جيمس كرول
|
جيمس كرول James Croll ز.ج.م. | |
|---|---|
| وُلـِد | 2 يناير 1821 |
| توفي | 15 ديسمبر 1890 |
| القومية | إسكتلندي |
| المهنة | عالم |
| الزوج | إيزابلا مكدونالد (ز. 1848–90) |
جيمس كرول James Croll FRS، (عاش 2 يناير 1821 - 15 ديسمبر 1890) كان عالماً اسكتلندياً في القرن التاسع عشر، طوّر نظرية التغير المناخي بناءً على تغير مدار كوكب الأرض.
حياته
ولد كرول لعائلة فقيرة عام 1821 في مغرسة صغيرة في إسكتلندا، وترعرع وهمه لقمة عيشه بالرغم من شغفه بالقراءة والفهم الذي بدأ بالاشتعال بعد قراءته لمجلة البنس الثقافية -سميت كذلك لأنها تكلف بنس واحد (الجنيه الاسترليني يساوي 100 بنس)- بعمر 11 عاماً.
بدأ بالعمل لكسب رزقه قبل حتى ينهي دراسته الإعدادية بعمر 13 عاماً وقضى العقود التالية من حياته متنقلاً من وظيفة لأخرى -كعامل طواحين، وتاجر شاي، ومدير فندق، ومندوب مبيعات لشركة تأمين، وصحفي- وكان السبب في تنقله المستمر في مجالات مختلفة هوميله إلى التفكير التحليلي والوحدة مما يجعل العمل اليدوي والاختلاط اليومي بالناس مشتتاً وصعباً، وأيضاً أصيب جيمس في مرفقه بعمر 25 سنة مما سبب له التهاباً ثم تصلباً مفصلياً مزمناً، وبالتالي قاسي عليه العمل اليدوي وفي نفس الوقت توفر له المزيد من الوقت للالتفات أكثر إلى اهتماماته الفكرية.
في الحقيقة تمكن جيمس من كتابة أول كتاب له بينما كان مندوباً للمبيعات عام 1857 وكان عنوانه “فلسفة الأديان”! في عام 1858 وصل بجيمس الحال إلى حتى يعمل كعامل نظافة وحارس في جامعة أندرسون ومتحفها -تغير اسم الجامعة إلى ستراثكلايد لاحقاً – حيث يقضي ليله في تنظيف المكان وكذلك في حراسته لوحده، أوهكذا يفترض!
كانت هذه الوظيفة مثالية لجيمس حيث استغل وجود مخطة ضخمة داخل الجامعة -بلا رقيب ولا حسيب بعد انتهاء العمل في الجامعة-، فأصبح يأتي بأخيه الأصغر ليقوم بالتنظيف والحراسة عنه فيما هويتصفح الخط ويتفهم مختلف العلوم -الطبيعية والفلسفة بالتحديد- بنفسه طوال الليل.
قضى جيمس على هذه الحال سنين عديدة مكنته من التبحر -بلا مفهم- في أعماق الخط وآخر الأبحاث، وبحكم حيازته لعقلية شغوفة ونشطة فقد رأى حتى يخط مرئياته ونظرياته على شكل دراسات وأوراق بحثية ويتقدم بنشرها في مجلة فهمية.
نظرية العصور الجليدية
كانت كتابات جيمس في هذه الفترة تدور حول فيزياء الكهرباء والحرارة وعلوم الفلك، لكن الأبرز -وهوموضع الحديث هنا- كان حول الظروف الفلكية التي أثرت على المناخ الجغرافي للأرض حيث نشر عام 1864 بحثاً ثورياً بعنوان “حول السبب الفيزيائي لتغير المناخ خلال الحقب الجغرافية” وذلك في المجلة الفلسفية أوPhilosophical Magazine.
السبب الفيزيائي لتغير المناخ خلال الحقب الجغرافية - العصور الجليدية.
لتقدير أهمية وثورية البحث، يجب الأخذ في الاعتبار بالوضع الكائن في المجتمع الفهمي آنذاك حيال تغيرات المناخ السابقة لكوكب الأرض.
لطالما حار فهماء الأرض والجغرافيا في أوروبا من التضاريس الغريبة -من أودية متصدعة ذات شقوق تبدومنحوتة وجلاميد (صخور ضخمة) متناثرة في أماكن يصعب تفسيرها- وكذلك الأحافير التي تتواجد في أماكن غير متسقطة -مثل عظام الأيل القطبي التي وجدت في جنوب فرنسا
وظهرت نتيجة لذلك الكثير من الافتراضات عديمة الأدلة؛ منها ما مضحك كافتراض دي لوك الفرنسي حتى الجلاميد الجرانيتية الضخمة وصلت إلى أماكنها الحالية (فوق طبقة من الأحجار الكلسية) نتيجة احتباسات في الأرض ضغطت هذه الصخور في أماكنها وقذفت بها مسافات شاسعة، ومنها ما منطقي كاقتراح العالم البريطاني آرثر هالام احتمالية مرور صفائح جليدية نحتت الأودية وحملت الجلاميد، وسانده العالم الكبير جيمس هوتون بطرح فرضية شيوع الأنهار الجليدية في الماضي البعيد، لكنهم لم يملكوا أدلة وقتها وبالتالي لم يلتفت لهم المجتمع الفهمي -التقليدي والجامد- ولم يرع هذه الفرضية أي اهتمام لأكثر من نصف قرن.
لاحقاً بدأ عدد قليل من فهماء الطبيعة يتوصلون لفرضيات مماثلة حيث طرح السويسري كارل شيمبر مصطلح العصر الجليدي (Ice Age) عام 1837، وأيده العالم الآخر لويس أگاسيز الذي جاب جبال أوروبا وأوديتها لجمع الأدلة وعرضها في مختلف المؤتمرات الفهمية محاولاً إقناع المجتمع الفهمي بصحة فرضية العصور الجليدية وأنها سبب التغيرات الطبيعية التي يرونها حولهم في أوروبا.
لكنه قابل حرباً من مجموعة من أكبر فهماء ذلك العصر مثل وليام هوپكنز -أحد قادة المجتمع الفهمي الجغرافي آنذاك- الذي نطق بسخافة الفكرة واستحالتها ميكانيكياً، والسير تشارلز لايل – أحد أعظم الجغرافيين في ذلك العصر- الذي انتقد وأنّب أگاسيز في أحد المؤتمرات (في الحقيقة لايل اقتنع لاحقاً بالفكرة). حتى لا نظلم الفهماء الذين رفضوا الفكرة فإنه يجب حتى نوضح حتى أگاسيز -والفهماء الذين في صفه- لا يعهدون سبب حدوث العصر الجليدي وانتشار الأنهار الجليدية، وهنا يأتي دور صاحبنا الأول: جيمس كرول.
كانت هذه الفكرية ثورية بكل ما تحمله من معنى وبفضلها بدأ الفهماء في جميع مكان بالاقتناع بالفكرة وتبنيها، وأيضاً كان لهذه الفكرة الفضل في تغيير حياة جيمس للأفضل حيث عرضت عليه وظيفة في هيئة المساحة الجيولوجية بإسكتلندا وتم تكريمه على أوسع نطاق حيث أعطي مرتبة زميل (Fellow) في أكاديمية العلوم بنيويورك وأيضاً في الجمعية الملكية في لندن -أقدم وأرقى جمعية فهمية في أوروبا وربما في العالم- وهذه المرتبة لا تعطى إلا لأبرز فهماء العصر، وكذلك تم منحه شهادة فخرية من جامعة سانت أندروز باسكتلندا، بالإضافة إلى عدة جوائز وتكريمات أخرى دولية. بالإضافة إلى ذلك فقد علق عالم الطبيعة الأشهر ‘تشارلز داروين’ آنذاك على أبحاث جيمس بقوله: “من الغريب حتى فهماء الجيولوجيا مترددون في الاعتراف بحدوث الفترات الجليدية البينية -فكرة جيمس كرول-، والتي قلبت بقوة نظريات المناخ”.
تغيرت حياة جيمس بعد هذه السنين من الدراسة والبحث وحصل على التكريم والاحترام الذي يستحقه حتى أصبح يدعى ليحاضر في أرقى المجامع الفهمية في العالم، وحصل على وظيفة مريحة تسمح له بالكتابة والبحث وأيضاً أصبحت لديه شبكة من الصداقات والمعارف في المجتمع الفهمي ساعدت أكثر في نشر نظرياته وتغذية أفكاره. بعدها بسنين -بالتحديد عام 1875- خط جيمس كتاباً ضخماً عنونه بـ”المناخ والزمن” أصبح مرجعاً في علوم الأرض حول العالم، وأتبعه بعدها بسنين بكتابين مرجعيين أيضاً أسماهما “مناقشات حول المناخ وفهم الكونيات” و“التطور النجمي وعلاقته بالزمان الجيولوجي”.
أعماله
- 1857: فلسفة الأديان
- 1875: المناخ والزمن في إطار علاقتهما الجيولوجية
- 1885: المناخ وفهم الكون
- 1889: التطور النجمي وعلاقته بالزمان الجيولوجي
- 1896: نشر بعد وفاته Autobiographical Sketch of James Croll, With Memoir of His Life and Work، حررها J. C. Irons
الهوامش
- ^ معاذ الدهيشي (2014-08-21). "جيمس كرول … عامل النظافة الذي غير علوم الأرض". أراجيك. Retrieved 2014-08-22.
- المراجع
نطقب:DNBSupp
المصادر
- Imbrie and Imbrie, "Ice ages - solving the mystery", Harvard University Press, 1979.[1]
- Gribbin & Gribbin, "Ice Age", Allen Lane, 2001. [2]
وصلات خارجية
- James Croll - unsung scientist
