العائلات الأندلسية بالمغرب

عودة للموسوعة

العائلات الأندلسية بالمغرب

توطئة

استقر المسلمون بالأندلس ثمانية قرون منذ حتى فتحها طارق بن زياد سنة 92 هجرية بإمرة موسى ابن نصير، فأنشأوا فيها حضارة عمرانية لم يشهدها التاريخ، وازدهرت فيها حلقات الفهم والثقافة والفكر، إلى حتى أصبحت الأندلس البوابة الحضارية الأولى لأوروبا في العصر الوسيط، حيث كان يتم عبرها الانفتاح عن باقي الحضارات الأخرى. إلا حتى المسلمين لم يحافظوا على وحدتهم وعقيدتهم وتماسكهم، ثم مالوا إلى حياة البذخ والترف، ثم انغمسوا في حروب أهلية طائشة، فتكالب عليهم النصارى من جميع حدب وصوب، ثم أسقطوهم في هزائم عدة، إلى حتى تم طردهم من الأندلس بصفة نهائية، بعد حتى انعقدت محاكم التفتيش المسيحية، فكانت آخر مملكة في الأندلس هي مملكة غرناطة التي سقطت بين يدي ملكي إسبانيا فرناندوالثالث وإيزابيلا سنة897هجرية. ويعد أبوعبد الله الصغير، حاكم مملكة غرناطة المعروفة بالقصور الحمراء، آخر ملوك الإسلام بالأندلس. إلى غير ذلك، فقد نزح الكثير من الأندلسيين نحوالثغور المغربية، حاملين معهم جراح التهجير ونفائس الحضارة الأندلسية في الآن ذاته. يفهم الجميع بأن المسلمين قد حققوا في الأندلس حضارة فكرية وعمرانية وفهمية وتقنية كبرى، يشهد لها الداني والقاصي، كما يعترف بها المسلم والعدوعلى حد سواء. ومازالت هذه الحضارة الأندلسية المزدهرة باقية آثارها، وشاهدة على هذه النهضة الإسلامية التي أينعت في مختلف ربوع الأندلس. ومازالت إسبانيا إلى يومنا هذا تفتخر بهذه المنجزات الحضارية الكبرى التي جلبت لها الملايين الكثيرة من السواح من مختلف أصقاع العالم. وكل من يتأمل تاريخ المسلمين بالأندلس، فإنه سيتذكر – بلاريب- نظرية ابن خلدون في العمران البشري، تلك النظرية التي ترى بأنه مهما كانت عظمة الدولة وقوتها المادية والمعنوية، فإذا وصلت هذه الدولة إلى قمة البذخ والمجد والشهرة ، ثم انغمست في الشهوات والملذات ، ثم أكثرت من المفاسد والمناكر والمعاصي والشرور والفتن ، ثم تصارع أهلها حول الحكم والسلطة بشتى السبل، ثم انقسمت وتجزأت إلى إمارات وطوائف وممالك، فلابد حتى تؤول هذه الدولة حتميا إلى السقوط والانهيار والأفول والتضعضع والزوال.


مراحل هجرة الأندلسيين إلى المغرب

عهدت منطقة جبال الريف بالمغرب هجرات أندلسية ابتداء من القرن الثامن الميلادي، وقبل وبعد سقوط غرناطة، وانتشرت عناصرها في جل القبائل . وفي هذا السياق، يتم الحديث عن هجرات أندلسية متعددة إلى ثغور المغرب، ويمكن حصرها في عدة مراحل كبرى، وهي: الفترة الأولى: كانت الهجرة الأولى سنة 136ه/745م إلى إمارة النكور بمنطقة الريف؛ بسبب المجاعة التي أصابت الأندلس في تلك الفترة. لذلك، هاجرت بعض الأسر الأندلسية إلى إمارة النكور التي كانت تعهد في تلك الفترة رواجا اقتصاديا لانظير له. الفترة الثانية: تمت الهجرة الثانية في عهد اللفسة ، مع متم بناء مدينة فاس. وذلك حينما ثار الحدادون والفقهاء على الخليفة الحكم بن هشام بقرطبة، وتسمى هذه الثورة بثورة الربض. بيد حتى الحكم استطاع القضاء على هذه الثورة، فسعى إلى طرد من بقي من الفقهاء خارج الأندلس، فخرج هؤلاء إلى المغرب، فنزلوا مدينة فاس، وأسسوا :” عدوة الأندلس”. الفترة الثالثة: تبتدئ من سنة 1483م، وذلك قبل سقوط مدينة غرناطة ، حيث هاجر الكثير من الأندلسيين إلى الريف، وجبالة، وغمارة، والهبط. كما استقروا بمدينة شفشاون، حيث احتضنهم الأمير مولاي علي بن راشد، وأحدثوا فيها حومتي الخرازين، وريف الصبانين. الفترة الرابعة: تبتدئ بسقوط آخر ملوك بني الأحمر بغرناطة سنة 1493م. بمعنى أنها تتحدد بهجرة أبي عبد الله الصغير إلى مليلة، فغساسة بمنطقة الريف، والهجرة – بعد ذلك- إلى مدينة فاس، إلى حتى وافته المنية سنة1534م. الفترة الخامسة: تتحدد هذه الفترة بعد قرار الملكة إيزابيل طرد مسلمي الأندلس سنة 1502م. الفترة السادسة: سقطت الهجرة السادسة عام 1571م على إثر اندلاع ثورة منطقة البشرات بغرناطة، حيث هاجرت كثير من الأسر الأندلسية إلى شمال المغرب، فأنشأت حومة الطرانكات بتطوان، وحومة السوق بشفشاون. الفترة السابعة: أما الهجرة السابعة والأخيرة فكانت ما بين سنتي 1609 و1610م، وذلك حينما أصدر الملك فيليبي الثالث مراسيم لطرد بقية مسلمي إسبانيا. الأسر الأندلسية النازحة إلى الريف: نزحت كثير من الأسر الأندلسية إلى ثغور المغرب، وبالضبط إلى منطقة الريف، وذلك بعد عمليات الهجرة القسرية أوالطوعية، فاستقرت أسر أندلسية بضفاف شواطىء الريف، واختارت أسر أخرى الاستقرار بالسهول والبوادي وأعالي الجبال، واختارت أسر أخرى الاستقرار بأماكن خالية ومهجورة. وهناك من الأسر الأندلسية الأخرى التي استقرت مدة مؤقتة بمنطقة الريف، لتهجرها، بعد ذلك، إلى مدن ومناطق أخرى من المغرب، كما عمل حاكم غرناطة أبوعبد الله الذي هبط بمدينة مليلية، ثم انتقل إلى مدينة فاس ليتقرب من السلطان الوطاسي محمد الشيخ.

وفي اللقاء، ثمة أسر أندلسية استقرت بمناطق أخرى من المغرب، لتنتقل – بعد ذلك- إلى منطقة الريف كأسرة ” إيحاجيثان” التي قدمت من مدينة سلا لتستقر بقبيلة بني بوفراح بالحسيمة. وقد اندمجت هذه الأسر الأندلسية ضمن المجتمع الريفي الأمازيغي في بوتقة اجتماعية واحدة، فتمزغت مع مرور الوقت، وشكلت وحدة مجتمعية وقبلية من الصعب تفتيتها، حيث شكل :” تجمع العناصر الأصلية والعناصر الوافدة المحور الأول الأساس للقبائل، خاصة في بني ورياغل وبقيوة التي لم يؤثر العنصر العربي الوافد على المنطقة منذ الفتح الإسلامي على لهجتها، بل على العكس من ذلك، تبربرت جل الأسر العربية التي بقيت مستقرة بعد تخريب مدينة النكور. جميع هذه العناصر التي تم تقديمها انصهرت مع مرور الزمن في قبيلة واحدة لها هويتها المتميزة.” ولم تقتصر هذه الهجرة الأندلسية والموريسكية على المغرب فحسب، بل امتدت إلى الجزائر وتونس ومصر وأوروبا وأمريكا الجنوبية. ويلاحظ حتى الأندلسيين:” كانوا يهجرون ديارهم إلى بلاد المغرب في جماعات، تستقر جميع واحدة منها بمدينة من المدن المغربية، بعد حتى يبيعوا ما خف من المتاع بأبخس الأثمان، فيؤثرون السكن في المغرب(بالمدن) الصغرى أوالقرى، وأحيانا المدن المهجورة حتى يستطيعوا حتىقد يكونوا مجتمعا ملائما لحياتهم…فسكان مالقة اختاروا مدينة باديس، وأهل مرية مدينة تلمسان، وأهل الجزيرة مدينة طنجة، وأهل بلش مدينة سلا، وأهل طريف مدينة آسفي وأزمور… واستأذن المنظري في تعمير مدينة مرتيل، وبناء مدينة تطوان.” هذا، وستزداد الهجرات الأندلسية حيال غساسة وبلاد القلاع مع القرن العاشر الهجري، وستتوالى هجرات جماعية إلى غساسة منذ خريف890ه/ 1493م، تتقدمها هجرة السلطان ابن الأحمر بعد إقامة قصيرة بمرسى أندراش. وربما أمكن القول بأن هجرة الأندلسيين إلى الريف الأوسط (بني ورياغل وباديس)، أوالريف الغربي( شفشاون وتطوان وطنجة)، قد سبقت جميع الهجرات إلى الريف الشرقي (قبيلة قلعية، وقبيلة لوطا، وقبيلة المطالسة، وقبيلة الريف. الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الأوسط: هناك مجموعة من الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الأوسط، وخاصة في مدينة باديس (الحسيمة)، ومنطقة بني ورياغل، ومايحيطهما من مناطق وقبائل. وأغلب الأسر الأندلسية التي نزلت بهذه المناطق هي من مدينة مالقة الساحلية. والسبب في ذلك حتى مالقة كانت قريبة من شواطىء الريف الأوسط. ومن أبرز هذه الأسر الأندلسية النازحة، نذكر منها: 1- أسرة يحيى المالقي: استقرت هذه الأسرة الأندلسية النازحة في بداية القرن السادس عشر الميلادي في مدينة باديس ، وهي حجرة شاطئية قريبة من مدينة الحسيمة. لكن هذه الأسرة ستنتقل إلى قبيلة بني بوفراح ، وذلك بعد سيطرة الإسبان على جزيرة باديس سنة1564م. 2- أسرة الحسن المالقي: تعد هذه الأسرة من الأسر الأندلسية المهاجرة التي استقرت في مدينة باديس، وقد أقامت برابطة البحر مدة طويلة. هذا، وقد استوطنت المنطقة أسر مالقية كثيرة؛ بسبب العلاقات المتينة التي كانت تربط باديس ومدينة مالقة. 3- أسرة إيحاجيثان: من المعروف حتى أسرة إيحاجيثان أو” حجي” من الأسر الأندلسية التي استقرت في البداية بسلا، ثم انتقل بعض أفرادها إلى منطقة الريف، فاستقروا بقبيلة بني بوفراح، واستقرت بفرقة ابيحياثان.و”حسب بعض المصادر حتى يحيى حجي استقر بعد مدينة باديس في مدشر إهارونن حوالي سنة1564م.وأخوه رحواستقر بإكني، ثم انتقل إلى إزلوكن.أما أبناء يحيى، وخاصة ابنه علي بن فارس بن يحيى، فإنه استوطن بصفة نهائية بفرقة ابيحياثن الذي يعتبر الجد الأول للأسر المنحدرة من هذا المدشر، وبعد استقرار العناصر الجديدة في هذا المدشر واندماجها مع الأسر الأصلية، أصبحت تحمل نفس النسب.” ويعني هذا حتى أسرة إيحاجيثان أسرة عربية أندلسية استقرت بسلا أولا، فالريف الأوسط ثانيا، ثم تمزغت عبر العصور والسنين. 4- فرقة إندروسان: يعني اسم :” إندروسان” فرقة ” الأندلسيين” الذين هاجروا من الأندلس، فاستقروا في منطقة بني ورياغل، وبالضبط في منطقة أجدير. ويرجح حتى تكون هجرتهم سنة 136ه. والسبب في هذه الهجرة المبكرة تعود إلى انتشار المجاعة بالأندلس في أثناء هذه الفترة. وفي هذا السياق، يقول عبد الرحمن الطيبي:” وسبب ترجيحنا لهذه السنة هوماعهدته إمارة النكور من ازدهار اقتصادي.” ويعني هذا إذا إمارة النكور بالريف الأوسط كانت تعهد رواجا اقتصاديا وعمرانيا كبيرا في القرن الثاني الهجري؛ مما دفع الكثير من الأندلسيين إلى الهجرة حيالها بحثا عن الاستقرار، ودرءا للفقر والجوع والوباء . 5- أسرة أعراص: هاجرت هذه الأسرة الأندلس، فاستقرت بمدينة باديس، وخاصة ببني يطوفت، وكان لها نفوذ قوي في المنطقة منذ العهد الوطاسي.وبعد ذلك، هاجرت أسرة إعراصن أوأولاد أعراص منطقة بني يطوفت ، فاستقرت ببني بويفرور بأزغنغان، وكان ذلك في العهد الوطاسي.وسيقوم إعراصن بدور سياسي هام:” مع الوطاسيين بقلعية في آخر أيامهم، ثم مع السعديين بقدومهم على أعراص، استوطنوا موضع أفرا، واحتلوا منخفضا صغير المساحة منحصرا بين تل العمال وجبل العافية أوأفرا، مستأثرين بأهم بقع وادي الخميس بحكم مسقطهم السياسي بقلعية.” ويعني هذا حتى أسرة أعراص من الأسر الأندلسية المهاجرة إلى الريف الأوسط، فالريف الشرقي ، وكانت لها مكانة اجتماعية كبيرة بين الناس، وحظوة سياسية متميزة ، وذلك بتقرب هؤلاء من سلاطين الوطاسيين والسعديين. 6- متصوفون أندلسيون نزحوا إلى الريف: ذكر عبد الحق بن إسماعيل البادسي في كتابه:” المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف” بعض الأولياء والصلحاء والمتصوفة الأندلسيين الذين نزلوا بمنطقة الريف، فاستقروا فيها ، ثم قدموا كراماتهم الخارقة، ثم أظهروا الصلاح والتقوى والاستقامة. ومن بين هؤلاء: الحسن بن الخراز الذي نطق عنه البادسي:” حدثني الحاج علي المؤذن الأندلسي.نطق: كان الشيخ الحسن من أهل مالقة، وهوابن أخت أبي العباس القنجري، وكان خرازا يشتغل بنسيج الديباج، وتزوج بنت عمه بمالقة، ثم زهد في الدنيا، وخرج متجردا للعبادة، قدم على باديس- وهوشيخ في حوز الثمانين سنة- أعني من عمره، ونزل برابطة البحر، فأقام بها مدة، وكان له خديم اسمه موفق، وكثر الخصب في تلك الرابطة بسببه، وكان لايصل قارب إلى مرسى باديس إلا منح شيئا باسم الرابطة.” ويفهم من هذا حتى الأولياء والمتصوفة الأندلسيين قد شيدوا الروابط والزوايا بالريف الأوسط، وذلك لتنوير الساكنة روحانيا، وتربيتهم عهدانيا. كما تحوز منطقة قلعية وبالضبط مدينة غساسة الأثرية ضريحا قائما لليوم للولي الصالح المجاهد سيدي مسعود الخصاصي الذي جعل له رباطا للدفاع عن الثغور المغربية الشمالية كما حاول تحرير الأندلس قبل حتى تخط له الشهادة.  الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الشرقي: هناك مجموعة من الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الشرقي، وخصوصا في منطقة غساسة ومليلة ، وذلك بعد المحنة الكبرى التي تعرض لها الأندلسيون والموريسكيون من طرد وتهجير وتنصير وتنكيل. ونستحضر من بين هذه الأسر مايلي: 1- جماعة موتريل: تعد جماعة موتريل (Motril)من الجماعات الأندلسية الأولى التي هاجرت إلى الريف الشرقي، وخصوصا إلى مدينة مليلية، فتمردت عن السلطة الوطاسية. وكانت هذه الجماعة ذات مكانة مادية كبيرة داخل المجتمع المليلي. وقد هاجرت الجماعة الأندلس في القرن التاسع الهجري، وذلك بعد تحالف قشتالة مع أراغون لطرد المسلمين من الأندلس. وفي هذا السياق، يقول حسن الفكيكي:” برزت انعكاسات أحداث الأندلس على قلعية، منذ حتى تجاوزت تقديراتها سنة 886ه/1481م في استقبال الأسر الأندلسية المهاجرة، وانسداد أبواب المراسي في وجهها، مما كان له أبلغ الأثر على الوضع العام.فبعد زحف التحالف القشتالي الأراغوني على طول الساحل الجنوبي، اقتصر النفوذ الغرناطي على الساحل الممتد بين مدينتي ألمرية وموتريل، أي مجموعة المراسي التي كانت على اتصال مستمر عبر القرون السابقة بالساحل القلعي. وبتوالي الضغط الإسباني عليها، لم يسع سكان تلك الجهات سوى التفكير في العبور إلى الساحل الريفي اللقاء. فمن مراسي موتريل وأندراش والمنكب، انطلقت المراكب وعلى ظهورها الأندلسيون المطرودون لتحط بمرسى مليلة أوغساسة. ويستفاد من رسالتين صدرتا عن سكرتير الملكين الكوثوليكيين، حتى جماعة من الأثرياء منتمية إلى مدينة موتريل الأندلسية، هاجرت إلى مليلة، واستطاعت في وقت وجيز حتى تحتل مرتبة عليا بالمدينة، وتتزعم هناك التمرد ضد الحاكم الوطاسي، وطرده منها في محرم 900ه،الموافق لفبراير 1494م.” ويعني هذا حتى فرقة الموتريل هي فرقة أندلسية غنية، كانت تمارس التجارة، استقرت في فترة مبكرة بمدينة مليلة بعد الهجرة العامة، فأرادت حتى تؤسس لنفسها كيانها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وذلك بعد طرد الوطاسيين منها. لكن الغزوالإسباني سيحول دون تحقيق طموحاتهم. 