خطأ لوا في وحدة:Location_map على السطر 404: attempt to index field 'wikibase' (a nil value). نطقب:حروب الخلافة الراشدة مع البيزنطيين

غزوة مؤتة أوسرية مؤتة، جرت الغزوة في جمادي الأول من العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م) بسبب اغتال الصحابي الحارث بن عمير الأزدي رسول النبي محمد إلى ملك بصرى على يد شرحبيل بن عمروبن جبلة الغساني والي البلقاء الواقع تحت الحماية الرومانية؛ إذ أوثقه رباطا وقدمه فضرب عنقه.

سبب الغزوة

سبب هذه المعركة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بُصْرَى، فعرض له شُرَحْبِيل بن عمروالغساني ـ وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قِبل قيصر ـ فأوثقه رباطاً، ثم قدمه فضرب عنقه. وكان اغتال السفراء والرسل من أشنع الجرائم، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب، فاشتد ذلك على النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين نقلت إليه الأخبار، فجهز إليهم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، وهوأكبر جيش إسلامي لم يجتمع مثله قبل ذلك إلا في غزوة الخندق.

وصية الرسول لأمراء الجيش

أمَّر الرسول على هذا البعث زيد بن حارثة، ونطق: (إن قُتل زيد فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة)، وعقد لهم لواءً أبيضاً، ودفعه إلى زيد بن حارثة. وأوصاهم حتى يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا مَنْ هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، ونطق لهم: (اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَنْ كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تبتروا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناء). وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع أزقابلن وهن يقولون ((ردكم الله إلينا صابرين)) فرد عبد الله بن رواحه ونطق ((أما أنا فلا ردني الله)).

عند مدينة مؤتة توقف المسلمون، وكان عددهم ثلاثة آلاف، وعدد الغسانين والروم مئتا ألف. اختار المسلمون بقيادة زيد بن حارثة، الهجوم على المشركين وتم الهجوم بعد صلاة الفجر وكان اليوم الأول هجوما قويا، في صالح المسلمين لأن الروم والغساسنة لم يتسقطوا من جيش صغير البدء بالهجوم.وفي اليوم الثاني، بادر المسلمون أيضا بالهجوم وكان من صالح المسلمين، وقتل كثير من الروم وحلفائهم. أما في اليوم الثالث فقد بادر الروم بالهجوم وكان أصعب وأقوى الأيام وفيه استشهد زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحه. واختار المسلمون خالداً بن الوليد قائدا لهم.

توديع الجيش الإسلامي وبكاء عبد الله بن رواحة

ولما تهيئ الجيش الإسلامي للخروج جاء الناس، وودعوا أمراء الرسول ، وسلموا عليهم، وحينئذ بكى أحد أمراء الجيش ـ عبد الله بن رواحة ـ فنطقوا: ما يبكيك،يا ترى؟ فنطق: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار:  وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا  (سورة مريم، الآية 71)، فلست أدري كيف من الممكن أن لي بالصدور بعد الورود،يا ترى؟ فنطق المسلمون: صحبكم الله بالسلامة، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين غانمين، فنطق عبد الله بن رواحة:

تحرك الجيش الإسلامي

وتحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال حتى هبط مَعَان، من أرض الشام، مما يلي الحجاز الشمالي، وحينئذ نقلت إليهم الاستخبارات بأن هرقل نازل بمآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لَخْم وجُذَام وبَلْقَيْن وبَهْرَاء وبَلِي مائة ألف.

المجلس الاستشاري بمعان

لم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم ـ الذي بوغتوا به في هذه الأرض البعيدة ـ وهل يهجم جيش صغير قوامه ثلاثة آلاف مقاتل فحسب على جيش كبير عرمرم مثل البحر الخضم قوامه مائتا ألف مقاتل،يا ترى؟ حار المسلمون، وأقاموا في مَعَان ليلتين يفكرون في أمرهم، وينظرون ويتشاورون، ثم نطقوا: نخط إلى رسول الله، فنخبره بعدد عدونا، فإما حتى يمدنا بالرجال، وإما حتى يأمرنا بأمره فنمضي له. ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي، وشجع الناس، قائلاً: يا قوم والله إذا التي تكرهون لَلَّتِي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة. وأخيراً استقر الرأي على ما نادى إليه عبد الله بن رواحة.

الجيش الإسلامي يتحرك نحوالعدو

وحينئذ بعد حتى قضى الجيش الإسلامي ليلتين في معان، تحركوا إلى أرض العدو، حتى لقيتهم جموع هرقل بقرية من قرى البلقاء ينطق لها "َشَارِف" ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى مؤتة فعسكروا هناك، وتعبأوا للقتال، فجعلوا على ميمنتهم قُطْبَة بن قتادة العُذْرِي، وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري.

بدء القتال وتناوب القادة

وهناك في مؤتة التقى الفريقان، وبدأ القتال المرير، ثلاثة آلاف رجل يقابلون هجمات مائتي ألف مقاتل. أخذ الراية زيد بن حارثة وجعل يقاتل بضراوة بالغة، فلم يزل يقاتل حتى شاط في رماح القوم، وخر صريعاً. وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، وطفق يقاتل قتالاً منبتر النظير، حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه الشقراء فعقرها، ثم قاتل حتى بترت يمينه، فأخذ الراية بشماله، ولم يزل بها حتى بترت شماله، فاحتضنها بعضديه، فلم يزل رافعاً إياها حتى قتل. ينطق إذا رومياً ضربه ضربةً بترته نصفين، وأثابه الله بجناحيه جناحين في الجنة يطير بهما حيث يشاء، ولذلك سمي بجعفر الطيار، وبجعفر ذي الجناحين.

روى البخاري عن نافع، حتى ابن عمر أبلغه أنه وقف على جعفر يؤمئذ وهوقتيل، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دبره، يعني ظهره. وفي رواية أخرى نطق ابن عمر: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية. وفي رواية العمري عن نافع زيادة فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده.

ولما اغتال جعفر بعد حتى قاتل بمثل هذه الضراوة والبسالة، أخذ الراية عبد الله بن رواحة، وتقدم بها وهوعلى فرسه، فجعل يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، حتى حاد حيدة ثم نطق:

ثم هبط فأتاه ابن عم له بعَرْق من لحم فنطق : شد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نَهْسَة، ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم، فقاتل حتى قُتل.

الراية إلى سيف من سيوف الله

وحينئذ تقدم رجل من بني عَجْلان ـ اسمه ثابت بن أقرم ـ فأخذ الراية ونطق: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، نطقوا: أنت. نطق: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية قاتل قتالاً مريراً، فقد روى البخاري عن خالد بن الوليد نطق: لقد انبترت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. وفي لفظ آخر: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية. البخاري (4266) وقد نطق النبي يوم مؤتة ـ مخبراً بالوحي، قبل حتى يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم). البخاري (2/611)

نهاية المعركة

وكان مستغرباً جداً حتى ينجح هذا الجيش الصغير في الصمود أمام ذلك الجيش الكبير من الروم، ففي ذلك الوقت أظهر خالد بن الوليد مهارته في تخليص المسلمين مما لقوه في تلك المعركة.

واختلفت الروايات كثيراً فيما آل إليه أمر هذه المعركة أخيراً. ويظهر بعد النظر في جميع الروايات حتى خالدا بن الوليد نجح في الصمود أمام جيش الرومان طول النهار، في أول يوم من القتال. وكان يشعر بمسيس الحاجة إلى مكيدة حربية تلقي الرعب في قلوب الرومان حتى ينجح في الانحياز بالمسلمين من غير حتى يقوم الرومان بحركات المطاردة. فقد كـان يعهد جيداً حتى الإفلات من براثنهم قاسي جداً لوانكشف المسلمون، وقام الرومان بالمطاردة.

فلما أصبح اليوم الثاني اعتمد خالد بن الوليد في خطته على الحرب النفسية حيث أمر عددا من الفرسان بإثارة الغبار خلف الجيش، وحتى تعلوأصواتهم بالتكبير والتهليل وقام كذلك بتبديل الرايات وغير أوضاع الجيش، وعبأه من جديد، فجعل مقدمته ساقة، وميمنته ميسرة، إلى غير ذلك دواليك، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم، ونطقوا: اتىهم مدد، فرعبوا، وسار خالد ـ بعد حتى تراءى الجيشان وهجم على الروم وقاتل حتى وصلوا إلى خيمة قائد الروم ثم أمر خالد بانسحاب الجيش بطريقة منظمة ـ وأخذ يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً، مع حفظ نظام جيشه، ولم يتبعهم الرومان ظناً منهم حتى المسلمين يخدعونهم، ويحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء ولم يتبعوا خالدا في انسحابه. إلى غير ذلك انحاز العدوإلى بلاده، ولم يفكر في القيام بمطاردة المسلمين ونجح المسلمون في الانحياز سالمين، حتى عادوا إلى المدينة.

قتلى الفريقين

استشهد يومئذ من المسلمين اثنا عشر رجلاً، أما الرومان فقتل منهم ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون رجل.

كيف استقبل النبي وأهل المدينة الجيش

نطق ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير، نطق لما دنوا من حول المدينة تلقاهم الرسول والمسلمون، نطق ولقيهم الصبيان يشتدون والرسول مقبل مع القوم على دابة فنطق «خذوا الصبيان فاحملوهم، وأعطوني ابن جعفر. فأتى بعبد الله فأخذه فحمله بين يديه. نطق وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله، نطق فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إذا شاء الله»

نطق ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض آل الحارث بن هشام، وهم أخواله، عن أم سلمة زوج النبي نطق: نطقت أم سلمة لامرأة سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة «مالي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله ومع المسلمين،يا ترى؟ نطقت والله ما يستطيع حتى يخرج حدثا خرج صاح به الناس يا فرار فررتم في سبيل الله حتى قعد في بيته فما يخرج»

أثر المعركة

وهذه المعركة وإن لم يحصل المسلمون بها على الثأر، الذي عانوا مرارتها لأجله، لكنها كانت كبيرة الأثر لسمعة المسلمين، إنها ألقت العرب كلها في الدهشة والحيرة، فقد كانت الرومان أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض، وكانت العرب تظن حتى معنى جلادها هوالقضاء على النفس وطلب الحتف بالظِّلْف، فكان لقاء هذا الجيش الصغير ـ ثلاثة آلاف مقاتل ـ مع ذلك الجيش الكبير ـ مائتا ألف مقاتل ـ ثم الرجوع عن الغزومن غير حتى تلحق به خسارة تذكر، يعد غريبا.

وكانت هذه المعركة بداية اللقاء الدامي مع الرومان، فكانت توطئة وتمهيداً لفتوح البلدان الرومانية، وفتح المسلمين الأراضي البعيدة النائية.

أسماء الشهداء

1. زيد بن حارثة
2. جعفر بن أبي طالب
3. عبد الله بن رواحة
4. مسعود بن الأسود
5. وهب بن سعد
6. عباد بن قيس
7. عمروبن سعد
8. الحارث بن النعمان بن إساف
9. سراقة بن عمرو
10. أبوكليب بن عمرو
11. جابر بن أبي صعصعة
12. عامر بن سعد

انظر أيضا

• السيرة النبوية كيف من الممكن أن نبني دولة قوية

المراجع

• الرحيق المختوم، المباركفوري - دار الوفاء 2000 م - ص 394 ~ 399

وصلات خارجية

• نصر مؤتة، مسقط سيرة الإسلام، د. راغب السرجاني