العلاقات الإخوانية الأمريكية، هي العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والحكومة الأمريكية.

التاريخ

حدث التواصل غير الرسمي بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة بصورة متبترة منذ التسعينات من القرن الماضي، ولكن تكرر ذلك بوتيرة أكبر بعد انتخاب أفراد من جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان المصري عام 2005. وبعد ذلك عقد دبلوماسيون ومشرعون أمريكيون اجتماعات عديدة مع قيادات بالجماعة، كان من بينها لقاءات داخل السفارة الأمريكية داخل القاهرة. وبرر مسؤولون أمريكيون اللقاءات بالقول بأنهم كانوا يتحدثون فقط مع أعضاء منتخبين بالسلطة التشريعية المصرية. ويقول روبرت مالي، الذي كان مسؤولا بإدارة بيل كلينتون ويدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة الأزمة الدولية: «لا أعتقد حتى التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين لم يكن بالفكرة السيئة، حيث إنهم فصيل هام داخل مصر. ويحتمل بدرجة كبيرة حتى يلعبوا دورا في أي ترتيبات مستقبلية». وقد ظل محللون ومسؤولون أميركيون يحثون وزارة الخارجية الأميركية على التواصل بدرجة أكبر مع جماعة الإخوان. ويقول إميل نخلة، وهومسؤول سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كان مديرا لبرنامج تحليل الإسلام السياسي بالوكالة: «إذا كنا سنتواصل مع الـ99 في المائة من المسلمين الذين لا يدعمون الإرهاب أوأعمال العنف، فبعد ذلك علينا التواصل مع التنظيمات المحلية، ومن بينها الأحزاب السياسية الإسلامية».

وعلى الرغم من حتى جماعة الإخوان المسلمين تعد أفضل تنظيم معارض منظم ولديها جناح نشط في مجال العمل الخيري يقدم خدمات اجتماعية بمختلف أنحاء البلاد، بحسب ما يقوله نخلة، فإن ذلك لا يعني الحصول على أغلبية من الأصوات في انتخابات نزيهة. وأضاف: «سيمثلون أقلية ولكنها قوية»، متسقطا حتى يحصلوا على دعم ما بين 25 - 30 في المائة من المواطنين المسلمين. يذكر حتى الجماعة تأسست عام 1928 على يد حسن البنا، وهوإمام مصري سعى إلى الإطاحة بالحكم الاستعماري البريطاني، ثم وصلت إلى العشرات من الدول الأخرى. وداخل مصر، ظلت الجماعة محظورة رسميا منذ عقود، وتعرض الكثير من قياداتها للسجن. وحذر مبارك مسؤولين أميركيين على مدار الأعوام من حتى الجماعة ترغب في دولة دينية على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على الرغم من أنه خفف القيود على النشاطات السياسية للجماعة من حين لآخر. ويكتنف الغموض ما يقوله أعضاء في الجماعة بشأن الأهداف السياسية التي يتبنونها. وخلال لقاءة أجريت الأسبوع الحالي مع هيئة الإذاعة البريطانية، نطق كمال الهلباوي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في المنفى داخل بريطانيا، إذا الجماعة ترغب «حرية وشورى ومساواة وحرية جميع شيء».

في عهد السادات

في نوفمبر 2013، أفرجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عن 250 وثيقة سرية في 1400 صفحة تتعلق باتفاقية كامب ديفيد التي شارك فيها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عام 1979 مع قادة مصر وإسرائيل. وكشفت إحدى الوثائق حتى جماعة الإخوان المسلمين تلقت مساعدات خارجية لدعم نفوذها داخل الجيش المصري بهدف إسقاط نظام السادات. ونطقت الوثيقة الصادرة بتاريخ ١ يونيو1976، إذا جماعة الإخوان المسلمين تلقت أموالاً وأسلحة من الجماهيرية الليبية، لأجل هدف محدد على المدى الطويل وهواستغلال أوجه القصور في نظام السادات. وأشارت الوثيقة إلى حتى جماعة الإخوان تستمد قوتها من الاعتماد على عائلات التجار وأصحاب المحال التجارية والفلاحين. وهي تهدف إلى خلق نظام تعبير عن مزيج سياسي إسلامي أصولي في ظل إصلاحات اجتماعية حديثة.

وأعربت المخابرات الأميركية عن قلقها من تعرض الرئيس الراحل أنور السادات للاغتيال، حيث اتى ذلك في وثيقة سرية بتاريخ ١ يونيو١٩٧٦ تتناول وضع الرئيس السادات ومدى سيطرة نظامه على البلاد. ونطقت الوثيقة إذا المخابرات الأميركية ترى أنه لا يوجد أي تهديد للسادات باستثناء احتمالية تعرضه للاغتيال. وتقول الوثيقة: "باستثناء رصاصة من قاتل أوأزمة قلبية، فلا يوجد أي تهديد للسادات". وذكرت الوثيقة التي تم إعدادها في يونيو١٩٧٦، بعض أسماء قيادات سياسية تمثل تهديداً للسادات، من بينهم كمال الدين حسين، وحسين الشافعي، واسم آخر تم حذفه من الوثيقة، حيث قررت المخابرات الأميركية إبقاءه سراً، لكنها وصفته بأنه: "القائد الحالي للجناح السري المسلح التابع لجماعة الإخوان المسلمين".

بعد ثورة 25 يناير

في يوليو2011 صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن رغبة الولايات المتحدة في مواصلة الاتصالات بالإخوان، ورحبت الجماعة من جهتها بهذه التصريحات إلا أنها وضعت شروط لهذا التقارب ونطقت إذا الإخوان «لا يتهافتون لفتح قناة اتصال بأميركا».

ويقول مراقبون إذا التصريحات الأميركية قد تفاقم من مخاوف الليبراليين واليساريين بشأن انفراد «الإخوان» بالسلطة، وهي مخاوف تحاول الجماعة إزالة أسبابها قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في سبتمبر (أيلول) القادم.

وقبل أيام من التصريحات الأميركية قاطعت جماعة الإخوان صحيفة محلية بعد نشرها تفاصيل لقاء جرى في الأيام الأخيرة لحكم مبارك، جمع بين السفيرة الأميركية بالقاهرة، وعضومخط إرشاد الجماعة الدكتور سعد الكتاتني. وحرص «الإخوان» على الإيضاح بقولهم إذا لقاء الكتاتني بالسفارة الأميركية اتى بصفته (الكتاتني) نائبا بالبرلمان، وبفهم النظام السابق، وبحضور رئيس مجلس الشعب (السابق) الدكتور فتحي سرور. وكانت كلينتون قد لمحت في تصريحات صحافية قبل أيام، إلى حتى اتصال الإدارة الأميركية بـ«الإخوان» جزء من سياسة بدأت في 2006، حيث حصلت الجماعة حينها على 88 مقعدا في البرلمان الذي انتخب عام 2005، وهي أكبر نسبة تمثيل حظيت بها قوة معارضة مصرية منذ حتى أعاد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الحياة الحزبية في مصر.

من جهته، حذر الدكتور حملت السعيد، رئيس حزب التجمع اليساري، جماعة الإخوان من الانفتاح على واشنطن، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «في جميع مرة حاول (الإخوان) التحالف مع الطاغوت، تحت دعوى حتى الضرورات تبيح المحظورات، احترقت أصابعهم».

وتابع «(الإخوان) أباحوا لأنفسهم إقامة علاقات مع دول خارجية في لعبة المصالح المشهجرة، وهذا ليس وليد اليوم. الوثائق الألمانية التي عثر عليها الإنجليز بمخط ملحق صحافي ألماني تقول إذا حسن البنا (مؤسس الجماعة في عام 1928) تلقى الأموال المحددة له لنشر نادىية لدول المحور (ألمانيا، وإيطاليا، واليابان) في مصر حتى إذا البنا بشّر حينها باعتناق الدول الثلاث الإسلام».

وأضاف السعيد حتى «الإخوان» تحالفوا مع الملك فاروق وانتهى الأمر بكارثة، ومع النقراشي باشا (مصطفى النقراشي أحد رؤساء الوزراء في مصر قبل ثور 1952)، قبل حتى يأمر بحل الجماعة وهوما أفضى إلى قتله، ثم مع (جمال) عبد الناصر الرئيس المصري الأسبق قبل حتى يشن حملة ضدهم.. هذه المرة الأمر أكثر خطورة لأن التصريحات الأميركية أشارت إلى اتصال الإدارة الأميركية بكوادر الصف الثاني في «الإخوان».

ويضع التقارب المنتظر بين «الإخوان» والإدارة الأميركية التي تحاول إيجاد موطئ قدم في مصر ما بعد نظام مبارك، الجماعة على المحك. ويقول مراقبون إذا علاقة «إخوان مصر» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تعد جزءا من التنظيم الدولي لـ«الإخوان» وتتعامل معها الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي، يفترض أن تكون من أكثر الملفات حساسية، وتساءل المراقبون حول ما يمكن حتى تقدمه الجماعة لتقترب من التعاطي الأميركي مع حركات المقاومة الإسلامية. وأعربت قيادات في حزب «الإخوان» (الحرية والعدالة) عن اعتقادها بأن التصريحات الأميركية الأخيرة (بشأن استئناف الحوار مع «الإخوان») تعني ضمنيا الاتصال بحماس، ونطق الدكتور عصام العريان إذا «جماعة الإخوان كهيئة إسلامية عامة لها مظلة لحركات إسلامية كثيرة منها حماس»، مشيرا إلى حتى أي تواصل مع أميركا يجب حتى يؤسس على مصالح واشنطن وليست المصالح الإسرائيلية.

بعد الانتخابات الرئاسية 2012

انظر أيضاً

• العلاقات الخارجية للإخوان المسلمين

المصادر