حسني سبح
حسني سبح (1900 – 1986) طبيب سوري، رائد تعريب العلوم الطبية.
لا نبالغ إذا قلنا إذا هذا النابغة كان من أجلّ أبناء الشام ومن أعظم من خدموا اللغة العربية بما أسهم به من تعريب المصطلحات الطبية التي يستخدمها الفهماء والأطباء اليوم.
ولد حسني بن يحيى سبح في دمشق عام 1900 في حي ساروجة.
تخرج عام 1919 مع الفوج الأول من خريجي الطب في سوريا وكان عدد الخريجين ثمانية وأربعين طبيباً.
أتقن الهجرية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، كما كانت له نشاطات اجتماعية ووطنية، منها تطوعه في معركة ميسلون لإسعاف الجرحى، وفحصه جثمان يوسف العظمة بعد استشهاده وتأكيد إصابته بشظية مزقت طحاله.
عام 1924 سافر إلى فرنسا وسويسرا للتخصص والمتابعة، فاغتنم فرصة وجوده في أوربا لتقديم الفحص الإجمالي في لوزان في سويسرا للحصول على شهادة دكتوراه في الطب عام 1925. وكان موضوع الأطروحة التي قدمها: نموالغشاء المشيمي في الإنسان، والتي طبعت بالفرنسية في العام نفسه.
أصبح رئيساً للجامعة السورية عام 1943.
ساهم عام 1943 في تأسيس جمعية المواساة التي أسست مستشفى المواساة، وانتخب رئيساً لها حتى عام 1975
نتيجةً لجهوده اللغوية ومشاركاته الفهمية انتخب عضواً عاملاً في المجمع الفهمي العربي "مجمع اللغة العربية بدمشق" عام 1946 ثم رئيساً له عام 1968 واستمر يرأسه حتى وافاه الأجل في دمشق.
وفي عام 1985 انتخب عضوشرف في مجمع اللغة العربية الأردني، وفي عام 1986 انتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ثم انتخب عضواً في المجمع الفهمي الهندي.
توفي الدكتور حسني سبح في 31 كانون الأول عام 1986 وفي يوم وفاته أنهى دوامه الوظيفي في مجمع اللغة العربية وقبل حتى يغادر المجمع ولج إلى غرفة الدكتور عدنان الخطيب أمين عام مجمع اللغة العربية بدمشق واقترح عليه إعادة نشر كتابه "المجمعيون في خمسين عاماً" في طبعة جديدة، فأبدى الدكتور الخطيب موافقته على هذا الاقتراح ثم ركب سيارته إلى منزله حيث أسلم الروح وهوفي الطريق ولم يشعر سائقه بوفاته إلا حين هبط كعادته ليفتح له باب السيارة أمام مدخل عمارته.
من أقواله:
"من نافلة القول حتى نبحث في ضرورة التعليم باللغة العربية، فما من أمة في العالم إلا تحترم لغتها، وتسعى جهدها لتكون هذه اللغة هي الوحيدة التي تعبّر عن جميع شؤونها، وتعلّم بها في جميع مراحل التعليم. وذلك لأن التعليم بلغة خارجية مرشد على الضعف وعدم الثقة بالنفس، بل مرشد على خمول العزيمة في أهلها". | ||
—حسني سبح |