قاضي زاده الرومي
صلاح الدين موسى بن محمد بن القاضي محمود الرومي المعروف بقاضي زاده (1364 في بورصة - 1436 في سمرقند، الدولة التيمورية)، عالم فلكي ورياضي اشتهر في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. ولد في بروسة بهجريا ، وفيها تلقى تعليمه الأساسي.
ولما بلغ أشده سافر إلى خراسان وما وراء النهر للاتصال بكبار فهماء الرياضيات والفلك في العالم. ولكن عائلته كانت متخوفة من هذه الرحلة فسارعت إحدى شقيقاته إلى وضع بعض مجوهراتها بين صفحات خطه التي رغب حتى يأخذها معه ليجدها في حالة الحاجة إليها.
سيرته
اتجه قاضي زاده أول أمره إلى شيراز عام 811 هـ /1408 م. وفي خراسان تفهم قاضي زاده مبادئ العلوم على فهماء زمانه، ثم لازم علي شمس الدين منلا قنادي ودرس عليه الهندسة ، وقد مدحه فهماء خراسان وذكروا عنه الشيء الكثير عن تفوقه في الهيئة والرياضيات.
وبعد عودته من رحلته اشتهر بفهمي الرياضيات والفلك حتى صار من الفهماء المعتمدين في عصره في هذين الحقلين. فعهد إليه الأمير أولغ بك المساعدة في إنشاء مرصد سمرقند ، فعمل تحت إشراف جمشيد الكاشي عام 832 هـ/1429 م. ثم توفي الكاشي قبل إتمامه، فتولاه قاضى زاده.
وبعد الانتهاء من المرصد أسندت إدارته إليه فكان يلقي فيه المحاضرات العامة. وكان اهتمام قاضي زاده منصبا على صياغة القوانين الأساسية في فهم الفلك بغض النظر عن التطبيق. فقد لجأ إلى تبسيط بعض القوانين الفلكية بالبراهين لجعلها سهلة الفهم وميسورة لتلاميذه. وقد تتلمذ عليه كبار فهماء الرياضيات والفلك في زمانه كان من أشهرهم علي القوشجي.
وأثناء عمله بالمرصد اشتهر قاضي زاده بين معاصريه باحترامه للأساتذة وطلاب الفهم وحفاظه على كرامتهم، بل كان لا يقبل أي اعتداء عليهم، وكان يدعوإلى استقلال الأساتذة عن أي ضغط من ولاة الأمر أوغيرهم. وكان قاضي زاده زاهدا في حطام الدنيا، فكان يشتغل للفهم لا لغيره، فكان أولغ بك يقدره ويحترمه لدرجة كبيرة.
وقد كان مما ترتب على علاقة قاضي زاده بالأمير أولغ بك حتى قاضي زاده قدر النجوم وحركتها، ثم راقب بكل دقة ازدياد القمر ونقصانه ليلة بعد ليلة. كما راقب ميل الشمس، وكانت هذه الموضوعات ته م أولغ بك. وقد جمع قاضي زاده في مرصد سمرقند من جميع أنحاء العالم جماعة من كبار الحكماء وأصحاب العقول النيرة لتدارس النظريات الجديدة، وقد استنبط براهين جديدة للمسائل الفلكية. وقد تمكن قاضي زاده وزملاؤه نتيجة الأرصاد التي قاموا بها في مرصد سمرقند من إصلاح كثير من الأخطاء التي ظهرت في الجداول الفلكية التي وضعها فهماء اليونان، ووضعت نتائج هذا العمل في زيج أولغ بك أوالزيج الإيلخاني بين فيها حركة جميع كوكب ومسقط الكواكب في أفلاكها، وفهم تواريخ الشهور والأيام والتقاويم المتنوعة.
كما طور قاضي زاده الجداول المثلثية لجيب زاوية درجة واحدة ( أي "جا 1" ) وإن كان جمشيد غياث الدين الكاشي قد سبقه في الفكرة، إلا حتى قاضي زاده دقق في الموضوع وحصل على نتائج ممتازة.
لقد خالف قاضي زاده المنجمين، وأوضح في جميع مناسبة حتى نظرياتهم كاذبة وخرافية، ولذا كان له معارضون كثيرون. كما تعرض لبعض الإهانات والتجريح، لأنه لم يأخذ بأقوال المنجمين، فتجرءوا عليه وقتلوه. وقد دفن قاضي زاده في سمرقند وله فيها ضريح مشهور.
مؤلفاته
كان قاضي زاده من الفهماء المغرمين بالقراءة والترجمة والتأليف، وقد عكف على التأليف في حقلي الرياضيات والفلك، فهجر مصنفات كثيرة من أهمها:
- رسالة في الحساب
- شرح كتاب ملخص في الهندسة
- شرح كتاب أشكال التأسيس في الهندسة لشمس الدين محمد بن أشرف السمرقندي وهذا الكتاب يحتوي على خمسة وثلاثين شكلا من كتاب إقليدس
- شرح التذكرة في الفلك لـ نصير الدين الطوسي
- شرح الملخص في الهيئة
- رسالة في جيب الزاوية ذات الدرجة الواحدة
المصادر
- منتدى فرسان الثقافة
المراجع
هذه بذرة منطقة عن حياة شخصية بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |