ميگل سرڤتوس

عودة للموسوعة

ميگل سرڤتوس

Michael Servetus

ميگل سرڤتوس أوميگل سرڤيت (29 سبتمبر 1511 - 27 أكتوبر 1553)، هوعالم لاهوت وفيزيائي وطبيب أسباني، ويعتبر أول أوروبي يكتشف وظيفة الرئتين في الدورة الدموية.

النشأة

ولد ميگل سرڤتوس في ڤيلانويڤا دى سيگنا (وتقع على بعد حوالي ستين ميلاً من سرقسطة) وهوابن موثق عقود من أسرة كريمة. ونشأ في عهد كانت فيه كتابات إرازموس تتمتع بتسامح عابر في أسبانيا. وكان متأثراً إلى حد ما بأدب اليهود والمسلمين، إذ قرأ القرآن وشق طريقه في التأويلات التلمودية وتأثر بنقد الساميين للمسيحية (في صلواتها للثالوث ولمريم وللقديسين) باعتبارها شركاً. وأطلق عليه لوثر لقب "المراكشي".


التحول إلى البروتستانتية

وفي تولوز حيث تفهم القانون، رأى لأول مرة كتاباً مقدساً كاملاً وأقسم ليقرأنه "ألف مرة"، وتأثر تأثراً عميقاً بالرؤى في سفر الرؤيا. وفاز برعاية خوان دي كوينتانا كاهن الاعتراف الخاص لشارل الخامس، وأخذه جوان إلى بولونيا وأوگسبورگ 1530، واكتشف ميكائيل الپروتستانتية وأحبها ، وزار اويكولامباديوس في بازيل ، كما زار كابيتووبوسر في ستراسبورگ. وسرعان ما غدا مهرطقاً في رأيهم، ودعي لكي يرعى في حقول أخرى.

Monument for Michael Servetus, Champel, Switzerland

الثالوث المقدس

ونشر في عامي 1531 و1532 أول وثاني طبعة من مؤلفه De Trinitatis erroribus، وكان فيه خلط كثير وخط بلغة لاتينية غير مصقولة لابد أنها كانت تدفع كالفن إلى الابتسام لواطلع عليها ولكنها كانت عملاً مذهلاً بالنسبة لفتى في العشرين من عمره بسبب ثرائها في سعة الفهم بالكتاب المقدس. وكان يسوع في نظر سرفيتوس رجلاً نفخ فيه الرب، الأب حدثة الله، الحكمة الإلهية، وبهذا المعنى أصبح يسوع ابن الرب ولكنه لم يكن كفواً للأب أوسرمدياً مثله، يستطيع حتى يوصل روح الحكمة نفسها إلى الآخرين من الناس "إن الابن أوفد من الأب بطريقة لا تختلف عن تلك التي أوفد بها واحد من الأنبياء". وهذا قريب جداً من مفهوم محمد عن المسيح. واستطرد سرفيدوس ليستشهد برأي الساميين في القول بالثالوث الأقدس: "وكل مَن يؤمن بثالوث أقدس بروح الله يقول بوجود ثلاثة أرباب". وأضاف قائلاً إنهم ملحدون حقاً باعتبارهم منكرين لوجود إله واحد. وكان هذا تطرفاً شديداً من شاب ، ولكن سرفيتوس حاول حتى يخفف من هرطقته بتأليف مقطوعات مهلهلة النسيج عن المسيح باعتباره نور العالم، ومهما يكن من أمر فإن معظم قرائه شعروا بأنه قد أطفأ النور. وكأنما كان يريد ألا يهجر حجراً دون حتى يقذف به أحداً فتلاقى مع اللامعمدانيين في حتى التعميد يجب ألا تجرى مراسيمه إلا للبالغين. فأنكر عليه ذلك أويكولامباديوس وبوسر، فقلب سرفيتوس مرشد سفر كالفن وفر من سويسرا إلى فرنسا.

محكمة التفتيش

وفي يوم 17 يوليوأصدرت محكمة التفتيش في تولوز أمراً بالقبض عليه. وفكر في السفر إلى أمريكا ولكنه عثر حتى باريس أحسن منها. وهناك تنكر في شخصية ميشيل دي فيلينف (اسم العائلة) ودرس الرياضيات والجغرافيا والفلك والطب وغازل التنجيم. وكان فيزاليوس العظيم زميله في دراسة التشريح وأثنى أساتذتهما عليهما سوياً. وتشاجر مع عميد كلية الطب، ويبدوبوجه عام أنه أساء التصرف بتهوره وانفعاله واعتزازه بنفسه. وتحدى كالفن للدخول معه في مناظرة ولكنه لم يظهر في المكان والزمان المعينين 1534. وغادر سرفيتوس باريس مثل كالڤن في الفترة التي اشتد فيها الغضب على خطاب كوب والإعلانات الكبيرة المهرطقة.

سرفتوس عالما

وفي ليون أشرف على نشر طبعة جديرة بعالم من جغرافية بطليموس ، وانتقل عام 1540 إلى ڤيين (على بعد ستة عشر ميلاً جنوبي ليون) ، وهناك عاش حتى آخر سنة من حياته وهويمارس الطب ويشتغل بالبحث. واختير من بين الكثيرين من الباحثين الذين أتيح للناشرين في ليون التعامل معهم لكي يشرف على نشر ترجمة لاتينية للكتاب المقدس قام بها سانتيس ياجنيني.

وقضى في هذا العمل ثلاث سنوات وآل إلى ست مجلدات. وفي آية عن إشعيا 7 : 14 الذي كان جيروم قد جعلها "عذراء يفترض أن تحمل"، شرح سرفيتوس حتى الحدثة العبرية لا تعني عذراء بل امرأة شابة، ورأى أنها لا تشير إشارة تنبئية إلى مريم بل إلى زوجة حزقيال، وأوضح بنفس الروح حتى بعض الفقرات الأخرى في العهد القديم التي تبدوتنبئية تشير فقط إلى شخصيات أوحوادث معاصرة. وقد ثبت حتى هذا محير للبروتستانت والكاثوليك على السواء.

إكتشاف الدورة الدموية الرئوية

ولا ندري متى اكتشف سرفيتوس الدورة الدموية الرئوية - مرور الدم من الغرفة اليمنى للقلب على طول الشريان الرئوي إلى الرئتين وتدفقه خلالهما وتنقيته هناك بالتعريض للهواء، وعودته في الوريد الرئوي إلى الغرفة اليسرى من القلب، وبقدر ما معروف الآن فإنه لم ينشر اكتشافه حتى عام 1553 عندما أدرجه في مؤلفه الأخير "إعادة المسيحية".

وقد اتى بالنظرية في رسالة لاهوتية لأنه افترض حتى الدم بمثابة الروح الجوهرية في الإنسان، ومن ثم يعد - من الممكن أكثر من القلب أوالمخ - المقر الحقيقي للروح.


سرفتوس والعودة للدين

وإذا أرجأنا فترة النظر في معضلة أسبقية سرفيتوس في هذا الاكتشاف فحسبنا حتى نلاحظ أنه من الواضح أنه أكمل رسالته "إعادة المسيحية" في سنة 1546 لأنه أوفد في ذلك العام المخطوطة إلى كالفن.

وكان العنوان نفسه تحدياً للرجل الذي خط شريعة الدين المسيحي، بيد حتى الكتاب إلى جانب ذلك رفض الفكرة القائلة بأن الله قدر على أرواح حتى تعذب في نار جهنم بغض النظر عن حسناته أوسيئاتها، باعتبار حتى هذه الفكرة كفر وتجديف.

