محمد عبد القادر حاتم (و. 1918 - ت.ستة يوليو2015)، هوعسكري مصري وأول وزير إعلام المصري، كانت تحمل إسم وزارة الإرشاد القومي ومؤسس وكالة أنباء الشرق الأوسط. وهوالذي وضع البنية الأساسية للإعلام المصري في الخمسينات وانشأ أول وكالة للإنباء وأقام ماسبيروفي الستينيات وبرهن على مصداقية الإعلام المصري في أكتوبر 1973 وهوخبير اعلامى مصري ذائع الصيت ارتبط اسمه بوضع إستراتيجية إعلامية لثورة 23 يوليو

مولده ورحلته الفهمية

ولد محمد عبد القادر حاتم في ثلاثة سبتمبر 1918 بمحافظة البحيره مركز ايتاى البارود قريه ششت الانعام، وعبد القادر حاتم ابن البحيره والذي مازال أفراد أسرته يعيشون فيها له حتى يفخر بما حققه وما أداه لوطنه وبما يحمله من أوسمة وللبحيره حتى تفخر بابنها البار الدكتور حاتم أطال الله في عمره.

مؤهلاته الفهمية

• حصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية 1939م ودبلوم الاقتصاد السياسي1947م بلندن.
• حصل على ماجستير العلوم الاستراتيجية من كلية أركان الحرب .
• حصل على ماجستير العلوم السياسية 1953 والدكتوراه من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1957.

رحلته العملية

بدأ الدكتور حاتم حياته العامة بعد قيام الثورة فكان مستشار الرئيس جمال عبد الناصر ومديرا لمخطه.

ثم تحمل مسئولية مصلحة الاستعلامات ومنها انتقل للعمل مستشاراً لرئيس الجمهورية حتى سقط عليه اختيار الرئيس ليسند إليه مسئولية وزارات الأعلام والثقافة والسياحة، ثم نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للإعلام.

تقلد الكثير من المناصب منها: وعضواللجنة التطبيقية العليا للتنظيم السياسي ورئيس مجلس إدارة الأهرام ووزير الثقافة والإعلام والسياحة لأكثر منعشرة سنوات.

فقد أصبح وزيرا للثقافة عام 1962 وأنشأ وكالة أنباء الشرق الأوسط وقام بتشييد مبنى ماسبيروالعملاق للتليفزيون المصري واختير وزيرا للإعلام عام 1971.

له جهود بارزة في إنشاء التليفزيون المصري وفي إنشاء اكبر المحطات الإذاعية في العالم العربي مثل إذاعة صوت العرب؛ وإنشاء إذاعة القران الكريم؛ وإنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط وإنشاء مدينة الإعلام وتطوير الهيئة العامة للاستعلامات قدم الكثير من المؤلفات باللغة العربية والإنجليزية منها الرأي العام والنادىية.

حاتم والرؤساء الثلاثة

والدكتور حاتم ابن الإسكندرية والذي أمضى قرابة النصف قرن في المناصب القيادية ويعتبر من القلائل الذين أتيحت لهم فرصة العمل تحت قيادة جميع من الرؤساء عبد الناصر، السادات ومبارك. وحمل مسئوليات جسيمة، وكان محل ثقة الرؤساء الثلاثة وأهلّه لذلك مؤهلاته الفهمية الرفيعة العسكرية والسياسية والاقتصادية.

فقد عمل تحت قيادة الرئيس أنور السادات وتحمل مسئولية منصب وزير الإعلام وأسند إليه الرئيس السادات مسئولية إعداد الدولة للحرب، وخلال هذه الفترة تحمل مسئولية رياسة الوزارة بالنيابة عن الرئيس – بعدها تقرر تعيينه رئيساً لمجلس إدارة الأهرام – ثم مساعدا لرئيس الجمهورية ومشرفاً عاماً على المجالس القومية المتخصصة.

وتحت قيادة الرئيس مبارك استمر في العمل كمشرف عام على المجالس القومية المتخصصة، وبالإضافة إلى هذه المناصب فقد شغل أستاذ غير متفرغ بالدراسات العليا بجامعة الأزهر وكلية الإعلام بجامعة القاهرة ، وعمل كأستاذ زائر بجمعيتي الصداقة المصرية اليابانية والمصرية الأسبانية، بالإضافة إلى جمعية العلوم السياسية.

إنجازاته

وسجل الدكتور حاتم حافل بالإنجازات التي تعد إنجازات عظيمة لها دور في تنمية مصر ثقافياً ومالياً وفهمياً فهوالذي أنشأ وزارتي الإعلام والسياحة بالإضافة إلى مصلحة الاستعلامات ووكالة أنباء الشرق الأوسط ومدينة السينما ومسرح البالون والدار القومية للنشر ومتحف الأقصر ومشروع الصوت والضوء بمعبد الكرنك، وإنقاذ معبد أبوسمبل من الغرق. كما أنشأ المجالس القومية المتخصصة وكان أول رئيس لها وأمضى بها 22 سنة – كما أنشأ إذاعة القرآن الكريم والشرق الأوسط ومصنع أجهزة التليفزيون وشركة صوت القاهرة للأسطوانات.

أما دوره السياحي فكان دوراً رائداً حيث أنشأ 40 فندقاً، وبدأ إنشاء مدينة الغردقة السياحية. وأنشأ شاطئ سيدي عبد الرحمن كأول شاطئ سياحي في الساحل الشمالي، كما بدأ استخدام الطائرات الشارتر في الرحلات السياحية، وتحمل الدكتور حاتم مسئولية بدء عصر التليفزيون في مصر، وفى جميع من دمشق وحلب أثناء فترة الوحدة.

جوائز وأوسمة

حصل دكتور عبد القادر حاتم على الكثير من الأوسمة من مصر ودول العالم المتنوعة وأهمها قلادة النيل وهوأعلى وسام مصري كما حصل على أوسمة رفيعة من اليابان وإيطاليا وأسبانيا، وعشرين وساماً أخرى من دول العالم المتنوعة وأخرها وسام الجدارة التي منحته له حكومة ألمانيا وهومن أحمل الأوسمة الألمانية، والدكتور عبد القادر حاتم يحمل عديداً من درجات الدكتوراه الفخرية، كما تم اختياره ضمن 500 مفكر عالمي في الموسوعة العالمية.

حاتم وعبد الناصر

الدكتور عبد القادر حاتم المتحدث الرسمي لثورة يوليويتذكر:

الدكتور محمد عبد القادر حاتم هوالأب الروحي للإعلام المصري، ووصفه المؤرخون بأنه جزء لا يتجزأ من ثورة 23 يوليو، فقد كان مديرا لمخط الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد حتى بدأ حياته العملية في القوات المسلحة، ثم اجتمع مجلس قيادة الثورة ليقرروا ترقيته من 'بكباشي' إلي 'قائمقام' مع نقله إلي السلك المدني ليكون متحدثا رسميا للثورة، ثم يختاره عبد الناصر ليكون بجانبه في ثلاث وزارات هي الإعلام والثقافة والسياحة..

وبعد استمراره في أعلي المناصب السياسية علي مدي خمسين عاما متتالية والعمل مع ثلاثة رؤساء للجمهورية، ومع حلول 52 عاما علي قيام ثورة يوليو1952، يتحدث الدكتور عبد القادر حاتم 'لآخر ساعة' عن ذكريات ما قبل الثورة، والحياة المصرية في هذه الفترة، ونشأته بالإسكندرية وبداية تعهده علي الطالب جمال عبد الناصر بمدرسة العطارين الابتدائية، ثم الانتنطق للقاهرة بعد استكمال الدراسة للالتحاق بالكلية الحربية، وبعد ذلك يتطرق إلي فترة ما بعد الثورة، وسنوات العمل مع الرئيس عبد الناصر.

في بداية هذا الحديث طلبت من الدكتور عبد القادر حاتم حتى يصف لي واقع الحياة المصرية قبل الثورة كما عاشها وعاصرها.. وكانت إجابته : لقد ولدت في مدينة الإسكندرية، وقضيت بها مراحل الدراسة المتنوعة قبل انتنطقي إلي القاهرة للالتحاق بالكلية الحربية، والفترة التي عشتها بالإسكندرية كانت غنية بالأحداث والمواقف التي كانت لها آثار كبيرة وممتدة طوال مشوار حياتي وحتي الآن.

حاتم والملك فاروق

كانت الإسكندرية في هذه الفترة المدينة التوأم للقاهرة فأي وقع يجد صداه المباشر في المدينة الثانية والعكس سليم، وهذه الفترة من الثلاثينات كانت تموج بالمظاهرات الشعبية في مختلف أنحاء البلاد، ولم تنبتر في الإسكندرية التي كانت تنادي بسقوط الاستعمار والمتعاونين معه أوتنادي ضد نظام الملك فؤاد الأول ملك مصر آنذاك وضد أي حكومة تتعاون مع الملك أوالاستعمار،

وجدير بالذكر حتى الأسباب التي تدفع لتفجر هذه المظاهرات مسببات متباينة إلا حتى جميع المظاهرات كانت مناهضة للاستعمار وللملك وحكومته غير الشرعية، بل غير الوطنية، وأنهم سبب جميع المشاكل، وكان التخلص منهم هوالسبيل إلي إنقاذ مصر مما تعانيه من تعسف وظلم وإهدار للكرامة الوطنية.

في الاسكندرية كان الحاكم العملي هوالحكمدار البريطاني، وكانت القوة بأيدي الضباط والجنود البريطانيين الذين كانت سلطاتهم شبه مطلقة ليست لحمايتهم فقط، بل تمتد لتضم جميع أجنبي بغض النظر عن جنسيته.. اللهم إلا حتىقد يكون مصريا، فإذا وقع أي خلاف بين مواطن مصري وآخر أجنبي فإن تدخل الشرطة لحل هذا الخلاف يعني حتى يتم احتجاز المواطن المصري في قسم الشرطة، في حين يطلق سراح الأجنبي حتي لوكان هوالمعتدي، فلا سلطان قانونيا حقيقيا عليه!

لغتنا الجميلة غريبة!

وفي دور السينما كان علي المصريين حتى يجلسوا في جانب معين بعيدين عن الأجانب، وإذا أردنا حتى نمضى لشراء أي شيء من المحلات كان علينا حتى نتحدث بالانجليزية أوالفرنسية أوالايطالية، حسب لغة صاحب المحل، أما اللغة العربية فلا تلقي الترحيب في أي مكان، وكنا نسير فنشاهد أسماء المحلات والشوارع والميادين كلها تحمل أسماء خارجية لا تمت للمصريين بأية صلة وكانت التجارة والصناعة معظمها تقريبا ملك لغير المصريين، ولم يكن هناك ما يذكرنا بجزء من ثروات مصر يمكن حتىقد يكون في أيدي أبنائها سوي بنك مصر وشركاته المتعددة التي أنشأها الرائد العظيم طلعت حرب!

ويأتي الملك ويكرر إعلانه بتعطيل أعمال الدستور ويأتي بوزارات ليس لها أي نصيب من التأييد الشعبي ويتجه إلي الجيش الضعيف أصلا ويحرمه حتي من الانتماء اللفظي إلي مصر، إذ يأمر الملك بتغيير شعار الجيش المصري من الله الوطن الملك، إلي شعار الله الملك الوطن !

في مدرسة العطارين

هذه هي الأجواء التي عشتها مع جيلي منذ حتى طرقت أبواب مدرسة العطارين الابتدائية، وزاملت أبناء جيلي ، والذين امتدت صداقتي معهم فيما بعد، وكان أبرزهم جمال عبد الناصر، والدكتور عبد العزيز تام الذي أصبح فيما بعد وزيرا للأوقاف.

وأذكر حتى هناك مشروعا تبناه السياسي أحمد حسين زعيم مصر الفتاة، أطلق عليه 'الطربوش الأبيض' كرمز للصناعة المصرية الوطنية، بدلا من 'الطربوش الأحمر' الذي كان علامة للاستعمار الهجري، وقد انضم إلي هذا المشروع جمال عبد الناصر وعبد العزيز تام وأنا وعدد كبير من أبناء هذا الجيل.

سقوط وزارة صدقي

وأتذكر في بداية الثلاثينات حتى اندلعت مظاهرة كبيرة تنادي بسقوط وزارة صدقي باشا، واشهجرنا نحن الطلبة في هذه المظاهرة كما نعمل مع جميع المظاهرات إلا حتى أحداث هذه المظاهرة شهدت تطورا أسفر عن إلقاء القبض علي عدد ليس بقليل من الطلبة، وكان عبد الناصر وأنا من بين المقبوض عليهم، وتمت احالتنا للمحاكمة، والتهمة هي الهتاف الصريح بسقوط الوزارة، ووزارة صدقي باشا. والطريف في هذا الأمر أنه طوال تلك المظاهرات كان البوليس السياسي يستطيع القبض علي عبد الناصر أكثر مني، والسبب هو'طول' الزعيم بينما أنا أقصر منه، ولهذا السبب كنت غير ظاهر في حشود مظاهرات الطلبة ضد الاستعمار والملك!!

وبعد حتى انتهيت من دراستي الثانوية في الإسكندرية انتقلت إلي القاهرة للالتحاق بالكلية الحربية

علاقتي بعبد الناصر

ق وكيف تطورت العلاقة بينك وبين عبد الناصر فيما بعد، وأين كنت ليلة قيام الثورة ؟ أنا دفعة 39 بالكلية الحربية، وعبدالناصر دفعة 38، وعندما التحقت بكلية الأركان حرب وكان يدخلها جميع عام ثلاثون ضابطا بعد اجتياز امتحانات صعبة، وكنت في ذلك الوقت 'عام 1951' حاصلا علي دبلوم اقتصاد سياسي من جامعة لندن بعد دراسة استمرت خمس سنوات، كان عبدالناصر أستاذا لفهم المخابرات بكلية الأركان حرب، وكان لكل أستاذ جماعة بهذه الكلية، وأنا كنت رئيس الجماعة التي تتبع جمال عبدالناصر.

من هنا بدأت العلاقة تقوي مع عبد الناصر بشكل مباشر. وفي ليلة الثورة كنت قائدا لمدرسة خدمة الجيش بالقاهرة، وكان مجدي حسنين أمين صندوق الضباط الأحرار، وكان شخصا متحمسا جدا، وعلي علاقة بي، فقد كان يحسن اختيار الأعضاء.

جزء من الثورة

ق ولماذا يصفونك بأنك جزء لا يتجزأ من ثورة 23 يوليو؟ لقد اختارني عبدالناصر، وكنت الوحيد الذي لم يكن من المجموعات السرية، بالإضافة إلي صفات أخري تلمسها كالسمعة الطبية، واتقان اللغات الأجنبية، والحصول علي شهادات فهمية كثيرة من الخارج. وفي عام 1953 كلف الرئيس عبدالناصر زكريا محيي الدين بأنقد يكون مديرا للمخابرات العامة ووزيرا للداخلية، والذي اختار خمسة وكنت واحدا منهم لإعادة تنظيم جهاز أمن الدولة ، وأتذكر أنه ضمن هؤلاء الخمسة كان المرحومان محمود عبدالناصر ، وكمال الدين حملت.

فوضعنا تنظيما جديدا لإنشاء جهاز المخابرات العامة لمصر، وسقط الاختيار عليٌ بتكليفي لإنشاء قسم الصحافة بجهاز المخابرات في ذلك الوقت.

محطة إرسال سرية

وأول ما عملته هوالتخطيط لشن حرب نفسية ضد الانجليز بالقناة بإنشاء محطة بوسط الصحراء لا يفهم مكانه أحد حتي السفارة البريطانية كمحطة إرسال لبث إذاعة باللغة الانجليزية، وسميت هذه المحطة فيما بعد بإذاعة أم كلثوم.

وكنت شخصيا أطبع المنشورات باللغة الانجليزية ضد القوات البريطانية في القناة، وترسل بواسطة ضباط المخابرات الذين كانت مهمتهم إنشاء جماعات فدائية ضد الانجليز في القناة.

لقد عشت مع الرئيس عبدالناصر مديرا لمخطه ومستشاره، ثم اجتمع مجلس قيادة الثورة، وهذا المجلس لا يمكن حتى يقوم بأي ترقيات استثنائية، ولكنه قرر ترقيتي من بكباشي إلي قائمقام، مع نقلي إلي السلك المدني كمتحدث رسمي للثورة. 'كما ذكرت' بعد حتى قمت بخطة الحرب النفسية ضد القوات البريطانية في القنال واستخدام محطة إذاعة الملك السابق مع ثلاثة من الشباب وسيدة بحملة سرية ضد الاستعمار البريطاني.

كذلك بعد قيامي بإنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط ومصلحة الاستعلامات، ونجاح الحملة المصرية ضد العدوان الثلاثي علي بلادنا، وشرح وتحصين المواطن المصري والعربي بالقومية والولاء للعرب والعروبة، ولهذا اعتبرني البعض جزءا لا يتجزأ من الثورة.

