إستڤانيكو Estevanico (و. 1500 - ت. 1539)، هوالأمازيغي-المغربي الذي يشتهر بكون أول أفريقي يصل إلى ما يعهد اليوم بالولايات المتحدة. اشتهر بالكثير من الأسماء، منها إستبان الدورناطي، استبانو، إستباوالموري، سعيد بن حدو، وسعيد بن حدوالأزموري. استعبده الپرتغاليون شاباً، وبيع إلى نبيل إسپاني وكان ضمن بعثة نارڤايز الإسپانية التي خرجت عام 1527 لتأسيس مستعمرة فلوريدا. كان ضمن الأربعة الناجين من بين 300 رجل الذين استكشفوا شبه الجزيرة. بحلول أواخر 1528 تقلصت المجموعة إلى 80 رجل، الذين نجوا بعد حتى ألقت بهم الأمواج إلى شاطئ جزيرة گالڤستون بعد محاولات للإبحار عبر خليج المكسيك.

سافر إستڤانيكولثمان سنوات بصحبة ألڤار نونييز كابزا ده ڤاكا، أندريز دورناتس ده كارانزا، وألونسودل كاستيلومالدونادوعبر إسپانيا الجديدة (ما يعهد اليوم جنوب غرب وشمال المكسيك)، وصولاً للقوات الإسپانية في مكسيكوسيتي عام 1536.

لاحقاً كان إستڤانيكوهوالدليل الرئيسي للبعثة عند عودتها للجنوب الغربي. يعتقد الإسپان أنه قُتل في مدينة هواكوه الزونية عام 1539. يعتبر إستڤانيكو"مكتشف نيومكسيكو".

حياته المبكرة

ٌُوُلد إستڤانيكوحوالي عام 1503 بمدينة أزمور، والتي كانت تشكل إلى جانب سهول أخرى شريطاً غنياً على نهر أم الربيع وساحل المحيط الأطلسي. كانت أزمور تشتهر بوفرة سمك الشابل الشهير والذي كانت تُحمل منه عدة سفن إلى الپرتغال.

العبودية

عام 1513 سقطت مدينة أزمور في أيدي الپرتغال. وبين عامي 1520-1521 ضربت البلاد مجاعة دفعت بالأهالي إلى بيع أبنائهم. وبيع سعيد بن حدوإلى پرتغالي ورحل إلى أوروپا، على متن أحد المراكب الخمسين التي كانت تغادر ميناء أزمور يومياً محمّلة بالعبيد.

في قادس اقتنى أندريس دورانتيس الشاب المغربي الأزموري الذي نسب إليه فيما بعد، ليحمل اسم إستبيان ده دورانتيس. رحل أندريس دورانتس القشتالي مع عبده إلى العالم الجديد بحثاً عن المضى والثروة والشهرة. وهناك في جزر الكاريبي المستعمرة الإسپانية توطّدت علاقة العبد بسيده الذي بات قائداً لفيلق مشاة، مما فتح له ولعبده الأزموري باب المشاركة في أول حملة استكشافية لمناطق فلوريدا الحالية، والمناطق العذراء التي تزخر بالمضى والحجارة الكريمة في مخيّلة الكونكيسادوريس الإسپان والپرتغاليين.

مستكشف أمريكا الشمالية

ضمّت أول حملة استكشافية للمناطق المسمّاة حالياً بولاية فلوريدا في عام 1527 حوالي 400 رجل، لم يصمد منهم أمام الجوع والعطش والسقم وسهام الهنود سوى أربعة رجال، كان قائدهم إستيفانيكوالمغربي (الأزموري).

انطلقت الحملة في عام 1527 بقيادة بانفيلودي نارفاييز الذي خدم العرش الإسپاني لمدة عشرين عاماً. ولعب استكشاف إستفانيكودوراً محورياً في اكتشاف جنوب ولايات المتحدة الحالية، ومات هناك في مدينة سيبولا الأسطورية، إحدى مدن المضى السبع لدى الهنود الحمر. يعتبر إستفانيكوأول أجنبي وطئت قدماه أرضها. وقد عين الملك كارلوس الأول، القائد نارفاييز حاكما اسبانيا على ولاية فلوريدا المفترضة، وشاءت الأقدار حتى تقابل سفن الحملة المتوجهة إلى نهر ميسيسيبي عواصف قوية حطمت إحدى البواخر وألحقت الأضرار بالأخريات مما اضطر البعثة إلى قضاء فصل الشتاء في كوبا.

