جيرار دى نرڤال

عودة للموسوعة

جيرار دى نرڤال

جيرار ده نرڤال
Gérard de Nerval
Gérard de Nerval, by Nadar.
وُلـِد (1808-05-22)مايو22, 1808
باريس, فرنسا
توفي يناير 26, 1855(1855-01-26) (عن عمر 46 عاماً)
باريس, فرنسا

جيرار ده نرڤال Gérard de Nerval (النطق الفرنسي: [ʒeʁaʁ də nɛʁval]) شاعر، محرر ومترجم، واحد من الشعراء الفرنسيين الأكثر رومانسية.

لوح يخلد جيرار دى نرڤال، tour Saint-Jacques، باريس

حياته

ولد جيرار لابروني (الذي سيتخذ لنفسه وقد جاوز العشرين، اسم دي نرفال) في عام 1808 لأب جنوبي وأم شمالية. بعد عامين من ولادته في باريس، توفيت والدته في سيليزيا في حين عاش برفقة زوجها، وهوطبيب عسكري. ولقد تلقى الفتى تعليمه في باريس حيث كان من بين رفاقه تيوفيل گوتييه. وبدأ باكراً بكتابة محاولات ادبية. وفي عام 1828 انجز ترجمة لـ «فاوست» غوته ادخلته الحلقات الأدبية، فراح ينشر ويرتبط بصداقات. وهوعاش لأدبه ومن أدبه خلال الثلاثة عقود التالية، وقام برحلات عدة. ومن أشهر مؤلفات دي نرفال: «أوريليا» و «المركيزة فابيّول» و «لوريلي» و «بنات النار» و «الأوهام»... وكان جزءا «أوريليا» آخر ما صدر له إذ صدر الجزء الأول قبل موته بثلاثة أسابيع، والثاني بعده بأسبوعين ونصف... في عام 1855.

Nerval - Les Illuminés, Lévy, 1868.


رحلة إلى الشرق

«ما يهمني هنا هوان أروي لك، كيفما اتفق، جميع ما يحدث معي، سواء أكان ذا أهمية أم لا، ويوماً بيوم إذا كان هذا في مستطاعي، على طريقة الكابتن كوك، الذي يخط أنه شاهد هذا اليوم طائر نورس أوبطريقاً، لكنه في اليوم التالي لم ير سوى جذع شجرة عائم، واصفاً كيف من الممكن أن حتى البحر كان هنا هادئاً صافياً، وهناك عكراً. لقد عمل هذا، لكنه عبر هذه الإمارات العابثة، عبر هذه الأمواج المتغيرة، كان يحلم بجزر مجهولة ومعطرة، لينتهي به الأمر الى حتى يصل ذات مساء في انطواءاته، إلى حب خالص وجمال خالد.»

بهذه العبارات التي تتصدر كتابه الأشهر «رحلة الى الشرق» عبّر جيرار دي نرڤال عن علاقته بهذا الكتاب، وعن الرغبة التي كمنت لديه خلف وضعه. وكان قد تجاوز لهذا المحرر الذي عاش مأساة غرام انتهت بموت حبيبته أورليا، حتى خط في واحدة من صفحات الرواية التي كرّسها لحكاية الغرام تلك: «الى أين أنت ذاهب،يا ترى؟ نطق لي. - الى الشرق! وفيما كان يرافقني، رحت أبحث في السماء عن نجمة كنت أعتقد أنني أعهدها، كما لوكان لها تأثير ما على مصيري. وإذ وجدتها، تابعت سيري في الاتجاه الذي كانت تبدولي فيه مرئية، - سائراً - إذا جاز لي القول - نحومصيري».

بالنسبة الى مؤرخي الأدب من الذين اهتموا دائماً بأدب الرحلات الذي كثرت آثاره، لأسباب رومانطيقية غالباً، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تختلف رحلة دي نرفال الى الشرق عن بقية الرحلات التي قام بها كتاب مواطنون له أوأوروبيون. ذلك ان رحلة دي نرفال كانت أبعد ما تكون عن ذلك البعد المادي والاستكشافي الذي طبع رحلات الآخرين. فهوكان هارباً من مأساته، راكضاً وراء مصيره في رحلته الشرقية، ولم يكن ليسعى الى تأكيد شيء أوالتعهد الى أي شيء. من هنا، حتى وإن بدت رحلته منتظمة في خط سيرها - طالما ان هذا الأمر بالذات لم يكن في يده -، فإنها بدت عشوائية في توجهها العام، وفي النظرة التي راح دي نرفال يلقيها على ما حوله طوال زمن الرحلة ومسافاتها.

لم تكن رحلة دي نرفال الى الشرق أول رحلاته، فهوكان بعد في أواسط العشرينات من عمره حين بدأ يتجول في أوروبا، وحده حيناً، وفي رفقة ألكسندر دوما في أحيان أخرى، لكن تلك الرحلة الشرقية كانت الأوسع في حياته والأطول. وكان دي نرفال الذي وصل ڤيينا أواخر عام 1839 قد ارتبط هناك بحلقة أصدقاء من بينهم فرانز ليست، ولكي يعيش تعاون مع بعض الصحف النمساوية، غير انه بعد شهور اضطر الى العودة الى باريس، سيراً على الأقدام تقريباً، بسبب افلاسه. وفي عام 1941 بدأت تصيبه أولى أزمات الجنون الذي سيصاحبه طوال الخمسة عشر عاماً المتبقية من حياته. إلى غير ذلك، إذ ماتت صديقته جيني كولون أواخر عام 1842، راح يتنقل هائماً على وجهه فتوجّه إلى مرسيليا ومنها إلى مالطا، ومن هنا ركب البحر إلى الإسكندرية التي أقام فيها أسبوعين قبل حتى يتوجه إلى القاهرة حيث أقام ثلاثة أشهر توجه بعدها إلى دمياط ومن هناك إلى بيروت، ماراً بيافا فعكا. وهوأمضى في بيروت شهراً ونصف الشهر لم يمنعه سقمه خلالهما من القيام برحلات الى المناطق الجبلية. ثم واصل تجواله فوصل القسطنطينية حيث أقام بضعة شهور عاد بعدها إلى مالطا فناپولي... وأخيراً حين وصل الى باريس مجدداً عكف على كتابة نص رحلته على شكل حلقات صغيرة بعنوان «ذكريات الشرق» وكان ذلك في عام 1844. وفي عام 1848 نشر جزءاً أول يضم تلك الحلقات تحت عنوان «مشاهد من الحياة الشرقية، نساء القاهرة». غير ان الكتاب لم يحقق الصدى المطلوب، إذ إذا فرنسا كانت في ذلك الحين تعيش ثورة عارمة. وفي عام 1850، وبعد ان نشر بعض أعماله الأدبية والمسرحية، عاد دي نرفال ونشر جزءاً ثانياً من رحلته الشرقية بعنوان: «مشاهد من الحياة الشرقية، نساء لبنان». وفي العام التالي اتخذ العمل كله شكله النهائي تحت عنوان «رحلة الى الشرق». وبدأ الاهتمام بالكتاب يتجدد والاقبال عليه يتزايد ليتخذ حياته الخاصة بعد ذلك، ويصبح واحداً من أشهر خط دي نرفال. لكن المحرر لن يتمتع بثمرة ذلك النجاح طويلاً، إذ انه، على رغم مواصلته الكتابة، غرق في السقم والجنون ليموت أول عام 1855 موتاً عنيفاً: إذ عثر فجر يوم 26 كانون الثاني (يناير) مشنوقاً في شارع جانبي في باريس.

سليم ان دي نرفال كان، طوال رحلته الشرقية، لا يتوقف عن معاناة أزماته الصحية والعقلية، غير ان هذا بالكاد يظهر من خلال نصوص الكتاب. فالمحرر يسجل بدقة ووعي جميع ما يراه وكل ما يحدث معه: لقد آلى على نفسه حتى يراقب جميع شيء وأن يرصد الحياة التي تدور من حوله. ان ما يراه يختلف تماماً عن جميع ما كان خبره في حياته. فهنا، ها هوفي ازاء عالم غريب، مدهش، يختلط فيه القديم بالجديد، والمدينة بالريف، والطوائف بالأديان، والداخل المحرّم بالخارج المباح. وهذا كله يجعل دي نرفال شديد الحساسية أمام التفاصيل الصغيرة، أمام جميع رائحة يشمها، وأمام جميع تفصيل صغير يراه. بل ان مخطط جولاته، التي تبدووكأنها ظاهرياً تخاض كيفما اتفق، تبدوشديدة الأهمية. وفي هذا الاطار يحدثنا دومنيك شيڤالييه عن كيف من الممكن أن حتى دي نرفال، في تجواله في بيروت مثلاً، لم يسلك الطريق المعهودة التي كان يرسمها غيره من الرحالة، إذ ينطلقون من المرفأ وصولاً الى الداخل، بل عمل العكس انطلق من الداخل، من أعلى المدينة ليصل الى المرفأ. وراح في حركته الهبوطية يرصد مزاجية الناس وتغيّراتهم. بل انه في طريقه يقدم لنا ما يكاد يشبه تقارير استخباراتية، مثلاً، حين يلتقي بـ «مرسل» انكليزي سرعان ما يشتبه في كونه، أصلاً، جاسوساً لبلاده... ويروح هذا يحدثه عما هومقبل على هذا البلد من حروب أهلية تدعم دول الخارج خلالها الطوائف، بمعدل طائفة لكل دولة... ومن هنا يتخذ الكتاب سمات متعددة في الوقت نفسه، فهورصد اجتماعي وسجل سياسي وتاريخي، ووصف جغرافي - اجتماعي - ديموغرافي، في الوقت نفسه الذي يظهر فيه على شكل رحلة تعليمية هروبية في آن معاً، تقوم بها روح المحرر الهائمة المشردة التي تبدأ تجوالها من دون حتى تعهد الى أين سيقودها.

ولعل الأهم في هذا كله هوحتى دي نرفال لا يظهر صاحب أفكار مسبقة عن هذه المنطقة من العالم، يريد ان يجمع من الأدلة ما يبرهن على صحتها، كما كانت حال لامارتين أوشاتوبريان أوغيرهما. فإذا كان هؤلاء، في رأي نقادهما «غير قادرين خلال تجوالهم ورصدهم على الخروج من شرنقة رجال القرن التاسع عشر الفرنسيين، فجاؤوا هنا لكي يتحققوا فقط من صحة أحكامهم المسبقة على الشرق»، فإن دي نرفال يظهر رحالة نزيهاً، فضولياً... لذلك بدلاً من حتى يشهد وينبهر، ها هويرى ويندمج، من دون حتى يفقد حس التحليل العقلاني. كذلك فإن دي نرفال لم يكن «مثل فلوبير، راكضاً وراء مواد تساعده في أعماله الأدبية». كان فقط مثل سابح ماهر القى ينفسه في الماء من دون هدف إلا الإحساس بعذوبة الماء وغرابته وجماله.

أعمال نرڤال

  • Les faux saulniers (1850)
  • رحلة إلى الشرق Voyage en Orient ‏(1851)، خطها بعد رحلته البحرية في 1842 إلى القاهرة وبيروت.
  • La Bohème Galante (1852)
    • اليد السحرية (1832، ثم 1852)
  • Les Nuits d'Octobre (1852)
  • Sylvie (1853)
  • Petits châteaux de Bohême (1853)
  • Les Filles du Feu (1854), a volume of short stories.
    • Les Chimères poems appended to Les Filles de Feu, translated by Mark Lamoureux
  • Aurélia (1855), his fantasy-ridden interior autobiography— "Our dreams are a second life," he wrote— which influenced the Surrealists.
  • Promenades et Souvenirs (1854–56)


انظر ايضاً

  • اليد السحرية

المصادر


وصلات خارجية

  • Works by Gérard de Nerval at Internet Archive (scanned books original editions color illustrated)
  • أعمال من Gérard de Nerval في مشروع گوتنبرگ (plain text and HTML)
  • Hieronymo's Mad Againe: On Translating Nerval essay by Richard Sieburth, an English translator of Nerval
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:06:22
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Articles with hCards, Commons category link is locally defined, Portal templates with all redlinked portals, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1808, وفيات 1855, كتاب من پاريس, شعراء فرنسيون, German–French translators, شعراء رومانسيون, شعراء انتحروا, كتاب انتحروا, Suicides by hanging in France, مدفونون في مقبرة پير لاشيز, كتاب بأسماء مستعارة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ليبيا.. باشاغا يدعو لفرض الأمن في طرابلس بإشراف أممي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:35
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 99%

وسائل إعلام: المستشار الألماني يعتزم زيارة كييف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:33
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 94%

أفغانستان.. 4 قتلى في هجوم يستهدف حافلة في كابل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:37
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 88%

قديروف يؤيد حكم الإعدام بحق المرتزقة الأجانب لقوات كييف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:32
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

بانون حاضر في قائمة الأهلي لمباراة "السّلّوم" ضمن كأس مصر

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:14
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

قتلى وجرحى في اصطدام مركبتين في تركيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:35
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 91%

دوري الأمم: إيطاليا والمجر تفرضان التعادل على إنكلترا وألمانيا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:28
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 87%

الرئيس الفلسطيني يلتقي وفدا أميركيا في رام الله

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:29
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 87%

كيسنجر: أحداث كبيرة قادمة في الشرق الأوسط

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:32
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 88%

البحرين.. وزارة الصحة تكشف حقيقة تفشي مرض السل بين السجناء

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:36
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 87%

مصر.. تحرك برلماني "عاجل" بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:16:36
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 85%

تحميل تطبيق المنصة العربية