تل الممباقة
يقع تل الممباقة على الجهة اليسرى لبحيرة الأسد، في منطقة الجرنية في محافظة الرقة الجمهورية العربية السورية على بعد 100 كم تقريبا غرب مدينة الرقة، يقابله من الجهة الثانية جبل "عرودة" وتل حبوبة، بالقرب من تل الشيخ حسن.
الاسم القديم لهذا التل وحسب الخط المسمارية التي عثر عليها في هذا المسقط، باسم مملكة "إيكالتا"، وقد ذكرها الفرعون المصري تحوتمس الثالث بأنها مدينة مهمة وكبيرة، وقد دمرها أثناء حملاته على المنطقة، وذلك في نقش موجود اليوم على معبد الكرنك الشهير في مصر كان "لإيكالتا" دور كبير، في الصراع بين الحثيين والآشوريين والمصريين، فتل "الممباقة" يعود لفترات مختلفة من الألف الثالث قبل الميلاد حتى العصور الإسلامية، ويرجع الاستيطان البشري الأول للممباقة إلى فترة البرونز المبكر حوالي 2500 ق.م.، حيث كانت المدينة محاطة بسور شأنها في ذلك شأن جميع المدن القديمة، ولها بوابتان الأولى في الجنوب والثانية في الشمال الشرقي، وفي إحدى غرف الجدار الدفاعي عثر جدار ملون بالأحمر والأزرق يمثل مشهداً راقصاً وقد عثر كذلك على أكواب، إضافة للتماثيل النسائية ذات العيون الكبيرة، وتحت أرضية إحدى الغرف عثر إناء يحتوي على أدوات برونزية وحلي مضىية وفضية وبرونزية وعيون من الحجارة وأوانٍ برونزية، عثر على إحداها كتابة سومرية، وهي الكتابة السومرية الوحيدة التي عثر عليها في منطقة البحيرة، كما عثر على أختام اسطوانية أكادية وبتر برونزية مستوردة على ما يظهر من أوغاريت، أما بالنسبة لفترة البرونز الوسيط، فوجدت أبنية كبيرة من اللبن وسور بطول /64/متراً، وقد عثر في هذه الفترة على رأس منحوت بشكل بارز، خلق من الطين المشوي لعله رأس آلهة بتاج ذي قرنين.
أما فترة البرونز المتأخر أوالحديث، فهي فترة الازدهار، حيث قامت مملكة "إيكالتا" وامتلأت بالمنازل التي وصل عددها إلى 450 منزلاً، ويقطن جميع منزل ما بين أربعة إلى ستة أشخاص، أي إنه كان في "إيكالتا" بين (2000 إلى 2500) نسمة، وقد كان تصميم المنازل فيها يشبه التصميم الحديث للمنازل، أي غرفة رئيسية للاستقبال، وغرف أخرى لبعضها درَج يؤدي إلى الأعلى، وحوش وتنور وأماكن لتخزين الطعام، ويدل تخطيط الشوارع والساحات على اهتمام السكان البالغ بمدينتهم، وقد عثر على معبدين ضخمين جميع منهما بطول 33م وبعرض 14م كانت تمارس فيهما الطقوس الدينية، كما عثر على معبد ثالث ضخم ومخازن وإسطبلات، ولم يعثر على قصر لسيد مدينة "إيكالتا"، ومن أبرز المكتشفات واللقى في هذه الفترة، نحت طيني بارز يمثل ربة مجنحة عارية، تمسك بكل يد من يديها معزة صغيرة، كما عثر على مجسمات عدة للربة عشتار، وفي بعض المشاهد بجنبها اللبوات، كما تم العثور على جرار وأدوات للطبخ.
لكن الأهم من جميع هذا، هوالعثور على مجموعة من الكتابات المسمارية التي أعطتنا اسم المدينة القديم، وكتابات أخرى أفادت حتى المدينة كانت سوقاً ومركزاً تجارياً تباع فيه الأغنام والماعز والحبوب والمعادن الثمينة.
المراجع
- ^ جاسم العيادة (2008-08-18). "تل "الممباقة".. البحث الأثري والحضارة". eSyria.