ونطق سرفيتوس إذا الله لا يحكم على أحد لا يدين نفسه. ولا بأس بالإيمان ولكن المحبة خير وأبقى، لأن الله نفسه محبة، وظن كالفن أنه يكفيه لكي يدحض هذا كله حتى يرسل إلى سرفيتوس نسخة من كتاب "القوانين"، فأعاده سرفيتوس إليه مع تعليقات مهينة ، وأعقب ذلك بإرسال سلسلة من الخطابات تحفل عباراتها بالإطراء الشديد إلى حد حتى كالفن خط إلى فاريل (13 فبراير سنة 1546): "لقد أوفد إلى سرفيتوس مجلداً مطولاً بأقواله الهارفة. وإذا وافقت فلن يتردد في الحضور هنا، ولكني لن أعطيه حدثة مني لأنه إذا اتى فإني لن أطيق حتى أهجره يخرج حياً إذا كان هذا في سلطتي" ، وغضب سرڤيتوس لرفض كالفن استمرار المراسلة بينهما فخط إلى آبيل بوبان، وهوأحد قساوسة جنيف يقول:

"إن إنجيلكم بدون رب وبدون إيمان حق وبدون أعمال صالحات. فبدلاً من الرب عبدتم سربيروس ذا الرؤوس الثلاثة (الثالوث المقدس) وبدل الإيمان اتخذتم حلماً حتمياً... والإنسان عندكم بدن هامد والرب خيال للإرادة المستعبدة... إنكم تغلقون أبواب مملكة السماء في وجوه الناس... الويل! الويل! الويل! هذا هوثالث خطاب أخطه لكم لأحذركم علكم تعهدون أحسن من هذا. ولن أحذركم مرة أخرى ففي معركة ميكائيل هذه أفهم أني يفترض أن أموت لا محالة... بيد أني لن أتردد... حتى المسيح آت ولا ريب. ولن يتمهل".

ومن الواضح حتى سرفيتوس كان أشد خبلاً من المتوسط في عصره. فقد أعرب حتى نهاية العالم قد أوشكت وأن ميكائيل رئيس الملائكة يفترض أن يشن حرباً مقدسة ضد المناهضين للمسيحية من البابويين وأهالي جنيف على السواء، وأنه وقد سمي باسم رئيس الملائكة يفترض أن يقاتل ويموت في تلك الحرب(62). وكان كتاب "الإعادة Restitutio" دعوة إلى تلك الحرب. فلا عجب إذا كان قد عثر صعوبة في العثور على ناشر يقبله إذ أجفل منه الناشرون في بازيل، وأخيراً (3 يناير عام 1553) طبعه بالتازار أورنويبه وجيوم وجيروه في الخفاء بمدينة فيين. ولم تذكر أسماؤهم ولا مكان النشر وسقط المؤلف باسم م. س. ف. ودفع جميع النفقات وصحح بنفسه التجارب ثم أتلف المخطوط. ووصل المجلد إلى 734 صفحة لأنه تضمن شكلاً منقحاً من كتاب "Detrinitatis erroribus" ورسائل سرفيتوس الثلاثين إلى كالفن، وأوفد إلى بائع خط في جنيف جانب من الألف نسخة المطبوعة. وهناك سقطت نشرة في يدي جيوم ترى وهوصديق لكالفن. وقد أوضحت الخطابات الثلاثون بجلاء لكالفن حتى م. س. ف. هي الحروف الأولى من اسم ميكائيل سرفيتوس الفيلانوفي. وخط ترى في يوم 26 فبراير عام 1553 إلى ابن عم كاثوليكي في ليون يدعى أنطوان ارني أعرب له فيها عن دهشته من حتى الكاردينال فرانسودي تورنون قد جاز بنشر كتاب مثل هذا في دائرة أسقفيته. كيف من الممكن أن عهد ترى مكان النشر،يا ترى؟ لقد عهد كالفن حتى سرفيتوس كان يعيش في ليون أوفيين. وعرض آرني الأمر على ماتياس أورى عضومحكمة التفتيش في ليون فأبلك أورى بذلك الكاردينال، فأصدر أمراً إلى موجيرون نائب محافظ فيين للبحث والاستقصاء. وفي يوم 16 مارس استدعى سرڤيتوس إلى بيت موجيرون.

