ثورة ظفار

عودة للموسوعة

ثورة ظفار

تمرد ظفار

قوات بريطانية تعمل على تطهير الطرق من الألغام.
التاريخ 1962–1975
المسقط
عُمان
النتيجة هزيمة المتمردين
تحديث عُمان
الخصوم
 عُمان
إيران
 المملكة المتحدة
 الأردن

جبهة تحرير ظفار
الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل
الجبهة الديمقراطية الوطنية لتحرير عُمان والخليج العربي
الجبهة الشعبية لتحرير عُمان (PFLO)

بدعم
اليمن الجنوبي
القوات
القوات المسلحة لسلطان عُمان 10.000
فرقات غير نظامية 1.800
القوات المسلحة الإيرانية الشاهنشاهية 4.000
الجيش البريطاني ~500
الجيش الأردني سرب مهندسين
800 مقاتل متمرس
1.000 مقاتل
الخسائر
عُمان: غير معروف
بريطانيا: 24 قتيل، 55 جريح
إيران: ~500 ق‌و
غير معروف ق‌و
2.000 أسير

ثورة ظفار قامت في اقليم ظفار ضد حكومة سلطنة عُمان والتي كانت تدعمها بريطانيا، من 1962 إلى 1975، في فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور. انتهت الثورة بهزيمة الثوار، وبدأت سلطنة عمان في القيام بإصلاحات وجذرية في البلاد.

خلفية

تعد ثورة ظفار التي انطلقت في عام 1965 في الجزء الجنوبي من سلطنة عمان، واحدة من أطول الثورات العربية، حيث امتدت زهاء ما يقارب عشرة أعوام، وقد واكبت حقبة الثورات التحررية من الاستعمار العالمي والتي شهدتها المنطقة العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.


أسباب قيام الثورة

مجموعة من الثوار في ظفار.

تتعد الأسباب التي أدت الى قيام الثورة في ظفار على حكم السلطان سعيد بن تيمور، وكان أهمها حالة التخلف التي سادت سلطنة مسقط وعمان بشكل عام واقليم ظفار بشكل خاص، وكثرة الممنوعات والمعاناة من ضرائب السلطان الباهظة التي أثقلت كاهل العمانيين. وكانت عمان معزولة عن العالم الخارجي والمحيط الاقليمي وحتى العزلة الداخلية بين مناطق السلطنة ذاتها، وبعدما تعهد المهاجرون الظفاريون على أنماط المعيشة المتنوعة في دول الخليج التي يعملون بها والراقية قياسا بالوضع في عمان خلقت لديهم الرغبة الجامحة في التغيير.

كما حتى الأوضاع التي عاشتها المنطقة آنذاك وانتشار المد القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر أدى الى تأثر أبناء الأمة العربية ومن ضمنهم الظفاريين بأفكار القومية العربية المنادية بالوحدة والتحرر من الاستعمار ومقاومته بشتى الوسائل، مما ولد لدى الظفاريين النزعة نحوالثورة ضد الوجود البريطاني في عمان.

كل هذه العوامل ساعدت على قيام الثورة في ظفار، والتي عمل الظفاريون على تطبيقها من خلال تشكيل تنظيمات سرية متعددة كان لها دوافع وانتمائات مختلفة، فبعضها كان قوميا عربيا هدفه مقاومة الامبريالية البريطانية وتمثل في التنظيم المحلي لحركة القوميين العرب.

والآخر كان هدفه تحسين الأوضاع الاجتماعية في عمان وتمثل في الجمعية الخيرية الظفارية. أما المجموعة الثالثة فقد كان هدفها غير واضح وكانت تدعى منظمة جنود ظفار وكانت تتكون من عناصر الجنود العمانيين السابقين وعناصر من الشرطة كانوا يعملون في الامارات الساحلية.

إندلاع الثورة

النادىية البريطانية - "يد الله تحطم الشيوعية"

تنسب الرصاصة الأولى في الثورة إلى مسلم بن نفل الذي كان يعمل في مغرسة قصر السلطان سعيد بن تيمور والذي اقصاءه من عمله في القصر السلطاني في عام 1963 أثر شعوره المناهض للسلطان سعيد، وعمق ذلك الشعور وجود فريق أجنبي للتنقيب عن النفط في المناطق التي تقطن فيها قبيلته. مع وجود تقارير بأعتداءات بسيطه على قاعدة السلاح الجوي البريطاني في المرابط في عام 1962 إلا إذا أول طلقة مسجلة إيذاناً ببدء حرب ظفار كانت في أبريل 1963 من خلال هجوم مسلح على حافلات شركة النفط، خطط له وقام بقيادته مسلم بن نفل.

بعدها لجأ مسلم بن نفل مع 30 رجلا من جماعته إلى المملكة العربية السعودية وقام بالإتصال بالإمام غالب بن علي الهنائي، مدعوماً بالمال السعودي، أنضم بن نفل إلى مجموعة أخرى من المناهضين الظفاريين، ورحلوا إلى العراق التي كانت تحكم من قبل النظام البعثي حيث تلقوا تدريباً عسكري.

وفي صيف 1964 عادت المجموعة بقيادة بن نفل إلى ظفار مع وعود من الحكومة السعودية بزيادة الدعم المالي والعسكري. ولم يقتصر الدعم على السعودية، بل كان أيضا من الكويت وجمهورية مصرالعربية، ودعت تلك الدول المجموعات الظفارية المناهضة إلى توحيد جهودهم في جبهة واحدة.

ولم يلبث عام 1965 حتى شهد إعلان قيام الجبهة الشعبية لتحرير ظفار حيث عقد مؤتمر شعبي في 9 يونيومن نفس العام وانتهت جلساته بإعلان قيام الثورة الظفارية. حيث نادى البيان الظفاريين إلى الأنضمام إلى الجبهة من أجل تحرير الوطن من حكم السلطان سعيد بن تيمور وتحرير البلاد من البطالة والفقر والجهل واقامة حكم وطني ديمقراطي.

إلى غير ذلك بدأت حرب ظفار بين عمليات الكر والفر التي أستخدمتها الجبهة ضد أهداف السلطان سعيد بن تيمور بين عامي 1965 و1967.

الحرب في عهد السلطان سعيد بن تيمور

في 28 أبريل 1966 سقطت محاولة لاغتيال السلطان سعيد بن تيمور حين كان يستعرض حرسه الخاص والذي كان يوجد به بعض الظفاريين المنتمين للجبهة، وبعد هذه الحادثة احتجب السلطان سعيد عن الظهور الأمر الذي جعل العمانيين يعتقدون أنه اغتال وأن السلطات البريطانية هي التي أصبحت تدير شؤون السلطنة. إلا أنهم تلقوا هزائم متكررة وضغوط شديدة من قبل قوات السلطان حتى ربيع 1967.

إلى جانب ذلك تلقت الجبهة ضربة أخرى بسبب توقف الملك فيصل بن عبدالعزيز عن دعم الجبهة لتخوفه من الأهداف الثورية للجبهة على أنظمة الحكم الوراثية المحافظة في الخليج العربي وقد أعطت تلك الأحداث السلطان سعيد تفوقاً تكتيكياً ومساحة أكبر لتنفس الصعداء.

ومع إنحسار الإمبراطورية البريطانية وتصاعد الثورات في مستعمرات بريطانيا السابقة وخصوصا عدن وظهور الجبهة الوطنية للتحرير في اليمن الجنوبي التي كانت تتخذ مبادئها من ثورة أكتوبر للينين، وتسلمها السلطة فيما سمي حينها بالجمهورية الشعبية لجنوب اليمن، زادت عزلة السلطان سعيد تيمور وتوجسه من حتى تنقل الجبهة الوطنية للتحرير في عدن مبادئها الماركسية وتمنح مساعداتها العسكرية إلى جبهة تحرير ظفار.

وشاءت الأقدار حتى يحدث ذلك، فقد قامت جبهة تحرير ظفار، وقد ظهرت تلك الاتجاهات واضحة عند انعقاد المؤتمر الثاني الذي عقدته الجبهة في حمرين في سبتمبر 1968 حيث تبنت برنامجا ماركسيا لينينيا . وكذلك اتخذ المؤتمر قرارا بعدم اقتصار الثورة على ظفار وانا امتدادها الى رحاب الخليج ومن ثم عمدت الى تغيير أسمها من الجبهة الشعبية لتحرير ظفار إلى "الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل إلى غير ذلك أصبحت الجبهة مسيسه كاملا على عقائد الجناح اليساري. عند نهاية 1969 عاد قادة العصابات والسياسيين من مدرسة "أعداء الإمبريالة" في بكين، ودخلوا ظفار مع 15 مجموعة من المسلحين والمؤهلين عسكرياً. قامت المجموعات بشن هجمات منظمة على قوات السلطان والتي بدورها كانت تنصب مجموعات مسلحة من مسقط على الحدود لمنع خروقات جديدة.

ومع تغير نوع الحرب ودخول أطراف غريبة على جبهة تحرير ظفار، تقلص الدعم الشعبي للجبهة بسبب تقارير عن وحشيتهم في معاملة أهالي بعض القرى.مع ذلك رفض السلطان سعيد إرسال المزيد من الدعم المادي أوالعسكري للقضاء على الجبهة ظناً منه حتى القتال هوتمرد قبلي مشابه لما حصل في الجبل الأخضر والمسألة هي مجرد وقت وستنتهي الثورة. لكن الأحداث القادمة أثبتت سوء تقدير السلطان سعيد في حكمه على الجبهة.

في 23 سبتمبر 1969، تمكن المتمردون من دخول المدينة الساحلية رخيوت مع مقاومة ضئيلة. وتم أعدام واليها حامد بن سعيد بعد محاكمة عسكرية وذلك بعد أدانته بخيانة الوطن والعمالة لبريطانيا.وقتل معه معظم الرجال في المدينة.

ومع تواصل هطول الأمطارالموسمية، وغياب القوات الحكومية، تمكنت الجبهة من التوغل داخل ظفار وغرس الألغام في الطريق المؤدي إلى ثمريت وعاصمة المحافظة صلالة، وقامت الجبهة بشن هجمات بالأسلحة الآلية ومدافع الهاون على قوافل جيش السلطان.

وقامت الجبهة في صيف العام الذي تلاه بأحتلال حبروت وتدمير القلعة التي كان السلطان قد أمر ببنائها منذ مايقارب العامين. إلى غير ذلك تتابعت هجمات الجبهة على نحوالكر والفر والإنسحاب إلى حدود اليمن الجنوبي.

عند ذلك قام الطيران البريطاني بشن غارة جوية على مدينة حنوف (هنوف) داخل حدود اليمن، وجهت فيها ضربات موجعة للجبهة وقامت بتدمير "المدرسة الثورية للتدريب" التي تخرج منها الكثير من أعضاء الجبهة.

برغم الإنتصار المحدود لقوات السلطان إلا حتى قوات السلطان بدأت تقابل موقفاً صعباً جداً، مع وجود ما يقارب 5000 مقاتل للجبهة مقارنة بما لا يزيد عن 1000 مقاتل من جيش السلطان وذلك في عام 1969. لهذا وفي أكتوبر 1969 أصدر السلطان سعيد أوامره بشراء طائرات عمودية وزيادة صفوف الفصيل الرابع في الجيش.

وتزامنت التحديثات العسكرية لجيش السلطان مع إكتشاف عناصر جديدة في حرب ظفار وهواتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوڤيتية. واتىت تقارير المخابرات الحكومية حتى الإتحاد السوڤيتية وعن طريق سفارته في عدن قد قرر دخول الحرب بسبب الوجود الصيني مع الجبهة ولمنع إستحواذ الصين على مجريات الأحداث في منطقة مهمة من العالم كالخليج العربي. وبهذا التدخل فقد حصلت الجبهة على دعم عسكري عظيم وأسلحة في غاية التقدم.

وفي ذلك الوقت أنتقلت حرب العصابات إلى شمال عمان في 12 يونيو1970، عندما قامت مجموعة جديدة باسم الجبهة الوطنية الديموقراطية لتحرير الخليج العربي المحتل التي أسسها عمانيون كانوا في بغداد. هاجمت الجبهة معسكرا للجيش في إزكي ومن ثم ردع الهجوم من قبل قوات السلطان، ألا حتى الهجوم كان له أثراً معنويا كبيرا في الحركات الثورية المناهضة وقدرتها على شن هجوم جرئ ومباغت.

وبعد إلقاء القبض على بعض أعضاء الجبهة الجديدة، تمت الإغارة على بيت في مطرح والعثور على أسلحة متطورة. بعد ذلك قرر أعضاء الجبهة الإنضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل. ورغم الامدادت البريطانية فقد كانت قوة السلطنة في وضع دفاعي أكثر من كونه وضعاً هجوميا jumiaً اذ لم يكن السلطان يسيطر على أكثر من مدينة صلالة والتي أحاطها بأسوار من الأسلاك الشائكة وكان سلاح الجوالملكي البريطاني يقوم بحماية مطارها.


الحرب في عهد قابوس بن سعيد

مسلم بن نفل.

بعد تولي السلطان قابوس بن سعيد منطقيد الحكم في السلطنة في 23 يوليو1970 وكمحاولة منه لإنهاء حرب ظفار، قام في أول سبتمبر 1970 بإعلان العفوالعام عن جميع المتمردين ووعد اي ظفاري مشهجر في حركة التمرد بمعاملة حسنة، ووعد كذلك بتحقيق مطالب المتمردين الرئيسية وفق برنامج إصلاحي اجتماعي .

وقد تزامنت مبادرة العفوالتي طرحها جلالة السلطان مع إختلافات قبلية في الجبهة. حيث أعربت بعض القبائل حتى هدفها الأصلي كان من أجل تغيير أجتماعي في البلاد ولم يكن سياسيا. هذا الإختلاف نتج عنه حملة أعدامات جماعية في حق عدد من أعضاء الجبهة قدر عددهم ب 300 عضواً في عام 1970. وقدمت في نفس الفترة أكبر هدية للجيش السلطاني وذلك بقيام مسلم بن نفل بتسليم نفسه الى قوات السلطان.

تزايدت الإغتيالات في صفوف الجبهة حيث تم تطبيق أحكام الإعدام على مجموعة كبيرة من الظفاريين وصلت الى مايقرب من 40 شخصاً ورغم ذلك فقد تزايد عدد الأعضاء الذين قرروا الأستفادة من عرض العفوالمقدم من جلالة السلطان قابوس.

كان الأعضاء الذي يستسلمون للجيش السلطاني يجلبون معهم أسلحتهم، ومن ثم إنضم هؤلاء إلى ما يسمى بالفرق الوطنية لمحاربة قادتهم السياسيين في الجبهة وبلغ عددهم إلى ما يقارب 2000 مقاتلاً.

ومن أبرز الثوار الذين سلموا أنفسهم وسلاحهم مسلم بن نفل الذي كان واحد من مؤسسي الجبهة ولم يلبث هؤلاء حتى انخرطوا في القوات السلطانية ضد قيادات الجبهة لم تكن الوسائل السلمية التي لجأ اليها السلطان قابوس كافية وحدها لقمع حركة التمرد ولذلك اتجه السلطان الى استخدام الاسلوب العسكري والذي كان اكثر حسماً في قمع الحركة من أساسها.

وكان الدافع من وراء إهتمام السلطان قابوس بقواته الدفاعية يرجع الى تصاعد العمليات العسكرية التي قام بها الثوار، حيث لم تكد تمضي بضعة أشهر على تقلده الحكم حتى أحرزوا فوزات حاسمة على قوات السلطنة التي اضطرت الى التراجع وراء الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بمدينة صلالة عاصمة الاقليم تاركة الجبال والسهول في أيدي الثوار. غير حتى الفترة الموسمية بما يكتنفها من ضباب وأمطار ساعدت قوات السلطنة مع بداية عام 1972 على تعزيز امداداتها ومراكز اتصالاتها اللاسلكية الى جانب تخلي بعض العناصر عن الجبهة استجابة للعفوالذي أعربه السلطان قابوس عند تسلمه الحكم.

وفي 30 نوفمبر 1973، وصل 3000 عسكري إيراني الى سلطنة عمان للمشاركة في قمع الثورة هناك بناء على طلب السلطان قابوس

محاولة الانقلاب 1972

القاعدة البريطانية في المربط حيث سقطت معركة المربط المروعة.

بعد الهزائم التي منيت بها الجبهة توجهت إلى التخطيط لانقلاب في نظام الحكم في السلطنة، وقد تم التخطيط للانقلاب في العراق في أكتوبر 1972 عن طريق بعض العناصر التي أوفدتها الجبهة الى هناك بالاضافة الى بعض أعضاء المخط السياسي في اليمن الجنوبي، وقد تم تحديد موعد الانقلاب في 31 ديسمبر 1972.

غير حتى هذه المحاولة انتهت بالفشل الذريع وتم القبض على الكثير من عنصر الجبهة ، وكشفت التحقيقات التي أجريت بشأنها حتى المؤامرة كانت تستهدف القيام بحملة اغتيالات تستهدف السلطان ومستشاريه وضباط الجيش والولاة وكبار التجار.

وكشفت التحقيقات كذلك عن امتداد التنظيمات السرية إلى دولة الإمارات حيث تم إكتشاف عناصر معارضة داخل القوات الدفاعية للدولة. وقد قامت السلطنة آثر هذه المحاولة الانقلابية بحركة اعتنطقات ضمت عشرات المنتمين للجبهة بلغ عددهم 77 متهما قدموا للمحاكمة في يناير 1973م ، حيث صدرت أحكام الاعدام علىعشرة منهم بينما صدرت أحكام بالسجن المؤبد أولمدد مختلفة بالنسبة لبقية المتهمين.

وبعد هذه الأحداث وفي أغسطس 1974 قامت الجبهة بعقد مؤتمر طارىء لها تم فيه تغيير اسم الجبهة من الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي الى الجبهة الشعبية لتحرير عمان فقط، وكان الهدف من ذلك مهادنة دول الخليج العربي وخاصة الكويت.

دور الدول الاقليمية في الحرب

إيران

قام السلطان قابوس في شهر اكتوبر عام 1971 بزيارة رسمية إلى إيران للمشاركة في الإحتفالات التي أقامها الشاه محمد رضا بهلوي بمناسبة مرور 2500 سنة على عرش الطاؤوس في بلاد فارس، فالتقى بشاه ايران محمد رضا بهلوي، وقد طلب السلطان قابوس مساعدة الشاه له للقاءة الثوار ، وقد أبدى الشاه لستعداده للمساهمة بما لدى ايران من امكانات عسكرية والوقوف الى جانب قوات السلطان في حربها ضد الثوار.

وكان من أبرز الدوافع التي دفعت الشاه الإيراني التدخل في الحرب هوطموحه في حتى يحل محل بريطانيا كحام للمنطقة بعد انسحابها منها عاد 1971، وخشيته من تعرض مضيق هرمز للخطر في حالة نجاح الثورة في اقامة نظام راديكالي في عمان وما قد يؤدي اليه ذلك من تهديد لأمن الخليج وتجارة النفط.

وفي يوليو1972 أوفد السلطان قابوس وفدا رسمياً إلى إيران برئاسة السيد ثويني بن شهاب وتم التوصل إلى وضع اتفاقية التدخل العسكري الإيراني في السلطنة مستقبلا عند الطلب للقضاء على الثورة المسلحة.

وفي 30 نوفمبر 1973 وصلت الى السلطنة أولى طلائع القوات الإيرانية التي بلغت ما يقدر بثلاثة الآلآف عسكري إيراني. ورغم عدم رضا الدول العربية عن التدخل الإيراني إلا حتى السلطان قابوس كان مضطرا لقبول المساعدة الايرانية نظرا لضعف تسليح الجيش العماني وتخاذل الدول العربية عن دعم السلطنة ودعم بعضها لجبهة تحرير ظفار، بالإضافة إلى امتلاك ايران ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة، وبالعمل كانت المساعدة الايرانية مؤثرة في قمع الثورة في ظفار.


اليمن الجنوبي

أخذت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على عاتقها مهمة دعم الثوار في ظفار وذلك منذ استقلالها سنة 1967م عن بريطانيا ، ويعد الانتماء المشهجر للجبهة القومية في اليمن الجنوبي والجبهة الشعبية لتحرير ظفار الى الجناح اليساري في حركة القوميين العرب عاملا مهما في دعم علاقاتها وتوطيدها.

وقد ساهمت اليمن الجنوبي في دعم الثوار سياسيا فأعربت إستعدادها لتقديم جميع الدعم للمعارضة العمانية بإعتبار حتى ذلك جزء من أهدافها الوطنية. وعسكرياً وفرت اليمن الجنوبي قواعد للجبهة في جميع من حوف والغيظة والمكلا وعدن اضافة الى وسائل التدريب العسكري، بالاضافة الى تحمل حكومة اليمن الجنوبي جزءا كبيرا من ميزانية الجبهة ، كما كانت أغلب الوسائل الاعلامية للجبهة تقع على الأراضي اليمنية فمحطة الاذاعة في المكلا وصحيفة صوت الشعب في عدن هذا بالاضافة الى ما تقدمه وسائل الاعلام اليمنية من دعم وإعلام.

نهاية الحرب 1975

ببداية عام 1975 الثوار باتوا غير قادرين على لقاءة قوات السلطان المدعومة بالقوات الايرانية على جميع جبهات القتال " فالأول مرة منذ اندلاع الثورة في ظفار عام 1965 سيطرت القوات الحكومية على سلسلة الجبال في فترة الأمطار الموسمية فقد استطاعت قوات السلطان والقوات الصديقة لها انشاء مزيد من المواقع الى الغرب من خط " داما فاند " الذي أقامه الايرانيون بعد سيطرتهم على مدينة رخيوت .

وبنهاية فصل الخريف بدأت قوات السلطان بمحاولة ثالثة لاستعادة كهوف شرشيتي ونجحت العملية بعد مقاومة مستميتة من جيوب الثوار المنتشرة في المنطقة واستولت القوات الحكومية على كميات كبيرة من المؤن والأسلحة والذخيرة كانت بداخل تلك الغارات الجبلية

وفي نوفمبر 1975 زحفت قوات السلطان الموجودة في صرفيت شرقا للالتقاء بالقوات القادمة من شرشيتي غربا، وفي أول ديسمبر استعادت قوات السلطان بلدة ضلكوت الساحلية دون مقاومة تذكر.

ولأول مرة منذعشرة أعوام أصبح جميع أقليم ظفار تحت سيطرة الحكومة . هذا على جبهة القتال ،أما على الجانب السياسي فقد توصلت السلطنة واليمن الجنوبي برعاية سعودية الى اتفاق ينهي الخلافات القائمة فيما بينهما وكان ذلك في 11 مارس 1976م " وليس من شك حتى التوصل الى تلك الاتفاقية كان يعني انهاء اليمن الجنوبي دعمها للثوار، وقد ترتب على ذلك انهيار واضح في موقفها وأدى الى استسلام الكثير من قياداتها للسلطنة كان من أبرزهم عمر بن سليم العمري المكنى بأرض الخير وكان من القادة المتنفذين في الجبهة منذ عام 1970م وكان نفوذه قويا بين الثوار ، وحين سئل عن سبب استسلامه أجاب بأنه لم يكن أمام الجبهة أي هدف تناضل من آجله وأنه ورفاقه تبين لهم أخيرا بأنهم لمقد يكونول أكثر من مخالب سياسية في أيدي اليمن الجنوبي".

إلى غير ذلك لم يمض عام 1976م حتى تمت التصفية النهائية للثورة في ظفار، وكان من الطبيعي بعد القضاء على الحركة حتى يعلن السلطان قابوس في العيد الوطني السادس للسلطنة في نوفمبر 1976م دمج اقليم ظفار في سلطنة عمان التي أصبحت تتمتع منذ ذلك الوقت بالوحدة والاستقرار".

انظر أيضاً

  • العلاقات الإيرانية العربية

مرئيات

<embed width="320" height="240" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=fe76d6b3f30f02150b4" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>

هوامش

  1. ^ Allen & Bigsbee, p.72
  2. ^ ثورة ظفار التي انطلقت منذ عام 1965م في الجزء الجنوبي من سلطنة عمان

المصادر

  • Allen, Calvin H.; Rigsbee, W. Lynn (2000). . Routledge. ISBN .
  • Marschall, Christin (2003). Iran's Persian Gulf Policy: From Khomeini to Khatami. ISBN .
  • Akehurst, John (1982). We won a war. M. Russell. ISBN .
  • Halliday, Fred (1974). Arabia without Sultans. Penguin.
  • Jeapes, Tony (1980). SAS Operation Oman. William Kimber. ISBN . Unknown parameter |city= ignored (help)
  • Beckett, Ian; Pimlott, John (1985). Armed Forces & Modern Counter-insurgency. St. Martin's. ISBN . Unknown parameter |city= ignored (help)
  • Fiennes, Ranulph (1976). Where soldiers fear to tread. New English Library. ISBN .
  • Gardiner, Ian (2006). In the Service of the Sultan. Pen and Sword Military. ISBN .

وصلات خارجية

  • GlobalSecurity.org
  • British contribution
  • Political Studies Association paper
تاريخ النشر: 2020-06-05 16:28:01
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, Pages with citations using unsupported parameters, تمرد ظفار, تاريخ عُمان, نزاعات في القرن 20

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

جراج الزمالك.. مشروع ضخم لحل أزمة التكدس المروري في الحي الهادئ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

تعزيز جديد في هيئة الاتحاد المنستيري

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:42
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

مستفيد من "حياة كريمة": المبادرة حققت مطالب سكان القرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:40
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

طرح بوستر فيلم "بيت الروبي" لـ كريم عبدالعزيز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:43
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

الإصابة تنهي موسم بن ناصر

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:37
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

“الأهلي” يرتدي الزي الأسود أمام الترجى في نصف نهائي أفريقيا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:22:16
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بعد غياب 3 أعوام.. يحيي الفخراني يدرس العودة لدراما رمضان 2024

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:44
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

رائد الفضاء الروسي يكشف كواليس رحلات الفضاء: تدريبات دقيقة التفاصيل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:41
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

وزير الشباب يطالب نائبة الوفد بتقديم مستندات فساد مديرية الرياضة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:55
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

طلق خرطوش في الرأس... الصور الأولى لسائق توك توك قُتل في قليوب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:38
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

معرض “بحر الفضة” للفنان عادل مصطفى

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:22:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

"الثقافي اليوناني" بالقاهرة يحتفل بمرور عشرون عامًا على تأسيسه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:51
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

"العمال" و"مستقبل وطن" في منتدى ثقافي بالتل الكبير لقصور الثقافة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:22:08
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

في ذكرى وفاتها.. مسيرة حافلة بالإنجازات لشيرين أبو عاقلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:22:01
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

محمد فراج ينضم لفريق كرة قدم المكفوفين في "فوي فوي فوي" (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:45
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

تحريات مكثفة لكشف لغز العثور على جثة شاب داخل مسكنه بالوراق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-11 21:21:36
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية