لويز إناسيو لولا دا سيلڤا

عودة للموسوعة

لويز إناسيولولا دا سيلڤا

لويز إناسيولولا دا سيلڤا
Luiz Inácio Lula da Silva

رقم 35 رئيس البرازيل
في المنصب
1 يناير 2003 – 1 يناير 2011
نائب الرئيس خوسيه ألنكار
سبقه فرناندوإنريكي كاردوزو
خلفه ديلما روسف
نائب فدرالي
في المنصب
15 مارس 1985 – 15 مارس 1989
تفاصيل شخصية
وُلِد 27 أكتوبر 1945
كايتـِس، پرنامبوكو، البرازيل
القومية برازيلي
الحزب حزب العمال
الزوج ماريا دي لورديز دا سيلڤا (توفت)
ماريا لتيسيا روكوكازا (1974–الآن)
الأنجال فابيولويس
لوريان كورديرو
لويس كلاوديو
ماركوس كلاوديو(بالتبني)
ساندرولويس
الإقامة ساوبرنارندودوكامپو، ساوپاولو
المهنة عامل سيارات
منظم نقابة
الدين كاثوليكي
التوقيع

لويز إناسيولولا دا سيلڤا (Luiz Inácio Lula da Silva البرتغالية: [luˈiz iˈnasju ˈlulɐ dɐ ˈsiwvɐ] ( استمع)؛ و. 27 أكتوبر 1945، شهرته لولا، هوسياسي برازيلي. كان عضومؤسس لحزب العمال (PT – Partido dos Trabalhadores) وخاص انتخابات الرئاسة ثلاث مرات ولم يفز، الأولى في انتخابات 1989، ومرة أخرى في انتخابات 1994 و1998. فاز لولا في انتخابات 2002 وتُوج رئيساً في 1 يناير 2003. في انتخابات 2006 أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية، والتي انتهت في 1 يناير 2011. خلفته في المنصب مساعدته ديلما روسف.

يشار إليه عادة على أنه أحد أكثر السياسيين شعبية في تاريخ البرازيل، وفي عهده، كان من أشهر السياسيين في العالم. يشتهر عهده بالبرامج الاجتماعية مثل برنامج مصروف الأسرة وبرنامج القضاء على الجوع. لعب لولا دوراً بارزاً في تنمية العلاقات الدولية الحديثة، وتضم برنامج إيران النووي والاحترار العالمي، وكان يوصف على أنه "الرجل صاحب الطموحات الجريئة لتغيير توازن القوى بين الأمم". كان على قائمة تايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2010، وأطلق عليه "أنجح سياسي في زمنه."

في القرن 21، اعتبر لولا من قبل معظم السياسيين اليساريين والمفكرين البرازيليين أنه من أعظم رؤساء البرازيل.[بحاجة لمصدر]

في أكتوبر 2011، كان لولا مدخناً منذ أربعين عاماً—أصيب بسرطان القصبة الهوائية وبدأ سريعاً العلاج الكيميائي. بعد تعافيه من السرطان أعرب عودته للحياة السياسية.

حياته المبكرة

لولا دا سيلڤا متحدر من أسرة فقيرة من شمال شرقي البرازيل. ويعد لولا، والتي تعني بالپرتغالية الحبار وهونوع من الكائنات البحرية (أطلق دا سيلڤا هذا الاسم أثناء حملته الانتخابية عام 1982)، من أبرز الزعماء السياسيين الذين خرجوا من رحم الفقر والتهميش إلى قمة هرم السلطة في بلادهم. وُلد لولا في 27 أكتوبر 1945، بمدينة كارانيونس الواقعة في ولاية پرنامبوكوالفقيرة شمال شرقي البرازيل، حيث عاش الهنود الحمر آلاف السنين، قبل حتى يأتي الپرتغاليون، ليختلطون معهم، ويتزوجوا منهم. واليوم، تتكون أغلبية سكان الولاية من مستيزو(الخليط الأسمر). لكن توجد أقليات بيضاء وسوداء وحمراء. ويشير كايتـِساسم المدينة التي ولد فيها دا سيلڤا، إلى قبيلة من قبائل الهنود الحمر. وهوالطفل السابع لعائلته المكونة من ثمانية أطفال.

وحسب كتاب لولا البرازيل، الذي خطه ريتشارد بورن، كانت طفولة لولا، كما في عنوان الجزء الأول من الكتاب: "قاسية وصعبة". اجتماعيا، لأنه ولد في منطقة فقيرة. وعائلياً، لأنه ولد في عائلة غير مستقرة. كان واحدا من سبعة أولاد وبنات. وبعد أسبوعين من ولادته، سافر والده، مع بنت عمه، إلى ساوپاولو(عاصمة البرازيل التجارية) بحثاً عن عمل. وعندما طالت المدة، ولم يعد، ولم يرسل أخبارا، اعتقدت الوالدة أنه عثر على عمل، وانتقلت، مع الأولاد والبنات إلى ساوپاولو. لكنها فوجئت بأن زوجها تزوج بنت عمه، وعهدت أنهما كانا يعيشان سيرة حب سرية منذ سنوات.


التعليم والعمل

اضطرت العائلة حتى تسكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة في المدينة، غرفة خلف ناد ليلي، تنبعث منه موسيقى صاخبة، وشتائم سكارى. وقد أسهمت الأم أريستيديس بشكل كبير في تربية وتكوين شخصية دا سلفيا، ولذلك يعترف لولا قائلا «لقد فهمتني أمي كيف من الممكن أن أمشي مرفوع الرأس وكيف أحترم نفسي حتى يحترمني الآخرون». بدأ لولا دراسته في سن مبكرة، غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي في مستوى الخامسة من التعليم الأساسي، بسبب المعاناة الشديدة والفقر الذي أحاط بأسرته، الأمر الذي اضطره إلى العمل كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحي ساوپاولو، وبعدها صبيا بمحطة بنزين، ثم خراطا، وميكانيكي سيارات، وبائع خضار، لينتهي به هذا الحال كمتخصص في التعدين، بعد التحاقه بمعمل «فيس ماترا» وحصوله على دورة لمدة ثلاث سنوات. وفي سن الـ 19، خسر لولا أصبعه الصغير في يده اليسرى في حادث أثناء العمل في مصنع بتر غيار للسيارات، الأمر الذي دفعه للمشاركة في اتحاد نقابات العمال ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه.

وقد تحقق ذلك في أوائل العشرينات من عمره عندما ولج لولا العمل النقابي وتفوق فيه بفضل أخيه فريرا دا سيلفا. واستطاع لولا حتى يحتل منصب نائب رئيس نقابة عمال الحديد جنوب ساوباولوبدلا من أخيه الذي انسحب من منصبه عام 1967. وفي عام 1978 انتخب لولا رئيسا للنقابة والتي كانت تضم آنذاك 100 ألف عامل، من معظم مرافق صناعة السيارات في البرازيل مثل فورد، فولكس فاغن، تويوتا، مرسيدس بنز، وغيرها.

العمل النقابي

اقتداءاً بشقيقه فري شيكو، انضم لولا إلى حركة العمل عندما كان يعمل في ڤيلاريس للصناعات. سرعان من تدرج لولا في المناصب، وانتخب عام 1975، واعيد انتخابه عام 1978، رئيساً لنقابة عمال الصلب في ساوبرناردودوكامپووديادما. كلا المدينان تقعان في اقليم إيه بي سي، مركز مراكز صناعة السيارات في البرازيل (مثل فورد، فولكس‌ڤاگن، تويوتا، مرسيدس بنز ومصانع أخرى) وكانت من بين أكثر الأنطقيم الصناعية في البلاد. في أواخر السبعينيات، عندما كانت البرازيل تحت الحكم العسكري، ساعد لولا في الأنشطة التنظيمية للنقابة، بما فيها الاضرابات الكبرى. وجدت محاكم العمل الاضرابات غير قانونية، وسجن لولا لمدة شهر. نظراً لذلك، ومثل المعتقلون الآخرون لأنشطة سياسية تحت الحكومة العسكرية، منح لولا بعد سقوط النظام معاش مدى الحياة.

بدأت حياة لولا السياسية حينما دفعه حبه ونشاطه في العمل النقابي إلى تأسيس أول حزب عمالي في العاشر من فبراير 1980 برفقة الكثير من المثقفين والسياسيين، وهوحزب دوس ترابالهادوريس أوحزب العمال، وهوحزب يساري ينتمي للأفكار التقدمية التي تفجرت في خضم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، لكنه اعتقل في العام نفسه لمدة شهر بسبب الإضرابات التي قامت بها النقابة العمالية.

حياته السياسية

لولا يتحدث في جلسة عامة بمجلس النواب.


الانتخابات

لولا وعمدة ساوپاولو، خوسيه سـِرّا، في 2004. انتصر لولا على سـِرا في الانتخابات الرئاسية 2002.

