أيوبيون

عودة للموسوعة

أيوبيون

Ayyubid dynasty

أیوبیان
الأيوبيون
1171–1341
الفهم
أقصى اتساع للدولة الأيوبية في عهد صلاح الدين الأيوبي في 1188
المكانة إمبراطورية
العاصمة القاهرة (1174- 1250)
اللغات الشائعة العربية (رسميا)
الدين الإسلام السني
الحكومة سلطنة (اتحاد إمارات)
سلطان  
• 1174-1193
صلاح الدين الأيوبي (الأول)
• 1331-13411
الفاضل (الأخير)
التاريخ  
• تأسست
1171
• انحلت
1341
Area
1190 est. 3,750,000 kم2 (1,450,000 ميل2)
التعداد
• قرن 12
7,200,000 (estimate)2
Currency دينار
Preceded by
Succeeded by
الخلافة الفاطمية
Zengid dynasty
سلطنة المماليك (القاهة)
Today part of  مصر
 العراق
 إسرائيل
 الأردن
 لبنان
 ليبيا
 فلسطين
 السعودية
 السودان
 سوريا
 تونس
 هجريا
 اليمن
1A branch of the Ayyubid dynasty ruled Hisn Kayfa until the early 16th century.
2 The total population of the Ayyubid territories is unknown. This population figure only includes Egypt, Syria, northern Iraq, Palestine, and Transjordan. Other Ayyubid territories, including Yemen, the Hejaz, Nubia, and eastern Libya are not included.
جزء من عن

التاريخ القديم
ما قبل الأسرات
عصر نشأة الأسرات
عصر الأسر المبكرة
الدولة القديمة
الفترة الإنتنطقية الأولى
الدولة الوسطى
الفترة الإنتنطقية الثانية
الدولة الحديثة
الفترة الإنتنطقية الثالثة
مصر الفارسية
العصر المتأخر
الفترة الفارسية الثانية
مصر الإغريقية والرومانية
الإسكندر الأكبر
مصر البطلمية
مصر البيزنطية والرومانية
مصر المسيحية
مصر البيزنطية
الاحتلال الفارسي
مصر الإسلامية
مصر الطولونية
مصر الفاطمية
مصر الأيوبية
مصر المملوكية
مصر العثمانية
مصر الحديثة
الحملة الفرنسية
أسرة محمد علي
خديوية مصر
سلطنة مصر
المملكة المصرية
الجمهورية
ثورة 25 يناير
بوابة مصر
تاريخ الأكراد
مانيون
كاردوخيون
ميديون
هزوانيون
شداديون
حسنويون
عنازيون
مروانيون
أيوبيون
بدليسيون
أردلانيون
بهدينانيون
سورانيون
بابانيون
خريطة الدولة الأيوبية

الأيوبيون، بنوأيوب: سلالة كردية الأصل تولت في مصر، الشام والعراق من 1171م حتى 1260/1250 م. ينتسب الأيوبيون الذين حكموا مصر والشام واليمن والحجاز إلى أيوب بن شاذي من الأكراد الروَّادية، وهم قبيلة من قبائل الأكراد الهذبانية، وقد استقرَّت هذه القبيلة في بلدة دَوِين وهي بلدة من نواحي أَرّان آخر حدود أذربيجان قرب تفليس، ورَدَّ بعضهم أصل هذه القبيلة إلى العرب المهاجرين من الجزيرة العربية، ونسبوهم إلى بني أمية، ويبدوأنَّ هذا النسب أوردَه من أراد التقرب منهم حين أضحوا ملوكاً وسلاطين. المقر: القاهرة.

مؤسس الأسرة أيوب الذي كان قائداً كردياً في خدمة الزنكيين اتىت أسرته من أرمينية، بدأء أمره بأن أصبح والياً على تكريت ثم واليا على دمشق من بعد ذلك. صار أخوه أسد الدين شيركوه وابنه صلاح الدين من قادة الفاطميين.

أصبح صلاح الدين (1138-1193) - الذي كان من أبطال الحروب الصليبية- سنة 1169 وزيراً لآخر الخلفاء الفاطميين، ثم قضى عليهم سنة 1171 وأتم توحيد مصر والشام تحت رايته - مع أنه جعل نفسه تحت سلطة الخليفة العباسي-. تلقب بالسلطان عام 1174، واستولى على حلب عام 1181. امتد سلطانه إلى مناطق شمال النهرين، قاد بعدها الجهاد ضد الصليبيين وإستطاع حتى يسترد القدس عام 1187 - بعد إنتصاره في حطين. بعد وفاته قسمت مملكته بين أولاده الخمسة وأخوه العادل (منذ 1193) الذي استطاع حتى يوحد المملكة (1200-1218). بعد 1218 أعيد تقسيم المملكة، بقيت مصر والقاهرة في أيدي الكامل (1218-1238)، واستقلت في كلٍ من دمشق، حمص وحلب فروع أخرى من العائلة. إستمر الفرع الأساسي في مصر حتى مقتل الملك المظفر على يد المماليك عام 1250 م. قضى المغول -الإلخانات- على السلالات الفرعية في دمشق وحلب عام 1260 م ثم أنهى المماليك حكم الايوبيين في حمص عام 1262، بقي للأيوبيون فرع حكم في حماه حتى سنة 1341. كان للأيوبيين فرع مستقل باليمن أيضاُ.

الأيوبيون قبل تأسيس الدولة

اختلف المؤرخون في بدايات إسهام الأسرة الأيوبية في حوادث التاريخ الإسلامي، فبعضهم يذكر حتى جدهم شاذياً كان قد ولج في خدمة بني شدَّاد الأكراد حكَّام أرَّان وأرمينيا، فلما فقد بنوشداد مدينة دَوين التحق شاذي بخدمة مجاهد الدين بهروز الغياثي شحنة بغداد (صاحب الشرطة) الذي عينه مستحفظاً (ناظراً) لقلعة تكريت، فلما توفي شاذي خلفه ابنه أيوب في منصبه، ويذكر آخرون حتى نجم الدين أيوب بن شاذي خدم السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي (ت511هـ) فجعله مستحفظاً لقلعة تكريت لأمانته، ثم أبترها السلطان مسعود السلجوقي بن محمد لمجاهد الدين بهروز الغياثي شحنة بغداد، فأبقى نجم الدين مستحفظاً للقلعة وفي سنة 526هـ/1131 محرر السلطان مسعود عماد الدين زنكي صاحب الموصل وطلب مساعدته لمحاربة سلجوق شاه بن السلطان محمد، الذي سار إلى بغداد في جيش كبير مع أتابكه قراجة الساقي فوصل إليها قبل وصول السلطان مسعود، وهزم قراجة الساقي عماد الدين الذي لجأ إلى تكريت في أسوأ حال فساعده نجم الدين وأخوه شيركوه في اجتياز نهر دجلة، وقدما له المال والمساعدات. وحدث حتى قَتل أسد الدين شيركوه أحد كتّاب الأمير بهروز صاحب تكريت، وخشي هووأخوه نجم الدين عاقبة الأمر فخرجا موليين شطر الموصل والتحقا بخدمة عماد الدين زنكي سنة 532هـ/1137 الذي رحَّب بهما عهداناً بالجميل الذي أسدياه إليه.

وحينما استخلص عماد الدين بعلبك من البوريين سنة 534هـ/1139 استناب عليها نجم الدين أيوب، وبقي نائباً عليها حتى مقتل عماد الدين سنة 541هـ/1146. فقصد مجير الدين أبق صاحب دمشق قلعة بعلبك وحاصرها، فصالحه نجم الدين لأنه خشي حتى لا يُنجدَه أولاد زنكي بسرعة، وسلَّم إليه القلعة لقاء إقطاع كبير في بلد بعلبك وانتقل ليقيم في دمشق وصار من كبار أمرائها، أما أسد الدين شيركوه فقد بقي في خدمة نور الدين محمود بن زنكي الذي ورث عن أبيه أملاكه في الشام، فأبتره حمص وأسند إليه قيادة الجيش.

وكان لشيركوه وأخيه نجم الدين يد طولى في ضم مدينة دمشق إلى سلطان الزنكيين سنة549هـ، وتسليم بعلبك سنة550هـ فتعززت مكانة الأخوين عند نور الدين الذي أبتر أسد الدين شيركوه الرحبة، وولّى نجم الدين النظر على دمشق وولى صلاح الدين يوسف شحنة المدينة (شرطتها). وأقام صلاح الدين مدة في دمشق ثم التحق بحلب وصار من خواص الملك العادل نور الدين .

وكانت الفوضى قد عمت مصر في ذلك الحين وبلغت أوجها في عهد الخليفة العاضد لدين الله لضعف الخلافة الفاطمية وتسلط أصحاب الوزارة على الحكم وتنافس كبار رجال الدولة على هذا المنصب، وما نجم عنه من فتن ودسائس، وخاصة بين المنصور ضرغام بن سوار وأمير الجيوش شاور بن مجير السعدي وقد أطمع هذا الوضع الصليبيين في مصر فوجهوا اهتمامهم إليها وراحوا يتحينون الفرص لغزوها، ولم يكن يمنعهم عنها سوى خشيتهم من نور الدين الذي كان يترصد تحركاتهم ولا يهجر سانحة إلا واستغلها من أجل إضعافهم واسترداد ما وسعه استرداده من البلاد التي يسيطرون عليها. وكان لجوء شاور إلى نور الدين طالباً مساعدته على استرداد وزارته في مصر من مغتصبها ضرغام السبب المباشر في قيام الحملات النورية الثلاث على مصر سنة 559هـ/1163 وسنة 562هـ/1166-1167، وسنة 564هـ /1169 حين أوفد العاضد إلى نور الدين يستغيث به ويعرض عليه إرسال شيركوه على رأس حملة ثالثة لتخليصه من شاور والصليبيين الذين صارت لهم اليد الطولى في مصر، ويبذل له ثلث خراج البلاد وأن يقيم شيركوه عنده في عسكره على حتى يتكفل بإقطاعاتهم. واستجاب نور الدين إلى طلب العاضد وقد قر رأيه على توحيد البلاد كلها في وجه الصليبيين، وأمر شيركوه حتى يتجهز للمسير إلى مصر، وبذل له الأموال الوفيرة وأمر صلاح الدين بأن يخرج مع عمه، وحثه على الإسراع، لأنه كما نطق نور الدين: «إذا أهملنا أمرها ملكها الفرنج ولا يبقى لنا معهم مقام بالشام وغيره». وصلت الحملة إلى حدود مصر في ربيع الأول سنة 564هـ/1169 ولما فهم الصليبيون بقدومها رحلوا عن مصر من دون حتى يحققوا شيئاً من أهدافهم ودون حتى يتلقوا من شاور الأموال التي كان قد وعدهم بها، ودخل شيركوه القاهرة في 17جمادى الآخرة سنة 564هـ/يناير 1169، واستقبل المصريون الحملة النورية الثالثة بالترحاب، واستوزر العاضد شيركوه بعد مقتل شاور، ولقبه الملك المنصور.

توفي شيركوه سنة 564هـ بعد شهرين من توليه الوزارة، فتولى صلاح الدين يوسف ابن نجم الدين أيوب الوزارة مكانه بتكليف من الخليفة العاضد، ولما استقرَّ صلاح الدين بمنصب الوزارة في مصر كان أول أعماله تثبيت مركزه فيها فاستمال الرعية بأن أبطل المكوس، وسيطر على الجند المصري، وقضى على المؤامرات التي قابلته في مطلع حكمه.

وفي صفر سنة 565هـ نزلت قوات الصليبيين على بر دمياط، ولكن صلاح الدين استطاع بمساعدة النجدات التي أوفدها نور الدين وأعماله الحربية في الشام حتى يبعدهم عنها بعد حصار دام خمسين يوماً، ثم تحوّل صلاح الدين بعدها من الدفاع إلى الهجوم، فهاجم قلعة الداروم ومدينة غزة، ثم توجه إلى أيلة (العقبة) فاستردها. وأوفد إلى نور الدين يطلب منه السماح لأبيه وإخوته بالقدوم إلى مصر.

وفي ثاني جمعة من المحرم سنة 567هـ/1174 بتر صلاح الدين الخطبة للخليفة العاضد الفاطمي، وأقامها للمستضيء العباسي، وكان العاضد مريضاً على فراش الموت وتوفي من دون حتى يفهم ما حدث. وكان صلاح الدين قد مهَّد لهذا الأمر بأن ضيق على أنصار الفاطميين، وعزل قضاة مصر من الشيعة، وأحدث مدارس على مذاهب السنة، وتقوى بزيادة عدد جنده وبتحصين مدن مصر.

كان سقوط الخلافة الفاطمية حدثاً كبيراً في تاريخ العالم الإسلامي؛ فقد عادت وحدة الخلافة وتسلم صلاح الدين الخلع والأعلام والرايات السود من الخليفة العباسي.

وفي سنة 568هـ أوفد صلاح الدين أخاه طوران شاه، لتأديب النوبيين الذين هاجموا الصعيد، فاستولى على قلعة إبريم، ونشر عسكره في بلاد النوبة، ثم ارتد إلى قوص، فأقام فيها إلى حتى جرده صلاح الدين لفتح اليمن سنة 569هـ/1173م تلبية لطلب الخليفة العباسي بعد حتى عصى فيها أحد نادىة الفاطميين وبتر الخطبة لبني العباس.

توحيد مصر والشام واستقرار الدولة الأيوبية

Saladin founded the Ayyubid dynasty which reached its height under his reign

توفي الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي سنة 569هـ/1174، ولم يكن بين رجال البيت الزنكي من يصلح حتىقد يكون خلفاً لنور الدين، كما لم يكن من المنتظر حتى تظل منطقة الشام والجزيرة التي كانت تحت حكم نور الدين محافظة على وحدتها وقوتها، ولاسيما حتى الأمراء الزنكيين والقادة الكبار في جيش نور الدين دخلوا فوراً بعد وفاة سيدهم في تنافس على وصاية ابنه الصغير الملك الصالح إسماعيل الذي كان في الحادية عشرة من عمره، يضاف إلى ذلك حتى الخطر الصليبي كان يهدد المنطقة، والإمدادات الأوربية لم تنبتر عن قوى الصليبيين فيها. لذلك صار متسقطاً حتى يتقدم أحد أمراء نور الدين الأقوياء ليملأ الفراغ ويجمع الصف، وقد رأى صلاح الدين نفسه غداة وفاة نور الدين في المركز الأقوى؛ فهوأمير مصر الغنية المنيعة وتحت إمرته فرق عسكرية عدة من الأكراد والهجرمان والعرب من مصر والشام، وقد مال إليه كثير من أمراء الشام ومحرروه.

لم يتدخل صلاح الدين في هذه المسألة فور وفاة نور الدين، بل أوفد إلى الملك الصالح يهنئه بالمُلك ويعزيه بوفاة والده، ويعلن إخلاصه له في الخدمة كما كان لأبيه. لكن الخلافات التي تفشت في بلاد الشام بين كبار الأمراء، واهتمامهم بتحقيق مطامع شخصية وتنافسهم على السلطة، والخوف من استغلال الصليبيين للوضع، دفع بعض رجالات الشام إلى الاستنجاد بصلاح الدين، طالبين منه التدخل.

توجه صلاح الدين إلى دمشق، ولكي يجعل من توجهه إليها عملاً شرعياً بعث برسالة إلى الخليفة العباسي، أوضح له فيها، أنه إنما خرج لإنقاذ الصالح إسماعيل من أطماع المحيطين به، وللإشراف بنفسه على تربيته وتدبير ملكه، والقضاء على الفرقة التي أطمعت الفرنجة في المسلمين. وتوحيد البلاد لما في ذلك من قوة تساعد على تحريرها منهم.

تسلم صلاح الدين دمشق في ربيع الأول سنة 570هـ/تشرين الثاني1174 تحت شعار الولاء للملك الصالح، ولم تعترضه مقاومة تذكر، فلما استقر ملكه فيها استخلف أخاه سيف الإسلام طغتكين، وسار إلى مدينة حمص ودخلها في جمادى الأولى سنة 570هـ/كانون الأول1174، ثم ولج حماة في أواخر الشهر نفسه. وحصل في شهر ذي القعدة من ذلك العام على اعتراف الخليفة المستضيء العباسي بسلطنته على الشام ومصر، وأوفد إليه الخليفة التشريعات والأعلام السود، فكان ذلك بداية تأسيس الدولة الأيوبية.

لم تفتح حلب أبوابها لصلاح الدين بالسهولة التي استطاع بها حتى يدخل كلاً من دمشق وحمص وحماة، بل أعاقته إليها صعوبات كثيرة، ومقاومة كبيرة من صاحبها الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين وصاحب الموصل عز الدين مسعود بن مودود ومقدَّم الإسماعيلية وزعيم بلاد الدعوة راشد الدين سنان والصليبيين، ولم يستطع صلاح الدين ضم حلب إلا في المحرم سنة 579هـ، بعد حصار قصير الأمد ومفاوضات مع صاحبها عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي الذي وافق على تسليم المدينة لقاء سنجار. وكان الملك الصالح إسماعيل قد توفي سنة 577هـ، ثم خضعت له الموصل بعد حتى حاصرها صلاح الدين، وتوسط الخليفة لإبقائها في يد الزنكيين على حتى يقروا بسلطته عليهم، إلى غير ذلك تم له توحيد البلاد الجزرية والشامية والمصرية.

Virtually the entire Kingdom of Jerusalem passed into Ayyubid hands after their victory against the Crusaders in the Battle of Hattin in 1187

فروع أخرى للأيوبيين

  • الأيوبيون في اليمن
  • الأيوبيون في حماه
  • الأيوبيون في حلب
  • الأيوبيون في حمص
  • الأيوبيون في دمشق
  • الأيوبيون في ديار بكر

صلاح الدين والصليبيون

لم يدخل صلاح الدين في صراع حاسم مع الصليبيين في الفترة الأولى من حكمه إذ كان مشغولاً فيها بتوحيد البلاد تحت سلطانه كي يتمكن بطاقاتها من تحقيق هدفه وتحرير البلاد من الصليبيين، ولما أتم ما أراد لبث يتحين الفرص ليدخل مع الصليبيين في صراع مباشر، واتىَته الفرصة حين نقض أرناط (رينودي شاتيون) صاحب الكرك العهد المعقود بين صلاح الدين والصليبيين، وتعرض سنة 582هـ لقافلة غزيرة الأموال كثيرة الرجال فأخذهم عن آخرهم ونهب أموالهم ودوابهم وسلاحهم، فأوفد إليه صلاح الدين يلومه ويُقبح عمله وغدره ويتوعده إذا لم يطلق الأسرى والأموال، فلما رفض أوفد صلاح الدين، الذي كان آنئذ في دمشق، إلى جميع الأطراف باستنادىء العساكر لحرب أرناط، وتوجه بنفسه إلى بصرى، ومنها إلى الأردن ونزل بثغر الأقحوان.

حين بلغ الصليبيين خبرُ اجتماع العسكر الأيوبي وتقدمه نحوالأردن اجتمعوا واصطلحوا ودخل صاحب طرابلس معهم، بعد حتى كانت بينه وبين صلاح الدين معاهدة، واحتشدوا عند صفورية (قرب نهر الأردن) وكانوا خمسين ألفاً (وقيل عشرين ألفاً). غير أنهم لم يدخلوا في اشتباك مباشر مع قوات صلاح الدين، وأراد صلاح الدين إجبارهم على الانتنطق إلى مواقع مناسبة له لدخول المعركة، فهاجم طبرية واستولى عليها في 21 ربيع الآخر سنة 583هـ/1187م، واستعصت عليه قلعتها، عند ذلك هجر الصليبيون مواقعهم في الصفورية وتحركوا قاصدين طبرية نجدة لصاحبتها وكان هذا ما أراده صلاح الدين. وفي يوم السبت 25 ربيع الآخر 583هـ/5 تموز 1187 هبط الصليبيون قرون حطين حيث دارت معركة حاسمة انتهت بتدمير القوى الرئيسية للفرنجة، وكانت من أكبر الفوزات العربية الإسلامية. ولم تقتصر نتائج المعركة على أسر ملك بيت المقدس وضياع مملكته ووقوع العسكر الصليبي بين القتل والأسر بل كانت مفتاح الفتوح الإسلامية، وبها تيسر استرداد بيت المقدس وأكثر مدن الساحل. إلاَّ حتى صلاح الدين لم يتوجه مباشرة لفتح القدس، وإنما سار إلى مدن الساحل فاستولى على عكا وتبنين وصيدا وبيروت وعسقلان والأماكن المحيطة بالقدس ،ثم انطلق لتحرير المدينة المقدسة، ودخلها منتصراً في 27 رجب سنة 583هـ/1187، وعمت البشائر بلاد الإسلام بهذا الفتح المبين.

كان لسقوط بيت المقدس بيد صلاح الدين واسترداد الساحل الشامي أثر كبير في إحداث رد عمل عنيف لدى العالم المسيحي الغربي، خرج على أثره القسس والرهبان إلى جميع دول الغرب يدعونها للنصرة على المسلمين واستعادة الأراضي المقدسة، وتوجهت إلى المشرق حملة جديدة هي الحملة الصليبية الثالثة كان من أبرز قادتها فردريك بربروسة امبراطور ألمانية الذي توفي غرقاً والحملة في طريقها إلى الشام، وفيليب أوغست ملك فرنسة الذي انسحب عائداً إلى بلاده قبل حتى تبلغ الحملة هدفها، وريتشارد قلب الأسد ملك إنكلترة الذي وصل في نهاية سنة 586هـ/1191 إلى جزيرة قبرص واستولى عليها، وغدت أبرز قواعد إمداد بقايا الصليبيين في المشرق، وساعد وصول ريتشارد قلب الأسد على سقوط عكا في أيدي الصليبيين سنة 587هـ بعد حصار دام سنتين وقتال ضار حولها، وفي شعبان سنة 588هـ عقد صلح الرملة، واستقبل الفريقان هذا الصلح بارتياح شديد لما نالهم من طول الحرب، وتوفي صلاح الدين في 27 صفر 589هـ/3 آذار 1193، وهوفي السابعة والخمسين من عمره، ودُفن في دمشق.


الدولة الأيوبية بعد صلاح الدين

كان صلاح الدين قد قسم مملكته الواسعة الأطراف بين أولاده وأفرادٍ من عائلته، فجعل مملكة دمشق لابنه الأفضل نور الدين علي، وهوأكبر أولاده، وأوصى له بالسلطنة، وجعل الديار المصرية لولده العزيز عثمان، والمملكة الحلبية لولده الظاهر غازي غياث الدين، وهجر الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلداناً كثيرة قاطع الفرات لأخيه العادل، وحماة لابن أخيه محمد بن تقي الدين عمر، وحمص والرحبة وغيرها لحفيد عمه شيركوه، أسد الدين شيركوه بن ناصر، واليمن بمعاقله ومخاليفه في قبضة السلطان ظهير الدين سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أخي صلاح الدين.

لم يكن الأفضل يصلح للزعامة لضعفه وانشغاله عن شؤون الرعية بأموره الخاصة، وأخفق في المحافظة على ود أصحاب الأمر من حوله، فنبذ أمراء والده ومستشاريه، ووضع ثقته في وزيره ضياء الدين بن الأثير، مما دفع بالأمراء إلى الفرار إلى مصر، حيث التفوا حول أخيه الملك العزيز، وأوغروا صدره على الأفضل، وقد أسفر هذا التحريض عن نزاع بين الأخوين دام سبع سنوات، وانتهى بتوحيد البيت الأيوبي تحت زعامة العادل أخي صلاح الدين سنة 596هـ/1200. وترتب على السلطان الجديد الوقوف في وجه الصليبيين الذين كانوا ينظرون إلى جهود العادل في توحيده البلاد تحت سلطانه بعين القلق، وأخذوا يوجهون أنظارهم اتجاه مصر، بعد حتى أدركوا أنها القاعدة الكبرى التي اعتمد عليها الأيوبيون في نشاطهم الداخلي والخارجي. ونفذ الصليبيون تحمسهم هذا بتجهيز حملة رابعة إلى المشرق، ولكنها انحرفت هذه المرة واستولت على القسطنطينية وأقامت مملكة لاتينية فيها، وأدَّى ذلك إلى الدعوة إلى حملة صليبية جديدة لتحقيق ما لم تحققه الحملة الرابعة، ألا وهواحتلال مصر.

توجهت هذه الحملة نحودمياط بقيادة جان دي بريين ملك بيت المقدس (الذي خلف أملريك الثاني على الحكم) والكاردينال بلاجيوس المندوب البابوي الذي زعم لنفسه القيادة قبل نهاية سنة 615هـ/1218، وفي أثناء حصار دمياط توفي السلطان العادل في 17 جمادى الآخر سنة 615هـ/31 آب 1218 والبلاد في خطر داهم، فخلفه ابنه الملك الكامل في حكم مصر، وكانت له السلطنة، وحكم أخوه عيسى المعظم دمشق وموسى الأشرف الجزيرة وخلاط وحرَّان وغيرها. أما مملكة حلب فقد بقيت بيد حفيد صلاح الدين لأن والدَهُ الملك الظاهر غازياً كان زوج ابنة العادل صفية الست خاتون.

نجح الأيوبيون في صد الحملة الخامسة على دمياط بتعاونهم ووقوفهم صفاً واحداً أمام هجمات الصليبيين؛ ولكن الأيوبيين ما لبثوا حين زال خطر العدو، حتى عادوا إلى منازعاتهم الداخلية لتحقيق مطامع إقليمية.

وبلغ الخلاف أشده بين السلطان الملك الكامل وأخيه الملك المعظم، سنة 620هـ/1223 بسبب رغبة الأخير في توسيع مناطق نفوذه في بلاد الشام، فاستولى على بعض أعمال حماة مثل المعرَّة وسلمية، وكانت لابن عمه الملك الناصر صلاح الدين قلج أوفدان، ولكن الملك الكامل فرض على أخيه الملك المعظم هجر ما استولى عليه فكان ذلك بداية الخلاف بينهما.

أدَّت الخلافات الشديدة بين أبناء السلطان الملك العادل وعبث فلول الخوارزمية المنهزمين أمام المغول على تخوم البلاد إلى إضعاف السلطنة الأيوبية مما شجع الفرنجة على إرسال حملة صليبية جديدة إلى المشرق، وإلى عقد اتفاق يافا سنة 626هـ/1228 مدة عشر سنوات بين الامبراطور فريدريك الثاني والكامل. وقد نص هذا الاتفاق على تسليم مدينة القدس للفرنجة على ما هي عليه، لا تجدد أسوارها ولاقد يكون للفرنج شيء من ظاهرها، بل تكون جميع القرى للمسلمين، وأنقد يكون الحرم الشريف بما حواه من الصخرة المقدسة والمسجد الأقصى بأيدي المسلمين، واستثنيت قرى معدودة هجرت للفرنج على طريقهم من عكا إلى القدس.

أدَّى تسليم بيت المقدس للصليبيين بتلك السهولة إلى إثارة موجة عارمة من السخط والأسى في العالم العربي والإسلامي، وعد وصمة في جبين السلطان الكامل وعصره، وقد استغل ابن أخيه الملك الناصر داود هذه الحادثة فأمر خطيب المسجد الأموي بإثارة المسلمين على سلوك عمه، وحاول الكامل تسويغ عمله بالقول: «إنه لم يسمح لهم إلا بكنائس وآدر (ديارات) خراب، والحرم وما فيه من الصخرة المقدَّسة وسائر المزارات بأيدي المسلمين، وشعار الإسلام قائم على ما كان عليه، ووالي المسلمين متحكم على رساتيقه وأعماله».

لما سقط الاتفاق بين الكامل وفردريك الثاني توجه الملك الكامل إلى ظاهر دمشق في جمادى الأولى سنة 626هـ، وأقام الملك الأشرف على محاصرتها، ولما طالت مدة الحصار ونفد ما في يد الملك الناصر من المال اضطر إلى مفاوضة عميه على حتىقد يكون للناصر داود الكرك والشوبك وأعمالهما والصلت والبلقاء والأغوار جميعها ونابلس وأعمال القدس وبيت جبريل، ثم تنازل الناصر داود عن الشوبك للسلطان الكامل، وبقي للسلطان الكامل مع الشوبك، الخليل وغزَّة وطبرية وعسقلان والرملة ولد، وسُلّمت دمشق للأشرف لقاء تسليم الرقة والرها وحرَّان وسروج وغيرها للكامل.

انحلال الدولة الأيوبية وسقوطها

بدأ انحلال الدولة الأيوبية منذ أواخر حكم الملك الكامل، وكان لهذا الانحلال مظاهر متعددة على رأسها:

ـ نشوب حروب بين أمراء الأيوبيين كادت تكون مستمرة.

ـ زوال فكرة السلطان الأكبر الذي كان يعترف به وبسلطته جميع الأمراء الأيوبيين، ويعدون أنفسهم تابعين له، فزال بذلك التضامن بين أفراد الأسرة، وتبع ذلك محاولة جميع منهم الحفاظ على إمارته ولوبالاستعانة بالفرنجة وغيرهم، بعد حتى كانت فكرة قتال الصليبيين وإخراجهم واجب الأسرة الرئيسي.

وقد تجلَّت الخلافات الأُسرية في سنة 634هـ حين طلب الأشرف موسى من أخيه الكامل الرقة لتكون قوة له وعلفاً لدوابه إذا جاز الفرات فرفض الكامل وأغلظ له الجواب، فأوفد الأشرف إلى حماة وحلب وبلاد الشرق فحالفهم على أخيه الكامل، وكادت الحرب تقع بين الفريقين لولا وفاة الأشرف في المحرم سنة 635هـ/آب 1237، وانتقل ملك دمشق بعده إلى أخيه الصالح إسماعيل بعهد منه.

استمر الصالح إسماعيل كسلفه في تحالفه مع أقربائه على أخيه السلطان الكامل، مما دفع الكامل إلى الخروج إلى دمشق بعد حتى استمال إليه ابن أخيه الناصر داود، فحاصرا دمشق حصاراً شديداً، واضطر الصالح إسماعيل تحت ضغط هذه القوة إلى النزول عن دمشق إلى الملك الكامل لقاء بعلبك والبقاع وبصرى. وتوفي الملك الكامل في مدينة دمشق في رجب سنة 635هـ/آذار 1238، فبايع كبار رجال دولته ابنه الأصغر الملك العادل الثاني سيف الدين أبا بكر (635-637هـ/1238-1240م) بعهد من أبيه، متجاهلين ابنه الأكبر الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي استخلفه والده على البلاد الشرقية ومنها آمد وديار بكر، فلما بلغ الملك الصالح نجم الدين حتى أخاه الأَصغر قد تسلم السلطنة بمصر وأن الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودود بن العادل قد استقرَّ في دمشق نائباً عن العادل، عظم الأمر عليه، وقصد الشام بجند الشرق سنة 636هـ/1239 ومَلَك دمشق من صاحبها لقاء إعطائه سنجار وعانة، ثم قرر التوجه إلى مصر لأخذها من أخيه العادل واستناب ابنه المغيث عمر على دمشق، ونجح في دخول القاهرة في ذي القعدة سنة 637هـ/حزيران 1240 إثر مؤامرة دُبرت على أخيه، وبذلك انتهى حكم العادل وتربع الصالح أيوب على عرش السلطنة.

كان الصالح أيوب شخصية قوية، وقد شهد عصره أحداثاً داخلية وخارجية مهمة. من ذلك حتى أقاربه عارضوه ونهضوا لمجابهته، فاسترد عمه الصالح إسماعيل مدينة دمشق وسجن المغيث عمر نائبه فيها، ثم تحالف مع الملك الناصر داود، والملك المجاهد صاحب حمص ومع الصليبيين، وتوجه الجميع قاصدين مصر، فسار إليهم الصالح أيوب الذي كان قد استقدم إليه الخوارزمية، وجرت معركة بظاهر غزة سنة 642هـ/1244 هُزم فيها الصالح إسماعيل وحلفاؤه هزيمة منكرة، واستعاد الصالح أيوب في السنة نفسها بيت المقدس بمساعدة جنوده الخوارزمية، كما نجح في تحرير بعض المدن على الساحل إضافة إلى طبرية ونابلس، ثم أوفد الصالح أيوب الخوارزمية في صحبة معين الدين بن الشيخ لأخذ دمشق، وبعد حصار أرهق أهل دمشق، اتُّفِق على حتى يخرج الصالح إسماعيل إلى بعلبك ويسلم دمشق إلى الصالح نجم الدين أيوب.

أدَّى تحرير بيت المقدس إلى قدوم حملة صليبية سابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسة، توجهت إلى دمياط مباشرة سنة 647هـ/1249م واستطاعت دخول المدينة والتوغل جنوباً حتى المنصورة، وتوفي السلطان الملك الصالح في أثناء صَدِّ هذه الحملة، فقامت أرملته شجرة الدر بتسيير الأمور فأخفت خبر وفاة زوجها، وراحت تصدر الخط والمراسيم باسم السلطان، كما أخذت البيعة لابنه الملك المعظم طوران شاه المقيم في حصن كيفا، وأوفدت إليه تحضه على الحضور، وتمت على يديه هزيمة هذه الحملة الصليبية التي كان معظم أفرادها من الفرنسيين، ووَقَعَ الملك لويس التاسع أسيراً، وعقد اتفاق تقرر فيه جلاء الصليبيين عن دمياط ودفع 800 ألف بترة مضىية فدية، على حتى يُطلق سراح الملك لويس بعد تسليم دمياط ودفع نصف ما مقرر من الفدية، وأن يعقد بين الطرفين صلح مدته عشر سنوات.

قُتل طوران شاه على يد مماليك أبيه قبل حتى يتمم تطبيق الاتفاق السابق مع الصليبيين، فأدَّى ذلك إلى سقوط الدولة الأيوبية في مصر وقيام دولة المماليك في 29 المحرم سنة 648هـ/4 أيار 1250. ولم يعترف أيوبية الشام بشرعية تولي المماليك الحكم في مصر وعقدوا العزم على قتالهم واستخلاص البلاد منهم، وتولى الملك الناصر يوسف صاحب حلب تدبير الأمر وانضم إليه أكثر ملوك بني أيوب الآخرين، وفيهم الصالح إسماعيل والناصر داود بن المعظم، والأشرف موسى بن المنصور صاحب حمص، ودخل الناصر دمشق وملكها وامتنعت عليه الكرك والشوبك اللتان كان قد تغلب عليهما الملك المغيث عمر ابن الملك العادل (الثاني) ابن الكامل بعد مقْتل المعظم طوران شاه، وقد طلبه المصريون ليملِّكوه عليهم، فلم يقبل خشية حتى يصيبه ما أصاب ابن عمه طوران شاه، أما الناصر يوسف فإنه توجه بمن معه بعد استيلائه على دمشق إلى غزَّة قاصداً الديار المصرية، ولكنَّ الأيوبيين لم يفلحوا في دخولها فارتد الملك الناصر إلى دمشق. وانشغل الأيوبيون بعدها بخلافاتهم الداخلية وبخطر المغول الذين اجتاحوا العالم الإسلامي، واستولوا على بغداد، وقضوا على الخلافة العباسية في 14 صفر 656هـ/20 شباط 1258 ثم زحفوا إلى الشام.

كان للأسطورة التي أُشيعت عن المغول بأنهم قوة لا يمكن قهرها أعظم الأثر في انتشار الذعر بين أهالي الشام، فمنهم من فَرَّ إلى القرى، ومنهم من لاذ بالبادية، ومنهم من لجأ إلى مصر في حين تسابق الملوك والأمراء الأيوبيون في الشام، وقد شلَّهم الخوف إلى تقديم الولاء وإعلان الخضوع لهولاكو، سواء بالحضور طائعين أوبإرسال الرسل والمبعوثين، واعتذر الملك الناصر صاحب حلب ودمشق عن عدم حضوره وأوفد ولده العزيز محمداً سفيراً عنه ومعه هدايا وتحف كثيرة، ولكن هولاكولم يقبل عذره وهدده وتوعده.

أما صاحب الكرك الملك المغيث فتح الدين عمر فقد أوفد ابنه الملك العزيز، فاجتمع بهولاكوفي مدينة تبريز، وقدَّم إليه رسالة من والده يلتمس فيها أماناً له ولإمارته فحصل عليه.

ولم تجد محاولات الملك الناصر يوسف المقيم في دمشق الوقوف في وجههم، وأخفق نائبه في حلب الملك المعظم طوران شاه بن صلاح الدين في صدهم عنها، فسقطت حلب في صفر سنة 658هـ، واستسلمت دمشق في 26 ربيع الأول 658هـ/13 آذار 1260 وتسلمها نواب هولاكو. وتابع المغول زحفهم جنوباً حتى اصطدموا بقوات المماليك عند عين جالوت بقيادة الملك المظفر قطز، ودارت الدائرة عليهم فانهزموا وتشتت ضمهم وطوردوا حتى أخرجوا من الشام التي غدت مملوكية، ولم يبق في يد الأيوبيين منها سوى الكرك وحماة.

The state of the Ayyubid dynasty and its Arab divided neighbors after the death of Saladin


قائمة السلاطين

   الحاكم  الحياة  الحكم
1 الناصر صلاح الدين أبوالمظفر يوسف بن أيوب  1137-1192   1174-1192 
2 العزيز عماد الدين أبوالفتوح عثمان بن صلاح الدين  ....-1198   1192-1198 
3 المنصور ناصر الدين محمد بن العزيز  ....-....   1198-1200 
4 العادل سيف الدين أبوبكر أحمد بن أيوب  ....-....   1200-1218 
5 الكامل ناصر الدين محمد بن العادل  ....-....   1218-1238 
6 العادل سيف الدين أبوبكر بن الكامل  ....-....   1238-1240 
7 الصالح نجم الدين أبوالفتح أيوب بن الكامل  ....-....   1240-1249 
8 المعظم توران شاه بن نجم الدين  ....-....   1249-1250 
9 عصمة الدين أم خليل شجرة الدر*  ....-....   1250-1250 
Crusader ships attacking the tower of Damietta in 1218

أيوبية دمشق (589-658هـ/1193-1260م)

تأسست دولة أيوبية دمشق بعد وفاة صلاح الدين سنة 589هـ، وكان أول من تولى حكمها الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين سنة 589هـ، ثم انتقل حكمها إلى عمه العادل محمد بن أيوب الذي أعاد توحيدها مع مصر سنة 596هـ/1199 واستمر ذلك حتى سنة 615هـ/1218. وبعد وفاته تولى حكمها ابنه الملك المعظم عيسى بن العادل وخلفه ابنه الملك الناصر داود سنة 624هـ، ثم عاد حكمها ثانية سنة 626هـ لأبناء العادل الملك الأشرف موسى أولاً ثم الملك الصالح إسماعيل ثم الملك الكامل محمد بن العادل حتى 635هـ. بعد وفاة الكامل انتقل حكم دمشق إلى ولديه الملك العادل الثاني بين سنتي 635-637هـ/1238-1240 والملك الصالح نجم الدين أيوب بين سنتي 637-643هـ/1240-1245.

وبعد وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب انتقل حكم دمشق إلى ابنه الملك المعظم طوران شاه حتى سنة 648هـ/1250 حين استولى عليها الملك الناصر صلاح الدين يوسف الذي ضمها إلى مملكته في حلب، وبقيت تحت حكمه إلى حتى استولى عليها المغول سنة 658هـ/1260م ثم استردها المماليك لتصبح نيابة مملوكية.

أيوبيودمشق

  • صلاح الدين الأيوبي 1174-1193
  • الأفضل 1193-1196
  • العادل الأول 1196-1218
  • المعظم 1218-1227
  • الناصر داوود 1227-1229
  • الأشرف 1229-1237
  • الصالح إسماعيل 1237-1238
  • الكامل 1238
  • العادل الثاني 1238-1239
  • الصالح أيوب 1239
  • الصالح إسماعيل (ثاني ولاية) 1239-1245
  • الصالح أيوب (ثاني ولاية) 1245-1249
  • طوران شاه 1249-1250
  • الناصر يوسف 1250-1252
تمثال صلاح الدين الأيوبي
Al-Kamil (right) and Frederick II signed a treaty restoring Jerusalem to the Crusaders for ten years

أيوبية حلب (589-658هـ/1193-1260م)

حاصر صلاح الدين حلب غير مرة بدءاً من سنة 570هـ/1175، وعقد مع حكّامها الزنكيين صلحاً ثم واتته الأمور بوفاة حاكمها الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين سنة 577هـ/1181، فتم له ضم حلب إليه.

بقيت حلب تحت حكم صلاح الدين يحكمها نواب من قبله، وكان يحكمها ابنه الملك الظاهر غياث الدين غازي إلى حين وفاته سنة 589هـ/1193م، وقد استمر حكمها في أسرة الظاهر غياث الدين غازي حتى سقوطها بيد المغول سنة 658هـ/1260م ومقتل ملكها الناصر صلاح الدين يوسف وأخيه الظاهر غازي على أيديهم في جمادى الأولى سنة 659هـ/نيسان 1261، وكان الناصر يوسف قد ضم إليه دمشق منذ سنة 648هـ/1250.

الأمراء الأيوبيون على حلب

  • صلاح الدين الأيوبي 1183-1193
  • الظاهر غازي بن صلاح الدين 1193-1216
  • العزيز من حلب 1216-1236
  • الناصر يوسف 1236-1260

أيوبية حماة (574-742هـ/1178-1341م)

جعل صلاح الدين حكم حماة لابن أخيه المظفر تقي الدين عمر بن نور الدين شاهنشاه ابن نجم الدين أيوب سنة 574هـ/1178 الذي أسس فيها أسرة أيوبية حاكمة.

تعرَّضت حماة في أثناء حكم الملك المنصور الثاني محمد (642-683هـ/1244-1248) لخطر الغزوالمغولي، واستطاع ملكها الحصول على ا لأمان، وسلَّم المدينة والقلعة للمغول، ثم أقرَّه عليها سلطان المماليك الملك المظفَّر لجهوده في معركة عين جالوت، وبذلك عاد الحكم الأيوبي تحت سلطان المماليك.

توفي الملك المنصور في دمشق بعد حتى أقرَّ المماليك ابنه الملك المظفر محموداً في مملكته، فساد الهدوء الداخلي حماة في عهده وشارك السلطان قلاوون في معارك كثيرة.

اختلف الأيوبيون بعد وفاة المظفر على من يخلفه في الحكم سنة 698هـ/1298، فصارت حماة تابعة للمماليك مباشرة حتى سنة 710هـ/1310 حين عاد حكمها إلى الأيوبيين في إنسان أبي الفداء الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل الذي ظل مرتبطاً بالسلطان محمد بن قلاوون بصداقة قوية، وخلفه في حكمها ابنه الملك الأفضل ناصر الدين محمد الذي لم ينل ثقة أهالي حماة كأبيه، ومالبث حتى عُزل على يد توصون المملوكي الذي نقله إلى دمشق، وجعله أميراً من أمرائها، بعد حتى حكم حماة عشر سنين. وبعزل الملك الأفضل انتهى حكم البيت الأيوبي وصارت حماة نيابة مملوكية، وانتقل حكم بلاد الشام نهائياً إلى المماليك.

Ayyubid territories in 1257. Area in bright red controlled by an-Nasir Yusuf, while the area under dark red was under the nominal control of al-Mughith Umar of Kerak

أيوبيوحماة

  • المظفر الأول 1178-1191
  • المنصور الأول 1191-1221
  • الناصر 1221-1229
  • المظفر الثاني 1229-1244
  • المنصور الثاني 1244-1284
  • المظفر الثالث 1284-1300
  • المؤيد 1310-1331
  • الأفضل 1331-1342

أيوبية حمص (574-662هـ/1178-1262م)

ضم صلاح الدين حمص إلى أملاكه في جمادى الأولى سنة 570هـ/كانون الأول1174 وعين عليها أقاربه، وجعلها في سنة 574هـ/1178م لابن عمه الملك القاهر محمد بن أسد الدين شيركوه الذي أسس فيها منذ ذلك الحين سلالة أيوبية حاكمة، ومن الجدير بالذكر حتى حمص كانت من إقطاع والده أسد الدين شيركوه في أيام السلطان نور الدين الزنكي.

شاركت مملكة حمص في الأحداث العامة التي تعرَّضت لها الدولة في قتال الصليبيين والمغول، وكان أول حكامها من الأيوبيين الملك القاهر محمد بن أسد الدين شيركوه الذي توفي سنة 581هـ/1185 فخلفه ابنه الملك المجاهد شيركوه في حكمها فأحسن السيرة وحفظ المملكة حتى وفاته سنة 637هـ/1139م فخلفه في الحكم ابنه الملك المنصور إبراهيم الذي كان شجاعاً عالي الهمة، قاتل جلال الدين منكبرتي وكان له يد طولى في هزيمته.

تولى بعده ابنه الملك الأشرف[ر] مظفر الدين موسى (644-661هـ/1245-1262م) الذي كان له أثر كبير في أحداث بلاد الشام إبَّان حكمه، وهوالذي صدَّ المغول عن حمص وهزمهم وأبعدهم عنها بعد معركة عين جالوت، ولما توفي الملك الأشرف في حمص ضم المماليك حمص إلى حكمهم المباشر.

The Mongol conquest of Ayyubid Syria

أيوبيوحمص

  • القاهر 1178-1186
  • المجاهد 1186-1240
  • المنصور 1240-1246
  • الأشرف 1248-1263

أيوبية بعلبك (574ـ658هـ/1178ـ1260م)

ضم صلاح الدين بعلبك إلى دولته منذ حتى بدأ عملية التوحيد سنة 570هـ/1174 وجعل محمد بن المقدَّم عليها، وما لبث هذا حتى خلع طاعته، فأخرجه صلاح الدين منها وأعطاها لأخيه طوران شاه سنة 574هـ فبدأ بذلك حكم الأيوبيين في بعلبك، فلما مضى طوران شاه سنة 575هـ إلى الاسكندرية بمهمة حلَّ مكانه ابن أخيه عز الدين فَرُّخ شاه، الذي لبث في بعلبك حتى وفاته سنة 578هـ/1182 فخلفه على حكمها ابنه الملك الأمجد بهرام شاه حتى سنة 627هـ/1230، ثم استولى عليها الملك الصالح إسماعيل بن العادل الأول باسم أخيه الملك الأشرف موسى الذي حكم دمشق بين سنتي 626ـ635هـ ونافسه عليها الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي انتزعها منه سنة 644هـ/1246 وبعد وفاة الصالح أيوب 647هـ/1249 تولى بعلبك عدد من الولاة حتى دهمها المغول سنة 658هـ/1260 وانتهى بذلك حكم الأيوبيين على بعلبك.

Minaret of the Great Mosque of the Aleppo Citadel, built by az-Zahir Ghazi in 1214

حكام بعلبك

1ـ الملك المعظم طوران شاه بن نجم الدين أيوب

574-575هـ/1178-1179م

2ـ عز الدين فرخ شاه بن نور الدين شاهنشاه بن نجم الدين أيوب

575-578هـ/1179-1182م

3ـ الملك الأمجد بهرام شاه بن عز الدين فرخ شاه

578-627هـ/1182-1230م

4ـ الملك الصالح إسماعيل بن العادل أبوبكر نائباً عن أخيه الأشرف صاحب دمشق 627-635هـ/1230-1237م

5ـ الملك الصالح إسماعيل بن العادل أبوبكر

635-644هـ/1237-1246م

أيوبية الكرك (584ـ661هـ/1188ـ1262م)

تأسست الدولة الأيوبية في الكرك بعد تحريرها من الصليبيين سنة 584هـ/1188 وكان أول حكامها الملك العادل سيف الدين محمد أبوبكر بن أيوب، ثم انتقل حكمها إلى ابنه الملك المعظم عيسى في سنة 592هـ/1195، وبقيت تحت حكمه حتى وفاته سنة 624هـ/1226 فخلفه في حكمها ابنه الملك الناصر داود، وكان آخر حكامها الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل الثاني الذي تولى حكمها سنة 648هـ/1250م. وحينما تعرّضت الشام لخطر المغول حاول إبعادهم عن إمارته، فأوفد ابنه الملك العزيز إلى هولاكوبرسالة يلتمس فيها أماناً له ولإمارته فحصل عليه، ثم شارك في جهاد المغول في عين جالوت، وبعد الفوز أوفد خطه إلى الملك المظفر قطز طالباً منه إبقاءه في مملكته، فأجابه بأن يتولى الكرك والشوبك فقط ويسلمه السلط والخليل والبلقاء، وبعد تسلم الملك الظاهر بيبرس حكم دولة المماليك اعتقل المغيث عمر سنة 661هـ/1262، وبذلك سقطت دولة الكرك الأيوبية.

An example of Ayyubid pottery from Egypt

حكام الكرك

1ـ الملك العادل بن نجم الدين أيوب

584-592هـ/1188-1195م

2ـ الملك المعظم عيسى بن العادل

592-624هـ/1195-1226م

3ـ الملك الناصر داود بن المعظم عيسى

624-647هـ/1226-1249م

4ـ الملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل بن الكامل

648-661هـ/1250-1262م

أيوبيوميافارقين

  • صلاح الدين 1185-1193
  • Al-Adil I 1193-1200
  • الأوحد 1200-1210
  • الأشرف 1210-1220
  • المظفر 1220-1247
  • الكامل 1247-1260
The Firdaws Madrasa was built in 1236 under the patronage of Dayfa Khatun
The Ayyubid wall in Cairo, uncovered during construction of Al-Azhar Park, January 2006

أيوبيوسنجار

  • الأشرف 1220-1229

أيوبيوحصن كـَيـْفا

  • الصالح أيوب 1232-1239
  • المعظم طوران شاه 1239-1249
  • الأوحد 1249-1283
  • هذا الخط ظل في الحكم حتى أول القرن السادس عشر

أيوبية اليمن (569-626هـ/1173-1229م)

تأسست هذه الدولة منذ حتى أوفد صلاح الدين الأيوبي أخاه المعظم طوران شاه إلى اليمن لضمها إلى الدولة الأيوبية وتخليصها من أتباع الفاطميين وغيرهم، وبقي في حكمها حتى سنة 577هـ/1181 حين تسلم حكمها أخوه سيف الإسلام طغتكين، وبعد وفاته سنة 593هـ/1196 تولى حكمها ابن طغتكين معز الدين إسماعيل، الذي استمر في حكمها حتى سنة 598هـ/1201. وبوفاته انتقل حكم اليمن إلى أخيه الملك الناصر أيوب الذي حكمها سنة 611هـ/1214م.

بعد وفاة الناصر أيوب استولى سليمان بن شاهنشاه بن المظفر عمر على اليمن بموافقة جند اليمن وتلقب بالمظفَّر سليمان، ولم يقبل السلطان الملك العادل بذلك فأوعز إلى ابنه الملك الكامل حتى يرسل قوى لإعادة الأمور إلى نصابها، فأوفد ابنه أتسز يوسف إليها فاستطاع إزاحة المظفر سليمان، واستولى على الحكم وتلقَّب بالملك المسعود صلاح الدين، لم يحسن المسعود صلاح الدين السيرة في اليمن، وقتل عدداً كبيراً من أشرافها، وبقي في الحكم حتى سنة 626هـ/1229 حين استولى بنورسول على حكمها وأنهوا الحكم الأيوبي.

أيوبيواليمن

  • المعظم طوران شاه 1173-1181
  • العزيز طغتكين 1181-1197
  • معز الدين إسماعيل بن طغتكين 1197-1202
  • الناصر أيوب بن طغتكين 1202-1214
  • المظفر سليمان بن طغتكين 1214-1215
  • المسعود صلاح الدين يوسف بن طغتكين 1215-1229
Isometric laser scan data image of the Bab al-Barqiyya Gate in the 12th century Ayyubid Wall that borders Al-Azhar Park. This fortified gate was constructed with interlocking volumes that surrounded the entrant in such a way as to provide greater security and control than typical city wall gates.

أيوبية مصر (569ـ650هـ/1174ـ1252م)

يمكن القول إذا الدولة الأيوبية في مصر، تأسست عقب وفاة نور الدين محمود زنكي سنة 569هـ/1174م، إذ بدأ بوفاته استقلال صلاح الدين الأيوبي لها عن الزنكيين، وتأسيس الدولة الأيوبية، واستمر في حكمها حتى وفاته سنة 589هـ/1193، ثم حكمها بعده ابنه الملك العزيز عثمان حتى وفاته سنة 595هـ/1198، ولما توفي انتقل حكمها إلى ابنه الصغير الملك المنصور محمد حفيد صلاح الدين، ولكن الملك العادل محمد انتزع الحكم لنفسه بفتوى شرعية، وانتقل حكم مصر بذلك إلى الملك العادل وأبنائه.

تعرَّضت مصر في عهد الملك العادل للحملة الصليبية الخامسة التي هاجمت دمياط وتوفي العادل في أثنائها، فخلفه في حكمها ابنه الملك الكامل ناصر الدين محمد بين سنتي 615-635هـ/1218-1238، وخلفه ابنه الملك العادل الثاني بين سنتي 635-637هـ/1238-1240، ثم انتقل حكمها إلى أخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل الذي حكم بين سنتي 637-647هـ/1240-1249. وتعرضت مصر في عهده إلى الحملة الصليبية السابعة، وتوفي الملك الصالح أيوب في أثناء ذلك، فخلفه ابنه الملك المعظم طوران شاه (647-648هـ/1249-1250) ولما قتله المماليك انتقل الحكم إلى شجرة الدر زوجة أبيه الملك الصالح سنة 648هـ/1250، واستولى المماليك على مصر وحكموها في البداية باسم الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن صلاح الدين يوسف بن الملك المسعود أتسز بن الكامل حتى سنة 650هـ/1252.

حكام مصر

1ـ الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب 569-589هـ/1174-1193

2ـ الملك العزيز عماد الدين عثمان بن الناصر صلاح الدين يوسف 589-595هـ/1193-1198

3ـ الملك المنصور محمد بن العزيز عثمان 595-596هـ/1198-1199

4ـ الملك العادل سيف الدين محمد أبوبكر بن أيوب

596-615هـ/1199-1218

5ـ الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل (الأول) 615-635هـ/1218-1238

6ـ الملك العادل (الثاني) سيف الدين أبوبكر بن الكامل 635-637هـ/1238-1240

7 ـ الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل محمد 637-647هـ/1240-1249

8ـ الملك الصالح طوران شاه بن الصالح نجم الدين أيوب 647-648هـ/1249-1250

9ـ الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن صلاح الدين 648-650هـ/1250-1252

ثم استولى عليها المماليك.

أهم الإسهامات الحضارية

اهتم الأيوبيون بتشكيل جيش قوي للقاءة خطر الصليبيين من جهة ولتوحيد الجبهة العربية الإسلامية من جهة أخرى، وبدأ تشكيل الجيش الأيوبي منذ حملة شيركوه الثالثة على مصر، ومع حتى عدداً من الأمراء الأتراك التابعين لنور الدين انسحبوا مع فرسانهم بعد تولي صلاح الدين الوزارة سنة 564هـ، فإن الأسدية وغيرهم من الفرسان الأكراد التابعين لشيركوه ظلوا في خدمة صلاح الدين، وقبل مضي عام واحد كان صلاح الدين قد ألَّف حرساً من العساكر عُرفوا بالصلاحية تحت إمرة أبي الهيجا، ثم أخذ جيشه يزداد زيادة مستمرة بتجنيد العساكر في جيشه وجيش أمرائه حتى وصل عدد أفراده سنة 567هـ/1171م إلى اثني عشر ألفاً من الفرسان عدا غلمانهم.

إضافة إلى القوات العسكرية التي شكلها صلاح الدين في مصر، فإنه أضاف إليها قوات الشام والجزيرة وديار بكر وغيرها من المناطق التي دخلت تحت سلطانه، وكان جميع اتفاق بين صلاح الدين والأمراء المسلمين ينص على حتى تنضم قواتهم العسكرية إلى قواته عند إعلان الجهاد على الصليبيين، ومن هذه التجمعات كانت تتكون جيوش صلاح الدين التي كانت تصل أحياناً إلى أربعة عشر ألف فارس أوأقل أوأكثر، ففي سنة 583هـ/1187م وصل عدد أفراد الجيش الذي اشهجر في حطين اثني عشر ألفاً، لأن قوات مصر لم تكن تخرج بكاملها لقتال الصليبيين في الشام، بل كان يهجر ما لا يقل عن نصف العسكر فيها لحفظ ثغورها، وحين ينهك الجند المقاتلة يعودون إلى قواعدهم للاستراحة والتجهيز.

إلى جانب المقاتلة من فرسان ومشاة كان الجيش يضم فرقاً من الحجارين الذين يقومون على المجانيق والعرَّادات، والنقابين الذين ينقبون تحت الأسوار والمشرفين على النار التي تُرمى على أبراج العدوالمحاصر، وكانت نفقات الجيش المصري كبيرة بلغت سنة 585هـ/1189م 3.670.600 دينار من مجموع المصروفات العامة البالغة 4.653.190 دينار وكانت رواتب الطواشية في عهد صلاح الدين تراوح بين 700- 1200 دينار.

استمر اهتمام الأيوبيين بالجيش بعد وفاة صلاح الدين للحفاظ على ممالكهم وللقاءة الأخطار المحدقة بهم، وكانت أبرز فرق الجيش في العهد الأيوبي الأسدية، رجال أسد الدين شيركوه ثم الصلاحية، والعادلية والكاملية والأشرفية والصالحية وغيرها. وكان يرأس الجيش الأمير الكبير وهوالقائد الأعلى، ويأتي بعده الطلب وهوالأمير المقدَّم الذي له فهم معقود وبوق مضروب، وكان عدة جميع طلبٍ بين سبعين ومئتي رجل، وكانت الدروع والأسلحة المودعة في الزردخانة توزع على العساكر قبل القيام بحملة كما كان يصرف لهم عطاء خاص ينفقونه في أمور الحملة.

وكان لكل من كبار الأمراء وصغارهم إقطاعات وتصرف لمماليكهم جامكيات أوعطاء معين أوتجعل لهم حصص من أحد الإقطاعات ونفقات مؤن وعلوفة، وكان على المبترين حتى يؤدوا خدمات إقطاعية، منها ما مالي مثل ضريبة الجوالي (الجزية) من أهل الذمة والزكاة من المسلمين، ومنها ما على شكل خدمات مدنية مثل رعاية شؤون الأمن في الإقطاع والعناية بالزراعة وصيانة الجسور فضلاً عن الواجبات الحربية.

ولما كانت قوة الممالك الأيوبية كامنة في جيوشها كان ديوان الجيش من أبرز دواوينها، فكان مسؤولاً عن توزيع الإقطاعات وتغييرها بالنسبة لأجناد السلطان وأجناد الأمراء، ومسؤولاً عن إثبات أسماء المبترين من الأمراء وإقطاعاتهم على اختلاف درجاتهم وجميع أفراد الجيش دون استثناء. وكان لديوان الجيش علاقة وثيقة بديوان المالية الذي يهتم بكل القضايا التي تتعلق بالضرائب والموارد والنفقات والخزائن.

كان يتبع الاهتمام بالجيش القيام بتحصين المناطق الحساسة في البلاد، فقد بُدئ ببناء سور ضخم من الحجارة يحيط بالقاهرة والقلعة والفسطاط في عهد صلاح الدين، واكتمل بناؤه في عهد السلطان الملك الكامل محمد، كما بنيت القلعة على جبل المقطم لتشرف على الدفاع عن القاهرة وتكون مقراً لحكمها، وسُوِّرت مدينة تِنيس وبنيت فيها قلعة، ورمم سور دمياط، وأُصلح سور الاسكندرية كما بنيت قلاع عدة في بلاد الشام ومنها قلعة دمشق.

وجه صلاح الدين اهتمامه للأسطول حتى غدا قوة يحسب حسابها، وأفرد له ديواناً عهد بديوان الأسطول، وخصص له موارد مهمة، منها حاصلات إقليم الفيوم والنطرون وإيراد ديوان الزكاة الذي بلغ في سنة من السنوات زيادة على خمسين ألف دينار. وفي سنة 587هـ نجح الأسطول المصري في صد هجوم جريء للفرنج على مياه البحر الأحمر المنيعة إلا أنه لم يستطع منع السفن الفرنجية من جلب أعداد كبيرة من المحاربين الفرنج المتحمسين لاحتلال بيت المقدس من المسلمين. وإذا كانت الحملة الصليبية الثالثة قد أخفقت في احتلال بيت المقدس فإنها وجهت ضربة قاضية للبحرية المصرية في أثناء محاولتها نجدة الحامية الإسلامية في عكا التي حاصرتها الأساطيل الأوربية.

ويذكر المقريزي حتى الاهتمام بالأسطول قلَّ بعد وفاة صلاح الدين سـنة 589هـ وصار لا يُفكَّر في أمره إلاَّ عند الحاجة، فإذا دعت الضرورة إلى تجهيزه طُلب له الرجال وقُبض عليهم من الطرقات وقيدوا في السلاسل نهاراً وسجنوا في الليل كي لا يهربوا ولا يصرف لهم إلاّ الشيء القليل من الخبز ونحوه، فصارت خدمة الأسطول عاراً يُسب به الرجال، بعدما كان خُدَّام الأسطول ينطق لهم المجاهدون في سبيل الله.

اهتم صلاح الدين بالتغلب على المشكلات الاقتصادية التي قابلها إبان حكمه وخاصة الأزمة الاقتصادية، إذ نفدت العملة المضىية والفضية من أسواق مصر، لذلك اتجه إلى الترحيب بالتجار الإيطاليين وإغرائهم بالعودة إلى نشاطهم التجاري السابق في الاسكندرية. وعقد معاهدات تجارية مع ممثلي البندقية وجنوة وبيزة سنة 569هـ/1173م. وقد بلغ عدد السفن التابعة للدول الأوربية والراسية في ميناء الاسكندرية في شتاء سنة 584هـ/1188م سبعاً وثلاثين سفينة.

وبعد معاهدة الصلح التي عُقدت سنة 588هـ نمت العلاقات التجارية مع جنوة وبيزة والبندقية وعُقدت مجموعة من الاتفاقات في عهد السلطان الملك العادل منح بموجبها التجار تخفيضاً للرسوم الجمركية وتسهيلات إدارية.

وكانت البضائع المتاجر بها خاضعة لضرائب (أومكوس) يتولى تحصيلها الديوان، وكانت ضريبة الوارد تؤخذ على البضائع التي تباع عملاً، أما التي لم تجد لها سوقاً بالبلاد فلا يدفع عنها أربابها ضريبة وارد، ويسمح لهم بإعادة تصديرها من دون دفع رسوم، على حتى لا تكون السلعة حديداً أوخشباً أوقاراً، إذ يتحتم عندها بيعها للحكومة بثمن السوق، أما ضريبة الصادر فيجري تحصيلها على جميع السلع التي يشتريها التجار الأجانب من داخل البلاد.

ومع حتى سلاطين بني أيوب قاموا ببعض الإجراءات لحماية الفلاحين، بتحديدهم الإيجارات والجبايات التي يدفعها الفلاح لسيده الإقطاعي، فإن مشاركة السلطان الملك الكامل في الأعمال الاقتصادية، كاستخراج المعادن واستثمار الغابات وزراعة قصب السكر أدَّى إلى مصاعب جمة بعد موت الكامل بسبب التداخل بين المشروعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى الاختلاس الذي كان الموظفون يمارسونه عند تراخي الإدارة وتغاضيها.

أما أرباب الحرف فقد انتظموا في العهد الأيوبي في نقابات تولى جميع منها شيخ كار، وعالجت خط الحسبة الطرق والأساليب التي اتخذتها الدولة للإشراف على هذه النقابات كي تتوافر المواد الغذائية في الأسواق، وكان المحتسبون يتفقدون الأسواق ويقفون على ما اتخذه أرباب الحرف من أساليب الغش، ويحاولون منعها ويعاقبون جميع من يرتكب المخالفات.

اهتم الأيوبيون بالفهم والفهماء، فقد كان صلاح الدين يجمع حوله رجال الفهم، ويحضر مجالسهم ليستمع إليهم ويشاركهم في أبحاثهم، وكان ابنه الملك العزيز عثمان عالماً بالحديث والنحو، وكان السلطان الملك الكامل يناظر الفهماء، وعنده مسائل غريبة من فقه يمتحن بها فمن أجاب عنها قدَّمه.

واشتملت خزانة بهرام شاه بن فرخ شاه صاحب بعلبك على مئة ألف مجلد، وكان الملك المعظم عيسى بن الملك العادل راغباً في الأدب حتى إنه كان يعطي جميع من يحفظ المفصَّل للزمخشري مئة دينار وخلعة. وقد نال الفهماء في العهد الأيوبي مكانة محترمة، وكان لهم أثرهم في أمور الدولة وفي المجالس الفهمية. ونهض الأيوبيون بفتح المدارس للمذاهب الأربعة مع أنهم شافعيون (إلا الملك المعظم عيسى وابنه الناصر داود اللَّذين اتبعا الممضى الحنفي)، وزاد عدد المدارس في تلك الحقبة زيادة كبيرة، وكان الاهتمام بها ضمن إطار حركة الإحياء السني، واهتمت هذه المدارس بالثقافة الدينية من علوم القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه الإسلامي إلى جانب العلوم اللغوية والتاريخية والاجتماعية وفهم الطب وعلوم أخرى متفرقة، أما العلوم العقلية والفلسفية فلم يتح لها الانتشار لموقف الأيوبيين منها.

ولسيطرة فكرة الحرب والجهاد المقدس على عواطف الناس وعلى السلاطين أنفسهم، لم يعد هناك متسع من الوقت لدى الجميع للتوسع في حياة الترف والقيام بالاحتفالات كتلك التي سادت عند أسلافهم الفاطميين وخلفائهم المماليك، كما بدا الاقتصاد في الحفلات العامة متخففاً من الإسراف في الاحتفالات بالأعياد الدينية والرسمية.

وقد فرض الوضع العام على الجميع الاهتمام بأمر دينهم، يشير على ذلك كثرة المصلين والمتعبدين وكثرة المؤسسات الدينية من مساجد ومدارس وخانقاوات وأربطة بنيت للنساء والرجال، واستخدمت الرباطات النسائية لغايات أخرى غير حياة العبادة والزهد، فقد جُعِلت ملاجئ للنساء المطلقات والأرامل صيانة لهن حتى يتزوجن أويرجعن إلى أزقابلن، وكان لهذه المؤسسات أوقاف تضمن مورداً ثابتاً لها، وكان لهذه الأوقاف إدارة تشرف عليها يرأسها متولي الأوقاف الذي يسهر على إنفاق أموالها في الجهات المخصصة لها.

وكثرت في ذلك الوقت السقايات (السبلان) في كثير من المدن وخاصة التي لها مكانة دينية كمكة وبيت المقدس، وفي الخانات والمحطات والنزل الواقعة على طرق المسافرين والتجار، واتصفت هذه الحقبة كذلك بكثرة الحمامات التي كان يشرف عليها المحتسب، وكان يفرض عليها الاهتمام بالنظافة وطيب الرائحة والضرب على أيدي السارقين وعدم دخول أصحاب الأمراض المعدية إليها، وازداد عدد الفنادق والخانات والقيساريات التي تخدم التجار والمسافرين.

يتضح مما تقدَّم حتى الحركة العمرانية كانت مزدهرة على انهماك الدولة في محاربة الفرنج الصليبيين، ويغلب على العمائر الأيوبية عموماً طابع التواضع والتقشف ولكنها، من ناحية ثانية، تتميز بالمتانة والقوة وإتقان التخطيط والبناء، وكان الاعتماد كلياً على الحجر مادة للبناء. وحدث تطور ملحوظ في فنون العمارة العسكرية، فقد فاقت الأبراج والأسوار بارتفاعها وحجمها الكبير وضخامة حجارتها التي يغلب عليها النوع البارز، جميع ما معروف من قبل، وأحسن مثل على ذلك قلعة حلب، وقلعة دمشق، وقلعة بصرى، ومازالت هذه القلاع تحافظ على أصالتها إلى اليوم.

أنظر أيضاً

  • قائمة حكام المماليك
  • List of Sunni Muslim dynasties

المصادر

  • الموسوعة العربية
  • Islam: Kunst und Architektur
  • الأيوبيون في مصر


مراجع

  • Abulafia, David; McKitterick, Rosamond; Fouracre, Paul (2005), The New Cambridge Medieval History, Cambridge University Press, ISBN 052136289X, http://books.google.com/?id=bclfdU_2lesC&pg=RA1-PA616&dq=Nasir+Yusuf+killed++Mongols 
  • Abu-Lughod, Janet L.; Dumper, Michael (2007), Cities of the Middle East and North Africa: A Historical Encyclopedia, ABC-CLIO, ISBN 9781576079195, http://books.google.com/?id=3SapTk5iGDkC&printsec=frontcover&dq=Cities+of+the+Middle+East#PPA156,M1 
  • Humphreys, Stephen, AYYUBIDS in Encyclopedia Iranica, http://www.iranica.com/newsite/index.isc?Article=http://www.iranica.com/newsite/articles/unicode/v3f2/v3f2a053.html []
  • Ali, Abdul (1996), Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times, M.D. Publications Pvt. Ltd, ISBN 8175330082, 9788175330085, http://books.google.com/?id=SgjRRuPtfkQC&printsec=frontcover&dq=Islamic+Dynasties+of+the+Arab+East 
  • Baer, Eva (1989), Ayyubid metalwork with Christian images, BRILL, ISBN 9004089624, 9789004089624, http://books.google.com/?id=IZ7ZIpb-TAgC&pg=PA2&dq=Christian+communities+Syria+Ayyubid 
  • Brice, William Charles (1981), An Historical Atlas of Islam, BRILL, ISBN 9004061169, 9789004061163, http://books.google.com/?id=6DYVAAAAIAAJ&printsec=frontcover&dq=Historical+Atlas+of+Islam 
  • Burns, Ross (2005), Damascus: A History, Routledge, ISBN 0415271053, 9780415271059, http://books.google.com/?id=xTs77Ft6FXQC&printsec=frontcover&dq=Damascus+A+history 
  • Gibbs, Hamilton Alexander Rosskeen; Bosworth, C.E. (1989), The Encyclopaedia of Islam: Fascicules 111-112 : Masrah Mawlid, BRILL, ISBN 9004092390, 9789004092396, http://books.google.com/?id=PvwUAAAAIAAJ&printsec=frontcover&dq=The+Encyclopaedia+of+Islam:+Fascicules+111-112+:+Masrah+Mawlid 
  • Grousset, Rene (2008), The Empire of the Steppes: A History of Central Asia, Rutgers University Press, ISBN 0813513049, 9780813513041, http://books.google.com/?id=CHzGvqRbV_IC&pg=PA362&dq=Nasir+Yusuf 
  • Daly, M. W.; Petry, Carl F. (1996), The Cambridge History of Egypt: Islamic Egypt, 640-1517, M.D. Publications Pvt. Ltd, ISBN 8175330082, 9788175330085, http://books.google.com/?id=CK7It-NrISwC&printsec=frontcover&dq=Cambridge+History+of+Egypt+Islamic 
  • Hourani, Albert Habib; Ruthven, Malise (2002), A History of the Arab peoples, Harvard University Press, ISBN 0674010175, 9780674010178, http://books.google.com/?id=egbOb0mewz4C&pg=RA3-PA407&dq=A+History+of+Arab+People 
  • Houtsma, Martijn Theodoor; Wensinck, A.J. (1993), E.J. Brill's First Encyclopaedia of Islam, 1913-1936, BRILL, ISBN 9004097961, 9789004097964, http://books.google.com/?id=ro--tXw_hxMC&pg=PA884&dq=Turanshah+brother+Saladin 
  • Humphreys, Stephen (1977), From Saladin to the Mongols: The Ayyubids of Damascus, 1193-1260, SUNY Press, ISBN 0873952634, 9780873952637, http://books.google.com/?id=JfXl5kvabhoC&pg=PP1&dq=From+Saladin+to+the+Mongols 
  • Jackson, Sherman A. (1998), Islamic Law and the State, BRILL, ISBN 9004104585, 9789004104587, http://books.google.com/?id=M2kFQqLyqSEC&printsec=frontcover&dq=Islamic+Law+and+the+State 
  • Lane-Poole, Stanley (1906), Saladin and the Fall of the Kingdom of Jerusalem, Heroes of the Nations, London: G. P. Putnam's Sons, http://books.google.com/?id=M7pIVpjuyw0C 
  • Lane-Poole, Stanley (2004) [1894], The Mohammedan Dynasties: Chronological and Genealogical Tables with Historical Introductions, Kessinger Publishing, ISBN 978-1-4179-4570-2, http://books.google.com/?id=0QS7x1Z7A2cC 
  • Lev, Yaacov (1999), Saladin in Egypt, BRILL, ISBN 9789004112216, http://books.google.com/?id=MfGzpF3RERkC 
  • Lyons, M. C.; D.E.P. Jackson (1982), Saladin: the Politics of the Holy War, Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-31739-9, http://books.google.com/?id=hGR5M0druJIC 
  • Margariti, Roxani Eleni (2007), Aden & the Indian Ocean trade: 150 years in the life of a medieval Arabian port, UNC Press, ISBN 0807830763, 9780807830765, http://books.google.com/?id=z3jfRTRxPOUC&pg=PA25&dq=Aden+and+the+Indian+Ocean 
  • McLaughlin, Daniel (2008), Yemen: The Bradt Travel Guide, Bradt Travel Guides, ISBN 1841622125, 9781841622125, http://books.google.com/books?id=eQvhZaEVzjcC&pg=PA131&dq=Ta'izz+Yemen+Ayyubid&hl=en&ei=FJtkTZ-zDcqCtgeTtL29Bg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=3&ved=0CDQQ6AEwAg#v=onepage&q&f=false 
  • Meri, Josef W.; Bacharach, Jeri L. (2006), Medieval Islamic civilization: An Encyclopedia, Taylor and Francis, ISBN 0415966914, 9780415966917, http://books.google.com/?id=LaV-IGZ8VKIC&printsec=frontcover&dq=Medieval+Islamic+Civilization 
  • Richard, Jean; Birell, Jean (1999), The Crusades, c. 1071-c. 1291, Cambridge University Press, ISBN 0521625661, 9780521625661, http://books.google.com/?id=KszvJSv7t30C&printsec=frontcover&dq=The+Crusades+1071 
  • Salibi, Kamal S. (1998), The Modern History of Jordan, I.B.Tauris, ISBN 1860643310, 9781860643316, http://books.google.com/?id=7zdi2sCuIh8C&printsec=frontcover&dq=Modern+History+of+Jordan 
  • Shatzmiller, Maya (1994), Labour in the medieval Islamic world, BRILL, ISBN 9004098968, 9789004098961, http://books.google.com/?id=Bzo0Skd1kcYC&pg=PA65&dq=Population+of+Egypt+Ayyubid 
  • Shillington, Kevin (2005), Encyclopedia of African history, CRC Press, ISBN 1579584535, 9781579584535, http://books.google.com/?id=Ftz_gtO-pngC&pg=PP1&dq=Encyclopedia+of+African+History 
  • Singh, Nagendra Kumar (2000), International Encyclopaedia of Islamic Dynasties, Anmol Publications PVT. LTD., ISBN 8126104031, 9788126104031, http://books.google.com/?id=oT8EZ7ulytgC&pg=PA203&dq=Ayyubids+Hisn+Kayfa 
  • Smail, R.C. (1995), Crusading Warfare 1097–1193, Barnes & Noble Books, ISBN 1-56619-769-4, http://books.google.com/?id=rljJOEIXOrAC&printsec=frontcover&dq=Crusading+Warfare+1097%E2%80%931193 
  • le Strange, Guy (1890), Palestine Under the Moslems: A Description of Syria and the Holy Land from A.D. 650 to 1500, Committee of the Palestine Exploration Fund, http://books.google.com/?id=ENANAAAAIAAJ&pg=PA493&dq=Lajjun+Guy+le+Strange 
  • Tabaa, Yasser (1997), Constructions of power and piety in medieval Aleppo, Penn State Press, ISBN 0271015624, 9780271015620, http://books.google.com/?id=30kb0G15IH8C&printsec=frontcover&dq=Constructions+of+power+and+piety+in+medieval+Aleppo 
  • Vermeulen, Urbaine; De Smet, D.; Van Steenbergen, J. (2001), Egypt and Syria in the Fatimid, Ayyubid, and Mamluk eras III, Peeters Publishers, ISBN 9042909706, 9789042909700, http://books.google.com/?id=Sk6tAUL5ZWYC&pg=PA61&dq=Egypt+and+Syria+in+the+Fatimid 
  • Willey, Peter (2005), Eagle's nest: Ismaili castles in Iran and Syria, Institute of Ismaili Studies and I.B. Tauris, ISBN 1850434646, 9781850434641, http://books.google.com/?id=RTyTn4ErwRIC&pg=PA41&dq=Syria+population+12th+century 
  • Yeomans, Richard (2006), The art and architecture of Islamic Cairo, Garnet & Ithaca Press, ISBN 1859641547, 9781859641545, http://books.google.com/?id=sNVBbTuPcPkC&pg=PP1&dq=Art+and+Architecture+of+Islamic+Cairo 

وصلات خارجية

  • Ayyubids Dynasty
  • Fatimid-era Ayyubid Wall of Cairo Digital Media Archive (creative commons-licensed photos, laser scans, panoramas), data from a مؤسسة أغا خان/CyArk research partnership


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:57:54
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Pages using infobox country with unknown parameters, All articles with dead external links, Articles with dead external links from May 2010, Articles with invalid date parameter in template, ولايات سابقة في العالم الإسلامي, أيوبيون, الأسرة الأيوبية, أسر حاكمة مسلمة, أسرات كردية, بلدان سابقة في الشرق الأوسط, دول وأراضي تأسست في 1171, دول وأراضي انحلت في 1341, تاريخ الشعب الكردي, القاهرة القروسطية, مصر القروسطية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد أن أدمى القلوب.. هذا جديد الطفل فواز المختطف بسوريا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:49
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 94%

بولشونوف يمنح روسيا أول ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:35
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 99%

إسرائيل: إيران تكثف تصرفاتها العدائية تزامناً مع المحادثات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:52
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

في غضون 3 أسابيع.. إيران تحاكم ثاني مواطن أوروبي مختطف

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:52
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

استمع.. عم الطفل السوري المخطوف فواز القطيفان يروي قصته كاملة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:49
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 85%

فيتش تخفض النظرة المستقبلية لديون أوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:17:06
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 92%

مآس حبست أنفاس العالم.. العربية.نت ترصد قصصاً تحاكي حادثة ريان

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:17:01
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 94%

أرباح "اليمامة للحديد" الفصلية تنخفض 20% إلى 34 مليون ريال

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:17:00
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 86%

ليفربول يهزم كارديف ويصعد للدور الخامس بكأس الاتحاد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:17:02
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 87%

بن مبارك: ميليشيا الحوثي تقامر بأمن المنطقة خدمة لنظام إيران

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:40
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 99%

سياسة الفيدرالي أكبر اختبار للاقتصاد التركي في مارس

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:17:03
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 87%

المحكمة الاتحادية العراقية توقف ترشيح هوشيار زيباري للرئاسة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:58
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 88%

PWC للعربية: سوق السعودية تشهد 70 إصداراً بـ 3 أعوام

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:17:07
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

نشطاء لـ"العربية.نت": رحيل الطفل ريان هز ضمير الإنسانية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 97%

المغربي حكيمي يعود إلى قائمة سان جيرمان أمام ليل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:35
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 100%

400 وثيقة.. كريستيانو رونالدو يواجه شبح قضية الاغتصاب من جديد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:35
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 100%

BBC: العشرات من قيادات "الحرس الثوري" معتقلون بتهمة التجسس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:33
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 93%

تونس.. مسيرة تطالب بكشف حقيقة الاغتيالات ومحاسبة المتورطين

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 15:16:55
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 95%

تحميل تطبيق المنصة العربية