ق معروف حتى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يتصدر شخصيات الثورة.. بحكم مسقطك القريب منه، ماذا تقول عن شخصيته؟ عبد الناصر قيمة وطنية عالمية اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء.. وسأذكر سيرة تدعم هذا الرأي بكل صدق. كنت في لندن قبل ذكري الأربعين لوفاته، واتصل بي صديقي'كريستوفر ماهيو' وزير البحرية البريطانية، وأبلغني بأنه تقرر إقامة حفل تأبين لعبد الناصر بمجلس العموم البريطاني يوم ذكري الأربعين الموافقسبعة نوفمبر 1970، وطلب مني الحضور بملابس الحداد وكرافتة سوداء، وعندما دخلت القاعة الرئيسية للمجلس وجدت جميع الحاضرين يرتدون ملابس سوداء ويضعون علي صدورهم الشارات السوداء!

حفل تأبين للزعيم

المهم.. بدأ حفل التأبين وتحدث أحد النواب قائلا: إننا نؤبن اليوم عبد الناصر.. لأنه لم يكن عدوا لنا.. بل كنا نحن البريطانيين حكومة وصحافة أعداء لعبد الناصر، فقد نصحنا بعدم شن العدوان الثلاثي علي وطنه، ولكننا لم نستمع له، فضاعت الأمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس ! ونطق نائب آخر : إننا نذكر عبدالناصر.. وتفخر الوطنية في جميع أنحاء العالم بأنه قيمة وطنية وبطل وطني كان يحافظ علي استقلال بلاده من جميع من يعتدي علي حرية وكرامة وأرض الأمة العربية التي كان قائدا لها.. يعمل بما قررته الأمم المتحدة.. كان جمال عبد الناصر قيمة ليس للعرب فقط، بل لكل دول العالم التي تناضل وتكافح أمام أقوي القوي الدولية!

عبد الناصر قيمة وطنية عالمية

ثم طلب الوزير 'كريستوفر ماهيو' مني حتى أصعد إلي منصة التأبين وألقي بحدثات الرثاء للفقيد العظيم، فوقفت أمام الميكروفون نحودقيقتين 'بدون كلام' متأثرا لهذا الموقف الجليل الذي يقفه البريطانيون اليوم من عبد الناصر 'عدوهم الأول في المنطقة' وإذا بكل الحاضرين يقفون ظنا منهم أنني أقف دقيقة حداد علي روح عبدالناصر، وأخيرا قلت لهم: رغم أنني كنت المتحدث الرسمي لثورة مصر أيام العدوان الثلاثي فإنني أجد صعوبة في الحديث عن هذا الموقف الكبير، لأنني أري بريطانيا عدوة عبدالناصر في عام 1956 تقف اليوم وبكل ما تمتلكه من حضارة وإنسانية تؤبن عبدالناصر كقيمة وطنية عالمية.. ياليت روح عبد الناصر تكون معنا في هذه القاعة لتري بريطانيا زعيمة الديمقراطية، وصحافتها التي كان دائم الشكوي منها.. وهي مجللة بالسواد حزنا ورثاء لغياب عبدالناصر ! لم يكن نرجسيا ! ق هل عبدالناصر كان 'نرجسيا'.. بل وسعي لامتداد الناصرية حتي بعد رحيله؟ أبدا.. عبدالناصر لم يكن نرجسيا، إنني مازلت أذكر هذه السيرة عندما كنت مديرا لمخطه: اتىني وفد من الأرجنتين وطلب لقاءة عبدالناصر، فأبلغته بأنهم 'ناصريون' ولأول مرة في حياته يسمع هذا التعبير NASSERiSM وسألني مستغربا: ماذا يقصدون أجبته : ياريس يوجد في العالم عدة حركات تحررية مستمدة قوتها وكفاحها من رواد وثوار لهم مباديء تنشدها الشعوب. فنطق وهويقاطعني: أرجوألا أسمع عن حدثة 'الناصرية' إطلاقا! ومات عبد الناصر وكنت وزيرا لإعلامه، ولم استخدم هذه الحدثة إلا في يوم ذكري الأربعين لوفاته، حيث خطت منطقا عنه وعن الناصرية قلت فيه إذا كان عبدالناصر لم يستخدم حدثة 'الناصرية' في حياته، فإنها ستصبح مبدأ سياسيا مهما، وسينتشر بعد وفاته!!

المصادر

• حوار معه بمجلة اخر ساعة
• [1]
• [2]

• المسقط الرسمي لجريدة الأهرام