وفي عام 1984 انضم لولا للحملة التي تطالب بإجراء تصويت شعبي مباشر لانتخابات الرئاسة البرازيلية آنذاك، حيث كان الرئيس في ذلك الوقت ووفقا لدستور عام 1967، ينتخب عبر الكونگرس، وقد نجحت الحملة وتم إجراء أول انتخابات عام 1989 بالاقتراع الشعبي المباشر.

وحصل لولا على مقعد في الكونگرس في انتخابات عام 1986، ومنه ولج المنافسة على منصب رئيس للجمهورية في انتخابات عام 1989، غير أنه انهزم أمام منافسه فرناندوكولور .

هزيمة لولا عام 1989 دفعته للمنافسة مجددا لكنه فشل أيضا في الوصول لهذا المنصب الرفيع أعوام 1994 و1998. إلا حتى عدم نجاحه في الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات متتالية، لم يثنه عن التقدم للترشح مرة أخرى. إلى حتى انتُخب رئيسا للجمهورية في أكتوبر 2002، بعد حصوله على أكثر من 51 مليون صوت (62%)، ليصبح أول رئيس يساري ينتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل في 15 نوفمبر عام 1889.


الفترة الرئاسية الأولى

لولا في زيارة دولة إلى موزمبيق، في نوفمبر 2003. هدف الرئيس إلى بناء علاقات البرازيل مع الدول الأخرى الناطقة بالبرتغالية.

مع نهاية 2002 أُعلنت نتيجة الانتخابات الرئاسية في البرازيل لتُظهر فوز مرشح اليسار ورئيس اتحاد النقابات العمالية "لولا دا سيلفا"، وفى البداية سادت حالة من الخوف والترقب بين أوساط رجال الأعمال والمستثمرين المحليين من حتى يتبنى الرئيس الجديد سياسات اقتصادية يسارية على خلاف مجمل الرؤساء المتلاحقين منذ بداية الحقبة المدنية في منتصف الثمانينات ومن قبلهم الحكومات العسكرية المتعاقبة. ولفهم هذه المخاوف التي ساورت الطبقة الرأسمالية في البرازيل ينبغي الإشارة ولوبصورة موجزة لحياة هذا الرجل الدرامية، والتي من المنطقي حتى تثير مخاوف عديدة لديهم.

وقد كان من المتسقط وبعد إيضاح خلفية هذا الرجل الدرامية، حتى يتجه إما لانتهاج سياسات اشتراكية عنيفة بل وانتقامية من أصحاب المصانع ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال بشكل عام، أوحتى يغرق هووحاشيته في الفساد في محاولة لتحقيق مكاسب شخصية بحتة، ولعل هذان هما النموذجان الشائعان في المنطقة العربية على مدار العقود الماضية. لكن ما وقع كان أمرا مختلفا تماما.

فقد كان من الواضح حتى "لولا" بعد سنوات طويلة من العمل النقابي والدفاع عن حقوق العمال والحياة وسط طبقة الفقراء والنضال من اجل حياة أفضل لهم منذ الستينيات، وصل إلى درجة من النضج عند دخوله انتخابات 2002 وهوفي السابعة والخمسين من عمره جعلته يدرك حتى للأغنياء أيضا حقوق وللطبقة الرأسمالية مصالح ومطالب ، وقد أوضح هذا في لقاء تليفزيوني له مع قناة الجزيرة الانجليزية في 2010 وقبل انتهاء فترة رئاسته الثانية بشهور قليلة حين نطق: (مقتنع بأنني يجب حتى منح الأولوية للفقراء... والفقراء يحتاجون إلى الإعانات لتكون حياتهم أفضل... ومن جهة أخرى عندما تحصل على المال من الأغنياء فإنك بذلك تؤثر سلبا على رضاءهم).

باختصار شديد تبنى هذا الرجل سياسات يسارية لحل معضلة الفقر البرازيلي ولانجاز تقدم قوى في تحقيق العدالة الاجتماعية، من جهة أخرى انتهج سياسات ليبرالية تفوق جميع أحلام شريحة الرأسماليين لحماية صناعتهم واستثماراتهم لدرجة جعلت هذه الطبقة أكثر تأييدا لحكم لولا من الطبقتين الوسطى والفقيرة التي كان يمثل لهم البطل ذوالشعبية المطلقة لدرجة حتى شعبيته كادت تصل إلى 80% قبيل انتهاء فترة رئاسته الثانية وكان هناك مطلب شعبي عارم بتغيير الدستور لتمكينه من فترة رئاسية ثالثة إلا انه رفض وفضل دعم "روسيف" مرشحة حزبه ورئيسة وزراءه السابقة .

البرازيل عند تولي لولا الحكم

مشكلات اقتصادية

تعاظمت المشكلات الاقتصادية وقد كان منها: معضلة انخفاض قيمة الريال البرازيلي أمام الدولار الأمريكي - أربع ريالات للدولار الواحد، والتضخم وارتفاع مستويات الدين العام سواء الخارجي أوالداخلي إلى 250 مليار دولار، وهوالأمر الذي أدى إلى ما عهد بأزمة الثقة وضعف معدلات النمو. بالإضافة إلى معضلة النقص الحاد في توصيل الكهرباء إلى مساحات شاسعة من البلاد، وهوما يعيق مشروعات التنمية الزراعية والصناعية بشكل كبير ومن ثم أيضا معدلات النمو.

مشكلات اجتماعية

منها على سبيل المثال معضلة التسرب من التعليم وتردى أحوال المدارس بشكل عام. بالإضافة إلى انتشار الجريمة المنظمة وخاصة تجارة المخدرات شأنها في ذلك شأن معظم دول القارة. إلى جانب مشاكل الجوع والبطالة والفقر الحاد والتفاوت الشديد بين طبقات المجتمع، الذي كان ينقسم بوضوح شديد إلى طبقتين، الأولى تعبير عن شريحة رفيعة جدا من الأغنياء غنىً فاحش في لقاء شريحة عريضة من الفقراء فقر مدقع فيما تكاد تكون الطبقة الوسطى غير مرئية على الإطلاق في مشهد صارخ للتفاوت الاقتصادي وانعدام شبه تام للعدالة الاجتماعية.


ولعله من الصعب رسم خط فاصل بين المشكلات الاقتصادية من ناحية والاجتماعية من ناحية أخرى، حيث حتى كلا منهما يؤدى إلى الآخر وفى البرازيل تبدوالأمور أكثر تداخلا وتعقيدا. عملى سبيل المثال هناك حلقة مغلقة تدور فيها مشكلتي التسرب التعليمي وعصابات المخدرات، بمعنى حتى أطفال الأحياء الفقيرة يتسربون من التعليم فتضيع فرصهم في الحصول على وظائف محترمة فلا يجدوا أمامهم سوى العمل في عصابات المخدرات، وتلك العصابات تقاوم بشدة كافة برامج الإصلاح الحكومي للأحياء الفقيرة لان هذا الإصلاح من شأنه الإضرار بتجارتها، ومن ثم يزيد الفقر والجوع بسبب عدم الحصول على التعليم إلى غير ذلك، حتى تتصل الدائرة وتغلق وتحكم الخناق على مستقبل النمووالتقدم في البرازيل. وفى مثال آخر فإنه وبسبب الفقر لجأت الدولة مرارا للاستدانة من الخارج لتوفير الاحتياجات الأساسية ولكن زيادة هذه الديون أدى بالبلاد إلى أزمة ثقة قوية حجبت عنها الاستثمارات الأجنبية بل والمحلية ومن ثم تناقصت المشروعات الاستثمارية، وهوما أدى إلى ازدياد نسبة البطالة ومعدلات الفقر إلى غير ذلك، مما يعنى مجموعة من الحلقات المغلقة التي تجعل الحلول تؤدى في اغلب الأحيان إلى مزيد من المشكلات وتردى الأوضاع الاقتصادية.

ولذلك يمكن القول حتى " لولا " تسلم منطقيد حكم دولة تشرف على الإفلاس لعدم قدرتها على سداد دين خارجي كبير، وتعانى من أزمة ثقة حقيقية حالت دون حصولها على قروض جديدة بدعوى عدم قدرة الاقتصاد الوطني على السداد، والاهم من جميع ذلك انه أصبح رئيسا لدولة يقترب عدد سكانها من 200 مليون مواطن يعانى اغلبهم من كوارث اجتماعية متمثلة في الفقر والجوع والبطالة وغيرها كما تجاوز الإشارة وسط آمال وطموحات عريضة من ناخبين أعطوه أصواتهم ليكون لهم بمثابة طوق النجاة من هذا الظلم الاجتماعي الذي توارثته أجيال وراء أجيال في تلك الدولة وخاصة باعتباره رئيسا ذوخلفية عمالية وانتماء يساري قوى.


