هدى حجازي
هدى حجازي (1942 - الاثنين، 2 مارس 2015) الأستاذة بكلية البنات جامعة عين شمس، وهي أرملة المحرر الكبير عبد الوهاب المسيري، ووالدة الدكتورة نور المسيري والدكتور ياسر المسيري.
وفي حوارات كثيرة للدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية"، أشاد بزوجته، مؤكدًا أنها كانت تحاوره كما لم يحاوره أحد من قبل، وأنها قرأت جميع ما خط.
ونطق في أحد حواراته الصحفية، عن الراحلة الدكتورة هدى حجازي، "أذكر عندما بدأت سيرة الحب بيني وبين زوجتي الدكتورة هدى، كنت عضوًا في الحزب الشيوعي؛ وحيث إنني أؤمن بضرورة حتى يمارس الإنسان فكره، وأنه لا يمكن حتى أتزوج بدون إطار فكري، فسألت صديقي ومسؤولي في الحزب (هل أتزوج بهذه الفتاة وهي من طبقة برجوازية أم لا؟)، فأجاب بـ(لا). إذ لا يمكن لبروليتاري مثلي ربط مصيره بمصير الطبقة العاملة حتى يتزوج ببرجوازية مثلها. ولذا فمثل هذا الزواج مهدد بالفشل، بسبب اختلاف الانتماء الأيديولوجي والطبقي، ولكنني راودتني الشكوك في إجابة صديقي، فهي إجابة باردة مجردة، ومع أنني كنت لا أسأل والدتي عن شيء في حياتي فقد رغبت في فهم رأيها في رغبتي في الاقتران بمن أحب، فسألتني سؤالاً بسيطاً ومباشرًا (هل يفرح قلبك عندما تراها؟)، وحينما سمعت منها هذا السؤال أدركت أنني نسيت حتى أسأل الأسئلة الإنسانية الجوهرية، وشعرت بالقيود الأيديولوجية تتساقط وشعرت أنني استغرقت في تحليلات طبقية مهمة ودقيقة ولكن لا علاقة لها بالموقف الوجودي الإنساني الذي أنا فيه، ثم خطت قصيدة بلورت فيها تساؤلاتي، وتوصلت إلي حتى الزواج لا يمكن حتى يستند إلي اتفاق طبقي وإنما إلي شيء أعمق، حيث يجب حتىقد يكون هناك اتفاق علي المبادئ والأولويات الأساسية. ومن ساعتها درست حينما أتعامل مع قضية فكرية مجردة أحاول حتى أري علاقتها بالواقع، ولابد حتى أظل منفتحاً علي الواقع حولي وأدرك هجريبته، وتخلصت من الرؤية المادية التي كانت مهيمنة عليّ".
وأوضح قائلاً: "علاقتي بالدكتورة هدي حجازي كان لها أعمق الأثر في رؤيتي للحياة، فقد تعهدت عليها فور وصولها إلي قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1958، وكان عمرها حينذاك 16عاماً، وكنت أنا في سن العشرين، ونشأت سيرة حب قوية بيننا إلي درجة أنني كنت لا أطيق الابتعاد عنها لحظة، وأنني أود البقاء معها طيلة الوقت، ولأن هذا أمر محال، فتوصلت تدريجيًا إلي حتى الحب الرومانسي واللحظات الفردوسية التي يقضيها المحبان معًا في فترة الخطبة وشهر العسل هي لحظات مؤقتة، يجب علي المرء حتى يتذكرها ويعتز بها ويستمد منها البهجة".
الوفاة
توفيت الدكتورة هدى حجازي في 2 مارس 2015 بمضاعفات سقم رئوي، بسبب التدخين. وتقام صلاة الجنازة على روحها بعد صلاة العشاء اليوم بمسجد السيدة صفية بشارع صلاح سالم، وسيقام العزاء الخميس التالي بمسجد الخلفاء الراشدين بجوار الميريلاند.
الهامش
- ^ "الدكتورة هدى حجازي الأستاذة بكلية البنات جامعة عين شمس، أرملة المحرر الكبير عبد الوهاب المسيري". صحيفة الشروق المصرية. 2015-03-02.