السلمية

عودة للموسوعة

السلمية

السلمية
The western quarter of Salamiyah.
السلمية
Location in Syria
الإحداثيات:
البلد  سوريا
المحافظة محافظة حماة
المنطقة سلمية
Settled 3500 BCE
الارتفاع 475 m (1٬558 ft)
التعداد(2009)
 • الإجمالي 200٬000
 • Ethnicities Arab
 • Religions Ismaili٬ Sunni٬ and Ithna Ashari Islam٫
منطقة التوقيت EET (التوقيت العالمي المنسق+2)
 • الصيفي EEST (UTC+3)
مفتاح الهاتف 33
A full view of Shmemis (spring 1995).

سلمية هي مدينة تقع على بعد ثلاثين كليلومتراً إلى الشرق من مدينة حماة في وسط سوريا. لهذه البلدة أهمية تاريخية حيث إنها كانت مقراً للأئمة الإسماعيلين من آل بيت رسول الله وهم: الوفي أحمد والتقي محمد ورضي الدين عبد الله ومحمد عبد الله المهدي. وهذا الأخير يعهد بـعبيد الله المهدي غادر سلمية إلى شمال أفريقيا ليؤسس الدولة الفاطمية التي مازالت حتى اليوم تعتبر المثال الفريد المميز في وضع النظام الحكومي على أسس الشريعة الإسلامية مع المراعاة الكاملة لحقوق الأديان الأخرى ودون تمييز بين المذاهب, وهوما افتقرت له سابقتاها العظيمتان الأموية والعباسية الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بنى مدينة القاهرة على يد جوهر الصقلي لذلك تدعى سلمية بأم القاهرة.

تشتهر سلمية في الوقت الحاضر بأهلها ذوي الثقافة العالية (حسب احصائيات الأمم المتحدة) ومنهم الفهماء والأطباء وذوومراكز عليا منتشرين في جميع انحاء المعمورة كما ينتمي اليها الشعراء محمد الماغوط وسليمان عواد وخالد محمود الخالد وعلي الجندي وفايز خضور وإسماعيل عامود ومحمد مصطفى درويش وأكرم قطريب والمفكران عارف تامر ومصطفى غالب والمحرر محمود أمين.

ومن أبرز البلدات التابعة إدارياً لها, تلدرة وتلتوت وبري الشرقي والسعن, تحتضن هذه المنطقة التي هي لسان أخضر في قلب البادية السورية على الكثير من الآثار العريقة والتي التي ما يزال الكثير منها تحت ركام التراب والأيام الغوابر ينتظر نهضة البلد الثقافية والاقتصادية حتى تخرج للعيان.

سَـــلَمْيَةُ تلك المدينةُ الوادعةُ الحالمةُ الواقعةُ على تخومِ باديةِ الشام، وتحتضن بين حناياها ذكريات تاريخ عريق حافل بالحوادث الهامة احيانا والمثيرة احيانا اخرى, قد لوحتها شمسُ الصحراء ،وتهبُّ عليها النسماتُ البحريةُ الرقيقةُ عبرَ فتحةِ حمصَ في جبالِ لبنانَ محملةً ببخار الماءِ حيثُ يسقطُ مطراً ، يحيلُ أرضها خضراءَ جميلة.. تقع في حوضةٍ تحيطُ بها الهضابُ والجبالُ الكلسيةُ ،فمنَ الجنوبِ هضبة السطحيات التي تمتد من الغرب إلى الشرق حيثُ هضاب ومرتفعات جبالِ الشومرية ، ومن الشرق جبالُ البلعاس، ومن الشمال جبال العلا، ومن الغرب مرتفعات الهضبة الكلسية التي تشكِّلُ شبه حاجزٍ يفصلها عن حوض العاصي .