وقبل حتى يخضع للأمر أتلف جميع الأوراق التي تثبت ذنبه. وأنكر أنه ألف الكتاب. فأوفد أرني إلى ترى يطلب منه تقديم مرشد آخر على حتى سرفيتوس هومؤلف الكتاب. وحصل ترى من كالفن على بعض الخطابات التي أوفدها له سرفيتوس. وبعث بها إلى ليون. وتبين إنها تطابق عدداً من الخطابات المنشورة في الكتاب. وقبض على سرفيتوس في اليوم الرابع من أبريل، وفر بعد ثلاثة أيام بالقفز فوق سور حديقة. وفي يوم 17 يونيه أدانته المحكمة المدنية في فيين وحكمت عليه بأن يحرق حياً على نار بطيئة إذا علا عليه. وأخذ سرفيتوس يضرب على غير هدى في أنحاء فرنسا لمدة ثلاثة شهور وقرر حتى يلجأ إلى نابولي وأن يمضى عن طريق جنيف، وظل في جينيف شهراً لأسباب غير معروف متخذ اسماً مستعاراً، وفي غضون ذلك أعد ترتيباته للانتنطق إلى زيورخ، وفي اليوم الثالث عشر من أغسطس جاء الصلاة بالكنيسة، ولعله عمل هذا لكي يتجنب استقصاء السلطات عنه. وهناك عهد وأبلغ ذلك إلى كالفن فأمر بالقبض عليه. وشرح كالفن هذا العمل في خطاب (9 سبتمبر عام 1553)، نطق: "إذا كان البابويون قساة غلاظ الأكباد ويظهرون منتهى العنف دفاعاً عن خزعبلاتهم إلى حد أنهم يثورون غضباً وتقسوقلوبهم فيسفكون الدم البريء ألا يخجل الحكام المسيحيون من أنفسهم عندما يبدون أمام الناس أقل غيرة في الدفاع عن الحق الذي لا ريب فيه؟" وتأثر المجلس الصغير بزعامة كالفن وفاقه في القسوة والفظاظة، ولما كان سرفيتوس مجرد عابر سبيل ولم يكن مواطناً يخضع لقوانين مدينة جنيف فإن المجلس من الناحية القانونية كان لا يستطيع حتى يعمل شيئاً أكثر من نفيه خارج المدينة.

المحاكمة

واعتقل سرفتوس في قصر سابق لأحد الأساقفة تحول الآن إلى سجن. ولم يعذب إلا بالقمل الذي أغار على زنزانته. وسمح له بورق وحبر وبأي خط يعن له شراؤها ، وأعاره كالفن بضعة مجلدات بقلم الآباء الأوائل. وأديرت المحاكمة بعناية واستمرت ما ينوف على شهرين.

ودبج كالفن قرار الاتهام في ثمان وثلاثين مادة عدمها بفقرات استشهد بها من كتابات سرفيتوس. ومن بين التهم أنه قبل وصف سترابولليهودية بأنها بلد مجدب بينما وصفها الكتاب المقدس بأنها أرض يتدفق فيها اللبن والعسل. وكانت الاتهامات الرئيسية الموجهة إلى سرڤيتوس هي أنه رفض التسليم بالثالوث وتعميد الأطفال، كما اتهم أيضاً بأنه "طعن في إنسان السيد كالفن العقائد التي فرضها إنجيل كنيسة جنيف" ، وفي يومي 17 و21 من أغسطس ظهر كالڤن بشخصه في قاعة المحكمة ليوجه له الاتهام.

ودافع سرڤيتوس عن آرائه بشجاعة، ومنها القول بممضى وحدة الوجود. وقام تعاون غير مألوف بين العقائد المعادية فطلب المجلس البروتستانتي في جنيف من القضاة الكاثوليك في فيين إبداء آرائهم في فقرات خاصة من الاتهامات التي وجهت هناك ضد سرفيتوس. ومن بين التهم الجديدة الفجور الجنسي ، فرد سرفيتوس بأن الفتق قد حوله منذ زمن بعيد إلى عنين ومنعه من الزواج.

واتهم علاوة على هذا بأنه كان قد جاء القداس في ڤيين، فدافع عن نفسه وبرر أنه إنما أقدم على هذا خوفاً على حياته. وتحدى حتى تكون لمحكمة مدنية ولاية في الفصل في قضايا الهرطقة، وأكد للمحكمة أنه لم يقم بإثارة شغب ولم يخالف قوانين مدينة جنيف وطالب بتعيين محام له يلم بهذه القوانين خيراً منه، وذلك ليعاونه في الدفاع عن نفسه، ورفضت جميع هذه الحجج وأوفدت محكمة التفتيش الفرنسية وكيلاً عنها إلى مدينة جنيف للمطالبة بإعادة سرفيتوس إلى فرنسا لتطبيق الحكم الذي صدر ضده. فتوسل سرفيتوس للمجلس والدموع تسيل من مآقيه حتى يرفض هذا الطلب، فاستجاب له المجلس، ولكن لعل الطلب قد حفز المجلس على ألاقد يكون أقل قسوة من محكمة التفتيش.

وفي اليوم الأول من سبتمبر جاز لعدوين من أعداء كالفن - هما آمي بيران وفيلبرت برتلييه - بأن ينضما إلى القضاة الذين يتولون المحاكمة، فشغلا كالفن بمجادلات، لا طائل تحتها، ولكنهما أقنعا المجلس باستشارة الكنائس الأخرى في سويسرة البروتستانتية عن كيفية معاملة سرفيتوس، وفي اليوم الثاني من سبتمبر قابلت زعامة كالفن في المدينة تحدياً في المجلس على يد الوطنيين المتحررين، فقابل العاصفة حتى مرت بسلام، ولعل رغبة المعارضة الواضحة في إنقاذ سرفيتوس قد شددت من عزيمة كالفن على حتى يلاحق الهرطيق حتى ينفذ فيه حكم الإعدام. ومهما يكن من أمر فإنه يجدر بنا حتى ننوه بأن المدعي الرئيسي في المحاكمة كان كلود ريگوRigot وهومن المتحررين.

وفي اليوم الثالث من سبتمبر قدم سرفيتوس للمجلس رداً مكتوباً على الاتهامات الثمانية والثلاثين التي وجهها له كالفن. ودحض جميع اتهام بحجة ذكية وبفقرات استشهد بها من الكتاب المقدس أوأقوال رددها آباء الكنيسة. وتساءل عن حق كالفن في التدخل في المحاكمة ووصفه بأنه من مريدي سيمون ماجوس وهومجرم وسفاك للدماء. فرد عليه كالفن في ثلاثة وعشرين صفحة، عرضت على سرفيتوس، الذي أعادها بدوره إلى المجلس بتعليقات هامشية "كذاب" و"دجال" و"منافق" و"تعس شقي"، ولعل ما عاناه سرفيتوس من نصب في السجن خلال شهر وما لاقاه من تعذيب عقلي قد حطم ضبط النفس. وتقارير كالفن ذاتها عن المحاكمة دبجت بأسلوب العصر، فنراه يخط عن سرفيتوس فيقول: "مسح الكلب القذر أنفه" و"السافل الغادر" يلوث جميع صفحة و"تخريفات منافية للتقوى". والتمس سرفيتوس من المجلس حتى يتهم كالفن بأنه "يقمع حقيقة يسوع المسيح" وأن "يمحوه من الوجود" ويصادر أمواله، وذلك لتعويض سرفيتوس بهذه الإجراءات عن الإضرار التي لحقت به من جراء أعمال كالفن. ولم يقابل الاقتراح بالترحيب.

وفي اليوم الثامن عشر من أكتوبر وردت الردود من الكنائس السويسرية التي طلب منها إبداء المشورة، فرأت كلها إدانة سرفيتوس، ولم يطلب واحد منها إعدامه. وبذل بيران آخر مجهود لإنقاذه في اليوم الخامس والعشرين من أكتوبر بالمطالبة بإعادة المحاكمة أمام مجلس المائتين ولكنه غلب على أمره. وفي اليوم السادس والعشرين أصدر المجلس الصغير حكماً بالإعدام بإجماع الآراء، واستند في الحكم على دليلين يثبتان الهرطقة - ممضى التوحيد ورفض التسليم بتعميد الأطفال. ويقول كالفن، إذا سرفيتوس عندما سمع النطق بالحكم "أنّ وتأوه كرجل فقد رشده و... دق صدره وزمجر قائلاً بالإسبانية Miserivordia! Misericordia!، وطلب حتى يسمح له بالحديث مع كالفن وتوسل إليه طالباً الرحمة، بيد حتى كالفن لم يعرض عليه أكثر من إجراءات المواساة الأخيرة للدين الحق إذا سحب هرطقاته، ولم يرض سرفيتوس، وطلب حتى تبتر رأسه ولا يحرق، وكان كالفن يميل إلى دعم هذا الطلب ولكن فاريل الطاعن في السن، الذي يقترب من حافة القبر زجره لما بدا منه من تسامح، وصوت المجلس على حتى يحرق سرفيتوس حياً.

ونفذ الحكم في صباح اليوم التالي يوم 27 أكتوبر عام 1553 على تل تشامبل الذي يقع مباشرة جنوبي مدينة جنيف. وفي الطريق ألح فاريل على سرفيتوس حتى ينال رحمة الله بالاعتراف بجريمة الهرطقة، فأجابه الرجل المحكوم عليه، طبقاً لما رواه فاريل: "أنا لست مذنباً ولم أكن أستحق الموت، وابتهل إلى الله حتى يغفر لمن اتهموه". وأوثق إلى سارية بسلاسل حديدية وربط إلى جانبه كتابه الأخير. وعندما بلغت ألسنة اللهب وجهه صرخ من الألم. ومات بعد حرقه بنصف ساعة.


قراءات إضافية

  • Jean Calvin, (Defense of Orthodox Faith against the Prodigious Errors of the Spaniard Michael Servetus…), Geneva, 1554.
  • Hunted Heretic: The Life and Death of Michael Servetus 1511–1553 by Roland H. Bainton. Revised Edition edited by Peter Hughes with an introduction by Ángel Alcalá. Blackstone Editions. ISBN 0-9725017-3-8.
  • Out of the Flames: The Remarkable Story of a Fearless Scholar, a Fatal Heresy, and One of the Rarest Books in the World by Lawrence Goldstone and Nancy Goldstone. ISBN 0-7679-0837-6.
  • by Marian Hillar, 2003. ISBN 0761824006.
  • by Marian Hillar, 1997. ISBN 0773485724.
  • The Heretics: Heresy Through the Ages by Walter Nigg. Alfred A. Knopf, Inc., 1962. (Republished by Dorset Press, 1990. ISBN 0-88029-455-8)
  • The History and Character of Calvinism by John T. McNeill, New York: Oxford University Press, 1954. ISBN 0-19-500743-3.
  • Bonnet, Jules (1820–1892) , Carlisle, Penn: The Banner of Truth Trust, 1980. ISBN 0-85151-323-9.
  • Find in a Library with WorldCat. Contains seventy letters of Calvin, several of which discuss his plans for, and dealings with, Servetus. Also includes his final discourses and his last will and testament (April 25, 1564).
  • Jules Bonnet, Letters of John Calvin, 2 vols., 1855, 1857, Edinburgh, Thomas Constable and Co.: Little, Brown, and Co., Boston—The Internet Archive
  • by William Simpson, San Francisco: E.D. Beattle, 1900. Excerpts from letters of Servetus, written from his prison cell in Geneva (1553), pp. 30–31. Google Books.
  • A complete translation of Christianismi Restitutio into English (the first ever) by Christopher Hoffman and Marian Hillar was published on April 30, 2007.[1] [2]

انظر أيضا

  • جون كالڤن
  • الإخوان الپولنديون
  • Piotr z Goniądza

وصلات خارجية

  • Michael Servetus House and Interpretation Center - Virtual Tour
  • Michael Servetus Institute
  • Servetus International Society
  • Michael Servetus , from the Dictionary of Unitarian and Universalist Biography
  • Reformed Apologetic for Calvin's actions against Servetus
  • Three Christianities: Calvin, Servetus, Swedenborg
  • Hanover text on the complaints against Servetus
  • Information on Calvin in Geneva which mentions Servetus
  • PDF from a source relatively positive on Calvin
  • SERVETUS: HIS LIFE. OPINIONS, TRIAL, AND EXECUTION.[3]Philip Schaff. History of the Christian Church, Vol. 8, chapter 16.
  • Thomas Jefferson: letter to William Short, April 13, 1820 - mention of Calvin and Servetus.
  • Michael Servetus Park, Huesca (Spain)
  • Hospital Miguel Servet, Zaragoza (Spain)
  • , published by Edwin Mellen, April 2007
  • . Comments and quotes.

المصادر

  1. ^ Calvin's Opere in the Corpus Reformatorum, vol. viii, 453-644.
  2. ^ Ursus Books and Prints. Catalogue of Scarce Books, Americana, Etc. Bangs & Co, p. 41.

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:29:40
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Persondata templates without name parameter, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1511, وفيات 1553, أشخاص من مونگروس, شهداء مسيحيون في القرن 16, ضحايا محاكم التفتيش, مناهضو التثليث, فيزيائيون أسبان, موحدون أسبان, تاريخ الطب, تاريخ التشريح, أشخاص أعدموا لبدعة, أشخاص أعدموا حرقاً, علماء قتلوا, اسبان القرن 16, اسبان معدمون, كتاب اللغة اللاتينية في القرن 16

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قتلى ومصابون فى إطلاق نار بولاية أمريكية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:21:29
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

أمريكا تجدد دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:23:31
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 72%

طلاب الصف الثانى الإعدادى بالجيزة يؤدون اليوم امتحان اللغة العربية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:22:12
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 40%

تولوز يعلن استبعاد الدولي المغربي زكريا أبو خلال

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:23:33
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 78%

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16-5-2023 فى الدوري الممتاز

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:22:13
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 49%

"قفل الدردشة".. ميزة جديدة للخصوصية في واتساب

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:25:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

التموين: نتوقع انخفاض أسعار الذهب مرة أخرى مع زيادة المعروض

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:22:24
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 46%

"الكتاب لغاية الباب".. مكتبة فى أسيوط أسسها شاب للتشجيع على القراءة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:22:15
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 44%

أشياء يجب أن نفعلها لنكون مستمعين جيدين.. ما هي؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:25:17
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

الكاتب سيد الوكيل ضيف "حديث الأربعاء" في احتفالية بمجمل أعماله

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:21:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

"معلومة تهمك".. كل ما تريد معرفته عن جريمة الإضرار بالقيم الأسرية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:22:21
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 35%

الصحة تكشف الخدمات المقدمة بالوحدات الصحية للفئة فوق سن 65 سنة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:22:18
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 39%

500 طالب يزورون معرض "إنترنت الأشياء " بتعليم الأحساء

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:25:11
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

كولر يرفض التهاون فى مباراة الأهلى والترجى التونسى بدوري الأبطال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:22:17
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 44%

تعزيز التنمية البشرية والاقتصادية.. الجهود الراسخة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 06:25:21
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

محامي ترامب السابق يواجه دعوى قضائية بتهمة الاعتداء الجنسي

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-16 09:16:19
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 99%

تحميل تطبيق المنصة العربية