هنري الثامن من إنگلترة

عودة للموسوعة

هنري الثامن من إنگلترة

هنري الثامن
Henry VIII
ملك إنگلترة; ملك أيرلندة; وقبل ذلك: لورد أيرلندة (more...)
الحكم 21 أبريل 1509 – 28 يناير 1547
التتويج 24 يونيو1509
سلفه هنري السابع
خليفته إدوارد السادس
Consort كاثرين من أراگون: ز. 1509, ط. 1533

آن بولين: ز. 1533, ط. 1536
Jane Seymour: ز. 1536, توفيت 1537
Anne of Cleves: ز. 1540, ط. 1540
كاثرين هوارد: ز. 1540, ط. 1542
كاثرين پار: ز. 1543, ترملت 1547

الأنجال
ماري الأولى
Henry FitzRoy
إليزابث الأولى
إدوارد السادس,
ومن المحتمل Catherine Carey
وهنري كاري
التفاصيل
الألقاب والأنماط
جلالة الملك
His Grace The King
أمير ويلز
دوق يورك
الأمير هنري
البيت الملكي بيت تيودور
الأب هنري السابع
الأم إليزابث من يورك
وُلد (1491-06-28)28 يونيو1491
Greenwich Palace, Greenwich
توفي 28 يناير 1547(1547-01-28) (عن عمر 55 عاماً)
قصر هوايتهال, لندن
المدفن St George's Chapel, قلعة وندسور
هنري الثامن بريشة هانز هولباين الصغير

هنري الثامن (Henry VIII) عاش (گرينتش 1491- ويستمنستر 1547 م) هوملك إنكلترا (1509-1547 م) وأيرلندة (1541-1547 م)، وابن الملك هنري السابع. ينتمي إلى أسرة تيودر ذات الأصول الويلزية. ساهم حكمه المركزي القوي، في ترسيخ السلطة الملكية في إنكلترا.


السنوات المبكرة (1491-1509)

والدة هنري، إليزابث


فرنسا والهابسبورگ (1509-1525)

1- ملك واعد 1509 - 1511

لم يكن أحد ممن رأوا الفتى الذي ارتقى عرش إنجلترا عام 1509 يتنبأ بأنه هوالبطل والغد معاً في أكر حكم درامي في التاريخ الإنجليزي. وعندما كان غلاماً في الثامنة عشرة من عمره كانت بشرته الرقيقة وتقاطيعه المنتظمة تجعله جذاباً كالفتاة أويكاد، بيد حتى ما يتمتع به من قوام رياضي وجرأة سرعان ما قضى على أي مظهر للأنوثة فيه. وتبارى السفراء الأجانب مع المادحين والطنيين في الثناء على شعره الأصحم، ولحيته المضىية و"ربلة ساقه الفائقة الجمال" وفي تقرير خطه جيوستنياني إلى مجلس شيوخ البندقية نطق: "إنه مغرم بالتنس، وإن أجمل شيء في الوجود حتى تراه وهويلعب، وبشرته الجميلة تتألق من خلال قميص نسيجه جد رقيق(1)"، وكان في الرمي بالسهام والمصارعة يضارع أحسن الأبطال في مملكته ولم يكن يظهر عليه في الصيد قط أي تعب، وكان يخصص يومين جميع أسبوع للمبارزات، ولم يكن في وسع أحد حتى ينافسه إلا الدوق سفولك. وكان موسيقياً مثقفاً أيضاً، و"غنى وعزف على جميع ضروب الآلات وأظهر موهبة نادرة"، (كما خط القاصد الرسولي للبابا) ولحن قداسين لا يزالان باقيين، وكان يعشق الرقص وحفلات المساخر ومظاهر الأبهة والثياب الجميلة. ويروقه حتى يكسونفسه ثياباً من فروالفاقوم أوأردية أرجوانية، وكان القانون ينص على حتى له وحده الحق في ارتداء الديباج الأرجواني أوالمضىي، وكان يأكل بتلذذ، ويصل أحياناً مآدب الغذاء الرسمية إلى بع ساعات، ولكنه في السنوات العشرين الأولى من حكمه كبح جماح شهيته. وكان جميع الناس يحبونه ويعجبون بسماحة أخلاقه اللطيفة وسهولة الوصول إلى قلبه ومرحه وتسامحه وحلمه. ورحب الناس بارتقائه العرش وكأنه إيذان بفجر عصر مضىي.

واغتبطت الطبقات المتفهمة أيضاً لأن هنري في أيام السكون تلك كان يطمح حتىقد يكون عالماً بطلاً رياضياً على السواء وموسيقياً وملكاً، ولما كان قد أعد في الأصل ليكون من رجال الدين فقد أصبح على دراية بعض الشيء باللاهوت، وكان في وسعه حتى يستشهد بآيات من الكتاب المقدس لأي غرض. وكان له ذوق جميل في الفن، واقتنى مجموعة تدل على درايته، وكان حكيماً في اختياره هولبين لتخليد كرشه. وقام بدور فعال في أعمال الهندسة وبناء السفن والتحصينات والمدفعية. ونطق عنه سير توماس مور: "إنه أفهم من أي ملك انجليزي قبله(2)" - وليس هذا بالثناء العظيم. وتابع مور كلامه قائلاً: "ما الذي لا نتسقطه من ملك غذي بلبان الفلسفة وربات الفنون التسع(3)؟" وخط مونتجومري مبهوتاً إلى إرازموس، وكان حينذاك في روما، يقول: "ما الذي لا تعلل به نفسك من أمير تفهم جيداً ما فطر عليه من موهبة خارقة وخلق يكادقد يكون إلهياً،يا ترى؟ ولكن عندما تعهد أي بطل يقيم الآن الدليل عليه، وكيف يتصرف بحكمة، وأي محب للعدالة والخير، وأي مودة يحملها للمتفهمين، فإني أتجاسر وأقسم لك بأنك لن تكون في حاجة إلى جناحين تطير بهما لتشهد هذا النجم الجديد السعيد.

أواه يا إرازموس العزيز. لوأنك استطعت حتى ترى كيف من الممكن أن حتى العالم بأسره هنا مبتهج لأن عنده أميراً عظيماً كهذا، وكيف حتى حياته هي جميع ما يبتغون فلن تتمالك نفسك من حتى تذرف دموع الفرح. إذا السموات لتضحك والأرض لتبتهج(4)".

واتى أرازموس وشارك في هذا الهذيان لحظة. وخط يقول: "فيما مضى كان قلب الفهم بين مَن يزعمون أنهم من رجال الدين، والآن بينما ينصرف هؤلاء في الأغلب الأعم إلى شهوات البطون والترف والمال فإن حب الفهم مضى منهم إلى الأمراء الفهمانيين والحاشية والنبلاء وإن الملك لا يقبل في بلاطه رجالاً مثل مور فحسب، بل إنه يدعوهم ويجبرهم - على حتى يرقبوا جميع ما يعمل وأن يشاطروه تبعاته وملذاته. وهويفضل صحبة رجال مثل مور على صحبة الأغبياء من الفتيان أوالفتيات أوالأغنياء(5)". وكان مور أحد أعضاء مجلس الملك وليناكر طبيب الملك وكوليه واعظ الملك في كنيسة القدّيس بولس.

وفي السنة التي ارتقى فيها هنري العرش، أنفق كوليه الجانب من الثروة التي ورثها عن أبيه لتأسيس مدرسة القدّيس بولس. واختير نحو150 طبيباً لكي يدرسوا هناك الأدب الكلاسي واللاهوت المسيحي وفهم الأخلاق، وخالف كوليه التنطقيد بتعيين مدرسين فهمانيين في المدرسة، وكانت أول مدرسة غير أكليروسية في أوربا. وعارض "الطرواديون" الذين كانوا ينددون في أكسفورد بتدريس الكلاسيات، برنامج كوليه بحجة أنه يؤدي إلى الشك الديني، بيد حتى الملك حكم ضدهم ومنح كوليه تشجيعه الكامل. وعلى الرغم من حتى كوليه نفسه كان محافظاً في عقيدته ومثالاً للتقوى، فإن أعداءه اتهموه بالهرطقة، فأخرسهم وارهام كبير الأساقفة وأذعن هنري. وعندما رأى كوليه حتى هنري يميل إلى الحرب مع فرنسا ندد علناً بسياسته وأعرب، كما عمل أرازموس، حتى سلاماً ظالماً خير من أعدل الحروب. وندد كوليه بالحرب، حتى وهومجتمع بالملك في الصلاة، باعتبارها صفعة في وجه تعاليم المسيح، ورجاه هنري على انفراد ألا يضعف معنويات الجيش، ولكن عندما حرض الملك على حتى يخلع كوليه أجاب قائلاً: "ليكن لكل إنسان قسيسه الخاص... إذا هذا الرجل هوقسيسي(6)". واستمر كوليه يفسر تعاليم المسيحية تفسيراً جاداً. وخط إلى أرازموس (1517) يقول بروح توما أكمبي: آه يا أرازموس لا حد هناك لخط الفهم، وليس هناك أفضل من حتى نعيش حياة طاهرة مقدسة في هذا الأجل القصير الذي خط علينا وأن نبذل جهدنا في حياتنا اليومية، وأن نتطهر ونتثقف... بالحب المتأجج والاقتداء بيسوع. ولهذا فإن أعظم رغباتي إلحاحاً هي حتى نسير قدماً، معرضين عن جميع السبل غير المباشرة مؤثرين بطريقة قصيرة توصل إلى الحقيقة. وداعاً(7).

وفي عام 1518 أعد قبره البسيط ولم ينقش عليه إلا اسم جوهانس كوليتس ودفن فيه، بعد عام، وأحس كثيرون حتى قديساً قد مات.


اتبع "هنري الثامن" سياسية متوازنة إزاء الصراع الذي كان يدور بين القوى الإقليمية في أوروبا (فرنسا وحليفتها الدولة العثمانية من جهة، والـ"هابسبورگ" حكام إسبانيا والنمسا وهولندا من جهة أخرى). كان في بداية أمره شديد التعلق بالممضى الكاثوليكي، إلا أنه ولما أحس بقلة حيلته أمام موقف البابا الرافض لفسخ زقابل من "كاترين من أراغون"، قام بإعلان انشقاقه عن الكنيسة البابوية وصنع ما يعهد بـ " كنيسة انكلترا " . بعدها بفترة طلق زوجته الأولى (1533 م)، ثم أعرب نفسه زعيما للكنسية في إنجلترا (1534 م). تشكلت ضده تحالفات جديدة كانت تعارض موقفه الانفصالي إزاء كنيسة روما، إلا حتى الملك كان بالمرصاد لكل معارضيه، فطاردهم في جميع مكان، وضمت حملته الكاثوليك والبروتستانت على حد سواء.

طلاق الملك

اتىت كاترين الأراجونية، ابنة فرديناند وإيزابلا إلى إنجلترا عام 1501، وكانت في السادسة عشرة من عمرها وتزوجت (14 نوفمبر) من آرثر البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، وهوأكبر أبناء هنري السابع. ومات آرثر في اليوم الثاني من أبريل عام 1502 وكان المفروض بوجه عام حتى الزوج ذد ولج بزوجته. ومن ثم أوفد السفير الأسباني قياماً بالواجب "أدلة" إلى فرديناند، ولم ينتقل لقب أرثر، أمير ويلز رسمياً إلى شقيقه الأصغر هنري إلا بعد مرور شهرين على وفاة آرثر(49). ولكن كاثرين أنكرت حتى زوجها ولج بها. وقد أحضرت معها صداقاً قدره 200.000 دوكات (5.000.000 دولار) وكره هنري السابع حتى يدع كاثرين تعود إلى أسبانيا ومعها هذه الدوكات، وتلهف على حتى يجدد مصاهرته لفرديناند القوي فاقترح حتى تتزوج كاثرين من الأمير هنري على الرغم من أنها كانت تكبر الصبي بست سنوات. وكانت هناك آية في الكتاب المقدس (سفر اللاويين إصحاح 20 : آية 21) تحرم هذا الزواج:

"وإذا أخذ رجل امرأة أخيه فذلك نجاسة...قد يكونان عقيمين" ومهما يكن من أمر فإن هناك آية أخرى تنص على خلاف ذلك: "إذا سكن إخوة معاً ومات واحد منهم وليس له ابن... أخوزوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة". (سفر التثنية: إصحاح 25 آية 5). واستنكر كبير الأساقفة وارهام الزواج المقترح ودافع عنه الأسقف فوكس الونشستري إذا أمكن الحصول على محلل من البابا للمانع من المصاهرة. وطلب هنري السابع الحصول على المحلل. فمنحه له البابا يوليوس (1503) وجادل بعض خبراء القانون الكنسي في حق البابا في التحلل من مبدأ نص عليه الكتاب المقدس(50) وأكد البعض حقه في هذا، أما يوليوس نفسه فقد راودته بعض الشكوك(51). وأعربت رسمياً الخطبة، وهي في الواقع زواج شرعي - عام 1503، ولما كان العريس لا يزال في الثانية عشرة من عمره فحسب فقد أجلت المعاشرة. وفي عام 1505 طلب الأمير هنري إعلان بطلان الزواج، لأن أباه أكرهه(52) عليه ولكنه أقنع بصحة الزواج على أساس أنه مصلحة إنجلترا.

وفي عام 1509، وبعد ستة أسابيع من ارتقائه العرش احتفل علناً بالزواج. وبعد سبعة شهور (31 يناير سنة 1510) أنجبت كاثرين أول طفل لها، وقد توفي عند الولادة. وأنجبت بعد ذلك بعام ابناً وابتهج هنري بولادة وريث ذكر يصل به سلسلة نسب تيودور، ولكن الطفل توفي بعد بضعة أسابيع وسقط ابن ثان وثالث بعد الولادة مباشرة (1513 و1514). وبدأ هنري يفكر في الطلاق. أوبعبارة أدق في إعلان بطلان الزواج باعتباره غير سليم. وحاولت كاثرين المسكينة مرة أخرى وفي عام 1516 أنجبت طفلة قدر لها حتى تكون الملكة ماري. وأذعن هنري ونطق لنفسه: "إذا كانت هذه المرة ابنة فإن الأبناء يفترض أن يجيئون بعدها(53)" بفضل الله ومنه. وفي عام 1518 أنجبت كاثرين ابناً آخر ولد ميتاً. واشتدت خيبة أمل الملك والبلاد لأن ماري البالغة من العمر عامين، كانت قد خطبت إلى ولي عهد فرنسا، وإذا لم يرزق هنري بولد فإن ماري يفترض أن ترث العرش الإنجليزي، وعندما يصبح زوجها ملكاً على فرنسا فإنه سيكون في الواقع ملكاً على إنجلترا أيضاً، وتصبح بريطانيا مقاطعة تابعة لفرنسا، وكان دوقات نورفولك وبكنجهام تداعبهم الآمال في حتى يزيحوا ماري ويضمنوا التاج لأنفسهم، وأطلق بكنجهام لسانه فاتهم بخيانة البلاد وبتر رأسه (1521)، وعبر هنري عن خوفه من حتىقد يكون حرمانه من إنجاب ولد عقاباً من الله لأنه استخدم محللاً بابوياً(54) من وصية واردة في الكتاب المقدس. وأقسم ليقودن حملة صليبية ضد الأتراك إذا أنجبت له الملكة ولداً. غير حتى كاثرين لم تحمل بعد ذلك. وما حتى حل عام 1525 حتى تخلى عن جميع أمل في الحصول على ذرية أخرى منها.

وكان هنري منذ أمد بعيد قد فقد الميل إليها باعتبارها أنثى. وكان وقتذاك في الرابعة والثلاثين، أي في عنفوان الرجولة الفتية، وكانت في الأربعين وتبدوأكبر من سنها. ولم تكن قط مغرية، والحق حتى سقمها المتكرر، أوما صادفها من سوء الحظ، قد شوه جسدها وأضفى إلى روحها قتامة، وكانت تبز النساء بثقافتها ودماثتها ولكن الأزواج قلما يرون حتى التضلع في الفهم خصلة محمودة في الزوجة. وكانت زوجة صالحة مخلصة، تحب زوجها حباً لا يفوقه إلا حبها لإسبانيا. وكانت ترى نفسها باعتبارها - وكانت كذلك لفترة ما - سفيرة لإسبانيا وكانت ترى حتى إنجلترا يجب حتى تقف دائما في صف فرديناند أوشارل. وفي حوالي عام 1518 اتخذ هنري أول حظية له عهدها بعد الزواج وهي اليزابيث بلاوتد شقيقة مونتجوي صديق أرازموس، وأنجبت له ابناً عام 1519 وأنعم هنري على الصبي بلقب دوق رتشموند وسومرست، وفكر في حتى يقف وراثة الهرش عليه. وفي عام 1524 اتخذ حظية أخرى، هي ماري بولين(55)، والحق حتى سير جورج ثروكمورتون اتهمه في وجهه بالزنا مع أم ماري أيضاً(56). وكان هناك قانون غير مكتوب في ذلك العهد ينص على حتى الملك إذا ما تزوج لأسباب تتعلق بمصلحة الدولة ولم يكن ذلك باختياره، فإن له الحق في حتى ينشد خارج الزواج الغرام الذي فقده في المخدع الشرعي.

وفي عام 1527 أوقبله حول هنري فتنته إلى آن شقيقة ماري. وكان والدهما سير توماس بولين، تاجراً دبلوماسياً حظي منذ وقت طويل بعطف الملك، أما أمهما فكانت من آل هوارد، وهي ابنة الدوق نورفولك. وأوفدت آن إلى باريس لإتمام دراستها فيها، وهناك عينت وصيفة للملكة كلود ثم لمرجريت دي نافار، ولعلها تشربت منها بعض النوازع البروتستانتية. وكان في وسع هنري حتى يراها فتاة طروباً في الثالثة عشرة من عمرها في ميدان كلوث أف جولد، وعندما عادت إلى إنجلترا وهي في الخامسة عشرة من عمرها (1522) أصبحت وصيفة للملكة كاثرين. ولم تكن رائعة الجمال، وكانت قصيرة القامة لها بشرة قاتمة وفم واسع ورقبة طويلة، ولكنها خلبت لب هنري وآخرين غيره بعينيها السوداويين البراقتين وشعرها البني المسترسل ورشاقتها وذكائها ومرحها. وكان لها بعض العشاق المولهين بها، ومنهم توماس ويات الشاعر، وهنري برسي، الذي اصبح فيما بعد أيرل نور ثمبرلاند، واتهمها أعداؤها فيما بعد بأنها كانت متزوجة في السر من برسي قبل حتى تضع أنظارها على الملك، إلا حتى الدليل لم يكن قاطعا(57). ولا نعهد متى بدأ هنري يطارحها الغرام وأقدم رسائل الحب الباقية التي خطها لها ترجع فيما يرجح إلى يوليه عام 1527. ما هي العلاقة بين هذه السيرة الغرامية والتماس هنري الحكم ببطلان زقابل،يا ترى؟ مما لا جدال فيه أنه قد فكر في هذا الأمر في وقت يرجع إلى عام 1514 عندما كانت آن فتاة في السابعة من عمرها. ويبدوأنه طرح الفكرة جانباً حتى عام 1524، عندما كف عن مباشرة علاقاته الزوجية مع كاثرين، وفقاً لروايته(58). وأقدم إجراءات سجلت ببطلان الزواج اتخذت في مارس عام 1527، بعد تعهد هنري بآن بوقت طويل، وفي الوقت الذي حلت فيه محل شقيقتها في أحضان الملك، والظاهر حتى ولزى كان لا يفهم شيئاً عن أي نية للملك في الزواج من آن عندما مضى في يوليوعام 1527 إلى فرنسا لإعداد العدة للزواج بين هنري ورينيه، ابنة لويس الثاني عشر التي سرعان ما أثارت حركة بروتستانتية في إيطاليا. وأول إشارة لما انتواه هنري وردت في خطاب أوفده يوم 16 أغسطس سنة 1527 السفير الإسباني إلى شارل الخامس يبلغه فيه حتى هناك اعتقاداً عاماً في لندن بان الملك إذا حصل على "طلاق" فإنه يفترض أن يتزوج "إبنة سير توماس بولين(59)" ولم يكن هذا يعني ماري بولين لأن هنري وآن كانا يعيشان في شقتين متجاورتين تحت نفس القف في جرينوتش(60) عند حلول نهاية عام 1527. وقد نستنتج من هذا حتى هنري سارع بطلب بطلان الزواج على الرغم من أنه يصعب حتى ينطق إذا السبب في ذلك هوافتتانه بآن. وكان السبب الأساسي رغبته في الحصول على ولد يمكن حتى ينقل إليه العرش مع شيء من الثقة في خلافة هادئة. وكانت إنجلترا بأسرها تشاطره ذلك الأمل. وتذكر الناس في فزع السنوات الكثيرة (1454-85) التي نشبت فيها الحرب بين بيتيورك ولانكاستر على التاج، ولك يكن قد مضى على ظهور أسرة تيودور غير اثنين وأربعين عاماً في سنة 1527، وكان حقها قي العرش مشكوكاً فيه، ولم يكن في وسع أحد حتى يصل حبل الأسرة الحاكمة دون منازع إلا ولد شرعي ينحدر مباشرة من صلب الملك، ولولم يلتقِ هنري قط بآن بولين فإنه كان قميناً بأن يرغب في الحصول على طلاق وزوجة ولود بصورة مقبولة. ولا شك أنه يستحق هذا.

واتفق ولزى مع الملك في هذا الموضوع وأكد له أنه يمكن الحصول على قرار من البابا ببطلان الزواج، وكانت سلطة البابا في منح مثل هذا الانفصال أمر مقبول بوجه عام، كإجراء حكيم لتلبية مثل هذه الضرورات الوطنية تماماً، ويمكن تقديم سوابق كثيرة. بيد حتى تقدير الكاردينال المشغول لم يعمل حساباً لتطويرين بغيضين: فهنري لم يكن يريد رينيه بل كان يريد آن وبطلان الزواج يفترض أن يصدر من بابا، كان عندما وصلته المشكلة، أسيراً لإمبراطور، كان لديه أكثر من سبب لمناصبة هنري العداء، وربما كان شارل حرياً بأن يعارض بطلان هذا الزواج ما دامت عمته تقاومه، وكان يعارض أكثر لوعقد زواج جديد، كما دير ولزى، بربط إنجلترا بحلف قوي مع فرنسا. ولم يكن السبب الأولي للإصلاح الديني الإنجليزي هوجمال آن بولين الصاعد، بل الرفض العنيد الذي بدا من كاثرين وشارل في إدراك عدالة رغبة هنري في الحصول على ولد. واشهجرت الملكة الكاثوليكية مع الإمبراطور الكاثوليكي والبابا الأسير في انفصال إنجلترا عن الكنيسة. ولكن السبب النهائي للإصلاح الديني الإنجليزي لم يكن طلب هنري بطلان الزواج بقدر ما كان من ازدياد شأن الملكية الإنجليزية وبلوغها درجة من القوة جعلتها قادرة على حتى ترفض التسليم بسلطة البابا في التدخل في شئون انجلترا، وتحكمه في مواردها.

وأكد هنري حتى رغبته العارمة في الحصول على بطلان الزواج إنما نادى إليها جبربيل دي جرامون الذي أقبل إلى إنجلترا في فبراير عام 1527 لمناقشة الزواج المقترح بين الأميرة ماري والأسرة الملكية الفرنسية. فقد أثار جرامون، كما يروي هنري، سؤالاً عن شرعية بنوة ماري، على أساس حتى زواج هنري بكاثرين قد يحدث غير سليم باعتباره مخالفة لأحد نواهي الكتاب المقدس ولا يستطيع البابا حتى يمحوها. افترض البعض حتى هنري لفق السيرة(61)، ولكن ولزى رددها وأبلغت إلى الحكومة الفرنسية (1528)، ولم ينكرها، بقدر ما معروف جرامون، وجاهد جرامون لإقناع كليمنت بأن طلب هنري بطلان الزواج أمر عادل، وأبلغ شارل سفيره في إنجلترا (29 يوليوسنة 1527) أنه كان ينصح كليمنت برفض التماس هنري.

وبينما كان ولزى في فرنسا ابلغ على وجه التحديد بأن هنري لا يرغب في الزواج من رينيه بل يريد الزواج من آن. واستمر يعمل للحصول على البطلان، ولكنه لم يخفِ اكتئابه بسبب اختيار هنري. وتجاوز الملك حاجبه في خريف عام 1527، وبعث بكاتم سره وليام نايت لتقديم ملتمسين للبابا الأسير، الأول يتضمن حتى كليمنت، إذ يتعهد على صحة زواج هنري الذي تكتنفه الشكوك وافتقاره إلى ذرية من الذكور وكراهية كاثرين للطلاق، يجب حتى يسمح لهنري بالاحتفاظ بزوجتين. وأصدر الملك أمراً في آخر لحظة أثنى نايت عن تقديم هذا الاقتراح، وكانت جرأة هنري قد خمدت ولابد أنه ذهل، عندما تلقى، بعد ثلاث سنوات، خطاباً من جيوفاني كاسالي أحد وكلائه في روما، مؤرخاً في 18 سبتمبر سنة 1530 يقول فيه: "منذ بضعة أيام اقترح على البابا سراً حتى يأذن لجلالتك باتخاذ زوجتين(62)". وكان ملتمس هنري الثاني لا يقل غرابة، على البابا حتى يمنحه محللاً للزواج من امرأة كان للملك علاقات جنسية مع أختها(63). ووافق البابا على هذا بشرط حتى يعلن بطلان الزواج بكاثرين إلا أنه لم يكن على استعداد لإعلان بطلان هذا الزواج. وكان كليمنت لا يخشى شارل فحسب بل كان ينفر من القاعدة التي تقضي بأن أحد البابوات السابقين قد ارتكب خطأ جسيماً بإعلان صحة الزواج. وتلقى في نهاية عام 1527 ملتمساً ثالثاً - بأنه يجب حتى يعين ولزى قاصداً رسولياً آخر لعقد محكمة في إنجلترا تسمع الدليل وتحكم بصحة زواج هنري بكاثرين. وأذعن كليمنت (13 أبريل سنة 1528)، وعين الكاردينال كامبيجيولعقد جلسة مع ولزي في لندن ووعد - في منشور بابوي لا يطلع عليه سوى ولزى وهنري - حتى يؤيد أي قرار يتخذه المندوبان البابويان(64). وربما كان لانضمام هنري إلى فرانسيس (يناير سنة 1528) في إعلان الحرب على شارل وتعهدهما بتحرير البابا قد أثر في إذعان البابا.

واحتج شارل وأوفد إلى كيمنت نسخة من وثيقة ادعى أنها وجدت في المحفوظات الأسبانيّة، وفيها أكد يوليوس الثاني صحة المحلل الذي اقترح هنري وولزى بطلانه. وتعجل البابا، وهولا يدر يما يعمل ولا يزال أسيراً لشارل، فأوفد تعليمات إلى كامبيجوبألا ينطق بحكم قبل حتى يحصل على تفويض صريح من الآن فصاعداً... فإذا ألحق بالإمبراطور ضرر كبير، فإن جميع أمل في السلام العالميقد يكون قد تبدد ولا تستطيع الكنيسة حتى تنجومن الخراب التام لأنها تخضع خضوعاً كاملاً لسلطات أتباع الإمبراطور... أجل بقدر الإمكان(65").

وعند وصول كامبيجوإلى إنجلترا (أكتوبر سنة 1528) حاول حتى يحصل على موافقة كثرين بالاعتزال في دير للراهبات، فوافقت بشرط حتى يحلف هنري أيمان الرهبان. ولكن لم تكن هناك أمور أبعد عن ذهن هنري من الفقر والخضوع والعفة، ومهما يكن من أمر فإنه اقترح حتى يحلف هذا الأيمان إذا وعد البابا يحله منها عند الطلب ورفض كامبيجيوحتى ينقل هذا الاقتراح إلى البابا وأبلغه بدلاً من ذلك (فبراير سنة 1529) بعزم الملك على الزواج من آن. وخط يقول: "إن هذه العاطفة أمر خارق للعادة أنه لا يرى شيئاً ولا يفكر في شيء سوى حبيبته آن، إنه لا يستطيع حتى يستغني عنها ساعة واحدة. وإني لأشعر بالإشفاق عليه عندما أرى حتى حياة الملك واستقرار وسقوط البلاد بأسرها تتوقف على هذه المسألة وحدها(66)".

وحدثت تغيرات في الموقف الحربي جعلت البابا يتحول أكثر فأكثر ضد اقتراح هنري. وفشل الجيش الفرنسي، الذي كان هنري قد ساعده بتمويله، في حملته الإيطالية، وهجر البابا في حالة اعتماد كلي على الإمبراطور. وطردت فلورنسا حكامها من آل مديتشي - وكان كليمنت مخلصاً لتلك العائلة مثله في ذلك مثل شارل الذي كان مخلصاً لآل هابسبورج.

وانتهزت (فينيسيا) البندقية فرصة عجز البابا لكي تنتزع رافتا من الولايات البابوية، فمن كان وقتذاك يستطيع حتى ينقذ البابوية سوى آسرها،يا ترى؟ ونطق كليمنت "لقد استقر رأيي تماماً على حتى أصبح من أنصار النظام الإمبراطوري، وسوف أعيش وأموت وأنا متمسك بهذا الرأي(67)". وسقط في التاسع والعشرين من يونيه معاهدة برشلونة، وبمقتضاها وعد شارل بإعادة فلورنسا لآل مديتشي ورافنا للبابوية والحرية لكليمنت، ولكن على شريطة ألا يوافق كليمن مطلقاً على بطلان زواج كاترين إلا برضا كاترين وإرادتها الحرة.

وسقط فرانسيس الأول في الخامس من أغسطس معاهدة كامبراي التي سلمت في الواقع إيطاليا والبابا للإمبراطور.

وفي 31 مايوافتتح كامبيجيومع ولزى المحكمة المختصة بالقاصد الرسولي للنظر في الالتماس المقدم من هنري، بعد حتى أجل افتتاحها لأطول مدة ممكنة. واستغاثت كاترين بروما، وأبت حتى تعترف باختصاص المحكمة. ومهما يكن من أمر فإن كلاً من الملك والملكة حضرا يوم 31 يونيه. وخرت كاترين على ركبتيها أمامه وتوسلت إليه بحدثات مؤثرة حتى يستأنفا حياتهما الزوجية. وذكرته بأعمالها الكثيرة وإخلاصها التام، وصبرها على لهوه خارج الأسوار، وأقسمت حتى الله يشهد على أنها كانت عذراء عندما تزوجها هنري، وتساءلت أي شيء صنعته أساءت به إليه(68)،يا ترى؟ فأنهضها هنري وأكد لها أنه لم يكن هناك ما يتمناه بحماسة أكثر التوفيق في زقابلما وأوضح لها حتى الأسباب التي حملته على طلب الانفصال ليست شخصية، بل أملتها عليه مصلحة الأسرة المالكة والأمة. ورفض استغاثتها بروما على أساس حتى الإمبراطور يسيطر على البابا، فانسحبت وهي تبكي، ورفضت حتى تشهجر بعد ذلك في الإجراءات القضائية. وتحدث الأسقف فيشر مدافعاً عنها ومن ثم اكتسب عداوة الملك. وطالب هنري بصدور قرار من المحكمة وتحايل كامبيجيوعلى المماطلة في إصدار الحكم وأخيراً (23 يوليوسنة 1529) أجل المحكمة إلى العطلة الصيفية. وألغى كليمنت القضية وحولها إلى روما لكي يجعل التردد أشد حسماً.

واستشاط هنري غضباً وشعر بأن كاترين عنيدة بصورة غير معقولة، فرفض حتى تربطه بها أية علاقة بعد ذلك، وأخذ يقضي ساعات لهوه علناً مع آن وربما ترجع إلى هذه الفترة معظم رسائل الحب السبع عشرة التي نقلها كامبيجيوسراً من إنجلترا(69) والتي تحتفظ بها مخطة الفاتيكان بين ذخائرها الأدبية. ويبدوحتى آن المجربة التي خبرت أساليب معاملة الرجال والملوك لم تمنحه إلا تشجيعاً ودغدغة تثير عواطفه، وشكت وقتذاك من حتى شبابها يضيع في الوقت الذي يتوانى فيه الكرادلة الذين لم يستطيعوا حتى يدركوا رغبة عذراء في الظفر برجل ميسور عن اعتراف بحق هنري في حتى يتوج الرغبة برباط الزواج. ولامت ولزى لأنه لم يتعجل البت في طلب هنري بعزم أشد وبلاغ أسرع، وشاركها الملك استياءها.

وقد بذل ولزى جميع ما في وسعه وإن كان يعارض الأمر بكل جوارحه. وكان قد ارسل بالمال إلى روما لرشوة الكرادلة(70) ولكن شارل كان قد أوفد بدوره مالاً وجيشاً علاوة على هذا. بل إذا الكردينال كان قد أغضى عن فكرة التزوج من اثنتين(71) كما عمل لوثر بعد بضع سنوات. ومع ذلك عهد ولزى حتى آن وأقرباءها من ذوي النفوذ يقومون بمناورة لإسقاطه. وحاول حتى يهدئ من تأثيرها بالأطعمة اللذيذة والهدايا الثمينة، غير حتى عداءها كان يزداد حدثا طال العهد على إصدار قرار ببطلان الزواج. وتحدث عنها فنطق: "إنها العدوالذي لم تكتحل عيناه قط بالنوم، ولم يكف عن الدرس والتصور معاً، في النوم واليقظة على السواء، للقضاء المبرم عليه(72)". وتنبأ بأن البطلان لومنح فغن آن يفترض أن تصبح ملكة وتقضي عليه، وأنه لولم يمنح ذلك القرار فإن هنري يفترض أن يستغني عنه باعتباره رجلاً فاشلاً. ويطلب محاسبته على ادارته، حساباً مالياً دقيقاً مفصلاً.

وكان لدى الملك مسببات كثيرة لعدم الرضى عن حاجبه، فقد فشلت السياسة الخارجية وأثبتت حتى التحول من صداقة شارل إلى الحلف مع فرنسا قد أدى إلى عواقب وخيمة.

ولم يكن في إنجلترا وقتذاك أمرؤ يقول حدثة طيبة في صالح الكاردينال الذي تمتع يوماً بسلطة مطلقة، فقد كان رجال الدين يكرهونه بسبب حكمه المطلق، وكان الرهبان يخشون حتى يشهدوا مزيداً من حل الأديار، والعامة يبغضونه لأنه أخذ أبناءهم وأموالهم لشن حروب لا طائل من ورائها، والتجار يمقتونه لأن الحرب مع شارل عاقت تجارتهم مع الفلاندرز، والأشراف يكرهونه بسبب ما انتزعه منهم ظلماً، ولكبريائه الطارئة وثروته التي تضاعفت سريعاً. وأبلغ بعض الأشراف السفير الفرنسي (17 أكتوبر سنة 1525) بقولهم انهم "ينوون" عندما يموت ولزى أويقضى عليه حتى يتخلصوا من الكنيسة ويتلقوا أموال الكنيسة وولزى معاً(73). واقترح القماشون في كنت حتى يوضع الكاردينال في قارب يتسرب منه الماء، ويهجر لتتقاذفه الأمواج في البحر(74).

وكان هنري أشد دهاء. وفي اليوم التاسع من أكتوبر سنة 1529 أصدر أحد وكلائه أمراً قضائياً باستنادىء ولزى للمثول أمام قضاة الملك، للرد على اتهام بأن أعماله كقاصد رسولي قد خالفت قانون الخضوع لسلطة التاج (1392)، الذي يقضي بمصادرة أموال أي إنجليزي يأتي بالخط البابوية إلى إنجلترا. ولم يختلف الموقف لأن ولزى كان قد كفل سلطة القاصد الرسولي بناء على طلب الملك(75)، وأنه استخدمها بخاصة لصالح الملك. وادرك ولزى حتى قضاة الملك يفترض أن يدينونه فأوفد إلى هنري امتثالاً ذليلاً، يعترف بفشله ويلتمس حتى يتذكر الملك أيضاً خدماته وآيات ولائه. ثم غادر لندن في ننطقة مائية سارت في نهر التيمس. وتلقى في بوتنى رسالة رقيقة من الملك. وجثا على الطين في شكر بائس وحمد الله. واستولى هنري على المحتويات الثمينة في قصر كاردينال في هويتهول إلا أنه جاز له بالاحتفاظ بمنصب رئيس أساقفة يورك وبأموال شخصية تكفي احتياجات 160 جواداً تجر 72 عربة إلى مقره الأسقفي(76). وخلف الدوق نورفولك ولزى في رئاسة الوزارة وخلفه مور في منصب الحاجب (نوفمبر سنة 1529).

واقبل الكاردينال الذي جرد من سلطاته، على عمله، كبير أساقفة، في ورع ومثالية، وأخذ يزور أبرشياته بانتظام ويدبر ترميم الكنائس، ويعمل قاضياً موثوقاً به للتحكيم. وتساءل رحل من يوركشاير: "مَن كان أقل نصيباً من الحب في الشمال من مولاي الكاردينال قبل حتى يعيش بينهم،يا ترى؟ ومَن كان محبوباً أكثر بعد حتى عاش هناك فترة ما(77)؟" بيد حتى الطموح استيقظ في أعماقه مرة أخرى وسكن روعه من الموت وخط خطابا ليوستاس شابويس سفير الإمبراطور في إنجلترا، وضاعت هذه الخطابات، بيد حتى هناك تقريراً من شابويس إلى شارل ورد فيه: "لدي خطاب من طبيب الكاردينال يقول إني سيده... رأى حتى على البابا حتى يمضي قدماً في إجراءات لوم أشد ويستدعي الجيش الفهماني(78)". أي الحرمان من غفران الكنيسة والغزووالحرب الأهلية.

وفهم نورفولك بهذه الرسائل المتبادلة وقبض على طبيب ولزى وانتزع منه، بوسائل لم تعهد على وجه التحقيق، اعترافاً بأن الكاردينال قد أشار على البابا بحرمان الملك من غفران الكنيسة. ولا نعهد هل كان السفير أوالدوق هوالذي ابلغ صدقاً عن الطبيب، أوهل كان الطبيب هوالذي ابلغ حقاً عن الكاردينال، وعلى أية حال فإن هنري أوالدوق أمر بالقبض على ولزى.

واستسلم في هدوء (4 نوفمبر سنة 1530) وودع أسرته وانطلق إلى لندن. وأصيب في شيفلد بارك بدوزنتاريا شديدة ألزمته الفراش. وهناك اقبل جنود الملك يحملون أوامر باقتياده إلى البرج. واستأنف رحلته، ولكن بعد مضي يومين من الركوب بلغ من الضعف حداً جعل حارسه يسمح له بأن يلزم الفراش في دير ليسيستر. وغمغم أمام ضابط الملك سير وليام كنجستون بالحدثات التي نقلها كافنديش واقتبسها شكسبير "لوأنني خدمت الله بإخلاص عثر كما خدمت الملك لما أسلمني في شيخوختي(79)". ومات ولزى بالغاً من العمر خمسة وخمسين عاماً في دير ليسيستر يوم 29 نوفمبر سنة 1530.


العشيقات

بعد "كاترين من أراگون" و"آن بولين"، والتي أنجبت له إليزابث (لاحقا: إليزابث الأولى)، قبل حتى يقوم بإعدامها عام 1536 م، تزوج هنري الثامن من "كاترين هووارد" (أعدمت عام 1542 م) ثم كاترين بار من بعدها. عهدت البلاد أثناء أواخر فترة حكمه جوا من الفوضى فكثرت الثورات والحروب.

الأمر الجلل - برلمان الإصلاح الديني (1525-1533)

كاثرين كأرملة شابة، بريشة رسام بلاط هنري السابع، مايكل سيتـّو، ح.1502
هنري الثامن، ابن الثامنة عشرـ بعد تتويجه في 1509.
كاثرين من أراگون، الزوجة الأولى لهنري الثامن.

في المجلس النيابي الذي اجتمع في وستمنستر يوم ثلاثة نوفمبر سنة 1529 اتفقت الجماعتان الحاكمتان - النبلاء في المجلس، والتجار ومجلس العموم على انتهاج ثلاثة ضروب من السياسة: تخفيض ثروة رجال الكنيسة وأضعاف سلطاتهم، والمحافظة على التجارة مع الفلاندرز وتأييد الملك في حملته للحصول على وريث ذكر. ولم ينطوِ هذا الاتفاق على الرضا عن آن بولين التي كانت تقابل باستنكار عام باعتبارها مغامرة، كما أنه لم يمنع وجود تعاطف عام مع كاترين(1). أما الطبقات الدنيا، وهي عاجزة من الناحية السياسة، فكانت حتى ذلك الوقت لا توافق على الطلاق، ووقفت المقاطعات الشمالية، وهي كاثوليكية شديدة التحمس، مع البابا(2) في إخلاص. وعمل هنري على تهدئة هذه المعارضة مؤقتاً بأن ظل محافظاً في جميع شيء اللهم إلا حق البابوات في الهيمنة على الكنيسة الإنكليزية. وكانت الروح القومية، وهي في إنجلترا وهي في إنجلترا أقوى منها في ألمانيا، تقف في تلك المسألة إلى جانب الملك، وعلى الرغم من فزع رجل الدين من تصور حتىقد يكون هنري سيداً لهم فإنهم لم ينفروا من الاستقلال عن بابوية لا شبهة في خضوعها لسلطة أجنبية.

ونشر سيمون فش حوالي عام 1518 كتيباً من ست صفحات، قرأه هنري، دون حتى يبدي احتجاجً فيما نفهم، وقرأه كثيرون بابتهاج صادق، وأطلق عليه اسم "ابتهال الشحاذين" وطالب الملك بمصادرة ثروة الكنيسة الإنجليزية كلها أوجانب منها:

" في العهود الخوالي لأسلافك النبلاء (هناك) تسلل في دهاء إلى مملكتك... شحاذون وأفاقون مقدسون ومتبطلون... أساقفة ورؤساء أديار وشمامسة ورؤساء شمامسة ومعاونوأساقفة وقساوسة ورهبان ورجال دين وكهنة رهبان وبائعوصكوك غفران ومحضرون. ومَن يستطيع حتى يحصي هذا الضرب المتبطل المخرب الذي (طرح جميع عمل جانباً) ألح في السؤال إلحاحاً شديداً إلى حد أنهم حصلوا في أيديهم على أكثر من ثلث مملكتك بأسرها،يا ترى؟ إذا أعظم المقاطعات واجمل الدور والأراضي والأنطقيم ملك لهم، وكان لهم إلى جانب هذا عشر محصول الغلة والمراعي والمروج والكلأ والصوف والمهور والعجول والجملان والخنازير والأوز والدجاج... أي نعم وإنهم ليتطلعون في حرص شديد إلى أرباحهم إلى حد حتى الزوجات المسكينات لابد وأن يكن مطالبات بأن يحسبن عشر جميع بيضة وإلا فإن الزوجة لن تحصل على حقوقها في عيد الفصح... بأن يحسبن ومن التي تشرع في العمل لقاء ثلاثة بنسات في اليوم إذا كان في وسعها حتى تحصل على عشرين بنساً على الأقل في اليوم لقاء نومها ساعة مع أخ أوراهب أوقس(3)"،يا ترى؟

ولعل النبلاء والتجار قد رأوا حتى هناك شيئاً من المبالغة في هذا الاتهام، بيد أنهم اعتقدوا أنه يؤدي إلى نتيجة سارة - وهي إضفاء الصبغة الفهمانية على أملاك الكنيسة. وخط السفير الفرنسي جان دي بلاي "إن هؤلاء السادة ينتوون... اتهام الكنيسة والتهام جميع أموالها، ولا أكاد أجد نفسي في حاجة إلى تسجيل هذا بالشفرة، لأنهم يجهرون به صراحة، وأتسقط ألا يحصل القساوسة أبداً على خاتم الدولة - أي لنقد يكونوا على رأس الحكومة أبداً، مرة أخرى، وأنهم يفترض أن يتعرضون في هذا المجلس النيابي لمفازع هائلة(4)". وكان ولزى قد منع هذا الهجوم على أملاك الكنيسة، بيد حتى سقوطه هجر رجال الدين بلا حول لهم ولا طول، اللهم إلا ما يتمتعون به من إيمان الناس، وهوإيمان كان آخذاً في التقلص، ولعل السلطة البابوية التي كانت قنينة بأن تحميهم بهيبتها أوتحريمها أوبحلفائها كانت وقتذاك الهدف الرئيسي لسخط الملك وكرة القدم التي تتقاذفها السياسة الإمبراطوريّة، وكان العهد يقتضي موافقة المجمع الأكليروسي لرؤساء أساقفة كنتربري ويورك على جميع تشريع يمس الكنيسة في إنجلترا أوتأييده. فهل كان في وسع هذا المجمع تخفيف سورة غضب الملك وكبح جماح الحركة المناهضة لرجال الدين في المجلس النيابي،يا ترى؟

وافتتح المعركة مجلس العموم. إذ وجه خطاباً إلى الملك يقر فيه عقيدة المحافظين، وإن انتقد رجال الدين بشدة. وهاجم "قرار الاتهام" المشهور المجمع الأكليروسي واتهمه بأنه سن القوانين، دون الحصول على موافقة الملك أوالمجلس النيابي، التي تحدد حرية الفهمانيين تحديداً خطيراً، وتعرضهم لتعزير شديد، وغرامات باهظة، واتهم رجال الأكليروس بأنهم أعطوا صدقات لـ "جموع من الأحداث، نطقوا إنهم أبناء أخوتهم" على الرغم مما يتمتع به مثل هؤلاء المستفيدين من شباب أوجهل، واتهم المحاكم الأسقفية بأنها استغلت في جشع حقها في فرض رسوم وغرامات، وهذه المحاكم بأنها قبضت على أشخاص وسجنتهم دون حتى تبين التهم الموجهة إليهم، وأنها اتهمت الفهمانيين وعاقبتهم عقاباً شديداً لشبهة هرطقة طفيفة واختتمت الوثيقة بمطالبة الملك بإصلاح هذه العلل(5)، ولا شك في حتى هنري الذي كان على فهم بأسرار تأليف هذا الخطاب قدم نقاطه الرئيسية إلى المجمع الأكليروسي وطلب منه الرد.

وأقر الأساقفة وجود بعض الظلم وعزوا هذا إلى أفراد ظهروا إتفاقاً، وأكدوا تمسك محاكمهم بالعدالة، وأنهم يتأسون بالملك الورع الذي زجر لوثر في نبل عظيم، لمساعدتهم على قمع الهرطقة، ثم أخطأوا خطأً فظيعاً وأساءوا فهم المزاج الملكي فأضافوا حدثات كانت بمثابة غلان للحرب.

"ما دمنا نعلن ونتمسك بسلطتنا في سن القوانين التي تستند إلى ما في خط الله المقدسة وما قررته الكنيسة المقدسة... فليس لنا حتى نتخلى عن أعبائنا وواجباتنا، التي أمرنا بها الله على وجه التأكيد ونهجرها لرضاك السامي، ومن ثم نلتمس من مراحمكم بكل خضوع... حتى تحافظوا على هذه القوانين والشرائع وأن تدافعوا عنها مثلنا... وأن يعمل بتفويض من الرب إجلالاً له تعالى على دعم الفضيلة والحفاظ على عقيدة المسيح(6)".

وعلق موضوع النزاع. ولم يقابله هنري في الحال. وكان أول ما اهتم به هوالحصول على موافقة المجلس النيابي على طلب عجيب - حتى يعفى من سداد القروض التي قدمها له رعاياه . واحتج أعضاء مجلس العموم ثم وافقوا. وقدمت ثلاثة مشروعات أخرى بقوانين تستهدف كبح جماح سلطة رجال الأكليروس على الوصايا التي تم الإشهاد عليها وتقاضيهم رسوماً على الموتى واحتفاظهم بالصدقات المتعددة، وحظيت هذه المشروعات بقوانين بموافقة أعضاء مجلس العموم، وعارضها بشدة الأساقفة ورؤساء الأديار وأصحاب المقاعد في مجلس اللوردات، وقد عدلت، ولكنها أصبحت في جوهرها قوانين نافذة، وتأجل انعقاد المجلس النيابي إلى يوم 17 ديسمبر.

وتلقى الملك إبان صيف عام 1530 شيئاً من التشجيع الغالي، إذ اقترح توماس كرانمر، أستاذ اللاهوت في جامعة كمبردج، على هنري، حتى تبدي الجامعات الكبرى في أوربا رأيها في موضوع هوهل كان في وسع البابا حتى يسمح لرجل بالزواج من أرملة شقيقه. وأعقب هذا الاقتراح مباراة مرحة في التنافس على الرشوة: ونثر وكلاء هنري المال للتحريض على إصدار أحكام سلبية، ولجأ وكلاء شارل إلى المال أوالتهديد للحصول على ردود إيجابية(7)، وانقسمت ردود الجامعات الإيطالية، ورفضت الجامعات اللوثرية تقديم أي رد مريح للمدافع عن العقيدة، بيد حتى جامعة باريس، تعرضت لضغط من فرانسيس(8) فقدمت الرد العزيز المنشود الذي كان يتلهف عليه. ووافقت جامعتا أكسفورد وكامبردج، بعد حتى تسلمتا رسائل صارمة من الحكومة، على حق الملك في الحصول على قرار بطلان زقابل.

وعندما شعر بدعم مركزه إلى هذا الحد، أصدر عن طريق وكيله العام (ديسمبر سنة 1530) إعلاناً بأن الحكومة تعتزم حمل نادىوى ضد جميع رجال الأكليروس الذين اعترفوا بسلطة ولزى قاصداً رسولياً، وعلى أساس أنهم خالفوا قانون الولاء للتاج. وعندما عاد المجلس النيابي والمجلس الأكليروسي للانعقاد (16 يناير سنة 1531) أعرب وكلاء الملك وهم سعداء حتى النادىوى يفترض أن تسحب إذا اعترفوا بأنهم مذنبون ودفعوا غرامة قدرها 118.000 جنيه (11.800.000 دولار)(90). فاحتجوا بأنهم لم يرغبوا قط في حتىقد يكون لولزى مثل هذا السلطان وأنهم لم يعترفوا به قاصداً رسولياً إلا لأن الملك قد عمل هذا بتقديم التماسه للنظر أمام محكمة ولزى وكامبيجيو. وكانوا على حق تام بالطبع، بيد حتى هنري كان في حاجة ماسة إلى المال، ووافقوا، وهم يولولون، على سداد المبلغ من موارد أبرشياتهم. واستخف الطرب الملك فطالب وقتذاك بان يعترف به رجال الأكليروس "حامياً للكنيسة ورجال الدين في إنجلترا والرئيس الأعلى الوحيد لهم" أي حتى ولاءهم للبابا لابد حتى ينتهي وعرضوا اثنتي عشرة مصالحة وجربوا اثنتي عشرة تعبير مبهمة، وكان هنري قاسياً لا يرحم، وأصر على حتى يردوا بحدثة "نعم" أو"لا". وأخيراً (10 فبراير سنة 1531) عرض رئيس الأساقفة واهرام، وكان وقتذاك في الحادية والثمانين، في تبرم، إقرار صيغة الملك وأضاف إليها تعبير فيها تحفظ "بقدر ما تسمح شريعة المسيح"، وسكت المجلس الأكليروسي، واعتبر السكوت رضاً، وأصبحت الصيغة قانوناً، وهدأت ثائرة الملك، فسمح عندئذ للأساقفة بمطاردة الهراطقة.

وتأجل اجتماع المجلس النيابي والمجلس الأكليروسي مرة أخرى (30 مارس سنة 1531). وفي يوليوهجر هنري كاثرين في وندسور على ألا يراها أبداً مرة أخرى. وسرعان ما نقلت بعد ذلك إلى أمبتهل بينما أقامت الأميرة ماري في رتشموند وطالب هنري بالجواهر التي كانت قد ارتدتها كاثرين بصفتها ملكة وأعطاها لآن بولين(10) واحتج شارل الخامس لدى كليمنت الذي وجه خطاباً قصيراً للملك (25 يناير سنة 1532) يؤنبه فيه لاقترافه الزنا، ويحضه على طرد آن والاحتفاظ بكاثرين ملكة شرعية إلى حتى يصدر قراراً في الالتماس المقدم منه لإعلان بطلان الزواج. وتجاهل هنري التأنيب واستمر في غرامه. وخط حوالي هذا الوقت إحدى رسائله الرقيقة لآن:

حبيبة قلبي، أخط لكِ هذا لأعرب عن الوحدة التي أعيش فيها هنا منذ فراقكِ، لأني أؤكد لكِ أني أرى الوقت قد أصبح منذ رحيلكِ أطول مما تعودت حتى أراه مدى أسبوعين كاملين، وأعتقد حتى رقتكِ وحرارة حبي هما السبب... ولكني أفكر الآن وأنا قادم إليكِ، وآلامي قد خف نصفها، في حتى يتحقق أملي في أمسية خاصة بين أحضان حبيبتي التي يفترض أن أركن قريباً إلى نهديها الجميلين وأقبلهما. خطته يد مَن كان ولا يزال لكِ وسوف يظل معكِ على الدوام بإرادته.

وعندما انعقد المجلس النيابي والمجلس الأكليروسي مرة أخرى (15 يناير سنة 1532) حصل هنري من المجالس الأربعة جميعاً على تشريع آخر مناهض لرجال الأكليروس ينص على: حتى رجل الدين دون درجة مساعد شماس، يجب حتى يحاكموا أمام المحاكم الدينية عند اتهامهم بالخيانة العظمى، وأن الرسوم والغرامات التي تتقاضاها المحاكم الكنسية يجب حتى تخفض، وأن الرسوم الكنسية على الموتى ورسوم التثبت من صحة الوصايا يجب حتى تخفض أوتلغى، وأن موارد السنة الأولى لأسقف حديث التعيين يجب ألا تدفع بعد ذلك للبابا وأن تحول الأموال الإنجليزية إلى روما من أجل محللات وصكوك غفران وخدمات بابوية أخرى يجب حتى يتوقف، وأوفدت إشارة ماكرة إلى المجلس البابوي بأن موارد السنة الأولى للأسقف حديث التعيين يفترض أن ترد إلى البابا إذا أعرب بطلان الزواج بكاثرين.

وفي هذا الوقت انحازت غالبية من الأساقفة إلى الرأي القائل بأنهم لن يفقدوا شيئاً من السلطة أوالدخل إذا استقلت الكنيسة الإنجليزية عن روما. وفي مارس سنة 1532 أعرب المجلس الأكليروسي استعداده للانفصال عن البابوية: "هلا تفضلتم يا صاحب السموبوقف أعمال الاغتصاب الظالمة المذكورة... وإذا اتخذ البابا إجراء ضد هذه المملكة للحصول على موارد السنة الأولى للأساقفة حديثي التعيين... فلتتفضلوا سموكم بسن قانون من المجلس النيابي الحالي بسحب طاعة سموكم والشعب للكرسي البابوي في روما(12)". وفي 15 مايوقدم المجلس الأكليروسي تعهداً للملك بتقديم جميع تشريع تال له إلى لجنة - نصفها من الفهمانيين والنصف الثاني من رجال الأكليروس - لها الحق في الاعتراض على أي قوانين ترى أنها ضارة بالمملكة. إلى غير ذلك ولدت كنيسة إنجلترا في هذا "الإصلاح النيابي" الأسقفي وهذا المجلس الأكليروسي وأصبحت عضواً للدولة وتابعة لها.

وفي 16 مايواستنطق توماس مور من منصب الحجابة بعد حتى فشل في الوقوف أمام التيار المناهض لرجال الأكليروس وانسحب إلى بيته. ومات رئيس الأساقفة واهرام في أغسطس بعد حتى أملى وهوعلى فراش الموت رسالة أبدى فيها رفضه لخضوع الملجلس الأكليروسي للملك. واستبدل هنري بتوماس مور توماس أودلي، وبواهرام، توماس كرانمر. ومضت الثورة قدماً. وأجاز المجلس النيابي "قانون الاستئناف" وبمقتضاه كان جميع نزاع أوفد سابقاً إلى روما للفصل فيه يحسم "في المحاكم الروحية والزمنية داخل المملكة دون اعتبار، لأي منع أوحرمان من غفران الكنيسة أوتحريم يصدر من جهة أجنبية(13)".

وفي 15 يناير سنة 1533 تزوج هنري من آن التي كانت حاملاً منذ أربعة شهور(14). وكان لدى الملك وقتذاك مسببات ملحة لإعلان بطلان زقابل من كاثرين، ولما كان قد بعث بطلب آخر للبابا دون حتى يؤدي إلى نتيجة، فقد حصل من المجلس الأكليروسي على موافقة على "طلاقه" (أبريل سنة 1533) وفي 23 مايوأعرب كرانمر بصفته رئيس أساقفة كنتربري حتى الزواج بكاثرين مخالف للشريعة وباطل، وفي 28 مايوأعرب حتى آن زوجة شرعية لهنري، وركبت آن بعد ثلاثة أيام وهي ترتدي الديباج وتتزين بالجواهر لكي تتوج ملكة لإنجلترا في احتفال ملكي مهيب، وضعت تصميمه التنطقيد وهانز هولبين الأصغر. ولاحظت وسط مظاهر الابتهاج صمت الجماهير الدال على الاستنكار، ولعلها تساءلت إلى متى يحمل رأسها القلق التاج؟.

وأعرب البابا كليمنت بطلان الزواج الجديد، وأن الأولاد الذين سيكونون ثمرة له غير شرعيين، وحرم الملك من غفران الكنيسة (22 يوليوسنة 1533).

وولدت اليزابث يومسبعة سبتمبر وأبلغ سفير شارل مولاه حتى حظية الملك أنجبت ابنة سفاح(15). واستأنف المجلس النيابي الذي كان قد أجل يوم أربعة مايوجلساته في 15 يناير سنة 1534. وكانت موارد الأساقفة الجدد في السنة الأولى والموارد البابوية الأخرى قد خصصت نهائياً وقتذاك للتاج، وأصبح تعيين الأساقفة امتيازاً للملك من الناحية القانونية، كما جرى العمل به عملاً. ونقلت نادىوى الاتهام بالهرطقة من القضاء الكنسي إلى القضاء المدني.

وفي عام 1533 أذاعت اليزابث بارتون وهي راهبة من كنت أنها تلقت أوامر من الرب بإدانة الزواج الثاني للملك، وأنها قد جاز لها برؤية المكان الذي يعد إستقبال هنري في الجحيم. وعرضتها المحكمة الملكية لاختبار قاس، وانتزعت منها اعترافاً بأن رؤاها الإلهية كانت إفكاً وخداعاً، وأنها سمحت لآخرين باستخدامها في مؤامرة للإطاحة بالملك(16). وحوكمت هي وستة "شركاء في الجريمة" أمام مجلس اللوردات وقضي عليهم بالادانة، ونفذ فيهم حكم الإعدام (5 مايوسنة 1534)، واتهم الأسقف فيشر بأنه فهم بالمؤامرة وتقاعس عن تحذير الحكومة، واتهم أيضاً بأنه كان هووكاثرين مطلعين على أسرار خطة وضعها شابويس ولم يشجعها شارل، لغزوإنجلترا في الوقت الذي يقوم فيه أنصار كاثرين بالتمرد(17). وأنكر فيشر التهم الموجهة إليه، ولكنه ظل موضع الاشتباه بالخيانة.

وكان توماس كرومويل أشد وكلاء هنري العدوانيين في هذه الأمور. وقد ولد عام 1485، وهوابن حداد من بوتني، ونشأ في فقر ومسغبة، ومضى يضرب سنوات في أرض فرنسا وإيطاليا أفاقاً بالعمل، وعاد إلى إنجلترا واشتغل بصناعة النسيج وأصبح مرابياً وكون ثروة، وخدم ولزى بإخلاص خمس سنوات، ودافع عنه في أيام البؤس، واكتسب احترام هنري بسهب صناعته وولائه. وعين على التوالي حاجباً لخزانة الدولة وأميناً للسجلات وكاتم سر للملك (مايوسنة 1534)، وكان في الفترة من عامي 1531 و1540 المدبر الأكبر لشئون الحكومة باعتباره منفذاً مطيعاً للإرادة الملكية. واتهمه أعداؤه الأرستقراطيون، الذين احتقروه بوصفه حديث نعمة يرمز لخصومهم الصاعدين، رجال الأعمال، بأنه يطبق مبادئ "أمير" مكيافلي، بقبول الرشا وبيع المناصب وحب الثروة والسلطان حباً يجاوز الحدود. وكان هدفه، الذي سعى جاهداً لإخفائه، هوحتى يجعل الملك صاحب الحدثة العليا في جميع مجال من مجالات الحياة الإنجليزية، وأن يمول ملكية مطلقة بثروة الكنيسة المصادرة، وأظهر في سعيه لتحقيق أغراضه مقدرة تامة لا تعهد تأنيب الضمير، وضاعف ثروته، وكسب جميع معركة خاضها ما عدا الأخيرة، والراجح حتى هنري، وقد أزعجه تزايد عداء الشعب له، استدرج المجلس النيابي، بناء على اقتراحه وعن طريق احتياله، إلى الموافقة على قانون وراثة العرش (30 مارس سنة 1534) الذي أعرب حتى الزواج بكاثرين غير سليم، وحول ماري إلى ابنة سفاح، وعين اليزابث وريثة للعرش إلا إذا أنجبت آن ولداً، ونص على حتى أي إنسان يجادل في صحة زواج آن بهنري يستحق أقصى عقاب. وقضى القانون بأن يحلف جميع الإنجليز رجالاً ونساء يميناً بالولاء للملك. وأخذ مندوبون للملك يؤازرهم جنود، يخترقون البلاد راكبين، ودخلوا البيوت والقصور وأديار الرهبان وأديار الراهبات، وانتزعوا اليمين كرهاً. ولم يرفض حلف اليمين إلا قلة ضئيلة من بينهم الأسقف فيشر وتوماس مور: وعرضوا حتى يحلفوا على ما اتى بشأن وراثة العرش على ألا يقسموا على باقي ما تضمنه القانون. وحكم عليهم بالسجن في البرج. وصوت المجلس النيابي آخر الأمر على قانون السيادة الحاسم (12 نوفمبر سنة 1534)، وأكد هذا القانون سيادة الملك على الكنيسة والدولة في إنجلترا، وعمد الكنيسة الوطنية الجديدة باسم الكنيسة الأنجليكانية، وخول الملك جميع هذه السلطات على الأخلاق والتنظيم والهرطقة والعقيدة والإصلاح الكنسي، وكانت حتى وقتذاك من اختصاص الكنيسة. ونص القانون على حتى المرء يرتكب جريمة الخيانة إذا تحدث عن الملك أوخط عنه أنه مغتصب أوطاغية أوانقسامي أوهرطيق أوكافر. وطلب من جميع الأساقفة حتى يحلفوا يميناً جديدة بأنهم يقبلون سيادة الملك المدنية والكنسية دون تحفظ "بقدر ما تسمح شريعة المسيح"، وأنهم لن يرضوا أبداً في المستقبل باستئناف السلطة البابوية في إنجلترا. وانتشرت جميع قوات الحكومة لشل حركة المعارضة لهذه المراسيم، التي لم يسبق لهذا مثيل، وتظاهر رجال الأكليروس الفهمانيون بالخنوع شيئاً فشيئاً، وأحجم كثير من الرهبان والأخوان الرهبان عن حلف الأيمان، نظراً لولائهم للبابا، وأسهمت مقاومتهم في اتخاذ الملك قراره الأخير بإغلاق الأديار.

وأحنق عناد الاخوة الرهبان في تشارنر هاوس، وهودير كاتوزي في لندن، هنري وكرومويل بخاصة. واتى ثلاثة من رؤساء الأديار الكارتوزيين إلى كرومويل ليقدموا له إيضاحاً عن إحجامهم عن الاعتراف بأي فهماني رئيساً للكنيسة في إنجلترا، فبعث بهم كرومويل إلى سجن البرج. وفي يوم 26 أبريل سنة 1535 حوكموا هم وراهب آخر وقسيس فهماني أمام قضاة الملك الذين كانوا يميلون إلى الصفح عنهم، غير حتى كرومويل خشي حتى يشجع الرفق على المزيد من المقاومة، فطالب بقرار بالإدانة وأذعن القضاة.

وفي يوم ثلاثة مايوجر الرجال الخمسة وكانوا لا يزالون يرفضون قبول قانون السيادة على زحافات إلى تيبرن وعلقوا واحداً وراء الآخر وأسقطوا ببتر الحبال وهم أحياء وبتروا أرباً(18) وعلقت ذراع مبتورة على مدخل عقد تشارتر هاوس لتلقين الرهبان الباقين درساً، ولكن أحداً منهم لم يتراجع عن رفضه. وسجن ثلاثة في البرج وشد وثاقهم وهم منتصبون بسلاسل من حديد حول أعناقهم وأقدامهم، وأكرهوا على الوقوف في هذا الوضع سبعة عشر يوماً، وقدم إليهم الطعام، ولكن لم يفك وثاقهم لتمضية أي حاجة طبيعية. أما باقي الرهبان الكارتوزيين، وكانوا لا يزالون يبدون عناداً ومشاكسة فقد تشتتوا في أديا أخرى ما عدا عشرة منهم، سجنوا في نيوجيت ومات تسعة من هؤلاء من "حمى السجن وقذره(19)".

وكان هنري وقتذاك هوالحكم الوحيد فيما يتعين على الشعب الإنجليزي حتى يؤمن به في مجالي الدين والسياسة. ولما كان لاهوته لا يزال كاثوليكياً من جميع وجه فيما عدا السلطة البابوية فقد اتخذ مبدأ مطاردة النقاد البروتستانت للممضى الكاثوليكي بغير تحيز، والنقاد الكثالكة لسيادته الكنسية، والحق حتى مطاردة الهراطقة قد استمرت وظلت طوال مدة حكمه. وفي عام 1531 أحرق توماس بلني بأمر أصدره الحاجب توماس مور، لأنه انتقد الصور الدينية، ورحلات الحج والصلوات من أجل الميت. وقبض على جيمس بينهام لأنه اعتبر حتى المسيح لاقد يكون حاضراً في القربان المقدس إلا بروحه فعذب لكي ينتزع منه أسماء هراطقة آخرين، وتشبث بما نطق وأحرق في سمثفيلد في أبريل عام 1532. واحرق آخران في ذلك العام وعرض أسقف لندن حتى يمنح في خلال أربعين يوماً صك غفران للمسيحيين الصالحين الذين يحملون حزمة من الحطب لتغذية النار(20).

ووصل عهد الإرهاب إلى ذروته في اضطهاد فيشر ومور، وقد وصف أرازموس أسقف روشستر بأنه "شخص مثقل بكل فضيلة(21") بيد حتى فيشر نفسه قد اقترف ذنب الاضطهاد، وقد انضم إلى السفير الإسباني في حث شارل على غزوإنجلترا وخلع هنري(22). وقد اقترف في نظر القانون جريمة خيانة الدولة، وهوأمر لم يشفع له عندما احتج بأنه كان مخلصاً للكنيسة. وارتكب الحبر الأعظم الجديد، بولس الثالث خطأ بتعيين الأسقف المسجون كاردينالاً، وعلى الرغم من حتى فيشر أعرب إنه لم يسعَ إلى هذا الشرف، فإن هنري رأى وقتذاك في هذا التعيين تحدياً له. وفي 17 يونيه سنة 1535 قدم الأسقف، وكان وقتذاك في عامه الثمانين، إلى محاكمة أخيرة ورفض مرة أخرى حتى يسقط على قسم يعترف فيه بهنري رئيساً للكنيسة الإنجليزية، واقتيد في 22 يونيه إلى كتلة على تل تاور. ووصفه شاهد عيان بأنه "جسد طويل أعجف، لا شيء فيه سوى الجلد والعظام، إلى حد حتى معظم مَن شاهدوه دهشوا من رؤية رجل لا يزال فيه رمق من حياة، على الرغم من بلوغه هذا الحد من الوهن(23)".

وتلقى وهوعلى منصة المقصلة عرضاً بالعفوعنه إذا حلف اليمين فرفض وعلق رأسه المقطوع فوق جسر لندن. ونطق هنري: "في وسعه حتى يمضى الآن، إذا استطاع، إلى روما ويحصل على قلنسوة الكاردينال(24)". ومع ذلك فقد بقي هناك مكابر عنيد أشد مراساً.


حكاية ثلاث ملكات

فقد هنري ثلاثاً من ست ملكات في خلال ثلاثين شهراً من وفاة مور. فقد تلاشت حياة كاثرين في معتزلها الشمالي، وهي لا تزال تدعي أنها زوجة هنري الشرعية الوحيدة، وملكة إنجلترا صاحبة الحق الشرعي، واستمرت وصيفاتها في إطلاق هذا اللقب عليها. وفي عام 1535 نقلت إلى قلعة كيمبالتون قرب هنتنجدون، وهناك حبست نفسها في حجرة واحدة ولم تكن تهجرها إلا لحضور القداس. واستقبلت زائرياً و"عاملتهم في كرم زائد(61)" وحجزت ماري، وكانت وقتذاك في التاسعة عشرة في هاتفيلد التي لا تبعد إلا بمسيرة عشرين ميلاً، غير أنه لم يسمح للأم ولا لابنتها بأن ترى إحداهما الأخرى، ومنعا من الاتصال ببعضهما، ومع ذلك فإنهما تراسلا، وتعد رسائل كاثرين من أعظم الرسائل المؤثرة في الأدب بأسره. وعرض هنري عليهما دارين آخريين أفضل من داريهما، إذا اعترفتا بملكته الجديدة، فرفضتا. وعينت آن بولين عمتها مربية لماري وأمرتها بأن تحتفظ "بإبنة السفاح" وتلزمها حدها بـ "لكمة على الأذنين بين آن وآخر(62)". وسقمت كاثرين في ديسمبر سنة 1535 وخطت وصيتها وبعثت برسالة للإمبراطور تطلب منه حماية ابنتها ووجهت وداعاً مؤثراً لـ "سيدها وزوجها العزيز" الملك.

"إن ساعة وفاتي تقترب ولا حيلة لي إلا حتى أنصحك، بحكم ما أكنه لك من حب، بأن تعنى بطهارة روحك التي يجب حتى تؤثرها على جميع الاعتبارات في الدنيا، أوعلى أي جسد تشتهيه مهما كان، والذي من أجله قذفت بي في كوارث عديدة، وبنفسك في متاعب كثيرة، ولكني أغفر لك جميع شيء، وأرجوالله حتى يغفر لك أيضاً، وبالنسبة للباقي أوصيك خيراً بابنتنا ماري، وأتوسل إليك حتى تكون لها أباً صالحاً... وأخيراً فإني أردد هذا القسم بأن عيني تريدان حتى تبصراك فوق جميع شيء وداعاً(63").

وبكى هنري عندما تسلم الرسالة، وعندما ماتت كاثرين (7 يناير سنة 1536) بالغة من العمر خمسين عاماً، أمر الحاشية بإعلان الحداد، فرفضت آن(64).

ولم تستطع آن حتى تعهد أنها ستموت أيضاً في خلال خمسة شهور، ولكنها أدركت أنها خسرت الملك، فقد أدى طبعها الحاد وسورات غضبها المتسمة بالصلف، ومطالبها التي تبعث على الضجر، إلى إنهاك هنري الذي رأى حتى لسانها السليط يتناقض مع رقة كاثرين(65). وفي اليوم الذي دفنت فيه كاثرين ولدت آن طفلاً ميتاً. وبدأ هنري الذي كان لا يزال يتلهف على ولد يفكر في طلاق آخر - أوفي بطلان الزواج كما يفترض أن يعمل، وروي عنه أنه نطق إذا زقابل الثاني تم تحت إغراء السحر، ومن ثم فإنه باطل(66). وبدأ من أكتوبر سنة 1535 يولي اهتماماً خاصاً بإحدى وصيفات آن وهي جين سيمور. وعندما أنبته آن أمرها بأن تتحمله في صبر، كما عمل مَن هن أفضل منها(67)، ولعله انتهج حيلاً قديمة عندما اتهمها بالخيانة. إذ يظهر إنه مما لا يصدق حتى تخاطر حتى امرأة نزقة بعرشها بلحظة تبذل، ولكن يظهر حتى الملك كان قد آمن في إخلاص بأنها مذنبة. وأشار إلى الشائعات الدائرة عن غرامياتها التي وصلت إلى مجلسه، فاستقصي الأمر وأبلغ الملك أنها اقترفت الزنا مع خمسة أعضاء من البلاط، هم سير وليام بريتون، وسير هنري نوريس، وسير فرانسيس وستون، ومارك سمينون، وأخيها اللورد روشوورد، وأوفد الرجال الخمسة إلى البرج وتبعتهم آن في اليوم الثاني من مايوسن 1536.

وخط لها هنري يعللها بالآمال في الصفح عنها والرفق بها إذا كانت صادقة معه. فردت بأنها ليس لديها ما تعترف به. وزعم خدمها في السجن أنها أقرت بأنها تلقت عرضين بتبادل الحب مع نوريس ووستون، بيد أنها ادعت أنها صدمتهما. وفي يوم 11 مايووبعد حتى طلب من هيئة المحلفين الكبرى في مدلسكس حتى تقوم بتحقيق محلي في الجرائم التي ينطق إذا الملكة قد ارتكبتها في تلك البلاد، أبلغت أنها وجدتها مذنبة لاقترافها الزنا مع جميع الرجال الخمسة المتهمين، وقدمت أسماء وتواريخ معينة(68). وفي

يوم 12 مايوحوكم أربعة من هؤلاء الرجال في وستمنستر أمام هيئة محلفين، منهم والد آن الإيرل أف ولتشاير. واعترف سميتون أنه مذنب كما اتهم، أما الآخرون فدافعوا عن أنفسهم بأنهم غير مذنبين وحكم بإدانة الأربعة جميعاً. وفي يوم 15 مايوحوكمت آن هي وأخوها أمام جماعة مكونة من ستة وعشرين نبيلاً برئاسة الدوق أف نورفولك وهوعمها، ولكنه عدوها السياسي. وأكد الشقيقان أنهما بريئان، ولكن جميع عضومن جماعة القضاة أعرب أنه مقتنع بأنهما مذنبان، وحكم عليهما بأن يحرقا أويبتر رأساهما كما يتراءى للملك. وفي يوم 17 مايوشنق سميتون، أما الرجال الأربعة الآخرون فقد بترت رءوسهم كما يليق برتبهم. وفي ذلك اليوم طلب وكلاء الملك من رئيس الأساقفة كرانمر حتى يعلن عدم صحة الزواج بآن وأن اليزابث ابنة سفاح فأذعن. ولا تعهد الأسس التي بني عليها هذا الحكم، ولكن يظن حتى زواج آن السابق المزعوم بلورد نورثمبرلاد أعرب وقتذاك أنه حقيقي.

وركعت آن عشية وفاتها أمام لادي كنجستون زوجة الحارس وطلبت منها منة أخيرة: حتى تمضى وهجرع أمام ماري، تتوسل إليها باسم آن حتى تصفح عن الأخطاء التي ارتكبت في حقها، بسبب كبرياء امرأة تعسة غير متبصرة(69)، وطلبت حتى ينفذ فيها حكم الإعدام فوراً يوم 19 مايو. والظاهر أنها استمدت شيئاً من العزاء من فكرة خطرت لها هي: "لقد سمعت حتى الجلاد بارع جداً ولي عنق صغير" - ومن أجل ذلك ضحكت واقتيدت ظهر ذلك اليوم إلى منصة المقصلة، وطلبت من المشاهدين حتى يصلوا من أجل الملك "لأنه ليس هناك أمير يبزه في الرقة والرأفة(70)"، ولم يكن هناك أحد يبتر بأنها مذنبة، ولكن قليلين أسفوا لسقوطها.

وفي يوم وفاتها منح كرانمر للملك محللاً بالزواج مرة أخرى في سعيه المتجدد للحصول على ولد، وفي اليوم التالي خطب هنري، جين سيمور سراً، وتزوجا يوم 30 مايو1536، ونودي بها ملكة يوم أربعة يونيه. وكانت سليلة أسرة ملكية، إذ أنها تنحدر من ادوارد الثالث، وكانت لها صلة قرابة من الدرجة الثالثة أوالرابعة بهنري، مما نادى إلى الحصول على محلل آخر من كرانمر المطيع. ولم تكن تتمتع بجمال خاص، بيد أنها أثرت في الجميع بذكائها ورقتها بل وتواضعها، ووصفها الكاردينال بول خصم هنري اللدود بأنها: "ممتلئة بالطيبة"، ولم تشجع محاولات الملك التقرب بها إبان حياة آن، ورفضت قبول هداياه، وأعادت رسائله دون حتى تفتحها، وطلبت منه ألا يحدثها إلا في حضور آخرين(71).

وكان أول عمل تم بعد الزواج هوالقيام بالتوفيق بين هنري وماري. وقام هنري به بطريقته الخاصة فأمر كرومويل بأن يبعث لها برسالة عنوانها: "إعتراف لادي ماي". وهي تعترف بالملك رئيساً أعلى للكنيسة في إنجلترا وتنكر "سلطة أسقف روما المزعومة"، وتعترف حتى زواج هنري بكاثرين "من قبيل سفاح القربى وغير شرعي". وطلب من ماري حتى تسقط باسمها على جميع جملة، وسقطت ولم تصفح عن نفسها قط. وبعد ثلاثة أسابيع أقبل الملك والملكة لرؤيتها وقدما إليها هدايا و1000 كراون، وأطلق عليها مرة أخرى لقب أميرة، وفي يوم عيد الميلاد لعام 1536 استقبلت في البلاط، وهناك لابد حتى شيئاً طيباً كان في هنري وفي "ماري الدموية" - لأنها كادت تتفهم في السنوات الأخيرة حتى تحبه.

وعندما انضم المجلس النيابي مرة أخرى (18 يونيه سنة 1536) أصدر بناء على طلب الملك قانوناً جديداً بوراثة العرش وبمقتضاه أعرب حتى اليزابث وماري على السواء بنتان غير شرعيتين، وتقرر حتى يقتصر التاج على الذرية المتسقط حتى تنجبها جين سيمور.

ومات الدوق آن رتشموند ابن هنري غير الشرعي، وتعلقت آمال الملك كلها في حمل جين. وهللت إنجلترا معه عندما ولدت "12 أكتوبر سنة 1537" ولداً هوأدوارد السادس في المستقبل. بيد حتى جين المسكينة التي ارتبط بها الملك وقتذاك ارتباطاً عميقاً، بقدر ما سمحت روحه، التي تهجرز حول ذاته، ماتت بعد ولادة ابنها بأثنى عشر يوم. وظل هنري رجلاً محطماً بعض الوقت. وعلى الرغم من أنه تزوج مرة أخرى ثلاث مرات فانه طلب عند وفاته حتى يدفن بجانب المرأة التي ضحت بحياتها في سبيل حمل ابنه.

ماذا كانت ردود العمل لدى الشعب الإنجليزي بالنسبة لأحداث هذا العهد المضطرب،يا ترى؟ من الصعب حتى نقول شيئاً، فالدليل فيه تحامل ويكتنفه الغموض ومشتت. وروى شابويس عام 1533 حتى رأي الكثيرين من الإنجليز حتى "الملك رتشارد السابق لم يكن قط مكروهاً من شعبه إلى هذا الحد مثل هذا الملك(72)". وقد تعاطف الشعب بوجه عام مع رغبة هنري في الحصول على ولد، وأدان قسوته على كاثرين وماري ولم يذرف دموعاً على آن، ولكنه صدم صدمة عميقة بإعدام فيشر ومور. وكانت أغلبية الأمة السابقة لا تزال تدين بالكاثوليكية(73)، وكان رجال الأكليروس - بعد حتى حققت الحكومة وقتذاك لنفسها موارد الأساقفة حديثي التعيين في السنة الأولى - يأملون في التوفيق مع روما. ولكن لم يجرؤ أحد على حتى يحمل صوته بنقد الملك. وتلقى نقداً، ومن إنجليزي ولكن مع وجود القتال بينه وبين ذراع الملك.

كان ريجينالد بول ابن مرجريت بلانتا حينت كونتيسة سالزبوري، وهي نفسها ابنة أخ أدوارد الرابع ورتشارد الثالث. وقد تفهم على نفقة هنري، وكان يتسلم مرتباً من الملك قدره 500 كراون جميع عام، والظاهر أنه كان يعد لتولي أعلى المناصب في الكنيسة الإنجيلية. ودرس في باريس وبادوا، وعاد إلى إنجلترا، وهويتمتع بحظوة كبيرة لدى الملك، ولكن عندما أصر هنري على سماع رأيه في الطلاق، رد ريجينالد صراحة أنه لا يستطيع حتى يوافق عليه ما لم يصدق عليه البابا. ولم يبتر هنري مرتب الشاب وسمح له بالعودة إلى القارة.

وهناك لبث بول اثنين وعشرين عاماً وارتفع في تقدير البابا باعتباره عالماً ومتضلعاً في اللاهوت، ونصب كاردينالاً وعمره ستة وثلاثون عاماً (1536). وألف في ذلك العام باللاتينية رسالة هجوم على هنري هي دفاع عن وحدة الكنيسة. ورأى حتى الأخذ بسيادة هنري على الشئون الكنسية في إنجلترا يدعوإلى الانقسام بين أبناء الديانة المسيحية وتشعبهم إلى قوميات منوعة، وأن التصادم الناتج بين العقائد سيؤدي إلى فوضى اجتماعية وسياسية في أوربا. واتهم هنري بأنه مصاب بجنون حب الذات والحكم المطلق. ولام الأساقفة الإنجليز على تسليمهم بعبودية الكنيسة للدولة. وندد بالزواج من آن باعتباره زنا، وتنبأ (ولم يكن هذا من الحكمة إلى حد كبير) بأن النبلاء الإنجليز يفترض أن يعدون اليزابث "ابنة سفاح لعاهرة إلى الأبد(74)"، وطالب شارل الخامس بألا يضيع أي ذخيرة حربية في حرب الأتراك وأن يحول القوات الإمبراطوريّة للقتال ضد ملك إنجلترا الكافر. كانت رسالة طعن شديدة، أتلفتها كبرياء الشباب في الفصاحة. واشار الكاردينال كونتاريني على المؤلف بالا ينشر الرسالة، بيد حتى بول أصر، وأوفد نسخة إلى إنجلترا.

