روجيه مارتان دوگار
روجيه مارتان دوگار |
---|
روجيه مارتان دوگار Roger Martin du Gard (و.23 مارس 1881- 22 أغسطس 1958) هوأديب فرنسي ولد يوم لعائلة من المحامين. حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1937.
روجيه مارتان دي گار من أبرز الروائيين الفرنسيين المُحدثين. ولد في نويي Neuilly قرب العاصمة الفرنسية، وتوفي في بيليم Bellême في منطقة النورماندي Normandie. وهوسليل أسرة من رجال القانون والمال. ظهرت موهبته الأدبية منذ طفولته فعهده والده إلى الأستاذ لويس ميلّيريوLouis Mellerio عام 1896 الذي علّمه كيف من الممكن أنقد يكون المحرر بنّاءً ومبنادىً. ولم يوفق بعد الثانوية في الحصول على إجازة في الآداب، فدخل مدرسة شارت École des chartes ودرس فهم قراءة الكتابات القديمة Paléographie وتخرج عام 1905 مكتسباً المنهجية الفهمية والفهم. ونمّت قراءة تولستوي وخاصة روايته «الحرب والسلام» ميوله نحوكتابة الرواية، فشرع بعد زقابل عام 1906 في كتابة «حياة قديس» Une vie de saint، سيرة ذاتية لم ينجزها؛ مما أثار مخاوفه من اضطرابات عصبية، وشكوكه في مَلكته الفكرية فلجأ إلى استشارات طبية. وعندما اطمأن إلى وضعه خط - من دون تنقيح - «الصيرورة» Devenir (1908) فتفتحت قريحته وقرر حتى يعيش في الأرياف، علّ الطبيعة الخلابة تزيده إبداعاً. وخط روايته «جان باروا» Jean Barois (1913)، وأيضاً مسرحية هزلية farce في إطار ريفي بعنوان «وصية الأب لولو» Le Testament du père Leleu.
كان مارتان دي غار يحب المسرح فاعتمد أسلوبه في وضع لقطات ومشاهد يربطها حوار، وعندما عثر تحفظاً لدى القراء عدل عن الاقتداء بالنص المسرحي.
تفرغ بعد عودته من الحرب العالمية الأولى - حيث كان قيّماً عسكرياً عام 1920- لوضع تصور تام لرائعته «آل تيبو» Les Thibault، وهي رواية من ثمانية أجزاء شُبّهت بالنهر roman- fleuve بتعرجاته، إذ تتقاطع فيها شخصيات وطبائع مختلفة في لوحة عن البرجوازية الفرنسية في نهاية القرن التاسع عشر، مع تحليل لمصيرها على المستويين الجماعي والفردي. استغرقت كتابة الرواية ما يزيد على خمسة عشر عاماً (1920- 1937)، وهي تحكي سيرة شقيقين مختلفين طباعاً وخُلقاً. ويطرح المحرر موضوع الارتداد الوراثي atavisme وما يخلّفه من طبائع. فأنطوان الشقيق الأكبر الذي ورث من والده الحزم والاستقامة والكبرياء طبيب مناوب في إحدى المستشفيات، أما جاك فكان متمرداً، طائشاً ومتهوراً إلى درجة الهروب - وهوفي الرابعة عشرة - من المنزل مع صديق له، فسقط في سجن إصلاح والده الذي لم يرحمه على الرغم من توسّل أنطوان للصفح عنه. ويمضي زمنٌ ويزداد الطبيب ألقاً وشهرة وينساق جاك خلف أهوائه ويعيش سيرة حب ويتطوع في الحركة الثورية، ثم يُقتل بتهمة التجسس. ومن المشاهد المؤثرة في الرواية لحظة احتضار الوالد وإسراع الشقيقين في أداء واجبهما ومراسم الجنازة لكثرة مشاغلهما. وكذلك مشهد أنطوان في وقفة مع الذات مستخلصاً حتى ذاك الإنسان الذي كان قابعاً في داخله توفي منذ حتى زاول مهنته، فتفكيره محاصر داخل إطار عمله. وكان المحرر قد وصفه في أحد المشاهد عندما اتىه إلى عتبة عيادته صبيّان يستصرخه أحدهما لمساعدة شقيقه الذي يشكوخُرّاجاً، فكان ردّه للوهلة الأولى «من أوفدكما؟، ولماذا لا تتوجهان إلى مستوصف الإحسان القريب؟». وتردد أنطوان وتلعثم قبل تقديم المعالجة الضرورية. وقد أراد المحرر حتى يقول إذا استقامة أنطوان زادت شخصه فقط شهرة ومنفعة، أما عمل الخير والإحسان فكان بعيداً جداً عن تفكيره. وشخصية المحرر غائبة لا حضور لها في الحبكة الروائية، فتأثره بالممضى الطبيعي Naturalisme وصداقته المتينة التي ربطته بأندريه جيد كان لهما دور كبير في أسلوب كتابته، فهويهدف إلى قول الحقيقة واصفاً الواقع الاجتماعي بين عامي 1920- 1940، ويطرح مسائل شغلت تفكير جيل بكامله، مثل العدالة وتعارض المشاعر والمصالح والقدر وسرّ الموت.
كان مارتان دي غار دقيقاً في وصفه فهمياً في أسلوبه لايهجر شيئاً للمصادفة. وكانت شخصياته وكيفية تفكيرها تتقدم على التقانات الروائية، فهدف الحدثة هوالإظهار لا الظهور وبالتالي تخلوكتاباته من الصور المجازية. وعندما أنهى الجزء الأخير من روايته مُنح جائزة نوبل للأدب عام 1937. عندئذٍ خرج من عزلته وسافر إلى السويد والدنمارك وألمانيا والنمسا ووصل في سفرياته إلى جزر الأنتيل ومنها المارتينيك.
يـُذكر من مـؤلفات مارتان دي غار أيضاً أقـصوصة «بـوحٌ إفـريقي» Confidence africaine (1931) ، ودراما من ثـلاثة فصـول «الصَـمُوت» Un Taciturne (1931). كما جمع صوراً ريفية تحت عنوان «فرنسا القديمة» Vieille France (1933).
لم يشهد مارتان دي غار لحظة هدوء أوسكينة في حياته، فقد كان من ذوي الفكر اللاغُنوصي أواللاأدري Agnosticisme، يؤلمه عدم قدرة العقل على الفهم، ويفكر دائماً في اعتداد البشرية بنفسها وبحتمية زوالها. دفعه هاجسه لقول الحقيقة إلى كتابة سيرته الذاتية والأدبية وما تخللهما من صعوبات وثغرات بوضوح وتواضع لا نظير لهما، وقدمها بنفسه إلى دار نشر البلياد Pléiade عام 1955 قبل وفاته بثلاث سنوات.
وصلات خارجية
- Roger Martin du Gard, 1937 Nobel Laureate for Literature
- About Roger Martin du Gard
- Roger Martin du Gard
نطقب:France-writer-stub