موقفه من العمال

ولأن لولا أصيب بسبب إهمال صاحب المصنع الذي كان يعمل فيه، ولأنه عانى حتى عثر علاجا، انضم إلى نقابة عمالية بهدف تحسين أوضاع العمال. ولأن البرازيل، في ذلك الوقت، في الستينات، كانت تحكمها سلسلة من العسكريين الديكتاتوريين، بالتحالف مع مجموعة من الرأسماليين، تحول دا سيلفا نحواليسار. لم يكن شيوعيا، لكنه كان اشتراكيا، آمن بتدخل الدولة في النظام الاقتصادي لحماية الأطفال وكبار السن والمحتاجين وصار بسبب أجندته هذه أول رئيس برازيلي من حزب العمال.

ومثل كثيرين من السياسيين المتطرفين يمينا أويسارا، اعتدل دا سيلفا في برامجه السياسية بعد حتى صار رئيسا للجمهورية. لكن، سبب ذلك غضب الجناح اليساري في حزب العمال، وانقسم الحزب، وكون اليساريون حزبين: حزب العمال الاشتراكي، وحزب الاشتراكية والحرية.

التوجه السياسي

لولا صاعداً الطريق الذي يؤدي إلى پلاسيودوپلانالتو، برفقة نائبه خوسيه ألنكار، لحضور المراسم الرسمية للتويجه لفترته الرئاسية الثانية في 2007.

المشروعات الاجتماعية

لولا يلقي خطبة في ديادما، أثناء منح الحكومة مساعدات إجتماعية إضافية على شكل إسكان مدعوم وقروض مصروف الأسرة.
لولا مع الفنان بونو، الذي تبرع بگيتار لبرنامج Fome Zero.

بعد عرض جميع الجوانب السابقة من برنامج "لولا" الإصلاحي الاقتصادي يبقى الإشارة إلى الجانب اليساري من خطة الإصلاح الاقتصادي وهوالشق المتعلق بالإعانات الاجتماعية وحمل مستويات الدخل. وقد كان في قلب هذا الجانب هوسياسة الإعانة البرازيلية المعروفة بـ (بولسا فاميليا)، وهوبرنامج بدأ منذ منتصف التسعينيات أي في عهد "كاردوسو" قبل وصول "لولا" للحكم، ولكنه استمر في متابعة هذا البرنامج ويعود له الفضل في توسيع نطاق المنفعة من هذا المشروع وضخ طاقة اكبر وأموال أكثر فيه. وقد كان إجمالي الإنفاق على البرنامج يصل إلى 0.5 % من إجمالي الناتج المحلى بتكلفة تقدر بينستة وتسعة مليار دولار . ويقوم البرنامج على أساس إعطاء معونات مالية للأسر الفقيرة بقصد حمل مستواها وتحسين معيشتها، على أساس حتى تُعَرف الأسر الفقيرة بأنها الأسرة التي يقل دخلها عن 28 دولار شهريا.

والمهم هوربط هذه المعونات بشروط صارمة تضم التزام الأسرة بإرسال أطفالها للتعليم والالتزام بالحصول على الأمصال واللقاحات للأطفال بشكل منتظم. وبعد التأكد من التزام الأسرة بالشروط السابقة، تحصل الأسرة على دعم بمتوسط يبلغ تقريبا 87 دولار شهريا وهوما يعادل 40% من الحد الأدنى للأجر في البلاد، وتصرف الإعانة عن جميع طفل بحد أقصى ثلاثة أطفال، كما تصرف هذه الإعانات للام بهدف ضمان صرفها لتحسين ظروف الأطفال والأسرة.

وقد كانت انجازات هذا البرنامج باهرة خلال العقد الماضي، فقد وصل عدد المستفيدين إلى نحو11 مليون أسرة، وهوما يعنى 64 مليون إنسان بما يعادل حوالي 33% من الشعب البرازيلي. ويمكن توضيح معنى استفادة الأسر الفقيرة من البرنامج على النحوالتالي، انه لم يكن مشروعا سحريا للقضاء النهائي على الفقر ولكنه كان مشروعا واقعيا أدى إلى نتائج ملموسة، مثل التمكن من العيش بشكل أفضل والحصول على الطعام واقتناء بعض السلع المعمرة لأول مرة في حياتهم. إذا برامج "لولا" لم تقضى على الفقر تماما ولكنها حركت ملايين الأسر من منطقة الفقر إلى منطقة "الطبقة الوسطى الجديدة"، حيث تقول مؤسسة سيتيليم المتخصصة في أبحاث المستهلكين انه قد صعد أكثر من 23 مليون إنسان من الطبقتين (د) و(و) إلى الطبقة (ج)، وهى الطبقة التي يتراوح دخلها من 457 إلى 753 دولارا شهريا .

وبشكل عام فقد ساعد برنامج (بولس فاميليا) في خفض مؤشر جينى بنسبة 21%، في حين أدت عمليات حمل الحد الأدنى من الأجور إلى خفض المؤشر بنسبة 32%. ويقول البنك الدولي حتى ولج أفقر 10% من السكان يزيد بنسبة 9% سنويا في حين يزيد ولج الطبقات الأغنى بنسبة تتراوح بين 2-4% سنويا، وهذا يعنى تقليل الفجوة بين الطبقات بصورة تدريجية. إذا فقد توصل "لولا" اليساري إلى العدالة الاجتماعية عن طريق حمل الحد الأدنى للأجور وإعطاء الإعانات للأسر الفقيرة، وليس عن طريق تبنى سياسات التأميم، بمعنى انه هجر قمة المجتمع وعمل على تحسين قاعدة المجتمع.

ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى انه على الرغم من المساعي الحثيثة لمقاومة الفقر، إلا حتى الفقر ما زال موجودا والتفاوت الاجتماعي مازال كبيرا. لكن المهم انه اقل مما كان وبنسب ومعدلات كبيرة وهذا يشير إلى حتى الاستمرار على هذا المنوال سيعنى مزيدا من النجاح في إتمام الهدف. وقد نطق الرئيس لولا في احد اللقاءات التليفزيونية ردا على سؤال عن استمرار الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين فئات المجتمع البرازيلي، نطق: (انه لا يمكن حل مشكلات 500 سنة فيثمانية أعوام فقط.... لقد بدأت عملية العدالة الاجتماعية وعليها حتى تستمر لتؤتى ثمار اكبر... وأنا أرى ان المهم في التقدم الاقتصادي ليس التقدم على مستوى الناتج المحلى الاجمالى فقط ولكن الأهم هوالانجاز في مجال السياسات الاجتماعية أوالعدالة الاجتماعية....لقد زاد ولج السكان السود في عهدي بنسبة 220%.... والفقراء أصبحوا يتسوقون من المراكز التجارية. وهوما لم يكن متاحا لهم من قبل)

الاقتصاد

لولا في زيارة لشركة الألومنيوم البرازيلية.
مسقط إنشاء سد سان أنطونيو، بتمويل من برنامج تعجيل النمو.

"تحت حكم لولا، أصبحت البرازيل ثامن أكبر اقتصاد في العالم، وخرج أكثر من 20 مليون إنسان خارج خط الفقر المدقع واستضافت ريوده جانيروالاولميپاد الصيفية 2016، التي تعقد لأول مرة في أمريكا الجنوبية."

واشنطن پوست، أكتوبر 2010

بعد تولي لولا السلطة في انتخابات 2002، أدى الخوف من حدوث تغييرات جذرية، ومقارنة بهوگوتشاڤيز في ڤنزويلا، تزايدت المضاربات في السوق الداخلية. أدى هذا إلى حدوث بعض الهستريا في السوق، مما ساهم في إنخفاض قيمة الريال، وأدى إلى انخفاض التصنيف الائتماني للبرازيل.

في بداية ولايته، اختار كان وزير المالية الذي عينه لولا هوأنطونيوپالوتشي، طبيب وناشط تروتسكي تراجع عن آراؤه اليسارية أثناء عمله كمدير لمركز صناعة قصب السكر في ريبريراوپرتو، في ولاية ساوپاولو. اختار لولا أيضاً إنريكي ميرليس من الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي، اقتصادي بارز، كرئيس للبنك المركزي البرازيلي كمدير تطبيقي سابق لبنك بوسطن كان معروفاً للسوق. انتخب ميرليس في مجلس النواب عام 2002 كعضوعن الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي المعارض، لكنه استنطق كنائب ليصبح محافظ للبنك المركزي.

اتبع سيلڤا ومجلس وزراءه جزئياً مبادرة الحكومة السابقة، بتجديد جميع الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي، والتي تم توقيعها عندما تخلفت الأرجنتين عن اتفاقياتها مع البرازيل في 2001. حققت حكومته فائض أولي مُرضي في الميزانية في أول سنتين، حسب ما تطلبته اتفاقية صندوق النقد الدولي، وتخطت الهدف في السنة الثالثة. في أواخر 2005، سددت الحكومة ديونها بالكامل لصندوق النقد الدولي، قبل عامين من الوقت المحدد. بعد ثلاث سنوات من الانتخابات الرئاسية، اكتسب لولا ثقة السوق ببطئ لكن بثبات، وتراجعت مؤشرات المخاطر السياديةإلى حوالي 250 نقطة. أبقى خيار الحكومة استهداف التضخم على استقرار السوق، وكان محل ثناء خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في داڤوس في 2005.