في فبراير 1528 انطلقت سفن الحملة الأربعة الأصلية بالإضافة إلى أخرى خامسة اشتراها (بانفيلودي نارفاييز) لكن الحملة قابلت الأعاصير قبل الرسويوم 12 ابريل من نفس السنة في فلوريدا ،وبالضبط من شمال خليج بامبا حيث لمح هنود حمر- وكانوا إحدى قبائل الصيادين- السفن الخمسة والأربعمائة رجل تنزل علي اليابسة برفقة جيادهم الاثنين والأربعين ،فاهدي السكان الأصليون للوافدين الجدد سمكا وطرائد برية عربونا على المسالمة قبل حتى يتبخروا في جنح الليل مخلفين شباك صيدهم التي عثر بها رفاق سعيد بن حدو(استيفانيكو) على بتر مضىية مما كان عربونا حاسما على وجود المضى بوفرة في هذه المناطق.

انقسم أفراد الحملة إلى قسمين القسم الأول سيظل في عين المكان يحرس السفن الخمس والقسم الثاني سيحمل راية العرش الأسباني ليكتشف اليابسة بحثا عن مناجم المضى . هكذا انطلقت رحلة ثلاثمائة رجل داخل فلوريدا . رجال يقودهم ذي نالافاييز نفسه .لكن الواقع المرعب لهذه الرحلة جعل القائد يقرر الرجوع إلى خليج بامبا للعودة في مراكبه والفرار من موت أكيد ؛ لكن المفاجأة الكبرى انه لم يجد مراكبه وفريقه الأول الذي هجره على الساحل والذي فر إلى المكسيك هروبا من ارض أحسوا بعدوانيتها تجاههم.

لم يتبق خيار أمام القائد ورجاله سوى إنقاذ أنفسهم وذلك بصنع قوارب بديلة للرحيل، فعمد استفانيكوومن معه الى بناء قوارب مسطحة بمواد بدائية مما توفر لهم وظلوا يعملون طوال ستة أسابيع حتى لم يبقى لديهم سوى حصان يتيم لأنهم كانوا يقتاتون من لحومها، وحينذاك قاموا بخياطة قمصانهم لتصبح أشرعة وأبحروا. سار سعيد بن حدومع سيده دورانتيس وحوالى خمسين رجلا من ضمنهم الونزوديل كاستيومالدونالدوعلى نفس المركب المسطح. لكن بعد يوم اويومين تعفن الماء المخزون في القِرب المصنوعة من جلد الجياد، ولم يعد في حوزتهم سوى قليل من الشعير لسد الرمق. ظلت مياه الميسيسيبي تتلاعب بهم وتهددهم بالموت وهم يعانون الجوع والعطش وحرارة الشمس؛ لكن حظهم كان أفضل من حظ الآخرين الذين غرقت قواربهم –باستثناء واحد كان يقوده كابيزا دي فاكا. التقى الناجون من ركاب القاربين وعددهم ثمانين فردا من ضمنهم قائد الحملة بانفيلودي نارفييز في شاطئ تكساس .بجزيرة أطلقوا عليها اسم ((مالهادوا) أي التعاسة، في حين تمكن مركبان من السير على سواحل لويزيانا طيلة أربعة أيام لكن زوبعة عنيفة فرقتهما وانتهى أمر مركب الأزموري إلى جزيرة "كاليفسطون "وكان ذالك في 1528اما الباقون فمضىوا ضحية الجوع والعطش أوقتلوا على يد الهنود .لم ينج سوى أربعة منهم الأزموري.

أخذ الهنود الأزموري ورفاقه الثلاثة، عوامل السكان الأصليون الأربعة بطيبوبة، حيث بقوا أسرى خمس سنوات، وفي لأبريل 1534 قرر الأربعة وهم استيفانيكو، دورانتيس، كاستيو، كابيزادي فاكا الفرار منتهزين فرصة غياب أهل القرية لتنطلق رحلة جديدة للرجال الأربعة من جديد، من الشرق إلى الغرب عبر تكساس وفلوريدا واتفق حتى عالج الأربعة بعض الهنود السقمى مرتلين بعض الأدعية باللغة اللاتينية. كما انقدوا من الموت أحد السقمى، ليفقدوا من زاوية نظر البويبلوس صفة الغزاة الغرباء وينالوا لقب أبناء الشمس، وقد ساعدهم في ذلك إتقان استيفانيكوالمغربي الأزموري لست لهجات محلية على الأقل وربطه لمجموعة علاقات أهلته للحصول على التواصل والانسجام مع الهنود.

وفي عام 1535 توجه الأربعة محور المكسيك فبتروا بلاد تكساس وعبروا النهر الكبير وقد شاع خبر معجزات الأسود والبيض الثلاثة في إنقاذ الناس من الموت سقما .فبدأت قوافل الهنود ترافقهم من قرية إلى أخرى وتهديهم الأكل والشراب وجلود الغزلان وأغطية القطن ولالئ المرجان وبتر الفيروز والزمرد ومنحوتات نحاسية. هكذا تصف رسالة من تلك الحقبة سعيد بن حدوخلال رحلته الأولى هذه إلى فلوريدا: "أعضاؤه ضخمة مزينة بنياشين الزهر والأجراس، أما صندوقه الكبير فكانت التمائم تملؤه. ترافقه الكثير من نساء الهنود اللواتي أهدتهن القبائل له ".وتضيف رواية أخرى انه كان يزين رأسه بريشة قصيرة مرصعة بالجواهر أهداها له أحد زعماء الهنود ،ويحمل معه دائما شيئا طبيا". ذاع صيت الرجال الأربعة لدرجة حتى من عجزوا عن علاجه ،يُمسخ في نظر الآخرين ويصبح لعين "أبناء الشمس "لأن القدر انتقم منه.

التحق استفانيكوبالحامية العسكرية الأسبانية المتواجدة في مرسى سان – ميغل دي كوليكان الذي سينطلقون منه للوصول إلى العاصمة المكسيكية.وأبلغوا ممثل الملك الأسباني حتى هناك مدنا مضىية أهمها مدينة سيبولا الأسطورية بل إذا استفانيكوأكد رؤيتها بعينه ،وهوما أدى بنائب الملك الأسباني في المنطقة إلى تعيينه ضمن حملة أخرى ستنطلق في عام 1539 تحث قيادة المبشر الراهب الفرنسيسكاني فراي ماركوس لاكتشاف مدن المضى سيكون مرشدها هوالأزموري.

انطلقت الحملة في شهر فبراير من سنة 1539 وانقسم أفرادها كالسابق إلى قسمين إلا حتى هذه المرة تقدم فريق يقوده استيفانيكو، وبقي القسم الثاني يقتفي اثر القسم الأول والذي يتزعمه الراهب .وكان استيفانيكوابن ازمور يخبر رئيسه باكتشافاته عن طريق رسل يحملون صليبا يشير حجمه على اقترابه من مدن المضى الأسطورية . ونظرا لشهرة استيفانيكوالتي اكتسبها في رحلته الأولى وجعلته ابن الشمس القادر على علاج السقمى .فقد رافقه المئات من الهنود ليرشدوه إلى أكبر وأشهر مدن المضى السبع الأسطورية وهي مدينة سيبولا.

تقول وثيقة اسبانية تاريخية تعود إلى سنة 1540 "بعد حتى انفصل استيبان –استيفانيكو-عن الراهب. افترض انه باستطاعته الاستحواذ على شرف اكتشاف مدن المضى بمفرده وان ذلك سيجعل منه رجلا شجاعا ومقداما في نظر الآخرين .هكذا فقد هجر مسافة كبيرة بينه وبين باقي أفراد البعثة. وحل في سيبولا رفقة الهنود ... وصل استيفانيكوإلى سيبولا محملا بكمية من أحجار الفيروز الكريمة التي أهداها له البويبلوس. بالإضافة إلى عدد هائل من النساء الجميلات التي وهبه إياها الهنود المرافقون له. وقد كان هؤلاء يلتحقون بركبه حدثا عبر قبيلة معتقدين انه سيحميهم من جميع الأخطار.

لكن سكان سيبولا كانوا أكثر ذكاء من أبناء فصيلتهم المرافقين للمغربي .ولهذا فرضوا عليه الإقامة الجبرية في كهف خارج المدينة. واستنطقه حكماؤهم وشيوخهم لمدة ثلاثة أيام لفهم مسببات وفوده عليهم قبل حتى يجتمعوا لتقرير مصيره. نطق استفانيكولمستنطقيه بأن رجلين من البيض سيلتحقان به وبأنهما موفدان من طرف نبيل يعهد ما في السماوات وأضاف بأن الراهبين مكلفان بتلقين الهنود أصول الدين.

لم يصدق زعماء سيبولا المغربي وظنوه جاسوسا لقبيلة ترغب غزوأراضيهم كما لم يتقبلوا حتىقد يكون رسول البيض ذوبشرة سوداء. إضافة إلى جميع هذا أغاضتهم طلباته المتكررة بالحصول على الفيروز والنساء فقرروا قتله. وهذه هي الرواية الاسبانية لنهاية سعيد بن حدو.

للهنود المنطقة روايات أخرى مغايرة يرددونها حول مقتل سعيد الأزموري .تقول إحدى الروايات الخاصة بقبيلة تسمى زوني التي تعتقد حتى البومة طائر الموت ونذيره لأن جِرابه الطبي كان مصنوعا من ريش البوم فرأى الأهالي في ذلك نذير شؤم وقرروا قتله. كما حتى هناك رواية مماثلة تقول بأن الأزموري أوفد إلى صاحب مدينة-سيبولا- رسولين حاملين آنية تحتوي على بعض الخيوط وريشتين، واحدة بيضاء والأخرى أرجوانية اللون. ولما مثل الرسولان أمام صاحب المدينة وقدما له الآنية رماها أرضا حينما شاهد محتواها وأمر الرسولين بالرجوع من حيث أتيا وانذرهما بأنه سيقتل جميع أصحابهما إذا هم دخلوا المدينة. لكن الأزموري تجاوز هذا الأمر واقترب من المدينة فأُلقي القبض عليه هووأصحابه. وفي اليوم التالي حول الأزموري الفرار مع رفاقه غير حتى حماة المدينة طاردوهم وقتلوا عددا منهم وسقط الأزموري بعد حتى أصابه هوالآخر أحد السهام. وتقول رواية أخرى حتى زعيم قبيلة سيبولا أمر ببتر أطراف استيفانيكووأوفد بترة منها إلى زعماء القبائل حتى يتأكدوا بان المغربي مجرد إنسان وليس ابنا للشمس.

أسماؤه

ذُكر إستڤانيكوبأسماء مختلفة في اللغات الپرتغالية، الإسپانية، العربية والإنگليزية، ضمن أعمال تاريخية مختلفة. من أشهرها إستڤانيكو، مصطفى الزموري، سعد بن حدو، إستبان الأسود، إستبانيكو، إستڤان، إستبان الموري، إستبان ده دورانتس، واستفان الموري. and "Little Stephen".

تصويره في وسائل إعلامية أخرى

• ميرسو: تحقيق مضاد، روائية خطتها الروائية الأمريكية-المغربية ليلى الفهمي في 2014، وتدور حول مذكرات إستڤانيكوالخيالية. عبرت ليلى عن القليل مما لا يعهده سواه عن وقائع كابزا ده ڤاكا: "[الناجي] الرابع هوإستڤانيكو، زنجي عربي من أزمور."
• شخصية إستبان في فيلم، مدن المضى الغامضة. يعتقد أنها اعتمدت بشكل محدود على سيرة إستڤانيكو.
• Professor A.L.I.، مفهم وفنان راپ، often goes by the alter-ego Black Steven, which he says is a nod to Estevanico the Moor.

انظر أيضاً

• قائمة العبيد

المصادر

المراجع

• Arrington, Carolyn. Black Explorer in Spanish Texas: Estevanico, Austin, TX: Eakin Press, 1986
• Goodwin, Robert. Crossing the Continent, 1527-1540, New York: Harper Collins, 2008
• Katz, William Loren. The Black West, Garden City, NJ: Doubleday & Company, Inc., 1971
• Logan, Rayford. "Estevanico, Negro Discoverer of the Southwest: A Critical Reexamination", Phylon 1 (1940): 305-314.
• , Parnaseo/Lemir. Valencia: Universidad de Valencia, 2008.
• Maura, Juan Francisco. “Nuevas interpretaciones sobre las aventuras de Alvar Núñez Cabeza de Vaca, Esteban de Dorantes, y Fray Marcos de Niza,” Revista de Estudios Hispánicos (PR). 29.1-2 (2002): 129-154.
• Shepherd, Elizabeth. The Discoveries of Esteban the Black, New York: Dodd, Mead, 1970. pp. 111–4.*
• Lalami, Laila. The Moor's Account, New York: Pantheon Books, 2014. Fictional memoir of Estebanico's life.

وصلات خارجية

• "Estevanico", Handbook of Texas
• "Estevanico", Enchantedlearning.com