أبوالمنذر اسد بن عبد الله بن يزيد بن اسد القسري البجلي (ت. 738م) هوالأمير الأموي الفاتح ووالي خراسان.

كان اسد بن عبد الله من عظماء الأمراء الفاتحين في خراسان والعصر الأموي ويعتبر اّخر القادة الفاتحين في العصر الأموي وكان جوادا ممدحا ، وشجاعا مقداماً . وفيه نطق ابن السجف المجاشعي:

لوسرت في الأرض تقيس منها طولها والعرضا

لم تلق خيراٌ مرة ونقضا من الامير اسد وامضا

نبذه

• في عام 106هـ 725م ولي خالد بن عبد الله القسري والي العراق في خلافة هشام بن عبد الملك أخاه أسد بن عبد الله على ولاية خراسان ، وكان الهجر يحاربون ويحاصرون المسلمين في اقليم السغد ومدنة بخارى وسمرقند واقليم فرغانة ، وهما وراء نهر جيحون فوصل أسد إلى مدينة مروعاصمة خراسان وانطلق منها فعبر نهر جيحون ووصل إلى سمرقند فانسحب الهجر ودخل أسد مدينة سمرقند واعاد تنظيم الأمور وولى الحن بن أبي العمرطة الكندي على سمرقند ، فاستتب أمر المسلمين في ذلك الأقليم .
• في عام 107هـ قام أسد بأول فتوحاته ، حيث كما اتى في تاريخ الأمم والملوك ( في سنة 107هـ غزا أسد بن عبد الله جبال نمرون ملك الغرشستان مما يلي جبال الطالقان فصالحه الملك نمرون وأسلم على يديه ، فهم اليوم يتولون اليمانية ) وذلك لأن أهل الغرشستان وملكهم نمرون أسلموا على يد أسد القسري .
• في نفس عام 107هـ سار أسد بالعرب فافتتح بلاد غورين وازب ووصك حتى بلغ جبال ملع التي تتاخم الصين ، فنطق ثابت قطنه الأزدي في ذلك قصيدة منها:

أرى أسد تضمن منظعات تهيبها الملوك ذووالحجاب

سما بالخيل في أكناف مروتوفزهن بين هلا وهاب

إلى غورين حيث حوى أزب وصك بالسيوف وبالحراب

ملاحم لم تدع لسراة كلب مفاخرة ولالبني كلاب

• في عام 107 – 108 هـ قام اسد بإنجاز عمراني حضاري هام وهوتشيد مدينة عربية إسلامية في خراسان في جنوب نهر جيحون وهي مدينة بلخ حيث اختار أسد بن عبد الله أرضاً مستوية تتوسطها الأنهار ثم ألزم أهل جميع مدينة وناحية من خراسان ببناء جزء من مدينة بلخ ، وجعل على المدينة سوراً له سبعة أبواب ، وبد السور الأول سورين يبعدان عنه 12 فرسخاً ويحيطان بقراها ومزارعها . وبعد ان اتم بناء المدينة وتحصينها اسكن فيها العرب والمسلمين ، وخلط بين السكان منعاً للعصبية بين القبائل العربية .

وذكر الطبري انه : نطق أبوالبريد البكري في بناء اسد مدينة بلخ قصيدة:

ياخير ملك ساس أمر رعية إني على صدق اليمين لحالف

إن المباركة التي حصنتها عصم الذليل بها وقر الخائف

ولم تزل مدينة بلخ موجودة لهذا اليوم بأسم مزار شريف شمال أفغانستان وتعتبر من اقدم المدن الإسلامية وأسيا الوسطي ومن أبرز مدن أفغانستان منذ بناء اسد إياها عام 726م وحتى اليوم .

• في عام 108 و109 هـ عبر اسد بفرقة من الجنود نهر جيحون وغزا بلاد الختل التي اسم ملكها (السبل ) وكان حليفاً لخاقان عظيم الهجر بأقاصي اسيا الوسطى ، وعاد اسد بالظر والغنائم إلى بلخ ، واتته وفود الهجر طائعة ، فنطق ثابت قطنة شعرا :

ارى اسداً في الحرب إذ نزلت به

وقارع اهل الحرب فاز واوجبا

تناول ارض السبل خاقان ردؤه

فحرق ما استعصى عليه وخربا

أتتك وفود الهجر مابين كابل

وغوريان اذلم يهربوا منك مهربا

• في عام 109هـ قبض اسد بن عبد الله على اربعة زعماء من القيسية فقام باعتنطقهم وبسبب ذلك يقول الدكتور حسين عطوان في كتاب الشعر العربي في خراسان: ( تعصب أسد بن عبد الله القسري لقومه اليمانية ، وأهان المضرية ، وضرب نصر بن سيار الكناني ونفراً معه من قيس ومضر بالسياط ) وخطب اسد في يوم جمعة ونطق في خطبته : من يروم ما قبلي اويترمرم ، وامير المؤمنين خالي ، وخالد بن عبد الله أخي ، ومعي اثنا عشر ألف سيف يماني ) وقوله حتى معي اثنا عشر الف سيف يماني يعني في بلخ وكان عدد القبائل اليمانية في الجيش العربي بخراسان كان زهاء اربعين الفاً ونطق الطبري كانت اليمانية أكثر جيش العرب في خراسان ثم عفا اسد عن اغلب زعماء المضرية والقيسية في خراسان لكنه جفاهم وابعدهم عن الحياة السياسية والعسكرية في خراسان .

فنطق ثابت قطنة :

اسد ابن عبد الله جلل عفوه

أهل الذنوب فكيف من لم يذنب

• في عام 117هـ كان امر المسلمين قد اضطرب في بخارى وسمرقند وتغلب عليها العدو، فسار أسد إلى بخارى فدخلها ، واسلم على يديه الزعيم البخاري سامان وهوجد السامانيين ، وسمى ابنه أسداً على اسم أسد القسري .

وحاصر الأمير أسد الهجر في سمرقند واعطاهم الأمان فخرجوا منها ودخلها اسد ، وبعث حملة جريئة إلى قلعة طخارستان العليا بقيادة جديع الكرماني ففتحها وهي من بلاد الهجر التي لم يسبق فتحها .

• في عام 118هـ قام اسد ببناء القلاع وبناء الايوانات في المفاوز ، واتخذ مدينة بلخ مقراً وعاصمة ونقل اليها دواوين الدولة ، ثم غزا طخارستان وارض جيغويه ففتحها ، وهرب فلول جيش جيغويه إلى الصين .
• في عام 119هـ سقطت من اعظم المعارك في العصر الأموي في بلاد ماوراء النهر حيث حشد الملك خاقان عظيم الهجر أمراء وجنود الهجر ببلدان ماوراء النهر واقاصي اسيا الوسطى ، واقبل في مائة الف للقضاء على العرب والمسلمين في خراسان وزعم انه سيجتاح المسلمين حتى يبلغ العراق ودمشق ، ووصلت انباء ذلك إلى العراق ودمشق ، وتطلعت الأمة إلى مايحدث في خراسان ، وسار اسد بالعرب والمسلمين من بلخ وخراسان إلى الجوزجان وهي الان في أوزبكستان حيث خاقان وجيوشه ، فسقطت حرب كبرى انتصر فيها اسد على جيوش خاقان ، وهرب خاقان وجنود اسد يطاردونه حتى وصل إلى بلاده ، فقتل هناك . وبعث اسد الرسل بأنباء النصر إلى خالد بن عبد الله القسري بالعراق والخليفة هشام بدمشق ، وكان مبعوث أسد إلى دمشق القاسم بن بخيت ، فدخل دمشق وهويكبر وتوجه إلى دار الخلافة .

نطق الطبري ( فأقبل القاسم إلى هشام فكبر على الباب ثم ولج وهويكبر ، وهشام يكبر لتكبيره حتى انتهى إليه فنطق الفتح ياامير المؤمنين واخبره بالخبر فنزل هشام عن سريره فسجد سجدة الشكر وهي واحدة عندهم ) . وقيلت في الثناء على أسد قصائد كثيرة ، وبسط أسد السيادة العربية الإسلامية في جميع اراتى أقاصي اّسيا الوسطى .

• في عيد النيروز عام 120هـ اتى دهاقين العجم بالهدايا العظيمة إلى اسد بمدينة بلخ ، فقام كبير الدهاقين خطيباٌ فنطق :

( ايها الامير اسد بن عبد الله . اننا معشر العجم اكلنا الدنبا اربعمائة سنة ، وكانت الرجال عندنا ثلاثة ، ميمون النقيبة اينما توجه فتح البلاد ، ورجل تمت مرؤته فاذا كان كذلك عظم وقود وقدم ، ورجل رحب صدره وبسط يده فرجى فاذا كان كذلك قود وقدم ، وان الله جعل صفات هؤلاء الثلاثة فيك ايها الامير، وما نفهم احدا اتم كتخذانية منك ، انك ضبطت اهل بيتك وحشمك وعمالك فليس منهم أحد يتعدى على صغير اوكبير ولا غني ولا فقير، ثم انك بنيت الايوانات في المفاوز فيجيء الجائي من المشرق والاخر من المغرب فلا يجدان الا ان يقولا : سبحان الله ما احسن ما بنى ومن يمن نقيبتك انك لقيت خاقان وهوفي مائة الف فهزمته وفللته وقتلت اصحابه وابحت عسكره .. فأثنى عليه اسد واجلسه )

نادىة بنوالعباس في عهد اسد

في ولاية أسد قام بأخذ جماعة من نادىة بني العباس بخراسان ، فقتل بعضهم وحبس البعض الآخر حيث قام ببتر السنة وسمل عيون عدد من انصار العباسيين وكان اسد بن عبد الله كما ذكر الطبري أنه شديداً على نادىة بنوالعباس وبعد موته تنفست الشيعة ونادىة بنوالعباس في خراسان ومن الذين قبض عليهم أسد زعيم نادىة بنوالعباس سليمان بن كثير الخزاعي ولكن سليمان بن كثير نجا باعجوبة من اسد بن عبد الله واتهم سليمان حتى المضرية هم من قبض عليه لأنه يماني مثل اسد واستغل سليمان عصبية اسد لليمانية ونجا بهذه الطريقة واوهم أسد ان المضرية هم وراء سجنه واتهامة زوراً . وفي سنة 118هـ قام أسد بن عبدالله ببتر لسان بخداش وأسمه عمار بن يزيد وهوداعية لشيعة بني العباس في خراسان .

وفاته

في ربيع الثاني 120هـ توفي اسد بن عبد الله بمدينة بلخ وكان واليا على خراسان بذالك الوقت ومات وهوواليا عليها وتوفي بسبب سقم دمل كبير في جوفه (دبيلة) فأستخلف على خراسان جعفر بن حنظلة البهراني لمدة أربعة شهور ، ثم اتى بعد ذلك عهد نصر بن سيار الكناني في رجب سنة 121 هـ .

فنطق ابن عرس العبدي في أسد:

نعى أسد ابن عبد الله ناع

فريع القلب للملك المطاع

ببلخ وافق المقدور يسري

وما لتمضية ربك من دفاع

وأوفد مسلمة بن هشام بن عبد الملك وهوأبوشاكر ،إلى خالد القسري أخوأسد بن عبد الله بعد وفاته:

أراح من خالد فأهلكه

رب أراح العباد من أسد

أما أبوه فكان مؤتشبا

عبدا لئيما لأعبد فقد

يرى الزنى والصليب والخمر

والخنزير حلا والغي كالرشد

وأمه همها وبغيتها

هم الإماء العواهر الشرد

كافرة بالنبي مؤمنة

بقسها والصليب والعمد

يعني المعمودية لدى المسيحين لان ام خالد القسري كانت مسيحية. فلما قرأ خالد الكتاب نطق : ياعباد الله من رأى كهذه تعزية رجل من أخيه،يا ترى؟ وكان ما بين خالد وأبي شاكر مباعدة وبغض وكره ، وسببها حتى هشام كان يرشح ابنه مسلمة للخلافة بدلاً من الوليد بن يزيد وخالد يرفض خلع الوليد بن يزيد عندما كان ولي عهد لهشام ويبايع مسلمة .

فنطق الكميت:

إن الخلافة كائن أوتادها

بعد الوليد إلى ابن أم حكيم

يعني أبا شاكر ، وأمه أم حكيم ، فبلغ الشعر خالدا فنطق: أنا كافر بكل خليفة يكنى أباشاكر ، فسمعها أبوشاكر فحقدها عليه !!

المصادر

• ويكيبيديا

المرجع

• الأعلام للزركلي
• وفيات الأعيان
• تاريخ ابن الأثير
• تاريخ الطبري
• البداية والنهاية