2- أسرة الخصاصي: أسرة الخصاصي من أبرز الأسر الأندلسية الغرناطية التي هاجرت إلى الأندلس في فترة مبكرة لتستقر مرحليا بمنطقة غساسة (خصاصة) التي يرجع تسميتها إليهم قبل نزوحهم للأندلس ضمن الهجرات اليمنية الكبرى إبان الحكم الأموي وكان منهم القائد محمد الخصاصي القائم بأمر السلطان محمد الخامس بن نصر وسليله الولي الصالح المجاهد سيدي مسعود الخصاصي وعهد أفراد هذه الأسرة بميولهم لمجالات الحساب والفلك وتوارث منصب القضاء. 3- أسرة آيت وارث: تعتبر أسرة آيت وارث من أبرز الأسر الأندلسية التي هاجرت الأندلس في فترة مبكرة لتستقر بمنطقة غساسة أوبلاد القلاع أوقبيلة قلعية. وأصل هذه الأسرة من الصنهاجيين، ومنهم كذلك عدد من القضاة، ومن الصعب بمكان فهم تاريخ قدومهم إلى بلاد القلاع، ” وربما كانوا أقدم من الموتريليين بحكم توارث منصب القضاء بالمدينة” ومازالت جماعات من أسر آيت وارث موجودة بخمس بني بوغافر في قبيلة قلعية ، وقد أشار إليها عيسى البطوئي صاحب كتاب:”مطلب الفوز والفلاح في آداب طريق أهل الفضل والصلاح” 4- أسرة بني الأحمر: من الأسر التي نزلت بمنطقة الريف في القرن التاسع الهجري نستحضر أسرة بني الأحمر بقيادة آخر ملوك المسلمين في الأندلس، وحاكم مملكة غرناطة ألا وهوأبوعبد الله محمد الذي غادر مملكة بني الأحمر نحومدينة مليلة، فمدينة فاس . وفي هذا الصدد، يقول ابن عنان:” هكذا، اعتزم أبوعبد الله حتى يغادر إلى الأبد، تلك الأرض التي نشأ فيها أجداده منذ عصور، وأن يعبر إلى المغرب في أهله وأمواله، وذلك في سفن أعدها ملك قشتالة لجوازه. وكان ذلك في أواخر سنة 1493م. ونزل أولا بمليلة، ثم قصد إلى فاس، واستقر بها، وتقدم إلى ملكها السلطان محمد الشيخ بني وطاس، الذين غلبوا على بني مرين مستجيرا به، مستظلا بلوائه ورعايته، معتذرا عما أصاب الإسلام في الأندلس على يده، متبرئا مما نسب إليه من ضروب التفريط والخيانة. وقد بسط أبوعبد الله دفاعه في كتاب طويل مؤثر، خطه عن لسانه، محرره ووزيره محمد بن عبد الله العربي العقيلي، وسماه ب”الروض العاطر الأنفاس في التوسل إلى المولى الإمام سلطان فاس”. وهذا الدفاع الشهير الذي يقدمه إلينا أبوعبد الله عن موقفه وتصرفه، هوبترة رائعة من الفصاحة والسياسة، وهويشير في روحه وقوته على فداحة التبعة التي شعر بها آخر ملوك الأندلس، إنه يحملها أمام الله والتاريخ، وعلى حتى هذا الأمير المنكود، لم يرد حتى ينحدر إلى غمر النسيان والعدم محكوما عليه دون حتى يبسط للتاريخ قضيته.” وقد خصص أبوعبد الله الصغير بعشر سفن لنقل رعاياه من الأندلسيين المهاجرين، وذلك تحت رعاية الملكين الإسبانيين، فنزلت بمليلة وغساسة. وفي هذا السياق، يقول حسن الفكيكي : ” يمكن لنا الوقوف على أهمية تلك الهجرة، إذ إذا السلطات الإسبانية وضعت رهن إشارة ابن الأحمر عشر سفن ، وهوالعدد النازل بمرسى غساسة صبيحة يوم 23 ذي الحجة عام899 ه الموافق ل4أكتوبر1493م، كان من بينها سفينة الملكين الكاثوليكيين المسماة كاركاس (Caracas) المخصصة لنقل ابن الأحمر، وقواده، ومن كان معه من القضاة والفقهاء والأطباء والفهماء والحكماء. بلغ مانقلته السفينة الإسبانية على ظهرها نحوألف ومائة وثلاثين شخص، بينما بلغ العدد الكلي المرافق للسلطان من مرسى عذرة نحوألفين وتسعمائة وتسعة عشر شخص.وأبحر في الوقت نفسه من مرسى المنكب نحوألف ومائة وستة وستين مهاجر.هكذا، نجد حتى من بين مايزيد على ستة آلاف مهاجر تلقت غساسة وحدها أربعة آلاف وخمسة وثمانين مهاجر. تفيد الوثائق الإسبانية القليلة حتى نتائج أحداث الأندلس كانت وخيمة على قلعية بصفة خاصة، وهذا طبيعي جدا بسبب العلاقات القديمة المستديمة مع الساحل الأندلسي.” وقد صادف نزول بني الأحمر بغساسة انتشار المجاعة والوباء والغلاء في الأسعار، بعد حتى سيطر الإسبان على موارد الإنتاج بالأندلس، وأوقفوا جميع الصادرات الفلاحية نحوسواحل المغرب الشمالية. ويقول المقري في نفح الطيب عن نزوح ابن الأحمر إلى غساسة:” فحين جوازه لبر العدوة لقي شدة وغلاء ووباء” . والدليل على انتشار المجاعة بمنطقة قلعية رسالة السكرتير الملكي ، حيث يقول فيها:” تأكدوا جلالتكم بأن هذا البلد البراني يوجد بحال يكفي معه استخدام عمارة قوية، ولنقد يكون آنذاك على الساحل من غساسة إلى وهران من يقوى على اللقاءة، فجميعهم يموتون جوعا، وكل أولئك السكان لايرون في غير الاستسلام سبيلا.” هذا، وقد عاش أبوعبد الله ، الملقب عند الإسبان بالملك الصغير (El rey chico)، في مدينة فاس إلى حتى توفي سنة 940ه، و”هجر ولدين هما: يوسف وأحمد. واستمر عقبه متصلا معروفا بفاس مدى أحقاب، ولكنهم انحدروا قبل بعيد إلى هاوية البؤس والفاقة، ويذكرنا لنا المقري، في كتابه نفح الطيب، أنه رآهم في سنة 1037ه، فقراء معدمين يعيشون من أموال الصدقات.” هذا، ونجد في الريف ، وخاصة بمدينة الناظور، كثيرا من الأفراد والأسر تسمى بالاسم العائلي:” أزواغ”، وتعني هذه الحدثة الأمازيغية ” الأحمر”. ويعني هذا حتى ثمة الكثير من سكان بني الأحمر قد استقروا بمدينة مليلية والناظور، واندمجوا في المجتمع الأمازيغي، واكتسبوا اللغة الريفية ، فأصبحتوا جزءا لايتجزأ من المجتمع الأمازيغي الريفي. بل إذا بشرتهم البيضاء المختلطة بالحمرة تقربهم كثيرا من ساكنة الأندلس في طابعها الإسباني والأوروبي. وقد استقر بنوالأحمر قرب مدينة مليلية، وأسسوا قربها بلدة تسمى ببني أنصار، نسبة إلى بني نصرالأندلسيين، وهم بنوالأحمر أنفسهم. 5 – أسرة القضيا: هاجرت هذه الأسرة مدينة قادس(Cádiz) الأندلسية ، فاستقرت بمنطقة بني سعيد الواقعة بالريف الشرقي، وأصل هذه الأسرة من القضاة. وقد ذكرت الوثيقة:” أنهم من آيت عيسى المستقرين على الضفة اليسرى من مصب واد كرت بربع أمجاوالسعيدي، وهوماتؤيده الرواية الشفوية أيضا وبعض الوثائق التي بين أيدينا.وذكرت الوثيقة حتى جدودهم كانوا قضاة بغساسة لذا استحقوا كنية القضاة. تقع مساكن الأسرة في فترة وسطى من الكعدة ، بمكان متحجر بين تيميزار وآيت غانم وأولاد عمر بن عيسى القيطونيين.نعهد منها أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن القاضي الكعداوي، صاحب تقييد عن جهاد القلعيين آخر القرن الحادي عشر الهجري ضد مليلة.” ويتضح لنا ، مما سبق، بأن القضيا من الأندلسيين الذين قدموا من مدينة قادس إلى بني سعيد، وكانوا يمارسون مهمة القضاء بقبائل الريف الشرقي. وحسب وثيقة تاريخية وردت في كتاب التعريف لأبي محمد بن فرحون القبيسي رحمه الله بأن القضيا من آيت عيسى من الأندلس، كان جدهم قاضيا وخطيبا بمدينة أخصاصن . 5- أسرة إحجيون: استقرت هذه الجماعة الأندلسية في فرخانة قرب مدينة مليلة، ولكن لانعهد متى هاجرت هذه الجماعة بشكل حقيقي إلى هذه المنطقة القريبة من مدينة مليلية، وربما تكون تلك الهجرة بعد الهجرة العامة لكل الأندلسيين من أرض إسبانيا. 6- أسرة الطريس(Torres): استقرت هذه الاسرة الأندلسية بمنطقة الريف الشرقي، وكذلك بمدينة تطوان(عبد الخالق الطريس). ومن أشهر أعلام هذه الأسرة الدكتور أحمد الطريسي أعراب الأستاذ الجامعي بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط. ويعني هذا حتى هذه الأسرة عربية الأصل، وأندلسية المنشإ، وقد تمزغت بعد طول السنين والعصور. 7- أسرة العوفي: استقرت أسرة العوفي بمنطقة الريف الشرقي ، وذلك بعد هجرتها من الأندلس ضمن الهجرة العامة، وقد نزلت الأسرة ببني وليشك التابعة لدائرة تمسمان،وخاصة في قبيلة وردانة وتغزوت، ويعهد عن أفراد الأسرة بأنهم من رجال الفكر والمقاومة والقضاء، وهم أيضا من رجال التعليم، كما هوحال نجيب العوفي. 8- أسرة أعراص: تعد أسرة أعراص أوأعراصان أوأعراس من الأسر الأندلسية التي هاجرت من الأندلس، فاستقرت بمدينة باديس. وبعد ذلك، انتقلت إلى الريف الشرقي لتستقر ببني بويفرور، وبالضبط بمنطقة أفرا . ومن ثم، فقد اشتهر من أعراصن:” قواد عسكريون في عهد مولاي رشيد ومولاي إسماعيل كيحيى عراص وأحمد عراص.انقسموا في قلعية إلى مجموعتين: مجموعة استقرت ببني سيدال، ومجموعة بأزغنغان، ومن قرائن قدمهم بمدشر أفرا ببني بويفرور، قدم المسجد والمقبرة المشتهرين باسمهم، وبشساعة مجالهم، وامتلاكهم لمساحات واسعة من الأراضي، وبيع أجزاء منها لباقي الفرق المكونة لمدشر أفرا.وبجانبهم استقرت فرقة إمحارفن، التي يعود أصلها إلى إني حدوعلال بتازغين من فرقة أركيزثن.نزلوا عند خالهم موح علال أوعراص.” إلى غير ذلك، يتبين لنا بأن أسرة أعراصن من الأسر الأندلسية التي قامت بهجرتين: الأولى إلى مدينة باديس، والثانية إلى أزغنغان ، وبالضبط إلى أفرا، حيث تحققت لها المكانة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكبرى، بالإضافة إلى المكانة الدينية التي تتمثل في بناء المسجد باسم الأسرة.

الأندلسيون بفاس

أغلب الأندلسيين بفاس من أصول عربية وهذه أسماءهم: 1: القادري: ينتهي نسبها الی الشيخ عبد القادر الجيلاني. 2: الفاسي الفهري: وكانت تعهد في الاندلس بلقب ابن الجد، الفهري، وفي فاس بلقب الشماع، وفي القصر الكبير بالفاسي. 3: احسينو: أصلها من مدينة Osuna الإسبانية، أسرة شريفة ينتهي نسبها إلی المولی أبي بكر جد الشرفاء الفهميين اللفسة، استوطنت قديما عدوة الأندلس من مدينة فاس. 4: الكتاني: كانت بمكناس ثم هاجرت الی فاس ينطق انها من فروع الدوحة الادريسية وفي اندلسيتها نظر. 5: بنجلون: أسرة أندلسية فاسية ومنهم الكتاب والادباء والمقاومون. 6: مصانو 7: جسوس: ومنهم الفقيه محمد بن عبد السلام جسوس الفاسي. 8: بنسودة المري: أصل نسبهم من قريش، واستقروا بغرناطة ثم منها الی تلمسان ففاس؛ بيت فهم وفضل؛ منهم الفقيه التاودي ابن سودة، ومستشار الحسن الثاني السيد أحمد بنسودة. 9: العطار: لهم زاوية بالمخفية من عدوة فاس الأندلس، وبيتهم قدبم. 10: بنعبد الله: من قدماء فاس وجدهم من أولياء الله الصالحين له ترجمة في الروض العطر الأنفاس لابن عيشون. 11: بنعبد الجليل 12: لحلو 13: التازي الشرتي 14: برادة 15: بردلة: منهم الفقيه القاضي النوازلي العربي بردلة 16: بنعاشر 17: القصار الغرناطي 18: القرطبي 19: بنبراهيم الاندلسي 20: بنخلدون 21: لحمر أوالأحمر وهم ملوك غرناطة. 22: الازرق. 23: عمور: هاجروا من الاندلس واستقروا بريف المغرب ولازالت قرية بالريف تحمل اسمهم ثم استوطنوا فاس. 24: الخصاصي : وجدهم هوالولي الصالح سيدي قاسم الخصاصي؛ المشهور بفاس والمنسوب للولي الصالح سيدي مسعود الخصاصي الأندلسي. 25: بنعباد: بتشديد الباءأصلهم من رندة؛ ومنهم خطيب القرويين سيدي محمد بنعباد الرندي. انقرض هذا البيت. 26: الأندلسي 27: البستيوني: ومنهم ولية صالحة ذكرها التاودي بنسودة في فهرسته. 28: بنونة: وفيهم طائفة تدعي الشرف. وقلة منهم بتطوان. 29: البياز؛ ذكرهم صاحب زهر الآس. 30: البيري 31: ابن جبارة: ذكره والذي قبله صاحب زهر الآس. 32: الجرندي 33: الغساني منهم الوزير المشهور 34: الجياني 35: بلحاج السلمي 36: لحكيم الأندلسي 37: رمانو 38: بنرضوان 39: ربيع الأندلسي 40: الرندة 41: السطي الأندلسي 42: سكيرج 43: بنسليمان الغرناطي 44: سنكيلو: انقرض 45: سوسان الأندلسي. 46: شقطيرو: انقرض 47: الصفار 48: الأبار 49: صفيرة الأندلسي 50: طورة: اندثر 51: بنعمرو 52: بوعياد 53: غرنيط 54: غرنيطي 55: غرنيطو 56: غدريس 57: فنجيرو 58: بيطار 59: قارة الأندلسي 60: القباج 61: القرموني 62: قرطيل 63: قليلو 64: الكغاط الأندلسي 65: اللبار 66: اللخمي 67: بنمخلوف 68: المدرع الاندلسي 69: مكوار 70: بلمليح 71: الندلسي 72: بن هرتلة 73: بنيحيی 74: بنيخلف الأندلسي

