تاريخ تركستان

عودة للموسوعة

تاريخ هجرستان


هجرستان الشرقية

تاريخ دخول هجرستان في الاسلام

تضرب جذور الاسلام عميقة في بلاد الهجرستان فهي بلاد اسلامية منذ الفتح العربي لها على ايدي القادة العظام أمثال قتيبة بن مسلم الباهلي 88-96 هجرية الذي ما حتى فرغ من توطيد اركان الاسلام في الهجرستان الغربية حتى بادر الى هجرستان الشرقية وفتح بعض اجزائها ومن بعده بدأت ثمار الاتصال الحضاري بين الاسلام والحضارات الاخرى الموجودة بالمنطقة وكان حتى تحول الهجرستانيون الى الاسلام تحت قيادة زعيمهم ستوق بغراخان خاقان الامبراطورية القراخانية عام 323 هــ 943 م وكان اسلام هذا الزعيم الكبير نتيجة للجهود الدعوية الخيرة وقد اسلم معه أكثر من مائتي الف خيمة (عائلة) أي ما يقارب مليون نسمة تقريبا وقد ضربت النقود باسم هارون بوغراخان حفيد ستوق بغراخان. ووسع رقعة مملكته، فضمت أجزاء من هجرستان الغربية كما أرتقت البلاد في عهده في النواحي الحضارية المتنوعة وخطت اللغة الهجرستانية باللهجة الايغورية لأول مرة بالحرف العربي وكانت أوقاف المدارس تشكل خمس الارض الزراعية وقد تلقب هارون بن موسى هذا بلقب شهاب الدولة وظهير الدعوة ونقش هذا اللقب على النقود التي سكت في عهده سنة 332 هـ 992 م ولعب القراخانيون المسلمون هؤلاء دورا هاما في نشر الاسلام بين القبائل غير المسلمة ففي سنة 435 هـ 1043 م استطاعوا استمالة اكثر من عشرة الاف خيمة من خيام القرغيز الى الاسلام واظهروا الخضوع للخليفة العباسي وضربوا العملة باسم الخليفة القادر ودعوا له على منابر بلادهم وعهدت قبائل القرلوق وهم قبائل هجرمانية بانهم كانوا من اوائل القبائل الهجرستانية الشرقية في الدخول الى الاسلام ومن بعدهم عهدت القبائل التغزغز والغز السلاجقة والعثمانيون بوقوفهم القوي مع الاسلام وكانت فتوحاتهم الواسعة في الاراضي التابعة للدولة الرومانية هي التي اعادت تشكيل اجزاء واسعة من خريطة الشرق الاوسط وهجريا الحديثة فيما بعد في التاريخ الوسيط ومع ذلك فقد كانت اجزاء أخرى من البلاد لا تزال في الوثنية تحارب الدعوة الاسلامية وتناصبها العداء بدعم من الصينيين ومن اشهر تلك القبائل الكورخانيون (الدولة الكورخانية) ويسمون ايضا الخطل أوالقراخطائيون وكان من ابرز زعماء المسلمين الذين تصدوا لهذه القبائل الهجرية غير المسلمة السلطان علاء الدين محمد الخوارزمي الذي انتصر عليهم في بعض المعارك ومن اشهر المعارك الفاصلة بين الاتراك المسلمين وغيرا لمسلمين "مسقطة طراز" وهي المدينة التي انتصر على ابوابها القائد المسلم زياد بن صالح 134 هـ 751 م وساندت الامبراطورية الصينية الاتراك غير المسلمين بجحافل من القوات الصينية غير حتى هزيمتهم وقتل اكثر من خمسين الف صيني واسر اكثر من عشرين الفا منهم انهى التدخل الصيني نهائيا بين الاتراك.

لقد كان للسامانيين الذين قد حكموا منطقة اسيا الوسطى وايران وشمال افغانستان دور كبير في تثبيت نادىئم الاسلام في الهجرستان الشرقية وكما يقول الدكتور حسن احمد محمود في كتابه الاسلام في اسيا الوسطى " والدور الخالد الذي قام به السامانيون ليس هوالجهاد فحسب وانما كسبهم عالم الاتراك الشرقيين للحضارة الاسلامية ، لقد كان السامانيون يطبقون سياسة الجهاد بالسيف من ناحية (لاخضاع القوة المعادية( والتبشير السلمي من ناحية اخرى " فقد نشطت مدارس وجامعات بخارى وسمرقند وفرغانة في دعم العمل الدعوي بالفهماء المتفرغين للدعوة الى الاسلام وذلك في اوج نشاطها في القرن الرابع الهجري الذي كان بحق عصر الدعوة الاسلامية المضىي بين الاتراك الشرقيين وكان لحرص الخلفاء الراشدون والخلفاء من بعدهم وخصوصا في الدولة العباسية على اشراك اهل البلاد المفتوحة في ادارة شئون بلادهم وتأكيد وجوب معاملتهم معاملة عادلة أدى الى دخول تلك الامم في الاسلام افواجا في الاسلام وانخرط ابنائهم في شتى مجالات الحياة الفاعلة فكان منهم الجنود وكبار القادة والحكام العظام ولم ينصرم عهد الصحابة رضوان الله عليهم إلاّ وكان الموالي هم اساتذة الفهم والدين يتصدرون مجالس الافتاء والدرس والقضاء فكان نصيب الاتراك الغربيين خاصة والاتراك الشرقيين ايضا نصيب كبير من ذلك الفضل العظيم فظهر منهم مشاهير الفهم النبوي الشريف وعلوم الحضارة الاسلامية المتنوعة امثال البخاري ومسلم والترمذي والبيهقي والفارابي وابن سينا ومحمد بن موسى الخوارزمي وأبوالريحان البيروني والزمخشري وأبوالليث السمرقندي وأبومنصور الماتريدي ومحمد بن الحسين الفارقي المشهور بابن نباتة والامام الداعية أحمد اليسوي والامام الزاهد المحدث عبد الله بن مبارك ومواطنه الفضيل بن عياض والامام المحدث سفيان الثوري واخرين لاحصر لهم خدموا الحضارة الاسلامية واصبحوا من اعلامها الكبار.

يقول الدكتور محمد علي البار في كتابه " الهجرستان مساهمات وكفاح " بدأ العنصر الهجري يظهر منذ تولي الخليفة العباسي المعتصم سدة الخلافة حيث كانت امه هجرية تدعى ماردة ولا شك حتى الاتراك الذين كانوا يجلبون من أجل البيع في اسواق بغداد اوالقاهرة اودمشق لمقد يكونوا من الهجرستان الغربية التي اسلمت منذ فترة طويلة بل كانوا يجلبون من الهجرستان الشرقية التي لم تسلم بعد في ذلك الحين لأن الاسلام يحرم تحريما تاما استرقاق المسلم ولايجوز الرق إلاّ في الحرب مع الكفار. وتوسع المعتصم في جعل حرسه وجيشه من الاتراك الشرقيين والذين كان يجلبهم له التجار من الهجرستان الشرقية ومن القبجاق (قازاقستان حاليا ) وقد ظهر في العصر العباسي الثاني مجموعة الدول الاسلامية المستقلة التي لم تكن تدين لبغداد عاصمة الخلافة بغير الولاء الاسمي والنادىء للخليفة على المنابر وارسال بعض الجبايات والاموال وكان للاتراك الشرقيين في هذه الدول دور وأي دور فقد كانت الدول التالية وجلها من العنصر الهجري الاتي من الهجرستان الشرقية وهي 1- الدولة الغزنوية 2- الدولة الطولونية ثلاثة - الدولة الاخشيدية أربعة - الدولة السلجوقية الكبرى والسلاجقة العظام ثم السلاجقة في الامصار المتنوعة والاتابكيات خمسة - الدولة الخوارزمية. وقد تبع هذا العهد دول كثيرة لعب فيها العنصر الهجري القادم من الهجرستان الشرقية وبلاد القبجاق دورا بارزا وذلك في العهد المملوكي حيث كان كثير من حكام المماليك من تلك المناطق ثم ظهرت دولة تيمورلنك من قبائل البرلاس الهجرية واقام امبراطورية باذخة امتدت من الصين الى روسيا وخضعت له معظم بلاد العالم القديم المعروف انذاك ثم تولى ابناؤه من بعده واقاموا دولا باذخة في أفغانستان والهند وقد عهدت الدولة التيمورية في الهند باسم الدولة المغولية وبقيت هذه الدولة حتى القرن التاسع عشر الميلادي وفي نفس الفترة ظهرت الدولة العثمانية وكانت اطول عمرا واعظم تأثيرا من جميع الدول السابقة ويرجع ال عثمان الى الاتراك الشرقيين وقد استطاعوا ان يوسعوا رقعة الاسلام في اوروبا كما استطاعوا ان يحموا الاقطار الاسلامية الاخرى من الغزوالصليبي والاستعمار الاوربي لفترة طويلة من الزمان.

إلى غير ذلك فخلال العشرة قرون التي تلت ظهور العنصر الهجري في التاريخ الاسلامي كان الاتراك الشرقيون القادمين من ارض توران وبالذات مما يعهد الان بالهجرستان الشرقية هوالعنصر المسيطر الذي انقذ الامة الاسلامية من الانهيار واوقف الزحف الصليبي واستطاع ان يمتزج بالعنصر المغولي الذي يمت له بنسب قوي وانقد يكون بذلك من اعظم الشعوب الاسلامية دفاعا عن الحضارة الاسلامية وتمسكا بصفاء العقيدة الاسلامية ومحافظا على التراث الاسلامي وهم الان في محنة عظيمة استهدفت وجودهم ودينهم واقتصادياتهم وكيانهم ألا وهي، محنة الاستعمار الصيني الخبيث لبلاد الهجرستان الشرقية كلها وتطبيق سياسات تستهدف احلال الصينيين محل اهل البلاد الاصليين بالتهجير الاجباري للفلاحين وكافة فئات الشعب الصيني بالترغيب والترهيب للاقامة في الهجرستان الشرقية وتحقيق اغلبية سكانية ساحقة تضيع على اهل البلاد حقوقهم فيها بعد حتى يصبحوا أقلية صغيرة لا تملك من امرها شيئا.

المصادر

  • مجلة شعب الأويغور
  • صوت الأويغور الحزين


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:39:36
التصنيفات: تركستان الشرقية, تاريخ آسيا الوسطى, تاريخ آسيا, تاريخ الصين

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البيجيدي يرفض توصيات مجلس حقوق الإنسان لتعديل “مدونة الأسرة”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:00
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 80%

«فيفا» يزف بشرى سارة لقائد المنتخب المغربي عقب مباراة بلجيكا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

مجلس الشيوخ يوافق على قانون التصالح فى مخالفات البناء من حيث المبدأ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:43
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

رئيس جامعة عين شمس يكرم الطلاب الفائزين في مسابقة ندوة مصر الرقمية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:46
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

الأسود يبهرون العالم | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

الشوط الأول.. صربيا يقلب الطاولة على الكاميرون ويتقدم بثنائية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:41
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 59%

وزير القوى العاملة: حقوق العمالة المصرية بالسعودية مصانة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:47
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم في محلات الصاغة - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-28 12:20:12
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية