترى؟ فنطق جعفر: أنا. نطق: فتحدث. نطق: إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم. وأنا أحب حتى أجيب عن أصحابي. فأمر هذين الرجلين فليتحدث أحدهما، فتسمع محاورتنا.

فنطق عمرولجعفر: تحدث. فنطق جعفر للنجاشي: سله أعبيد نحن أم أحرار،يا ترى؟ فإن كنا عبيدا أبقنا من أربابنا فإرددنا إليهم. فنطق عمرو: بل أحرار كرام. فنطق: هل أهرقنا دما بغير حق فيقتص منا،يا ترى؟ نطق عمرو: ولا قطرة. فنطق: هل أخذنا أموال الناس بغير حق عملينا قضاؤها،يا ترى؟ فنطق عمرو: ولا قيراط. فنطق النجاشي: فما تطلبون منه،يا ترى؟ نطق: كنا نحن وهم على أمر واحد على دين آبائنا. فهجروا ذلك واتبعوا غيره. فنطق النجاشي: ما هذا الذي كنتم عليه. وما الذي اتبعتموه،يا ترى؟ قل وإصدقني.

فنطق جعفر: أما الذي كنا عليه فهجرناه وهودين الشيطان، كنا نكفر بالله ونعبد الحجارة. وأما الذي تحولنا إليه فدين الله الإسلام اتىنا به من الله رسول وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقا له. فنطق: تحدثت بأمر عظيم عملى رسلك.

ثم أمر بضرب الناقوس. فاجتمع إليه جميع قسيس وراهب. فنطق لهم: أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، هل تجدون بين: عيسى وبين يوم القيامة نبيا،يا ترى؟ نطقوا : اللهم نعم. قد بشرنا به عيسى، ونطق من آمن به فقد آمن بي، ومن كفر به فقد كفر بي. فنطق النجاشي لجعفر: ماذا يقول لكم هذا الرجل،يا ترى؟ وما يأمركم به،يا ترى؟ وما ينهاكم عنه؟.

فنطق: يقرأ علينا كتاب الله ويأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر ويأمرنا بحسن الجوار وصلة الرحم وبر اليتيم، ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له.

فنطق: اقرأ مما يقرأ عليكم. فقرأ سورتي العنكبوت والروم. ففاضت عينا النجاشي من الدمع. ونطق: زدنا من هذا الحديث الطيب. فقرأ عليهم سورة الكهف.

فأراد عمروحتى يغضب النجاشي. فنطق إنهم يشتمون عيسى وأمه. فنطق: ما تقولون في عيسى وأمه،يا ترى؟ فقرأ عليهم سورة مريم. فلما أتى على ذكر عيسى وأمه حمل النجاشي بقشة من سواكه قدر ما يقذي العين. فنطق: والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيرا.

وفاته

توفي في العام التاسع للهجرة ونطق الرسول محمد لأصحابه: "اخرجوا فصلوا على أخٍ لكم توفي بغيْر أرضكم"، فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفًا ثم صلى عليه صلاة الغائب، وكان ذلك في شهر رجب.

انظر أيضاً

ملوك أكسوم
قائمة الصحابة غير العرب
سيفو

المصادر

^ See the article on Ellä Säham by Gianfranco Fiaccadori in the Encyclopaedia Aethiopica, vol. 2, Wiesbaden 2005
^ Sergew Hable Sellassie. Ancient and Medieval Ethiopian History to 1270 (Addis Ababa: United Printers, 1972), p. 185.
^ Taddesse Tamrat, Church and State in Ethiopia (1270 - 1527) (Oxford: Clarendon Press, 1972), p. 34.
^ البداية والنهاية ج3 ص83
^ الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ الآية 199 من سورة آل عمران، مسقط نداء الإيمان
^ بينات/ مسقط مخط محمد حسين فضل الله (تفسير الآية 199 من سورة آل عمران)