بصفة عامة لم يتأثر الاقتصاد البرازيلي بفضيحة منسالاو. في أوائل 2006، لكن قدم پالوتشي استنطقته كوزير للمالية بسبب تورطه في الفضيحة باساءة استخدام السلطة. عين لولا گويدومانتـِگا، اقتصادي وعضوبحزب العمال، كوزيراً للمالية. مانتـِگا، الماركسي السابق الذي خط أطروحة الدكتوراه (في فهم الاجتماع) عن تاريخ الفكر الاقتصادي في البرازيل من وجهة نظر اليسار، يشتهر الآن لنقده لمعدلات الفائدة المرتفعة، التي يدعي أنها تلبي المصالح المصرفية. حتى الآن، تظل معدلات الفائدة في البرازيل الأعلى في العالم. وكان مانتـِگا يدعم زيادة فرص العمل من جانب الدولة.

بعد وقت قصير من توليه ولايته الثانية، أعرب لولا ومجلس وزرائه، عن برنامج تسريع النمو(Programa de Aceleração de Crescimentoأو PAC، بالپرتغالية)، برنامج استثماري لحل الكثير من المشكلات التي تعوق الاقتصاد البرازيلي عن التوسع بمعدلات سريعة. تضمنت التدابير الاستثمار في إنشاء وإصلاح الطرق والسكك الحديدية، تسهيل وتقليل الضرائب، تحديث انتاج الطاقة في البلاد لتفادي المزيد من النقص. المبلغ المفترض إنفاقه على البرنامج كان حوالي 500 بليون ريال (أكثر من 250 بليون دولار) على مدى أربع سنوات. لا يزال جزء من التدابير يعتمد على موافقة الكونگرس. قبل توليه المنصب، كان لولا ناقداً لسياسة الخصخصة. ومع ذلك، ففي حكومته، منحت ادارته امتيازات شركة حكومية-خاصة لسبع طرق فدرالية مُعبدة.

بعد عقوك كأكبر صاحبة دين خارجي بين الاقتصادات الناشئة، أصبحت البرازيل بلا ديون لأول مرة في يناير 2008. في منتصف 2008، حملت فيتش وستاندرد أند پورز تصنيف الدين البرازيلي من درجة المضاربة إلى الاستثمار. وحققت أرباح البنوك أرقام قياسية في حكومة لولا. ساعدت السياسات الاقتصادية لادارة لولا أيضاً في ازدياد مستويات المعيشة بشكل ملحوظ، وارتفعت نسبة البرازيليين المنتمين للطبقة الوسطى من 37% إلى 50% من السكان.


الرئيس البرازيلي لولا دا سيلڤا يقف لالتقاط صورة مع الفريق المسئول عن الاكتشاف في طبقة ما قبل الملح، على المنصة P-52، أول منصة انتاج نفط مصنوعة في البرازيل. عام 2006

إذا عند وصول لولا إلى الحكم في 2003 كانت البرازيل لديها خبرة 17 عاما من التجربة الديمقراطية بعيدا عن تدخل المؤسسة العسكرية بعد تاريخ طويل من الاستبداد والقهر العسكري، هذا المناخ الديمقراطي افرز إرادة شعبية قوية ورغبة عارمة لدى البرازيليين لتحقيق النجاح والنمووالتقدم رغم الفقر الشديد، وفى النهاية توفر للبرازيل زعيم برتبة رئيس لديه تاريخ طويل من العمل السياسي والنقابي ولديه خبرة حقيقية بمشكلات الدولة والشعب والاهم حتى لديه إرادة للنجاح وتحقيق النمووالتقدم وهدف وحيد وهومصلحة البرازيل، وكما يقول المحللين في البرازيل حتى لولا مكث في الرئاسة ثماني سنوات لم يتربح لنفسه ريالا واحدا على الإطلاق. امتلك "لولا" عزيمة قوية للنجاح وكاريزما جعلت من اوباما يقول عنه: (لولا هوالسياسي الأكثر شعبية على وجه الأرض).

لولا دا سيلفا (يسار) والمدير العام الجديد لصندوق النقد الدولي دومنيك ستروس-كان، يتصافحان فيعشرة ديسمبر 2007، في السفارة البرازيلية في بوينس آيرس، أثناء مباحثات ثنائية على هامش احتفالات ترسيم الرئيسة المنتخبة كريستينا كيرشنر.

تطبيق برنامج للتقشف

نفذت البرازيل برنامجا للتقشف وفقا لخطة صندوق النقد الدولي بهدف سد عجز الموازنة والقضاء على أزمة الثقة، والمهم انه عند تولى "لولا" الرئاسة لم يتراجع عن هذا البرنامج الذي كان قد بدأه سلفه "كاردوسو" بل استمر فيه على غير تسقطات ومخاوف الطبقات العليا، حيث لجأ للصراحة والمكاشفة وأعرب حتى سياسة التقشف هي الحل الأول والأمثل لحل مشاكل الاقتصاد، وطلب دعم الطبقات الفقيرة له والصبر على هذه السياسات، وقد كان له هذا بسبب شعبيته ونجاحاته المتتالية.

وقد أدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتماني للبلاد ومن ثم ساهم ذلك بقوة في القضاء على انعدام الثقة في الاقتصاد البرازيلي، وبناء عليه تلقت البرازيل نحو200 مليار دولار استثمارات مباشرة من 2004 وحتى 2011 ، بالإضافة إلى ذلك ولج ما يقرب من 1.5 مليون اجتبى للإقامة في البرازيل في 2011 وعاد نحو2 مليون مهاجر برازيلي إلى البلاد. وقد أدت هذه الاستثمارات إلى حمل الطاقة الإنتاجية للدولة وهوما يعنى توفير فرص عمل جديدة ومن ثم المساهمة في حل معضلة الفقر. وبعد حتى كان صندوق النقد يرفض إقراض البرازيل في أواخر عام 2002 أصبح الآن بعد ثماني أعوام من العمل في برنامج لولا الاقتصادي مدين للبرازيل ب 14 مليار دولار.

تغيير سياسات الإقراض

تم توفير تسهيلات ائتمانية، حيث خُفضت ثمن الفائدة من 13.25% إلى 8.75 % وهوما سهل الإقراض بالنسبة للمستثمرين الصغار، ومن ثم أدى ذلك إلى تسهيل إقامة المشروعات الصغيرة وتوفير فرص عمل وحمل مستوى الطاقة الإنتاجية والنمووهوما ساهم بشكل عام في حل معضلة الفقر. وتشير الأرقام إلى حتى نصف سكان البلاد زاد دخلهم خلال العقد الأخير بنسبة 68% .


التوسع في الزراعة واستخراج النفط والمعادن

الواقع حتى البرازيل تمتلك قدرات طبيعية ضخمة من أراضى زراعية شاسعة وانهار وأمطار بوفرة كبيرة ومناخ جعل منها منتجة لمحاصيل زراعية متميزة عليها طلب عالمي وغير متوفرة في بلاد أخرى مثل البن وأنواع من الفواكه، وكذلك أيضا ثروات معدنية ونفطية هائلة. وقد اعتمدت البرازيل على تصدير هذه المنتجات الخام في السنوات الأولى في حكم "لولا" وقبل الأزمة العالمية في 2008 واستفادت من ازدياد أسعار المواد الخام في الأسواق العالمية وهوالأمر الذي أدى بالتبعية إلى سد العجز في ميزان المدفوعات الذي كان يعانى منه الاقتصاد البرازيلي قبيل عام 2003.

التوسع في الصناعة

اتجهت السياسات الاقتصادية في هذا الشأن إلى الاهتمام بشقين للصناعة:

  • الشق الأول: هوالصناعات البسيطة القائمة على المواد الخام مثل تعدين المعادن والصناعات الغذائية والجلدية والنسيج، وهى كانت بالعمل قائمة من قبل لكن وقع فيها توسعات نتيجة للتوسع في الزراعة والاكتشافات البترولية ومن ثم التوسع في هذه الصناعات والتصدير كما تجاوز الإشارة.

أما الشق الآخر فهوالصناعات التقنية المتقدمة، حيث خطت البلاد خطوات واسعة في العقد الأخير في صناعات السيارات والطائرات، ومن أبرز الأمثال شركة إمبراير، والتي تعتبر ثالث أكبر شركة تصنيع طائرات تجارية بعد إيرباص وبوينغ وأكبر شركة مصدرة في جميع البرازيل، وتمثل طائرات شركة «إمبراير» 37% من أسطول شركات الطيران الإقليمية في أمريكا. وقد تم إنشاء هذه الشركة من قبل النظام العسكري في 1969 ولكنها ظلت شركة خاسرة، حتى تم خصخصتها في 1994 في عهد الرئيس الأسبق "كاردوزو"، ومن ثم أخذت في التقدم ولكنها حققت نجاحا كبيرا ومتميزا في السنوات الأخيرة .

