من الذي دفع الثمن،يا ترى؟ (كتاب)
من الذي دفع الثمن؟: وكالة الإستخبارات الأمريكية والحرب الباردة الثقافية هوالترجمة العربية لكتاب الباحثة فرانسيس ستونور سوندرز بعنوان Who Paid the Piper?: CIA and the Cultural Cold War المنشور 1999. في هذا الكتاب تقدم الباحثة البريطانية فرانسيس ستونور سوندرز كشفاً لوثائق بالغة الخطورة تفضح إختراق الـ (CIA): للكتاب والمفكرين في أوروبا وأنحاء أخرى من العالم، وتسلط الضوء على تمويل هذا الجهاز للكتاب والمفكرين والمجلات الأدبية من خلال منظمة "من أجل الحرية الثقافية" التي كان مقرها في باريس. يعتمد الكتاب على وثائق لم يكشف عنها من قبل وعلى حوارات أجرتها المؤلفة مع شخصيات كانت متورطة أوعلى علاقة بتلك الفترة، ويقدم تحليلاً دقيقاً للحركات الثقافية والفنية ولتوظيف الـ (CIA) لعملائها في هذه الحركات والتجمعات. ويرى مفكرون بارزون حتى هذا الكتاب يعد فتحاً في البحث التاريخي، ومن الأبحاث الجديرة بالقراءة.
في يوليو١٩٤٧ أنشأت الحكومة الأمريكية جهازا للمخابرات والمعروف اصطلاحا بالـ CIA ليتولى الجانب الثقافي في الحرب الباردة. وكان أول أعمال هذا الجهاز تكوين قابلة ثقافية يعمل من خلالها "لتحصين العالم ضد وباء الشيوعية وتمهيد الطريق أمام مصالح السياسة_الأمريكية في الخارج، فكان "الكونسورتيوم" الذي يضم مجموعة من الراديكاليين ممن تحطم إيمانهم بالشيوعية وأصابهم الإحباط بسبب سياسات "ستالين" القمعية. وتتلخص الخطة في حتى يقوم هؤلاء أنفسهم بنقد الشيوعية من خلال مختلف الوسائط: كتابة منطق أوإلقاء محاضرة عامة أوكتابة رواية أدبية أوعمل مسرحي، على حتى يدور خطابهم حول ما الذي جعلهم يعتنقون الشيوعية؟ وما الذي جعلهم يتوبون عنها،يا ترى؟ والمعنى من وراء ذلك: حتى تتم محاربة الشيوعية بواسطة شيوعيين انشقوا على الشيوعية؛ حتىقد يكون خطابهم أكثر إقناعًا من خطاب عناصر رأسمالية عادية يفترض أن يفهم حديثهم على أنه نادىية مضادة للشيوعية.
وعندما افتتح السوفييت بيتًا للثقافة في برلين لبناء ثقافة شيوعية هناك، أسرع الأمريكيون بافتتاح المراكز الثقافية في مختلف بلاد العالم لتقديم الثقافة الأمريكية من خلال عروض السينما وحفلات الموسيقي والمعارض الفنية والمحاضرات العامة، وإرسال فرق موسيقية من زنوج أمريكا لتغيير المفهوم الشائع عن العنصرية الأمريكية. )
الناشر: دار الطليعة الجديدة، دمشق، 2002. المترجم: أسامة إسبر.