الأندلسيون بالرباط وسلا

أما الأندلسيون بالرباط فأغلبهم من أصول قوطية وهذه أسماء أسرهم: عبدون - عاشور - اقانيا - بلافريج - بركاش - باينة - بلكاهية - بنعبد الله - بنعمرو - بنقدور - بتمنديل - بنطوجة - بندهاك - بنسيف - بندورو - بنطاهر - بربيش - برادو - بسير -بزار - بزازة -بلانكو(الابيض) - بونو - بوجندار - شكالانط - الشكتري - دعنون - ضاكة - دياس - دينيا - دومينكو - الدقاق - الدك - البعودي - الحداد - العافي اوالحافيEL HAFI العمري اوالحمري EL HAMRI - العماني - القصري - القسطالي - المالكي - المدور -المراس - المسناوي - الغرناطي - اليابوري - اللوشي - السنسياض - الزط - فرشادو - فنجيرو -فوريش - فرج - كديرة - جبرو - حيرو - جوريو - كنطرون - كراكشو - قريون - كيليطو - قورة -كريم - الكويندي - لاميرو - لازارو - لوباريس - مارسيل - متجنوش -بيركو - مدون - مورينو -مولاطو - ملين - بالامينو - بيريس - بيرو - بالامبو - غنام - الرفاعي - الرينكا - الركيك - الروندة - الرندي - رودياس - شنتياك - سباطة - سرون - تكو - تمورو - طيفور - تيليو - تيكيطو - طريدانو - تويرتو - اوالزهرة - الزبدي - زطوط -شماعو -زنيبر --القباج -برادة -الحبابي -لحلو - الازرق - ماسانو - ميكو - الرايس - السلاوي - التازي - الصباحي - الرحموني

الأندلسيون بمكناس

بمكناس عائلات أندلسية, منها : الوقاد, قدمت إلى فاس من إشبيلية في منتصف القرن السابع الهجري ثم انتقلت إلى مكناس؛ والبجيري, اشتهر من بين أفرادها عدة فهماء؛ وغريط, استوزر الملوك العلويون عدة أفراد منها وأنتجت عدة شعراء مجيدين؛ وعائلات أخرى ذكرت في ديوان خاص بأمر من السلطان مولاي إسماعيل: ابن إبراهيم وابن حليمة وابن الحاج وابن عبد الكريم(من مالقة) وأبوالرخا (من غرناطة) وأزويزر وأنفاع والأزرق (من إشبيلية) وأمسامح وأصنطق والأشقر والبجيري وبوراس والباروا والبتولي والبياني وبرقوق والبياض (من بلش مالقة) وجابر والحزماوي والدقيوق والزناتي وطوجة وكديش واللمتوني والمسطاسي والصفار وصفندلة والغرناطي والغماري والفخار وفيدقة والقرلص والقلفط والقبري والقباب والقصري وشبليون وهارون والوقاد وغيرهم."

الأندلسيون بتطوان

يعهد العلامة محمد تقي الدين الهلالي الحسيني المغربي رحمه الله مدينة تطوان فيقول في الصفحة 81 من كتابه الماتع " الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة": حدثة تطوان محرفة عن (تطاون) –بكسر التاء وتشديد الطاء وكسر الواو- وهي حدثة بربرية معناها العيون, ولا يزال جزء من تطوان إلى الأن بسمى بالعيون. ولم يكن لها شأن سذكر قبل هجرة أهل الأندلس إليها في أواخر القرن التاسع الهجري حين استولى النصارى على مابقي من الأندلس وأجبروا المسلمين على التنصر أوالهجرة. ولما اتى الأندلسيون إلى تطوان –وكان عندهم من الحضارة والمدنية ما لم يكن عند المغاربة- أسسوا مدينة تطوان على النحوالأندلسي واستنبطوا المياه وجلبوها من الجبال المجاورة إلى المدينة وغرسوا فيها الجنات الجميلة. ويقول الأستاذ علي المنتصر الكتاني رحمه الله في الصفحتين 393و394 من كتابه الرائع "انبعاث الإسلام بالأندلس" : كانت تطوان شبيهة بفاس في كثير من مظاهرها. وكما نطق الفقيه داود :" كانت تطوان نسخة من أخريات المدن الإسلامية العربية في بلاد الأندلس". وقد ذكر الفقيه الرهوني 475 اسم لعائلة تطوانية عريقة منها 355 عائلة لازالت قائمة وقد ذكر أصول 251 من هذه العائلات منها 75 عائلة أندلسية. ومن بين أندلسيي تطوان عائلات تحمل أسماء عجمية : البانزي Ponce, وبايصPaez والرويز RuizوغارسياGarcia ومارتيلMartine ولوقاش Lucas إلخ... ومنها ما نسبة إلى بلدة أومنطقة الأندلسي واللبادي (أبدة) والمنظري وراغون (أراغون) والركاينة والرندي, والغرناطي (غرناطة) والقرطبي (قرطبة) قشتيليووقبريرة ومدينة ومندوصة ومراريش وصالاس وبورطووالطريس ومولينا والرينة, إلخ... ومنها ماهونعوت : اللب ومولاطوومرينووالسوردووالسكيرج (ُEsquiles) ; والراندووالدليرو, إلخ... ومنها ماهوعربي : ابن الأحمر والتبين والرزيني وزكري والخضري والخطيب وداود والرفاعي وغيلان والفخار والموفق ونصر والعطار والقطان والقيسي والوزير والسراج وقريش... ومنها ما أمازيغي : أجزول وأشعاش وأفوقاي , إلخ... وقد مرت علينا في أحداث القرنين الخامس عشر والسادس عشر كثير من الأسماء التي لا زالت الأن موجودة بتطوان وفاس والرباط, كأجزول والخطيب والوزير وداود وابن المليح (زعماء ثورة البشرات) وقشتيليو(أحد مترجمي الحاكم ديزا أيام محاكم التفتيش). كما تذكرنا بعائلات غرناطية شهيرة أسماء الأحمر وزكري والعطار والسراج وفرج والأبار, إلخ... وقد نبغ عدد كبير من أندلسيي تطوان المعاصرين, منهم الأستاذ عبد الخالق الطريس, الرجل الوطني المعروف , والفقيه محمد داود صاحب التاريخ وغيرهما.أما في القرون الماضية فنذكر الفقيه أبا عبد الله الرزيني المتوفى سنة 934ه , قاضي تطوان, والأديب محمد بن عبد الرحمان الكراسي المتوفى سنة 964ه, والفقيه القاضي أحمد بن محمد طانية المتوفى سنة 1063ه, والأديب علي مندوصة من رجال القرن الحادي عشر, وغيرهم."


الأندلسيون بتازة

توجد إلى اليوم بتازة الكثير من الأسر التازية التي تعود أصولها المباشرة لمدن أندلسية ونجد من بين هذه الأسر على سبيل المثال لا الحصر:

-الخصاصي الأندلسي: أسرة يمنية أندلسية تنسب للقائد الأندلسي محمد الخصاصي الغرناطي الذي قام بأمر السلطان محمد الخامس بن يوسف ابن الأحمر وبعده للمجاهد سيدي مسعود الخصاصي الأندلسي وللعالم الصالح سيدي علي بن عبد الله الخصاصي، - بن سودة: أسرة قرشية تعود لبني مرة استقرت بغرناطة قبل حتى تستقر بفاس وتازة وهم أهل بيت صلاح وفهم بيت المالقي: ينسبون لمدينة مالقة، ومنها هاجروا مباشرة لمدينة تازة. -القرموني: ينسبون لقرمونة، ومنها هاجر أسلافهم لتازة. - البريهي: ينسبون لقبيلة البريهي اليمنية الأندلسية، قبل حتى يهجروا كغيرهم لتازة.

ختام

لا يمكن بأي شكل من الأشكال حصر مجموع الاسر الأندلسية بالمغرب لأن منتسبيها يوجدون بمدن عديدة أخرى مثل مراكش- شفشاون- آسفي-طنجة-وجدة وغيرها وبعضهم تغيرت أسمائهم وملامحهم لكن الأكيد حتى جل المغاربة تجري في عروقهم دماء أندلسية

تاريخ النشر: 2020-06-04 18:01:02
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

سيناريو الزواج بعروسين في يوم واحد يتكرر في الجزائر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:18:31
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 88%

انتهت – الأهلي يفوز على الدفاع الجوي وديا

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:19:42
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 37%

دولة من أمريكا الشمالية تجدد دعمها لمخطط الحكم الذاتي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:20:06
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 71%

بعد بيلينغهام.. ريال مدريد يوجه أنظاره لحسم صفقة "الصاروخ"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:17:18
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 90%

استخباراتي إسرائيلي يحذر من توازن رعب وخطر يهدد كيان إسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:17:12
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 90%

العراق يسلّم روسيا مطلوبة بتهمة الانتماء لـ"داعش"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:17:11
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 99%

وكيل كولر يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي لتجديد التعاقد مع السويسري

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:19:41
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

أوكرانيا.. الإعلان عن تسرب للأمونيا في مصنع للحوم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:17:14
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 97%

مجلس النواب يعقد جلستين عموميتين

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:20:00
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 74%

بنك المغرب: ارتفاع الدرهم مقابل الدولار

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:20:03
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 73%

محرز يرد على أنباء انتقاله للدوري السعودي (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:17:19
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 94%

قطرات أنف جديدة تنقذ حياة مرضى السكتة الدماغية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:18:57
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 89%

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: إنهاء الحرب يتطلب توحيد الجيش

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:17:38
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 93%

وكيله: كولر يسعى مع إدارة الأهلي لضم صفقات جديدة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-06-17 18:19:38
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 45%

تحميل تطبيق المنصة العربية