وعندما نصب بولس الثالث بول كاردينالاً اعتبر هنري هذا عملاً من أعمل الحرب. وتخلى الملك عن جميع فكرة تدور حول المصالحة، واتفق مع كرومويل على حتى الأديار في إنجلترا يجب حتى تحل، وأن تضم أملاكها إلى التاج.

اعادة الإصلاح (1533-1540)

Anne Boleyn, Henry's second queen, painted after her death.


Thomas Cromwell arranged the plot that brought down Boleyn.
Jane Seymour would become Henry's third wife.


Henry was shown the above picture of Anne of Cleves
A picture of Catherine Howard, Henry's fifth wife.
Catherine Parr, Henry's sixth and final wife.


مصرعه

King Henry VIII died in the Palace of Whitehall in 1547

زوجاته

اشتهر هنري الثامن بكثرة زوجاته، وقد بلغن ست في المجموع:

  • كاترين من أراگون (Catherine of Aragon) عاشت (1485-1536 م)
  • آن بولين (Anne Boleyn) عاشت (1507-1536 م)
  • جاين سيمور (Jane Seymour) عاشت (ح.1509-1537 م)
  • آن من كليفز (Anne of Cleves) عاشت (1515-1557 م)
  • كاترين هووارد (Catherine Howard) عاشت (ح.1512-1542 م)
  • كاترين بار (Catherine Parr) عاشت (1512-1548 م)


أنجال هنري الثامن

كنيسة إنجلترة

Silver groat of Henry VIII, minted c. 1540. The reverse depicts the quartered arms of England and France

الدروع

English Royalty
House of Tudor

Royal Coat of Arms
Henry VIII
   Henry, Duke of Cornwall
   Mary I
   Elizabeth I
   Edward VI
Henry's shield as Duke of York

Henry VIII was the first English monarch to regularly use the style "Majesty", though the alternatives "Highness" and "Grace" were also used.

النسل

زيجاته

Name Birth Death Notes
By Queen Catherine of Aragon (married 11 June 1509 annulled 23 May 1533)
Henry, Duke of Cornwall 1 January 1511 22 February 1511
Henry, Duke of Cornwall December 1514 died within one month of birth
Queen Mary I 18 February 1516 17 November 1558 married 1554, Philip II of Spain; no issue
By Queen Anne Boleyn (married 25 January 1533 annulled 1536) beheaded
Queen Elizabeth I 7 September 1533 24 March 1603 never married, no issue
By Queen Jane Seymour (married 30 May 1536; died 25 October 1537)
King Edward VI 12 October 1537 6 July 1553
By Queen Anne of Cleves (marriedستة January 1540 annulled 1540)
no issue
By Queen Catherine Howard (married 28 July 1540 annulled 1541[بحاجة لمصدر]) beheaded
no issue
By Queen Catherine Parr (married 12 July 1543; diedخمسة September 1548)
no issue
By Elizabeth Blount
Henry Fitzroy, 1st Duke of Richmond and Somerset 15 June 1519 18 June 1536 illegitimate; married 1533, the Lady Mary Howard; no issue
By Mary Boleyn
(Some writers, such as Alison Weir, now question whether Henry Carey was fathered by Henry VIII. )
Catherine Carey, Lady Knollys c. 1524 15 January 1568 married Sir Francis Knollys; had issue
Henry Carey, Baron Hunsdon 4 March 1526 23 July 1596 married 1545, Ann Morgan; had issue
By Mary Berkeley
(There is no evidence to prove he was Henry's son except through eye witness accounts, who claimed a resemblance to the King.)
John Perrott c. 1527 3 November 1592 married 1. Anne Cheney; 2. Jane Pruet, both of whom produced issue. He also had issue with his mistress Sybil Jones.

السينما والتلفزيون

انظر أيضاً

  • The Rough Wooing
  • Cestui que

هوامش

  1. ^ Weir, p.216.

المصادر

  • The New World by Winston Churchill (1966).
  • The Reformation Parliament, 1529-1536 by Stanford E. Lehmberg (1970).
  • Henry VIII and his Court by Neville Williams (1971).
  • The Life and Times of Henry VIII by Robert Lacey (1972).
  • The Six Wives of Henry VIII by Alison Weir (1991) ISBN 0802136834.
  • English Reformations by Christopher Haigh (1993).
  • Europe: A history by Norman Davies (1998) ISBN 978-0060974688.
  • Europe and England in the Sixteenth Century by T. A. Morris (1998).
  • New Worlds, Lost Worlds by Susan Brigden (2000).
  • Henry VIII: The King and His Court by Alison Weir (2001).
  • British Kings & Queens by Mike Ashley (2002) ISBN 0-7867-1104-3.
  • Henry VIII: The King and His Court by Alison Weir (2002) ISBN 034543708X.
  • Six Wives: The Queens of Henry VIII by David Starkey (2003) ISBN 0060005505.
  • The Kings and Queens of England by Ian Crofton (2006).

قراءات إضافية

  • J S Brewer; Robert Henry Brodie; James Gairdner. Letters and papers, foreign and domestic, of the reign of Henry VIII, preserved in the Public Record Office, the المتحف البريطاني, and elsewhere. 1965 2d ed. (TannerRitchie Publishing)
  • Childs, Jessie. Henry VIII's Last Victim: The Life and Times of Henry Howard, Earl of Surrey. London: Jonathan Cape, 2006 (hardback, ISBN 0-224-06325-1).
    • Reviewed by C.J. Sansom in , 21 October 2006.
  • Luther, Martin. Luther's Correspondence and Other Contemporary Letters, 2 vols., tr. and ed. by Preserved Smith, Charles Michael Jacobs, The Lutheran Publication Society, Philadelphia, Pa. 1913, 1918. vol. 1 (1507–1521) and vol. 2 (1521–1530) from Google Books. Reprint of Vol.1, Wipf & Stock Publishers (March 2006). ISBN 1-59752-601-0
  • Tytler, Patrick Fraser (1836), Life of King Henry the Eighth, Edinburgh: Oliver & Boyd (published 1837), http://books.google.com/books?id=lWUDAAAAQAAJ, retrieved on 2008-08-17 
  • Wagner, John A. "Bosworth Field to Bloody Mary: An Encyclopedia of the Early Tudors." Greenwood, 2003.
  • Bowle, John. Henry VIII: A Study of Power in Action Little, Brown, 1964.
  • Bryant, M. Private Lives. Cassell, 2001.
  • Farrow, John V. The Story of Thomas More. Collins, 1956.
  • Kranes, Marsha et al. Know It All. New York: Tess Press, 1998.
  • Moorhouse, Geoffrey. Great Harry's Navy: How Henry VIII Gave England Seapower
  • Wagner, John A. (2003). "Bosworth Field to Bloody Mary: An Encyclopedia of the Early Tudors." (Greenwood). ISBN 1-57356-540-7.
  • Henry VIII, "Assertio septem sacramentorum aduersus Martin. Luther" (1521)Treasureتسعة National Library of Vatican City displayed via The European Library

وصلات خارجية

  • Tudor bio
  • Jokinen, A. (2004). Henry VIII (1491–1547).
  • Eakins, L. E. (2004). "The Six Wives of Henry VIII".
  • Public Broadcasting Service. (2003). "The Six Wives of Henry VIII".
  • Vallieres, S. (1999). "Tudor Succession Problems"
  • Ask About Ireland: Waterford Museum of Treasures Collection: Cap of Maintenance
  • هنري الثامن من إنگلترة في Genealogics
  • Henry VIII Chronology World History Database
  • Life, works, essays, study resources
  • Henry VIII Podcast Show
  • Henry VIII and his wives
  • Henry VIII World History Database
  • Buehler, Edward. (2004). "Tudor and Elizabethan Portraits".
  • Castelli, Jorge H. (2004). "Henry VIII".
  • Stevens, Garry. (2003). "Henry VIII: Intrigue in the Tudor Court".
  • Perrott, Terry. (2004). "Sir John Perrott".
  • Illustrated history of Henry VIII.
  • Henry VIII at Find A Grave
  • Martin Luther to Henry VIII, 1 September 1525
  • Henry VIII to Martin Luther. August, 1526
  • Henry VIII to Frederic, John, and George, Dukes of Saxony. January. 20, 1523 re: Luther.
  • نطقب:IckingArchive


هنري الثامن من إنگلترة
أسرة تيودور
وُلِد: 28 يونيو 1491 توفي: 28 يناير 1547
ألقاب ملكية
سبقه
هنري السابع
لورد أيرلندا
21 أبريل 1509 – 28 يناير 1547
{{{reason
ملك إنگلترة
21 أبريل 1509 – 28 يناير 1547
تبعه
إدوارد السادس
شاغر ملك أيرلندة
1541 – 1547
مناصب سياسية
سبقه
السير وليام سكوت
Lord Warden of the Cinque Ports
1493 – 1509
تبعه
السير إدوارد پويننگ
English royalty
سبقه
آرثر، أمير ويلز
وريث العرش الإنگليزي
as heir apparent
2 أبريل 1502 – 21 أبريل 1509
تبعه
مارگرت تيودور
نبيل إنگليزي
سبقه
أرثر
أمير ويلز
1502 – 1509
شاغر
منصب مستحدث دوق يورك
3rd creation
1494 – 1509
{{{reason

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:29:29
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1491, وفيات 1547, ملوك إنگليز, أسرة تيودور, قادة عسكريون من الحروب الإيطالية, مطالبين بعرش مملكة فرنسا (پلانتاجنيه), دوقات كورنوال, دوقات يورك, Earls Marshal, مؤسسو مدارس وكليات إنگليزية, فرسان الوشاح, فرسان الوبر الذهبي, Lords Warden of the Cinque Ports, شخصيات شيكسپيرية, أشخاص من گرينتش, أشخاص حرمتهم الكنيسة الكاثوليكية, Pages with citations using unsupported parameters, تيودر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تعرف إلى موقف "غرامة الزمالك" في حالة إعلان كهربا الاعتزال

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:10
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

إطلالة إماراتية أولى جميلة من "نافذة" السلة الآسيوية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:14
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

خصوم المنتخب المغربي في “مونديال قطر” يتلقون هزيمة قاسية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:39
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 78%

جدري القردة .. ثلاثة أسئلة للدكتور الطيب حمضي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت في المغرب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

"علي باي" وسيلة إضافية لدفع تعرفة رحلات مركبات الأجرة في دبي

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

صحيفة إسبانية: المغرب تلقى أنظمة دفاع أوكرانية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:36
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 82%

الدوري السوري لكرة السلة.. الكرامة" يقهر الوحدة وموقعة مرتقبة في النهائي

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

المغرب يعتقل فرنسيا من أصل جزائري مطلوب لـ”الإنتربول”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:41
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 84%

لليوم الـ83 .. إقبال كثيف من المواطنين على منافذ مبادرة «كلنا واحد»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:23
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

حاليلوزيتش يكشف نقاط ضعف المنتخب المغربي بعد ودية أمريكا

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:17
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

اللجنة الطبية العليا والاستغاثات: استجبنا لـ489 حالة خلال شهر مايو

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:27
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

انتهاء أزمة القيد في الزمالك والخزينة تنتعش بـ350 مليون جنيه

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:11
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 54%

احصل على رحلة حج مجانية من خلال هذا الرابط.. الحكومة ترد :«شائعة»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:24
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

"الثنائية" تغري المهر "مودرن غيمس" في السباقات الكلاسيكية الفرنسية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:13
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

الوصل يراقب موقف محمد جمال مع العين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:16
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

"مس زلال" تخطف كأس الوثبة من الذكور في تولوز

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:12
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

انطلاق امتحانات آخر العام بالجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:26
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

البرتغالي غارديم يقترب من شباب الأهلي

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

طارق حامد من الزمالك إلى اتحاد جدة لمدة موسم واحد

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:19:09
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

الأرصاد: طقس اليوم حار على القاهرة الكبرى

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:18:30
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية