چاقا بيه أوچاغا بيه( باليونانية Τζαχάς - Cahas؛ توفى عام 1092)، قائد وبحار السلاجقة فى القرن الحادى عشر، فى عام 1071 أسس ولف إمارة مستقلة مركزها سميرنا (أزمير الحالية) مباشرة بعد معركة ملاذكرد الحربية فى الفترة التى انتشر فيها السلاجقة فى منطقة الاناضول. ويعتبر أول أميرال هجري فى التاريخ، وأول من أنشأ سلاح البحرية فى تاريخ الهجر.

بعد عام 1071 شارك فى الهجمات السلجوقية المدبّرة على الاناضول وأسقط چاقا بيه الامبراطور البيزنطي أسيراً وانفصل عن القصر عام 1081. فى نفس العام فُرضت السيطرة الهجرية لأول مرة فى تاريخ أزمير؛ فبعد فترة فرض سيطرته على ساحل وبعض من جزر بحر ايجة وبعض المدن من أجل توسيع حدوده. وعلى الرغم من حصار الأبيدوس ل كانكالى الحالية إلا حتى الحصار انتهى بالفشل بسبب اغتال السلطان السلجوقي بالاناضول قلج أوفدان الأول للامبراطور البيزنطي الكسيوس كومنينوس الأول بتحريض من طرف قلج أوفدان .

زاخاس وهي إمارة نشأت في القرن الحادي عشر في الأناضول، مؤسس هذه الإمارة كان قائد عسكري يخدم في أمرة سلاجقة الروم وحكم منطقة مستقلة عاصمتها كانت سميرنا

أسر زاخاس خلال حربه مع نيكوفورس الثالث بوتانياتس إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية. أظهر الإمبراطور البيزنطي اهتماماً بالأمير الشاب وأطلق عليه لقب نبيل وجعله يقيم في قصره. بعد حتى تولى لكسيوس الأول كومنينوس زمام الأمر في الأمبراطورية البيزنطية سنة 1081، عاد زاخاس إلى الأناضول وبدأ حرباً على الإمبراطورية البيزنطية بغية توسيع سلطته. وأمر ببناء أسطول وأحواض لصناعة السفن في سميرنا وأفسس ليبلغ أسطوله 33 سفينة شراعية و17 سفينة مجداف، ليكون أول أسطول بحري سلجوقي في الأناضول.

نجح أسطول زاخاس في غزولسبوس سنة 1089 وخيوس سنة 1090، لكنه هزم في 19 مايو1090 بالقرب من جزر كويون على أيدي القوات البيزنطية. غزا أسطول زاخاس في عام 1091 جزيرة ساموس وجزيرة رودس لكن مالبث حتى تعرض لهزيمة كبيرة في بحر مرمرة من القوات البيزنطية. ومن ثم تعرض لهزيمة أخرى في سنة 1092 دمرت أسطوله وادت إلى استرداد جميع الجزر التي كان قد غزاها وأدت إلى اعتنطقه

وفقا لمصادر البيزنطية، فإن زاخاس اغتال ف سنة 1092 على يد زوج ابنته ابنته قلج أوفدان الأول، ومع ذلك، ظهر اسمه في وقت لاحق ، مثل حملة ضد ميناء ادرمد الاستراتيجي في سنة 1095، لكن ووفقا لهذه المصادر، فإنه كان قد توفي ومن قام بالغزوهوابنه بتكليف من قلج أوفدان.

اختفت هذه الإمارة من التاريخ بعد وفاة زاخاس، لينجح البيزنطيين بعد ذلك من استرداد الأراضي على بحر إيجة. وليصل السلاجقة لبحر إيجة مرة ثانية بعد قرنين من الزمن.

فترة ما قبل الإمارة

عام 1071 بعد معركة ملاذكرد الحربية بين دولة السلاجقة العظام والامبراطورية البيزنطية، سقط الامبراطور البيزنطي رومانوس ديوجين أسيراً. وظهرت إمارات أسستها قبائل الهجرمان فى الأناضول. چاقا باي رجل من المحاربين القدامى أسس مركز سيڤاس، وإمارة دانيشمنديلر وشارك مع قبيلة أوغوز فى الغارات المنظمة على الامبراطورية البيزنطية والتى أسقطت الإمبراطور البيزنطي أسيراً في واحدة منهم فى عام 1078. إتجه إلى القصر البيزنطي وأسر الامبراطور نيقفور الثالث بوتانياتس]، واتخذ القسطنطينية (اسطنبول الحالية) عاصمة وإتخذ لنفسه لقب پرونتونوبيليسيموس protonobilissimus، وهناك حمل من شأن الأسرى المتفهمين للغة اليونانية والهجرية بالقصر. وفى عام 1081 إتخذ لقب امبراطور العرش من الإمبراطور ألكسيوس الأول ووهبه لنفسه وأخذ منه أيضاً الإمتيازات التى أُعطيت له وبعده عن القصر وأعاده بين صفوف الهجرمان فى الأناضول.

تأسيس وتطوير الامارة

إستغل چاقا بيه الشجار الذى كان بين البيتشنغ والبيزنطيين وأسقط مع سميرنا (أزمير حالياً) التى كانت في يد البيزنطيين بواسطة 8000 جندى، واستخدم الحرفيين الروم هناك في ابتكار 40 بترة سلاح بحري. يعتبر عام 1081 هوعام خلق السلاح البحري، وفى نفس الوقت هوتاريخ إنشاء القوات البحرية الهجرية. استوعب چاقا بيه الصراعات التى قام بها البيتشنغ والبيزنطيين فى البلقان، وكان أول من استولى على كلازومناى (أورلا حالياً) بهدف توسيع حدود إمارته وجعل مركزها سميرنا. نظّم الهجوم الأول على مدينة فوكيا (فوچا حالياً) ثم ضمها إلى أراضيه. وبعد فترة علن أنه سيعاقب مدير مدينة ليسبوس (ميتيليني حالياً) بمغادرة المدينة بسبب مسؤليته عن الرسائل التى خطت إلى ألبوس. أثناء مغادرته للمدينة عقب هذه التهديدات، استولى چاقا بيه قائد القوات على مدبنة ميتلينه (مدينة ميديلي حالياً) عام 1089 دون لقاءة أى مقاومة. ولكن الجانب الاخر من جزيرة ميتيمنا لم يتم أخذها برغم الجهد الذي بُذل بسبب جدرانها القوية وجغرافيتها الغير ملائمة. فهم الإمبراطور البيزنطي الأول الكسيوس كومينوس حتى ليبسوس تحت سيطرة چاقا بيه، فأوفد على الفور أسطولاً بحرياً إلى الجزيرة، ولكنه بعد ذلك انفصل عن ليسبوس وأخذ چاقا بيه الجزيرة تحت سيطرته عام 1090 عقب الهجوم الأول الذى نُظّم على خسيوس (جزيرة ساكيز حالياً). فى نفس العام فاز نيكتاس كاستامونيس بقيادته مع القوات البيزنطية فى المعركة الحربية التى شُنّت على خسيوس. ونتج عن ذلك هزيمة الإمبراطور عن أرضه، أوفد چاقا بيه إلى القسطنطينية أُسطولاً بحرياً بيزنطياً اَخر إلى خسيوس حيث قام 8000 تقريبا من جيش الهجرمان بحصار جزيرة القلعة فى سميرنا، يوم 19 مايو1090 قامت معركة بحرية فى جزيرة كويون بين خيوس وكارابورون (المنتصر) الذي استولى عقب هذا الإنتصار على بعض السفن البيزنطية. بعد المعركة إلتقى چاقا بيه مع الاسينوس من أجل معاهدات السلام، وأُطلِق عليه (چاقا بيه) ألقاب بيزنطية من طرف الإمبراطور ونطق چاقا بيه أنه مستعد للسلام إذا تمت الموافقة على زواج ابنه من ابنة الإمبراطور، وأنه سيقوم بإعادة الجزر التى احتلها. ولكن الإمبراطور لم يوافق على هذه المطالب. بعد عودة چاقا بيه مرة أخرى إلى سميرنا أخذ دالا سينوس خسيوس، وقبل حتى يمضي نهاية عام 1090 سيطر چاقا بيه عليها مرة اخرى. وبعد عام 1090 فرض سيطرته على جزر رودوس وساموس (سيسام وساموس حالياً).

بعد زيادة قوته وهب لنفسه لقب إمبراطور، وواصل چاقا بيه هدفه فى حصار القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وبناءً على ذلك إتصلت قبائل البيتشنغ بالإمبراطورية المحتلة فى الشرق، ومن جهة أخرى إتفق جانب من كيبشك الاتراك مع الإمبراطور الكسيوس امينوس الأول بتاريخ 29 ابريل 1091 على حتى يضعوا السيف على البيتشنغ بما فى ذلك النساء والأطفال وإزالة هذا الخطر من الأجواء. وبعد ذلك فوراً أقام چاقا بيه علاقة مع السلطان السلجوقي الصاعد إلى العرش قلج أوفدان الأول فى نيقية (إزنيق حالياً). ومن جهة أخرى زوج چاقا بيه ابنته إلى قلج أوفدان الأول.
عام 1092 أوفد الكسيوس كومينوس الأول أسطولاً بحرياً بقيادة دالاسيوس مع جيشاً حربياً بقيادة يانيس دوكاس لمحاربة چاقا بيه بقسطنطين. أثناء محاصرة القوات البيزنطية ل ليسبوس بقيادة يالفاتش شقيق چاقا بيه، إنتشر چاقا بيه مع أُسطوله البحري حول أطراف الجزيرة. وبعد مناوشات استمرت لثلاثة أشهر غادر چاقا بيه الجزيرة بشرط تحرير سميرنا. عاد من هناك فوراً بأسطوله البيزنطي إلى القسطنطينية مباشرةً اَخذاً ساموس مرة أخرى. بعد فترة فهم چاقا بيه بمحاولات الأسطول البحري لإغتنام فرصة العصيان فى كريت وقبرص، فقام بإحتلال غرب الأناضول لكي يسيطر مرة أخرى على جزر ايجه. وفى نفس العام حاصر چاقا بيه أبيدوس (نارابورنو، تشانكالي حالياً) بعد حتى استولى على ادراميتيون (ادرميت حالياً). عندئذٍ عقد الكسيوس كومنيوس الأول تحالفاً مع قلج أوفدان الأول ضد چاقا بيه من أجل إزالة الخطر الذي يمثله چاقا بيه على كلاً من البيزنطيين والسلاجقة. أثناء حصار أبيدوس تحرك الأسطول البحري البيزنطي والجيش السلجوقي ضد چاقا بيه. فطلب چاقا بيه (الجاهل بالاتفاق الذي تم بين الدولتين) اللقاءة مع قلج أوفدان الأول، فاستقبله قلج أوفدان بالإحتفال، وأثناء ضيافته سحب سيفه وقتل چاقا باي.

بعد موته

عقب موت چاقا بيه حرّض ألكسيوس الأول كومننوس الدول المسيحية فى أوروبا على اخراج قلج أوفدان الأول من نيقية لكي يصد هجمات الاتراك المحتملة، ودعّم بِدأ الحملة الصليبية الأولى، عام 1097 غزا الصليبيون المدينة ونقلوها إلى بيزنطة ثم اتجه البيزنطيون نحوالمناطق الداخلية في الأناضول، وأثناء هزيمة السلاجقة فى المعركة الواقعة فى دوليون (اسكيشهير حالياً) هجمت القوات البيزنطية على سميرنا وحاصرت المدينة من البر والبحر. وعلى الرغم من تسليم القائد الهجري للمدينة هناك تم وضع حوالىعشرة اَلاف سيف هجري فى صيف 1097، وسلّم بيه هجري اَخر إفسس فى أيدى الجيش البيزنطي، وتم توزيع ما يقرب من 2000 أسير هجري بالجزيرة.

انسحبت قوات چاقا بيه الهجرمان من فيلادلفيا (الاشهير حالياً) بعد حتى انسحبت من بولونيوم (بولڤادين حالياً)، وبعد حتى أُخذت فيلادليفا من قبل البيزنطيين، اتجه الهجرمان أكثر نحوالشرق حتى وصلوا إلى حدود جيرده.

تراثه

اسم چاقا بيه اتى من اسم حي تابع لبلدة ششمه فى منطقة ازمير. عام 2008 شيد تمثالاً لچاقا بيه في حي إينونوالتابع لبلدة ششمه فى مدينة ازمير، فشيدت حكومة ششمه والقوات البحرية نصباً تذكارياً له. النصب التذكاري يوجد في منطقة اتساعها 600 متر مربع، ارتفاعهم بين 17:20 متر ، حيث يتكون طول التمثال النصفي لچاقا بيه من 2 متر ازدياد وقاعدة ثلاثة متر ونصف. عُرض التمثال النصفى لچاقا بيه فى متحف البحرية فى حي بشيكناش فى مدينة اسطنبول ثم أُنشأت صالة عرض فى المتحف تحمل اسم چاقا بيه. وأيضاً يعرض التمثال النصفي الخاص بچاقا بيه فى متحف برسين البحري. وفى جهة أخرى توجد مدرسة ابتدائية تحمل اسم چاقا بيه فى منطقة ايدنين كوشاداسي بحيّ كارتال فى مدينة اسطنبول ومنطقة قوجالينين جولچوق، كما توجد مدرسة ثانوية اناضوليه ومدارس خاصة بمنطقة ازميرين تشيغلي تحمل اسمه. تحمل مجموعة حافلات اسطنبول البحرية كواحدة من الحافلات البحرية الناقلة اسم چاقا بيه، وسمي باسمه ايضاً اسطول عبّارات فى عام 2008.

وعام 1976 تم إصدار كتاباً يحمل عنوان چاقا بيه من كتابات يافوز بهارديراوغلويروي حياة چاقا بيه. وعام 2005 أصدرت دار نشر اقچاغ رواية تحمل نفس الاسم (چاقا بيه) ل محمد ديكيچي.

انظر أيضاً

• Seljuk campaigns in the Aegean

ملاحظات

الهامش

ملاحظات

ذكر اليكسيادا حتى اسم (Çaka) لا يوجد فى أى وثيقة تاريخية وإنما كان يخط ماضياً (Cahas). وذكر أيضاً اكديس نعمت فى منشوره چاقا بيه عام 1936؛ حتى اسم چاقا (Çaka) انتشر فى هجريا خاصةً بعد أثر استخدامه لأول بيه هجرى مسمى به فى إزمير وجزر المحيط (1081-1096)م.

مصادر اضافية

• خليل إينالجك (Ocak 2013). "Çaka Bey-İzmir Beyliği, 1081-1092". NTV Tarih (48. sayı).
• آنا كومنينا (1928) (İngilizce). The Alexiad of the Princess Anna Comnena: Being the History of the Reign of Her Father, Alexius I, Emperor of the Romans, 1081-1118 A.D.. Taylor & Francis.
• Finlay, George (1854) (İngilizce). History of the Byzantine and Greek Empires from DCCXVI to MCCCCLIII. I. cilt. William Blackwood & Sons.
• Kurat, Akdes Nimet (1966). Çaka Bey: İzmir ve Civarındaki Adaların ilk Türk Beyi (M.S. 1081 - 1096). Ankara: Türk Kültürünü Araştırma Enstitüsü.

نطقب:Anatolian Beys