سليم الثاني

عودة للموسوعة

سليم الثاني

   سليم الثاني
السلطان العثماني
الخليفة العثماني
الحكم 1566-74
الفترة نموالدولة العثمانية
الاسم الكامل سليم الثاني
سبقه سليمان الأول
تبعه مراد الثالث
البيت الملكي آل عثمان
الأسرة الأسرة العثمانية

سليم الثاني بن سليمان القانوني (930 هـ/1524 م-982 هـ/1574 م) هوالخليفة العثماني الحادي عشر وكان شاعرا. أمه هي روكسلان الروسية. وتولى الحكم بعد أبيه عام 974 هـ/1566. قامت أمه وهومعها بتحريض أبيه على اغتال ابنيه الآخرين من زوجة أخرى لينفرد بالحكم.

كان ضعيفا منح الكثير من سلطاته لوزرائه، وعندما امتنع عن إعطاء العطايا للجنود أظهروا العصيان، فاضطر إلى العطاء ويرى البعض أنه لولا هيبة الدولة في السابق وقوة وزيره محمد الصقلي لسقطت الدولة. عقد صلحا مع النمسا يعترف فيه بأملاكها في المجر لقاء دفع جزية سنوية للسلطنة. وجدد المعاهدات مع بولونيا وفرنسا. بدأت فرنسا في عهده ترسل إرساليات نصرانية كاثوليكية إلى رعاياها في الدولة العثمانية وبذلك بدأ العمل ضد العثمانيين من الداخل وتربية النصارى على الارتباط بفرنسا.

قامت ثورة في اليمن بإمرة المطهر بن شرف الدين فأوفد جيشا كبيرا بقيادة عثمان باشا ودعمه سنان باشا والي مصر فقضى على الثورة عام 976 هـ. تم في عهده فتح قبرص. عقد البابا حلفا مع إسبانيا والبندقية ضد العثمانيين وأيدهم رهبان جزيرة مالطة وانتصروا على العثمانيين في مسقطة بحرية ولكن النصارى اختلفوا فعرضت البندقية الصلح وتم الصلح عام (980هـ). احتلت إسبانيا تونس عام (980هـ) ثم استعادها العثمانيون بعد ثمانية أشهر. وقضى على تمرد في إمارة البغدان عام (981هـ). وتوفى في 27 شعبان عام (982هـ) بعد حكم ثمانية أعوام.

تجدد الهدنة مع شارل التاسع ملك فرنسا

تجددت الهدنة مع ملك بولونيا وشارل التاسع ملك فرنسا في عام 980هـ الموافق 1569م كما زادت الامتيازات القنصلية الفرنسية وجرى تعيين هنري دي فالوا – وهوأخوملك فرنسا – ملكاً على بولونيا باتفاق مع فرنسا التي أصبحت بذلك ملكة التجارة في البحر المتوسط. وطبقاً للمعاهدات السابقة فقد قامت تلك الدولة – أي فرنسا – بإرسال البعثات الدينية النصرانية إلى كافة أراتى البلاد العثمانية التي يسكنها نصارى وخاصة بلاد الشام وقامت بغرس محبة فرنسا في نفوس نصارى الشام مما كان له أثر يذكر في ضعف الدولة ، إذ امتد النفوذ الفرنسي بين النصارى وبالتالي ازداد العصيان وتشجعوا على الثورات فكان من أبرز نتائج ذلك التدخل الاحتفاظ بجنسية ولغة الأقليات النصرانية حتى إذا ضعفت الدولة العثمانية ثارت تلك الشعوب مطالبة بالاستقلال بدعم وتأييد من دول أوروبا النصرانية.

إن اقتناع الدول الأوربية بكون "نظام الامتيازات الأجنبية حقاً من حقوقها الطبيعية هوالذي دفع فرنسة لإرسال جنودها لمساعدة البندقية التي كان السلطان مراد الرابع (1624 – 1640م) يحاربها ، كما أوفدت سفيرها برفقة عمارة بحرية لإرهاب الدولة العلية ومطالبتها بتجديد الامتيازات. لكن الصدر الأعظم حينئذ والذي كان ما زال يمتلك قراره السياسي ، أبلغ السفير (بأن المعاهدات هذه ليست اضطرارية واجبة التطبيق ذلك لكونها منحة سلطانية فحسب ، الأمر الذي جعل فرنسة تتراجع عن تهديداتها وتتحايل لدى السلطان ليوافق من حديث على تجديد نظام الامتيازات عام 673م ، مما زاد الطين بلة ، وبدل حتى تتعظ الدولة العثمانية مما وقع أمر السلطان محمد الرابع (1648 – 1687م) بتفويض فرنسة حق حماية بيت المقدس تتابع بتجديد الامتيازات ، وفي جميع مرة يضاف قيد حديث على السلطنة ففي تجديد عام 1740م أضافت السلطنة امتيازات تجارية جديدة لفرنسة. ولكن الامتيازات تعرضت لتهديد حقيقي عندما احتل نابليون بونابرت مصر ، فقد أوقفت السلطنة العمل بها ، غير حتى نابليون كان قد تراجع في الوقت المناسب حفاظاً على علاقته مع السلطنة ، وذلك حين عرض انسحاب فرنسة من مصر لقاء تجديد الامتيازات ، وقد تم ذلك بالعمل فيتسعة تشرين أو(أكتوبر) 1801م وأضافت السلطنة امتيازاً جديداً يقضي بمنح فرنسة حرية التجارة والملاحة في البحر الأسود.

لقد كانت نتائج هذه الامتيازات وخيمة جداً على السلطنة ، ولقد بين المؤرخ اليوناني ويمتري كيتسيكس : "... إذا الامتيازات حطمت اقتصاد الإمبراطورية بتحطيمها النظام الضريبي العثماني القائم على حماية التجارة المحلية ضد المنافسة الأجنبية بل هذه الامتيازات حالت دون قيام السلطنة بتطبيق مشروعات إصلاحية واستنباط موارد مالية جديدة للقاءة نفقات الإدارة والحكم ، لذلك أصبحت معاهدات الامتيازات الأجنبية بمثابة مواثيق مذلة للعثمانيين ما دام الأوربيون لا يخضعون للسلطات العثمانية ، فقد أصبحوا وكأنهم يشكلون حكومة داخل الحكومة العثمانية.


حاكم خوارزم يطلب الحماية من السلطان سليم الثاني

اشتكى حاكم خورازم للسلطان سليم الثاني ، من حتى شاه فارس يقبض على الحجاج الوافدين من هجرستان ، بمجرد عبورهم حدوده ، وأن موسكوبعد استيلائها على أستراخان منعت مرور الحجاج والتجارة ، ووضعت العقبات والعراقيل أمامهم ، لهذا طلب حاكم خوارزم ، وحكام بخارى وسمرقند من السلطان سليم الثاني حتى يفتح استراخان بهدف إعادة فتح طريق الحج ، لاقى ذلك الطلب القبول لدى الدولة العثمانية ، أعد صوقللي باشا الصدر الأعظم في الدولة حملة كبرى سنة 976هـ / 977هـ / 568 – 1569م للاستيلاء على استراخان وتحويلها إلى قاعدة عثمانية للدفاع عن المنطقة وأن يصل ما بين نهري الفولجا والدون بقناة صالحة لمرور السفن لتسهل دخول الأسطول العثماني بحر الخزر (قزوين) عن طريق البحر الأسود لتمكن العثمانيين من وقف التوسع الروسي نحوالجنوب وتطرد الفرس من القوقاز وأذربيجان بل غزوفارس من الشمال ، بدلاً من مرور الجيوش العثمانية بأرض أذربيجان الوعرة ، والاتصال بالأزبك أعداء الصفويين وتتار القوم ، ومن شأن جميع ذلك حتى يؤدي إلى إحياء طريق القوافل القديمة المارة بأواسط آسيا من الشرق إلى الغرب.

شرع العثمانيون في تطبيق مشروع وصل نهر الدون بالفولجا، وحل شهر جمادى الأولى 977هـ / أكتوبر 1569م حتى كان ثلث القناة قد اكتمل ، وإن يكن موسم الشتاء قد أدى إلى إيقاف العمل ، وحينئذ اقترح قائد الحملة استعمال سفن صغيرة محملة بالمدافع والذخيرة لشن الهجوم على استراخان إلا حتى الحملة فشلت بسبب الظروف الطبيعية ، ومع هذا استطاع صوقللي باشا حتى يحقق بعض النجاحات كتشديد قبضة السلطان على أمراء مولدافيا وولاشيا وبولندا ، وبذلك اعترضت الدولة العثمانية مرحلياً توسع روسيا شمال وغرب البحر الأسود.

الصلح مع النمسا 1569

بعد حتى تسلم سليم الثاني زمام الخلافة العثمانية وكان بدأ الضعف يدب فيها إلا أنه لم يظهر الضعف عليه بسبب قوة وزيره محمد الصقلي، وعقدت في هذه السنة معاهدة صلح مع النمسا اعترفت فيه بأملاك النمسا في المجر وعلى حتى تدفع النمسا لقاء ذلك الجزية السنوية المقررة، ولقاء اعترافها أيضا بتبعية أمراء ترانسلفانيا والأفلاق والبغدان للدولة العثمانية.

فتح قبرص

كانت إيطاليا وأسبانيا تقدر أهمية جزيرة قبرص وشاع في أوروبا عن تكون حلف ضد السلطان ولكن لم يعمل شيء في حينه لإنقاذ قبرص من العثمانيين الذين نزلوها بقوة كاسحة ، نفذت إلى الجزيرة بدون صعوبة ووقفت مدينة فامرجستا الحصينة أمام العثمانيين بقيادة باحليون وبراجادنيوالذين قابلوا القوة العثمانية التي وصلت مائة ألف مقاتل استخدم خلالها العثمانيين جميع وسائل الحصار المعروفة ، من فر وكر ، وغرس للألغام ولم ينتج أي تأثير على الحامية ، ولووصلت قوة مسيحية للنجدة ، لصار العثمانيون في خطر ، إلا حتى المجاعة قامت بعملها ، واستسلمت المدينة في ربيع الثاني 979هـ / أغسطس 1571م.

نقلت الدولة العثمانية بعد فتحها لقبرص عدداً كبيراً من سكان الأناضول الذين لا يزال أحفادهم مقيمين في الجزيرة ، ورغم ترحيب القبارصة الأرثوذكس بالحاكم العثماني ، الذي أنقذهم من الاضطهاد الكاثوليكي الذي مارسته النبدقية لعدة قرون ، إلا حتى احتلال العثمانيين أثار الدولة الكاثوليكية.

رسى الأسطول العثماني بعد انتهاء مهمته في ابنانجني وانصرف معظم جنوده بمناسبة حلول موسم الشتاء، حيث تتوقف ساحة المعارك في مثل هذا الوقت من السنة ، والاستعداد للسنة المقبلة.

معركة لپانتو

ارتعدت فرائص الأمم المسيحية من الخطر الإسلامي العظيم الذي هدد القارة الأوربية ، من جراء تدفق الجيوش العثمانية براً وبحراً فأخذ الباب بيوس الخامس (1566 – 1572م) يسعى من حديث لجمع ضم البلاد الأوروبية المتنوعة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت راية البابوية وقد خط يقول : "... إذا السلطنة الهجرية قد تبسطت تبسطاً هائلاً بسبب نذالتنا " عقد البابا بيوس الخامس وفيليب الثاني ملك أسبانيا وجمهورية البندقية معاهدة في أوائل 979هـ/ مايو1571م ، تعهدوا فيه بالقيام بهجوم بحري ضد العثمانيين شارك في التحالف كذلك بعض المدن الإيطالية ، فارتبطت توسكانيا وجنوة وسافوي، وبعض الإيطاليين في الحلف المقدس ، وأوفد البابا إلى ملك فرنسا يريد العون : فاعتذر شارل التاسع بحجة ارتباطه بمعاهدات مع العثمانيين ، فأجابه البابا طالباً منه التحلل من مواثيقه هذه ، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى نقض الإمبراطور عهوده ومواثيقه التي أبرمها مع العثمانيين واتجه نحوإيفان ملك الروس يطلب إجابته نفير الحرب ووجد تباطؤاً عند ملك بولونيا واختير (دون جوان) النمساوي قائداً للحملة واتى في أحد بنود المعاهدة النصرانية : "إن البابا بيوس الخامس وفيليب ملك أسبانيا وجمهورية البندقية يعلنون الحرب الهجومية والدفاعية على الأتراك لأجل حتى يستردوا جميع المواقع التي اغتصبوها من المسيحيين ومن جملتها تونس والجزائر وطرابلس.

وسار دون جون إلى البحر الادرياتيك ، حتى وصل إلى الجزء الضيق من خليج كورنث بالقرب من باتراس وليس ببعيدة عن ليبانتووالذي اسمها أعطي للمعركة.

كان من رأي قادة الأسطول الإسلامي الإفادة من تحصين الخليج وعدم الاشتباك بالأسطول الصليبي ، غير حتى القائد العام علي باشا صمم على الخروج للمعركة معتمداً على تفوقه في عدد سفنه ، ونظم علي باشا قواته فوضع سفنه على نسق واحد من الشمال إلى الجنوب ، بحيث كانت ميمنتها تستند إلى مرفأ ليبانتو، ومسيرتها في عرض البحر ، وقد قسمها علي باشا إلى جناحين وقلب فكان هوفي القلب وسيروكوفي الجناح الأيمن وبقي الجناح الأيسر بقيادة قلج علي. ولقاء ذلك نظم دون جون قواته فوضع سفنه على نسق يقابل النسق الإسلامي ووضع جناحه الأيمن بقيادة دوريا لقاء قلج علي ، وأسند قيادة جناحه الأيسر إلى بربريجولقاء سيروكووجعل دون نفسه لقيادة القلب وهجر أسطولاً احتياطياً بقيادة سانت كروز.


احتدام المعركة

احتدمت المعركة في 17 جمادى الأولى سنة 979هـ / 17 أكتوبر 1571م أحاط الأسطول الإسلامي بالأسطول المسيحي وأوغل العثمانيون بين سفن العدو، ودارت معركة قاسية أظهر فيها الفريقان بطولة كبيرة وشجاعة نادرة ، وشاءت إرادة الله هزيمة المسلمين ففقدوا ثلاثين ألف مقاتل وقيل عشرين ألفاً ، وخسروا 200 سفينة حربية منها 93 غرقت والباقي غنمه العدووتقاسمته الأساطيل النصرانية المتحدة وأسر لهم عشرة آلاف رجل واستطاع قلج علي إنقاذ سفنه واستطاع كذلك المحافظة على بعض السفن التي غنمها ومن بينها السفينة التي تحمل فهم البابا ، عاد بها لاسطنبول التي استقبلته استقبال الفاتحين ، رغم الشعور بمرارة الهزيمة وبادر السلطان سليم الثاني أثر ذلك بترفيع قلج على إلى رتبة قائد البحرية العثمانية " قبودان باشا" ، مع الاستمرار في منصبه كبيرلبك للجزائر.

أثر ليبانتوعلى أوروبا والدولة العثمانية

احتفلت القارة الأوربية بنصر ليبانتو، فلأول مرة منذ أوائل القرن الخامس عشر تحل الهزيمة بالعثمانيين فهلل الأوروبيون وكبروا لذلك الفوز وأقيمت معالم الزينات في جميع مكان وأفرطت في التسبيح بحمد دون جون أمير الأساطيل المتحدة الذي أحرز هذا الفوز ، إلى حد حتى البابا لم يتورع عن القول أثناء الاحتفال في كنيسة القديس بطرس ، بمناسبة هذا النصر : (إن الإنجيل قد عنى دون جون نفسه ، حيث بشر بمجيء رجل من الله يدعى حنا) وظل العالم المسيحي ومؤرخوه ينوهون بهذا النصر البحري ، حتى حتى القواميس المدرسية الحديثة لا تذكر ثغر ليبانت ، إلا وتذكر معه دون جون المشار إليه على اعتبار أنه أنقذ المسيحية من خطر كان يحيق بها.

لقد فرح البابا فرحاً عظيماً على الرغم من عدم ارتياحه لأن عدوه لا يزال عظيماً مرهوب الجانب وحاول إثارة شكوك الشيعة الاثنى عشرية الصفوية ضد العثمانيين مستغلاً بعض الضغائن والمشكلات والاختلاف العقائدي ، فأوفد إلى الشاه طهماسب ملك العجم ومن جملة ما نطق له : "لن تجد أبداً فرصة أحسن من هذه الفرصة لأجل الهجوم على العثمانيين ، إذ هم عرضة للهجوم من جميع الجهات". وأوفد يستعدي ملك الحبشة وإمام اليمن على الدولة العثمانية ولكن المنية عاجلته.

إن نتيجة معركة ليبانتو، كانت مخيبة لآمال العثمانيين ، فقد زال خطر السيادة العثمانية في البحر المتوسط ، ومع زوال الخطر زال الخوف الذي كان قوياً، للمحافظة على حلف مقدسي دائم واستعاد الحسد والغيرة نشاطه بين الدول المسيحية.

إن أهمية ليبانتوكانت عظيمة وأسطورة عدم قهر العثمانيين قد اختفت ولم تعد للوجود ثانية على أقل تقدير في البحر ، وأزيح ذلك الخوف عن قلوب حكام إيطاليا ، وأسبانيا ، وتزعزع تأثير الدولة العثمانية على سياسة القوى الغربية لأوروبا ، إذ كانت من الحقيقة القوات العثمانية هائلة في جميع المجال البري ، والمجال البحري ، كما حتى الفوز المسيحي في ليبانتو1571 كان إشارة لتحضير حاسم في ميزان القوة البحرية في البحر المتوسط ، كما أنه أنهى عصراً من عصور العمليات البحرية الطموحة في البحر المتوسط ، والتي تكاليفها باهظة.

لم يعد يفكر العثمانيون بعد تلك الهزيمة في إضافة حلقة أخرى إلى سلسلة أمجادهم البحرية ، إذ كان هذا الانكسار نقطة البداية نحوتوقف عصر الازدهار لقوة الدولة البحرية.

ظهور أطماع فرنسا في الشمال الأفريقي

كانت معركة ليبانتوفرصة مواتية لإظهار طمع فرنسا نحوالمغرب الإسلامي ، إذ بمجرد انتشار خبر هزيمة الأسطول العثماني في تلك المعركة قدم ملك فرنسا شارل التاسع مشروعاً إلى السلطان العثماني (980هـ/1572م) ، وذلك بواسطة سفيره باسطنبول ، يتضمن طلب الترخيص لحكومته في بسط نفوذها على الجزائر ، بدعوى الدفاع عن حمى الإسلام والمسلمين بها وأن فرنسا مستعدة في لقاء ذلك دفع مغرم للباب العالي ، فأعرض السلطان عن السفير الفرنسي ولم يهتم به ، ومع ذلك أوغلت فرنسا طموحها وألحت على طلبها وسلكت للتوصل إلى هدفها مسالك دبلوماسية عديدة ، حتى تحصلت على امتيازات خاصة ، في السنطقة وأماكن أخرى على الساحل الجزائري وتصريح من السلطان بإقامة مراكز تجارية.

إعادة بناء الأسطول العثماني

قبل القبودان باشا قلج علي ، بهمة ونشاط متزايد ، على تجديد الأسطول العثماني ، وتعويض ما فقد منه ، وما حل صيف 980هـ/1572م ، حتى قد هيأ مائتان وخمسون سفينة جديدة ، وخرج قلج علي بأسطوله في البحر ، وارتاعت البندقية من هذا الاستعداد البحري ، فطلبت الصلح من الدولة العثمانية بشروط مخزية إذ تنازلت لها عن جزيرة قبرص، كما دفعت غرامة حربية قدرها ثلاثمائة ألف دوكه ، ولكن هذا النشاط كان من قبيل اليقظة التي تسبق فترة الاحتضار البحري ذلك لأن الدولة انصرفت إلى حروب متواصلة ، نشبت بينها وبين النمسا وحليفاتها من جهة ، وبينها وبين فارس من جهة أخرى كما أنها انشغلت بإخماد الثورات الداخلية المستمرة.


احتلال تونس

كان فيليب الثاني قد تشجع لاحتلال تونس بسبب لجوء السلطان الحفصي أبي العباس الثاني الذي حكم تونس 942- 980 / 1535 – 1572م إليه ، وطلب منه المساعدة في إخماد الثورات بإعطائهم امتيازات كبيرة ، وتتيح لهم سكنى جميع أنحاء تونس ، وتتنازل عن عناية وبنزرت وحلف الواد ، فرفض أبوالعباس الشروط ولكن أخاه محمد بن الحسين قبلها ، بعد ذلك خرج دون جون بأسطوله من جزيرة صقلية في رجب 981هـ أكتوبر 1573م ، على رأس أسطول مكون من 138 سفينة تحمل خمسة وعشرون ألف مقاتل ، ونزل بقلعة حلق الواد التي كانت تحتلها أسبانيا ، ثم باغت دون جون تونس واحتلها وخرج أهلها بوادي تونس فارين بدينهم من شر الأسبان ، كما انسحب الحاكم العثماني إلى القيروان ، وكانت أوروبا قد أدركت أنها لا تستطيع حتى تقضي على الدولة إلا مجتمعة.

قلج علي واستعداداته الحربية

اهتم قلج علي بتسليح البحارة وتدريبهم على الأسلحة النارية الحديثة ، وقد لفت هذا النشاط البحري أنظار جميع المقيمين الأجانب ، وازدادت مكانة قلج علي حتى حتى البابا نصح فيليب الثاني ملك اسبانيا حتى يسعى لإغرائه وذلك بمنحه راتباً من عشرة آلاف وإقطاعية من مملكة نابلس أوغيرها من ممتلكات العرش الأسباني ويتوارثها نسله من بعده، مع لقب كومت أوماركيز أودوق، كما ضم المشروع أيضاً منح امتيازات مماثلة لاثنين من مساعديه ، وكان البابا يدرك حتى مثل هذه المحاولة حتى لم تنجح فإنها على الأقل ستثير شكوك السلطان على قلج علي وهوالشخص الوحيد القادر على دعم أمور السلطنة ولكن هذه المحاولة فشلت وكانت النتيجة أنها أثارت غضب قلج علي بدلاً من حتى تقربه ، وأنه لا يمكن شراء أمانة المسلم المجاهد إذ أنه وجوده في خدمة الدولة إنما كان يعني أنه وهب نفسه لسبيل الله ، وهذا ما سارت عليه الدولة في سياستها في جميع فتوحاتها ، ولعل ذلك كان سبباً مباشراً في سرعة الفتح ونجاحه ، في جميع الأنطقيم والميادين التي طرقتها الدولة ، وكان العثماني في أي مسقط يخدم الدولة بكل إخلاص وما خدمته تلك، إلا خدمة للإسلام.

السلطان سليم يصدر أوامره لإعادة تونس

أصدر السلطان سليم الثاني أوامره إلى وزيره سنان باشا وقبودانه قلج علي بالاستعداد للتوجه إلى تونس ، لفتحها نهائياً ، وإعادة نفوذ الدولة العثمانية إليها ، كما صدرت نفس الأوامر والتوجيهات لبقية الأنطقيم بتحضير الجنود والذخيرة ، والمؤن والجنود مع مائتين وثلاث وثمانين سفينة مختلفة الأحجام ، كما أكد على المكلفين بالخدمة في الأناضولي والروم يلي بالاشتراك في السفر بحراً ، كما أحضر المجدفين اللازمين للأسطول ، وأنذر من لا يحضر من المجدفين بالفصل من مناصبهم على حتى لا يسند إليهم في المستقبل أي عمل ، وبينما كان الأسطول يتأهب ، أخذ حيدر باشا الحاكم العثماني في تونس والذي انسحب للقيروان في حشد المجاهدين من الأهالي الذين التفوا حوله.

أبحر الأسطول العثماني بقيادة سنان باشا وقلج علي في 23 محرم 982هـ / 14 مايو1574م ، فخرج من المضائق ونشر أشرعته في البحر الأبيض ، فقاموا بضرب ساحل كالابريا ، مسينا ، واستطاع العثمانيون حتى يستولوا على سفينة مسيحية ومن هناك بتروا عرض البحر في خمسة أيام ، في هذا الوقت وصل الحاكم العثماني في تونس حيدر باشا ، كما وصلت قوة من الجزائريين بقيادة رمضان باشا ، وقوة طرابلس بقيادة مصطفى باشا ، كما وصل ثمة متطوعين من مصر.

بدأ القتال في ربيع سنة 981هـ/ 1574م ، ونجح العثمانيون في الاستيلاء على حلق الواد ، بعد حتى حوصروا حصاراً محكماً وقامت قوات أخرى بمحاصرة مدينة تونس ، ففر الأسبان الموجودين فيها ومعهم الملك الحفصي محمد بن الحسن إلى البستيون ( قلعة بناها الأسبان بجانب تونس ) التي بالغ الأسبان في تحصينها وجعلوه من أمنع الحصون في الشمال الأفريقي .

توجه العثمانيون بعد تجمع قواتهم إلى حصار البستيون ، وضيق العثمانيون الخناق على أهلها من جميع ناحية ، وباشر الوزير سنان الحرب بنفسه كواحد من الجند حتى أنه أمر بعمل متراس يشرف منه على قتال من في البستيون ، كما كان ينقل الحجارة والتراب على ظهره مثل الجنود ، فعهده أحد أمراء الجنود فنطق له: ما هذا أيها الوزير،يا ترى؟ نحن إلى رأيك أحوج منا إلى جسمك ، فنطق له سنان: لا تحرمني من الثواب.

وشدد سنان باشا في حصاره على البستيون حتى استطاع فتحه.

لجأ الحفصيون إلى صقلية حيث ظلوا يوالون الدسائس والمؤامرات والتضرعات لملوك اسبانيا سعياً لاسترداد ملكهم ، واتخذهم الأسبان آلات طيعة تخدم بها مآربهم السياسية حسبما تمليه الظروف عليهم ، وقضى سقوط تونس على الآمال الاسبانية في أفريقيا وضعفت سيطرتها تدريجياً حتى اقتصرت على بعض الموانئ مثل مليلة ووهران والمرسى الكبير ، وتبدد حلم الأسبان نحوإقامة دولة اسبانية في شمال أفريقيا وضاع بين الرمال.

السلطان سليم الثاني يرسل حملة كبرى إلى اليمن

اضطربت الأحوال في اليمن مع ظهور الزعيم الزيدي المطهر الذي محرر أهل اليمن ونادىهم للخروج عن طاعة السلطان العثماني فاجتمعت القبائل لدى المطهر الذي ولج صنعاء بعد حتى ألقى بالعثمانيين هزيمة ساحقة ، وشعرت الحكومة العثمانية بخطورة الموقف وقررت إرسال حملة كبرى إلى اليمن بقيادة سنان باشا ، وقد اهتم السلطان العثماني سليم الثاني اهتماماً كبيراً بإرسال تلك الحملة ، لأن اليمن كان يمثل جزءاً هاماً من استراتيجية العثمانيين في البحر الأحمر ، وهي غلق هذا البحر أمام الخطر البرتغالي ، علاوة على ذلكقد يكون درعاً قوياً للحجاز ، وقاعدة للتقدم في المحيط الهندي.

وصل الوزير العثماني سنان باشا إلى مصر تطبيقاً لأوامر السلطان ، وهناك اجتمعت لديه الجنود في كافة الأنحاء ، حتى أنه لم يبقى في مصر إلا المشايخ والضعفاء.

تحركت الحملة ووصلت إلى ينبع واستقبله هناك قاضي القضاة في مكة ، وعند وصوله إلى مكة المكرمة استقبله أهلها ودخلت الجيوش العثمانية معه ، وكأن جنود مصر انتقلت إلى مكة بالإضافة إلى جنود الشام وحلب وفرمان ومرعش ، وضبط سنان باشا الجنود ، وأجرى الصدقات وأحسن على الفهماء والفقهاء ، ومكث عدة أيام في مكة وغادرها إلى جازان ، وعندما اقترب منها هرب حاكمها من قبل الإمام الزيدي المطهر ، وأقام سنان باشا في جازان ، فأقبلت عليه العربان يطلبون الطاعة وكان منهم أهل صبيا ، فأكرمهم سنان باشا وخلع عليهم وكساهم ، كما أقبلت عليه وفود عربان اليمن وبذلوا الطاعة طالبين الأمان.

أسرع سنان باشا إلى تعز بعد حتى ضبط جازان ؛ إذ بلغه حتى الوالي العثماني في تعز ومن معه من الجنود في ضيق من أمرهم بسبب بتر عرب الجبال عليهم الميرة ، وحصل عليهم المجاعة ، فبتر الوزير سنان باشا المسافة في غاية السرعة ، ونزل خارج تعز ، وانتشر جنوده في جبالها ، ولما شاهد الزيديون كثافة ذلك الجيش اعتصموا بأحد الجبال المسمى الأغبر.

قام سنان باشا وجزء من جيشه بمتابعة الزيود في جبل الأغبر ، وتمكنوا منه ، عند ذلك خرج الزيود من مخابئهم للقاءة العثمانيين ، فانهزم الزيود وولوا هاربين ، فأنعم سنان باشا على جميع الجنود العثمانيين.

الاستيلاء على عدن

جهز سنان باشا حملتان وذلك للاستيلاء على عدن ، الأولى عن طريق البحر بقيادة خير الدين القبطان المعروف بقورت أوغلي ، وأخوسنان باشا ، والثانية عن طريق البر بقيادة الأمير حامي وبرفقته عدد من الفرسان.

وكان حاكم عدن قاسم بن شويع من قبل الإمام الزيدي المطهر ، قد أظهر شعار الزيدية ، فكرهه أهالي عدن لأنهم شافعيون ، ثابتون على الكتاب والسنة ، وبنى مدرسة باسم مطهر يفهم فيها بعض من ممضى الزيدية ، كما استدعى البرتغاليون الذين أوفدوا سفينة وعليها عشرين جندياً ، فأطلعهم قاسم إلى القلعة وأراهم ما فيها من العدد والآلات ، وأعطاهم المدافع ليدافعوا عن عدن من جهة البحر ، ويكون البر للزيدية وأشياعهم إلا حتى خير الدين القبطان تجاوز إلى عدن ، ورأى من وسط البحر عشرين شراعاً للمسيحيين قاصدة عدن ، ولما تحقق خير الدين من ذلك توجه بسفنه إليهم فولوا هاربين، وتتبعهم خير الدين حتى اطمأن على ذلك.

لما عاد خير الدين إلى الساحل وأنزل مدافعه فوجهها نحوقلعة عدن منتظراً القوة البرية لتتم محاصرة عدن ففاجأهم الزيود ، وإذا بالأمير ماحي قد وصل وأحاطوا بعدن من جميع جانب ، فهجموا عليها هجمة واحدة ودخلوا عليها من جميع جانب ، ومنح خير الدين الأمان للأهالي الذين اتىوا بقاسم بن شويع وولده وذويه ، وإذا بشخص منهم تقدم ليقبل يد خير الدين ، فضربه بخنجر في بطنه وجرح خير الدين على أثرها ، وتقدم الأمير ماحي ، وبتر رأس بن شويع لاتهامه بهذه الخيانة ، وأراد اغتال ولده وجميع أتباعه فمنعه الأمير خير الدين عند ذلك ، فرح لذلك الفتح الوزير سنان باشا وشاركه في ذلك الجنود ، وزينوا زبيد وتعز وسائر الممالك السلطانية في اليمن ، ثم عين الوزير سنان باشا ابن أخته الأمير حسين ، وأوفد معه مائتين من الجنود، ورقى جميع الجنود الذين فتحوا عدن.

دخول صنعاء

فرغ سنان باشا في هذا الوقت من جنوب اليمن ، فاتجه نحوذمار وأمر بسحب المدافع لحصار صنعاء ، فجهز المطهر نفسه للانسحاب منها ، ونقل ما فيها من الخزائن ، وتقدم سنان باشا نحوصنعاء بعد حتى وعد أهلها بالأمان فاطمأنت قلوبهم واختاروا عدداً منهم للقاءته ، فأكرمهم سنان ودخل صنعاء بعد ذلك إلا أنه لم يستقر فيها بل نهض بجيوشه الجرارة لحرب كوكبان وثلا ؛ لأن سنان باشا رأى أنه لن يتمكن من السيطرة على اليمن بأكمله إلا بالقضاء على مقاومة المطهر وأتباعه ، فأخذ يوالي حشد قواته ، وتبعه في ذلك الوالي العثماني ، ودامت الحرب سجالاً ما يقرب من عامين ، انتهت بموت الإمام الزيدي المطهر في مدينة ثلا سنة 980هـ/ 1573م .

وقد أعطى موت المطهر للعثمانيين مزيداً من السيطرة وبسط النفوذ حتى تمكن الوالي العثماني حسن باشا من الاستيلاء على ثلا ومدع وعفار وذي مرمر والشرفين الأعلى والأسفل وصعدة مركز الإمامة الزيدية ، فقضى بذلك على حركة المقاومة اليمنية فترة من الوقت ، واستطاع حسن باشا حتى يأسر الإمام الحسن بن داود الذي استحوذ على الإمامة بعد وفاة المطهر.

لقد تحولت سياسة الدولة العثمانية بعد معركة ليبانتو979هـ/ 1571م إلى حتى تكون الأولوية للمحافظة على الأماكن المقدسة الإسلامية أولاً ، ثم البحر الأحمر والخليج العربي كحزام أمني حول هذه الأماكن ، وتطلب ذلك منها أسطولاً قادراً على حتى يقاوم البرتغاليين.

استطاعت الدولة العثمانية حتى تبني درعاً قوياً ، حمى الأماكن المقدسة الإسلامية من الهجمات المسيحية ، ومع ذلك الدرع فقد احتفظ السلطان بحرس عثماني خاص في مكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع ، كما أقامت الدولة العثمانية محطات حراسة بجوار آبار المياه على طول الطريق بين مصر وسوريا ومكة المكرمة لحماية القوافل ، كما قررت الدولة حتىقد يكون الوالي في جدة ممثلاً للباب العالي في الحجاز ، وعهد الحجاز في العصر العثماني بثنائية السلطة ، وقررت الدولة حتى تقسم حصيلة الرسوم الجمركية التي تجمع من السفن في ميناء جدة بين الوالي العثماني وشريف مكة المكرمة.

دفاع عن السلطان سليم ووفاته

وصف المستشرق " كارل بروحدثان " السلطان سليم الثاني بأنه اشتهر باسم السكير ، وبارتكابه المعاصي والذنوب والكبائر وبمصاحبته صحبة السوء والفسق والعصيان ، وتأثر بهذه التهم الدكتور عبد العزيز الشناوي ورد الدكتور جمال عبد الهادي على هذه الاتهامات فنطق:

1- شهادة الكافر على المسلم مردودة ، فكيف يسمح الكتاب من أبناء المسلمين لأنفسهم بترديد مثل هذه الشهادات والافتراءات على الحكام المسلمين بدون مرشد ، ألم يتفهموا في مدرسة الإسلام ، نطق تعالى: { لولا إذ سمعتموه افترض المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ( سورة النور، آية:12) ويقول سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا إذا اتىكم فاسق بنبأ فتبينوا (سورة الحجر، آية:ستة ).

2- حتى المستشرقين ومن سار على نهجهم ، دأبوا على تصوير الحكام المسلمين المجاهدين بصورة السكارى الذين لا يتورعون عن ارتكاب المحرمات ، بل دأبوا على النيل من دين الله ، والأنبياء والرسل - عليهم السلام -، فكيف نأخذ عنهم مع فهمنا بأنهم غير أمناء.

ثم ذكر أبرز أعمال السلطان سليم الثاني التي تدل على نفي التهم التي ألصقت به وتقدم بنصيحة إلى أساتذة التاريخ الذين لا يتحرون الصدق والأمانة الفهمية فنطق: " نصيحة إلى أولئك الذين لا يتحرون الحقيقة ، ويرمون الناس في دينهم وخلقهم دون بينة أومرشد ، حتى يتبينوا وليضعوا في الاعتبار حتى القذف جريمة ، وعليه تقام الحدود ، آمل حتى ينتبه أساتذة التاريخ ويتورعوا على إيراد أي شبهة أوتهمة تتصل بأي إنسان دون مرشد أوبينة.. وليضعوا في الاعتبار حتى الله يزن الحسنات ، ويزن السيئات ، ولا يزن السيئات فقط دون الحسنات ، والمؤرخ يجب حتى يستشعر هذا ، ويدرك حتى الحدثة أمانة وهي شهادة أمام الله عز وجل - ومن هنا يلزمه التأكد من الخير قبل حتى يورده في كتابه ).

إن الدارس لتاريخ الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الثاني يدرك مدى القوة والهيمنة التي كانت عليها الدولة " طلب نائب البندقية الصليبية في " استانبول " - في أعقاب معركة ليبانتو، وتحطم الأسطول العثماني لقاءة الصدر الأعظم، " محمد صوقلوباشا " ليسبر غوره ويقف على اتجاهات السياسة العليا للدولة العثمانية تجاه البندقية ، وقد بادره الصدر الأعظم قائلاً: إنك جئت بلا شك تتحسس شجاعتنا وترى أين هي ، ولكن هناك فرق كبير بين خسارتكم وخسارتنا ، إذا استيلاءنا على جزيرة " قبرص " كان بمثابة ذراع قمنا بكسره وبتره ، وبإيقاعكم الهزيمة بأسطولنا لم تعملوا شيئاً أكثر من حلق لحانا ، وإن اللحية لتنموبسرعة وكثافة تفوقان السرعة والكثافة اللتين تنبت بهما في الوجه لأول مرة ".

وقد قرن الصدر الأعظم قوله بالعمل الفوري الجاد ، وإنصافاً للسلطان سليم الثاني فإنه قد أبدى تحمساً شديداً لإعادة بناء الأسطول العثماني ، فقد تبرع بسخاء من ماله الخاص لهذا الغرض ، كما تنازل عن جزء من حدائق القصر السلطاني لتبني فيه أحواض السفن للتعجيل بإنشاء وحدات بحرية جديدة ، واستطاع الأسطول الجديد حتى يعاود جولاته في البحر المتوسط.

إن هذا الموقف يؤكد حتى الإدارة القوية ليست مجرد حماس ، وإنما لابد وأن يقترن ذلك بالعمل الجاد الذي أثمر إعادة بناء الأسطول في فترة وجيزة ، وفي هذا مرشد أيضاً على الرخاء الذي كانت تعيش فيه الأمة، ما فرضت الضرائب ، وما صودرت أموال ، ولا نطقوا موتوا جوعاً لأنه لا صوت يعلوعلى صوت المعركة ، لقد أنفق السلطان سليم من ماله ومال أسرته لأنه تفهم من مدرسة الإسلام ، نطق تعالى: { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ( سورة الأنفال، آية: 60 ).

وفاته

إن مؤرخي الغرب ذكروا حتى سبب وفاة السلطان سليم الثاني الإفراط الشديد في تناول الخمر ، إلا أنّ المؤرخين المسلمين يذكرون حتى سبب وفاته انزلاق قدمه في الحمام فسقط سقطة عظيمة سقم منها أيام ثم توفي عام 982هـ.


المصادر

  • إسلام أون لاين
  • مسقط التاريخ
  • التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 8/125 ،
  • الدولة العثمانية لعلي الصلابي ، ص 443
سليم الثاني
آل عثمان
وُلِد: 28 مايو1524 توفي: 12 ديسمبر 1574
ألقاب ملكية
سبقه
سليمان الأول
سلطان الدولة العثمانية
5 سبتمبر, 1566 - 12 ديسمبر, 1574
تبعه
مراد الثالث
ألقاب إسلامية سنية
سبقه
سليمان الأول
خليفة المسلمين
5 سبتمبر, 1566 - 12 ديسمبر, 1574
تبعه
مراد الثالث


هذه بذرة منطقة عن حياة شخصية بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:21:33
التصنيفات: عثمانيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الجزائر تعيّن سفيرا جديدا في مدريد بعد أشهر من الخلاف مع إسبانيا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-17 00:08:38
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 85%

تصفيات أوروبا 2026: المجر وسلوفاكيا تلحقان بركب المتأهلين

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-17 00:08:39
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 99%

مسؤول أممي : التزام المغرب بالنهوض بحقوق الإنسان “راسخ وثابت”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-16 21:27:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

أوستن يرى من الضروري الحفاظ على قنوات الاتصال مع شويغو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-17 00:08:55
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 88%

حماس تتبنى هجوما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي في الضفة الغربية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-17 00:08:24
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 90%

سرطان الثدي: المرض التابو - في فلك الممنوع

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-17 00:08:33
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 92%

تحميل تطبيق المنصة العربية