جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل
جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل | |
---|---|
Stencil cut from metal sheet with Arabic inscription and F.L.O.S.Y. initials, Imperial War Museum
| |
نشطة | 1964 -سبعة نوفمبر 1967 |
البلد | اتحاد الجنوب العربي |
الولاء | اليمن الجنوبي |
النوع | عصابات مسلحة |
الدور | حرب عصابات |
مقر الحامية | جبال وصحاري اليمن |
المعدات | أسلحة صغيرة وديناميت |
الاشتباكات | ثورة 14 أكتوبر |
القادة | |
أبرز القادة |
عبد الله الأصنج Insignia --> |
الشارات | |
رمز التمييز |
Initials "FLOSY" |
جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بالإنجليزية: Front for the Liberation of South Yemen – FLOSY هي إحدى فصائل المقاومة للاستعمار البريطاني لعدن. تعهد باسم جبهة التحرير وكانت المنافس الرئيسي للجبهة القومية للتحرير التي تسلمت السلطة من الحكومة البريطانية في 30 نوفمبر 1967 حيث استبعدت جبهة التحرير من جميع المواقع ودخل الطرفان في حرب أهلية أفضت إلى نزوح معظم قادة الأخيرة إلى اليمن الشمالي.
نشأة جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل
تم إنشاء منظمة التحرير سنة 1965 ثم تم إنشاء جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وذلك بسبب رغبة قادة حزب الشعب الاشتراكي في إنقاذ الجامعة النقابية (المؤتمر العمالي العدني) التي قوضتها جدياً الجبهة القومية للتحرير التي توصلت سنة 1965 إلى كسب ست نقابات من أقوى نقابات المنطقة إلى جانبها. كانت منظمة التحرير تطمح منذ البدء إلى تجميع جميع أحزاب المعارضة في داخلها. وقد نجحت في ذلك نجاحاً واسعاً في الظاهر على الأقل. وفي في يناير 1966 م تم الاعلان عن اندماج منظمة التحرير والجبهة القومية للتحرير تحت مسمى جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل FLOSY. دخول الجبهة القومية للتحرير في المنظمة الجديدة لم يكن بموافقة جميع قادتها فلم تلبث المنازعات حتى ظهرت بجلاء. كان قادة منظمة التحرير السابقة يدركون أهمية السياسية والنضال المسلح بينما كانت الجبهة القومية للتحرير يفضلون النضال المسلح على السياسة بشكل أكبر.
صعود الجبهة القومية للتحرير
تمتعت الجبهة القومية للتحرير منذ تأسسيها في عام 1963 بدعم الجمهورية العربية المتحدة التي كانت تقدم لها مساعدة مادية لا تُقدّر. ولكن هذا الدعم توجه لاحقاً لجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وحدها وذلك لأن مصر وجدت أنها تتوافق مع توجهاتها السياسية. وأخذت الجبهة القومية للتحرير تبتعد قليلاً عن القاهرة غير أنها حرصت على عدم بتر علاقتها مع مصر وعلى عدم مهاجمتها.
أدى تبدل التحالفات إلى إضعاف وضعية (الجبهة القومية للتحرير) في الخارج حيث تمتع خصمها بشهرة واسعة.مع ذلك، عهدت الجبهة القومية للتحرير حتى تعوض عن هذه الخسارة بتقوية وضعها في الداخل. ومنذ عام 1965، نجحت في التغلغل في الحركة النقابية وفي الجيش. ويعود صعودها إلى هذه السنة بالضبط. وحتى عام 1966 كان تقدمها بطيئاً ولكنه متواصل. غير حتى عام 1967 كان حاسماً. فتمرد الجنود والشرطة الذي وقع في 20 يونيو1967 والذي جعل (الجبهة القومية للتحرير) وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل تسيطران على مدينة كريتر طيلة أسبوعين تقريباً قوى مجدداً نفوذ (الجبهة القومية للتحرير).
الصراع مع الجبهة القومية للتحرير
في 1966 م أثناء مناقشة قضية الجنوب المحتل في القاهرة بحضور قحطان الشعبي، وسيف الضالعي وفد (الجبهة القومية)، وعبد القوي مكاوي، وخليفة عبد الله خليفة وفد (حكومة عدن الموضوعة)، ووفد (منظمة التحرير) تم اقترحت مصر حتى يتولى رئاسة الوفد عبد القوي مكاوي ولكن قحطان الشعبي ظل مصراً على حتى تكون رئاسة الوفد الجبهة القومية للتحرير باعتبارها التي تقود الثورة المسلحة حيث رأت مصر حتى الأمم المتحدة هي ساحة سياسية، وليست ميدان قتال وأن عبد القوي مكاوي قابلة سياسية مقبولة لدى الرأي العام الدولي ولكن قحطان الشعبي رفض ذلك.
لذلك فكرت مصر في إيجاد تنظيم حديث على أمل حتى يحل محل (الجبهة القومية)، فراحت تخطط لذلك وقامت بإقناع بعض القياديين في الجبهة القومية بالموافقة على الاندماج مع (منظمة التحرير) في إطار (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل) التي اتى قيامها حصيلة محادثات جرت في تعز بين علي احمد ناصر السلامي كممثل للجبهة القومية وبين عبد الله الأصنج كممثل عن (منظمة التحرير)، وتولى الجهاز العربي رعاية تلك المحادثات التي دارت بصورة سرية دون فهم، أومشاركة معظم قادة (الجبهة القومية)، وفي الساعة الثامنة من مساء يوم 13 يناير عام 1966 م قامت (إذاعة تعز) بقراءة بيان ينص على حتى الجبهة القومية) و(منظمة التحرير) قد اتفقتا على الاندماج معاً في تنظيم واحد تقرر حتى يطلق عليه اسم (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل)، وكان البيان يحمل توقيعي الأصنج والسلامي. فأثار البيان ردود أفعال غاضبة في صفوف غالبية قادة (الجبهة القومية)، وتشكيلاتها المتنوعة التي فوجئت بالأمر، واعتبرته قسرياً وغير شرعي وتم بضغوط مصر.
كان الاختلاف الايدلوجي بين قادة الجبهتين واضحاً حيث اختلفت الجبهتان في كيفية إدارة الصراع مع الاستعمار البريطاني إضافةً للاختلاف في كيفية إدارة البلاد بعد الاستقلال. لهذه الأسباب فسخ التحالف الذي جرى في 13 يناير 1966 في ديسمبر من السنة ذاتها. استعادت بعدها (الجبهة القومية للتحرير) حرية عملها وكثفت نشاطها العسكري في مناطق البلد الداخلية وفي المراكز الحضرية. وفي نفس الوقت عززت ووطدت أوضاعها في الجيش والشرطة والنقابات وفي صفوف المثقفين الشبان، وازداد تأصلها في الأرياف. ومع تبني هذا الخط القاسي عهدت الحركة الثورية تحولاً حاسماً. أما (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) فقد أناطت نفسها بقيادة عسكرية مستقلة(المنظمة الشعبية) عهد إليها برعاية النضال المسلح، وبمخط سياسي يقع العمل السياسي على عاتقه. وقد ضاعفت مجهودها على الصعيد الداخلي وبذلت نشاطاً دبلوماسياً واسع النطاق في الخارج وبالأخص في هيئة الأمم المتحدة.
أفول نجم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل
نظراً لان قاعدة عدن لم تعد لها أهمية بالنسبة لإنجلترا منذ حتى تقرر الجلاء عنها في شهر فبراير 1967. قررت لندن انهاء وجودها في اليمن الجنوبي. وقد تم اختيار التاسع من يناير 1968 كيوم حصول اليمن الجنوبي على السيادة الدولية.
مضت الأحداث السياسية والميدانية بشكل سريع فقد تفكك النظام الاتحادي على أثر تمرد 20 يونيو1967. بعدها قامت الجبهة القومية للتحرير بسرعة بنشر نفوذها على معظم مناطق الاتحاد وكذلك على حضرموت. حاولت بعدها جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل السيطرة على بعض المناطق ولكن بعد فوات الاوان. حيث أدى هذا التسابق إلى اصطدامات دموية بالأخص في لحج ودار سعد والشيخ عثمان.
وبعد حتى فشلت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (جبهة التحرير) في تسليم الوضع لصالحها، توجب عليها حتى تلين مواقفها السابقة. فقد انبترت عن اعتبار نفسها الممثل الوحيد لشعب اليمن الجنوبي وتخلت عن مشروعها الرامي إلى تشكيل حكومة في المنفى.
وفي 2 نوفمبر أعرب وزير الخارجية في مجلس العموم ان حكومته قد قررت تقديم تاريخ استقلال اليمن الجنوبي هذا، إلى نهاية نوفمبر 1967 بدلاً منتسعة يناير1968. وأدى إعلان رحيل البريطانيين القريب إلى تصعيد التوتر من حديث وعادت المنازعات بعنف في عدة أماكن من عدن وأدت إلى سقوط بضع عشرات من الضحايا.
هيمنت الجبهة القومية على جميع البلد تقريباً ووجدت أنه من غير الطبيعي حتى تفلت عدن من نفوذها. وأما جبهة التحرير فقد كانت عدن بالنسبة إليها ذات أهمية حياتية. فالإشراف على منطقة عدن كان أبرز بكثير من السيطرة على مناطق البلد الداخلية. إلى غير ذلك كان الاستيلاء على عدن مسألة حياة أوموت بالنسبة لجبهة التحرير. وبعد عدة أيام من المعارك الطاحنة خسرت جبهة التحرير معركة عدن وعلى الفور بدأت مطاردة أتباعها ومناضليها وتبع ذلك تطهير الجيش والشرطة والإدارة منهم.
خرجت الجبهة القومية منتصرة من الصراع الدموي الذي دام من 1 إلىستة نوفمبر 1967 وبسقوط عدن صار البلد كله تقريباً تحت إشرافها. لهذا قررت بريطانيا، وهي على وشك الانسحاب حتى مصلحتها تكمن في التعاون مع الجبهة القومية وتسليم السلطة لها وهذا ما حصل عملاً، إذ استلمت الجبهة القومية من بريطانيا القواعد والمطارات والمنشآت العسكرية وكذلك الإدارات الحكومية المدنية، وأعرب عن استقلال اليمن الجنوبي في 30 نوفمبر من عام 1967.
المراجع
- الهوامش
- المصادر
- اليمن الجنوبي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً -الدكتور محمد عمر الحبشي ، ترجمة :الدكتور الياس فرح، الدكتور خليل أحمد خليل ، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، آذار (مارس) 1968 م
- Dean, Lucy (2004). The Middle East and North Africa 2004 (2004 ed.). Routledge. ISBN .- Total pages: 1370
- Kitchen, Martin (1994). Empire and after: a short history of the British Empire and Commonwealth (1994 ed.). Centre for Distance Education, Simon Fraser University. ISBN . - Total pages: 197
- Kostiner, Joseph (1984). The struggle for South Yemen (1984 ed.). Taylor & Francis. ISBN . - Total pages: 195
- Mawby, Spencer (2005). British policy in Aden and the protectorates 1955-67: last outpost of a Middle East empire (2005 ed.). Routledge. ISBN . - Total pages: 210