كانتْ سلَمْيَةُ بهذا المسقط الاستراتيجي بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب قد جذبت انتباهَ قوافلِ التجارِ عبرَ العصورِ لأسبابٍ متعددةٍ أهمها : قربها من المعمورة ، ومجاورتها للبادية ، فهي عقدةُ وصلٍ بين الشرقِ والغربِ حيثُ كانتْ تعبرها القوافلُ القادمةُ من حوضِ الفرات لتجدَ فيها أماناً واطمئناناً بعيداً عن طرقِ الباديةِ التي يكثرُ فيها قطاعُ الطرقِ واللصوصُ مما يؤثِّرُ سلباً على حركة التجارة ، وهذا ما أكسبها أهميةً جعلتها تجددُ بناءها حدثا دخلَ فيها الخرابُ والدمار. والأمرُ الآخرُ من الأهميةِ بمكانٍ هووقوعها على الطريق الثانية القادمة من حلب إلى سفيرة فالأندرين إلى قصرِا بنِ وردان ماراً بها إلى الرستن ثمَّ تتجهُ إلى دمشق أولبنان عبرَ جبالِ القلمون. من هنا نتبينُ أهميتها من خلالِ الأحداث التاريخية المتعاقبة عليها عبرَ السنين والأحقاب.

تبعد عن حماة (33) كم وتقع إلى الشمال الشرقي منها, مبنية على هضبة ترتفع(475) م عن سطح البحر,. كان يعبرها في الماضي طريقان تجاريان هامان أولهما يبدأ من البصرة فبابل فالرصافة فأسريا فالسلمية فالرستن فالقريتين فدمشق . وثانيهما يبدأ من حلب فالسفيرة فالأندرين فقصر ابن وردان فالسلمية حيث يلتقي بالطريق الأول في القدم جنوب دمشق .

التاريخ

ويذكر عارف تامر بأن سلمية سميت بهذا الاسم تخليدا لذكرى معركة سالميس التي انتصر فيها اليونانيون على الفرس عام (480) ق .م , كما ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان حتى الاسم مشتق من (( سلم مائة )) نسبة إلى المائة رجل الذين نجوا من الموت عندما اجتاح الدمار مدينة المؤتفكة وأن هؤلاء المائة قد نزلوا في السلمية وعمروها في القدم , وحسب أقوال المؤرخ الراحل الدكتور عارف تامر بأنها كانت عامرة منذ زمن السومريين (2400-3000) ق . م ,وأنها كانت تابعة للمشرفة ( قطنا ) أيام الآموريين(2100-2400) ق. م. ثم خضعت للحثيين والآشوريين (1500) ق . م , وأنه في نهاية القرن التاسع وبداية القرن الثامن قبل الميلاد حكمها الآراميون فضموها إلى مملكة حماة. أما في العصر السلوقي فقد ازدهرت وأصبحت محطة تجارية كبيرة , وارتبطت مع أفاميا بطريق معبد, وضمت إلى حمص في العصر الروماني, وزاد ازدهارها خلال حكم أسرة شميسغرا الحمصية لروما, كما ثابرت على ازدهارها في العصر البيزنطي فأصبحت إحدى المراكز المسيحية الرئيسية في الشرق وصارت مركزا لأبرشية مسيحية كبرى تمتد سلطتها من طرابلس الشام حتى الرصافة فكان يتبعها (76) كنيسة.

لحق سلمية الخراب إثر اجتياح الفرس لها عند احتلالهم لسورية عام (547) م , فأصبحت خاوية تجوبها القبائل البدوية , إلى حتى أعاد بناءها عبد الله بن صالح بن علي العباسي عام (136) هـ حوالي (754) م فاستعادت مركزها التجاري وتطورت تطورا كبيرا خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة حيث وفد إليها مجموعة من الاسماعيليين فجعلوا منها قاعدة لدعوتهم السرية , وكان أولهم عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق الذي ألف أواشهجر في تأليف كتاب (( إخوان الصفا وخلان الوفا )) ذائع الصيت وهوفي السلمية كما يذكر عارف تامر ،وأنه أطلق على نفسه اسم عبد الله بن ميمون القداح بقصد إخفاء شخصيته عن العباسيين ، وقد أثار كثيرٌ من المؤرخين الشك حول عبد الله بن ميمون القداح وبأنه يهوديٌ وهذا ما لا أستطيع الجزم به .

وهاجم القرامطة سلمية في أواخر القرن الثالث للهجرة عام (874) م بقيادة الحسين بن زكرويه ففتكوا بأهلها ولم يبقوا فيها أحدا على قيد الحياة بما في ذلك صبية الكتاتيب والبهائم كما ذكر صاحب كتاب الرسل والملوك . استطاع عبيد الله المهدي أحد أحفاد عبد الله بن ميمون القداح النجاة بنفسه وأن يصل إلى شمالي أفريقيا حيث أعرب قيام الدولة الفاطمية أوالدولة العبيدية كما يسميها بعض المؤرخين والذين شككوا أيضاً ونفوا حتىقد يكون عبيد الله مؤسس الدولة العبيدية وأحفاده من بعده يرجع نسبهم إلى آل البيت النبوي .

وفي عام 1168 م منح صلاح الدين الأيوبي سلمية إلى ابن أخيه الملك المظفر تقي الدين صاحب حماة ثم أصبحت موضع نزاع بين أبناء العمومة ملوك حمص الأسديين وملوك حماة التقويين وبعد معركة عين جالوت التي انتصر فيها الملك المظفر على التتر عام (1242) م أبترها الملك المظفر للأمير مهنا آل الفضل بن ربيعة بن طي لبلائه الحسن في تلك المعركة . ذكر ابن الوردي في تاريخه : حتى سلمية تعرضت للانحطاط في ذلك العهد, بسبب نزاع أفراد أسرة مهنا فيما بينهم . أما خرابها للمرة الثانية فكان على يد تيمور لنك , ولقد ظل هذا الخراب مدة خمسة قرون ونيف وكان حكمها طوال هذه المدة بيد آل مهنا الذين اتخذوا اسم (( آل أبي ريشة )) فيما بعد, أما الأعراب الذين التفوا حولهم فكانوا يدعون الموالي . وفي القرن الحادي عشر للهجرة السابع عشر للميلاد سيطر الأمير فخر الدين ا لمعني على حمص وحماة وتدمر والسلمية فأبقى لآل أبي ريشة سيطرتهم عليها وبعد مدة غزت قبيلة شمر العراقية سلمية في محاولة لانتزاعها من الموالي وظلت الحروب قائمة بين الطرفين حوالي عشر سنوات وأخيرا اتىت قبيلة عنزة فاحتلتها وأجلت الموالي عنها حتى أواخر القرن الثالث عشر للهجرة. ويعود إعمار سلمية الحديث إلى عام (1848) م وذلك عندما أصدر السلطان عبد المجيد العثماني قرارا بالعفوعن جميع من يقوم بإعمار أي منطقة شرقي نهر العاصي فأخذ الإسماعيليون بالهجرة إليها من مواطنهم في جبال الساحل ( مصياف - القدموس - الخوابي وعكار ) وذلك إحياء لمجدهم الغابر وهربا من الاضطرابات والمشاكل التي كانوا يعانون منها في الجبل وأخذوا يغرسون الأرض التي جادت بخيراتها فظهرت قرى جديدة حول المدينة التي قام فيها العمار والازدهار والتوسع .

يعيش سكان مدينة السلمية في توافق على غير المدن الأخرى والتي ينتشر فيها الكثير من الطوائف, حيث يجمع الهم السلموني (كما يسمى محليا ) الطائفة السنية والطائفة الاسماعلية في خط وتألف واحد وأذاب هذه الهم السلموني تلك الخلافات المغرضة والتي تقع في بلد متعدد الطوائف بل على العكس تجد فيها قمة التألف والتأخي


المكتشفات الأثرية

المكتشفات الأثرية مثل الأواني المنزلية والأدوات الحربية في سلمية تعود إلى العصر البرونزي, حددت مديرية الآثار زمنَ هذه المكتشفات بأنها تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

أصل التسمية : حللَ المؤرخون أصلَ التسمية فأرجعوها إلى مصدرين : 1- أطلق اليونانيون اسم سلاميس على سلمية اعتزازاً بفوزهم على الفرس في معركة سلاميس. أوأطلقوا على سلمية اسم سلاميس وهواسم مدينة على بحر إيجة نظراً للتوافق بين المدينتين في المناخ والشكل. 2- ورأيٌ ثانٍ يقول : بأن كثرة المياه فيها جعل الناسَ يطلقون عليها سيل مياه أوسيل ميه، وحُرِّفَ إلى سلمية . لقد ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان فيقول: [سلَمْيةُ قيل قرب المؤتفكة فينطق :إنه لما نزلَ بأهلِ المؤتفكةِ ما نزلَ من العذابِ رحم اللهُ منهم مئةَ نفس فنجاهم اللهُ فانتزحوا إلى سلمية فعمروها وسكنوها فسميت ( سلم مائة) ثم حرَّف الناسُ اسمها فنطقوا سلَمْية


المعالم الأثرية في سلمية

1- الســـور : وهوالذي بناه نور الدين الزنكي، ويعود بالأصل إلى اليونان، ومن خلال الحفريات المعاصرة تبين أنه يزيد على أربعة كيلومترات حيث يحيط بمدينة سلمية القديمة ولكنه الآن لا وجود له


2- قلعة سلمية: تعود قلعة سلمية إلى العهد اليوناني وامتداده الروماني ،حيث كانت مركزاً للجند ، ولها شكل رباعي ذوثمانية أبراج ، وهذا البناء هوما قام به نور الدين الزنكي عند ترميم القلعة حيث ارتفع جدارها حوالي تسعة أذرع وعرض الجدار حوالي ثلاثة أذرع ، وبقي هذا الجدار حتى عام 1926 م حيث هدم وبني من حجارته دار الحكومة


3- معبد زيوس: وهونفس المسقط المعروف (( بمقام الإمام إسماعيل)) ومن خلال الحفريات والمخلفات الأثرية الموجودة الآن في البناء تبين أنه ذوطابع هلنستي مما يشير على حتى اليونان قد بنوا هذا المعبد وسط المدينة المسورة ومنحوه المزيد من العناية والإتقان ثم حُوِّلَ إلى معبد لجوبيتر، وفي العصر البيزنطي تحول إلى كنيسة يتبع لها أكثر من اثنتين وأربعين كنيسة ممتدة من الرصافة وحتى طرابلس تهدم هذا البناء عدة مرات وآخر بناء له كان في عهد الأمير خلف بن ملاعب حيث تحول إلى مسجد عُرفَ بالمسجد ذي المحاريب السبعة، وهدم قيما بعد مع ما هدم في الغزوالمغولي وظلَّ خراباً حتى العصر الحديث حيث رُمِّمَ عام 1993 م وأعيد بناؤه كمسجد


4- قلعة شميميس: في الشمال الغربي من مدينة سلمية على بعد خمسة كيلومترات ، وعلى جبل منفرد ويعتبر واحد من جبال العَلا مخروطي الشَّكل حيثُ تقع هذه القلعة 0 وأما بناؤها الأول يعود لأسرة شميسغرام وهم أمراء حمص أواخر العهد الهلنستي وبداية العهد الروماني ، وظلت هذه القلعة قائمة حتى اتى الفرس وهدموها وأحرقوها شأن جميع التحصينات التي شاهدوها في بلاد الشام ، وطلت خراباً حتى عمرت في زمن شيركوه الأيوبي وأما زمن إعادة بنائها فقد حدده المؤرخون ومنهم أبوالفداء بعام 626هـ - 1228م بينما حدد محمد كرد علي في كتابه(( خطط الشام )) زمن إعادة بنائها عام 627هـ - 1229 م ولكنهم أجمعوا على حتى مجدد بنائها هوشيركوه الأيوبي صاحب حمص 0 تجثم القلعة ببنائها وأبراجها العالية فوق طبقة بازلتية تغطي قمة الجبل المخروطي، وحولها خندقٌ بعمق حوالي خمسة عشر متراً وفيها بئر ماءٍ عميقة ضخمة لتلبية حاجة القلعة من الماء ، وبئر أخرى للتموين مصقولة من الداخل بملاط من الكلس والطين ، وفيها دار الإمارة ، وبعض الأقبية التي كانت مساكناً للجند . وأما أهمية القلعة من حيث المسقط فقد كانت ذات أهمية عظيمة لأنها تطل من مكانها على أربعة اتجاهات حيث ترصد دائرة واسعة بقطرٍ يزيد على الخمسين كيلومتر 0 من هذا المسقط المطل المشرف على هذه المساحات الواسعة يستطيع الراصد من خلالها حتى يرصد جميع هذه المساحات مما أكسبها أهميةً كبيرةً وكانت محط أنظار الطامعين0 وكان آخر ما تعرضت له هوالدمار الذي لحق بها أثناء الغزوالمغولي ، وما تزال أطلالها خربة إلى يومنا هذا.


5- مزار الخضر: ( المار جورجيوس) يقع شمالي سلمية بمسافة ثلاثة كم فوق قمة جرداء وكان ديراً للمسيحية ، ولكن بعد الفتح الإسلامي غيرت كنيسته إلى مسجد صغير ، وتحول اسمه من دير المار جورجيوس إلى مزار الخضر الحي 0 ويلحق بهذا الدير الكثير من الغرف وبعض المغاور والكهوف ولكنه الآن خربٌ تماماً لم يبقَ منه إلاّ بقيةُ جدار وقاعدة للمحراب.


6- القنوات الرومانية: ومن المعالم الأثرية الهامة أيضاً القنوات الرومانية المنتشرة في جميع بقعة من بقاعها حيثُ لم تبقَ بقعةٌ إلاّ رُويت بالماء ، وقد ذكر المؤرخون أنَّ فيها ثلاثمائة وستون قناة موجودة ما بين سلمية وريفها الممتدِ من قرية الكافات غرباً إلى قرية الشيخ هلال شرقاً ،وقد كانت هذه هي الطريقة المستخدمة في ري الأراضي آنذاك0هذا وقد نُسجت قصصٌ كثيرة حول هذه القنوات وأهمها سيرة قناة العاشق.


سيرة قناة العاشق

تمكنت بعثة أثرية من اكتشاف بقايا قناة مياه رومانية عمرها 2000 سنة في المنطقة الوسطى من سورية وهي نفسها (قناة العاشق) التي كانت خط التاريخ قد تحدثت عنها وعن أسطورة حب عاشها أمير منطقة «سلمية» في القرن الأول الميلادي مع ابنة ملك منطقة «أفاميا» والتي تبعد عن إمارته 80 حدث، في وسط سورية قرب مدينة حماة السورية، وتقول الأسطورة (الحقيقة) حتى الحب كان من طرف واحد (من قبل الأمير)، الذي تقدم لخطبة الأميرة، لكن اشترطت عليه حتى يجر مياه الري من عين الزرقاء الغنية بالمياه في منطقته إلى مدينتها «أفاميا» حتى تقبل به زوجاً، وكما ينطق (الحب أعمى) فقد عمد الأمير إلى توظيف جميع إمكانيات إمارته وعمالها لشق قناة يصل طولها إلى 150 وقع أخذت شكلاً متعرجاً وهندسياً لتصل المياه بشكل جيد إلى أفاميا التي ترتفع عن سطح البحر 308 أمتار، في حين حتى مدينته «سلميه» ترتفع 475 متراً عن سطح البحر، فتم إنشاء القناة باتقان وبدراسة فهمية وهندسية. يقول رئيس بعثة التنقيبات في القناة المائية (قناة العاشق) «إبراهيم شدود»: سيرة اكتشاف قناة الحب أوالعشق هذه اتىت مصادفة قبل عدة أيام حين كان (بلدوزر) يعمل على حفر أحواض لمحطة معالجة المياه المالحة في المنطقة، ظهرت حجارة بازلتية وقواطع حجرية أثرية، سارعنا فوراً إلى إجراء كشف ودراسة لهذه القناة التي ظهر منها حتى الآن حوالي ستين متراً بإرتفاعات متباينة وبعرض متفاوت يصل إلى حوالي مترين ولاحظنا حتى القناة مبنية كلها بالحجر البازلتي المنحوت بشكل فني ومتقن. يظهر حتى أمير المنطقة الذي بنى هذه القناة كان مغرماً بشكل كبير بابنة ملك أفاميا فأراد حتى تكون هذه القناة المعجزة عربون حبه وتضحيته من أجل هذا الحب والذي توج بالزواج منها.


