محمد السادس طنجة تيك

عودة للموسوعة

محمد السادس طنجة تيك

الملك محمد السادس ولي بياورئيس مجموعة هايتى الصينية عند إطلاق مشروع طنجة تيك، مارس 2017.
توقيع مذكرة التفاهم بين المجموعة الصينية cccc وشركة تهيئة مدينة محمد السادس، بكين، أبريل 2019

محمد السادس طنجة تيك، أومدينة محمد السادس الذكية، أوطنجة تيك، هومشروع إنشاء مدينة ذكية في طنجة، المغرب. ستُبنى المدينة على مساحة 2000 هكتار ويتكلف بناؤها 11 مليون دولار.


الإنشاء

في أبريل 2019، قامت شركة تهيئة مدينة محمد السادس تيك بطنجة، الشركة المسئولة عن إنشاء المدينة، بتوقيع مذكرة تفاهم مع المجموعة الصينية CCCC الشهيرة في قطاع البناء والتجهيز.

وفي أغسطس 2019 واصل البنك المغربي للتجارة الخارجية سعيه لعقد اتفاق مع شركة CCCC الصينية من أجل إحياء مشروع مدينة طنجة تيك.


خلفية

في 2016، بدأ الحديث عن مدينة تكنولوجية بطنجة ستنجز باستثمارات صينية هائلة تصل إلىعشرة ملايير دولار. وتم الإعلان عن الحدث قبل سنة في حضور الملك محمد السادس.

"عين دالية، هي شنغهاي المغرب مستقبلا". هكذا وصفت إحدى اليوميات مشروع مدينة محمد السادس لطنجة التكنولوجية (طنجة تيك) في 2016. وقد بلغ الحماس إذاك درجة تلاشى معها الحذر المعمول به في هذه المناسبات، وراح الجميع يوردون أرقام مذهلة: 100 ألف منصب شغل، 200 مصنع،عشرة ملايير دولار من الاستثمارات، ومساهمة قوية للشركات الصينية. أما التمويل فسيتكلف به ثلاثي كان يظهر متفقا على جميع شيء: البنك المغربي للتجارة الخارجية، جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، التي ستوفر الوعاء العقاري، والمجموعة الصينية "هايتي" التي تم معها التوقيع على مذكرة تفاهم في ماي 2016 إبان زيارة الملك إلى الصين. وكان يفترض في هذه المجموعة نفسها استثمار مليار دولار في "المنطقة الصناعية".

سنة بعد ذلك، ترأس الملك بقصر مرشان بطنجة حفل تقديم "مدينة محمد السادس التكنولوجية بطنجة" (طنجة تيك). وتنبأ عثمان بنجلون قائلا "إنها الولادة الجديدة لطريق الحرير (...) هذه الطريق ستمر الآن عبر طنجة، وانطلاقا من هذه الأرض المباركة ستتجه إلى القارة الإفريقية وأوروبا وأمريكا". وبنبرة تنضح يقينا، أعرب وزير الصناعة والتجارة، مولاي حفيظ الفهمي، بدوره حتى "الأشغال ستنطلق في النصف الثاني من 2017".

إلا أنه، وبعد عام فقط، لا شيء سار كما كان متسقطا. فقد اختفت مجموعة "هايتي"، كما حتى المسقط الذي سيحتضن مبدئيا "طنجة تيك" أصبح غير صالح بسبب الفيضانات، وصار من اللازم القيام بسلسلة جديدة من الدراسات، بل إذا المتدخلين في المشروع صاروا يتقاذفون هذه الكرة الحارقة.

اختفاء الصينيين

كان مشروع طنجة تيك برمته مرتبطاً منذ 2016 بمجموعة هايتي، التي تم تقديمها على أنها عملاق يجسد إنجازا كبيرا في تاريخ العلاقات المغربية الصينية. ولكن الجميع اليوم يتفادون ذكر اسمها، ولا يذكره المستثمرون المغاربة سوى على مضض. "قبل شهرين، أبلغنا إلياس العماري، خلال اجتماع بطنجة، حتى مجموعة هايتي لم تعد طرفا في المشروع، وأنه يعتزم مقاضاتها"، يقول أحد المستثمرين(...).

والواقع حتى وثائق تأسيس الشركة المكلفة بإنجاز المشروع والموجودة لدى المحكمة التجارية بالدار البيضاء، تقول إذا "شركة تهيئة مدينة محمد السادس التكنولوجية بطنجة" (طنجة تيك) لها مساهمان فقط: البنك المغربي للتجارة الخارجية وجهة طنجة- تطوان- الحسيمة.

بعد نشر مسقط "لوديسك" لتحقيق في يوليو2017، يظهر فيه حتى مجموعة هايتي الصينية عملاق ولكن بأقدام طينية، بذل جميع من عثمان بنجلون، ومولاي حفيظ الفهمي، وإلياس العماري، جهودا حثيثة للتأكيد على حتى المشروع ليس وهما، ونظموا عددا من الزيارات الميدانية والندوات الصحافية. "أنا من الذين يرون النصف المملوء من الكأس" نطق بنجلون بنبرة فلسفية، ولكنها لم تكن كافية لطمأنة المرتابين، خاصة أولئك الذين يشككون في قدرة المجموعة الصينية على إنجاز المشروع.

ويقول مصدر مطلع على الملف منذ مفاوضات 2016 "منذ عامين، وأنا أقول لهم إذا هايتي لا تستطيع مواكبة المشروع". من جهته يقول مصدر جاء حفل توقيع مذكرة التفاهم مع المجموعة الصينية في 2016، إذا هذه الأخيرة تنشط في مجال "صيانة الطيران، وهذا القطاع لا علاقة له مع المناطق الصناعية. فلكي تكون 'هايتي' قادرة على تطبيق هذا المشروع، عليها حتى تكون مالكة لعشر مناطق صناعية على الأقل تتراوح مساحتها بين 50 و100 هكتار. هذا فقط ما يخول لها التوفر على التجربة اللازمة، والبرمجيات الضرورية لتدبير هذه المناطق، فضلا عن الموارد البشرية المتخصصة.. وهايتي لا تتوفر على أي شيء من جميع هذا". من ناحيته يوضح خبير في المجال حتى مصنع المجموعة الصينية "الخاص بصيانة الطائرات في مدينة شينگدوتكلفت ببنائه شركة أخرى. فكيف يمكن لهايتي المساهمة في بناء 200 مصنع بالمغرب، وهي ليست متخصصة في المجال". والواقع حتى المجموعة الصينية، وكما يظهر على مسقطها الإلكتروني، تنشط في مجال بعيد عن صناعة السيارات، والاتصالات، والطاقات المتجددة، أوالعقار، وهي القطاعات المعنية بمشروع طنجة تيك. ومن بين العشرات من فروع "هايتي" توجد شركة وحيدة هي المدرجة في بورصة شينزين، وهي گواتشين، وأداؤها ليس مغريا بالمرة. "الشركة حققت أرباحا لا تتجاوز 11 مليون دولار، وهذا يعتبر مستوى متواضعا جدا في الصين" يقول خبير مالي صيني.

باختصار إذن: "العملاق" الذي يعول عليها لخلق مدينة تضم 300 ألف نسمة، ليس له الأكتاف الكافية للنهوض بهذه المهمة. فالشركة الصينية "لا تملك الخبرة الكافية ولا الموارد المالية الضرورية، بل إنها لم تحصل على الضوء الأخضر من الحكومة الإقليمية أوالمركزية بالصين" يوضح مصدر شارك في المفاوضات مع "هايتي". وحسب معلومات حصلت عليها "تيل كيل"، فإن المساهمين في المجموعة لم يتم إخبارهم المشروع، وهذا ما تسبب في انسحابها. "ما إذا فهموا بتوقيع رئيس المجموعة 'لي بيو' بالمغرب، حتى أبدى المساهمون رفضهم، فقيل لهم لا شيء تم بعد"، يقول مصدر من الصين كان قريبا من المشروع منذ البداية.

مشكلات وتأجيلات

بعد عامين من الإعلانات والأرقام الخيالية، ها هومشروع طنجة تيك يجد نفسه أمام الواقع العنيد. فبعد التراجع الغامض لهايتي، اتى دور ديكاستال، الرائد العالمي في صناعة إطارات السيارات من الألمنيوم. كان يفترض حتى تشرع هذه المجموعة الصينية في أشغال إنجاز مصنع لها بطنجة قبل شهرين، لكنكها غيرت رأيها وتعتزم التوجه إلى مدينة أخرى. والسبب: مسقط "طنجة تيك" مهدد بالفيضانات بسبب واد المهرهر.

والواقع حتى خطر الفيضانات يهدد بتجميد المشروع برمته. من الضروري بناء حاجز لحماية الوحدات الصناعية المستقبلية من الفيضانات. وقد دق مخط للدراسات الهيدروليكية ناقوس الخطر: بدون حاجز الحماية، سيتوجب حمل مستوى بناء المصانع بـ4 إلى 4.5 أمتار. "هذه التكاليف الإضافية ثقيلة وقد تنفر المستثمرين" يقول أحد الفاعلين في قطاع البناء والأشغال العمومية.

المصادر

  1. ^ "اتفاق مغربي/صيني حديث لإحياء مدينة "طنجة تيك" !". زنقة 20. 2019-04-26. Retrieved 2019-08-04.
  2. ^ "Morocco's BMCE Bank looks to build on China ties to deliver $11 billion tech city". رويترز. 2019-08-04. Retrieved 2019-08-04.
  3. ^ طنجة تيك".. المدينة السراب؟". تل كيل. 2018-06-02. Retrieved 2019-08-04.
تاريخ النشر: 2020-06-06 06:12:47
التصنيفات: مشروعات مستقبلية في المغرب, طنجة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

طقس الثلاثاء..أجواء حارة في مناطق من المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:18:50
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 76%

موعد ومكان جنازة المذيعة ماجدة عاصم - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:20:24
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

مسؤولون: 32 طفلا بين ضحايا كارثة الملعب في إندونيسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:16:40
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 94%

المغرب يوجه رسالة إلى أطراف الأزمة في بوركينا فاسو

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:18:59
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 70%

درجات الحرارة اليوم 4-10-2022 على مصر.. طقس معتدل - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:20:29
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

77.89 مليار درهم..المغرب يجني إيرادات قياسية من صادرات الفوسفاط

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:18:57
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 71%

وفاة المذيعة ماجدة عاصم بعد 5 أعوام من رحيل ابنها عمرو سمير - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:20:25
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

اكتشاف صلة بين التمثيل الغذائي وصحة الدماغ المرتبطة بالخرف

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:18:02
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 91%

الأهلي يوضح لأول مرة التعديلات الجديدة على الشعار

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:18:25
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 45%

بيونغ يانغ تطلق صاروخا.. وطوكيو ترجح تحليقه فوق اليابان

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:17:03
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 85%

مصر.. تعليق حكومي على أزمة القمح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:16:39
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 85%

مانشستر يونايتد يوافق على رحيل رونالدو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:16:47
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

بايدن: سنفرض عقوبات جديدة على إيران "هذا الأسبوع"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:16:41
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 91%

زورافليوف يقود جيش روسيا بأوكرانيا.. فهل يكرر سيناريو "حلب"؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:17:04
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

مقرر مساعد لجنة القضية السكانية: مرحلة الإعداد للحوار مهمة للغاية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:18:42
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

بريطانيا: سنواصل مساعدة أوكرانيا حتى "انتصارها"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:16:38
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 88%

واشنطن: نرفض تهديد الحوثي للسفن وشركات النفط

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:17:05
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

كوريا الشمالية: نحترم إرادة سكان الأقاليم التي انضمت إلى روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 03:16:37
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 91%

تحميل تطبيق المنصة العربية