تطور الفقه الإسلامي
أطوار الفقه الإسلامي
لم يفارق النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحياة إلا بعد تكامل بناء الشريعة بالنص الصريح على الأساس والكليات فيها ، كما نطق تعالى : "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يهجر لأصحابه فقها مدونا وإنماء هجر جملة من الأصول والقواعد الكلية ومن الأحكام الجزئية والأقضية المبثوثة في القرآن والسنة, وكان هذا يكاد يكفيهم لولم يمتد سلطان الإسلام إلى ما وراء الجزيرة العربية حيث لاقوا أمورا ووقائع وعادات لا عهد لهم بها فاحتاجوا إلى تنظيمها وإقامة القواعد لها وإنزالها المنازل اللائقة بها من أحكام الشريعة ومقاصدها, وتلك الأسس التي احتواها القرآن الكريم كانت أصولا قابلة لأن تتسع مفاهيمها ويتطور فهمها باتساع الدوائر الفكرية وعند الحوادث الكبرى التي اتصل فيها الإسلام بأوضاع وثقافات أخرى وهنا فتح الفهماء المسلمون باب التفكير في المسائل وأخذوا يقننون في ضوء الدين أمور الحياة الفهمية وكان التطور في نظمها نتيجة لعمل الخلفاء والتابعين لهم بحسب ما تستلزمه الحال, وفي البلدان المفتوحة على إثر دخول الأمم أفواجا في الإسلام قامت حاجة كبرى إلى تعليمهم ما يخفى عليهم وضبط الأحكام العملية الشرعية وتنسيقها لتنظيم المعاملة وفهم الحقوق . هكذا تطور الفقه في الأزمنة المتوالية وأخذت الأجيال المتعاقبة في تنميته حتى أصبح بناء ضخما هائلا منظما لكل أنواع المعاملات والعلاقات الإنسانية تنظيما دقيقا, والمتتبع لحركة الفقه الإسلامي يلاحظ أنه مر بمراحل مختلفة من حيث النشأة والنمووالتطور وذلك خلال الأربعة عشر قرنا الماضية من تاريخ هذا الفقه فقد تطورت الكتابة في الفقه في جميع ممضى من عصر الأئمة إلى الشروح ثم المختصرات والمتون ثم الموسوعات الفقهية ، ثم القواعد الفقهية والأشباه والنظائر والفقه المقارن ثم النظريات الفقهية ثم التعريفات والحدود ثم إصدار التشريعات والقوانين . ويمكن تقسيم المراحل التطورية التي مر بها الفقه الإسلامي إلى سبعة أدوار رئيسة هي :
الدور الأول
عصر الرسالة أي مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم, في هذا الدور تكامل بناء الشريعة وكمل الدين .
الدور الثاني
عصر الخلفاء الراشدين وما بعده إلى منتصف القرن الأول الهجري, وهذان الدوران هما الفترة التمهيدية لتدوين الفقه الإسلامي .
الدور الثالث
من منتصف القرن الأول إلى أوائل القرن الثاني حيث استقل فهم الفقه وأصبح اختصاصا ينصرف إليه وتكونت المدارس الفقهية التي سميت فيما بعد بالمذاهب الفقهية ويمكن حتى ينطق إذا هذا الدور هوالفترة التأسيسية لتدوين الفقه .
الدور الرابع
من أوائل القرن الثاني إلى منتصف القرن الرابع حيث تم الفقه ، وتكامل وهذا الدور هودور الكمال لتدوين الفقه الإسلامي .
الدور الخامس
من منتصف القرن الخامس إلى سقوط بغداد في أيدي التتار في منتصف القرن السابع وفي هذا الدور بدأ الفقه في فترة الجمود والتقليد في التآليف في الفقه .
الدور السادس
من منتصف القرن السابع إلى أوائل العصر الحديث ، وهذا الدور هودور الضعف في أساليب التدوين الرقمي .
الدور السابع
من منتصف القرن الثالث عشر الهجري إلى اليوم وفي هذا الدور توسعت الدراسات الفقهية خاصة الدراسات المقارنة وطبقت أمهات خط الفقه.