قصيدة "سلمية" لابنها محمد الماغوط

محمد الماغوط خط فيها قصيدة رائعة؛ هذه هي :


سلمية:الدمعة التي ذررفها الرومان

على أول أسير فك قيوده بأسنانه

ومات حنينا اليها.

سلمية...الطفلة التي تعثرت بطرف أوروبا

وهي تلهوبأقراطها الفاطمية

وشعرها المضىي

وظلت جاثية وباكية منذ ذلك الحين

دميتها في البحر

وأصابعها في الصحراء.

يحدها من الشمال الرعب

ومن الجنوب الحزن

ومن الشرق الغبار

ومن الغرب..الأطلال والغربات

فصولها متقابلة أبدا

كعيون حزينة في قطار.

نوافذها مفتوحة أبدا

كأفواه تنادي..أفواه تلبي النداء

في جميع حفنة من ترابها

جناح فراشة أوقيد أسير

حرف للمتنبي أوسوط للحجاج

أسنان خليفة؛ أودمعة يتيم

زهورها لا تتفتح في الرمال

لأن الأشرعة مطوية في براعمها

لسنابلها أطواق من النمل

ولكنا لا تعهد الجوع أبدا

لأن أطفالها بعدد غيومها

لكل مصباح فراشة

ولكل خروف جرس

ولكل عجوز موقد وعباءة

ولكنها حزينة أبدا

لأن طيورها بلا مأوى

حدثا هب النسيم في الليل

ارتجفت ستائرها كالعيون المطروفة

حدثا مر قطار في الليل

اهتزت بيوتها الحزينة المطفأه

كسلسلةمن الحقائب المعلقة في الريح

والنجوم أصابع مفتوحة لالتقاطها

مفتوحة_منذ الأبد_لالتقاطها


هذه هي مدينة الماغوط مدينة الادباء .... مدينة الفكر.


تاريخ النشر: 2020-06-04 22:11:04
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Missing redirects, Articles with short description, Pages using infobox settlement with unknown parameters, مدن سوريا, محافظة حماة, بذرة جغرافيا سوريا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الشبح تسقط في الخليج السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:52
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

“الويكلو” يحرم الجيش الملكي من جماهيره في 6 مباريات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:26:29
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

الأهلي والنصر يتحكمان في البطل السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:51
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

الأهلي ينتظر رد الرابطة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:57
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

طيران الرياض ينضم للميثاق العالمي للأمم المتحدة UNGC السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:58
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

تركيز فني في الأولمبي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

القفزة الأفضل للشباب السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:56
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

“الويكلو” يحرم الجيش الملكي من جماهيره في 6 مباريات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:26:39
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

الصدارة الخضراء أمام خطر التطور الطاجيكي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:55
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

وزير الخارجية ونظيره البرازيلي يستعرضان تطورات غزة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 21:24:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية