كيسانية

الكيسانية فرقة شيعية منقرضة، كان يدعوأتباعها إلى إمامة محمد بن علي بن أبي طالب، المعروف بابن الحنفية بعد مقتل أخيه الحسين. وقد جرت تسميتهم بالكيسانية نسبة إلى كيسان مولى الخليفة علي ابن أبي طالب, حيث يعتقدون أنه اقتبس من علي ومن ابنه محمد الأسرار كلها من فهم الباطن وفهم التأويل وفهم الآفاق والأنفس.

إنّ الكيسانية منسوبة إلى « كيسان » وقد اختلفوا في المسمّى به إلى أقوال فمن قائل : إنّه اسم محمد ابن الحنفية ، إلى آخر : إنّه اسم مولى لعلي ، إلى ثالث : إنّه اسم نفس المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، إلى رابع : إنّه اسم صاحب شرطته المكنى بـ « أبي عمرة » وكان اسمه كيسان (1).

وكانت بدايات هذا الممضى على يد المختار بن أبي عبيد الذي توجه إلى العراق سنة 64 هـ بعد موت يزيد بن معاوية داعيا لمحمد بن الحنفية ومدعيا أنه من نادىته، وأخذ يذكر علوما يزخرفها بأسجاع كسجع الكهان ويعزوها إليه, وقد صحب معه كيسانا وجعله على شرطته. وتتبع قتلة الحسين وقتل من ظفر به. وتعهد الكيسانية أيضا بالمختارية نسبة إلى المختار بن أبي عبيد الثقفي .

نطقت الكيسانية إنّ محمد بن الحنفية ـ رحمه اللّه تعالى ـ هوالمهدي ، وهووصيّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام ليس لأحد من أهل بيته حتى يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولايُشهّر سيفه إلاّ بإذنه ، وإنّما خرج الحسن بن علي عليهما‌السلام إلى معاوية محارباً له بإذن « محمّد » وأودعه وصالحه بإذنه ، وأنّ الحسين إنّما خرج لقتال يزيد بإذنه ، ولوخرجا بغير إذنه هلكا وضلاّ وأنّ من خالف محمد ابن الحنفية كافر مشرك وأنّ محمد استخدم المختار بن أبي عبيدة على العراقيين بعد اغتال الحسين وأمره بالطلب بدم الحسين عليه‌السلام وثأره وقتل قاتليه وطلبهم حيث كانوا ، وسمّاه كيسان لكيسه ولما عهد من قيامه وممضىه فيهم فهم يسمّون (المختارية) ويدعون (الكيسانية) (2)

ويروي الشهرستاني حتى محمد بن الحنيفة تبرأ من المختار حين وصل إلى فهمه أنه ادعى أنه من نادىته. وبعد موت ابن الحنفية نطق أتباع هذا الممضى إذا محمداً بن الحنفية يقيم في جبل رضوى من جبال تهامة بين أسد ونمر يحفظانه، وعنده عينان تجريان بعسل وماء، وأنه يعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلا بعد حتى ملئت جورا. وهذا أول حكم بعودة الإمام بعد غيبته عند الشيعة، وسمّوا بعد ذلك بالكيسانية وأحياناً بالمختارية. وقد كان الشاعر كثير عزة من أتباع هذه الطائفة.