اجتماع وزارة البترول 2012
خريطة شرق المتوسط بمناسبة بيان الخارجية المصرية، بالأمس أربعة مايو2019، عن نشاط التنقيب الهجري غرب قبرص، دار نقاش اتى فيه ذكر خرائطي، وقامت شرذمة من اللجان بالتشكيك فيها. ولذلك اضطررت لإعادة سرد بعض الأحداث.
أنا متخصص في كابلات الاتصالات، وبالتالي كنت مهتم بحوادث انقطاع الكابلات في البحر المتوسط في 2008. وبالبحث في ذلك الموضوع اكتشفت موضوع أنشطة التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وهوما قادني للبحث المعمق في الحدود البحرية. واكتشفت ضياع ثروات هائلة لمصر في المنطقة. فوثـّقتها وأوفدتها للمخابرات والخارجية، فلم يردوا. فنشرتها ودعمها بلال فضل واستضافني يسري فودة. مما وضع ضغطا على الدولة للرد. إلى غير ذلك تم اللقاء.
اللقاء انعقد في عهد وزارة هشام قنديل. وقد ترأس وزير البترول، في حينها، أسامة كمال الاجتماع. وقد ناشدت قيادات حزب الحرية والعدالة إرسال ممثل لهم، فلم يعملوا. واتفقت، قبل خمس ساعات، مع جميع أعضاء لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى (عددهم يفوق 20 شخص) على الحضور معي في الاجتماع. ولم يظهر منهم إنسان واحد. وفي اليوم التالي، أبلغني أكثرهم حماسا أنهم قد نسوا أنهم مرتبطين باجتماع في جمعية السنة المحمدية لنصرة أخواتنا في كوسوفو.
الاجتماع
في 16 نوفمبر 2012، التقيت مع الدولة في لقاء رسمي مخصص تحديداً لمناظرة خرائط نايل الشافعي لشرق المتوسط بخرائط المساحة العسكرية لشرق المتوسط، في مبنى وزارة البترول، حضره نحو40 لواء وعميد من الجيش والمخابرات الحربية والمخابرات العامة والمساحة العسكرية، بالإضافة لنحو40 من مسئولي وزارة البترول ورئيس وزراء لاحق (شريف إسماعيل) وثلاث وزراء واللجنة القومية للبحار.
سيادة العميد مدير المساحة العسكرية بدأ بشرح لأكثر من 30 دقيقة حتى جميع دول العالم تستخدم برنامج (سوفتوير) إسمه كوست برو2.0 Coast Pro ، بينما مصر هي واحدة من دول قليلة لديها النسخة 3.0 من البرنامج، وأردف قائلاً: "لذلك فخرائطه ليست موضع شك." وهوما دفعني لسؤاله عن كيفية الرسم في هذا البرنامج، فنطق "أنا أقوم بإدخال الإحداثيات"، فسألته: "ومن أين أتيت بالإحداثيات؟". فكانت الإجابة الصادمة. وحين سألت العميد مدير المساحة العسكرية عن كيفية حصوله على الإحداثيات، سرت همهمة، ثم سقط أحد المسئولين مغشياً عليه ورُفـِع اللقاء لنحو20 دقيقة وبعد معاودة الاجتماع، حاول وزير البترول توجيه الاجتماع لنقط أخرى، فأعدت تكرار سؤالي عن كيفية الحصول على إحداثيات الحدود. فرد علىّ مدير المساحة العسكرية أنه حصل على الإحداثيات من مؤتمر دولي. فسألته ما اسم المؤتمر الدولي الذي نحصل منه على إحداثيات بلدنا. فنطق: مؤتمر في لندن. فقلت له ما اسم المؤتمر ومـَن المنظم: فنطق لي "وزارة البنية التحتية الإسرائيلية". بعدها شرحت خرائطي، ولم يستطع مسئول حتى يشكك في منهاجية حسابي للإحداثيات. اللقاء مسجل بكاميرتين فيديورسميتين، بالاضافة لتصوير من هواتف عديدة.
صحيفة الأهرام في صبيحة ذلك اليوم، خطت في الصفحة الأولى حتى الاجتماع سيجري في السادسة مساء وسيعقبه بيان صحفي باقتناع نايل الشافعي بصحة موقف وبيانات الدولة المصرية. وهذا طبعاً كان استباقاً لأحداث الاجتماع. وبالعمل بعد الاجتماع وجدت وزير البترول مضى إلى قاعة مجاورة لإلقاء البيان التلفزيوني، فقلت له أني سألخص وجهتي النظر، فتقرر عدم عقد مؤتمر صحفي.
