رتشارد لڤليس
رتشارد لڤليس Richard Lovelace (عاش 1618–1657) كان شاعراً إنگليزياً في القرن السابع عشر. وكان أحد الشعراء الفرسان الذين قاتلوا في صف الملك في الحرب الأهلية. أشهر أعماله كانت "To Althea, from Prison," و"To Lucasta, Going to the Warres."
خدم ريتشارد لفلاس Lovelace الملك في الحرب والشعر معاً، كما كان أيضاً ثرياً وسيماً. رآه أنتوني وود في إكسفورد فنطق عنه إنه "ألطف وأجمل إنسان سقطت عليه عيناه"(51) وفي 1642 رأس وفداً من كنت يلتمس من البرلمان الطويل (وكان مشيخياً لأمد قصير)، إعادة الطقوس الأنجليكانية. ومن أجل هذه الجرأة في التمسك بعقيدته، قضى في السجن سبعة أسابيع. ولما اتىت معشوقته ألثيا Althea تزوره وتواسيه في السجن، خلدها بهذه الأبيات:
- عندما يرفرف الحب بأجنحة طليقة حول الأبواب، ويأتي
- بملاكه الطاهر ألثيا تهمس من خلف القضبان. وعندما
- أرقد متشابكاً في شعرها لا أحول بصري عن عينيها، فإن
- الطيور التي تسبح في الهواء لا تعهد حرية مثل هذه.
- إن بعض الجدران لا تصنع سجناً، ولا تصنع بعض
- القضبان قفصاً، لأن العقول البريئة الهادئة تتخذ من
- هذا وذاك صومعة. وإذا كنت أنعم بالحرية في حبي، وإذا
- كانت نفسي طليقة. فان الملائكة الذين يحلقون في السماء
- هم وحدهم الذين ينعمون بمثل هذه الحرية(52).
وخرج إلى الحرب ثانية في 1645، معتذراً إلى خطيبته (لوسي ساكفرل Sacheverell) في قصيدة: To Lucasta, Going To The Wars
- لا تقولي يا عزيزتي إني قاس لا أرحم، لأني من معبد
- صدرك الطاهر وبالك الخالي، أطير إلى ساحة الحرب
- وأمتشق الحسام....
- على أنك أنت نفسك يفترض أن تقدسين مثل هذا التحول لأني
- لم أكن لأحبك، إذا لم يكن الشرف أحب إلي منك(53).
وطبقاً لأنباء كاذبة عن موته في ساحة القتال تزوجت لوكستا (لوسي الطاهرة) من إنسان آخر طلب يدها. ولما حتى فقد لفلاس فتاة أحلامه وثروته في سبيل الدفاع عن الملكية، ساءت أحواله إلى حد الاعتماد على إحسان أصدقائه وبرهم ليقيم أوده. وبات هذا الذي كان يرفل في ثياب موشاة بالفضة والمضى، يرتدي الآن أسمالاً بالية ويأوي إلى الأكواخ. ومات من السل والهزال 1658، وهوفي سن الأربعين.
وكان من الممكن حتى يتفهم لفلاس فن البقاء من أدموند وولر Waller الذي نجح في الاحتفاظ بنشاطه لمدة ستين عاماً، ممالئاً جانبي الثورة الكبرى كليهما، وأضحى أكثر شعراء زمانه شعبية، وعمر بعد ملتون، ومات في سريره 1687 وهوفي سن الواحدة والثمانين. ودخل البرلمان في السادسة عشرة من عمره، وأصابته لوثة من الجنون في سن الثالثة والعشرين، ثم شفي وتزوج في سن الخامسة والعشرين من سيدة في لندن آلت إليها ثروة ضخمة، واراها التراب بعد ثلاث سنوات من زقابلما. وسرعان ما تودد إلى ساكاريسا (ليدي دوروثي سدني)، بأسلوب حديث لموضوع قديم.
- امضىي أيتها الوردة الجميلة، وأبلغي هذه التي تضيع
- وقتها وتضيعني، إنها الآن تعهد حق الفهم أني
- إذ أشبهها بك، كم يظهر هي جميلة فاتنة.
- أبلغيها، وهي في ريعان الشباب، وتتجنب حتى يختلس
- أحد النظر إلى مفاتنها، أنك لوكنت (أيتها الوردة)،
- نشأت في الصحراء، حيث لا يقطن إنسان، لأصابك الذبول
- دون أنه يتغنى أحد بجمالك....
- ثم تفنى تلك التي نقرأ فيها المصير المشهجر لكل ما هو
- فذ نادر، وما أقصر الأيام التي نقضيها مع ربات الحسن
- الرائع والجمال المذهل.
