حرب كارگل

عودة للموسوعة

حرب كارگل

حرب كارگل
Kargil War
جزء من الحروب الپاكستانية الهندية

مسقط النزاع
التاريخ مايو-يوليو1999
المسقط
منطقة كارگل، جامووكشمير
النتيجة

- استعادة الوضع السائد قبل الحرب


- انظر جزء الأعقاب
التغيرات
الإقليمية
لا شيء
الخصوم
الهند پاكستان
القادة والزعماء
ڤد پراكاش مالك پرويز مشرف
القوات
30,000 5,000
الخسائر

الأرقام الرسمية الهندية

  • 527 قتيل
  • 1,363 جريح
  • 1 أسير حرب
  • 1 مقاتلة نفاثة أُسقِطت
  • 1 مقاتلة نفاثة تحطمت
  • 1 مروحية أُسقِطت

المزاعم الپاكستانية

  • 1,600

الأرقام الرسمية الپاكستانية

  • 357–453 قتيل
  • 665+ جريح
  • 8 أسير

مزاعم پاكستانية أخرى

  • 1,000 إلى 4,000 قتيل

المزاعم الهندية

  • 700+ قتيل

حرب كارگـِل (هندي: करगिल युद्ध kargil yuddh, أردو: کرگل جنگ kargil jang؛ بالإنگليزية: Kargil War)، وتُعهد أيضاً بإسم نزاع كارگل،[1] كانت نزاعاً مسلحاً بين الهند وپاكستان نشب بين مايوويوليو1999 في منطقة كارگل في كشمير وفي مناطق أخرى على طول خط السيطرة (LOC). في الهند، يشار إلى النزاع بإسم العملية ڤيجاي (هندي: ऑपरेशन विजय، وتعني حرفياً "العملية نصر") والذي كان الاسم للعملية الهندية لإخلاء قطاع كارگل.

سبب الحرب كان تسلل جنود پاكستانيين ومسلحين كشميريين إلى مواقع في الجانب الهندي من خط السيطرة، الذي يعتبر الحدود العملية بين البلدين. وأثناء المراحل الأولى من الحرب، أنحت پاكستان باللائمة بالكامل على رجال المقاومة الكشميريين المستقلين، إلا حتى الوثائق التي هجرها القتلى والجرحى خلفهم والتصريحات اللاحقة من رئيس الوزراء ورئيس الأركان الپاكستانيين بينت تورط قوات ميليشيا پاكستانية، بقيادة الجنرال أشرف رشيد.الجيش الهندي، لاحقاً مدعوماً من القوات الجوية الهندية، استعاد معظم المواقع على الجانب الهندي من خط السيطرة التي غشَتها قوات ومسلحون پاكستانيون. ومع معارضة دبلوماسية دولية، انسحبت القوات الپاكستانية من المواقع الهندية المتبقية بحوزتها على طول خط السيطرة. إلا حتى الجيش الپاكستاني احتفظ بالسيطرة على بعض القمم الاستراتيجية.

الحرب هي أحد الأمثلة الحديثة للقتال على ارتفاعات شاهقة في منطقة جبلية، التي أثارت مشاكل إمداد معتبرة للطرفين المتقاتلين. وحتى اليوم، فإنها أيضاً الحالة الوحيدة من القتال التقليدي المباشر بين دول نووية (أي تملك أسلحة نووية). فقد أجرت الهند أول اختبار ناجح في 1974؛ أما پاكستان، التي كانت تطور قدراتها النووية سراً منذ نفس الوقت تقريباً، فقد أجرت أول اختبار معروف في 1998، بعد مجرد أسبوعين من السلسلة الثانية من الاختبارات الهندية.

المسقط

قبل تقسيم الهند في 1947، كانت كارگل جزءاً من منطقة بلتستان في لداخ، المنطقة قليلة السكان ذات الجماعات المتباينة عرقياً ولغوياً ودينياً، والتي تعيش في وديان منعزلة يفصلها أعلى جبال العالم. حرب كشمير الأولى (1947–48) انتهت بخط السيطرة يقسم منطقة بلتستان، بحيث أصبحت بلدة ومنطقة كارگل تقعان في الجانب الهندي في تقسيم لداخ من الولاية الهندية جامووكشمير. وبعد هزيمة پاكستان في الحرب الپاكستانية الهندية 1971، سقط البلدان اتفاقية سيملا واعدين ألا يشتبكا في نزاع مسلح حول تلك الحدود.

وتقع بلدة كارگل على بعد 205 كم من سري‌نگر، في لقاءة المناطق الشمالية عبر خط السيطرة. ومثل باقي المناطق في الهيمالايا، تتسم كارگل بمناخ قارس. فالصيف بارد بليالي متجمدة، بيما الشتاء طويل وقارص بدرجات حرارة كثيراً ما تتدني إلى −48 °س.

An Indian national highway (NH 1D) connecting Srinagar to Leh cuts through Kargil. The area that witnessed the infiltration and fighting is a 160 km long stretch of ridges overlooking this only road linking Srinagar and Leh. The military outposts on the ridges above the highway were generally around 5,000 metres (16,000 ft) high, with a few as high as 5,485 metres (18,000 ft). Apart from the district capital, Kargil, the populated areas near the front line in the conflict included the Mushko Valley and the town of Drass, southwest of Kargil, as well as the Batalik sector and other areas, northeast of Kargil.

كارگل استُهدِفت، جزئياً لكون طبيعتها الطبوغرافية ملائمة لاستيلاء إجهاضي على عدة مواقع عسكرية غير مأهولة. With tactically vital features and well-prepared defensive posts atop the peaks, a defender on the high ground would enjoy advantages akin to a fortress. أي هجوم لإزاحة مُدافِع من مسقط مرتفع في القتال الجبلي يحتاج نسبة أعلى كثيراً من المهاجمين إلى المدافعين، and the difficulties would be exacerbated by the high altitude and freezing temperatures.

تقع كارگل على بعد 173 كم من بلدة سكردوالپاكستانية، التي كان بإمكانها توفير الإمدادات والدعم المدفعي للمقاتلين الپاكستانيين.


خلفية

The town of Kargil is strategically located.


منذ شهر يناير عام 1990، وحتى الآن لم يتوقف التوتر أوأعمال العنف على جانبي خط وقف إطلاق النار (خط الهدنة) في كشمير الذي يبلغ طوله حوالي 720 كم ويمتد ما بين جاموولاداخ.

وفي نهاية شهر مايو1999، تبادل الطرفان الهندي والباكستاني الاتهامات حول إحياء وتصعيد التوتر في كشمير، حيث سعى جميع منهما إلى تحميل الطرف الآخر مسؤولية تصعيد اللقاءات في كشمير، إذ قامت الهند باتهام باكستان بدفعها ما يزيد عن 680 مقاتلاً نحوالشطر الهندي في كشمير يومتسعة مايو1999 متعدين بذلك خط الهدنة بين البلدين. في حين يسعى حوالي 400 آخرون إلى اللحاق بهم تحت غطاء المدفعية الباكستانية. وقد استقر هؤلاء المتسللون في قمم جبال الهمالايا، واستطاعوا احتلال مواقع إستراتيجية تضم مناطق كارجيل، ودراس، وباتاليك في شمال القطاع الهندي في كشمير. وتعد هذه المواقع، وخاصة كارجيل، ذات أهمية إستراتيجية، حيث أنها تطل على الطريق الأهم والأوحد والأكثر سرعة وسهولة والذي يربط الجزء الهندي من كشمير بمنطقة لاداخ الجبلية في الغرب، كما تقع هذه المواقع الحيوية التي قدرت مساحتها بـ500 كم مربع، على بعد 220 كم من مدينة سريناجار العاصمة الصيفية لإقليم كشمير[1]. كما اتهمت الهند الحكومة الباكستانية بتقديم العون المادي والمعنوي لهؤلاء المتسللين، الذين أكدت الهند أنهم يضمون عناصر من المجاهدين الأفغان، فضلاً عن جنود نظاميين في الجيش الباكستاني، إلى جانب المقاومة المسلحة في كشمير.

وفي 22 مايو1999، دفعت الهند بتعزيزات عسكرية كبيرة قوامها خمسة آلاف جندي إلى حدودها مع باكستان عند ولاية كشمير المتنازع عليها، كما وضعت سربين من طائراتها الحربية على أهبة الاستعداد عقب نجاح مقاتلين من ثوار كشمير في التسلل عبر الحدود الهندية والسيطرة على نحوعشرين مسقطاً. وأكدت مصادر باكستانية حتى الهند وضعت السربين المقاتلين على أهبة الاستعداد في إحدى المناطق الشمالية من إقليم جامووكشمير الخاضع لسيطرتها تحسباً لاحتمالات توجيه ضربات في منطقتي كاراجيل ودراس بمرتفعات سياتشين التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش الهندي ومقاتلي كشمير، أسفرت عن مصرع العشرات في صفوف الجانبين.

وأعربت باكستان وضع سلاحها الجوي في حالة استعداد وسط مخاوف من عملية هندية كبيرة على جانبي الخط الفاصل بين الدولتين، كما تم إجلاء الآلاف من مواطني منطقة وادي بنلام في الجزء التابع لباكستان من كشمير إلى مناطق أكثر أماناً، وبعيدة عن مجال القصف الهندي.

وذكرت مصادر هندية حتى التعزيزات الجديدة ستنضم إلىعشرة آلاف جندي موجودين بالعمل في كشمير للقاءة التسلل الكبير الذي تقول نيودلهي أنه تم تحت ستار من نيران المدفعية الباكستانية، وهوما تنفيه إسلام آباد. وأعرب رئيس الوزراء الهندي "أتال بيهاري فاجباي"، حتى حكومته تسعى للتوصل إلى اتفاق في الرأي بشأن الانضمام لمعاهدة الحظر الكامل على التجارب النووية قبل حتى يحين الموعد النهائي لتطبيقها في سبتمبر 1999. ومن جانبها، شرعت الهند، منذ 26 مايو1999، في شن غارات جوية مكثفة ضد مواقع القوات الباكستانية، والكشميرية، والأفغانية المتمركزة في كارجيل، وغيرها. من المواقع التي تقع على عمق سبعة كيلومترات داخل الشطر الهندي من كشمير، بعيداً عن خط الهدنة. وقد استخدمت الهند طائرات من طراز ميج ـ23، وميج ـ27، وميراج ـ2000، التي تستطيع حمل قنابل نووية، فضلاً عن طائرات الهليكوبتر.

ونطقت وزارة الدفاع الهندية، في بيانها يوم 26 مايو، إذا الغارات التي تعد الأولى من نوعها منذ بداية التسعينيات أسفرت عن وقوع عدد كبير من الضحايا في صفوف "المتسللين" الذين زعمت أنهم يتلقون دعماً من القوات المسلحة الباكستانية. وفي إسلام آباد، وجهت الحكومة الإسرائيلية تحذيراً شديد اللهجة للهند من مغبة زيادة التوتر في المنطقة ودفعها إلى شفا الحرب. ونطق "سارتاج عزيز وزير الخارجية الباكستاني حتى بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها إذا هاجمت الطائرات الهندية أي مواقع باكستانية. وفي 26 مايو، اجتمع السفير الأمريكي في نيودلهي "ريتشارد سيليست" مع وزيرا لدفاع الهندي عقب الغارات وأعرب عن قلق بلاده العميق إزاء تصاعد الوضع، لكنه استبعد أي تدخل أمريكي في النزاع. وقد أسفرت هذه الغارات الجوية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، فضلاً عن إسقاط القوات الجوية الباكستانية لطائرة هندية من نوع ميج ـ27، كما سقطت طائرة أخرى من نفس الطراز بسبب عطل فني، وقد اغتال قائدا الطائرتين.

هذا، وتتهم الحكومة الهندية باكستان بالسعي إلى تغيير معالم الحدود بين البلدين في إقليم كشمير، والسعي إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي الهندية من خلال دفع الجنود المسلحين إلى التسلل إليها. ومن جانبها، تنفي باكستان جميع الاتهامات الهندية الموجهة إليها، معلنة حتى ما يحدث في إقليم كشمير هوانتفاضة شعبية يقوم بها أهالي كشمير ضد القوات الهندية في الإقليم منذ عشر سنوات من أجل الحصول على حق تقرير مصيرهم وهوحق مشروع تؤيده باكستان وتضمنه الأمم المتحدة. وفي 28 مايو1999 نادى "نواز شريف" رئيس الوزراء الباكستاني الهند إلى التفاوض لحل النزاع حول إقليم كشمير، ونطق في حدثة ألقاها بمناسبة مرور عام على التفجيرات النووية الباكستانية حتى الهند وباكستان باعتبارهما دولتان نوويتان يتعين عليهما تجنب اللقاءة العسكرية وتصعيد التوتر، لكنه تعهد في الوقت ذاته بالرد على خرق الطائرات الهندية للمجال الجوي الباكستاني. وذكر "نواز شريف" أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الهندي "أتال بيهاري فاجباي" واتفق معه على أنه لا حل لمشكلة كشمير إلا من خلال المفاوضات، كما بعث برسالة إلى "كوفي عنان" الأمين العام للأمم المتحدة يعرض فيها بدء المباحثات مع الهند حول حل معضلة كشمير وطالب بإيفاد مبعوث دولي إلى المنطقة لنزع فتيل التوتر. وفي الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الحربية الهندية لليوم الرابع على التوالي قصف مواقع المتسللين الكشميريين وسط تحذيرات دولية من حتى التوتر على جانبي الحدود بلغ حافة الخطر، برزت مؤشرات للتهدئة إثر إعلان إسلام آباد قبول نيودلهي استقبال وزير الخارجية الباكستاني "سرتاج عزيز" لبحث الموقف، في حين استقبلت الهند بفتور دعوة باكستان للأمم المتحدة للتدخل في النزاع. فقد أكد الجنرال "سوباش بهوجواني" قائد سلاح الجوالهندي حتى الغارات الجوية لإخراج المتسللين من مخابئهم في كشمير ستستمر وأن نيودلهي وضعت قواتها المسلحة في ولاية جامووكشمير الشمالية وعلى الحدود مع باكستان في حالة تأهب قصوى. ورغم محاولة العاصمتين التقليل من مخاطر تصاعد التوتر ليصل إلى حد اللقاءة الكاملة، وصف قائد الجيش الهندي في المنطقة الشمالية الجنرال "هاري خانا" حتى القتال الدائر في كشمير "أقرب إلى الحرب"، لكنه تعهد بعدم السماح باستفحالها. وجدد "خانا" الاتهامات الهندية بأن المتسللين ليسوا مجرد ثوار مسلمين، بل بينهم عناصر من الجيش الباكستاني، يدعمهم مرتزقة تابعون لحركة طالبان الأفغانية. ومن جانبه حذر الجنرال المجري "جوزيف بالي" قائد مجموعة المراقبة الدولية للحدود الهندية ـ الباكستانية من حتى التوتر عند الخط الفاصل في كشمير بلغ مستوى يثير القلق.

وأعرب وزير الإعلام الباكستاني "مشاهد حسين" حتى وزير الخارجية "سرتاج عزيز" سيتوجه إلى نيودلهي خلال أيام لبحث الوضع المتوتر في كشمير، وذلك عقب قبول رئيس الوزراء الهندي "آتال بيهاري فاجباي" لاقتراح رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف"، في 28 مايو، بإيفاد مبعوثه إلى العاصمة الهندية. وفي يوم 30 مايودفعت الهند بمزيد من القوات البرية إلى منطقة المعارك في كشمير واشتبكت في معارك متلاحمة مع المسلحين المسلمين الذين تسللوا إلى مواقع حصينة داخل الجزء الهندي من كشمير، في حين واصلت المدفعية الهندية قصف مواقع هؤلاء المسلمين عبر خط وقف إطلاق النار. في الوقت نفسه أعرب رئيس الوزراء الهندي أنه ما زال يبحث عرض الحكومة الباكستانية إيفاد وزير خارجيتها "سرتاج عزيز" إلى نيودلهي لبحث سبل نزع فتيل التوتر ووقف المعارك الراهنة في كشمير. وقد أعربت الهند أنها يفترض أن تواصل غاراتها الجوية خلال الأيام القليلة المقبلة على المتسللين الذين يطالبون باستقلال الإقليم عن الهند بالقرب من الجزء الذي تسيطر عليه باكستان في كشمير. وأكد المتحدث الهندي حتى القوات الهندية دفعت المتسللين إلى التقهقر في جميع القطاعات بالجانب الهندي من خط وقف إطلاق النار في منطقة كشمير المتنازع عليها، وخاصة في قطاعات كارجيل ودراس وباكاليك. ونطق "سرتاج عزيز" وزير الخارجية الباكستاني: "إن بلاده تحرص على تهدئة التوتر مع الهند، ولكنها لن تعتذر لها عن إسقاط طائرتين هنديتين في كشمير"، ونقلت وسائل إعلام محلية في باكستان عن عزيز قوله أنه سيجتمع مع نظيره الهندي في نيودلهي خلال الأسبوع الحالي لنزع فتيل التوتر في كشمير لتقديم اعتذار عن إسقاط الطائرتين. كما جدد "نواز شريف" الدعوة إلى إجراء محادثات مباشرة بين الطرفين على أساس إعلان لاهور التاريخي. وفيما تعتبر الهند حتى سماح القوات الباكستانية للمجاهدين الأفغان، والمجاهدين المسلمين من دول آسيا الوسطى الإسلامية بالمشاركة في المقاومة مع قوات كشمير ضد القوات الهندية تعد بمثابة مشاركة صريحة من الجيش الباكستاني في هذه الأعمال، فإن وزير الدفاع الهندي قد حذر باكستان من تدخل الجيش الباكستاني عملياً في هذه المعارك، حيث حتى العواقب، على حد قول وزير الدفاع الهندي، ستكون وخيمة وسوف تحمل الهند الحكومة الباكستانية المسؤولية كاملة.


ثانياً: حرب محدودة

IAF MiG-21s were used extensively in the Kargil War.

وفي 18 يونيه 1999، أعربت الهند أنها لا تتسقط نشوب حرب واسعة مع باكستان في الوقت الذي واصلت فيه قواتها قصف مواقع نادىة الانفصال المتحصنين في جبال كشمير وسط أنباء عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوفهم. في الوقت ذاته اتهمت باكستان الهند بمواصلة حشد قواتها على الحدود وباتخاذ أوضاع هجومية. وقد أعرب "جاسوانت سينج" وزير الخارجية الهندي أنه لا يتسقط نشوب حرب على نطاق واسع مع باكستان بسبب كشمير، ونطق في تصريحات صحفية أنه لا يرى أيضاً أي مؤشرات على حتى المتسللين ـ الذين تتهم الهند باكستان بدعمهم ـ على وشك الانسحاب من الجانب الهندي في كشمير بمحض إرادتهم. كما أعرب المتحدث باسم سلاح الجوالهندي حتى الضربات الجوية مستمرة على المرتفعات التي يتحصن فيها المتسللون في شمال كشمير الهندية، بينما يتواصل القصف المدفعي المتبادل بين القوات الهندية والباكستانية على طول خط المراقبة الفاصل بينهما في الإقليم المتنازع عليه.

ثالثاً: بيان مجموعة الثماني

وفي 18 يونيه 1999 دعت باكستان دول مجموعة الثماني إلى دعم تسوية شاملة للنزاع بينها وبين الهند المستمر منذ نصف قرن حول كشمير وعدم حصر وجهة نظرها حول الأزمة في إطار محدود. ونادى رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" المشاركين في قمة الدول الصناعية في كولونيا إلى لعب دور إيجابي من أجل حل مسألة كشمير وتجنب لقاءة شاملة بين البلدين. ومن جانبه يردد وزير الخارجية الهندي "جاسوانت سينج" حتى الوسيلة الأبسط لضمان وقف تدهور الوضع بالمنطقة هي الانسحاب الباكستاني، في إشارة إلى مطالبة باكستان بانسحاب المقاتلين الانفصاليين الذين تعتبرهم نيودلهي متسللين من باكستان إلى القطاع الهندي من كشمير، وهوما تنفيه إسلام آباد. وأشار الوزير الهندي إلى أنه يتسقط من مجموعة الثماني حتى تضغط على باكستان لسحب قواتها وإعادة الوضع الذي كان قائماً قبل اندلاع اللقاءات على خط المراقبة الفاصل بين حدود البلدين. وطالب سينج بمراجعة كيفية استخدام باكستان للمساعدات المالية لكيلا تكون وسيلة للعدوان على الهند على حد قوله.

وفي 19 يونيه 1999، أعربت الهند مجدداً رفضها لأي تدخل خارجي في النزاع مع باكستان حول كشمير في الوقت الذي واصلت فيه قواتها قتالاً شرساً مع العناصر الانفصالية في الإقليم، في محاولة للسيطرة على طريق إمدادات إستراتيجي. وفي 21 يونيه 1999، صدر بيان قمة كولونيا لمجموعة الدول الثماني الذي نادى إلى إنهاء المعارك في كشمير، مشيرة إلى انتهاك "غير مسؤول" لخط المراقبة الفاصل بين الهند وباكستان في كشمير. وقد أشادت الحكومة الهندية ببيان قمة كولونيا واعتبرته إدانة واضحة لباكستان رغم عدم تسميتها بالاسم ـ وإنه يلزمها بالتالي بسحب قواتها من كشمير "الهندية". كما وصفت صحيفة "هندوستان تايمز" البيان بأنه نجاح للدبلوماسية الهندية في نيل تأييد الغرب للمرة الأولى منذ خمسة عقود لموقف نيودلهي من النزاع حول كشمير. وفي اللقاء رأت إسلام آباد حتى بيان مجموعة الثماني يردد وجهة نظر باكستان التي تدعوإلى وقف اللقاءات العسكرية واستئناف الحوار بين البلدين.

وفي إطار الضغوط التي تمارس على باكستان بشأن الأزمة، ذكر مسؤول في البيت الأبيض حتى الحكومة الأمريكية قد تلجأ لتعليق قرض من صندوق النقد الدولي لباكستان قدره 100 مليون دولار. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسؤول قوله حتى الإدارة الأمريكية تبحث المستوى التي تستهدف الضغط على باكستان لسحب المتسللين في كشمير إلى الجانب الخاضع لها من الإقليم. كما طالب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأمريكي "بنيامين جيلمان" إسلام آباد بوقف ما وصفه بتدخلها في كشمير. كما طالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الهند في الأزمة الراهنة مع باكستان، مشيراً إلى حتى التقارير تؤكد قيام الجيش والمخابرات الباكستانية بدفع آلاف الرجال إلى الجانب الخاضع لها من خط المراقبة الفاصل في كشمير وأن المئات منهم عبروا الحدود الهندية. إلا حتى السفير الأمريكي في إسلام آباد "ويليام ميلانم" قد أكد حتى باكستان أظهرت مرونة إزاء حل الأزمة خلال محادثات الجنرال الأمريكي "أنتوني زيني" مع المسؤولين الباكستانيين أخيراً. وأعرب "ميلانم" عن اقتناعه بأن الأزمة ستجد طريقها للحل خلال وقت قصير. وأوضح السفير الأمريكي أنه لا توجد تحركات فورية لترتيب عقد لقاء قمة بين رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" والرئيس الأمريكي "بيل كلينتون". نافياً حتى تكون بلاده قد أيدت الهند في موقفها من الأزمة. رابعاً: اتصالات وزيارات سرية بين الهند وباكستان لقد تلقى رئيس الوزراء الهندي يوم الاثنين 28 يونيه اتصالاً من نظيره الباكستاني، حيث اتفقا على مواصلة الاتصالات بين البلدين، لإحياء مبادئ "إعلان لاهور".

وتسقط وزير الدولة للشؤون الخارجية الباكستانية الأسبق "نياز نايك" حتى يلتقي مسؤولون عسكريون من البلدين خلال الأيام القليلة القادمة لبحث جدول زمني لسحب العناصر الانفصالية المتسللة من كشمير الهندية. وأكد نايك أنه درس الأمر، الأحد الموافق 27 يونيه، في نيودلهي، مع رئيس الوزراء الهندي، "آتال بيهاري فاجباي". وتتزامن تصريحات نايك مع ما كشفت عنه أمس مصادر حكومية باكستانية رفيعة المستوى من حدوث زيارات سرية متبادلة بين نيودلهي وإسلام آباد خلال الأيام القليلة الماضية. وأوضحت المصادر حتى زيارة "نايك" لنيودلهي أعقبت زيارة السكرتير الأول لرئيس الوزراء الهندي لإسلام آباد ولقاءه "نواز شريف" الذي تلقى رسالة من "فاجباي" تطالبه "باستنادىء" المتسللين الذين تتهم الهند باكستان بدفعهم إلى كشمير الهندية.

وأعرب "سرتاج عزيز" وزير الخارجية الباكستاني حتى الأزمة الراهنة مع الهند لا تشهد المزيد من التصعيد، وأنها تتجه نحوالتهدئة. لكنه أشار إلى حتى عملية التهدئة لن تبدأ قبل حتى يتوقف إطلاق النار وتقبل الهند الحوار. وطالب "عزيز" الأمم المتحدة بالتوسط في النزاع الدائر بكشمير، واتهم السلطات الهندية بارتكاب انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان في الجزء الخاضع لها من كشمير.

خامساً: فوز هندي ضخم

وفي أربعة يوليه 1999، حققت القوات الهندية فوزاً عسكرياً ضخماً باستعادتها السيطرة على مرتفعات "تاجر هيلز" الإستراتيجية في جبال الهيمالايا بالقطاع الهندي من كشمير، بعد معركة عنيفة استمرت عشر ساعات مع من تسميهم الهند المتسللين من باكستان. ونطق وزير الدفاع الهندي "جورج فرنانديز" حتى المعارك مستمرة لاستعادة السيطرة على التلال المجاورة. وقد بدأت القوات الهندية بعد ذلك الهجريز في عملياتها الهجومية على جبهة "باتاليك" لطرد المتسللين. وفيسبعة يوليه 1999 صرح عسكريون هنود أنهم استعادوا السيطرة على مرتفعات "جوبار" في قطاع باتاليك أحد أصعب جبهات القتال الرئيسية الثلاث.


سادساً: قمة أمريكية ـ باكستانية

وفي أربعة يوليه 1999، وصل إلى واشنطن رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" في زيارة مفاجئة للولايات المتحدة تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" حول سبل نزع فتيل الأزمة الحالية بين الهند وباكستان بسبب إقليم كشمير المتنازع عليه. وفي نيودلهي أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية حتى كلينتون نادى "فاجباي" لزيارة واشنطن، ولكن رئيس الوزراء الهندي اعتذر للرئيس الأمريكي لأن الوقت غير مناسب حالياً لمثل هذه الزيارة. ونطقت المصادر حتى "نواز شريف" في موقف قاسي للغاية، حيث حتى أمامه خيارين لا ثالث لهما: الأول: هوالامتثال للضغوط الأمريكية والدولية المطالبة بسحب من تسميهم الهند بالمتسللين، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة عليه وعلى الروح المعنوية لباكستان ككل. والخيار الثاني: هورفض الامتثال لهذه الضغوط مما سيعني اتساع نطاق الأعمال العسكرية بين الهند وباكستان من الممكن تؤدي لاندلاع حرب بينهما.

وتعهد "نواز شريف" في لقاء القمة مع "بيل كلينتون" بسحب المتسللين من كشمير الهندية، واتفق الجانبان على ضرورة احترام خط المراقبة الفاصل بين الهند وباكستان في الإقليم المتنازع عليه. وقد فسرت باكستان وجهة نظرها من الاتفاق بأنه يعني حتى يقوم المجاهدون في كشمير بتغيير مواقعهم. وقد رفضت مختلف الأحزاب والقوى السياسية الباكستانية، وجماعات المجاهدين الكشميريين على السواء "اتفاق واشنطن"، واعتبرته خيانة ودعت بعضها إلى إنطقة "نواز شريف" من منصبه. وفي محاولة لتخفيف حدة الانتقادات التي يتعرض لها رئيس الوزراء الباكستاني داخل بلاده بسبب اتفاقه مع الرئيس الأمريكي. صرح وزير خارجيته "سرتاج عزيز" بـأن باكستان لا تضمن حتى يستجيب المتسللون لطلبها منهم بأن ينسحبوا من المناطق التي استولوا عليها أخيراً في القطاع الهندي من كشمير، كما نطق "سرتاج عزيز" لهيئة الإذاعة البريطانية: "إن الاتفاق الذي سقطه "نواز شريف" و"كلينتون" لا يتضمن إطاراً زمنياً لانسحاب المتسللين، وأن عملية الانسحاب تعتمد على كيفية تهدئة مخاوفهم، لأنه ما لم تتم تهدئة هذه المخاوف ـ التي لم يحددها ـ فانهم سيرفضون الانسحاب". وحذر وزير الخارجية الباكستاني من أنه ليس متأكداً حتى الآن مما إذا كان المتسللون سيستجيبون لمطالب إسلام آباد لهم بالانسحاب أم لا.

سابعاً: التغير الأمريكي

والشيء الذي يكتسب أهمية بشكل خاص في نزاع كشمير هذه المرة، مع ما يقترن به من تداعيات دولية ومناورات دبلوماسية، هوالكيفية التي غيرت بها الولايات المتحدة موقفها تجاه باكستان. كانت باكستان تعتبر تقليدياً، على رغم كونها دولة إسلامية، حليفاً للولايات المتحدة، مثلما جرت العادة حتى تدرج الهند، على خلفية "اشتراكية نهرو"، في خانة مؤيدي الاتحاد السوفيتي. وحتى في عالم القطب الواحد، في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي، استمرت الولايات المتحدة في تبني سياسة خارجية إيجابية فاعلة تجاه باكستان،وعدم تفويت أي فرصة لتوجيه النقد إلى الهند على صعيد قضايا متنوعة تراوح من انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير إلى سياسات حكومتها في شأن الاستثمارات الأجنبية. وفي هذا السياق، يظهر التحول في السياسة الأمريكية، بتأييد الهند علناً وانتقاد باكستان بشكل صاخب، مفاجئاً ونشازاً. ونطق "ظفار عباس"، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية في إسلام آباد، حتى الإدارة الأمريكية اعتادت في السابق اتخاذ موقف نقدي تجاه المقاتلين (الإسلاميين) وقوات الأمن على السواء في كشمير، لكنها كانت تتحاشى اتهام باكستان بشكل مباشر.

هكذا، لم تبد الولايات المتحدة أبداً تعاطفها مع موقف الهند في شأن كشمير كما هوالحال الآن. ونطق "كارل ايندر فورث" مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب أسيا "نركز الاهتمام بقوة على إعادة تثبيت حرمة خط المراقبة (خط وقف النار). يمكن بعدئذ حتى تكون هناك هدنة واستئناف لعملية لاهور. لم يكن من المفترض إذا تتوجه حافلة لاهور ـ دلهي، من لاهور إلى كارجيل (في كشمير حيث دارت المعارك الأخيرة). نريد حتى نعود إلى لاهور". وكان بذلك يشير إلى تسيير خط الحافلات بين الهند وباكستان، والذي نتج عنه أخيراً تفاهم بين رئيسي الوزراء الهندي والباكستاني. وكي يفهم المرء التحول في الموقف الأمريكي، لابد له حتى يتفحص التغيرات داخل الهند، فضلاً عما طرأ من تغيير على خريطة السياسة الدولية. على صعيد الهند، أدى اغتيال رئيس الوزراء وزعيم حزب المؤتمر "راجيف غاندي" إلى تحول في سياسات الهند تجاه العالم العربي والقضية الفلسطينية، كما دشن بداية العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وافتتحت قنصلية لإسرائيل في نيودلهي في 1992، وتطور التفاعل الثقافي والاقتصادي والسياسي بين البلدين. وعلى رغم حتى اعتراف الهند بإسرائيل كان متمشياً من جهة، مع نمط عالمي عام، فإن هذه المستوى شكلت، من جهة أخرى تحولاً مهماً في السياسة الخارجية، لأن الهند كانت تقليدياً من أقوى المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.

وأدت قضايا مثل العولمة وفتح الاقتصاد الهندي المغلق وتدفق الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً الأمريكية، إلى تغيير دينامية علاقة الهند بالمنتج الأمريكي كسوق ومجهز للمواد الخام. ولقيت سياسات الهند الاقتصادية التقدمية والنهج الفهماني لحكومتها، بخلاف الطابع الإسلامي للدولة في باكستان، استحسان الإدارة الأمريكية. ونطق "أشوك أغارول"، وهوخبير في السياسة الأمريكية في جامعة جواهر لال نهروفي نيودلهي، حتى "الخوف من خطر إسلامي هوالذي يتحكم أساساً بالسياسات الدولية للولايات المتحدة، حتى في هذا الزمن والعصر". ووجدت الولايات المتحدة في الهند، انسجاماً مع موقفها المتشدد تجاه حركة طالبان في أفغانستان وخوفاً من تعاظم نفوذ الحركات الإسلامية في العالم، شريكاً مناسباً وجاهزاً لإقامة قاعدة لها في منطقة جنوب آسيا. وبدا حتى التعامل مع باكستان التي تنخرها المشاكل الاقتصادية وتعاني من عدم الاستقرار السياسي، أكثر صعوبة بكثير. هكذا اتى التحول في السياسة لأمريكية تجاه باكستان متمشياً مع سعي واشنطن للقيام بدور "شرطي العالم" وكذلك انطلاقاً من مصالحها الاقتصادية. ومع ذلك وعلى مستوى آخر، عندما أجرى الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" اتصالاً هاتفياً برئيسي وزراء الهند وباكستان ليخصهما على حل النزاع، كان يخطوبحذر شديد على أرض لم يكن أحد من الغرباء سيجرأ على حتى يطأها إطلاقاً. وعندما اقترح حتى تستخدم باكستان نفوذها لسحب المقاتلين الكشميريين من أرضي الهند، كان يعبر على الأقل عن مخاوف العالم المتزايدة من احتمال حتى يتفاقم هذا النزاع المبهم ويخرج عن السيطرة.

ثامناً: الحكومة الباكستانية تدعوالمتسللين إلى إنهاء أزمة كشمير

وفيتسعة يوليه 1999، دعت الحكومة الباكستانية للمرة الأولى العناصر المتسللة في كشمير الهندية إلى المساعدة على إنهاء الأزمة الراهنة مع نيودلهي التي أعربت من جانبها إحرازها فوزات عسكرية كبيرة أسفرت عن استعادة مرتفعات بتاليك ـ إحدى أصعب جبهات القتال ـ بالكامل. إلا حتى الحكومة الباكستانية لم تطالب المجاهدين في كشمير بشكل مباشر وصريح بالانسحاب من الأراضي الهندية. وذكرت التقارير حتى رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" أجرى اتصالات مع الكثير من جماعات "المجاهدين" للوفاء بالتعهد الذي قدمه للرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" باتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء القتال. وكان رد العمل الأولي من عدد من الجماعات الانفصالية هورفض النداء الذي وجهته لجنة الدفاع بمجلس الوزراء وهي أعلى هيئة مدنية وعسكرية في باكستان لحل الأزمة المستمرة منذ شهرين. وقد رفضت جماعة البدر المسلحة، إحدى الجماعات الداعية للانفصال في كشمير الاستجابة لنداء الانسحاب، الذي وجهه لها رئيس الوزراء الباكستاني في اجتماعه معهم أمس الأول. لكن لم يرد رد رسمي من مجلس الجهاد المتحدة وهوالمنظمة التي تضم جماعات "المجاهدين" والذي انتقد تعهدات "نواز شريف" للولايات المتحدة بإنهاء حملتهم الرامية لوضع نهاية لحكم الهند في الإقليم المتنازع عليه. ونطقت صحيفة "ذانيوز" الباكستانية إذا شريف اجتمع مع الكثير من زعماء "المجاهدين"، فيتسعة يوليه، لدعم نداء لجنة الدفاع. ونسبت الصحيفة إلى هؤلاء الزعماء انهم لن يتخذوا أي خطوات من شأنها إلحاق الضرر بعملية السلام التي اختارت الحكومة انتهاجها.

تاسعاً: اجتماع القادة العسكريين

وفي يوم 11 يوليه 1999 عقد كبار القادة العسكريين الهنود والباكستانيين اجتماع، بالقرب من الحدود بين البلدين لبحث الأزمة. وأعرب "سارتاج عزيز" وزير خارجية باكستان حتى القادة العسكريين قد اتفقوا على القيام بفصل بين القوات في كشمير لإنهاء الأزمة التي تفجرت هناك منذ حوالي شهرين بقيام المتسللين، الذين تصفهم باكستان بأنهم مقاتلون كشميريون مسلمون، باحتلال قمم الجبال من قطاعات كارجيل ودراس وباتاليك. وأوضح "سارتاج عزيز" حتى الفصل بين القوات يستمر تدريجياً في جميع المرتفعات الإستراتيجية في المنطقة. وأكدت الهند، في 11 يوليه 1999، وللمرة الأولى أنها تملك أدلة على حتى المتسللين الذين يحتلون بعض المواقع الجبلية في شمال الجانب الهندي من كشمير بدأوا الانسحاب من مواقعهم، تطبيقاً للتعهد الذي بتره رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" للرئيس الأمريكي "بيل كلينتون"، فيخمسة يوليه 1999. وصرح "براجيش ميشرا" مستشار الأمن القومي الهندي بأن بلاده لديها أدلة على حتى المتسللين المدعومين من باكستان ينسحبون من قطاعي كاكسار وموشكوه في منطقة كارجيل، وأن الجيش الهندي يتحقق الآن من صحة هذه الأدلة. وتسقط "براجيش ميشرا" حتى ينتهي انسحاب المتسللين المتحصنين بالمرتفعات في قطاعات كارجيل ودراس وباتاليك خلال أسبوع. واتى الإعلان عن بدء انسحاب المتسللين، الذين تعتقد الهند حتى من بينهم جنوداً حكوميين باكستانيين بعد وقت قصير من انتهاء أول اجتماع يعقده كبار القادة العسكريين الهنود والباكستانيين.

عاشراً: الهند تعطي باكستان مهلة

وفي يوم 13 يوليه 1999، أعطت الحكومة الهندية باكستان مهلة حتى يوم الجمعة 16 يوليه لسحب المتسللين الذين دخلوا من أراضيها إلى الجزء الهندي من كشمير، في الوقت الذي ساد الهدوء على طول جبهات القتال في كشمير للمرة الأولى منذ شهرين. مصادر رسمية هندية حتى نيودلهي لن تستجيب للطلب الباكستاني باستئناف الحوار بين البلدين إلاّ بعد انسحاب آخر متسلل وإعادة الوضع إلى خط السيطرة في كشمير إلى ما كان عليه. وأضافت المصادر حتى الهند على استعداد لطرح جميع القضايا العالقة مع باكستان على مائدة المفاوضات بما فيها قضية كشمير، كما حتى الهند حريصة على إقامة علاقات ودية مع جميع جيرانها.

وفي يوم 16 يوليه، أعربت الهند حتى العمليات العسكرية التي تواصلت لمدة شهرين لطرد العناصر الانفصالية من القطاع الخاضع لسيطرتها في كشمير انتهت تقريباً، حيث واصل مئات المتسللين انسحابهم من المنطقة. وأعربت نيودلهي أنها مددت المهلة الممنوحة للمتسللين لاستكمال انسحابهم يوماً آخر حتى أول ضوء يوم 17 يوليه 1999. وذكر مسؤولون هنود أنه بناء على طلب السلطات الباكستانية تم تمديد مهلة الانسحاب ـ التي انتهت يوم 16 يوليه ـ لأسباب فنية، وأكدوا استئناف القوات الهندية عملياتها بعد انتهاء المهلة، وستعتبر من بقى من المتسللين عدواً. حادي عشر: لا تفكير في استئناف المفاوضات

وفيما يتعلق باستئناف المحادثات مع باكستان بهدف حل القضايا المعلقة بين البلدين، نطق مستشار مجلس الأمن القومي الهندي "براجيش ميشرا" في تصريحات نشرتها الصحف الهندية، أنه لا تفكير إطلاقاً في استئناف المحادثات مع إسلام آباد إلا بعد التأكد من عودة جميع المتسللين إلى الجانب الباكستاني من خط السيطرة الفاصل بين شطري كشمير. كما استبعد مستشار الأمن القومي الهندي إجراء محادثات بين البلدين على المستوى الوزاري قبل تشكيل الحكومة الهندية الجديدة في أكتوبر المقبل، مشيراً إلى إمكانية عقد هذه المحادثات على مستوى الخبراء أووكيلي الخارجية. ثاني عشر: القوات الهندية تحتل المرتفعات

وفي يوم 16 يوليه ذكر متحدث عسكري هندي حتى قوات الجيش الهندي تقوم باحتلال المرتفعات التي انسحب منها المتسللون بقطاعات باتاليك ـ وكاكسار ودراس، وتستعد القوات الهندية للتقدم لاحتلال المواقع المتاخمة لخط السيطرة في وادي مشكوه.

خسائر الجانبين

هذا وقد أوضح المتحدث العسكري الهندي حتى عدد الخسائر في الأرواح في الجانب الهندي ارتفع ليصل إلى 407 قتلى من بينهم 24 ضابطاً و584 جريحاً وستة مفقودين. بينما بلغت الخسائر في الأرواح بالجانب الباكستاني 696 قتيلاً من بينهم 41 ضابطاً.

الهدوء يسود كشمير

وفي يوم 17 يوليه ساد الهدوء كشمير مع انتهاء المهلة الإضافية التي حددتها الهند للانفصاليين الذين تسللوا من باكستان للانسحاب من الشطر الهندي من الإقليم الذي كان مسرحاً لمعارك استمرت شهرين. وأعرب الجيش الهندي حتى انسحاب المتسللين من الجانب الهندي من خط وقف إطلاق النار في كشمير قد اكتمل بالعمل. ونطق مسؤول كبير بالجيش إذا "الانسحاب الكامل تم من قطاعات دراس وكاكيار وباتاليك"، وأكد الجيش الهندي أنه يقف عند خط المراقبة الفاصل بين شطري كشمير بعد طرد المتسللين نحوالحدود الباكستانية. وحذر الجيش الهندي من أنه سيتعامل مع المتسللين الباقين في كشمير الهندية بعد الآن كعناصر عدائية وأنه لن يتم منحهم مهلة جديدة للانسحاب. وفي يوم 18 يوليه أعرب وزير الدفاع الهندي "جورج فرنانديز" حتى جميع المقاتلين الذين تسللوا من باكستان إلى القطاع الهندي من إقليم كشمير قد انسحبوا من المنطقة وأن آخر الجنود الباكستانيين غادروا الإقليم. وأكد أحد الضباط الهنود، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، حتى الجيش الهندي وصل إلى الحدود الباكستانية عند خط المراقبة الفصل بين القطاع الهندي والباكستاني من الإقليم، وأنه توغل في جميع مناطق القتال في الأسابيع الأخيرة باستثناء بعض النقاط المعزولة. وأضاف حتى الهند تبني ملاجئ محضة جديدة لمنع تكرار عمليات التسلل، خاصة بعد حتى أصبح العدويعهد المواقع السابقة، مشيراً إلى حتى الجانب الباكستاني قد اتخذ نفس الإجراء على الشطر الآخر من خط المراقبة الفاصل.

وذكرت صحيفة "بايونير" الهندية حتى نيودلهي ستنفق نحو100 مليون روبية يومياً (203 مليون دولار) لتغطية نفقات خطة جديدة لمراقبة الخط الفاصل بين شطري كشمير لمنع أي عمليات تسلل أخرى قد تقع مستقبلاً. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الهندي حتى الخطة تضم نشرعشرة آلاف جندي، واستخدام نظام مراقبة مزود بتكنولوجيا عالية على الحدود الهندية الباكستانية في كشمير البالغ طولها 140 كم ونفى وزير الدفاع الهندي حتى تكون عملية التسلل الأخيرة في كارجيل قد سقطت بسبب فشل أجهزة الاستطلاع والمخابرات الهندية في رصدها. مشيراً إلى أنه يتعذر إقامة مواقع حراسة دائمة على طول الخط الفاصل بين شطري كشمير.

ثالث عشر: الهند وباكستان تتبادلان القصف المدفعي

في تهديد لاتفاق الهدنة القائم منذعشرة أيام بين الهند وباكستان. تبادل الجانبان يوم 21 يوليه 1999 القصف المدفعي العنيف في كشمير، في الوقت الذي ردت فيه إسلام آباد بفتور على دعوة نيودلهي لاستئناف الحوار بين الجانبين. فقد قصفت القوات الهندية فلول الانفصاليين الذين يسيطرون على مئات الأمطار فوق ثلاثة مرتفعات في القطاع الهندي من كشمير، وقد ردت القوات الباكستانية بقصف عنيف للمواقع الهندية، مما آثار مخاوف من انهيار اتفاق فك الاشتباك بين الجانبين في كشمير، القائم منذعشرة أيام والذي انسحب بناء عليه الانفصاليون الذين تسللوا إلى القطاع الهندي من الوادي، في مايو.

الأعقاب: الحوار الهندي-الباكستاني

رئيس الوزراء الهندي أ. ب. ڤاجپايي يعرض علامة النصر بعد انتخابات 1999 التي فاز بها تحالفه. تعامله مع أزمة كارگل رجـّح فوز الائتلاف الديمقراطي الوطني.
رئيس الوزراء الپاكستاني نواز شريف أثناء الحرب، ما لبث بعد شهور قليلة حتى أطاح به انقلاب عسكري وبحكومته.

أعربت الهند التزامها بإجراء محادثة مباشر مع باكستان، مشددة في الوقت نفسه على حتى النزاع بين الجانبين مسألة ثنائية يتعين على الدولتين الجارتين حلها بمفردهما، في حين نادى "نواز شريف" نيودلهي إلى الدخول فوراً في محادثات مع بلاده بدون شروط.

وفي اللقاء، نادى رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" الهند للدخول فوراً في محادثة مع بلاده لتسوية القضايا الخلافية بينهما بدون شروط.


خامس عشر: مسببات داخلية وراء التصعيد

ومن الجدير بالذكر بعد حتى تناولنا مسيرة الأحداث في التصعيد بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير وهوالنزاع الخامس في مسيرة الصراع بين الدولتين، حتى نوضح هذ1 التصعيد لم يكن بعيداً عما يحدث في داخل جميع منهما، حيث يرى المراقبون حتى الدوافع والأوضاع الداخلية في كلا البلدين كانت الأسباب المباشرة وراء هذا التصعيد الأخير الذي بدأ في9 مايو1999 بين البلدين، والذي راح ضحيته العشرات من الجانبين.

1. الجانب الهندي

أ. ففي الجانب الهندي نجد حتى هناك حكومة هندوسية متطرفة، هي حكومة حزب بهاراتيا جناتا، والتي يرأسها "ايتاال بيهاري فاجباي"، وهي لا تحظى بأغلبية كبيرة في البرلمان، كما أنها حكومة متشددة لا تلقي استحساناً أوقبولاً من جانب القوى الدولية الكبرى، إذ أنها تبدي تشدداً وتعنتاً في القضايا الهامة مثل قضية الانضمام إلى معاهدتي حظر انتشار الأسلحة النووية، ومنع إجراء التجارب النووية، فضلاً عن قضية كشمير التي لا تقبل حتى يتم تسويتها وفقاً لأحكام الأمم المتحدة، ووفقاً لما تم الاتفاق عليه من قبل. كما ترفض أي وساطة دولية، وتدعي أنها حكومة انتنطقية لا يحق لها اتخاذ قرار مصيري وحاسم في مثل هذه القضايا الحيوية التي تمس أمن البلاد.

ب. يرى بعض المراقبين أنه كانت هناك محاولات من جانب الحكومة الهندية قبل وصول حزب بهارايتا جاناتا المتشدد للسلطة في الهند لتسوية قضية كشمير بشكل سلمي. ولكن هذه المساعي تجمدت عقب وصول هذه الحكومة المتشددة إلى السلطة.

ج. تعاني الحكومة الهندية الحالية من بعض المشكلات الاقتصادية في الداخل خاصة من جراء العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على الهند بعد إجرائها للتجارب النووية في مايو1998، مما أثر على اقتصاد البلاد، ومن ثم على الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة للمواطنين الهنود، الذين لا يزال الملايين منهم يفتقدون للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة والمسكن، ثم فرص العمل. ولاشك حتى هذا الوضع المتردي يشكل ضغوطاً كبيرة على الحكومة الهندية الحالية.

د. هناك مشاكل سياسية معقدة، إذ حتى حزب المؤتمر العريق يعاني من أزمة تمزق داخلي بعد انشقاق ثلاثة من أبرز قياداته وعزمهم على تأسيس حزب جديد، فضلاً عما أثير من جدل واسع حول استنطقة "سونيا غاندي" من رئاسة الحزب بسبب جذورها الإيطالية.

هكذا نجد حتى تردي الأوضاع الاقتصادية في الهند، بالإضافة إلى وجود توترات سياسية حادة يفترض أن يؤدي إلى تحريك قوى معينة وقاعدة عريضة من المجتمع قد تنادي بحقوق اقتصادية وسياسية تعجز حكومة حزب بهاراتيا جاناتا عن الوفاء بها. وهوما دفع تلك الأخيرة إلى إثارة موضوع كشمير مرة أخرى، تلك القضية وبهذه الدرجة من التصعيد من أجل صرف أنظار المواطنين في الداخل عن القضايا الداخلية وحشد التأييد الشعبي باتجاه قضية كشمير التي تعد قضية أمن وطني، خاصة مع احتمال التهديد بالحرب التي يمكن حتى تستخدم فيها الأسلحة النووية والصواريخ متوسطة المدى. ومن ثم تسعى حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومية المتشددة إلى الحصول على أكبر قدر من التأييد الشعبي حول أزمتها الراهنة مع باكستان، حتى يتسنى لها كسب اكبر عدد ممكن من الأصوات في الانتخابات القادمة في سبتمبر 1999.

2. الجانب الباكستاني

أ. تقابل حكومة "نواز شريف" تحديات سياسية واقتصادية قوية، عملى الصعيد الاقتصادي هناك تراجع في الأداء الاقتصادي الباكستاني، بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى، بالإضافة إلى سباق التسلح مع الهند، خاصة في مجال الأسلحة النووية، والصواريخ البالستية متوسطة المدى وطويلة المدى، والتي تستنزف مواردها. ورغم ذلك فهي تعتبر حتى إلحاق بالتفوق النوعي الهندي في مجال التسلح أمر مهم ويحتل أولوية قصوى مهما كلفها ذلك من أعباء، وأمام هذا التردي الاقتصادي، شرع رجال الأعمال الباكستانيون في تحويل وتهريب أموالهم إلى الخارج تحسباً لحدوث كساد أوأزمة اقتصادية طاحنة في البلاد، خاصة بعدما وصل احتياطي باكستان من العملات الأجنبية إلى بليون دولار فقط، مع تسقط انخفاضه.

ب. على الصعيد السياسي، هناك معارضة سياسية قوية لحكومة "نواز شريف" تتمثل في الحركات الأصولية الإسلامية من جهة، وحزب الشعب الباكستاني بزعامة بينظير بوتومن ناحية أخرى.

إلى غير ذلك يتضح حتى هناك عوامل داخلية لدى جميع من الحكومتين الهندية والباكستانية تدفعهما نحوالتصعيد في قضية كشمير، وتتمثل هذه العوامل في مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية، ولكن يضاف إلى ذلك إصرار مواطني كشمير أنفسهم على عدم التفريط في حقهم في تقرير مصيرهم الذي ظلوا يجاهدون من أجله 54 عاماً مضت، وهوما يتضح من تمسكهم بما استولوا عليه من أراضي في كشمير الهندية، رغم الغارات الجوية الهندية الكثيفة، والوجود العسكري الهندي الضخم. ويبقى تساؤل مهم، هوإذا كان التصعيد الأخير الذي وقع في كشمير بين الهند وباكستان يرتبط ـ في الأساس ـ بعوامل داخلية، فهل يعني استمرار هذه العوامل بقاء الوضع في كشمير على ما عليه،يا ترى؟ خاصة وأن تحركات القيادتين في البلدين قد لاقت رواجاً كبيراً في الداخل، حيث طالبت المعارضة الباكستانية بتوجيه رد مناسب على الانتهاكات الهندية ضد الأبرياء في الشطر الباكستاني من كشمير. كما طالب جميع من حزب الشعب الباكستاني وحزب الجماعة الإسلامية بإجراءات حاسمة اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية ضد الهند. ولم يختلف الوضع كثيراً داخل الهند التي يجتمع الرأي العام فيها حول أهمية كشمير من الناحية الإستراتيجية بالنسبة للهند، ومن ثمن لا يمانع في دفع ثمن الاحتفاظ بهذا الإقليم المهم.

سادس عشر: مستقبل الصراع حول كشمير

إن المتأمل للصراع بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير يلاحظ أنه يأخذ شكل بندول الساعة، أوثورات البراكين، فهويثور بعنف، ثم يخمد لفترة لكي يستأنف ثورته مرة أخرى بدرجة أكبر، إلى غير ذلك. وفي النزاع الأخير والتصعيد الذي أخذ شكل مرتفع حتى كاد حتى يصل للحرب الكاملة بين البلدين، نجد حتى الطرفين الهندي والباكستاني يتبعان إستراتيجية افتعال الأزمات الخارجية واستثارة الصراعات الخارجية هرباً من المشكلات الداخلية، كما يحرص جميع منهما على التمسك بموقفه، وعدم التراجع عنه، فضلاً عن استعداده لتعبئة قواته واستخدام أعتى ما لديه من أسلحة في سبيل حسم الصراع لصالحه. لكنه مع ذلك يحرص على عدم تصعيد التوتر نحولقاءة عسكرية شاملة، قد تقود الطرفين إلى لقاءة نووية، وذلك إدراكاً منهما لخطورة الموقف. كذلك فإن الطرفين يبديان استعدادهما لحل الصراع سلمياً، وان لم يتخذ الإجراءات العملية لتحقيق ذلك.

ويبدومن خلال هذا التصعيد، حتى كلا الطرفين لا يرغب في تقديم أي تنازلات قد تساعد على تسوية الصراع بشكل سلمي، وعندما كان هذا التوتر الأخير يعود إلى مسببات داخلية بالأساس، فإن استمرار وبقاء هذه الأسباب قد يؤدي من شأنه إلى استمرار هذا التوتر، بل وتصاعده أيضاً.

ومن هنا، تأتي أهمية وجود طرف ثالث (الهند لا توافق على هذا الطرف) يلعب دور الوسيط النزيه، خاصة وأن طرفي الصراع قد لا يستطيعان مواصلة سياسة ضبط النفس، والتراجع في الوقت المناسب، ومع امتلاكهما للسلاح النووي، وغياب نظم فعالة للسيطرة على السلاح النووي لدى جميع منهما، حيث تبرز أهمية وجود طرف ثالث أكثر قدرة على إدارة المواقف بحكمة وموضوعية، ويستطيع إقناع الطرفين الأول بتقديم تنازلات مناسبة تساعد على تسوية الصراع بشكل سلمي، وأنقد يكون لدى هذا الطرف أيضاً، القدرة على تغطية تنازلات الطرفين وتوظيفها بشكل رشيد. وهنا يتعين على الطرف الهندي الانصياع أمام إرادة المجتمع الدولي، والقبول بوجود دور لطرف ثالث يتسم بالرشادة والموضوعية حتى يتم تسوية الصراع حول كشمير بشكل سلمي، ولاشك حتى الأمم المتحدة تعد من أفضل المرشحين للقيام بهذا الدور، خاصة إذا ما نجحت في فرض نظام دقيق للسيطرة على الأسلحة النووية، والصواريخ الإستراتيجية لدى الدولتين، فضلاً عن قدرتها على طرح حلول ومبادرات يمكن حتى تؤدي إلى حل الصراع بين الهند وباكستان حول كشمير بشكل سلمي ونهائي لتجنيب منطقة جنوب آسيا، بل والعالم أجمع مخاطر كارثة إنسانية محققة.


http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/SeraIndiaP/sec10


النصب التذكاري لحرب كارگل، بالهند

المدخل الرئيسي للنصب التذكاري لحرب كارگل، الذي أقامه الجيش الهندي في دراس، الهند.
النصب التذكاري لحرب كارگل، پاتنا
الفهم الهندي العملاق في النصب التذكاري
النصب التذكاري لحرب كارگل
مسقط حراسة پاكستاني استولى عليه الجيش الهندي أثناء حرب كارگل

Kargil War memorial, built by the Indian Army, is located in Dras, in the foothills of the Tololing Hill. The memorial, located about 5 km from the city centre across the Tiger Hill, commemorates the martyrs of the Kargil War. A poem "Pushp Kii Abhilasha" (= Wish of a Flower) by Makhanlal Chaturvedi, a renowned 20th century neo-romantic Hindi poet, is inscribed on the gateway of the memorial greets visitors. The names of the soldiers who lost their lives in the War are inscribed on the Memorial Wall and can be read by visitors. A museum attached to the Kargil War Memorial, which was established to celebrate the victory of ‘Operation Vijay’, houses pictures of Indian soldiers, archives of important war documents and recordings, Pakistani war equipments and gear, and official emblems of the Army from the Kargil war.

A giant national flag, weighing 15 kg was hoisted at the Kargil war memorial to commemorate the 13th anniversary of India’s victory in the war.

See also

  • Gudiya, Kargil war victim.

وصلات خارجية

هذه الموضوعة تحتوي على Indic text. بدون دعم العرض المناصب، فقد ترى question marks or boxes, misplaced vowels or missing conjuncts بدلاً من Indic text.
  • Indian Armed Forces site on Kargil
  • Animated timeline and other Kargil stories – India Today
  • Impact of the conflict on civilians – BBC
  • The Day A Nuclear Conflict Was Averted – YaleGlobal Online
  • Kargil Debacle: Musharraf's Time Bomb, Waiting to Explode
  • Brief analysis of the Kargil conflict by Center for Strategic and International Studies (PDF)
  • Kargil—nine years on The News International, Pakistan
  • POSTCARD USA: Kargil, Kargil everywhere – Pakistan's Daily Times
  • Pakistan's lessons from its Kargil War
  • Video of Pakistani PoWs from the conflict
  • Video – Tiger hill, Kargil hill's turning point
  • Video of Indian army handling over bodies of Pakistani soldiers to Pak army
  • India Pakistan 1999 Kargil war documentary

نطقب:Pakistani Armed Forces

  1. ^ "Pakistani opposition presses for Sharif's resignation". Wsws.org. 1999-08-07. Retrieved 2012-06-15.
  2. ^ Chakraborty, A. K. "Kargil War Brings Into Sharp Focus India's Commitment to Peace". Press Information Bureau, Government of India. Retrieved 23 May 2014.
  3. ^ "Breakdown of casualties into Officers, JCOs, and Other Ranks". برلمان الهند Website. Retrieved 2009-05-20.
  4. ^ "Complete Roll of Honour of Indian Army's Killed in Action during Op Vijay". Indian Army. Archived from the original on December 22, 2007. Retrieved 2009-05-20.
  5. ^ "Official statement giving breakdown of wounded personnel". Parliament of India Website. Archived from the original on February 16, 2008. Retrieved 2009-05-20.
  6. ^ "Musharraf claims Kargil was a big success militarily for Pakistan". Greater Kashmir. 1 February 2013. Retrieved April 6, 2013.
  7. ^ "Musharraf now has Pak's Kargil toll: 357". Indian Express.سبعة Oct 2006. Retrieved February 2, 2013.
  8. ^ "Kargil probe body had sought Musharraf's court martial". thenews.com. Retrieved February 2, 2013.
  9. ^ "Pak quietly names 453 men killed in Kargil war". November 18, 2010. Retrieved April 6, 2013.
  10. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة tribpow
  11. ^ "Over 4,000 soldiers killed in Kargil: Sharif". The Hindu. Retrieved 17 January 2013.
  12. ^ ". February 1, 2013.
  13. ^ "Pakistan Army admits to Kargil martyrs". NDTV. Retrieved 2010-11-19.
  14. ^ Ashok Kalyan Verma, Major General. Kargil: Blood on the Snow. p. 126.
  15. ^ "The Kargil (Kashmir) War, May–July 1999". University of Texas, Austin. Retrieved February 2, 2013.
  16. ^ "Tortured Kargil martyr's parents want justice for war crime". Times of India. Nov 28, 2012. Retrieved February 2, 2013.
  17. ^ Rodrigo Tavares (2006). Understanding regional peace and security. Göteborg University (original from Northwestern University. ISBN . Page 297
  18. ^ وأحياناً يشار لها بإسم العملية ڤيجاي كارگل لتمييزها عن العملية ڤيجاي (1961)، التي قامت بها القوات المسلحة الهندية والتي أدت إلى الاستيلاء على گوا ودمن وديووجزر أنجيديڤ.
  19. ^ "1999 Kargil Conflict". GlobalSecurity.org. Retrieved 2009-05-20.
  20. ^ Tom Clancy; Gen. Tony Zinni (Retd) Tony Koltz (2004). Battle Ready. Grosset & Dunlap. ISBN . Unknown parameter |author-separator= ignored (help)
  21. ^ "Pak commander blows the lid on Islamabad's Kargil plot". June 12, 2009. Retrieved 2009-06-13.
  22. ^ "Sharif admits he let down Vajpayee on Kargil conflict". The Hindu. Chennai, India. 2007-09-10. Retrieved 2007-10-06.
  23. ^ Nawaz, Shuja, Crossed Swords: Pakistan, Its Army, and the Wars Within, p. 420 (2007)
  24. ^ "Pakistan still occupies kargil peaks". Tehelka.
  25. ^ "Near Tiger Hill, Point 5353 still Pak-occupied". The Indian express. Retrieved 2009-07-13.
  26. ^ Hussain, Javed (21 October 2006). "Kargil: what might have happened". Dawn. Retrieved 2009-05-20. []
  27. ^ Cheema, Pervaiz Iqbal (2003). The Armed Forces of Pakistan. Allen & Unwin. ISBN . Pg 4
  28. ^ "Profile of Kargil District", Official website of Kargil District
  29. ^ "Climate & Soil conditions". Official website of Kargil District. Retrieved 2009-05-20.
  30. ^ "War in Kargil – The CCC's summary on the war" (PDF). Retrieved 2009-05-20.
  31. ^ Chandran, Suba (2004). "Limited War with Pakistan: Will It Secure India's Interests?". ACDIS Occasional Paper. Program in Arms Control, Disarmament, and International Security (ACDIS), University of Illinois. Retrieved 2009-05-20.
  32. ^ Against the "accepted 3:1 ratio for attacking troops vs defending troops", the ratio over mountain terrain is estimated at 6:1. "Men At War", India Today
  33. ^ Acosta, Marcus P., CPT, U.S. Army, "High Altitude Warfare: The Kargil Conflict & the Future", June 2003. Alternate Link
  34. ^ http://kavitakosh.org/kk/पुष्प_की_अभिलाषा_/_माखनलाल_चतुर्वेदी
  35. ^ 15-kg Tricolour hoisted at Kargil war memorial Jammu and Kashmir Videos-IBNLive. Ibnlive.in.com (2012-07-25). Retrieved on 2013-07-12.
تاريخ النشر: 2020-06-05 18:47:32
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Pages with citations using unsupported parameters, All articles with dead external links, Articles with dead external links from November 2010, Articles with invalid date parameter in template, Pages using deprecated image syntax, مقالات ناطقة, حرب كارگل, ادارة نواز شريف, Vajpayee administration, نزاع كشمير, الحروب الپاكستانية الهندية, حروب اهلند, نزاعات 1999, 1999 في الهند, 1999 في پاكستان, تاريخ الإعلام الپاكستاني, Articles containing non-English-language text

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تضمن لك طول عمرها.. أفضل الطرق لتنظيف البلوفرات الصوفية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:23:09
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 46%

"مياه الجيزة": عودة الخدمة تدريجيا لمناطق الهرم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:22:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 48%

السعودية.. يوم التأسيس يشعل مواقع التواصل (صور + فيديوهات)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 09:08:36
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 95%

اليوم.. السوق السعودي إجازة رسمية بمناسبة يوم التأسيس

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:27:34
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

62% من القراء يؤيدون مطالب تغليظ عقوبة المتورطين في جرائم غسيل الأموال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:22:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 36%

الأرصاد: طقس مستقر بوجه عام بمعظم مناطق المملكة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:26:53
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

خطأ شائع في وجبة العشاء يؤثر على نومك أثناء الليل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:23:01
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 47%

بدء توافد آلاف السائحين على معبد أبوسمبل لرؤية "تعامد الشمس".. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:22:52
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 47%

الاصابة ستبعد ألكاراس "لأيام قليلة" عن ملاعب التنس

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 09:08:13
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 94%

تفاصيل ميلاد هلال شهر رمضان الكريم وأول أيامه فلكيا × 10 معلومات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:22:49
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

مواعيد قطارات السكة الحديد من القاهرة لأسوان والعكس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:23:06
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 49%

تعرف علي أقوى المسلسلات على قنوات الشركة المتحدة فى شهر رمضان.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-22 06:22:57
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 50%

أسطورة السومو هاكوهو يواجه تخفيضاً في الرتبة بسبب سلوك تلميذه

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 09:08:10
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 89%

ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب بيانات أمريكية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-22 09:08:35
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 98%

تحميل تطبيق المنصة العربية