تنشيط قطاع السياحة

إن البرازيل بما تمتلكه من طاقات طبيعية نادرة ومذهلة من غابات وشواطئ وجبال مؤهلة وبقوة لاجتذاب أفواج سياحية كبيرة، لكن الواقع إذا هذه القدرات وحدها غير كاف لهذا بل يجب حتىقد يكون هناك جهود مبذولة لتنشيط السياحة، وقد شهدت البرازيل في الفترة السابقة نموا ملحوظا في هذا المجال، حيث ابتكرت نوع خاص من السياحة يعهد بسياحة المهرجانات، فالبرازيل دولة تمتلك تراث شعبي شديد الخصوصية في الاحتفال عن طريق المهرجانات الجماهيرية التي تشهد حالة من الاحتفال الجماعي في الشوارع برقصات السامبا والموسيقى والألوان والاستعراضات المبهرة، وقد نجحت في الترويج لمثل هذا اللون الخاص من السياحة ونجحت في استقبالخمسة ملايين سائحا سنويا. وهوالأمر الذي يساهم كذلك في إنعاش الاقتصاد وتحقيق مزيدا من النمو.

التوجه نحوالتكتلات الاقتصادية

من جهة أخرى لم تكتفي البرازيل بالعمل على استخدام السياسات الاقتصادية الداخلية للنهوض بالاقتصاد البرازيلي، وإنما أيضا خطت خطوات متميزة على مستوى السياسات الاقتصادية الخارجية. من خلال منظمة (الميروكسور) وهى بمثابة السوق المشهجرة لدول الجنوب وتشكلت باعتبارها اتفاقية للتجارة الإقليمية بين جميع من البرازيل والأرجنتين وباراجواى واوروجواى في 1991 وعضوية غير كاملة لفنزويلا وبوليفيا. وهى تعد اليوم رابع اكبر قوة اقتصادية في العالم، وقد اهتمت سياسة "لولا" الاقتصادية على المستوى الخارجي بالقيام بدور قوى في التأثير على النظام الاقتصادي العالمي من خلال اجتماعات مركوسور. ويرصد الباحثون الاقتصاديون تنامي ذلك الكيان الاقتصادي الجنوبي في الوقت الذي يتدهور فيه الاتحاد الأوروبي.

وعلى جانب آخر شكلت البرازيل مع روسيا والصين والهند مجموعة بريكس في 2009 ثم انضمت لهم جنوب أفريقيا في 2010. ويعتبر تجمع لخمس دول تعد صاحبة اكبر اقتصاديات على مستوى الدول النامية، حيث يعادل الناتج الإجمالي المحلى لتلك الدول مجتمعة ناتج الولايات المتحدة. وقد قام هذا الكيان على أساس أطروحة مفادها انه بحلول 2050 ستنافس اقتصاديات تلك الدول اقتصاد أغنى دول العالم. وهى على اى حال تشكل واحدة من اكبر الأسواق العالمية وأسرع الاقتصاديات نموا في العالم.

وخلاصة القول فإن إتباع سياسات التقشف أدى إلى استعادة الثقة في الاقتصاد البرازيلي ومن ثم زيادة الاستثمارات والإنتاج كذلك أيضا تشجيع الصناعة والزراعة وتشجيع السياحة جميع ذلك أدى إلى فرص عمل ومن ثم زيادة الدخل للبرازيليين، ومن جهة أخرى ساعدت برامج الإعانة الاجتماعية بشكل مباشر إلى حمل مستوى الدخل وتحسن المستوى المعيشي للطبقات الفقيرة مما أدى إلى خلق قاعدة عريضة للطلب، وخاصة حتى البرازيل دولة كبيرة في عدد السكان كان اغلبهم يعانى من الفقر الشديد وهوما يعنى عدم القدرة على الشراء. ولكن مع تحسين دخلهم أصبحت هذه الطبقات تمثل قوة شرائية كبيرة ساعدت في ازدهار المشروعات الإنتاجية الوطنية ومثلت بديلا عن السوق الخارجي، وقد ظهر هذا بوضوح خلال فترة الأزمة العالمية في 2008، حيث كانت البرازيل اقل دول العالم تأثرا بالأزمة. فقد حققت البرازيل في هذا العام نموا وصل إلى 5.1% وذلك لاعتبار الاقتصاد البرازيلي اقتصادا مغلق نسبيا يعتمد على السوق المحلى بنسبة كبيرة.


ترجمة النجاح الاقتصادي إلى مكاسب سياسية

من المهم الإشارة إلى انه مع وصول الرئيس السابق "لولا" إلى الحكم في 2003 لم يقتصر برنامجه الرئاسي على إصلاح الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد فقط، بل أيضا كان له برنامج شديد الطموح فيما يخص السياسة الخارجية. وقد استخدم "لولا" ببراعة شديدة النجاحات الاقتصادية التي استطاع تحقيقها في فترة رئاسته الأولى للحصول على مكاسب في مسار السياسة الخارجية، ومن جهة أخرى وجه سياسته الخارجية النشيطة لتحقيق مكاسب اقتصادية جديدة إلى غير ذلك بالتوازي.

إذا فقد كان برنامجه للسياسة الخارجية يقوم على أساس القيام بعمل دبلوماسي نشيط ليس فقط على المستوى الإقليمي داخل قارة أمريكا الجنوبية ولكن على المستوى الدولي، ويقوم على أساس احترام البرازيل للسيادة الوطنية للدول والحفاظ على علاقات تتسم بالسلمية مع كافة دول العالم، بل وأيضا مع طرفي العداء، بمعنى حتى البرازيل في عهده قد التزمت بعلاقات ودية جدا مع الولايات المتحدة وكذلك أيضا إيران على الرغم من الصراع الدائر بين الدولتين. وقد شهدت فترة رئاسته تطورا ملحوظا في العلاقات البرازيلية الإيرانية، حيث استطاعت الدبلوماسية البرازيلية وفى قلبها شخصية الرئيس "لولا" حتى تلعب هذا الدور ببراعة كبيرة والحفاظ على مسافات متساوية مع جميع الفرقاء، ولكن مع الاحتفاظ بدور فعال وليس مجرد التواجد على هامش المشهد الدولي.

وقد تميزت سياسة " بأمر غاية في الأهمية، ألا وهوفهم حجم بلاده دون الوقوع في احد الخطأين وهما التهويل أوالتقليل من الذات، وهوالأمر الذي يجعل قرارات السياسة الخارجية أكثر رشاده وتصب في مصلحة الداخل ولا تؤدى إلى دخول البلاد في مشكلات اقتصادية وسياسية لا قبل لها بها. ففي حديث للرئيس لولا في 2010 نطق: (عندما نجحت في الانتخابات الرئاسية وقبيل تسلمي السلطة بشكل عملى....مضىت إلى واشنطن في 10/9/2002 وقابلت الرئيس الامريكى بوش وقلت له حتى قضيتي ليست العراق ولكن قضيتي هي محاربة الفقر لشعبي ...) إذا كان ملايين البرازيليين من الفقراء والجوعى فكيف لي حتى اهتم بالعراق..) امتلك الرئيس "لولا" امتلك الحكمة التي جعلته لا يتورط في صراع مع الولايات المتحدة في بداية فترة حكمه، حيث انه تسلم دولة لديها جملة من المشكلات الاقتصادية وشعبا يعانى من الفقر والجوع. ولكن وفى فترة رئاسته الثانية وبعد حتى تجاوزت البرازيل كبوتها الاقتصادية أبدى انطلاقا اكبر على مستوى السياسة الخارجية والتدخل في قضايا قد كانت من قبل بعيدة عن اهتمام حكام البرازيل أوهونفسه، مثل الملف النووي الإيراني، ففي نفس الحديث التليفزيوني السابق الذي تحدث فيه عن موقفه من العراق يكمل قائلا: (لقد كانت سيرة العراق أكذوبة ولذلك لا أريد تكرارها مع إيران) وبالعمل قامت الدبلوماسية البرازيلية بدور محوري في الدفاع عن حق إيران لامتلاك تكنولوجيا نووية، كما قابلت بالرفض الشديد لأي محاولة أمريكية لضرب إيران عسكريا كما عارضت فرض عقوبات على الأخيرة. إذا فيبدوحتى الرؤية السياسية البرازيلية في عهده عبرت عن الارتباط الحكيم بين القوة الاقتصادية وبين اتخاذ مواقف فعالة في السياسة الخارجية.

من جهة أخرى تقوم البرازيل من خلال (البريكس) بمحاولة تقديم نفسها باعتبارها دولة صاعدة تسعى إلى وضع دولي أفضل يتمثل في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن. وفى واقع الأمر فإن "لولا" لم يعلن عن مطلبه هذا فور وصوله إلى الحكم ولكنه بدأ في الإعلان عنه عقب نحوثلاثة سنوات، ثم زادت نبرة المطالبة بالعضوية مع جميع تقدم اقتصادي وهوالأمر الذي مازال مستمرا إلى اليوم في فترة رئاسة خليفته "روسف" باعتباره مطلبا لم يتحقق بعد.

كذلك فإن البرازيل في السنوات القليلة الماضية أصبحت احد الدول المقرضة للبنك الدولي بعد حتى كانت مدينه له، ومن ثم استخدمت ذلك الوضع للمطالبة بكوته تصويتية اكبر للدول النامية.

في مشهد آخر وبعد تحقيق البرازيل لنموها الاقتصادي الكبير والذي تزامن مع التدهور الحاد الذي أصاب دول الاتحاد الأوروبي، نجد البرازيل تقوم بشراء السندات الحكومية البرتغالية في محاولة منها لمساعدتها، بل والأكثر فقد صرح "لولا" قبيل خروجه من الرئاسة بدعمه لفقراء أوروبا ورفضه فرض برامج التقشف عليهم. وهوبهذه السياسات يسعى لكسب دعم دولي له في قضية الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن باعتباره قطب اقتصادي وسياسي دولي صاعد.

السياسة الخارجية

لولا دا سيلڤا مع الرئيسي المصري السابق حسني مبارك في قصر القبة، 2003.
زعماء بريك في 2008 - مانموهان سنغ، دميتري مدڤييدڤ، هوجينتاوولويز إناسيولولا دا سيلڤا.
الرئيس لويز إناسيولولا دا سيلڤا والرئيس المكسيكي فليپ كالدرون أثناء مراسم الاستقبال الرسمية بمكسيكوسيتي،ستة أغسطس 2007.
الرئيس باراك اوباما يستقبل الرئيس لولا في المخط البيضاوي، مارس 2009.
لولا مع رئيسة الأرجنتين, كرستينا كيرشنر.
لولا والسيدة الأولى ماريا لتيسيا روكوكازا، الصورة في پالسيودا ألڤورادا، المقر الرسمي لرئيس البرازيل.

دولياً، يعد لولا الرئيس الأكثر نشاطا لمحاربة الجوع عالميا، ويعتبره الكثير من التقارير خبيرا في مجال الاقتصاد برغم افتقاره للخلفية الأكاديمية، وقد اقترح لولا تمويل برنامج لمكافحة الفقر من خلال فرض ضريبة على مبيعات الأسلحة في العالم، كما ينتقد باستمرار الاتجاهات الحمائية في التجارة، ويحمل الدول الصناعية الكبرى سبب الأزمة المالية العالمية الحالية، وقد نادىها إلى حتى تتحمل مساعدة الدول الفقيرة من أجل تجاوز تداعياتها.

أما فيما يتعلق بسياسة لولا الخارجية، فهويتبنى سياسة خارجية براگماتية، ويرى نفسه مفاوضا وليس أيديولوجيا، ونتيجة لذلك، فقد جمعته علاقة صداقة بالرئيس الفنزويلي هوگوشاڤيز والرئيس الأمريكي السابق جورج و. بوش، ثم تمتع بعلاقات جيدة مع الرئيس باراك أوباما والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ويعد حصول البرازيل على مقعد كعضودائم في مجلس الأمن هدف لولا الرئيسي في السياسة الخارجية. كما يعد الالتفات نحومنطقة الشرق الأوسط، وتوطيد علاقاته مع العالم العربي، توجها رئيسيا لدى الرئيس لولا، ولذلك فهويعتبر «مهندس قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية» التي انطلقت في برازيليا عام 2005، وله الكثير من المواقف الجيدة في دعم القضية الفلسطينية، وتنديده بالعدوان الإسرائيلي المستمر، وسعيه الدائم لأنقد يكون له دور أكبر في المساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط.

الانتخابات الرئاسية 2006

وفي سنة 2006، في الانتخابات الرئاسية، لم يحصل على أغلبية في دورة التصويت الأولى، لكنه فاز في الدورة الثانية. والآن، من قبل الانتخابات الرئاسية في السنة القادمة، نطق إنه لا يمكن حتى يعدل الدستور ليتمكن من حتى يترشح للمرة الثالثة. وفي السنة الماضية نطق لمجلة «برازيل» «قبل عشرين سنة، ناضلت، ودخلت السجن لمنع الرؤساء من حتى يبقوا في الحكم أطول من المدة القانونية. كيف من الممكن أن أسمح لنفسي حتى اعمل ذلك الآن؟» رغم اتهامات الفساد، واستنطقة وزراء ومسؤولين كبار، وزيادة الجريمة في الأحياء الفقيرة للمدن الكبيرة، استطاع دا سيلفا حتى يحمل مستوى البرازيل في المجالين الاقتصادي والسياسي.

في السنة الماضية، وضعته مجلة «نيوزويك» الأميركية في قائمة «گلوبال إيليت» (الصفوة العالمية). ونطقت «عندما فاز النقابي العمالي دا سيلفا أول مرة، ارتجف رأسماليون وغضب يمينيون. لكنهم، بعد فترة غير طويلة، تنفسوا الصعداء». وأضافت «كانت البرازيل على شفا الهاوية، وهي الآن تتمتع بفائض يزيد على مائتي مليار دولار، وأقل نسبة غلاء في العالم الثالث. شكرا لسياسة لولا الاقتصادية».

واتى في كتاب «لولا البرازيل» حتى سيرة الرجل صارت حلم ملايين الفقراء والعمال والبؤساء، ليس فقط في البرازيل، ولكن في جميع العالم. وأن «هذا السياسي التقدمي، الذي كان عاملا في مصنع حديد، صار رئيسا لأكبر وأقوى دولة في أميركا الجنوبية والوسطى».

وفي الأسبوع الماضي، خط مؤلف الكتاب رأيا عنوانه «ما هي حدود انتشار نجم لولا؟»، إشارة إلى أنه بعث الأمل في قلوب البائسين. ونطق «يقف لولا في جانب الحرية والفقراء. رغم أننا دخلنا القرن الحادي والعشرين، تظل هذا مبادئ تستحق التقدير».

ونطق إنه، عندما تقابل دا سيلفا وأوباما في قمة الأمريكتين في أبريل (نيسان) الماضي، لاحظنا حتى هناك «علاقة خاصة» تربط بينهما، وأن أوباما تندر قائلا «لولا أكثر شعبية منى. إنه أكثر شعبية في جميع الكرة الأرضية».

لكن، أشار ريتشارد بورن إلى حتى «النظام البرازيلي ليس جنة». ونطق إذا هناك مشكلات كثيرة، خاصة الجريمة في الأحياء الفقيرة في المدن. هذا بالإضافة إلى فضيحة قرار أعضاء الكونغرس البرازيلي بمضاعفة رواتبهم. وأن دا سيلفا لم يعارض ذلك كثيرا، حتى قابل ضغطا شعبيا في الإعلام والشوارع.


الفترة الرئاسية الثانية

أعيد انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006 بعد حتى فاز بـ 60% من أصوات الناخبين في الجولة الثانية، بعد حتى أخفق في حسم الانتخابات من جولتها الأولى، وبالتالي أصبح رئيسا للجمهورية حتى 1 يناير 2011.

ورغم نفيه المستمر، تنتشر بين الحين والآخر تكهنات حول احتمالية قيام دا سيلفا بتعديل الدستور كي يتمكن من خوض الانتخابات الرئاسية عام 2010 للمرة الثالثة على التوالي.

ويتمتع لولا بشعبية كبيرة بين البرازيليين خاصة الفقراء منهم؛ ولذلك يطلقون عليه «نصير المحرومين» أو«بطل الفقراء»، حيث استطاع حتى يقنع الكثير من رجال الأعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء، كما وضع برامج اجتماعية أسهمت إلى حد كبير في التحسينات الأخيرة التي تشهدها البرازيل. لكنه أيضا قابل انتقادات كبيرة بسبب فضائح الفساد المتكررة والتي تستفيد بها مجموعات خاصة في الدولة وشخصيات من حزبه.

سنوات حكمه

وعن سنوات حكم حزب العمال، نطق «في اختبار حكم العمال للدول، لم ينجح الحزب كثيرا، لكنه نجح قليلا. في جانب، قابل اتهامات الفساد، وفي الجانب الآخر، صار واقعيا، وقلل من تطرفه، وتحالف مع غير العماليين». وأضاف «ليست البرازيل جنة. تظل المناورات والتحالفات، ويظل التعاون المريب بين السياسيين ورجال الأعمال. في هذه الناحية، لم تتغير البرازيل كثيرا».

جدل وفضائح فساد

ما بعد الرئاسة

حياته الأسرية

حياة لولا الأسرية لا تختلف كثيرا عن معاناته السابقة فقد تزوج عام 1969 من ماريا دي، التي توفيت بسبب التهاب الكبد الوبائي عام 1970، ثم تزوج المرأة الثانية «ماريزا ليتسيا لولا دا سيلفا» عام 1974 والتي أصبحت السيدة الأولى في البرازيل، وأنجب منها خمسة أبناء هم على الترتيب: ماركوس كلاوديو، لوريان، فبيلة لويز، سانترولويس، لويس كلاوديو.

جوائز وتكريمات

Approval ratings of Lula from April 2006 until December 2010. At the end of his term he had an approval rating of 87%. Source: CNT / Sensus.


لولا دا سيلفا

نال لولا الكثير الجوائز والأوسمة، أبرزها وسام الاستحقاق البرازيلي، ووسام الصليب الجنوبي، جائزة أمير أستورياس للتعاون الدولي عام 2003، الشخص الوحيد في أميركا اللاتينية الذي ورد اسمه في قائمة الـ 50 الأكثر نفوذا من زعماء العالم، كما حاز من اليونيسكوعلى جائزة «فيليكس هوفويه ـ بوانيي للسلام» لعام 2008، بفضل أعماله في السعي من أجل السلام والحوار والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق، وكذلك لمساهمته القيمة في القضاء على الفقر وحماية حقوق الأقليات.

وقد نشرت مجلة «برازيل» التي تصدر في ريودي جانيرو، حتى لولا يصر على عدم إلغاء زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، التي حدد لها يوم الأحد، رغم الحملة الإعلامية المكثفة، والمظاهرات في عدد من المدن، واعتراض عدد كبير من أعضاء الكونغرس البرازيلي. ونطقت المجلة إذا للزيارة هدفين: أولا: وساطة دا سيلفا بين نجاد والرئيس الأميركي باراك أوباما، وذلك بحكم العلاقة القوية التي نمت أخيرا بين أوباما ودا سيلفا. ثانيا: فهم مصير استثمارات شركة «پتروبراس» النفطية البرازيلية في إيران، بعد حتى تعرضت الشركة إلى ضغوط أميركية بوضعها في قائمة الإرهاب إذا لم توقف نشاطاتها هناك.

هل يقدر دا سيلفا على التوسط،يا ترى؟ هل سيستفيد من مزحة كان نطقها في واشنطن عندما اتى ليهنئ أوباما بعد تنصيبه رئيسا: إذا الرجلين «ميستيزو»، وهي حدثة برازيلية تعني خليطا من بيض وسود، إشارة إلى حتى أغلبية سكان البرازيل، مثل أوباما، خليط من بيض وسود.

نجحت الوساطة أولم تنجح، صار واضحا حتى بين الرجلين علاقة من «نوع خاص». وأنها ستساعد دا سيلفا على النهوض بالبرازيل، التي، رغم أنها من دول العالم الثالث، وتعاني ما تعاني، تتقدم سريعا نحوالعالم الأول. وفي الشهر الماضي، خرج البرازيليون من منازلهم وأماكن أعمالهم إلى الشوارع، يحتفلون باختيار ريودي جانيرولدورة الألعاب الأولمبية سنة 2016 (فازوا على الأمريكان، رغم حتى أوباما نفسه مضى إلى الدنمارك للنادىية لشيكاغو، مدينته). لكن، بعد ذلك بشهر، بقي البرازيليون في منازلهم وأماكن أعمالهم لأن التيار الكهربائي انبتر لست ساعات عن ريودي جانيرو، وعن أكثر من خمسين مليون شخص، هم ربع السكان. وسألت جريدة برازيلية على صدر صفحتها الأولى: «ماذا لوكانت الألعاب الأولمبية بدأت أمس؟» ورد وزير الكهرباء: «لن يخذلنا إيتايپو». هذه إشارة إلى «سد أتايپو»، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في العالم، على نهر پارانا، بين البرازيل واوروگواي. ونطق الوزير «تقدر البرازيل التي بنت أكبر سد كهربائي في العالم، على استضافة أكبر منافسة رياضية في العالم».

إلى غير ذلك، في جانب، تتطور البرازيل وتتقدم نحودول العالم الأول، وفي الجانب الآخر، لا تزال مع دول العالم الثالث.

«بيم ڤندوأوبرازيل» (مرحبا بكم في البرازيل، باللغة البرتغالية، لغة البلاد الرسمية) هكذا تتم تحية من يدخلون تلك البلد القارة، فالبرازيل هي الأولى في أميركا الجنوبية حجما وهي تتربع في قلب القارة، وتجاور أغلبية دول القارة. وهي الأولى في القارة سكانا (200 مليون شخص). وهي الأولى في القارة اقتصادا (والعاشرة في العالم). وهي الأولى في القارة إنتاجا وإطلاقا للصواريخ (تتعاون مع ناسا، وكالة الفضاء الأميركية).

وهي الأولى في القارة استضافة للألعاب الأولمبية، سنة 2016. وهي الأولى في كأس العالم لكرة القدم (قبل ثلاث سنوات). وكانت الأولى خمس مرات خلال خمسين سنة. وربما ستكون الأولى سنة 2014، عندما تستضيف هي نفسها منافسات كأس العالم لكرة القدم. وهي وطن بيليه ورونالدو.

وربما أبرز من ذلك كله، هي الأولى في العالم في التنوع السكاني (ولهذا، في الانفتاح الثقافي). هي قبل الولايات المتحدة، حيث تظل هناك تقسيمات عرقية، وحيث يمتلئ التاريخ بمشكلات عرقية. والسبب الرئيسي هوحتى الأوروبيين المسيحيين البروتستانت (خاصة من بريطانيا)، الذين أسسوا الولايات المتحدة، فرقوا بينهم وبين الأفارقة السود والهنود الحمر، بينما الأوروبيون المسيحيون الكاثوليك (خاصة من البرتغال)، الذين أسسوا البرازيل، تزوجوا من الأفارقة السود والهنود الحمر. لهذا، اليوم، رغم حتى نصف السكان تقريبا يقولون إنهم بيض، تتبع الأغلبية لخليط أسود وأبيض (مولاتو)، أوأبيض وأحمر (كابوكلوس)، أوأسود وأحمر (كافوزو). ويسمون كلهم «ميستيزو» (خليط). إلى هؤلاء ينتمي دا سيلفا.

وبعد فوز أوباما، كان أول رئيس من أمريكا الجنوبية يزوره. وفي واشنطن، تندر بأن الأمريكان يقولون إذا أوباما أول رئيس أسود، لكنه، في الحقيقة، نصف أبيض ونصف أسود. وأن أوباما «براون» (أسمر)، أو«مستيزو» (خليط، مثل أغلبية البرازيليين).

لولا في الثقافة العامة

  • في رواية فانتازيا أمريكية لاتينية تنتمي لفترة ما بعد الحداثة، "الولايات المتحدة للموز" (2011)، خطتها جيانينا براشي، انضمت شخصية الرئيس لولا إلى هوگوشاڤيز، إيڤومورالس، فيدل كاسترو، وكرستينا كيرشنر في السعي من أجل تحرير شعب پورتريكومن الولايات المتحدة.
  • في الفيلم البرازيلي لولا، ابن البرازيل، الذي رشح لجائزة أوسكار 2009، من إخراج فابيوباريتو، صور الفيلم حياة لولا بعد الخامسة والثلاثين من عمره.

انظر أيضاً

  • الجمهورية الجديدة
  • اقتصاد البرازيل

المصادر

  1. ^ "Folha Online – Mundo – "Lula é um católico a seu modo", diz d. Cláudio Hummes". .folha.uol.com.br. 06/04/2005. Retrieved 2010-10-03. Check date values in: |date= (help)
  2. ^ "Luiz Inácio Lula da Silva". The New York Times. 26 August 2012.
  3. ^ Liz Throssell (30 September 2010). "Lula's legacy for Brazil's next president". BBC News. Retrieved 29 March 2012.
  4. ^ "Lula leaves office as Brazil's 'most popular' president". bbc.co.uk. 31 December 2010. Retrieved 4 January 2011.
  5. ^ ". newsweek.com. 31 December 2010. Retrieved 4 January 2011.
  6. ^ "Lula's last lap". economist.com.ثمانية January 2009. Retrieved 4 January 2011.
  7. ^ Hemispheres 2004 Edition. Retrieved 17 August 2010.
  8. ^ Time (May 10, 2010). p. 20. |access-date= requires |url= (help)
  9. ^ Perry Anderson (31 March 2011). "Lula's Brazil". London Review of Books. Retrieved 5 April 2011.
  10. ^ Rory Carroll (10 March 2010). "Lula stubs out smoking habit". The Guardian. Retrieved 29 March 2012.
  11. ^ "Brazil ex-President Lula diagnosed with throat cancer". BBC News. 29 October 2011.
  12. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة WPost
  13. ^ "Brazil hit by debt downgrade". BBC News. BBC. 21 June 2002. Retrieved 2007-08-09.
  14. ^ "Henrique de Campos Meirelles". Banco Central do Brazil. Archived from the original on 27 September 2007. Retrieved 2007-08-09.
  15. ^ Balbi, Sandra (18 December 2005). "Economistas Alertam para Desindustrialização". Folha de S. Paulo (in Portuguese). Retrieved 2008-04-05.CS1 maint: unrecognized language (link)
  16. ^ "Brazil to pay off IMF debts early". BBC News. BBC. 14 December 2005. Retrieved 2007-04-27.
  17. ^ Newsroom. "O Chefe (The Boss) by Ivo Patarra".
  18. ^ Clemente, Isabel. "Enfim, Lula privatizou..." Época (in Portuguese). Rede Globo. Retrieved 2008-04-05. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)CS1 maint: unrecognized language (link)
  19. ^ Parra-Bernal, Guillermo. "Brazil Became Net Creditor for First Time in January". Bloomberg.com. Bloomberg. Retrieved 2008-01-06. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  20. ^ "Lula e o lucro recorde dos bancos" Check |url= value (help) (in Portuguese). La Agencia Latinoamericana de Información – ALAI. 16 August 2007. Retrieved 2009-06-23.CS1 maint: unrecognized language (link)
  21. ^ أمل مختار (2012). "تجربة النموالاقتصادي في البرازيل: نموذج استرشادي لمصر". مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
  22. ^ "Declaration of War," Giannina Braschi in "United States of Banana", pages 240-275; publisher: AmazonCrossing, Seattle, 2011.ISBN 9781611090673

الهوامش

  •  الكنية: لويز إيناسيودا سيلڤا كان اسم الميلاد الكامل للولا، والذي استخدمه من 1945 حتى 1982، ولكنه أصبح يُكنى لولا Lula (والتي تعني أيضاً حبار) منذ الطفولة؛ الكنية نفسها هي تدليل للاسم لويز. وبالتالي، أصبح لولا الاسم العُرف به سيلڤا كيلة حياته كعامل سمكرة معادن، وبصعوده في المسرح القومي كزعيم نقابي، وطيلة حياته السياسية. وفي 1982، لكي يترشح لمنصب حاكم ولاية ساوپاولو، غير لولا اسمه القانوني، مضيفاً الكنية لولا التي كان مشهوراً بها في أراتى الوطن. وحسب قوانين الانتخابات البرازيلية في ذلك الوقت، فقد كان بإمكان المرء حتى يغير اسمه القانوني استعداداً للترشح لمنصب عام. وحالياً، تشير الصحافة البرازيلية إليه إما (بشكل رسمي) باستخدام اسمه الكامل لويز إيناسيولولا دا سيلڤا أو(بشكل غير رسمي أوفي الإشارة إليه) فقط بكنيته لولا.
  • تعود شعبية لولا جزئياً إلى قدرته على التواصل مع الشعب البرازيلي بلغة بسيطة، على العكس من الكثير من السياسيين الذين يتحدثون بطريقة أكثر تعقيداً. يشتهر لولا باستعاراته ومقاراناته، التي يستخدمها للتعبير عن آراء مركبة بطريقة بسيطة، أولانتقاد أشخاص بدون الإساءة إليهم. وفيما يلي بعض الأمثلة من تلك الاستعارات:
    • "التجارة الدولية هي مثل بيضة بدون صفار."
    • "نموالبرازيل يجب ألاقد يكون مثل تحليق الدجاجة."
    • "القراءة مثل عجلة التريض الثابتة في غرفتنا. في البداية نتكاسل عن استخدامها، ولكن لاحقاً نعتاد عليها ولا يمكننا الاستغناء عنها."
    • "منتقدوحزب العمال يبيعون عظام الدجاج على أنها ديناصور"
    • "الدولة هي مثل الأم، والأم ستعطي المزيد من الرعاية لأضعف أطفالها."

قراءات إضافية

  • Perry Anderson (2011-03031). "Lula's Brazil". لندن ريڤيواوف بوكس. Check date values in: |date= (help)
  • برازيل الرئيس لولا هونص الترجمة العربية للدراسة السابقة. وقامت بالترجمة جورجيت فرشخ فرنجية ونشرتها في صحيفة الأخبار اللبنانية.
  • Silva, Luis Inácio da; Castro, Cassiana Rosa de; Machado, Sueli de Fátima; Santos, Alveci Oliveira de Orato; Ferreira, Luiz Tarcísio Teixeira; Teixeira, Paulo; Suplicy, Marta; Dutra, Olívio (2003). "The programme for land tenure legalization on public land in São Paulo, Brazil." Environment and Urbanization 15 (2): 191–200.
  • Bourne, R (2008). Lula of Brazil : The story so far. Berkeley, CA: University of California Press. ISBN 978-0-520-24663-8
  • Goertzel, Ted (2011). Brazil's Lula: The Most Popular Politician on Earth. Boca Raton, Florida: Brown Walker Press. ISBN 978-1-61233-505-6.

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بلويز إناسيولولا دا سيلڤا، في فهم الاقتباس.
  • لويز إناسيولولا دا سيلڤا الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • Appearances on C-SPAN
  • نطقب:Charlie Rose view
  • لويز إناسيولولا دا سيلڤا at the Internet Movie Database
  • Works by or about لويز إناسيولولا دا سيلڤا in libraries (WorldCat catalog)
  • ملف شخصي: لويز إناسيولولا دا سيلڤا، بي بي سي نيوز، 28 يناير 2010
  • The 2010 تايم 100: لويز إناسيولولا دا سيلڤا، ميشيل مور، تايم، 20 أبريل 2010

؛ خطابات

  • خطاب للويز إناسيولولا دا سيلڤا قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية
  • المناقشات العامة، الاجتماع 64، الأمم المتحدة، 2009
  • "لقاء تلفزيوني مع الرئيس لولا دا سيلڤا". قناة الجزيرة. 2009-04-08.
مناصب حزبية
منصب حديث المرشح الرئاسي لحزب العمال
1989، 1994، 1998، 2002، 2006
تبعه
ديلما روسف
مناصب سياسية
سبقه
فرناندوإنريكي كاردوزو
رئيس البرازيل
1 يناير 2003 – 1 يناير 2011
تبعه
ديلما روسف


  1. ^
    http://www1.folha.uol.com.br/folha/brasil/ult96u68671.shtml
  2. ^ http://revistalingua.uol.com.br/textos.asp?codigo=10945
تاريخ النشر: 2020-06-05 16:29:38
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, CS1 errors: dates, Pages using citations with accessdate and no URL, CS1 maint: unrecognized language, Pages with citations using unsupported parameters, Pages with URL errors, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, Portal templates with all redlinked portals, Commons category link from Wikidata, مواليد 1945, مبتورون برازيليون, اشتراكيون مسيحيون برازيليون, كاثوليك برازيليون, ناجون من السرطان, Collars of the Order of the Aztec Eagle, Honorary Knights Grand Cross of the Order of the Bath, Knights Grand Cross of the Order of St. Olav, أعضاء مجلس نواب البرازيل, أشخاص من پرنامبوكو, سياسيون باعاقات بدنية, رؤساء البرازيل, زعماء حزب العمال (البرازيل), Recipients of the Great Cross of the National Order of Scientific Merit (Brazil), Recipients of the Order of Aeronautical Merit (Brazil), حائزو وسام بوياكا, حائزو وسام الحرية (اوكرانيا), حائزو وسام الشرف العسكري (البرازيل), حائزو وسام الشرف البحري (البرازيل), حائزو وسام الأمير ياروسلاڤ من وايز, حائزو وسام الصليب الجنوبي, Royal Norwegian Order of Merit, ماسحو أحذية, كاثوليك من القرن 20, كاثوليك من القرن 21, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رئيس الوزراء يوجه المحافظين بمتابعة الموقف ميدانيا خلال الطقس السيئ

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:38
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 50%

«الناتو» يدعو روسيا لسحب قواتها من الحدود الأوكرانية

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:22
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

كان يضع المعلومات في "ساندوتش".. كيف حاول أمريكي وزوجته بيع

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

كَم تدوم فعالية لقاحات كورونا؟ وهل نحتاج لجرعات معززة؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

مصورة فيديو عروسي الإسماعيلية تفجر مفاجأة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:24
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

فيديو مؤثر.. لحظة إنقاذ طفل سعودي عالق على قمة جبلية

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

شروط استمرارية صرف دعم "تكافل" للأسر المستفيدة (إنفوجراف)

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:32
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

بث مباشر.. مشاهدة مباراة ليفربول ونوريتش سيتي في الدوري الإنجليزي

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:23
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 68%

مقتل 10 أشخاص وإصابة 15 فى تفجير انتحارى بمحافظة هيران الصومالية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:29
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 43%

رئيس البرلمان العربى يثمن جهود الرئيس السيسي فى تعزيز العمل المشترك

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:34
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 39%

روسيا وأوكرانيا.. انفجار خط أنابيب غاز دولي في مناطق الانفصا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

بيل جيتس يتوقع احتمال ظهور وباء جديد خطير في المستقبل

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:21
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

هل يُحاكم ترامب على خلفية دوره في أحداث الكابيتول؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

مقتل 16 على الأقل في هجوم انتحاري بالصومال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

إثيوبيا.. مسؤولان يكشفان موعد أول عملية توليد كهرباء من سد ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

بوتين يعلن إطلاق مناورات "الردع الاستراتيجي" للصواريخ البالس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-19 15:21:54
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية