قصف الجزائر (1816)

عودة للموسوعة

قصف الجزائر (1816)

قصف الجزائر

قصف الجزائر 1823، رسم مارتينوس شومان.
المسقط
مدينة الجزائر، الجزائر
النتيجة فوز الحلفاء
الخصوم
 المملكة المتحدة
 مملكة هولندا
مجلس الوصاية على الجزائر
القادة والزعماء
اللورد إكسماوث
تيودور فردريك ڤان كاپلن
عمر أغا
القوات
27 سفينة ~90 قارب
مدافع ساحلية
الخسائر
887 قتيل أوجريح 500 قتيل
اللورد إكسماوث

قصف الجزائر (27 أغسطس 1816)، كان محاولة بريطانية لإنهاء تجارة العبيد في عهد داي الجزائر. حيث قامت أسطول إنگليزي هولندي بقيادة الأميرال اللورد إكسماوث بقصف سفن ودفاعات ميناء مدينة الجزائر.

على الرغم من حتى هناك حملة مستمرة قادتها أساطيل أمريكية واوروپية مختلفة لقمع هجمات القراصنة على الاوروپيين والتي كانت تشنها دول الساحل البربري في شمال أفريقيا، الهدف الأساسي من التجريدة كان إطلاق سراح العبيد المسيحيين ووقف ممارسة استعباد الاوروپيين. وفي النهاية، نجحت الحملة في تحقيق نجاحاً جزئياً حيث حرر داي الجزائر حوالي 3,000 عبد بعد القصف وسقط معاهدة تمنع استعباد الاوروپيين. ومع ذلك، لم يتوقف الرق لفترة طويلة.

كانت قرصنة البربر وتجارة العبيد واختطاف الاوروبيين واستعبادهم، هي السبب المعلن لما تعرضت له مدن الجزائر ووهران وطنجة والمرسى الكبير وقرطاج وطرابلس والدار البيضاء، في الفترة من 1750-1830 من قصف مدفعي مكثف، نحو5-10 مرات لكل مدينة، من أساطيل بريطانيا وهولندا واسبانيا والدنمارك والسويد والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا.

خلفية

في أعقاب نهاية الحروب الناپوليونية عام 1815، لم تعد البحرية الملكية بحاجة لدول الساحل البربري كمصدر للمؤن إلى جبل طارق ولا بحاجة لأساطيلهم في البحر المتوسط. وقد تصاعدت الضغوط السياسية على الحكومة البريطانية لعمل شيء لإنهاء ممارسات استعباد المسيحيين الاوروبيين في دول الساحل البربري.

في مطلع 1816، قام إكسماوث بمهمة دبلوماسية، مدعوماً بسرب صغير من سفن الخط إلى تونس، طرابلس، والجزائر لإقناع الدايات بوقف استعباد المسيحيين واطلاق سراح المستعبدين لديهم. وقد وافق دايات تونس وطرابلس بدون مقاومة، ولكن داي الجزائر كان متحجراً في آرائه وكانت المفاوضات معه عاصفة. افترض إكسماوث أنه تمكن من التوصل إلى معاهدة لوقف استعباد المسيحيين وإعادتهم إلى إنگلترة. إلا أنه، بسبب تضارب الأوامر، قامت القوات الجزائرية بقتل 200 صياد من كورسيكا وصقلية وسردينيا، وكانوا تحت الحماية البريطانية، وكانت المذبحة بعد توقيع المعاهدة مباشرة. وقد تسببت المذبحة في غضب عارم في بريطانيا واوروبا، ورأى الناس حتى مفاوضات إكسماوث باءت بالفشل.

ونتيجة لذلك، صدرت أوامر لإكسماوث بالتوجه للبحر مرة أخرى لإكمال المهمة ومعاقبة الجزائريين. فجمع سرباً من خمس من سفن الخط، وسفينة ذات 50 مدفع وأربع فرقاطات. السفينة ذات المائة مدفع كانت سفينة الراية والأميرال ديڤد ميلن كان نائبه على متن ذات ال 98 مدفع. وقد اعتبر الكثيرون حتى هذا السرب أضعف من اللازم، إلا حتى إكسماوث كان قد قام بمسح لدفاعات مدينة الجزائر بدون إعاقة أثناء زيارته السابقة التي تعهد فيها عن كثب على البلدة وعهد نقاط الضعف في مدى بطاريات المدافع المدافعة عن المدينة. فالمزيد من السفن الكبيرة كان سيعوق حركة سفنه بدون جلب المزيد من قوة النيران ضد المدينة. بالاضافة للأسطول الرئيسي، كان هناك سفن لنقل العبيد الذين سيتم انقاذهم وبعض المراكب الشراعية لأغراض عامة.

ولدى وصوله إلى جبل طارق، عرض عليهم سرب من خمس فرقاطات هولندية وحراقة—بقيادة نائب الأميرال ثيودورس فردريك ڤان كاپلن—أن ينضم للتجريدة. قرر إكسماوث حتى يوكل إليهم تغطية القوة الرئيسية من البطاريات الجزائرية على أطراف المدينة، إذ لم تكن هناك مساحة كافية داخل حيز الميناء، كما تحدده البغال الكاسرة للأمواج، للفرقاطات الهولندية


خطة الهجوم

رسم تخطيطي يوضع مواقع الأسطول أثناء التفجير.
مجلس الحرب على متن كوين تشارلوت'، 1818، نيكولاس باور.

في اليوم السابق للهجوم، وصلت الفرقاطة پرومثيوس وحاول قبطانها، داش‌وود، حتى ينقذ سراً القنصل البريطاني وزوجته وطفلهما، إلا حتى بعض فريق الانقاذ انكشف أمره وألقي القبض عليه. الهجوم وصفه القنصل الأمريكي.

نصت خطة الهجوم على حتى تقترب السفن الأكبر في طابور. وكان عليهم حتى يبحروا إلى المنطقة حيث لا تطالهم معظم المدافع الجزائرية. ثم كان عليهم حتى يرسوا خطاطيفهم ويقصفوا البطاريات والتحصينات على بغل الميناء لتدمير الدفاعات. وفي نفس الوقت، ترسو ذات الخمسين مدفع لقاء ثغر الميناء وتقصف السفن داخل بغل الميناء. ولحماية لياندر من بطارية ساحلية، أبحرت فرقاطتان، و مقتربتين من الشاطئ وقصفت البطارية.

القصف

رسى پـِلوبسفينته كوين تشارلوت على بعد 73 متر من بغل الميناء لقاءاً المدافع الجزائرية. إلا حتى معظم السفن الأخرى، وخصوصاً الأميرال ملن على متن HMS Impregnable رسوا خارج المواقع المحددة لهم، مما قلل من فعاليتهم وكشفهم لنيران جزائرية أكثر عنفاً. بعض السفن الأخرى أبحرت متعدية Impregnable ورست في مواقع أقرب للخطة.

قصف الجزائر، بريشة توماس لوني.

في مفاوضاتهم السابقة، ذكر جميع من إكسماوث وداي الجزائر حتى جميع منهما لنقد يكون البادئ باطلاق النار. وقد كانت خطة الداي هي حتى يدع الأسطول يرسوثم يـُخرج له دوريات قوارب صغيرة من الميناء تتسلق منها أعداد غفيرة من الرجال السفن البريطانية. إلا حتى الضبط والربط في الجانب الجزائري كان أقل فعالية وقامت أحد المدافع الجزائرية بإطلاق النار في 15:15. فبدأ إكسماوث على الفور في القصف. حاولت القوارب الجزائرية حتى تتسلق السفن البريطانية إلا حتى ثلاثة وثلاثين قارباً تم اغراقهم. وبعد ساعة، تم إسكات المدفع على بغل الميناء ولف إكسماوث اهتمامه إلى السفن داخل الميناء والتي دمرها بحلول الساعة 19:30. وبالرغم من حتى الأسطول البريطاني قصف المدينة أيضاً، إلا حتى الضرر كان قليلاً نسبياً إذ حتى البيوت كانت مبنية بكيفية تجعل القنابل تمر عبر الحوائط، مخلفة ثقباً دائرياً أنيقاً بدون تدمير المنازل. وفي 20:00، طلب ملن حتى تُستخدم سفينة القنابل ڤزوڤيوس ضد البطارية التي كانت تقصف سفينته. فأخطأ قائد قاذفة القنابل في الملاحة مما جعلها تنفجر بجانب بطارية غير المقصودة.

بالرغم من ذلك، فلم تعد البطاريات الجزائرية قادرة على اطلاق النار، وفي 22:15، منح إكسماوث أمره للأسطول بأن يحمل خطاطيفه ويبحر بعيداً عن المدى، تاركاً HMS مندن لتواصل اطلاق النار لإخماد أي مقاومة بعد ذلك. وفي 01:30 في الصباح التالي، كان الأسطول راسياً بعيداً عن المدى وتم علاج الجرحى وأصلح البحارة الأعطاب التي تسببت فيها المدفعية الجزائرية. الخسائر في الجانب البريطاني كانت 16 بالمائة بين قتيل وجريح.

السفن المشاركة

النتيجة

في ظهيرة اليوم التالي، أوفد إكسماوث الرسالة التالية إلى الداي:

"سيدي، بسبب الفظائع التي ارتكبتموها في بونا ضد المسيحيين العزل، وتجاهلك غير اللائق للمطالب التي قدمتها لكم البارحة بإسم الأمير الوصي على عرش إنگلترة، فقد قام الأسطول بناء على أوامري، بإعطائكم نموذج من عقابنا، بتدميرنا لكامل بحريتكم ومخازنكم وترسانتكم ونصف بطارياتكم.

ولما كانت إنگلترة لا تحارب لتدمير المدن، فإني غير مستعد لعمل ما اقترفتموه من فظاظة شخصية في حق السكان المسالمين للبلد، ولذلك أعرض عليكم نفس بنود السلام التي نقلتها لكم البارحة باسم سيد إنگلترة. وبدون قبول هذه البنود، فلن تكون في سلام مع إنگلترة."

وحذر أنه إذا لم يُقبل عرضه، فسوف يواصل القصف. وقد قبل الداي البنود، دون حتى يفهم حتى تهديد إكسماوث كان خدعة، فقد نفدت جميع ذخيرة البريطانيين.

وتم توقيع المعاهدة في 24 سبتمبر 1816. 1,083 من العبيد المسيحيين والقنصل البريطاني تم الافراج عنهم واستعيدت أموال الفدية. ولاحقاً تم تحرير 3000 عبد إجمالاً.


المصادر

  1. ^ [1]
  2. ^ (بالفرنسية) Abdeljelil Temimi (1968). "Documents turcs inédits sur le bombardement d'Alger en 1816". pp. pp. 111-133. Unknown parameter |Chapter_title= ignored (|chapter= suggested) (help)CS1 maint: extra punctuation (link) CS1 maint: extra text (link)
  3. ^ Otridge et al., p. 233

المراجع

  • The Life of Admiral Viscount Exmouth, by William Osler, 1841
  • Edward Pellew, Viscount Exmouth, by C. Northcote Parkinson, 1934
  • Mariner's Mirror (1941)
  • Otridge, J. et al. (1817), "Dispatches from Admiral Lord Exmouth, G.C.B., addressed to John Wilson Croker, Esq," in:The Annual Register, Or, A View of the History, Politics, and Literature for the Year 1816, pp. 230–240; and "Dutch official account of the battle", ibid., pp. 240–243

وصلات خارجية

  • View of Algiers
  • "Algiers 1816". On War.
تاريخ النشر: 2020-06-04 21:17:31
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, CS1 maint: extra punctuation, CS1 maint: extra text, Pages using deprecated image syntax, نزاعات 1816, القرن 19 في الدولة العثمانية, القرن 19 في أفريقيا, معارك بحرية دخلتها المملكة المتحدة, معارك بحرية دخلتها هولندا, معارك بحرية دخلتها الدولة العثمانية, معارك بحرية دخلتها الجزائر, تاريخ الجزائر, الجزائر العثمانية, الاستعمار البريطاني في أفريقيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الرئيس السيسى يوفد مندوبا للتعزية فى وفاة المستشار سعيد مرعى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:24
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 45%

بدء إجلاء المواطنين الروس من شرق أوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:28
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

وزير الخارجية يشارك فى مؤتمر ميونخ للأمن

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:25
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

نيويورك تايمز: روسيا تنشر 190 ألفا من قواتها على الحدود مع أوكرانيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:21
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 35%

«الموسيقيين» تكشف العقوبة المنتظرة لـ عمر كمال بعد إحالته للتحقيق

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:10
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

السيسي: مصر حريصة على تعزيز التعاون البرلماني مع الجانب الأوروبي

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:12
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

تقارير فرنسية: صراع أوروبي شرس على ضم أليو ديانج من الأهلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:23
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 44%

فصل التيار الكهربائي غدًا عن بعض مناطق مرسي مطروح

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:09
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

«كذبت وافتريت».. هجوم عنيف على إبراهيم عيسى من وكيل الأزهر السابق

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:11
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

أول رد من أوكرانيا على التقارير حول استعدادها شن هجوم على دو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:29
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

بوتين ولوكاشينكو: العقوبات الغربية "غير مشروعة"

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

البطريرك مار إغناطيوس يصلي من أجل الأباء الكهنة الراقدين

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:08
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

مرتضي منصور: طارق حامد جلس مع مسئول بيراميدز فى التجمع الخامس

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:11
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

أبرز مشاهد المباراة.. فرصة أفشة وإنقاذ طبيب الأهلى لاعب الهلال "فيديو"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:25
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 37%

الاقتصاد الروسي ينمو بمعدل 7ر4% العام الماضي بأسرع وتيرة منذ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:21:30
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية